- التفاصيل
يُعتبر ما حدث في السابع من أيار/مايو 2023 حدثاً مفصلياً من أحداث ثـ..ـورة الشام، والذي أطلق شرارة جديدة من الاحتجاجات والمظاهرات في المناطق المحررة إثر قيام جهاز الأمن التابع للجولاني بحملة اعتقالات همجية استهدفت عدداً كبيراً من شباب حزب التحرير في ولاية سوريا، وما رافق ذلك من أسلوب وحشي باقتحام للبيوت، وتسور للأسوار، وكشف على حرمات المسلمين، وترويع للآمنين من النساء والأطفال.
نعم، هذا الحدث لم يكن حدثاً عادياً، فقد أكد للناس أن بلطجة أمنيات الجولاني تحاكي إجرام نظام الطاغية بشار وقمعه لكل من هو ثائر على تشبيحه وبلطجته، فما كان إلا أن انفجرت المظاهرات في مناطق إدلب وريف حلب الغربي وامتدت إلى مناطق ريف حلب الشمالي من عفرين وصولاً إلى مدينة الباب بحكم أن روح الثـ..ـورة واحدة، وبلغ عدد نقاط التظاهر العشرات؛ شبابٌ غاضب ثائر ضد الظلم والتجبر، وحماسٌ لإعادة الثـ..ـورة سيرتها الأولى، مع نشاطٍ واضح مؤثر للحراك النسائي الذي أفقد الجولاني وعصابته صوابهم، فبدأوا بالتعرض للنساء، محاولين التضييق عليهن ومنعهن من الوصول إلى نقاط التظاهر، كما حاولت أمنيات الجولاني بكل ما أوتيت من قوة قمعَ تحرك الرجال، واستخدموا في سبيل ذلك أساليب عدة بلغت حد إطلاق الرصاص الحي، مع استمرار حركة الاعتقالات التي كانت تستهدف شباب حزب التحرير بهدف إخماد الحراك بأي طريق ممكنة.
كانت مطالب المتظاهرين واضحة منذ البداية، حيث طالبوا بإسقاط الجولاني ومحاسبته على جريمة اقتحام البيوت، كما خاطب المتظاهرون المجـ..ـاهدين المخلصين في هيئة تحرير الشام بأخذ دورهم ووجوب نصرتهم للمظلوم والأخذ على أيدي الظالمين ومنعهم من الاستمرار في اعتقال أحرار الأمة الساعين لنهضتها والعاملين لتحقيق أهداف ثورتها، وطالبوا بالإفراج الكامل عن جميع المعتقلين فوراً ودون تأخير أو شروط مسبقة.
لم تمنع أعمال جهاز الأمن العام التشبيحية والقمعية المتظاهرين من الاستمرار في مظاهراتهم اليومية. وبدأت هيئة الجولاني تتقهقر، وبدأت بالإفراج عن بعض المعتقلين في محاولة بائسة منها للتخفيف من حدة الحراك، ولكنها لم تفلح، وبدا موقف الجولاني وعصابته الأمنية حرجاً، خاصة بعد فتح ملف العملاء والحديث عن خلايا كبيرة منهم داخل الهيئة.
وبعد عشرة أشهر من الحراك المتواصل برز ملف جديد من الملفات الساخنة، ألا وهو ملف المعتقلين الذين قضوا نتيجة التعذيب الوحشي في سجون الجولاني، وذلك بعد تكشف قضية أبو عبيدة تلحدية التابع لجيـ.ـش الأحرار الذي يعتبر جزءاً من هيئة تحرير الشام، والذي مات تحت التعذيب في زنازين سجون الجولاني المظلمة.. إلى أن انفجرت موجة جديدة من الاحتجاجات والمظاهرات، ودخلت مدن وبلدات جديدة على الخط وانخرطت في الحراك ووُضعت ثوابت للحراك سُطرت في بنود تم أخذها من مطالب حراك أيار 2023 وهي: إسقاط الجولاني ومحاسبته، وحل جهاز الأمن العام ومحاسبته، وتبييض السجون من جميع المعتقلين المظلومين، واستعادة قرار الثـ..ـورة وفتح الجبهات لإسقاط النظام.
هنا أحس الجولاني وجوقته أن الأمور بدأت تتفلت من أيديهم وأن الزخم الشعبي للحراك يزداد يوماً بعد يوم، فكان أن حركوا جميع أوراقهم دفعة واحدة في فترة زمنية قصيرة وحرقوا أوراقهم مجتمعة في محاولة يائسة وبائسة لإنهاء الحراك أو التخفيف من حدته، فقد طرحت مبادرات إصلاحية ترقيعية التفافية ممن حاولوا حرف الحراك إلى منزلق التفاوض والرضا بالحلول الترقيعية التي تضمن بقاء الجولاني وزبانيته، فتم رفضها مباشرة، وحاول الجولاني القيام بجريمته الكبرى وهي جر العسكريين لقمع أهلهم ولإرهـ.ـاب الحاضنة ففشل في ذلك خاصة مع أخبار عن رفض العسكريين قمع أهلهم من المتظاهرين السلميين، كما رفضوا أن يقوموا بالدور التشبيحي الذي تقوم به أمنيات الهيئة، التي قامت بفض اعتصام إدلب وحاولت دعس المتظاهرين في بنش بالمصفحات، فانفجر المحرر بمزيد من المظاهرات.
