press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

جريمة فتح معابر التطبيع

 

 

معلوم مؤخراً أن هناك خطوات خبيثة لتمرير جريمة فتح معابر التطبيع مع النظام المجرم برعاية النظام التركي عراب المصالحات.
إلا أن هناك من يزعم كذباً أن معبر أبو الزندين هو معبر حيوي اقتصادي وإنساني غير مرتبط بملفات التطبيع مع النظام المجرم.
كذب ممجوج ومحاولات بائسة يائسة لإشغال أهل الشام عن خطر هذه الجريمة ليصبح فتح المعبر أمراً محتوماً ليمرروا هذه الجريمة النكراء بحق أهل الشام وتضحياتهم دون أي معارضة أو مواجهة شعبية عارمة يخشاها السيد التركي وأدواته العملاء والصنائع.

بعد كل هذه التضحيات، هل قامت أعظم ثورة خرجت من المساجد تصدح:(هي لله هي لله ـــ لا للسلطة ولا للجاه) لمصالحة النظام المجرم أو للتطبيع معه أو فتح معابر الخيانة، أم خرجت لإسقاطه بكافة أشكاله ورموزه وتخليص الأمة من شروره وتتوج التضحيات بوعد رب العالمين وبشرى نبيه صلى الله عليه وسلم، خلافة راشدة على منهاج النبوة؟!

ليس أمام أحرار الأمة إلا فضح هذه المؤامرة والأخذ على أيدي من يسعى لترويجها وتنفيذها لجهل أو لمصلحة أو لعمالة. نعم، على أهل الثورة أن يقولوا كلمتهم ويملؤوا الساحات ويقفوا سداً منيعاً في وجه كل من يريد بأهل الثورة وتضحياتها سوءاً؟!

ونقول لأهلنا الثوار الصادقين: لقد ظهرت لكم حقيقة كذب ومراوغة النظام التركي وحقيقة أدواته المرتبطة به من قادة ومؤسسات وحكومات، فاعملوا لاستعادة قراركم وتصحيح مسار ثورتكم بعد أن عبث بها العملاء والمجرمون، باتخاذ قيادة سياسية مخلصة واعية صاحبة مشروع واضح منبثق من عقيدتكم تسير بكم نحو فتح الجبهات لإسقاط النظام المجرم في عقر داره وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه، لنفوز بعزّ الدنيا والآخرة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
موفق الحجي

33333

 

 

 

