press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

عندما كان لنا دولة ما بين عمورية و خان شيخون و

 

في قصة مشهورة وفي أيام عز الإسلام والمسلمين زمن الخلافة العباسية، عندما كان الخليفة يسوس الناس بأحكام الإسلام ويغضب لحرمات الله عندما تنتهك، ويثور نصرة لأعراض المسلمين وحرائرهم عندما تمس.
كان طبيعياً أن يُسرع الخليفة المعتصم ويُسير الجيوش الجرارة نصرة لمسلمة أسيرة صرخت من أسرها عندما أرادوا إهانتها "وامعتصماه" ليفتح عمورية ويخلص الأسيرات وينتقم ممن حاول إهانتهن.

واليوم عندما غاب الراعي وسقطت الخلافة وغاب حكم الإسلام ودولة الإسلام أصبحنا أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام وتكالبت الأمم ولم نعد نجد من ينتصر لحرماتنا ولا لأعراضنا حتى ممن يزعمون أنهم كذلك، ففي خان شيخون تتوارد الأخبار أن ميليشيات نظام الإجرام ومن معها يغتصبون خمس نساء أمام أبوهن في حادثة يندى لها الجبين، ولا تجد من يستجيب لصرخاتهن واستغاثتهن ممن يسيطر على المحرر من قادة المنظومة الفصائلية، لأنهم منشغلون بحراسة الدوريات الروسية وتسليم الطرقات الدولية.

وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل نراهم حتى في المناطق التي يديرونها ويسيطرون عليها ويزعمون زورا رعاية شؤونها لا يكتفون باعتقال من يصدع بكلمة الحق ضد جريمة الحل السياسي المدمرة لثورتنا فينحازون إلى أمريكا ويرضون أن يكونوا أداة من أدواتها المرحلية التي ستتخلص منها بعد أن ينتهي دورها
لا يكتفون بذلك بل يعتدون بالضرب و الشتم على الحرائر اللائي خرجن يطالبن بالإفراج عن أبنائهن وإخوانهن الذين ليس لهم ذنب إلا العمل على إسقاط جريمة الحل السياسي الأمريكي وتبيان خطره العظيم على ثورة الشام وأبنائها المخلصين.
ويأبى هؤلاء الظالمون إلا أن ينحازوا إلى كل متآمر على ثورة الشام وبدل أن ينتصروا للأعراض التي تنتهك والتضحيات التي تهدر نراهم يبرهنون أنهم في صف أعداء ثورة الشام والمتآمرين عليها.
وهل هناك دليل أكبر وأوضح من إدخال القوات التركية؟
وحماية الدوريات الروسية؟
و تسليم المحرر؟
وها هم يكشفون عن واقعهم بشكل جلي عندما ينفذون جريمة الحل السياسي ويعتقلون من يدعو لرفضه ويعتدون على حرمات المعتقلين
في حادثة خجل من مثلها أبو جهل ولكنهم لم يخجلوا.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا

خالد أبو أحمد

 

 

حقيقة الصراع

 

ومضات: حقيقة الصراع

 

