- التفاصيل
دعا أحمد يلدز مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى تسليط الضوء على الطريق المسدود الذي وصلت إليه ما سماها الأزمة في سوريا، وقال إن الأزمات الأخرى لا ينبغي أن تصرف أنظار العالم عن الملف السوري. وأضاف المسؤول التركي في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن، إن إعادة التركيز على سوريا هي ضرورة ملحة، مشدداً على ضرورة تمهيد الظروف لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وتحدث عن صعوبة التوصل إلى حل سياسي دائم في سوريا خلال الوقت الراهن، داعياً حكومة دمشق لبدء مصالحة وطنية حقيقية. وكان وزير دفاع النظام التركي يشار غولر قد قال في وقت سابق إن بلاده قد تفكر في سحب قواتها من سوريا إذا تم تأمين الحدود التركية.
من جانب آخر نقل موقع راديو الكل، عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، لم يسمّه، أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع في محافظة إدلب، وأعرب المسؤول، عن إدانة بلاده لأي استخدام للقوة ضد المتظاهرين السلميين، وفيما يتعلق بالتنسيق مع تركيا بشأن الأحداث في إدلب، أكّد المسؤول، أن الولايات المتحدة وتركيا تشتركان في مصلحة إنهاء الصراع في سوريا، وتواصلان التشاور بشأن السياسة حول سوريا. وفي منشور عبر حسابها الرسمي على منصة إكس استنكرت السفارة الأمريكية في سوريا، تحركات هيئة الجولاني ضد المتظاهرين في إدلب، وادعت أنها تدعم حقوق جميع السوريين في التعبير والتجمع السلمي. ووصمت السفارة، الهيئة، بممارسة الترهيب والوحشية بحق المتظاهرين السلميين.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون اعترف في تصريحات لقناة الحدث السعودية بأن ما سماها الأزمة السورية مستحيلة الحل، وأنهم لن يستسلموا لأنها قد تنفجر مرة أخرى في وجههم على حد تعبيره.. واعتبر بيدرسون أنه من الخطأ الكبير ترك القضية السورية دون حل مشكلاتها المتفاقمة والتي قد تنفجر بأي لحظة لأن الهدوء نسبي وليست هناك ضمانات لاستمراره، مستشهدا بما حصل في غـ.ـزة التي ظنوا فيها أن القضية الفلسطينية ماتت وانتهت.
هذه المقدمة من الأخبار والتصريحات السياسية التي تخص الشأن السوري انطلقت منذ أيام بعد غياب طويل عن المشهد السوري ومراقبة ما يحدث على الأرض في ظل انطلاق الموجة الثانية من الثـ.ـورة المباركة في حراك شعبي منظم يستهدف إسقاط الأداة الأبرز في تطويع الثـ.ـورة ألا وهو الجولاني الذي ينفّذ جميع الخطط الأمريكية التي تم رسمها لكتابة النهاية الأليمة لثـ.ـورة الشام المباركة، لكن الحراك الشعبي باغت مخططات الدول وخرّب ما رسموه لها حتى الآن على الأقل.
فالولايات المتحدة صاحبة النفوذ في سوريا هي التي رسمت الخطط للقضاء على الثـ.ـورة والحفاظ على النظام المجرم وأدخلت جميع القوى العسكرية لمواجهة الثـ.ـورة بدءاً من حزب إيران إلى المليشيات الطائفية العراقية والأفغانية وصولا إلى الحرس الثوري الإيراني وانتهاءً بروسيا وتركيا وفرض سيطرتها بنفسها على شرق الفرات.
وكل ذلك بهدف منع انتصار ثـ.ـورة الشام والمحافظة على نظامها العميل في دمشق، ولا زالت أمريكا تمكر الليل والنهار لمنع الثـ.ـورة من الانتصار.