ثم حاول عبثاً أن ينسب بعض أعمال القتل والتخريب للحراك فكانت كذبة مفضوحة متهافتة!
وآخر ما قام به هو شن حملة اعتقالات طالت شخصيات بارزة لها تأثيرها في تحريك الناس في كل من إدلب وبنش وجسر الشغور وقورقانيا وغيرها، ثم اضطر تحت الضغط الشعبي للإفراج عنهم جميعاً في أقل من شهر، ما أظهر قوة تأثير الحراك وشدة ضعف الجولاني وتخبطه في مواجهة الحراك المبارك.
إن ما تمر به ثـ..ـورة الشام من مطبات وأخطاء يوجب على الثائرين الاستفادة منها وعدم تكرارها، والسعي لضبط البوصلة من جديد وتصحيح المسار، خاصة مع وجود حزب سياسي دائم النصح والتوجيه والتحذير من الفخاخ السياسية التي يواجه بها الطغاة أيّ حراك شعبي يهدف لاقتلاعهم.
وإن التمسك بثوابت الحراك وعدم الحيد عنها مهما عظمت الضغوط له دورٌ بارز في ثبات القائمين على الحراك واستمرار جذوته وبدء تساقط جدار الخوف الذي بنته المنظومة الفصائلية في عموم المحرر.
هذا وقد برزت في عموم المحرر تأكيدات أن مطلب إسقاط الجولاني يشمل أيضاً كل قادة الفصائل المرتبطين، وأن الغاية هي إسقاط منظومة الارتباط والتبعية لأعداء الثـ..ـورة، وليست القضية فقط إسقاط أشخاص واستبدال غيرهم بهم، ممن يحمل نفس عقلية الارتباط والتفريط بالثـ..ـورة وتضحيات أهلها.
إن موجة الثـ..ـورة الجديدة في أرض الشام تبشر بخير عظيم، مع التذكير بضرورة أن تكون لها قيادة سياسية تحفظ تضحياتها وتستثمر طاقاتها وتحصنها من المنزلقات ومكر الأعداء المتربصين بأهل الثـ..ـورة، فذلك هو السبيل الكفيل لنجاح هذا الحراك المبارك في تحقيق أهدافه وتتويج تضحياته، وهذا يوجب التمسك بحبل الله وحده والثبات على ثوابت الثائرين، مع توسيد الأمر لأهله سياسياً وعسكرياً، لعل ذلك يحدث التأثير المطلوب في صادقي عناصر المنظومة الفصائلية، فينحازوا لحراك أمتهم ويسعوا مع الصادقين من أبناء الأمة لكسر القيود وتذليل العقبات لفتح الجبهات والزحف من جديد نحو العاصمة لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، ففي ذلك وحده الفلاح والنجاح بإذن الله، ونسأل الله أن يكون ذلك قريباً.
- بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني
- التفاصيل
قال الرئيس التركي أردوغان يوم 5/7/2024 "قد ندعو السيد بوتين ومعه بشار أسد. إذا تمكن السيد بوتين من القيام بزيارة لتركيا، فيكون ذلك بداية لعملية جديدة"، وادّعى كاذبا أن "داعـ.ـش والتنظيمات الكردية الانفصالية هم فقط من يعارضون تطبيع العلاقات التركية السورية"، مخفيا أن أغلبية أهل سوريا يرفضون النظام والتطبيع معه. وقال "إن أجواء السلام التي ستعم سوريا ضرورية أيضا لعودة ملايين الناس إلى بلادهم"، ما يعني طرد اللاجئين السوريين من بلدهم الثاني تركيا.
وجاءت تصريحات أردوغان فور عودته من كازاخستان ولقائه بوتين هناك وبحثه الملف السوري معه. وكان قد أعلن فجأة يوم 28/6/2024 استعداده لتطوير العلاقات مع سوريا، إذ كانت جيدة في السابق وكان يلتقي بشار أسد مشيرا إلى رغبته بلقائه مجددا، ولهذا ذهب للقاء بوتين.
وقد استنكر أهل سوريا ذلك، ففاجأهم وفجعهم بأحداث يوم 30/6/2024 بشن هجمات وحشية على اللاجئين السوريين في مدينة قيصري التركية التي لا يستبعد أن تكون لمخابراته يد فيها. إذ أعلنت وزارة داخليته أن نحو 472 من المهاجمين هم من أصحاب السوابق. فمن جمع هؤلاء الأشرار ووجههم إلى هناك؟! وذلك لتهديد السوريين المعترضين على توجهه لمصالحة النظام، وليعلمهم أنه لا مكان لهم في تركيا، وعليهم الرحيل، وإلا فإنه سيسلط عليهم أشراره، ناكثا بوعوده عندما استقبلهم بالبداية أنهم ببلدهم! بل ليتمكن من الإمساك برقابهم ويطعن ثورتهم بسهام مسمومة.