في مدينة غازي عنتاب التركية، عُقِدَ يوم الثلاثاء الفائت 3/9/2024م، اجتماعٌ موسَّع ضمَّ "الحكومة السورية المؤقتة" و"الائتلاف الوطني لقوى الثـ..ـورة والمعارضة" و"هيئة التفاوض" و"مجلس القبائل والعشائر" وقادة "الجيـ.ـش الوطني السوري"، تم خلاله "مناقشة الواقع السوري وسبل تذليل التحديات التي تواجهه"، وذلك حسب البيان الختامي لهذا الاجتماع الذي نشرته مواقع "الحكومة السورية المؤقتة" المُصنَّعة.
وقد تضمن البيان المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها في الاجتماع إضافة إلى عدد من التوصيات، كدعم الجيـ.ـش الوطني والحكومة المؤقتة وتوحيد الفصائل وتعزيز التواصل بين الائتلاف الوطني والقاعدة الشعبية وزيادة وجوده الفعلي على الأرض. كما أكد المشاركون على "الدور المحوري الذي لعبته تركيا وقطر الشقيقة في مكافحة الإرهـ..ـاب".
ويأتي هذا البيان بعد أيام قليلة من لقاء مدير منصة سوريا الإقليمية الأمريكي نيكولاس غرانجر مع رئيس هيئة التفاوض السورية د. بدر جاموس ورئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة ومن قبل ذلك مع رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، لمناقشة استراتيجيات الضغط من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وتحقيق حل سياسي شامل!
بدايةً، إن مجرد عقد هذا الاجتماع في تركيا، وكرِ التآمر على الثـ..ـورة وأهلها، يؤكد أن هؤلاء ليسوا إلا مجرد أدوات رخيصة يسخِّرها النظام التركي ويوجهها حيث يشاء، لتنفيذ الأوامر الأمريكية في إنهاء الحالة الثورية على أرض الشام وتهيئة الأجواء لإخضاع أهل الثـ..ـورة والتضحيات للحلول الاستسلامية، والانخراط في قطار التصالح والتطبيع الذي يقوده النظام التركي عراب المصالحات مع نظام البراميل والكيماوي، حيث تتلاحق تصريحات الساسة الأتراك لإعادة العلاقة مع نظام الطاغية بشار كما كانت ولدفع أهل الشام بالاتجاه ذاته.
إن هوية الثـ..ـورة هي أهدافها ومرجعيتها وثوابتها المنبثقة من صميم عقيدة أهلها، ومن يحيد عن هذه الثوابت فليس بممثل للثـ..ـورة ولا ينبغي له أن يكون ممثلاً لها، إنما يصبح أداة بيد أعدائها المتربصين بها، فمضمون البيان الصادر عن الاجتماع يؤكد انفصام كل الكيانات التي تم ذكرها عن واقع الثـ..ـورة وثوابتها وعن أهلها ومطالبهم. نعم، ساقطٌ كل من يتنكر لثوابت الثـ..ـورة بفعل أو بتصريح مهما رفع من شعارات وتفنن في الخطابات وزعم أنه للثـ..ـورة حافظ أمين.
لقد كان تركيز البيان منصبّاً على إنعاش هذه الكيانات الساقطة والمنبوذة شعبياً وتسويقها وتثبيتها لتكمل دورها الوظيفي الذي يرسمه "المعلم" لفرملة الثـ..ـورة وتأهيل أهلها تدريجياً لمرحلة التسليم والعودة لحضن النظام وبطشه، فغاب أي ذكرٍ لفتح الجبهات التي يطالب بها مخلصو الثوار، وغاب أي ذكرٍ لإسقاط النظام، ولا غرابة، إذ لم يعد ذلك في قاموسهم، هذا إن كان يوماً، وبدلاً من ذلك كان الشكر موصولاً للنظام التركي والقطري، المتآمرين على ثورتنا، لجهودهما في (مكافحة الإرهـ..ـاب)! والإرهـ..ـابي بنظرهم ونظر أسيادهم هو كل ثائر حر يعمل مع العاملين لإسقاط أنظمة الضرار وتحكيم الإسلام في ظل كيان ودولة.
إن المتتبع للأحداث يدرك أن أهم مواضيع الاجتماع هو ما ذكره البند السادس الذي نص على "مناقشة أهمية معبر أبو الزندين كمعبر حيوي إنساني واقتصادي يؤثر إيجاباً على الوضع الاقتصادي والإنساني في المنطقة. وأكد المشاركون أن هذا المعبر ليس له أية علاقة بأي من ملفات التطبـ.ـيع مع النظام، بل هو خطوة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية وتسهيل الحركة التجارية والإنسانية في المناطق المحررة".
حيث يأتي هذا الاجتماع بعد سلسلة محاولات لفتح معبر أبو الزندين، يقابلها رفض شعبي واسع له تجلى على الأرض عبر حراك مستمر ومظاهرات حاشدة ونصب خيام اعتصام ضد هذه الجريمة التي هي مقدمة عملية للتصالح والتطبيع مع نظام مجرم سفك الدماء وهتك الأعراض وشرد الناس في مشارق الأرض ومغاربها.
إنّ فتح المعابر لا علاقة له على الإطلاق بأي جانب اقتصادي أو إنساني أو تحسين لأوضاع الناس المعيشية كما زعم البيان، فهذا آخر ما يفكر به المتآمرون، إنما القضية سياسية بامتياز، لإخضاع الثائرين للحلول الاستسلامية عبر الألاعيب السياسية بعد فشل المعارك العسكرية، علاوة على ما يعنيه فتح المعبر من شرعنة للنظام وإعطاء قبلة حياة له ولاقتصاده المتهالك.
وإنه من الطبيعي في حالة الحرب ألا تكون هناك علاقات اقتصادية بين المتقاتلين، فلا لقاء بين الحق والباطل ولا التقاء منتصف الطريق، فأنصاف الثورات قاتلة وأنصاف الحلول مرفوضة. فثورتنا مبدئية، لا مطلبية لتحسين شروط العبودية. فقد حرقنا كل المراكب وبات تطلعنا لحل جذري يكافئ التضحيات.