أما مشهد إدلب وهو الأبرز على الساحة السورية والذي به يتحدد مصير الثـ.ـورة المباركة كونه قد تجمع فيه خيرة رجالات الثـ.ـورة ومجـ.ـاهديها وأبطالها الذين انتفضوا والتحقوا بالحراك الشعبي المطالب بإسقاط الجولاني وحلّ جهاز الأمن العام وتبييض السجون من المعتقلين المظلومين، فإن هذا الحراك ما زال يتعاظم رغم القمع المتواصل الذي يقوم به الجولاني وجهاز قمعه، ولم يكن آخرها تشبيحه على خيمة الاعتصام أمام المحكمة العسكرية بإدلب المطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وما تلاه من تشبيح وقطع طرقات ومنع المتظاهرين السلميين من النزول إلى مدينة إدلب وخصوصا ما حصل مع المتظاهرين في بنش، حيث تمت مهاجمتهم ومحاولة دهسهم بالمصفحات العسكرية وضربهم بالعصي والسكاكين على يد مليشيات اللجان الشعبية التي شكلها الجولاني مؤخرا للتشبيح على المتظاهرين في استنساخ تام لأفعال النظام المجرم.
وهذا الاستعراض للأحداث الأخيرة التي حصلت في إدلب أعاد الجميع لبداية الثـ.ـورة المباركة وذكّر الناس بأفعال النظام المجرم؛ ففض اعتصام إدلب ومهاجمة المتظاهرين بالمصفحات وإنزال مجموعات الشبيحة لمواجهتهم بالسكاكين والسواطير هو نهج النظام المجرم نفسه. بالمقابل خرجت المبادرات كالعادة كما خرجت في بداية الثـ.ـورة بداعي الحرص على البلاد وحقن الدماء والحفاظ على المكتسبات، وكانت هذه المبادرات محل رفض شعبي عارم لأنها تعتبر تنازلا عن الثوابت التي انطلق بها الحراك الشعبي في الوقت الذي يكابر فيه الجولاني وعصابته الأمنية ويرفضون التنازل قيد أنملة عن نهجهم ويصرون على رفض مطالب المتظاهرين بإطلاق المعتقلين الذين حوّلهم الجولاني إلى رهائن يساومهم على مواقفهم ودينهم، ولم يكتف بذلك بل بدأ باعتقال أبرز النشطاء في الحراك للضغط عليهم لإيقاف الحراك، مستغلا بذلك عدم الوعي السياسي لبعض قادة الحراك ممن جلس معه بزعم أنه يريد الإصلاح ما أدى لتباطؤ الحراك في بعض المناطق لفترة بسيطة.
وفي هذه الجولات التي يخوضها شعبنا مع الطغاة الجدد تبرز ناحية مهمة وهي الوعي الكبير من أبناء الثـ.ـورة المباركة، وهو نتيجة تراكم خبرات ثلاث عشرة سنة من الثـ.ـورة بالإضافة إلى وجود حزب سياسي هو حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، ما وقف حائلا أمام النيل من الحراك، وإفشال محاولات انزلاقه إلى مستنقع التنازلات والوقوع في فخ المفاوضات الخادعة.
إن المفاوضات مع الطغاة لا ينتج عنها إلا شقّ صف الثائرين والتنازل عن الثوابت وإعطاء الطاغية فسحة من الوقت لترتيب صفوفه، خصوصا بعد رفض العسكريين في الهيئة الانخراط بقمع المظاهرات، ما جعل الجولاني في موقف ضعيف يحتاج إلى المبادرات وأهلها لإعطائه الفرصة لحشد قوته وترتيبها في مواجهة الحراك.
لقد أثبتت التجارب أنه في مواجهة الطغيان لا مكان للمفاوضات والمبادرات وحسن النوايا، فالطاغية الذي لم يردعه شيء عن السير في طريق القضاء على الثـ.ـورة وانتهاك الحرمات واعتقال حملة الدعوة والمجـ.ـاهدين وتعذيبهم وقتل عدد كبير منهم ودفنهم في مقابر جماعية لن يوقف إجرامَه إلا ثـ.ـورة شعبية مبدئية تقتلعه وتقتلع ظلمه وطغيانه وتُعيد قرار الثـ.ـورة لأهله، فأصل المعركة في الشام استعادة أهلها قرارهم، وهذه المعركة التي اضطرت أمريكا والدول الإقليمية لحشد طاقاتها ومنع أهل الشام من استرداد سلطانهم المغتصب، ولذلك أنشأت الواجهات السياسية والحكومات، وتم ضخ المال السياسي القذر لشراء الذمم، وهذا ما حصل فعلا رغم التحذير من مخاطر الارتباط وقبول المال، لكن أهل الشام الذين انتفضوا أخيرا بهدف رفع المظالم واستعادة قرار الثـ.ـورة وساروا بالثوابت التي حددوها والتي ستكون بالنتيجة مقدمة مثالية للانطلاق لإسقاط النظام المجرم وكسر الخطوط الحمراء وفتح الجبهات التي أغلقها الجولاني وأمثاله من قادات الفصائل استجابة للأوامر التركية واتفاقياتها مع الجانب الروسي، وللسير في تنفيذ متطلبات الحل السياسي الأمريكي حسب القرار الأممي 2254 الذي يضمن الحفاظ على النظام العلماني المجرم في سوريا ويكفل للولايات المتحدة بقاء نفوذها في دمشق، لذلك نرى حرص الدول على بقاء الجولاني ورعايته كما رعت من قبل بشار لمنع الشعب من استعادة قراره. وتعتبر أمريكا ذلك معركة مصيرية ليس حبا بالأسد والجولاني بل لأن انتصار أهل الشام في هذه المعركة سيكون له تأثير السحر على بقية المسلمين في العالم ودافع لهم للنهوض وملهم لبقية الشعوب للانقضاض على أنظمتها الإجرامية، وهذا بالذات هو الذي يدفع أمريكا للتشبث بالأسد من قبل والجولاني الآن.