وقد بدأت الحملة ضد اللاجئين السوريين منذ أكثر من سنتين، وكانت ردود فعل أردوغان كالواعظ، وليس كرئيس دولة يقوم ويتخذ إجراءات حاسمة، بل كان عاملا مساعدا للحملة بقوله أثناء الحملات الانتخابية الرئاسية والمحلية، إن من أهدافه إرجاع السوريين إلى بلادهم. وبدأ يعلن استعداده للقاء الطاغية بشار، وأرسل رئيس مخابراته ووزيري خارجيته ودفاعه ليلتقوا بنظرائهم في نظام الطاغية.
وأظهر الطاغية بشار استعداده للقاء نظيره أردوغان بعدما زاره ألكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي يوم 3/7/2024 معلنا "انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا، وأن الغاية هي النجاح في عودة هذه العلاقات، وضرورة محاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته".
ويظهر أنه خطط لذلك في اجتماع أردوغان مع سيده الرئيس الأمريكي بايدن على هامش قمة السبع بإيطاليا يوم 14/6/2024، لأنه لا يمكن أن يتصرف دون موافقة أمريكا حيث يدور في فلكها. وأمريكا تبدي رغبتها بالانسحاب من سوريا، وذلك لتعزيز سلطة النظام التابع لها حيث تدخلت من أجل ذلك ودفعت تركيا وغيرها للتدخل. وقد تعثر تطبيق حلها السياسي واستصدارها لدستور سوري جديد حتى الآن. وهي الآن مشغولة بالانتخابات الرئاسية وبموضوع غـ.ـزة، بجانب الحرب في أوكرانيا ومحاولاتها لاحتواء الصين.
وبجانب ذلك يظهر أن أردوغان أراد تحويل الأنظار نحو سوريا وإشغال الناس بما يتعلق بها، ولينسوا خذلانه لأهل فلسطين، حيث بقي يتفرج على الإبادة الجماعية في غـ.ـزة كالعاجز، وهو قادر على فعل الكثير لو أراد، ما أسقطه من عيون الناس، وتوهم أن تطبيعه مع كيان يهـ..ـود وتعزيزه العلاقات معهم سيكون عاملا مساعدا للضغط عليهم لوقف الإبادة، ولكن وهمه تبخر.
وبالتوازي مع ذلك فإنه يثير الفتن والاقتتال في الشمال السوري، فهو مسؤول عما يجري لوجود قواته ومخابراته هناك وارتباط فصائل به، وهو من وراء الاعتقالات للمخلصين الرافضين للتطبيع مع النظام والمطالبين باستئناف الثـ.ـورة ليسكتهم وليحدث فوضى تجعل الناس يتمنون عودة النظام إلى مناطقهم!
وأحزاب المعارضة التركية وخاصة حزب الشعب الجمهوري وحزب السعادة، حزب أربكان، تلعب دور المعارضة ضد أردوغان، فقامت وأيدت النظام السوري واتصلت به، وهي ضد الثـ.ـورة لأنها ترفض عودة الإسلام إلى الحكم وإسقاط النظام العلماني في سوريا، وهي تدافع عن مثيله في تركيا، وهي تابعة لبريطانيا التي تتفق مع أمريكا في هذه الأهداف، وتختلف في المصالح، فتعمل على إيجاد دور فعّال لها في سوريا وتستخدم أتباعها قطر والإمارات والأردن.
إن الحقيقة تقول إن أي ارتباط بأية دولة إقليمية أو دولية هو انتحار سياسي، لأن هذه الدول تعمل لتحقيق مصالحها فحسب، فهي تستخدم المرتبط بها لتحقيق مصالحها، وإذا اقتضت المصلحة التخلي عنه فإنها تبيعه وتخذله وتسلمه. وفي الوقت نفسه، فإنها كلها متفقة على منع عودة الإسلام إلى الحكم، وعلى بقاء التقسيم الاستعماري للمنطقة والحفاظ على النظام الدولي القائم ومنه الحفاظ على كيان يهـ..ـود.
وبالنسبة لسوريا خاصة فإن هذه الدول لم ترد نجاح هذه الثـ.ـورة بأي شكل من الأشكال، لأنها أخذت طابعا إسلاميا، وتخشى إن نجحت أن تشجع شعوب البلاد الإسلامية على الثـ.ـورة على الأنظمة العميلة لإسقاطها وإقامة الخلافة. وهذا ما صرح به وزير خارجية سوريا الهالك وليد المعلم بأن الثائرين يريدون إقامة خلافة تشمل المنطقة. ومثل ذلك صرح مسؤولون روس وأمريكان حول خطر إقامة الخلافة في سوريا. ولهذا مكروا بهذه الثـ.ـورة مكرا تزول منه الجبال، فمدّوا أيديهم إلى الفصائل المسلحة بخديعة دعمها، فوقعت تلك الفصائل فريسة في شباكهم وهي لا تشعر وهي تلعب في الشباك وتأكل من الطعم وتظن أن صاحب الشباك يدعمها، إلى أن جاء اليوم الذي حان قطاف رؤوسها، فبدأت تصفيتها من كافة المناطق وحشرت بمنطقة إدلب ليتم بيعها للنظام المجرم!
