press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

الرأي العام الناتج عن وعي عام في طريق التغيير ضرورة ملحة

 



عندما تريد لأمر ما أن يطبّق ويصبح واقعاً ، لا بد أولاً من إحداث رأي عام حوله ، وتهيئة الظروف المناسبة والصحيحة لاحتضانه ، واليوم جميعنا نشاهد التصريحات الأخيرة للنظام التركي المتآمر والدندنات المتتالية حول المصالحة والتطبيع مع نظام الكيماوي ، فهذه التصريحات الهدف منها إيجاد رأي عام حول ملف المصالحة ، والترويج له تمهيداً لتطبيقه على أرض الواقع ، عندما تحين الفرصة وتتهيأ الظروف المناسبة لهذه الجريمة .

واليوم وبعد هذه السنين الطويلة من عمر الثورة وبعد اغتصاب سلطانها وقرارها العسكري ، أصبح من الضروري لنجاحها أن تتخذ عدة خطوات ، ومنها أولاً ضرورة استعادة القرار العسكري للثورة ، وذلك يكون بإيجاد رأي عام حوله بدايةً ، وتهيئة الظروف والأجواء لهذه الفكرة وشرح تفاصيلها حتى تصبح رأياً عاماً كاسحاً ، وضرورةً ملحةً لفتح الجبهات وإسقاط النظام المجرم ، وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه .

إن الرأي العام في مسيرة التغيير هو ضرورة ملحة لنجاح أي عمل ، واليوم إذا أردنا استعادة القرار العسكري للثورة ، فلا بد لنا من تذكير الناس بأن يأخذوا دورهم المنوط بهم ، وأن يعلموا أن القرار العسكري يجب أن يكون بأيديهم لا بأيدي أعدائهم ، والعمل بجد من قبل الواعين المخلصين لجعله قضية مصيرية ، ورأياً عاماً كاسحاً تمهيداً لاستعادة قرار الثورة السياسي والعسكري من النظام التركي عرّاب المصالحات مع النظام المجرم ومن قادة الفصائل أدوات التسليم .

وأخيراً : يا أهل الشام لن يصلح حال ثورتكم إلا بما صَلُح أولها ، وزيادة عليها تبنيكم لمشروع الإسلام العظيم وللقيادة السياسية التي وضعت هذا المشروع بين أيديكم ، والتي لها رؤية واضحة للمسير نحو فتح الجبهات وتحرير البلاد وإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه في ظلال خلافة على منهاج النبوة .

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز

3

 