إن الحراك الشعبي يسير بخطا ثابتة رغم محاولات إيقافه أو حرفه عن هدفه بفضل الثلة الواعية التي أبطلت الكثير من الخطط والمؤامرات والمبادرات، وما زالت تفكك العُقَد التي تقف حائلا أمام حركته وتسقيه بالوعي اللازم في كل مرحلة من مراحله وتسير به نحو هدفه متوكلة على الله، حتى أصبحنا نرى تجذر الحراك الشعبي في النفوس مع التحاق المزيد من الشرائح المجتمعية به.
لقد أصبح الحراك الشعبي الجديد سفينة نجاة للثـ.ـورة مما يخطط لها أعداؤها، وأملا لدى الكثير من الثوار الذين يتطلعون لكسر القيود التي كبلت الثـ.ـورة ومنعتها من متابعة طريقها نحو إسقاط النظام المجرم.
لقد أصبح من الواجب على المجـ.ـاهدين والعسكريين الانحياز إلى أهلهم ونصرتهم في وجه الطغاة، والانتفاض على قيادتهم العميلة المرتبطة، وتلاحمهم مع شعبهم للأخذ على يد الظالمين وتحرير المعتقلين والعودة بالثـ.ـورة إلى طريقها الصحيح بعيدا عن مشاريع الوهم التي يروج لها الجولاني وزيدان وعطون وكيانات الذل والهوان التي تسعى أمريكا لترويجها عبر الجولاني وعبدي ريثما يستسلم أهل الشام، ولن يستسلموا بإذن الله لأنهم رفضوا الانصياع لعميلها بشار ولن ينصاعوا للجولاني وأمثاله ممن اقتربت نهايتهم. فالشام تستعد لطي مرحلة الحكم الجبري الذي أفسد على الناس حياتهم، لتبدأ عهد حكم الإسلام الراشد الذي تاقت أنفس المسلمين إليه في كل جنبات العالم.
بقلم: الأستاذ أحمد معاز
المصدر: https://tinyurl.com/2k72ys5u
- التفاصيل
#مقالة:
عنوان المرحلة يا أخي المجاهد
هذا الكلام برسم المخلصين والصادقين من أبناء هذه الثورة المباركة الذين ساروا على درب الجهاد في أرض الشام لردع العدو الصائل وحلفائه ، وليكونوا درعاً حصيناً لأهلهم وإخوانهم من كل ظالم غدار و مجرم مستبد ، والذين حملوا على عاتقهم الاستمرار بهذه الثورة حتى يكرمهم الله بإسقاط النظام المجرم وكسر سنين الذل وتحكيم شرع الله لتعود العزّة للإسلام وأهله .
وفي هذه المرحلة اليوم من ثورتنا المباركة التي تسلّط فيها قادة عملاء أغلقوا باب الجهاد بحجة الإعداد وأن القوى العالمية تحاربهم ، ومن ثم تسلّطوا على أرزاق الناس فضيّقوا عليهم في معيشتهم ، وراحوا ينفذون الأجندات المتفق عليها في مؤتمرات المكر والخذلان ، كلُّ هذا جاء نتيجة ارتباطهم وفقدانهم للقرار ، والذي يعتبر أهم عاملٍ من عوامل نجاح الثورات ، فالثورة التي لا تمتلك قرارها تضيع تضحياتها ويتحكّم بها أراذلها ، ورأينا كيف انطلق هؤلاء يلاحقون كل مخلصٍ صادقٍ حمل على عاتقه استعادة قرار الثورة المسلوب ، وكلّ مجاهد صادقٍ لا يرضى بهذا الحال من العار والهوان ، فشيّدت السجون والمعتقلات لتُخصَّص لهؤلاء الثائرين والمجاهدين المخلصين ، ولكل من يخالف أهواء ونشوة السلطة التي يتبجّح بها العملاء .