فقد كان مجرد الجلوس على طاولة التفاوض مع نظام الطاغية بداية الثـ..ـورة جريمة تفضح صاحبها على رؤوس الأشهاد وتعتبره خائناً للثـ..ـورة والدين ودماء الشهداء، فما الذي تغير؟!
إن الحكومة المؤقتة (المصنّعة) متناقضة في تصريحاتها، فبعد أن كان فتح المعابر بنظرها على لسان وزير اقتصادها عام 2021م "جريمة يعاقب فاعلها"، أصبحت عام 2024م مصلحة "اقتصادية وإنسانية"!
فهل يؤتمن أمثال هؤلاء على ثـ..ـورة ودين وأرض وعرض؟! ألم يحذر وزير المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة (المصنّعة) الدكتور عبد الحكيم المصري من خطر افتتاح المنافذ الحدودية مع النظام المجرم عام 2021م؟!
ألم يحذر من إدخال المخدرات للشمال السوري، ويصرح هو نفسه بالقول: "إن خطورة افتتاح المنافذ الحدودية مع النظام المجرم كثيرة منها تسهيل دخول الإرهـ..ـابيين عملاء النظام والمليشيات المعادية لتنفيذ أعمال إرهـ..ـابية لزعزعة استقرار المنطقة المحررة، والعمل على تسهيل تهجير المواطنين من مناطقهم باتجاه المناطق المحررة وهجرتها لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين والاستيلاء عليها بحجج كثيرة وبالتالي تسهيل عملية التغيير الديموغرافي"؟!
ألم يقل هو نفسه: إن من أخطار فتح المعابر "المساهمة في إنعاش اقتصاد النظام المشلول وتحسينه قبل الانتخابات غير الشرعية، وإدخال الدولار المجمّد وهو أخطر من المزور،... وإدخال الحشيش والمخدرات المصدر الوحيد لتأمين العملة الصعبة للنظام، وتهريب العملة الصعبة لمناطق النظام الذي لا يملك العملة الصعبة فهو غير قادر على استيراد المواد الأساسية لذلك سيقوم بتأمينها عن طريق المناطق المحررة مقابل عملته المنتهية وبالتالي يأخذ الإنتاج مقابل ورق بنكنوت لا قيمة له، كما سيعرض المنطقة لخطر عقوبات قانون حماية المدنيين (قيصر)، وارتفاع الأسعار بالمناطق المحررة بشكل كبير، وسيستفيد النظام أيضاً من الرسوم على السيارات، وسيصدّر إلى مناطق الشمال البضائع الفائضة عن حاجته، والأرباح التي سيجنيها عدد محدود من "تجار الحروب" إثر فتح المعابر سيدفعها الناس، إذ سيدفعون الضرائب التي سيفرضها المسؤولون عن فتح تلك المعابر"؟!
ألم يصرح بشكل واضح لا لبس فيه أن "النظام باعتباره يعرف ماذا يريد من المعابر، فسيستفيد بشكل أكبر حكماً"؟!
لقد آن لأهل الثـ..ـورة أن يعملوا جاهدين لرفع الوصاية التركية عن ثورتنا، ونبذ النظام التركي كقيادة سياسية تمكر بنا، وإسقاط القادة المرتبطين الذين لا يعصون للمعلم أمراً، والعمل لاستعادة القرار السياسي والعسكري للثـ..ـورة وتوسيد الأمر لأهله، وحشد الجهود المخلصة خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل مشروع خلاصنا الوحيد، تعرف ما تريد وكيف تصل إليه، لزلزلة عرش النظام في عقر داره وإسقاط حكمه المتهالك، وتتويج التضحيات بخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة آن أوانها وأطل زمانها بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.