فكان تآمر الداعمين وخاصة تركيا والسعودية أشد ضررا من أعداء الثـ.ـورة المباشرين من النظام السوري وإيران وأشياعها وروسيا التي أوعزت لها أمريكا بالتدخل لضرب الثـ.ـورة. فتصريحات أردوغان النارية ضد بشار أسد ووصفه بالقاتل وأنه لن يلتقي معه، ولن يسمح بحماة ثانية، وقضية سوريا هي قضية داخلية لتركيا، ولبسه ثوب المتدين ووصفه بالإسلامي، كل ذلك ساعده في عملية الخداع وتصديق الناس له ووقوعهم في شباكه.
فبدأت تكتمل حلقات تنفيذ المؤامرة بتدخل تركيا في سوريا عسكريا بإيعازات أمريكية لتسلم حلب لروسيا عام 2016 ومن ثم اتفاقيات خفض التصعيد وتسليم المناطق وسحب الفصائل وحشرها في الشمال.
وكل المؤتمرات والاتفاقيات المتعلقة بالشأن السوري في جنيف وفينّا والرياض وأستانة وموسكو وسوتشي وقرار مجلس الأمن 2254، وهو مشروع أمريكي، كلها لم تنص على إسقاط النظام وبشار أسد، بل ما نصت عليه هو الحفاظ على النظام العلماني السوري ومؤسساته، ودعت لوقف إطلاق النار أي وقف الثـ.ـورة والتفاوض مع النظام!
نسأل الله أن يكون هذا الوضع دافعا للناس للالتفاف حول القيادة السياسية الواعية المخلصة التي حذرتهم من أول يوم من كل ذلك ولا تزال تدعوهم للعمل على إسقاط النظام العلماني الجائر وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
- بقلم: الأستاذ أسعد منصور
- التفاصيل
وقعت مساء الأحد 30/6/2024م حوادث عنفٍ عنصرية عدة تعرض لها لاجئون سوريون في ولاياتٍ تركية عدة، وُصِفتْ بأنها "أكبر اعتداء جماعي ضد اللاجئين السوريين حتى الآن"، كان أبرزها وأشرسها ما وقع في ولاية قيصري، حيث تم الاعتداء على لاجئين سوريين والهجوم على منازلهم وحرق محلاتهم وكسر سياراتهم، مع توجيه أقذع العبارات العنصرية ضدهم، وقد سبق ذلك تصريحات مسؤولي النظام التركي للمصالحة مع بشار أسد ومحاولات "الضامن" التركي فتح معابر بين المناطق المحررة ومناطق نظام الإجرام في دمشق. لتنفجر على إثرها موجة احتجاجات عارمة غاضبة في الشمال السوري المحرر ضد وصاية النظام التركي وضد سياسته بحق الثـ..ـورة واللاجئين السوريين ودعوته للتطبيع والتصالح مع نظام الطاغية أسد ودفعه باتجاه فتح معابر التطبيع معه، وصلت إلى حد المواجهة المسلحة المحدودة مع القوات التركية الموجودة في الشمال السوري، راح ضحيتها أكثر من 7 أشخاص وعدد من الجرحى.
ليخرج علينا الرئيس التركي أردوغان يوم الاثنين 1/7/2024م بالقول: "الخطاب المسموم للمعارضة هو أحد أسباب الأحداث المحزنة التي تسببت بها مجموعة صغيرة في قيصري، ولا يمكننا قبول أعمال التخريب وإضرام النار في الشوارع... ولا يمكن لنا أن نتقدم أو نحقق هدفا من خلال معاداة الأجانب في المجتمع أو ممارسة العنصرية أو اللجوء لاستخدام لغة الكراهية ضدهم"، مضيفاً: "إنه من العجز اللجوء للكراهية لتحقيق مكاسب سياسية"!
فيما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا عن توقيف 474 شخصاً بعد الأعمال "الاستفزازية" التي استهدفت سوريين في تركيا، ليتبين لاحقاً أن 285 من المعتقلين لديهم سجلات جنائية في جرائم مثل المخدرات والنهب والسرقة وإتلاف الممتلكات والتحرش الجنسي! اعتقالٌ محدود بقصد التبريد وليس حل المشكلة أو قطع جذورها، خاصة بعد توجس النظام التركي من انتفاضة الشمال السوري المحرر الذي راح ينادي أهله برفع وصاية النظام التركي عن الثـ..ـورة وكف يده عنها.
أما تصريحات #أردوغان فأقل ما يقال عنها إنها استثمار للحدث لصالحه وليس غضبة للاجئين السوريين أو انتصاراً لقضيتهم. فالنظام والمعارضة شريكان في ظلم اللاجئين ودفعهم للرحيل من البلاد طوعاً أو كرهاً، ولكن بأساليب وأفعال وأقوال مختلفة. فيما نُقل عن أوميت أوزداغ، رئيس حزب "النصر" العنصري المعارض، عن تراجعه عن وعوده السابقة بترحيل اللاجئين قسرياً، ودعا الناس إلى العودة لمنازلهم وعدم إحداث شغب، مشدداً على أهمية توجيه غضبهم نحو صناديق الاقتراع.
إن من أخطر ما ابتلي به المسلمون بعد هدم دولتهم هو نجاح الكافر المستعمر في تمزيقهم دولاً وقوميات ووطنيات، وتغييب رابطة العقيدة الإسلامية لتحل محلها روابط عنصرية بغيضة ومنحطة كالقومية والوطنية.