والآن يا أيها المجاهد المخلص ، نحن نعلم أن هذا الحال لا يرضيك ، وأن ما يقوم به القائد وأتباعه من أمنيين و مشرعنين ومرقعين بحق أهلك وبحق إخوانك في الجهاد يحدث جرحاً في نفسك وخاصة بعد الجريمة الكبرى للجولاني ، وهي محاولة وضعك في مواجهة أهلك الذين كانوا وما زالوا منذ بداية الثورة الداعم الرئيسي لك من بعد الله تعالى ، وأنك تقف الآن حائراً في أمر نفسك ، فما هو الحل وكيف يكون سبيل الخلاص للخروج من هذه المتاهة المظلمة إلى نورٍ يمهد لنا درب الانتصار ..؟
إن من أهم الثوابت التي لا تتغير في الثورات هي أن لكل قوةٍ عسكريةٍ حاضنة شعبية داعمة لها ، وأنهُ في ثورة الشام المباركة عندما انصهرت هذه القوة العسكرية مع حاضنتها الشعبية بكفالة الله ورعايته دون غيره ، كانت مؤشرات النصر تلوح في الأفق ، لولا أنها كانت تفتقد القيادة السياسية والمشروع الواضح ، فجاء أصحاب المشاريع الوضعية وحرفوا مسارها ، وحاولوا أن يوجدوا شرخاً بينهم لإضعاف الثورة ، ومن ثم جرّها لمستنقع المصالحات الخبيث والقضاء عليها ، وبهذا يتضح سبيل الخلاص للتخلص من المجرمين وتصحيح المسار ، وهو أن يعود المجاهدون المخلصون إلى حاضنتهم الشعبية والإطاحة بهذه القيادة العميلة ، وتبني قيادة سياسية واعية تكشف الضباب عن درب هذه الثورة ، وتفسد ما يمكر ويخطط له الأعداء ونسير سوياً مستعينين بالله وحده ونحطّم العقبات ونستعيد قرارنا ونكمل ما بدأت ثورتنا لأجله وهو إسقاط نظام الطاغية لنقيم على أنقاضه حكم الإسلام .
قال تعالى { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } .
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا:
علي معاز
- التفاصيل
ثلاثة عشر عاما ويزيد، وثـ..ـورة الشام قائمة في وجه الطغيان، لم تسقط رغم كل المكر الذي حيق بها من كل جانب، هذه الثـ..ـورة التي قضّت مضاجع صُنّاع القرار في العالم، لما لها من عوامل قوة لم تتوفر في غيرها، كموقع الشام الاستراتيجي القريب من ربيب أمريكا المدلل كيان يهـ..ـود، ثم لتقديم الإسلام كبديل عن نظام أسد العلماني المجرم.
وإن المكر الذي تعرضت له هذه الثـ..ـورة، كان كفيلاً أن يسلب قرارها من أهلها ويضعه عند حفنة من القادة المرتبطين، لا يملكون حتى أمر أنفسهم، إنما ارتضوا أن يمسكوا بالثـ..ـورة ويمنعوها من الاستمرار تنفيذاً لمقررات الدول التي وظفتهم ودعمتهم ومكنتهم من رقاب العباد وأقواتهم ومعاشهم.
وكانت قمة التسلط قد بلغت مداها العام الفائت، يوم أن تسوّر عناصر جهاز الأمن العام التابع للجولاني، بيوت حملة الدعوة في عدد من القرى والبلدات في ريف ادلب، وقامت بهتك حرمات البيوت وكشف العورات، واعتقال الرجال، في صورة قميئة لم يعرفها أهل الثـ..ـورة سوى عند من ثاروا عليه وسعوا لإسقاطه، ألا وهو نظام أسد المجرم.