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن أنقرة تعمل على تحديد موعد وكيفية الاجتماع مع النظام السوري على مستوى القيادة، مشيرا إلى عدم وجود جدول زمني واضح في الوقت الحالي، "فقط إعلان الإرادة"، على حد تعبيره. وأوضح فيدان، أنه خلال اتصالاته مع النظام السوري، وجد أنهم منفتحون على التفاوض، ولم تُبلّغ أنقرة بأي شروط مسبقة حتى الآن. وفيما يتعلق بالمنظومة الفصائلية، أشار فيدان إلى أن "صنع السلام مع المعارضة هو مشكلة النظام السوري". أما بخصوص الشروط المسبقة، فقال فيدان: "خذوا لاجئيكم ودمروا الإرهابيين في أرضكم وأنا سآخذ جنودي. دعنا نرى العلامات التي تشير إلى أنك ستنشئ هيكلاً إدارياً لن يرسل لي لاجئين مرة أخرى ولن يشكل تهديداً أمنياً". وأكد فيدان أنه عندما يتم طرح الشروط، فإن لديه المزيد من الشروط أيضاً.
تأتي تصريحات وزير الخارجية التركي في ظل سيل متواصل من تصريحات المسؤولين الأتراك بدءاً بأردوغان الذي تحدث سابقا وفي عدة مرات عن تطبيع العلاقات مع نظام أسد، ووصل به الحال للحديث عن إعادة العلاقات العائلية مع طاغية الشام، في رسالة واضحة لجميع الأطراف أن كلامه السابق عن إسقاط الأسد قد مضى وقته بعد أن استحوذ أردوغان على قرار الثـ.ـورة عبر القيادات الفصائلية وقرار الائتلاف الوطني والحكومات التي أنشأها شمال وشمال غرب سوريا، ما دفعه للمجاهرة بخططه المرحلية القادمة التي دقت ناقوس الخطر عند أبناء الثـ.ـورة، حيث انطلاق الحراك الرافض للمصالحة والتطبيع رغم محاولات مسؤولي النظام التركي تبرير الموقف العلني الجديد بخصوص نظام بشار، وسعي الماكينة الإعلامية الموالية له والتابعة للمعارضة السياسية التي يحتضنها والقيادات الفصائلية إظهار أن الأمر خاص بالدولة التركية ولا علاقة له بشأن المعارضة السورية، في خطوة تبريرية مكشوفة، فالتطبيع بين النظامين السوري والتركي هو كارثة على الثـ.ـورة في ظل انصياع أغلب هياكل الثـ.ـورة السياسية والعسكرية للنظام التركي الذي سيضعهم على طاولة المفاوضات مع طاغية الشام، وهو ما يعني تسليمه المناطق المحررة عبر قيادات المنظومة الفصائلية البارعة في عمليات التسليم من درعا إلى الغوطة وحلب وأرياف حماة وإدلب، وهي تعرف الخطط القادمة وتسعى لتخدير حاضنة الثـ.ـورة عبر رفع الصوت برفض التطبيع والمصالحة لدفع الناس للركون لها والانضمام لها كما حصل سابقا ومن ثم تسليم المناطق، ولكن الفارق هذه المرة أنه ليس هناك باصات لنقل الرافضين إلى مناطق أخرى في ظل إقفال الحدود التركية والجدار الحدودي الذي بناه النظام التركي لمثل هذا اليوم!
النظرة السياسية العميقة للموقف الحالي لثـ.ـورة الشام المباركة أنها تمر بمرحلة استعصاء على جميع الأطراف في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وهي على مفترق طرق منذ فترة طويلة فإما الاستسلام لطاغية الشام استجابة لرغبة أمريكا وأداتها الفاعلة حاليا النظام التركي، وإما متابعة الثـ.ـورة عبر فك ارتباطها وخلع القيادات الفصائلية المرتبطة واستعادة قرار الحرب وفتح الجبهات وخلط الأوراق؛ وهذا بالذات يلزمه عمل سياسي جبار لتجميع جهود الرافضين للاستسلام وصنع قوة دافعة منهم لإجهاض مشاريع الاستسلام والخنوع التي يديرها النظام التركي عبر قيادات فصائلية أتخمت بالمال السياسي الحرام وأصبحت أدوات لا تملك أي قرار وخصوصا الكاذب الجولاني الذي قال يوما بأنه يمتلك قرار السلم والحرب والحقيقة أنه لا يمتلك سوى قرار الاستسلام والتسليم، أما قرار الحرب فقد سلّمه لتركيا وأمريكا منذ وقت طويل ووضع نفسه أداةً في خدمة مشاريعها في المنطقة!
في ظل اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية نهاية هذا العام تتحدث وكالات الأنباء والمحللون السياسيون عن سعي الإدارات الأمريكية المتعاقبة لإيجاد حل سياسي في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، من دون ترجمة هذا النهج إلى مواقف ضاغطة على الأطراف المتداخلة في سوريا لإيجاد حل نهائي، لأن الحل النهائي الذي تريده أمريكا لم ينضج بعد وقد انصرفت إلى ملفات دولية تعتبرها ذات أهمية أكبر وخاصة بعد أن اطمأنت نسبيا إلى وضع عميلها في دمشق بعد إخراجه من عزلته الدولية.

