- التفاصيل

يحدثنا التاريخ القريب كيف صدق "شريف" مكة حسين بن علي إدعاء الإنكليز صداقة العرب وصداقته فسخر كل إمكاناته لمساعدتهم في حرب دولة الخلافة العثمانية مصدقا وعود أصدقائه الإنكليز بأنهم سيعينونه على إقامة خلافة عربية.
ولكنه لم يستفق من غفلته إلا بعد أن مزق دولته وأعان أعداءها الذين رموه في ذل المنفى يتسول لقمة عيشه، بينما يتبختر الجنرال اللنبي قائد القوات الإنكليزية في القدس قائلا: (الآن انتهت الحروب الصليبية). فهل نفعته صحوته بعد فوات الآوان.
إن الأصدقاء الأعداء أشد خطراً وضرراً من الأعداء، والواقع اليوم حافل بالأمثلة الحية، فذاك القائد المنخرط في صفوف الثورة والذي باع نفسه للشيطان وراح يُتاجر بتضحيات الأمة ليكسب مالاً أو جاهاً، هو أشد خطراً وفتكاً بالثورة من قادة الميليشيات التي جاءت بسلاحها ورجالها مُعلنة عداءها وحربها على ثورة الشام.
والدولة التي أعلنت كذباً وزورا وخداعاً وتضليلاً تأييدها للثورة ووقوفها إلى جانب الثوار وصداقتهم ليظهر لاحقاً أن كل ذلك مجرد تصريحات خادعة، أما الحقيقة فهي التي تظهرها المناطق التي سلمها قادة الفصائل للنظام المجرم بأوامر من هذه الدولة الصديقة، فهي أكثر بكثير من المناطق التي أخذها نظام الإجرام والدول التي أعلنت منذ البداية مساندتها العسكرية له ومعاداتها لثورة الشام.
هذه سنة من سنن الحياة الثابتة (المنافقون المتواجدون داخل الأمة أشد خطراً وضرراً من الكفار المعلنين حربهم على الأمة) وقد وصفهم الشاعر بقوله:
لا خير في ودِّ امرئ متملقٍ
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ
وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ً
وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثعلب.
وقد وصف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأنهم شر الناس، فقد روى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ".
هذا إذا كان فردا فكيف إذا كان حاكما و دولة مخادعة لا يقتصر ضرر خداعها وتلون مواقفها على أفراد بل يصل إلى حد التآمر على ثورة عظيمة قامت ضد أشد الأنظمة إجراما وفتكا وبطشا، وتطلعت إلى أيام العز والكرامة تحت ظل دولة الخلافة الراشدة، فمتى يصحو أصحاب مقولة (أحسن من غيره)، أم سيكون حالهم كحال "الحسين بن علي" لا يصحون إلا بعد فوات الآوان!؟
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
مصطفى ديبو
- التفاصيل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).
إن ماتعاني منه الأمة الإسلامية عموماً، والبلاد التي قامت بها ثورات خصوصاً، من حالة ضنك وفقر وافتقار لأدنى مقومات الحياة لا يخفى على أحد من المسلمين.
لم ينته بهم الأمر من ظلم وتهجير من قبل الأنظمة عندهم بل زاد بلاؤهم مع وجود زمرة فاسدة وظالمة وذات تبعية خارجية لدول تحكم بأنظمة الكفر، وسّدت نفسها على الناس بظلمها وتجبّرها وعدم تورعها عن دماء وأعراض المسلمين.
فلا يكفي بيعهم وتسليمهم للمناطق التي كانت تحت أيدينا عن طريق الهدن والمفاوضات وتنفيذ المقررات المؤامرات التآمرية.
بل زاد الأمر سوءاً بفرضهم للضرائب والمكوس، والأسوأ تهجير بعض ممن يسكنون في مخيمات الإيواء تحت ذرائع مختلفة.
إنّ هذه الأفعال لم نعد نستغربها ممن تولى أمر الثورة، لأنهم ليسوا أهلاً للقيادة. فهم يفتقرون لعقلية الرعاية في الإسلام، ولايمتلكون مشروعاً سياسياً واضحاً، يرعى شؤون الناس رعايةً ربانية كما أمرنا الله عزّ وجلّ.
وهذا يحتّم علينا ألّا نرضى بهذا الذل والهوان، بعد أن قمنا بأعظم ثورة في هذا الزمن، والله عز وجل لا يرضى لنا أن نرضى بالذل والهوان.
يقول تبارك وتعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...}
وعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: يا أيها الناس، إنكم لتقرؤون هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
فلا بد أن نكون كما كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننكر المنكر ونأمر بالمعروف، وأن نأخذ على أيدي الظالمين ونأطرهم على الحق أطرا، ونقصرهم على الحق قصرا، وأن نعمل مع العاملين على إسقاط طاغية الشام ومن يقف في طريقنا في إسقاطه. وإقامة حكم الله في الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة.