وعلى إثر ذلك تفجّر حراكٌ ثوري مناهض لسياسات القمع والتسلّط والطغيان، وكعادة كل طاغية، فإن مواجهته تعني فضحه وكشف زيف سيطرته، وبيان عهر ارتباطه لأولئك الذين خدعهم طوال السنين الماضية، وهذا ما كان، فتوالت تصرفاته العنجهية، وانفضحت كثير من الخفايا، وكان من أهمها قتل المجاهدين تحت التعذيب في السجون، ما جعل أطيافاً واسعة من الناس تنزل إلى الميادين في حراك سلمي قد حدد ثوابته في إسقاط الجولاني وحلّ جهاز ظلمه، والإفراج الفوري عن جميع المظلومين.
فما كان من الجولاني المرتبط إلا أن يواجه هذا الحراك بأساليبه الخدّاعة، ففشل في ذلك لوعي الناس على واقعه الماكر، ما دفعه لاستخدام خيارات من سبقه من الطغاة، فلجأ لسياسة القمع التسلطية وقام بفض اعتصام سلمي في مدينة إدلب يطالب بالإفراج عن المعتقلين بطريقة تشبيحية، وذلك يوم الثلاثاء ١٥/٥/٢٠٢٤م، وعلى إثره ملأ الشوارع بالقوات الأمنية والعسكرية، وقطع الطرق، ومنع احتشاد الناس وتمركزهم في مدينة إدلب. قام بكل ذلك إرهـ..ـاباً للناس وتخويفا لهم، لعلهم يرجعون عن قول الحق في وجهه، أو يهابون سلطانه فيعودون عن جرأتهم وصدعهم بالحق.
إلا أن الردّ من أهل الثـ..ـورة هو ازدياد الزخم الشعبي، وتوسّع المظاهرات في عموم البلاد، فما كان منه إلا أن رفع وتيرة القمع فلجأ للاعتقالات التعسفية، خاصة في مدينة إدلب وجسر الشغور، إلا أن هذا التصعيد لم يقلل من اتساع الحراك ووعيه على تحقيق الثوابت.
إن قراءة هذا المشهد كجزء من حركة الثـ..ـورة الطبيعية التي سعت للخلاص من الطغيان، تؤكد أن الثـ..ـورة بدأت تقبض على قرارها من جديد، بعد أن سُلب منها من قبل، لأن أولياء الدم وأصحاب القضية ضاقوا ذرعاً بتصرفات قادة المنظومة الفصائلية، التي تتماشى مع السياسة الدولية التي تسعى لإنهاء الثـ..ـورة وتحقيق المصالحة مع النظام المجرم، خاصة بعد حركات التطبيع العلنية مع نظام الإجرام وإعادته إلى حظيرة الجامعة العربية.
وأخيرا فإن التمسك بثوابت ثـ..ـورة الشام المتمثلة بإسقاط نظام الإجرام بكل أركانه ورموزه، وقطع نفوذ الدول عن بلادنا، وإقامة حكم الإسلام، هو الكفيل بأن يزيح كلّ متاجر بالثـ..ـورة، ويبعد كلّ منتفع ومتسلق على تضحياتها. لذلك لا بد من التمسك بهذه الثوابت، ولا بد من إبعاد المتلونين، والمرتبطين بالدول، لأن الانسياق خلفهم يعني العودة إلى مرحلة سلب القرار، وإن الثـ..ـورة لا يصلح معها إلا خيار واحد ألا وهو الثبات والاستمرار حتى تحقيق الأهداف، ولا طريق أقصر من طريق الصدق وجمع الصادقين، ولا سلاح أقوى من الوعي على مكر الماكرين، ولا معين للحق سوى رب العالمين، فهو ناصر عباده ولو بعد حين، يقول تعالى: ﴿وَكَانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
بقلم: الأستاذ منير ناصر
المصدر: https://tinyurl.com/3m3mmay2
- التفاصيل