الحقيقة أن الولايات المتحدة صاحبة النفوذ الفعلي في سوريا تمارس مكرها المتواصل ولم تتوقف منذ انطلاق الثـ.ـورة المباركة في الشام وتستعمل لذلك جميع الدول والمنظمات الدولية، ولكن مكرها موجه إلى أهل الشام أصحاب الثـ.ـورة، فمن مكرها القرارُ 2254 الذي صاغته هي بنفسها وضغطت في مجلس الأمن كي يوافق أعضاؤه عليه، واعتبرته ورقة العمل النهائية للحل في سوريا، وانطلقت تمارس ضغوطها على الثـ.ـورة للقبول به عبر إيران وحزبها اللبناني ومليشياتها الطائفية من عراقية وأفغانية وباكستانية، ورغم ذلك لم تنجح بسبب إصرار أهل الشام على إسقاط النظام المجرم رغم الفاتورة الكبيرة جدا التي دفعوها في سبيل التخلص منه، ما اضطرها لإدخال روسيا وأيضا لم تنجح بل كاد أهل الشام أن يهشموا جيشها لولا تدخل تركيا؛ الورقة الأمريكية الأخيرة، التي استطاع نظامها بالمكر والخداع تحقيق ما عجز عنه الإيراني ومليشياته والروسي وطائراته.
ما يميز السياسة الأمريكية تجاه الثـ.ـورة أنها تكاد تكون خفية، بل إنها تخرج بمواقف يظن بعض الناس أنها تقف معهم ومع قضيتهم كما حصل في تصريحها الأخير بعد خروج الثوار رفضا للتطبيع التركي مع طاغية الشام، فقد كان تصريح الخارجية الأمريكية أنهم لن يطبّعوا مع نظام أسد قبل أن تظهر استجابته في ملف حقوق الإنسان ووصول المساعدات لمستحقيها على كافة الأراضي السورية، وهذا عين ما نقوله، وقد طار به بعض السياسيين للتدليل على أن موقف أمريكا أفضل من موقف النظام التركي؛ ولم يعلم المسكين أن التصريح موجه للنظام التركي أن عليك التهدئة وترتيب أوراقك داخل أروقة الثـ.ـورة قبل متابعة عملية التطبيع، وعدم الاندفاع بقوة لأن الحاضنة قد تتفجر في وجهك وتخسر الكثير.
إن الحراك الشعبي الثوري أصبح الأمل الوحيد للثـ.ـورة في إعادة ترتيب صفوفها لخوض النزاع ما قبل الأخير لتحرير قرار الثـ.ـورة، وقد أثبت القائمون عليه وعيا منقطع النظير في إدارة دفته وتمدده إلى الشمال بشكل واسع بعد الصعقة الكبيرة التي تعرض لها الثائرون من الجانب التركي، ودفع الكثيرين للالتحاق بالحراك المطالب برفع الوصاية التركية عن الثـ.ـورة وفتح الجبهات على النظام المجرم، وما زال يسير بخطا ثابتة في إدلب رغم كافة المعوقات التي يواجهها، وخصوصا محاولات بعض المنخرطين فيه تبريده وتخفيف احتقانه رغم الخطر الكبير الذي يحيط بآخر معاقل الثـ.ـورة، وتتم معالجة الأفكار الخاطئة للبعض في تقييم الموقف العام، وهو ما يستدعي تجلية وتوضيح المواقف من كافة الأفكار والمفاهيم الخاطئة للسير بالحراك ومن ثم بالثـ.ـورة نحو بر الأمان عبر استعادة قرارها العسكري الذي هو أخطر ما تمت مصادرته من أهل الثـ.ـورة بذرائع وأسباب واهية، واستعادته في هذه المرحلة من قبل الحاضنة الشعبية والانطلاق به نحو فتح الجبهات على النظام المجرم سيكون له عظيم الأثر على المراحل اللاحقة التي يُراد فيها إطفاء جذوة الثـ.ـورة وحرق النفس الثوري، وتكريس الخنوع والهوان بين أبناء الثـ.ـورة للقبول بما تمليه مصالح الدول على حساب مصلحة أهل الشام وعلى رأسها إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه.
معركة أهل الشام هي في حقيقتها معركة استعادة القرار الذي بدوره سيكون مقدمة لإزالة أنظمة الحكم الجبري في بلاد المسلمين، ولذلك ترى الجميع متفقين على إجهاض الثـ.ـورة وإن اختلفوا في الأساليب، ويبقى أهل الشام بيضة القبان وأصل المعركة، ورفضهم وقبولهم هو الذي يحدد سير هذه المعركة ونتائجها بغض النظر عن طول أمدها وتكالب "الأصدقاء" عليها قبل الأعداء، ولكن ما ظهر في الفترة الأخيرة من ارتفاع سقف التحدي يبشر بخير قادم يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ويوجه رسالة قوية لحملة السلاح في الثـ.ـورة وخصوصا القادة أن عودوا إلى أمتكم واستجيبوا لمطالبها وإلا فلن ينفعكم داعم ولا ضامن، فالطريق الذي تسيرون به ستكون نهايته الخزي في الدنيا قبل الآخرة، والثـ.ـورة تتحضر لتعيد سيرتها الأولى ولن يستطيع أن يقف في طريقها أصحاب المصالح الخاصة والمشاريع الضيقة، فالشام ستعود قريبا بإذن الله عقر دار الإسلام.
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.