فيا أهل الشام عليكم بالصبر مع الصابرين والعمل مع العاملين فإن عظم الجزاء مع عظم البلاء.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إسماعيل ابو الخير
- التفاصيل

لم يتفاجأ أهل الشام بخبر مشاركة ائتلاف المعارضة الذي صنع على عين بصيرة من أمريكا وأدواتها منذ بداية ثورة الشام المباركة بانتخابات النظام المجرم لعام ٢٠٢١.
منذ بداية ثورة الشام المباركة سارع الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا إلى صناعة بديل سياسي للمجرم بشار وممثل عن الشعب زورا وبهتانا وقامت بتشكيل المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف الوطني كواجهة سياسية للثورة السورية وكعادتها -أمريكا- ولكي تشرعن هذا الكيان حثت الدول على الاعتراف به من أجل إعطائه شرعية في المحافل الدولية، وكانت أمريكا تراقب عن كثب ثورة الشام وتحاول اختراق الثورة وحرف بوصلتها عن طريق المال السياسي القذر، والذي استطاعت عن طريقه شراء ذمم وولاءات قادة الفصائل وربطهم بها عن طريق دول ادعت صداقة أهل الشام الثائرين على المنظومة الدولية وأجبرتهم على الاعتراف بالائتلاف المعارض كواجهة سياسية لهم يمثلهم في الاجتماعات والمؤتمرات التي من خلالها يتم إجهاض وإنهاء الثورة وعودة أهل الشام إلى حضن النظام.
لذلك لم يكن مستغربا إمكانية مشاركة الائتلاف الوطني السوري مع نظام الاجرام في انتخابات واحدة لأنهم وجهان لعملة واحدة ويمثلون على الشعب وهم مجرد أدوات بيد أمريكا.
فالواجب اليوم على أهل الشام الثائرين أن يُسقطوا القيادات المصنعة ويكشفوا حقيقة دورها وأنها في خدمة الحل السياسي الأمريكي ونظام بشار المجرم العميل.
وعليهم أن يعتصموا بحبل الله المتين، ولا يضيعوا ما قدموه من تضحيات جسام في سبيل إسقاط النظام المجرم، ومن أجل التحرر من دول الكفر وإقامة حكم الإسلام.
ويجب على الواعيين والمخلصين أن يتوحدوا على هذه الثوابت، لا تثنيهم هذه المؤامرات، بل يمضون قدما بثورتهم يستعيدون قرارها ويصححون مسارها.
ولن يكون ذلك إلا بوجود قيادة سياسية مخلصة واعية، صاحبة مشروع، تجتمع عليه وعليها حاضنة الثورة وأبناؤها الثائرين وقواها الفاعلة.
فيا أهلنا في الشام، أدركوا سفينتكم قبل الغرق، فقد اتسع الخرق، وضاق الوقت، فعلينا أن نسارع لتوحيد الجهود، والنصر بإذن الله عند ذلك قريب، فاعملوا مع العاملين وكونوا عونا لهم لكي ننجو جميعا، "وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الرزاق المصري
- التفاصيل

بتاريخ ٢٠١١/٣/١٥م بدأت ثورة الشام المباركة، وثار أهل الشام على نظام أسد التابع للمنظومة الدولية فأدرك الغرب الكافر الخطر المحدق به فسارع إلى التحرك حتى يستطيع احتواء الشعب الثائر، كما حاول الالتفاف على ثورة مصر وليبيا واليمن والسودان والجزائر فاستعمل مع أهل الشام حيلة صيد الفيلة وترويضها
فتحركت المنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا التي قامت بتوزيع الأدوار على الدول حتى تستطيع ترويض الشعب الثائر، فقسمت الدول الى قسمين:
القسم الأول: أعداء الشعب السوري وأعداء الثورة كالصين وروسيا وإيران الذين وقفوا مع النظام المجرم وساعدوه عسكريا وسياسيا وماديا.
القسم الثاني: أصدقاء الشعب السوري مثل السعودية وقطر وتركيا، وهنا بدأت عملية ترويض الشعب بعدة محاولات منها عسكرية كالقصف والتهجير والتدمير والقتل، والاعتقالات والتجويع والتضييق على الناس من طرف أعداء الثورة.
وكان دور الأصدقاء هو الاحتضان وتقديم المساعدات والإغاثة والخيام وإطلاق الشعارات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
وهذا كله من أجل كسب ثقة الناس، حتى يستطيع سوقهم إلى الحل المتفق عليه مع المنظومة الدولية،
لإعادة الناس إلى حضن النظام المجرم، أي إلى المنظومة الدولية من جديد.