لقد كان أهل الشام وإخوانهم الأتراك يعيشون في دولة واحدة أيام الخلافة العثمانية، فكانت حـ..ـربهم واحدة وسلمهم واحد، وقد اختلطت دماء أهل الشام بدماء الشهداء في حـ..ـرب جناق قلعة. وكانت علاقات الأخوة والمصاهرة حاضرة، وكذلك التداخل بين المناطق والسكان، فكانت غازي عنتاب موصولة بحلب، وكان أهل الشام يسافرون إلى إسطنبول كما كان الأتراك يزورون "شام شريف" كما كانوا يحبون تسميتها، فلم يكن هناك حدود ولا تمييز بين عربي أو تركي أو كردي، بل كانوا ينظرون لبعضهم أنهم شعب واحد وإخوة في الإسلام، فكما كان التركمان منتشرين في كامل مساحة سوريا كانت هناك قبائل عربية كثيرة منتشرة في تركيا، كديار بكر وغيرها، إلى أن ابتلينا بأفعال عنصرية هي من ثمار الاستعمار ويقودها أذنابه بعد أن باتت القومية والوطنية ورقة عنصرية بيد الأنظمة في لعبة التحالفات الداخلية والانتخابات دون اكتراث بأرواح الناس ومصائرهم.
ومع انطلاق ثـ..ـورة الشام وما رافقها من إجرامٍ للنظام بحق أهل الشام، اضطر عدد كبير من الناس للهرب من تحت القصف والبطش والملاحقة والاعتقال، وتفرقوا في أصقاع الأرض، فمنهم من قصد لبنان ومنهم من لجأ إلى الأردن والعراق ومنهم من قصد تركيا التي تضاعفت أعداد السوريين فيها بعد أن قصدها ما يقارب 3.5 مليون لاجئ.
فكان موقف النظام التركي من الثـ..ـورة السورية متوافقاً مع خارطة الطريق الأمريكية لاحتواء الثـ..ـورة ومن ثم الانقلاب على أهلها حال تغير ظروفها وانقلاب أحوالها، فرفع شعار "المهاجرين والأنصار"، وكانت الأريحية وتقديم التسهيلات، وكان استقبال السوريين الذين عاشوا سنوات مستقرة بداية الثـ..ـورة حين كان أردوغان ينادي برحيل الأسد تحت ضغط الثـ..ـورة وسقفها العالي، إلى أن كان المكر والأمر الأمريكي بالاستدارة نحو الطاغية أسد للتصالح والتطبيع معه، فاشتدت المحنة على أهلنا اللاجئين في تركيا، وزاد الضغط والتضييق عليهم حتى وصل مرحلة الترحيل القسري تحت مسمى "العودة الطوعية" لتركيع الناس وإخضاعهم لحلول أعدائهم.
فكان موقف أردوغان استثمارياً لا علاقة له بالمبدئية أو الإنسانية، فاستثمر اللاجئين السوريين انتخابياً واقتصادياً، وأخذ الأموال من الاتحاد الأوروبي وغيره من الجهات والمنظمات والهيئات، المحلية والدولية والأممية، في الوقت الذي كان يظهر فيه التشكّي من تكاليف استقبال اللاجئين السوريين وزعم إنفاق 40 مليار دولار عليهم، ما زاد في تهييج الرأي العام ضدهم خاصة مع اتهامهم من قبل المعارضة أنهم سبب الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة وتدهور الأوضاع في البلاد.
أما موقف المعارضة التركية فكان عنصرياً وتحريضياً بشكل فاق الوصف، مع كم هائل من ضخ أفكار ومشاعر الحقد والكراهية والغضب ضد اللاجئين السوريين، حتى صاروا ورقة انتخابية يتاجَر بهم ويُستثمرون وفقاً لمصالح النظام والمعارضة. فالمعارضة تقوم بتهييج الرأي العام عبر تحميل السوريين مسؤولية أزمات البلاد، رغم أن سبب الأزمة الاقتصادية هو النظام العلماني الرأسمالي الذي يزيد الفقير فقراً والغني غنىً. فيما يقوم النظام بالمزاودة على المعارضة في موضوع الترحيل، وراح يسابقها في اتخاذ إجراءات تضييق على اللاجئين السوريين علّه يسترجع صوت الناخب التركي الذي خسره لصالح المعارضة التي فازت في الانتخابات البلدية لتبنيها سياسة إعادة اللاجئين. ورغم كل ما بثته المعارضة العنصرية من سموم إلا أن النظام التركي لم يتخذ أي إجراء حقيقي لإيقاف هذه الجريمة وهذا الحقد وهذه المهزلة، لدرجة اتهامه من كثيرين أنه يتقاسم مع معارضته أقذر الأدوار للضغط على اللاجئين السوريين للخضوع للحلول الاستسلامية.
ورغم كل ذلك، إلا أن موقف الشعب التركي المسلم بشكل عام تجاه قضية اللاجئين السوريين كان مختلفاً عن موقف النظام ومعارضته، حتى إن أصواتاً وتصريحات من داخل البرلمان التركي أدانت جريمة الخطاب العنصري والأفعال العنصرية بحق اللاجئين السوريين.