----
بقلم: الأستاذ أحمد معاز

 

ما حقيقة أصدقاء ثورة الشام وحلفائها

 

 

 

هناك بعض العبارات تتردد كثيراً في الآونة الأخيرة من قبل أناس اعتادوا على التبعية والانقياد ، سواءً لأجل مصالح خاصةٍ أو لجهلٍ سياسيٍّ المستفيد الأكبر منه هو العدو .

فيقولون لك مثلاً : إن هناك الكثير من الدول الصديقة والحليفة لثورتنا ، بذلت وقدّمت وساعدت ...الخ ، فنظرتهم هذه مادية سطحية جداً ، ومحاكمة بسيطة ونظرة سريعة على النتائج والتَبِعات الفعلية لتدخل هذه الدول ، نجد أن هذه الدول التي ادّعت الصداقة لثورتنا وعلى رأسها تركيا ، كانت سُّماً زُعافاً وخِنجراً قاتلاً طعن ثورة الشام ، إذ كيف يكون حليفاً لثورتنا من صادر قرارها السياسي والعسكري ، و كيف يكون حليفاً من سلّم المناطق باتفاقيات دولية نفذتها أدواته الداخلية من القادة المرتبطين ، كيف يكون حليفاً من نسّق مع الروس والإيرانيين الذين سفكوا دماءنا ، كيف يكون حليفاً لثورتنا من يصل ليله بنهاره ليطبّع ويصالح النظام المجرم الذي قتّل وهجّر واعتقل الثوار ودمّر البلاد وهدمها على رؤوس ساكنيها ؟!! كيف لمثل هذا أن يكون حليفاً لثورتنا ؟!

هذا هو الأمر ببساطة ، ثورتنا قامت على ثوابت وأهداف عظيمة ، وهي إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه ، فكان شعارها { هي لله هي لله ... ولتحكيم شرع الله } ، الأمر الذي أرعب النظام العالمي وعلى رأسه أمريكا ، وجعلهم يسخّرون جل طاقاتهم لإجهاض الثورة ومنع انتصارها ، لذلك إيّاك أخي الثائر أن تنخدع بمكرهم وخداعهم وادِّعائهم الصداقة ، بل على العكس من ذلك تماماً ، كن على يقين أنّك صاحب القوة ولست الطرف الأضعف ، هم يحاولون إخضاعك باتفاقياتهم المبنية على الخداع ، بسبب ضعفهم وعجزهم عن إخضاعك بقوّة السلاح .