ثـ..ـورة خرجت لله وكان شعارها (هي لله هي لله) حق على الله أن ينصرها بإذنه سبحانه، كيف لا وقد قامت انتصارا للأعراض وضد الظلم في درعا وضد الظلم العام الذي سقاه المجرم حافظ الأسد وأبناؤه وطائفته للمسلمين في الشام عبر عقود وعقود. ثـ..ـورة كسرت حاجز الخوف عام 2011 وضحت بالغالي والنفيس لتتحدى أعتى الطغاة المدعوم من أمريكا الدولة الأولى في العالم، ثـ..ـورة نادت بأفكار الإسلام وأحكامه ودستوره وبدولة العز منذ سنتها الأولى، بوصفها البديل للنظام العلوي النصيري، لتجد نفسها أمام دول عظمى؛ أمريكا وروسيا، ودول كبرى إقليمية كإيران التي ألقت بثقلها وفلذات أكبادها للتنكيل بالثـ..ـورة والثوار، وأنظمة ادعت بأنها صديقة للثـ..ـورة زورا وبهتانا وهي تروغ من الثـ..ـورة السورية كما يروغ الثعلب كالنظام التركي والسعودي والقطري وغيرهم. ثـ..ـورة صمدت ما يزيد عن عقد من الزمان رغم الجوع والعطش والبرد وانعدام الأمن والتهجير والنزوح، كل ذلك وغيره الكثير الذي يؤكد على عظم أعباء الثـ..ـورة السورية وجلدها ومحاولاتها الدائمة للثبات والاستمرار وإن خفت نورها هنا وهناك، ولكن الجمر كان متأججا دوما تحت الرماد. فقناعات الثـ..ـورة وأفكار الثلة الواعية فيها ووعيهم السياسي كان كالجمر المتقد والحاضر لكشف المكر الدائم والخطط المنسوجة على يد أمريكا وأدواتها وعلى رأسهم النظام التركي الذي يلعب الدور الناعم في مخططات أمريكا لوأد الثـ..ـورة وإعادتها لحضن النظام السوري التابع لأمريكا.
ولقد وجدت أمريكا عبر تركيا مأربها في المحرر بالعديد من قادات الهيئة وعلى رأسهم الجولاني الذي أخفى وجهه الحقيقي عن الناس واستطاع أن يحرف الثـ..ـورة عن مسارها عبر الكذب والخداع تارة، والظلم والبطش والتخويف تارة أخرى، حتى صار الناس في حيرة من أمرهم وفي حال لا يحسدون عليه؛ إذ إنهم يفضلون الهيئة على نظام بشار، ولكن في الوقت نفسه يعيشون الظلم اليومي والبطش والتنكيل والتخويف على يد الجولاني وعصابته في الهيئة بصورة تصاعدية منذ سنين. ولم يدرك الناس حقيقة الخطر المتمثل في صمتهم وصبرهم على الجولاني وعصابته رغم محاولة الواعين من حملة فكر حزب التحرير من كشف المخطط الكبير الذي يعمل عليه الجولاني من أجل تخويف الناس وتركيعهم من جديد وتجهيزهم لقبول التسوية مع النظام السوري الذي ترعاه أمريكا عبر النظام التركي وأداته الجولاني.
ثم انقشعت الغشاوة بفضل الله عن أعين المسلمين في المحرر وكشف الوجه الحقيقي للجولاني وعصابته بعد السابع من أيار 2023 بعد أن اقتحمت عصاباته العديد من القرى في المحرر لاعتقال شباب حزب التحرير وأنصاره وانتهكت حرمات البيوت ونكلت بالمسلمين بصورة بشعة أعادت إلى الأذهان ما كان يفعله نظام المجرم حافظ الأسد وبشار من تنكيل وعدم اكتراث بالحرمات والأعراض والأعراف والأخلاق. وأرادت الهيئة الإمعان في تخويف الناس وتجهيزهم للقبول بالتسوية مع نظام بشار عبر ترويع المدنيين من جهة، وعبر اعتقال قادات شباب حزب التحرير الذين يعتبرون جمر الثروة الذي لا ينطفئ وخزان فكرها ومبعث وعيها السياسي.
وأراد الجولاني وعصابته أمراً ولكن الله سبحانه أراد أمراً آخر بهذه الثـ..ـورة المجيدة، ليكون السابع من أيار 2023 بداية الموجة الثانية من الثـ..ـورة وتجديد عنفوانها وحراكها المتصاعد منذ أكثر من سنة ضد عصابات الجولاني حتى كسر الناس في المحرر حاجز الخوف، لينضم إلى الحراك الأعيان والوجهاء ولتتجدد الروح الثورية من جديد، خصوصا بعدما اكتشف الثوار مقتل العديد من المعتقلين في سجون الهيئة واختفاءهم وقتلهم ودفنهم في مقابر جماعية ليكون ذلك كشفا للقناع الأخير عن وجه الجولاني القبيح وعصابته. فما الذي يفرقهم عن نظام بشار وشبيحته ومجرميه؟!