إن المتتبع للأحداث يرى بما لا يدع مجالاً للشك أن كل ما يمارس بحق اللاجئين من اعتداء وتضييق وعنصرية وترحيل قسري، سواء أكان ذلك في تركيا أو لبنان أو العراق وغيرها، إنما ينسجم مع المكر الدولي لتركيع أهل الشام، ويهدف لإعادة السوريين لمقصلة الجلاد وحكم الطاغية وإنهاء ملف اللاجئين كخطوة في خطة خبيثة لوأد الثـ..ـورة ونسف تضحيات أهلها.
وإن كل ما سبق ذكره يتوافق وينسجم مع تهافت أردوغان للتطبيع مع نظام الطاغية أسد بتوجيهات أمريكية وتنسيق مع روسيا، خاصة بعد دعوته للطاغية أسد لزيارة تركيا واستعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية معه.
إن الحكم الشرعي يوجب على الحكومة التركية والمسلمين أن يتعاملوا مع اللاجئين كإخوة لهم في الدين، وأن ينصروهم وينتصروا لهم، لا أن يخذلوهم أو يتعاملوا معهم كلاجئين أجانب، فهذه النظرة هي من أفكار الاستعمار الذي أوجد سايكس بيكو، ولذلك يحرم التعاطي على أساسها أو على أي أساس وطني أو قومي أو عرقي، وإن موقف الإسلام من هذه الاعتداءات هو الإثم العظيم لمرتكبيها واعتبارها كبيرة من الكبائر، سواء من باشر الاعتداء أو شجّعه أو سوّق له أو دفع باتجاهه، وإن الوزر الأعظم تتحمله الحكومة التركية لأنها قادرة أن تحل المشكلة من جذورها ولكنها لم تفعل لأسباب باتت واضحة كالشمس في رابعة النهار.
- بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
لقد عملت أمريكا طوال سنوات الثـ..ـورة السورية للحفاظ على عميلها بشار أسد فأوعزت لإيران ومليشياتها بالتدخل لمساندة النظام، وأعطت الضوء الأخضر لروسيا للتدخل وضرب الثـ..ـوار جواً، فاستطاعت بهذه الطريقة أن تحافظ على عميلها بشار ومؤسساته الأمنية والعسكرية إلا أنّ ذلك أوجد تعقيدات على الأرض في الداخل عند النظام، حيث أصبح من الصعب السيطرة على المليشيات، وهي إحدى العقبات أمام الحل السياسي الأمريكي، إضافة إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق نفوذ، هي: مناطق سيطرة نظام الإجرام ومليشيات إيران، ومناطق الثـ..ـوار في إدلب ودرع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام، ومناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا وتديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكل فريق متمسك بما يراه حقاً مصيرياً بالنسبة له.
هذه التعقيدات دفعت أمريكا وعملاءها لوضع الحل السياسي على نارٍ هادئة والعمل على تذويب الثـ..ـورة السورية بواسطة الدول المتدخلة بصفة داعم للثـ..ـورة. فعملت على مؤامرة خفض التصعيد على مدى خمس سنوات لتسليم المناطق للنظام المجرم وإغلاق الجبهات ومحاولاتِ فتح المعابر تنفيذاً لاتفاقيات سوتشي وأستانة. وكذلك أوجدت حكومات مصطنعة للتضييق على الناس اقتصادياً بفرضِ الضرائبِ والرسومِ، وأمنياً باعتقال الصادقين الرافضين لإغلاق الجبهات واعتقال أصحاب الرأي من أهل كلمة الحق الرافضين للحل السياسي الأمريكي ومضايقة كل صوت يرفض الوضع الذي خطط له الداعمون للقضاء على الثـ..ـورة وفرض المصالحة مع نظام الإجرام.
واستُخدم الخداع التركي والقصف الروسي في فرض هذا الواقع على الثـ..ـوار، فيما أوعزت أمريكا بالتنسيق مع الروس والنظام لضرب الميلشيات الإيرانية بواسطة كيان يهـ..ـود لإخراجها من سوريا بعد أن انتهت مهمتها في قتال الثـ..ـورة السورية، ما ولّد صراعات بين إيران ومليشياتها من جهة والروس والنظام من جهة أخرى.
كما سلّطت أمريكا تركيا للضغط على الأكراد باحتلال بعض المناطق والقصف الجوي للكوادر ليصرفوا نظرهم عن الانفصال ويتنازلوا لصالح الحل السياسي الأمريكي بعد أن انتهت مهمتهم في حرب تنظيم الدولة وإضعاف الثـ..ـورة السورية.