فيا أهل الثورة الأحرار أنتم أصحاب القوة وأصحاب القرار ، قوموا وانتفضوا في وجه من سلبكم قرار ثورتكم واستعيدوه رغماً عنهم ، وأسقطوا من قامر بثورتكم وتضحياتكم ، ووسِّدوا الأمر إلى أهله من المخلصين الأحرار ، ممن يحملون مشروعاً سياسياً صادقاً ينبثق عن عقيدتنا ، و من قادةٍ عسكريين مخلصين يفتحون الجبهات ويعيدون لنا زمان التحرير حتى نسقط طاغية الشام ونقيم على أنقاضه حكم الإسلام .

وتذكروا قوله سبحانه وتعالى : { وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ } .

========
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علي معاز

2

 



أفادت إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا في نشرتها الإخبارية ليوم الجمعة 02/08/2024م بأن الحراك الثوري بدأ أسبوعه التالي بجمعة عنوانها: "حرر سلاحك وانتزع قرارك"، وعقب صلاة الجمعة انطلقت المظاهرات المطالبة برفع الوصاية التركية واستعادة القرار العسكري في كل من مدن إدلب وأريحا وكفر تخاريم وبلدات بنّش وكللي وقورقنيا وأرمناز ومخيمات أطمة وكفر لوسين ودارة عزة والأتارب وأبّين سمعان وكذلك في مدينة إعزاز. وتواصلت الخميس، المظاهرات والفعاليات الشعبية المستمرة منذ السابع من شهر أيار 2023، ضمن الحراك الثوري اليومي بريفي إدلب وحلب، وخرجت مظاهرات نهارية وليلية، طالبت باسترداد القرار العسكري المسلوب وإسقاط الجولاني وجهازه الأمني، وإطلاق سراح المعتقلين المظلومين وفتح الجبهات على النظام المجرم، واستعادة قرار الثـ.ـورة، وشددت على سلمية الحراك والثبات عليه، حتى تحقيق كافة المطالب.

 

 

449435681 122156816300091646 1399618416131512584 n

 

 

 