--------
بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

ثغر عظيم سده واجب

 

 



للوهلة الأولى، قد يتبادر لذهن القارئ أننا نتكلم عن الكبينة أو جبل الزاوية أو ريف حلب الغربي أو نقاط التماس في الريف الشمالي مع ميليشيات قسد والنظام، وأننا نتحدث عن الرباط فيها، فهذه النقاط لا شك أنها ثغور عظيمة من ثغور المسلمين، يسدها المجاهدون المخلصون لحماية البلاد من الأعداء كي لا ينقض على هذه البلاد التي حررت بالدماء والتضحيات، والتي فيما بعد ضيعت وسلمت عبر قادات الفصائل أدوات النظام التركي عرّاب المصالحات مع النظام المجرم.
أما الثغر الهام الذي نتكلم عنه فهو اعتصام الأحرار في مدينة الباب رفضاً لفتح معابر التطبيع مع النظام المجرم فهو ثغر يجب على أهل الثورة المخلصين أن يساعدوا إخوانهم لسده وأن يمنعوا فتح المعبر مهما كلفهم من جهد وتضحيات، ففتح المعبر يعني إعطاء الشرعية للنظام المجرم بداية وباب لفتح معابر أخرى في عموم المحرر تمهيداً للتطبيع والمصالحة معه.
إن المعركة السياسية والألاعيب السياسية أخطر بكثير من الأعمال العسكرية والمعارك، فلقد جربها أعداء الثورة طيلة سنين الثورة فلم ينجحوا عسكرياً أما سياسياً، فقد استطاعوا عبر الهدن والمفاوضات وتطبيق القرارات الدولية إيصال الثورة لما وصلت إليه اليوم، والآن تعمل الدول الحاقدة على الثورة، وعلى رأسها النظام التركي وسيدته أمريكا، على تمرير جريمة فتح المعابر بحجج واهية ومنها النفع الاقتصادي الذي يروج له ضفادع النظام التركي وأبواقه في المنطقة. هذا النظام الذي يسارع في عميلة فتح المعابر لأجل تسريع ملف المصالحة والتطبيع مع نظام الإجرام، الملف الذي رسمت خطواته أمريكا التي تخشى من ارتفاع نسبة الوعي السياسي لدى أهل الثورة نتيجة العمل الجاد من قبل المخلصين الواعين لرفع مستوى التفكير وكشف مخططات الأعداء الهادفة للقضاء على الثورة المباركة.
وأخيراً: رسالة نوجهها للمعتصمين في ساحات العز في ساحات الدفاع عن الثورة وعن الدين والعرض، أن اثبتوا واصبروا ولا تبرحوا أماكنكم، واسألوا الله الثبات، فأجركم عظيم وثغركم عظيم، فأنتم باعتصامكم هذا تمنعون تنفيذ مخطط القضاء على ثورتكم. كما ندعو كافة المخلصين والثوار والمجاهدين والمهجرين والمهاجرين في الشمال المحرر للعمل لإفشال مخطط فتح المعابر واستعادة قرار الثورة العسكري وفتح الجبهات لإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه عبر دولة خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز

مؤتمر الإسلام الديمقراطي

 

 

 


تأسس “مؤتمر الإسلام الديمقراطي” في سنة 2018م، في شمال وشرق سوريا “قسد”، كمظلة للمؤسسة الدينية، التي تم تغيير اسمها من “اتحاد علماء المسلمين واتحاد مؤسسات المرأة المسلمة” إلى “مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا”، وبذلك انضوت تحت سقفه جميع المؤسسات والمنظمات والمكاتب الدينية.

كما تقرَّر، افتتاح معاهد لتحفيظ القرآن والسنة النبوية والأخلاق، ومركز بحوث للعقائد والأديان. ويحاول المؤتمر متابعة أنشطة المساجد عن كثب، من خلال تشكيل لجنة خاصة لاقتراح وكتابة مواضيع شهرية لخطب الجمعة، وتضاف إليها المواضيع الطارئة. وكذلك انبثق عن هذا المؤتمر، “أكاديمية الإسلام الديمقراطي”، والذي أُعلِن في سنة 2022م عن تخريج أول دفعة من طلاب هذه الأكاديمية، تتألف من واحد وخمسين طالبا وطالبة.