وبعد أن طال الوقت في عملية ضبط الثـ..ـورة وتذويبها والتضييق على الناس سياسياً واقتصادياً وأمنياً احتقن الناس وانفجر الحراك الثوري في موجته الثانية في إدلب منذ أكثر من عام، على إثرِ اعتقالِ نحوِ خمسين من شباب حزب التحرير وأنصاره، بعد هدم جدار الخوف الذي بناه الجولاني وجهاز أمْنِهِ العام، ما دفع بعض المسؤولين الأمريكيين والمبعوثين الأمميين للتصريح بأن الوضع في سوريا خطير ويحتاج إلى حلٍ سريع، ما جعل الأتراك يعملون على تسريع الحل فأكثروا من التصريحات الداعية لمصالحة نظام بشار مع النظام التركي ومع المعارضة. واتخذت القيادة التركية خطوات تسريعية للتطبيع بين المعارضة ونظام الإجرام في دمشق عبر محاولات إدخال الروس إلى مناطق الثـ..ـوار بحجج خدمية واهية، ومحاولة فتح معابر مع النظام المجرم، ما ولّد ردة فعلٍ عند الثـ..ـوار بمنع دخول الروس والتحرك الشعبي الواسع لمنع فتح معبر أبو الزندين وضد المصالحات. ما دفع النظام التركي للضغط على الثـ..ـوار عبر حملات الترحيل للاجئين السوريين والتساهل مع العنصريين الأتراك الذين يهاجمون السوريين في تركيا كأداة ضغط عليهم، ما جعل الأمور تنفلت من عِقالها وتنفجر انتفاضة الشمال ضد النظام التركي، رافق ذلك مهاجمة مؤسساته المدنية والعسكرية وإنْزال الأعلام التركية والمطالبة برحيلِ الأتراك.
هذه الانتفاضة أرعبت النظامين التركي والسوري ومن ورائهم أمريكا، وأظهرت أن الثـ..ـورة لا تزال حيةً وأنها جمرٌ تحت الرماد، وبركانٌ سينفجر ليحرق كل المتآمرين وحلولهم السياسية الترقيعية. مع وجود مليشيات حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا والتي تسعى للانفصال، ولو تحت مسمى الحكم الذاتي حيث تمارس هذه المليشيات القمع والظلم بحق أبناء المنطقة من عرب وكرد ما فجر ثـ..ـورة العشائر ضدها في دير الزور وولّد احتقاناً في بقية المناطق ما جعل أمريكا والتحالف يتخوفون من انفجار الوضع، ما دفعها إلى تعزيز قواتها في قواعدها في الحسكة ودير الزور، واستحداث قاعدة غرب محافظة الرقة على الفرات وجلب قوة مشتركة مع (قسد) في مقر الفرقة السابعة عشرة في شمال الرقة، واستحداث مركز لها في قلب المدينة للتواصل مع أعيانها للإمساك بالوضع بشكل قوي.
ومن التعقيدات التي طرأت على المشهد السوري مذكرة الاعتقال الفرنسية بحق بشار أسد وأخيه ماهر، هذه المذكرة التي لها أثر سياسي ولو كان خفيفاً أكثر مما لها أثر تنفيذي، إذ يصعب تنفيذها ولكنها تشوش على مشهد الحل السياسي الذي أحد أطرافه مجرم حرب، وهذا من باب المناكفة السياسية للحلول الأمريكية، علماً أن أمريكا هي من تمسك بكامل الخيوط بعد أن أبعدت أي تأثير لخصومها الأوروبيين.
إن هذا الواقع للمشهد السوري يدل على أن الأمور أعقد مما تظن أمريكا وأن الحل السياسي بعيد المنال وأن الأمور لا يمكن التحكم بها وفق ما تشتهي هي وعملاؤها.
وأمام هذا الواقع المتأزم في سوريا يبرز نشاط الحراك الثوري كأخطر عمل على ترتيبات أمريكا وحلها السياسي، حيث أبرز هذا الحراك المفاصلة بين مشروعين؛ مشروع الإسلام العظيم، الذي يريده أهل الشام، ومشروع جحر الضب الأمريكي الذي أدخلت فيه أمريكا وعملاؤها قادة الفصائل وأدوات الحل السياسي من ائتلاف وحكومات مصطنعة مدجنة، ومنصات سياسية لا تمثل إلا نفسها.
إن الواقع في سوريا يدل على أن ثـ..ـورة الشام تسير بإذن الله بخطا ثابتة نحو هدفها المنشود وأنها عصية على الاستيعاب والاستئصال مصداقاً لقول الرسول ﷺ: «إِنَّ اللهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ».
قال تعالى: ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
- بقلم: الأستاذ محمد سعيد العبود
- التفاصيل
في لقاء صحفي أجراه رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا الأستاذ محمود كار حيث قال:
إن مما لا شك فيه أن الأحداث التي حصلت في تركيا وفي سوريا من هجوم على منازل اللاجئين في قيصري وباقي المناطق وحرق محلاتهم وكسر سياراتهم. وما حصل في الشمال السوري من الهجوم على شاحنات الأتراك وتكسير السيارات هي فتنة كبيرة وندعوا التركي والعربي والكردي إلى عدم الانجرار وراء هذا وأننا نؤكد أن دعوى القومية هي من الأفكار التي ابتليت بها الأمة الإسلامية
دولة الخلافة العثمانية التي فتحت وأغلقت حقبة والتي ركعت الإمبراطوريات وكانت الحلم المخيف للظالمين وحامي المظلومين قبل نحو مائة عام ، أصيبت بهذا السم العنصري ثم انهارت. في ذلك الوقت، نشرت القوى الاستعمارية الغربية فكرة القومية التركية من جهة، والقومية العربية من جهة أخرى. قسموا الرعايا العثمانيين بهذه الفكرة. لقد قوضوا ولاءهم بهذه الفكرة. عندما استولى الاتحاد والترقي على السلطة من خلال انقلاب، قوبل التمييز والإقصاء والتهميش الذي ظهر ضد العرب بانتفاضة عربية، تماما كما أراد الغرب. ومع ذلك، فإن ماتسمى الانتفاضة العربية، التي يزعم أنها تعاونت مع الانكليز، لم تجد أبدا دعما بين العرب. بل على العكس قد اختلطت دماء أهل الشام بدماء الشهداء في حرب جناق قلعة.