بهذه الأساليب التي استعملتها المنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا كان لا بد أن تجعل صديقا للشعب يلجأ إليه حتى تتمكن من تطبيق مكرها وخداعها على الشعب عن طريقه كونه صديق لثورة الشام، وقد خدعهم بتصريحاته الرنانة، وكسب ثقتهم به. وكانت تركيا هي ذلك (الصديق)، فكانت تمكر بأهل الشام من أجل إعادتهم إلى بيت الطاعة الدولي.
ولكن ثبت للعالم أجمع أن ثورة الشام هي ثورة ربانية ثورة من أجل تغيير نظام التسلط والقهر والظلم العالمي ليحل محله نظام العدل لبني الإنسان جميعا، نظام من رب العالمين ينقذ الناس من ظلمات الرأسمالية العفنة إلى عدل الإسلام ونوره.
إن سوريا هي كما قيل مفتاح الشرق الأوسط وسقوطها يعني إحداث زعزعة في الشرق الاوسط، وخاصة إذا كان البديل هو نظام مبدئي لا يتبع للمنظومة الدولية فهذا يهدد النظام العالمي المهترء بالسقوط، لأن العالم اليوم وبعد أن سئم العيش ضمن النظام الرأسمالي العفن الذي دمر حياة الملايين وعانت منه الدول الويلات وتنتظر نظاما آخر بديلا عنه، وقد ظهر زيف أفكاره حتى بين الكثيرين من أبنائه، فإذا ما تحطم صنم من أصنام هذه المنظومة وسقط على يد ثلة مؤمنة صادقة، وخاصة في بلاد الشام التي حدث عنها رسولنا الكريم بأنها عقر دار الإسلام.
لقد كانت عناية الله ومن ثم إرادة وثبات وصبر المسلمين في الشام أقوى من المنظومة الدولية وأدواتها التى تكالبت على ثورة كانت بدايتها من مساجد الله ومطالبها تحكيم شرع الله. فكان ثبات ووعي أهل الشام سنوات طويلة في وجه المنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا هو انتصارا ساحقا بحد ذاته.
غير أن أهل الشام لن يرضوا عن الإسلام بديلا بعد هذه التضحيات والشهداء والمهجرين، لتبقى ثورة الشام تسير على الجمر صابرة محتسبة متوكلة على ربها وحده حتى يمن الله علينا بالنصر والتمكين.
وإن وعد الله قادم قريبا بإذن الله عز وجل.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الرزاق المصري
- التفاصيل

يقول تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يشفين ).
إن مما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية تعيش في هذه الأيام أشد وأقسى الظروف في كثيرٍ من النواحي، وإن أردنا أن نحصي الأمراض التي تعاني منها الأمة فسنجد الكثير، ويبقى أخطر مرض تعاني منه أمة الإسلام هو بعدها عن تحكيم شرع ربها في واقع حياتها، وكذلك تخليها عن واجبها في حمل رسالة الإسلام للبشرية، رسالة هداية ونور، ومنهج حياة يحقق خلاص البشرية جمعاء.
وما سبق لم يكن له تأثير على مكانة الأمة وواقعها فقط، بل أثّر حتى على علاقات الناس اليوم ومعاملاتهم أيضا، فغابت الاختراعات واندثر الإبداع، وحتى غابت أخلاق التعامل الإنسانية التي أوجبها الإسلام علينا.
لذلك لم يكن غريبا أن نجد المحتكرين والمستغلين والذين اتخذوا من ثورة الشام سُلّما يتسلقونه لتحقيق مصالحهم الشخصية وإشباع مطامعهم ونزواتهم فتحول المسؤول إلى متسلط، والحكومة إلى دائرة جباية.
وليس هذا فحسب بل حتى بعض من يجب أن تطغى عليهم صفة الإنسانية ممن هم في مجال التطبيب والعلاج، يظهر عليهم صفة الجشع المادي، ومعاملة الناس بفوقية وتكبر، ونرى زمن المحسوبيات قد عاد من جديد، وكأننا في عصور ما قبل الثورة.
إن كل هذه الأعراض المرضية التي تظهر في الأمة ليس لها إلا علاج واحد، هو الحل الجذري الوحيد الذي ينقذ أمتنا وينقذ ثورتنا ويصحح حالنا، ألا وهو التمسك بالمشروع الذي ينبثق من عقيدتنا، والعمل بكل جد وإخلاص من أجل تحكيمه في واقع حياتنا وإقامة الدولة التي تعمل على تطبيقه على رعاياها وتحمله إلى غيرها من الشعوب، وفي ذلك فقط خلاصنا وعزنا ورضا ربنا.
فالله الله في أنفسكم أيها الناس، الله الله في ثورتكم، فإن الخطر عظيم والمصاب إن لم نتدارك أنفسنا كبير.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إسماعيل أبو الخير