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية جاهدةً لفرض وجهة نظرها لحل (الأزمة السورية) على حد وصفها، بكل ما أوتيت من قوة وسخرت لذلك طاقات مادية وبشرية كبيرة جداً، وحركت للوصول إلى هذا الغرض كل أدواتها في المنطقة، واستخدمت كل الأساليب المتاحة بين يديها من ترغيب وترهيب ومكر وخديعة وتضليل، حيث أنها دأبت خلال سنوات الثورة العجاف على حصر الخيارات أمام أهل الشام، وذلك من خلال خلق أزمات مناطقية بعد سياسة تقطيع الأوصال التي فرضتها، وحصار المناطق والمدن، حيث أنها قامت قبل ذلك بشراء ذمم ضعاف النفوس من قيادات الفصائل التي قبلت بالتبعية وأخذت الدعم وانقلبت على الثورة.
تلك الأزمات شاهدناها في غوطتي دمشق وفي حلب ودرعا حيث يتم حصار المنطقة وتمنع عنها أبسط مقومات الحياة، مع شدة قصف بكافة أنواع الأسلحة، وتواطؤ قيادات الفصائل في تلك المناطق بحيث أنها لا تقوم بأي عمل عسكري جاد لتغيير الواقع المفروض مع قدرتها على ذلك، ومن ثم يُخيَّر الناس بالقبول بين السيء والأسوأ القصف أم التهجير، وهذا الأسلوب هو عينه ما تقوم به اليوم في إدلب وتروج له من خلال أذنابها، حيث أشاعت تلك الأذناب بين الناس فكرة القبول بجنيف 2254 الذي تسميه أمريكا زوراً أنه حل، وبين اجتياح النظام والروس للمنطقة عسكرياً.
وتم ترسيخ هذه الفكرة من خلال أعمال خبيثة ومكر كبير يتمثل بعمليات التسليم للمناطق المحررة، وإظهار عجز المنظومة الفصائلية المرتبطة بالداعمين والضامنين عن صد تقدم النظام أو الهجوم عليه، وإظهار هذا العجز يبعث الخوف في قلوب الناس خصوصاً إذا ترافق مع حملة إشاعات وتصريحات تحذر من هجوم مرتقب وما سيكون له من أثر كارثي ومأساة إنسانية، كل ذلك من أجل كسر إرادة الناس وإلحاق الهزيمة المعنوية بهم لفرض الحلول الجاهزة التي أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية المتمثلة بجنيف 2254 وبذلك تحافظ أمريكا على عميلها أسد أو تستبدل به عميلا آخر أشد إجراماً منه، كما أنها تحافظ بنفس الوقت على النظام العلماني وتحاول إعادة الشرعية له.
ولا بد هنا من الوقوف على حقيقة الصراع وأدواته، لفهم ما يجري وللوقوف والتصدي لكل ما تقوم به أمريكا والغرب الكافر عموماً من محاولات يائسة تمنع من خلالها سقوط النظام العلماني المهترئ الذي يرتبط وجودها بوجوده، خصوصاً وأنها تعلم أن النظام البديل والوحيد هو نظام الإسلام وهذا ما تنطق به ألسنة ساستهم، فالقضية عندهم قضية أكون أو لا أكون.
إذاً الصراع صراع مبادئ صراع حق وباطل صراع كفر وإيمان ولكل مبدأ من المبادئ رجاله وأدواته وطريقته التي يعمل بها من أجل تحقيق النصر على الآخر، فالمبدأ الأول هو المبدأ الرأسمالي والذي تقود الولايات المتحدة الأمريكية حلف الدفاع عنه، والمبدأ الثاني هو مبدأ الإسلام ومشروع دولة الخلافة الذي يحمله حزب التحرير كبديل للمبدأ الرأسمالي، ويحاول إيصاله إلى سدة الحكم بطريقة ثابتة مبينة، وكلا الفريقين يعمل على كسب الحاضنة الشعبية التي هي بيضة القبان في حسم المعركة السياسية لصالح الفريق الذي يستحوذ عليها.
ولكل فريق أساليبه التي يعمل بها، أما أسلوب الولايات المتحدة الأمريكية فهو ما ذكرته آنفاً من ترهيب وترغيب ومكر وخديعة وشراء ذمم ضعاف النفوس، وربط كافة فئات القاعدة الشعبية بها من خلال ما أنشأته من كيانات سياسية كالإئتلاف الوطني وحكومات مؤقتة وإنقاذ ومجالس مدنية منها ما يحمل الصفة العشائرية ومنها ما يحمل الصفة المناطقية، يضاف إليها المنظمات الإغاثية والتعليمية والصحية، والكيان العسكري متمثلاً في الفصائل العسكرية الموجودة على الأرض تسعى من خلال هذه الأذرع لتوجيه رأي الحاضنة الشعبية إلى ما فيه مصلحتها وما يحافظ على العلمانية على رأس الحكم في الشام.
وتتمثل طريقة حزب التحرير التي يعمل بها في الصراع الفكري والكفاح السياسي لفضح وكشف مخططات ومكر أمريكا والمجتمع الدولي، بأساليب متعددة كالمظاهرات والبيانات والوقفات وبالتواصل المباشر مع القاعدة الشعبية، كل ذلك لتبيان خطورة ما تقوم به أمريكا من محاولات للإبقاء على المبدأ الرأسمالي والحيلولة دون وصول الإسلام إلى سدة الحكم.
يبين الحزب للقاعدة الشعبية أن إيصال الإسلام إلى سدة الحكم هو فرض على كل مسلم ذكراً كان أو أنثى وذلك من خلال الأدلة الشرعية الواردة بهذا الخصوص في الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس الشرعي كونها المصادر الرئيسية للأحكام الشرعية.