وفي جبهة فلسطين عندما اضطر الجيش العثماني إلى الانسحاب من الجبهة بسبب تفككك الجيش كانت العشائر العربية تحمي ظهر الجيش العثماني من أي هجوم بريطاني .
العنصرية لا تحقق النهضة في أي مجتمع! بل على العكس من ذلك، فإنه يسرع الانهيار الاجتماعي.
عملية انهيار الخلافة العثمانية واضحة! لقد مزقت التركية والعروبة والكردية الأمة الإسلامية. لقد تحطمت وحدة الأمة، وأصبح المسلمون ضعفاء وغير فعالين في السياسة العالمية ومنفتحين على جميع أنواع الحروب.
وفي حديثه عن الجريمة وكيف تكون قال : هي عمل شخصي. من يرتكب الجريمة سيعاقب ولكن لا يصح أن تعاقب العائلة كلها وهذه العقوبة تصدر عن السلطات القضائية وليس الشعب. ولو كان الأمر كذلك، لكان القتلة الذين اغتصبوا المرأة السورية وهي حامل عندما اغتصبوها في سكاريا عام 2017، ثم سحقوا رأسها حتى الموت بحجر، وخنقوا طفلها البالغ من العمر 10 أشهر حتى الموت، هم أتراك. هل تمت مداهمة منازل وأماكن عمل الأتراك المقيمين في سكاريا بسبب الجريمة التي ارتكبها هؤلاء القتلة؟ إن جريمة هؤلاء القتلة لا تجعل عائلاتهم وأقاربهم وغيرهم من الأشخاص من نفس العرق مذنبين. ولذلك فإن جريمة التحرش والاغتصاب التي يرتكبها شخص سوري لا تتطلب إدانة جميع المهاجرين السوريين. كيف يكون مداهمة منازل الأبرياء وحرق ونهب أماكن عملهم؟ أي نوع من التخريب وأي نوع من النهب هذا. انظروا لتصريحات وزير الداخلية علي يرليكايا؛ اعتقال 474 شخصاً شاركوا في أعمال استفزازية ضد السوريين وتبين أن 285 من المعتقلين لديهم سجلات جنائية في جرائم مثل المخدرات والنهب والسرقة وإتلاف الممتلكات والتحرش الجنسي. هل هؤلاء من سيحمون تركيا هل سيحمون الأطفال من التحرش والمغتصبين؟
إن الأزمة الاقتصادية التي نعانيها سببها النظام العلماني( الرأسمالي) حيث يزداد مال الغني ويزداد فقر الفقير فلا يصح أن نقطع فاتورة الأزمة الاقتصادية للاجئين السوريين والأفغان
وذكر كار إن ، فالمسؤول الرئيسي عن هذه الحملات ضد اللاجئين هي الحكومة بالطبع. ولم تتخذ الحكومة أي خطوات قضائية ضد الشائعات التي لا أساس لها من الصحة المنتشرة حول السوريين. وتتعمد بعض المجموعات نشر أخبار كاذبة مفادها أن السوريين يحصلون على رواتب ولا يدفعون ضرائب ويستفيدون من الخدمات الصحية مجاناً ودون الانتظار في الطوابير. والتزمت الحكومة الصمت أمام كل هذه المعلومات المضللة، بل وأعلنت أنها أنفقت 40 مليار دولار للاجئين، داعمة لهذه الشائعات. ومن ناحية أخرى، لم يتم ذكر المساعدات المالية ودعم المشاريع من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وتم تقديمه وكأن الأربعين مليار دولار المذكورة جاءت من جيوب هؤلاء. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تم فتح البوابات الحدودية في عام 2020 لأن الاتحاد الأوروبي لم يفي بالتزاماته النقدية؟ إذاً لماذا تم إغلاقه عندما أرسل الاتحاد الأوروبي الأموال؟ ما حجم المساعدات التي أرسلها الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين حتى الآن؟ كم مليار دولار ساهم بها رجال الأعمال القادمون إلى تركيا من سوريا في الاقتصاد التركي؟ يجب على الحكومة أن تشرح هذه الأمور واحدة تلو الأخرى. ولو كانت الحكومة قد اتخذت رد الفعل اللازم على المواقف العدوانية تجاه اللاجئين في المقام الأول، ولو لم تسمح بالخطابات العنصرية، ولو أنها طبقت العقوبات اللازمة، لما حدثت هذه الأحداث اليوم. ولكن، كما هو الحال مع كل قضية أخرى، تستخدم الحكومة قضية اللاجئين كأداة للسياسة الداخلية والخارجية. يتصرف بالطريقة التي تصب في مصلحته. ولذلك نرى الحكومة تارة تدافع عن اللاجئين وتارة تطردهم.