والجدير بالذكر، أن مصطلح الإسلام الديمقراطي، تم التطرق إليه في رسالة عبد الله أوجلان - زعيم حزب العمال الكردستاني - إلى مؤتمر الإسلام الديمقراطي، في السنة الأولى من تأسيسه في مدينة القامشلي، والتي ورد فيها هذا المصطلح مع ميل أوجلان إلى مصطلح “الإسلام الثقافي”، وذلك حين قال: "باعتقادي أنه سيكون من الأنسب تسميته الإسلام الثقافي نظراً لقابلية هذه التسمية في احتواء الجميع". وقبل ذلك ورد هذا المصطلح، في بحث نشرته مؤسسة “راند” الأمريكية، في سنة 2005م بعنوان: “الإسلام الديمقراطي المدني”، للباحثة في مؤسسة راند “شيريل بينارد”.

ومن العجيب، أن يُجمَع بين نقيضين لا يجتمعان؛ الإسلام والديمقراطية، فالديمقراطية هي: أن يمارس الإنسان إرادته باختيار رب له، يُنظِّم له حياته، ويملك زمام أمره، أو ينيب عنه رَبَّا لاختيار من ينفذ مشيئة هذا الرب، فيُطبق عليه، ما يتخذ من قرارات، وما يضع من تشريعات، لتنظيم حياته كما يشاء، وله أن يستبدل هذا الرب أو بعض أُجَرَائه حين يبدو عليها التلف أو الضعف أو انتهاء المدة المقررة لهذه الربوبية؛ هذه حقيقة الديمقراطية، التي تناقض الإسلام كل المناقضة، فهي نظام كفر؛ لأن الإسلام يُقرِّر بأدلة قطعية الثبوت قطعية الدلالة، أن السيادة للشرع، وبمعنى آخر: إن القوانين والتشريعات والأحكام يجب أن تنبثق من العقيدة الإسلامية، أي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس بتشريعٍ من الشعب. قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[سورة النساء 65]. إن هذه الآية وغيرها، تقضي وتقطع، بأن الحاكمية لله وحده، وأن السيادة للشرع لا للشعب، وهذه هي القاعدة الأولى من قواعد نظام الحكم الإسلامي، بل هي قاعدة الإسلام العظمى، إذ أنها مفهوم العقيدة ومقتضى الرسالة، التي تُبيِّن أن الإسلام نظام حياة متكامل، مصدره رب السموات والأرض ورب الناس، نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

والشيء بالشيء يذكر، عندما راجت الاشتراكية وأفكارها بين المسلمين، وآمن بها أفراد وقامت عليها أحزاب، مما جعل بعض المسلمين يحاولون التوفيق بينها وبين الإسلام - كما يُوفَّق اليوم بين الإسلام والديمقراطية - ليقولوا: إن الإسلام اشتراكي أو أن الاشتراكية من الإسلام، كما فعل الشيخ مصطفى السباعي في كتابه (اشتراكية الإسلام). وقد انبرى علماء مسلمون، فهموا الإسلام الفهم الصحيح، فبيّنوا حقيقة الاشتراكية وحكم الإسلام فيها، ومن هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز البدري، صاحب كتاب (حكم الإسلام في الاشتراكية)، وكتاب (نقض الاشتراكية الماركسية) للأستاذ غانم عبده، وكتاب (نظام الإسلام) للعلامة الشيخ تقي الدين النبهاني.

وعودٌ على بدء، فالديمقراطية نظام انبثق عن عقيدة المبدأ الرأسمالي؛ عقيدة فصل الدين عن الحياة، وهذه العقيدة تناقض الإسلام؛ لأن القوانين والتشريعات والأحكام يجب أن تنبثق من العقيدة الإسلامية، وليس من تشريع البشر، الذي جعل مجلس النواب - في النظام الديمقراطي - رباً من دون الله. قال تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ)[التوبة 31]. جاء في تفسير ابن كثير، لهذه الآية: {قدم عدي بن حاتم الطائي المدينة، وكان رئيساً في قومه، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول يقرأ قوله تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ)، فقال عدي: "إنَّا لسنا نعبدهم"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أليسَ يُحرِّمونَ ما أحلَّ اللهُ فتحرِّمونَه، ويُحلُّونَ ما حرَّمَ اللهُ فتحلُّونَه»، قال عدي: "قلتُ: بلى"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فتلك عبادتُهم»}. وجاء أيضاً في التفسير نفسه: {وهكذا، قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما، في تفسير هذه الآية: "استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم"}.