مضى على ثـ.ـورة الشام المباركة أكثر من ثلاثة عشر عاما، وهي وإن لم تقضِ على النظام المجرم، إلا أنها ما زالت عصيّة على الانكسار، رغم كل الدعم الذي يوليه المجتمع الدولي لنظام أسد، ورغم كل محاولات إنهاء الثـ.ـورة والقضاء عليها عبر السنين الماضية.
ولعل أبرز المحاولات لإعادة تعويم النظام المجرم، هو ما يقوم به النظام التركي الذي ادعى صداقته للثـ.ـورة وأهلها على مدار السنوات الماضية، وأدلى بتصريحات نارية تهاجم رأس النظام وتتوعده بالحساب والعقاب، إلا أن موقف النظام التركي قد ظهر على حقيقته في الآونة الأخيرة، وباتت دعوات التصالح مع نظام أسد هي الخبز اليومي للنظام التركي، وليس الهدف كما يبدو سوى محاولة إيجاد رأي عام حول عملية تسليم الثـ.ـورة قبل القيام بها، لترويض الشارع الثوري الناقم للقبول بعملية تسليمه للنظام المجرم. وهذه النقمة تبرز بين الحين والآخر عبر أعمال شعبية واسعة.
وفي هذا السياق جاءت زيارة المجرم أسد لموسكو ولقاؤه بالمجرم بوتين. فإنه وبحسب بيان صادر عن الكرملين صباح يوم الخميس الماضي، أرفقه بمقطع فيديو من اللقاء، بحث بوتين مع أسد "التصعيد" في الشرق الأوسط على خلفية الحـ.ـرب التي يشنها كيان يهود على قطاع غزة. وأضاف أنهما بحثا أيضا العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين. وذكرت رويترز - نقلا عن الكرملين - أن بوتين وضيفه ناقشا مجموعة كبيرة من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط منها احتمال عقد اجتماع بين أسد ورجب طيب أردوغان.
كما نلحظ بعد عودة النظام المجرم لمقعده في حظيرة الجامعة العربية السنة الماضية، وفتح بعض السفارات العربية التي أغلقت سابقا، كل ذلك يُعتبر داخلا ضمن محاولات تعويم النظام وإعادة الاعتراف الدولي به، وعلى المستوى الغربي فقد قال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، الجمعة (26 تموز/يوليو 2024)، إن بلاده قررت تعيين سفير في سوريا "لتسليط الضوء" عليها، ما يجعلها أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ أن عصفت الحـ.ـرب بالبلاد. وكانت إيطاليا استدعت جميع الموظفين من سفارتها بدمشق في 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا "احتجاجا على "العنف غير المقبول" من حكومة الرئيس بشار أسد ضد المواطنين".
إن هذه المحاولات التي ترافقت مع التزام قادة المنظومة الفصائلية المرتبطين بالاتفاقيات الخيانية منذ عدة سنوات، باتت تؤكد الحقيقة التي طُرحت في الثـ.ـورة منذ بدايتها، الحقيقة القائلة بأن المجتمع الدولي شريك في قتلنا، وبأنه ليس للثـ.ـورة ناصر إلا الله، إلا أن انحراف البوصلة عن هذه الحقيقة، وتوجه قوى الثـ.ـورة للتعلق بالقرارات الدولية والارتباط بالدول الداعمة، قد جرّ على أهل الثـ.ـورة الخزي والخسران والمهانة، فقد تحول قادة المنظومة الفصائلية لطغاة صغار يمارسون القمع على أهلهم، ويلتزمون بالاتفاقيات الدولية، ليظهر بوضوح أنهم أدوات بيد الدول تستخدمها لتطويع الثـ.ـورة وأهلها، وإخضاعها للحل السياسي الأمريكي المتمثل بالقرار ٢٢٥٤، والذي يعني عملية تسليم "مصالحة" شاملة تنهي الثـ.ـورة وتعيد إنتاج النظام المجرم.
ورغم كل هذه المحاولات لإعادة تعويم النظام المجرم وتطويع أهل الثـ.ـورة، إلا أن أهل الثـ.ـورة يحاولون جاهدين للحيلولة دون تمرير هذه المؤامرات، فتجد أن مناطق الثـ.ـورة تشهد تحركات شعبية واسعة تهدف لاستعادة قرار الثـ.ـورة، والحيلولة دون تنفيذ اتفاقيات الذل والمهانة. إلا أن هذه التحركات ليست كلها على سوية واحدة من الوعي، وإن كانت في غالبها تسير بوعي نحو هدف استعادة القرار، فقد كان لتدخل الدول وأجهزة مخابراتها دور في حرف محاولات منع الانعتاق من التبعية. ومن أساليبهم في مواجهة التحركات الشعبية محاولة حرفها وتحويلها عن هدفها من خلال طرح أفكار ضبابية كالقبول بالنظام التركي حليفا عسكريا يبقى موجودا في نقاطه العسكرية، وكف يده وهيمنته المباشرة عن الأمور الإدارية. وهذا التفاف على المحاولات الصحيحة يهدف للالتفاف على مطالب أهل الثـ.ـورة باستعادة قرارها السياسي والعسكري كاملا. فما فائدة قرار الخدمات ما دام القرار العسكري سيبقى بيد النظام التركي الذي صدّع رؤوسنا وهو ينادي بالمصالحة مع المجرم أسد؟!

وأخيرا فإن التحرك الهادف لاستعادة القرار كاملا هو الكفيل بقطع يد الدول عن العبث بالثـ.ـورة أو سوقها إلى حيث المذبحة، ولا خيار للصادقين في الثـ.ـورة إلا أن يعودوا ويطبقوا شعار "يا الله ما لنا غيرك يا الله" تطبيقا عملياً، فلن ينفعهم "صديقٌ" خدعهم طوال هذه السنوات، ولن يستطيعوا التغلب على كل هذا المكر إلا بالتمسك بحبل الله المتين والاعتصام به، وطلب النصر من الله وحده، فهو القادر على أن يعيننا على هزيمة أعدائنا وإبطال مكرهم، فهذا وعده لمن آمن وعمل صالحا، يقول تعالى: ﴿وَكَانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

بقلم: الأستاذ منير ناصر