وبفضل الله ومنته وبجهود المخلصين من أبناء الشام في المحرر وتمسكهم بالثوابت الأصيلة للثـ..ـورة والقناعات التي اكتسبتها عبر مسيرتها الطويلة والتي تتماشى مع أفكار ورؤية حزب التحرير السياسية الواعية المبنية على فهم الواقع في الشام فهما صحيحا وفهم معالجات الإسلام المناسبة لهذا الواقع والتي تتمثل بثلاثة أمور أساسية:
١- إسقاط النظام كاملا بكافة أركانه ورموزه ودستوره وارتباطاته.
٢- قطع العلاقات مع الدول الداعمة المسماة زورا بالصديقة التي ثبت تورطها وتواطؤها كلها في محاولة وأد الثـ..ـورة وحرفها وتركيعها.
٣- التذكير بهدف الثـ..ـورة أنها لله ومن أجل الله، ولذلك فسيكون ما تتطلع إليه الثـ..ـورة بعد إزالة الظالمين وقلع نفوذ أمريكا من الشام، سيكون المطلوب إنشاء كيان يجعل من العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من أحكام أساسا لدستوره وحصنا حصينا للدولة المنشودة في الشام بإذن الله تعالى، وبذلك تكون الثـ..ـورة من جديد بشعاراتها وحراكها وأهدافها متجسدة قولا وفعلا بشعار الثـ..ـورة الأول (هي لله هي لله هي لله).
اللهم سدد ثـ..ـورة الشام في المحرر وخارجه وشدّ من عزمها واعل شأنها واجعل شرارتها كالنار في الهشيم الذي يحرق الظلمة وأعوانهم والمستعمرين الأمريكان في الشام وخارجه يا رب العالمين، فإن فلسطين والقدس وغزة والضفة في انتظار أمجاد الثـ..ـورة في الشام ونصرها لهم ولباقي بلاد المسلمين كما عودتنا الشام عبر تاريخها.
وصدق الله العظيم القائل سبحانه: ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
بقلم: د. فرج ممدوح
المصدر: https://tinyurl.com/47fumjux
- التفاصيل
أفادت إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا في نشرة أخبار الخميس 30/05/2024م بأن موقع راديو الكل، نقل عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، لم يسمّه، قوله إن "الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع في محافظة إدلب"، وأعرب المسؤول، عن إدانة بلاده لأي استخدام للقوة ضد المتظاهرين السلميين، وفيما يتعلق بالتنسيق مع تركيا بشأن الأحداث في إدلب، أكد المسؤول، أن الولايات المتحدة وتركيا تشتركان في مصلحة إنهاء الصراع في سوريا، وتواصلان التشاور "بشأن السياسة حول سوريا". ، وفي منشور عبر حسابها الرسمي في "إكس"، الأربعاء، استنكرت السفارة الأمريكية في سوريا، تحركات "هيئة الجولاني" ضد المتظاهرين في إدلب، وادعت أنها "تدعم حقوق جميع السوريين في التعبير والتجمع السلمي". ووصمت السفارة، الهيئة، بممارسة الترهيب والوحشية بحق المتظاهرين السلميين.
وإزاء ذلك، قال رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد عبر قناته الرسمية على منصة تلغرام: لن تستطيعوا خداعنا بالكلمات الكاذبة المنافقة. فشعبنا يعلم أن كل مصائب بلادنا ناتجة عن تدخلكم في شؤوننا، وسيطرتكم على مقدراتنا، من خلال حكامنا المجرمين التابعين لكم، ونحن إذ نثور على ظُلّامنا، ونطالب بحقوقنا، فلا نستنصر بكم، ولا نتوكل عليكم، لأننا نعلم أنكم أنتم الداعمون لهم في ظلمنا ونهبنا واغتصاب حقوقنا. وما أجرم قادة الهيئة بحقنا عبر السنوات الماضية إلا لينالوا رضاكم، بعد أخذ الضوء الأخضر منكم في كل ما اقترفوه. فارفعوا أيديكم عن شعبنا، وخذوا أتباعكم وانصرفوا، أو فادعموهم بكل ما تستطيعون، وسيدعمنا الله، الذي عليه نتوكل وبه نستعين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
المصدر: https://tinyurl.com/36nn8d4x