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف لا بد من الالتزام بطريقة ثابتة جاءت من طريق الوحي إلى النبي عليه الصلاة والسلام أول من عمل لهذا الفرض العظيم لتكون خطة سير للأمة الإسلامية من بعده، ولا بد من مراعات ثوابت أساسية جاءت أيضاً من طريق الوحي.
الثابت الأول: التأكيد على ما تقدم ذكره من أن الصراع صراع مبادئ قال تعالى: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِير).
وقد ذكر الطبري في تفسيره لهذه الآية قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) وليست اليهود، يا محمد، ولا النصارى براضية عنك أبداً...
وبناءً عليه فإن مراد أمريكا من كل ما تقوم به اليوم هو أن نتبع ملتهم، والملة في اللغة كما جاء في معجم المعاني، المِلَّةُ: الشريعةُ أو الدِّينُ. إذاً لن ترضى أمريكا حتى نتبع دينها، ونظامها وهو العلمانية الرأسمالية التي تطبقه وتحمله إلى العالم عبر الاستعمار، وهذا الثابت لا يتغير ولا يتبدل.
الثابت الثاني: إن ملة الكفر تستخدم من أجل الوصول إلى السيادة والهيمنة على باقي الملل، تستخدم مكراً كبيراً وعظيماً لا تمتلكه باقي الملل وأكد الباري سبحانه وتعالى لأنبيائه هذا الأمر في كثير من المواضع قال تعالى: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) وقال تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا)، وقد جاء في معجم المعاني: المَكْرُ، الخِداعُ، وأن تصرِفَ غيرَك عن مقصِده بحيلة.
الثابت الثالث: وهو ما بينه الله سبحانه وتعالى من أن هذا المكر لملل الكفر على أهل الإيمان لا يواجه بمكر أهل الإيمان لهم لأنهم لا يملكون القوة المادية التي تساعدهم، وإنما يجازيهم الله على مكرهم بالخزي في الدنيا بأن يبطل كيدهم ومكرهم، وفي الآخرة يردون إلى أشد العذاب، وقد بين جل جلاله الهدف الذي تريد ملة الكفر الوصول إليه بمكرها، عندما خاطب نبيه محمد صلوات ربي وسلامه عليه فقال: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال (30)، ثلاثة نتائج حتمية لمكر ملة الكفر، الاعتقال، أو القتل، أو التهجير، والنفي، وهذا هو عينه ما تريد أن تصل إليه أمريكا من خلال ما تطرحه من مكرها المتمثل بجنيف 2254 على أهل الشام، وللوقوف في وجه هذا المكر لابد من الاعتماد على الله وحده، والتزام أوامره جل جلاله، واتباع طريقة الرسول في ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى خير من يجازي أمريكا على مكرها في الدنيا والآخرة، كيف لا وهو الذي وعد بنصرة هذا الدين ونصرة رسوله والمؤمنين في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) سورة غافر.
الثابت الرابع: وهو الاعتقاد الجازم بأن النصر الذي يبحث عنه أهل الإيمان ليس موجوداً إلا عند الله سبحانه وتعالى ولا يتحقق إلا بتنفيذ شرطه، فلا أمريكا ولا روسيا ولا المجتمع الدولي ولا الدول الداعمة ولا الدول الضامنة ولا الأموال ولا الأسلحة المتطورة، تستطيع أن تعطينا نصراً إنما الناصر هو الله، قال تعالى: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الأنفال (10).
وأن لهذا النصر شرط وحيد لا ثاني له ألا وهو نصرة دين الله سبحانه وتعالى أي أن يكون الهدف هو تطبيق مبدأ الإسلام أي إقامة نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإسقاط المبدأ الرأسمالي وما يتعلق به من أنظمة ملكية وجمهورية، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم) سورة محمد (7).
ولا يتحقق هذا الهدف بالسير تحت أوامر المجتمع الدولي وأمريكا التي هي أس البلاء ورأس الكفر، ولا يتحقق بالانحياز إلى الظلمة من المسلمين الذين رهنوا قرارهم لملة الكفر، بل على العكس تماماً فإن السير في ركاب الظلمة أياً كانوا هو سبب في تأخير النصر قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) سورة هود (113).
من خلال ما سبق فإن الصراع في الشام صراع كفر وإيمان ولا يتحقق لنا الوقوف في وجه مكر ملة الكفر إلا بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى وتحقيق شرطه لنصرنا، بأن نعلن تبنينا لمشروع الإسلام مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والسير خلف قيادة سياسية واعية تحمل هذا المشروع، ملتزمين بطريقة النبي عليه الصلاة والسلام في إقامة الدولة الإسلامية، وبذلك فقط نصل إلى النصر بإذن الله، وبغير ذلك ستبقى الأمة الإسلامية تقدم التضحيات الجسام ليقطف الغرب الكافر ثمرتها، ويعزز من وجوده في بلادنا ويحول بيننا وبين ما نرجوا من عزة ورفعة وعدل وأمن وأمان.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
أحمــــــد عبــــــد الجــــــواد

 

 

 

 

 

ومضات

 

 

لقد بين لنا القرآن الكريم طبيعة أعدائنا وطبيعة العلاقة معهم ووضع بين أيدينا حقائق لتكون البوصلة التي يجب أن نسير عليها في هذه الحياة فتختصر علينا التجارب والمحاولات التي قد تكلفنا أنهارا من الدماء والسنين الطوال من الضياع والمعاناة.
ومن هذه الحقائق القطعية التي أنعم الله بها علينا ووضحها لنا أن الدعم والأموال والمساعدات التي يقدمها أعداؤنا لنا إنما هي لمحاولة صرفنا وصدنا عن ديننا وهدي ربنا، فالدول ليست جمعيات خيرية فكيف إذا كانت هذه الدول حاقدة على الإسلام و المسلمين أو أداة من أدوات الحاقدين أوجدها ليحول بين المسلمين وإسلامهم الحقيقي وليمنع عودة الإسلام إلى واقع الحياة من جديد لأنه يدرك أن ذلك لا يهدد مصالحه فقط بل وجوده أيضا، قال تعالى: (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله)
ولما لم نلتزم بهذه الحقيقة وتغافلنا عنها في ثورة الشام وظننا خيرا بأعدائنا وقبلنا دعمهم ومالهم السياسي القاتل، كان هذا المال حبلا التف على عنق الثورة وقيدها وجمد جبهاتها وأضعف معنوياتها وسلب منها قرارها وصد الثائرين عن دينهم فبعد أن كان جهادهم في سبيل الله أصبح الدعم والدولار هو الذي يتحكم بالقرارات التي يصدرها قادتهم ويفتي عليها الكثير من الشرعيين والمطبلين.

فيا أهلنا في شام العز والكرامة:
أعداؤنا يدركون أن صراعهم معنا صراع وجود وهم يخوضون ضدنا معركة مصيرية يُسخِّرون لها كل الإمكانات ويستخدمون مختلف الوسائل والأساليب للقضاء على ثورتنا وصرفنا وصدنا عن ثوابتنا التي أعلناها مدوية ألا وهي (إسقاط نظام الإجرام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام مكانه).
فهل نرضى بعد هذه الحقائق التي أخبرنا بها ربنا وبعد هذه الوقائع المؤلمة التي عشناهاو اكتوينا بنارها ودفعنا فيها ثمنا كبيرا من دمائنا ومعاناتنا، هل نرضى أن يخوض أعداؤنا معركتهم معنا صراع مصير وصراع وجود في الوقت الذي يسلم قادة الفصائل قرار ثورتنا لأعدائنا ويتحولون عن الثوابت التي خرجوا من أجلها والشعارات التي رفعوها إلى أدوات للدول الداعمة ومنفدين للقرارات الدولية وحراسا للدوريات الروسية، وكأنهم لم يقرؤوا قول الله تعالى: (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون).

إن التمسك بالحقائق التي أكرمنا الله بها هو الذي ينجينا من مكائد وفخاخ أعدائنا ويوصلنا لتحقيق أهدافنا ونجاتنا، وهذا لن يحدث إلا بأن نُرجع لثورتنا سيرتها الأولى لتكون خالصة لله فلا نتبع أمريكا ولا تركيا ولا غيرها ونقطع حبائلهم ونعتصم بحبل الله المتين وحده، ولنتذكر قول الله سبحانه وهو حقيقة تختصر علينا الكثير (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فإن كنا نسير وفق توجيهات أعدائنا أخرجونا من دائرة الإسلام ولن يرضوا عنا أبدا
فلنُمسك بهدي رب العزة تبارك وتعالى ولنلتجئ إليه فهو الركن الشديد وهو الناصر وهو المعين لنا، ولنثق بالله ثقة موسى عندما حاصره أعداؤه فقال لأصحابه (كلا إن معي ربي سيهدين) ونحن معنا ربنا رب السموات والأرض وسيجعل لنا بعد هذا العسر يسرا إن اتبعناه ونصرناه يقول الحق تبارك وتعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سرويا
شادي العبود

 

 

كن واقعيا

 

تتردد على ألسنة البعض جملة "كن واقعيا" والتي تعني عند قائلها الرضوخ للأمر الواقع والقبول بالوضع القائم دون أي تغيير مهما كان فساده ظاهراً.

وحين تدعوه للعمل لواقع جديد يتوجب علينا العمل له نحن المسلمون لنغير ذلك الواقع السيء، ونضع بين يديه مشروعاً سياسيا من عقيدتنا لواقع أفضل يرد عليك بعبارة كن واقعيا!! أي كن على ما أنت عليه ودعك من مشقات العمل للتغيير!! وابحث عن حل من واقعك السيء الذي سيكون سيئا حتما، لتتماشى مع ذلك الواقع وتبقى تعيش فيه دون أن تخرج منه ودون مزيد من التضحيات!!.

كن واقعيا!!
عبارة تخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذ عمل على تغيير الواقع الذي يعيشه الناس إلى واقع يرضى عنه رب الناس رغم العروض والحلول التي قدمتها له قريش ورغم اتباعها أساليب الترهيب والترغيب، فأبى رسول الله إلا تغيير ذلك الواقع واقع قريش الفاسد والتحول به إلى طراز عيش فريد من نوعه يرضي رب العالمين فأكرمه الله بإقامة دولة الإسلام في المدينة المنورة ليغيير واقع البشرية بعدها.

كن واقعيا!!
عبارة مخذلة تجعلني أقبل بالفساد والسوء وكل ما لا يرضى عنه ربي.
كن واقعيا!!
أي أن أجلس في بيتي وألا أعمل على تغيير الواقع السيء إلى الواقع الأفضل!!
فكيف أكون واقعيا!!
وأنا الذي خرجت في ثورة مباركة على هذا النظام المجرم الظالم الكافر وقدمت التضحيات خلال هذه السنوات في سبيل إسقاطه وتغيير ذلك الواقع.
وبالتالي لن أقبل بالحلول السياسية للثورة التي يسوقها لنا اليوم أعداء الله والتي تقضي بإعادتنا بعد كل التضحيات إلى ذلك الواقع السيء إلى طاغية الشام إلى دولة بني علمان، وسوف أعمل جاهدا لتغيير ذلك الواقع بإسقاط ذلك النظام وإقامة النظام الأفضل، نظام الخلافة الرباني الذي يرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء قال تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) ))


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبود رسلان

 

 

لكل غادر لواء

 

 

 

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان).
قال ابن بطال: (وهذه مبالغة في العقوبة وشدة الشهرة والفضيحة)
وقال النووي: (لكل غادر لواء. أي: علامة يشتهر بها في الناس؛ لأن موضوع اللواء الشهرة مكان الرئيس علامة له، وكانت العرب تنصب الألوية في الأسواق الحفلة لغدرة الغادر؛ لتشهيره بذلك)
(وفي هذا الحديث دليل على أن الغدر من كبائر الذنوب، لأن فيه هذا الوعيد الشديد)

حقيقة جلية مخيفة ولكننا عندما ننظر إلى تصرفات بعض القادة وبعض المرقعين والمطبلين لهم وخاصة في ثورة الشام الكاشفة فإننا نرى عددا كبيرا ممن أخلف وعده ونكص على عقبيه وانحاز إلى الداعمين المتآمرين على ثورة الشام وتنكروا لكل عهد وميثاق قطعوه لأهلهم وأمتهم التي جعلتهم أملها فقدمت لهم كل إمكانياتها، بل وفلذات أكبادها من أجل العمل لإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام مكانه.
ولكنهم تنكروا لوعودهم وخانوا أهلهم فما وعدوا وعداً لله ولا لأهل الشام وصدقوا فيه.
بل على العكس من ذلك استأسدوا على أهل ثورة الشام وحاضنتها وتسلطوا عليهم في الوقت الذي تراهم ينقادون لقرارات وتوجيهات الداعمين ويذلون ويستكينون أمام مؤامرات المتآمرين.
وقد أعرضوا عمن محضهم النصح من أهل الشام، وذكرهم بما خرجوا من أجله من نصرة لأهل الشام.
ولكنهم مع ذلك أعرضوا واستكبروا ولا زالوا في تسلطهم وظلمهم للبلاد والعباد.
ففي الوقت الذي يفرضون فيه الضرائب والمكوس على العباد وبتسلطهم على رقابهم ويسلبون قرارهم ولا يتورعون عن الاقتتال وسفك الدماء من أجل السلطة والنفوذ وتنفيذ أوامر أسيادهم وتنفيذا لمخططاتهم.
نراهم يحرسون الدوريات الروسية التركية ومن خلفها ميليشيات نظام الإجرام لتفرض سيطرتها على طريق أم فور كما سيطرت من قبلُ على طريق أم فايف لا بفضل قوتها بل بفضل نكوث بعض قيادات الفصائل و"انحيازها" إلى معسكر أعداء الثورة.
ولكن ذلك لن يضر ثورة الشام بإذن الله. قال تعالى: {فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

فيا أهلنا في الشام اعلموا أن الخلاصَ بأيديكم أنتم لا بأيدي من خذلكم. قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}
فلتكن ثقتنا بوعد الله ونحن نعمل لإرضائه وحده يقينية،
مستذكرين في قلوبنا وعقولنا بشرى قائدنا وسيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فعلى الله فلنتوكل، هو مولانا وناصرنا، وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إسماعيل أبو الخير