فالديمقراطية تقول: إن الإنسان حر ليس لأحد سلطان عليه، وهو يتصرف حسب رغبته وهواه. والإسلام يقول: إن الإنسان عبدٌ لله تعالى، وهو مأمور أن يتصرف حسب أوامر الله ونواهيه.
وبالتالي، فإن الديمقراطية مناقضة لما جاءت به العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها، فهما قطعا لا يلتقيان. وكيف يلتقي من كان مصدره الوحي، مع من كان مصدره العقل؟! وكيف يلتقي من يحتكم إلى خالق الكون والإنسان والحياة، مع من يحتكم إلى الإنسان المخلوق؟!
وأخيراً، فالمسلم يفخر أنه عبدٌ لله تعالى، والديمقراطي يفخر بأنه حر ليس مقيداً بأي شيء.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد صالح

انكشاف حقيقة قادة الارتباط يوجب التحرك العاجل لاستعادة قرار الثورة

 



تنصب الخيام في مدينة الباب من أجل منع قادة المنظومة الفصائلية من فتح معابر التصالح والتطبيع مع نظام الإجرام، وتخرج المظاهرات وتقام الوقفات والاعتصامات في إدلب للمطالبة باستعادة قرار الثورة كمقدمة لفتح الجبهات لإسقاط النظام، والإفراج عن الثوار الأحرار من سجون الجولاني أداة النظام التركي لوأد الثورة.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :(إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتَظِرِ السَّاعةَ). وبين معنى إضاعتها بقوله:(إذا وسِّدَ الأمرُ إلى غَيرِ أهلِه فانتَظِرِ السَّاعةَ).
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "يوشك أن تخرب القرى وهي عامرة". قيل: يا أمير المؤمنين كيف تخرب وهي عامرة؟ قال: إذا علا فجارها على أبرارها، وساد القبيلة منافقوها.
وأي نفاق وأي فساد من قادة المنظومة الفصائلية المرتبطة أكبر مما نراه ونسمعه؟!
فهذا الجولاني الذي قال "سنحرر الأقصى وليس فقط دمشق ولا يهمنا ذهبت قرية أو رجعت قرية" نجده بعدها يسلم القرى والمدن والبلدات وينفذ الاتفاقيات ولايزال يخادع من لا يزال مخدوعاً به!
وأي فساد أعظم من قادة فصائل الشمال الذين يعتقلون من يكسر خطوط الداعم ويتحرك خارج الخط المرسوم، كما حصل مع أبي خولة؟!
واقع أليم نعيشه اليوم في الثورة بعد أن توسّد أمرنا قادة مرتبطون مسلوبو القرار لا يجرؤون على السير خارج خط الداعم وأوامره.
فيا أهل الثورة و أهل التضحيات: سارعوا لاستعادة قراركم وإنقاذ ثورتكم من هؤلاء القادة المرتبطين الذين أصبح جل همهم مصالحهم الخاصة بغض النظر عن معاناتكم وتضحياتكم وما يحضّر لكم من مخططات خبيثة لتسليمكم للنظام المجرم.
فوالله إن تحرير البلاد قريب، و لا يمنعه إلا هؤلاء القادة الذين فقدوا قرارهم و تاجروا بتضحيات أهلهم، فمنهم من يعتقل من يطالب بفتح الجبهات، ومنهم من يدفع بكل طاقته لفتح المعابر مع النظام المجرم بأوامر من النظام التركي عراب المصالحات..
فأدركوا ثورتكم وقولوا كلمتكم وكونوا في صف الصادقين من أمتكم، متوكلين على الله وحده، فهو ناصركم وهازم عدوكم بإذنه سبحانه ولو كره المجرمون.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود