press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

3333

 

-------------------
إن الحركات الإسلامية التي قامت بعد سقوط دولة الخــ.لافة العثمانية كانت كثيرة وهدفها كان واضحا ألا وهو إعادة الحكم بما أنزل الله واستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخــ.لافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
وبما أن هذا الهدف العظيم هو مفتاح الحل لجميع مشاكل المسلمين ويرفع عنهم الذل والهوان وهو الذي سيوحد المسلمين جميعا في دولة واحدة وخلف إمام واحد، انبرت دول الكفر قاطبة للتصدي لهذه الحركات والحيلولة دون نجاحها وانتشارها، كيف لا وهم الذين ما فتئوا يحاربون الإسلام ويعادون المسلمين، وهم من أسقط كيان المسلمين الذي كان حصنهم الحصين؟! فكانت هذه الدول تحارب كل حركة إسلامية بطريقة معينة بحيث لا تظهر العداء للمسلمين وتشجعهم على التوحد والوقوف ضدها.
واستطاعت الدول الكافرة تمزيق وتفتيت هذه الحركات الإسلامية بسبب شيء واحد لا ثاني له؛ ألا وهو العمل على صرفها عن الطريقة الشرعية التي توصلهم لهدفهم وهي طريقة النبي ﷺ في بناء أعظم دولة عرفها التاريخ.
فالنبي ﷺ لم يهادن ولم يقبل المال السياسي الذي يسلبه قراره، ولم يشارك الكفار في الحكم، ولم يداهن الرأي العام المخالف للإسلام ولم يتنازل عن الثوابت التي وضعها في بداية دعوته.
إن انطلاق ثــ.ورات ما يسمى الربيع العربي هي في حقيقتها تحرك شعبي رافض للواقع الفاسد الذي يتحكم في البلاد العربية، وسعي لتغيير أنظمة الحكم القمعية العلمانية.
وفي مقدمة هذه الثــ.ورات كانت ثــ.ورة الشام المباركة حيث تبلورت شعاراتها وثوابتها الإسلامية.
فعندما بدأت هذه الثــ.ورة المباركة بشعاراتها الإسلامية وأهدافها أيضا أحست دول الكفر بالخطر المحدق، فهذه الثــ.ورة ليست كباقي الثورات والتحركات الشعبية الأخرى والتي تمكنت بسهولة من القضاء عليها وتفريغها من شعاراتها. فضلا عن أن هذه الثورة قد خرجت من المساجد تطالب بتحكيم شريعة الرحمن ومن بين هتافاتهم "الشعب يريد خــ.لافة من جديد"، "الشعب يريد إسقاط النظام"...
فبدأت الدول الكافرة كعادتها بمحاربتها عــ.سكريا؛ ابتداء من خلال إدخال روسيا وإيران وحزب إيران والمليــ.شيات العراقية لصد هذه الثــ.ورة المباركة ولردها عن مبتغاها وثنيها عن هدفها بإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
ولكن هيهات هيهات أن تستطيع القضاء على ثــ.ورة خرجت تصدح بشعار (قائدنا للأبد سيدنا محمد)، تستمد قوتها من توكلها على الله عز وجل، ومن له قوة أمام قوة الله؟!
فاستخدموا الأسلوب الثاني أو الخطة "ب" لمواجهة هذه الثــ.ورة ألا وهي الأعمال السياسية (الفخاخ السياسية)، من خلال المؤتمرات التي عقدت لتغيير مطالب الناس وحرف مسار الثــ.ورة وتهدئة النفوس الثائرة ووعود فضفاضة...
وبالفعل نجحت دول الكفر بداية في النيل من هذه الثــ.ورة وتكسير أجنحتها عن طريق الخداع والكذب وعن طريق وضع قيادات مصنعة لثــ.ورة الشام غير مؤهلين لقيادة أعظم ثــ.ورة في التاريخ، وكانت هذه هي التي كسرت ثــ.ورة الشام وحجّمتها إلى ما هي عليه الآن؛ هؤلاء القادة الذين وضعتهم دول الكفر على ثــ.ورة الشام قد تخلوا عن الطريقة التي توصلهم إلى هدفهم وتستجلب نصر الله لثــ.ورة الشام، فأخذوا المال السياسي المسموم الذي سلب قرارهم وقرار الثورة وارتبطوا بالدول الداعمة من خلال هذا المال ليكونوا بذلك قد انحرفوا عن طريقة رسول الله ﷺ في إقامة الدولة.
لكن ثــ.ورة الشام بما يمتلكه أهلها من وعي وإيمان استطاعت أن تكشف كل الأقنعة وكل المؤامرات التي استخدمت ضدها، فبدت بفضل الله عصية على من يحاول القضاء عليها.
وما نراه الآن من محاولات إصلاح وعقد مؤتمرات داخلية وتحسين الواقع الاقتصادي ليست إلا تخبطات ما قبل السقوط لهذه الطغمة الفاسدة الخائنة، فرغم كل المؤتمرات والمؤامرات ورغم مكر الكفار بثــ.ورة الشام ومحاربتها بكل الأساليب والوسائل المتاحة، أثبتت ثـ.ورة الشام أنها ما زالت عصية على الدول المتآمرة، وهي شوكة في حلوقهم وسترد كيد الكائدين إلى نحورهم قريبا بإذن الله.
فها هي اليوم ثــ.ورة الشام وأهلها قد وعوا على الألاعيب السياسية ضد ثـ.ورتهم، وقد أدركوا سفينة ثورتهم قبل أن تغرق، وقد عرفوا طريق النجاة ومفتاح الحل، فتجددت الثــ.ورة من جديد وانطلق أهلها ليستعيدوا قرارهم المسلوب ويعيدوا سلطانهم المغتصب من قادة المنظومة الفــ.صائلية عن طريق التزامهم بأوامر الله سبحانه وتعالى وبهدي نبيهم محمد ﷺ وطريقته.
فهم اليوم كجمرة متوقدة من تحت الرماد قامت لترفع الصوت عاليا بأن هذه الثــ.ورة لن تُكسر ولن تتراجع ولن تحيد ولن تلين في وجه الطغاة وفي وجه المؤامرات السياسية العالمية، بل هي مستمرة شامخة شموخ الجبال، ثابتة على مبادئها بإسقاط النظام المجرم بدستوره وبكافة أركانه ورموزه، وتحكيم شرع الله على أنقاضه، التزاما بطريقة قائدهم وقدوتهم محمد ﷺ التي تخلى عنها من ادعى نصرتهم من قادة عملاء أدوات للغرب الكافر في ثــ.ورتهم المباركة.
فالثــ.ورة الآن عادت لتكون عصية على كل متآمر وعدو كافر، فلا يريد أهل الشام الآن استبدال عجل له خوار بفرعون، لا يريدون استبدال قادة فـ.صائل مجرمين ببشار المجرم بل يريدون نظاماً منبثقاً من صلب عقيدتهم.
ولا ننسى أن ثــ.ورة الشام قامت من أجل الله فحق على الله أن ينصرها، وحاشاه أن يكسر ثــ.ورة على أيدي الكفار قد خرجت تبتغي رضاه وتريد تحكيم شريعته في الأرض، فلم يتبق إلا القليل حتى تعود ثــ.ورة الشام إلى مجدها وعزها وسيرتها الأولى، وعما قريب بإذن الله سنشهد انتصار أعظم ثــ.ورة في التاريخ بأهدافها وغاياتها واستئناف الحياة الإسلامية عن طريق دولة الخــ.لافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
 
----------
- بقلم: الأستاذ رامز أماني
 

22222

 



بحسب ما ذكرت نشرة أخبار السبت 06/04/2024 من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا فإن الحراك الثــ.وري اليومي المطالب باستعادة قرار الثــ.ورة وإسقاط الجــ.ولاني، وإطلاق المعتقلين، واصل فعالياته الشعبية المستمرة في ريفي حلب وإدلب، في الجمعة الأخيرة من رمضان، وبزخم شعبي كبير، تحت عنوان (مكتسبات الثــ.ورة تحرير البلاد وليس ظلم العباد). فقد خرجت مظاهرات بعد صلاة الجمعة وأخرى ليلية في أكثر من 23 مدينة وبلدة ومخيم بريفي حلب وإدلب، وشملت مدينة إدلب، ومدن الأتارب، والباب، وجسر الشغور، وتجمع الكرامة، ومخيم ريف حلب الجنوبي، وأريحا، واعزاز، وكفرة، والسحارة، وباتبو، وحزانو، وبابكة، ومعارة الأتارب، وأطمة، سرمدا، أحرار كفروما، كفرتخاريم، بنش، إبلين، أرمناز، الأبزمو. حيث أكد المتظاهرون على إسقاط الجولاني، وحل "جهاز الأمن العام"، والإفراج عن معتقلي الرأي في سجون هـ.يئة تحرير الشام، كما أكد المتظاهرون على مواصلة حراكهم السلمي حتى تحقيق كافة مطالبهم.

 

المصدر: https://tinyurl.com/3af6d7as

اتخاذ قيادة سياسية واعية ثاني خطوات النصر

 

 

 

#مقالة:
اتخاذ قيادة سياسية واعية ثاني خطوات النصر


ثاني الخطوات حتى تنتصر ثورة الشام هي اتخاذ قيادةٍ سياسيةٍ واعيةٍ ومخلصةٍ ، تمتلك مشروع الخلاص ويكون منبثقاً من صميم عقيدتنا ، يقول عليه الصلاة والسلام "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون بعدي خلفاء فيكثرون"، قالوا: "يا رسول الله فما تأمرنا ؟" قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول ثم أعطوهم حقهم واسألوا الله الذي لكم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" ، ففي هذا الحديث يبين نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم أن السياسة هي عمل الأنبياء في بناء الدول ورعاية شؤون الناس ، فقد كان عليه الصلاة والسلام قائداً سياسياً يدعو إلى الله ويبلغ الرسالة ، وكان يكتل الصحابة الذين آمنوا معه ، ويثقفهم ويصنع منهم رجال دولة و سياسيين .

ونقل عن الصحابة قولهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفرغنا ثم يملؤنا ، أي كان صلى الله عليه وسلم يغرس في نفوسهم العقيدة السياسية الروحية ، ليكونوا بعده ساسة الأمة ، وكلنا نعلم من تولّى قيادة المسلمين بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانوا من أصحابه الذين أعدهم بيديه صلى الله عليه وسلم وخاضوا الصراع الفكري والكفاح السياسي في مجتمع مكة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه واعين تماماً على مكر قريشٍ لهم ، وكانت الآيات تتنزل عليهم فتكشف خطط وتآمر سادات قريش ، وتبين عوارهم و تفضح مكرهم في سعيهم للقضاء على الدعوة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ينشرون أفكار الإسلام الصافية النقية ويصارعون أفكار الكفر ، لا يرتبطون بدول خارجية كالفرس والروم ، ولا حتى بقبائل العرب ، بل كانوا مستقلين في قراراتهم يسيرون في مجابهة المجتمع الجاهلي ونظام حكمه تحت أوامر الله ونواهيه .

واليوم في ثورة الشام بعد أن أصبح قرار الثورة السياسي بيد النظام التركي المجرم ، سُلّمت المناطق التي حررها المجاهدون بدمائهم ، وتم تجميد الجبهات ، واليوم يروجون لفكرة المصالحة مع النظام المجرم ، من أجل القضاء على الثورة وإرجاع أهلها إلى حظيرة النظام المجرم ، فلابد بعد أن يجتمع المخلصون ويتكتلوا فيما بينهم ، أن يتخذوا قيادة سياسية مخلصة وواعية تمتلك مشروعاً و رؤيةً واضحةً وطريقاً سليماً يرتكز على ثوابت عقيدتنا ، و تكون هذه القيادة مخلصة صادقة واعية مبدئية جريئة واضحة و شجاعة تقول الحق لا تخشى في الله لومة لائم ، خبِرَها أهل الشام في نصحها و تحذيرها منذ انطلاق الثورة من الركون إلى الغرب الكافر وحلوله الاستسلامية ، ومن المال السياسي القذر الذي يفسد الثورات ويحرف مسارها بل ويخضعها للطاغية من جديد ، يقول الله تعالى في سورة هود: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)”، فاليوم ثورة الشام بأمس الحاجة إلى قيادة سياسية مخلصة واعية مرتبطة بحبل الله المتين ، متوكلة عليه لتقود سفينة الثورة نحو إسقاط النظام المجرم في عقر داره وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه ، قال تعالى : ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ )

----------------------
مصطفى نجار

مكتسبات الثورة تحرير البلاد وليس ظلم العباد

 

 


منذ فترة و جوقة المطبلين والمنتفعين لا تكاد تهدأ ، تصل الليل بالنهار وهي تحدثنا عن الإصلاحات والمكتسبات والكيان السني والنهضة التي يعيشها المحرر والمؤسسات التي بنيت ، فهل هذه هي مكتسبات الثورة وهل خرج أهل الشام بالثورة لأجل هذا ؟!.

عندما تتحدث عن مكتسبات جنيتها ، يجب أن تنظر أولاً إلى الأهداف التي وضعتها نصب عينيك هل حققتها ، هل وصلت لغايتك من قيامك بالعمل ، هل أنت تسير على الطريق الصحيح ، فالمكتسبات من أي عمل تقوم به هي تحقيق هدفك المنشود ، وليس الإنشغال بما يخرجك عن الطريق بل وينسف تضحياتك وتبوء بالخسران .

إن ثورة الشام هي ثورة مباركة انطلقت منذ أكثر من عقد من الزمن ضد طاغية الشام ونظامه البعثي وفروعه الأمنية والعسكرية لإسقاطهم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضهم ، فهذه هي القضية المصيرية وهذا هو الهدف المنشود بالنسبة إليهم ، وغير ذلك مجرد نسف للتضحيات وبيع للدماء والأعراض وتنازل عن دين الله .

بعد كل هذه السنوات وبعد كل هذه التضحيات وصلنا لما وصلنا إليه الآن ، وأصبح أمر الثورة والثوار بيد هؤلاء العملاء المرتبطين وسيدهم النظام التركي عرّاب المصالحات وصبي أمريكا في المنطقة ، فبدأت هذه الفصائل بإنشاء حكومات الأمر الواقع العميلة لحرف مسار الثورة بأمر وتوجيه من الداعمين ، فأغلقت الجبهات وبدأت الاقتتالات وسفكت الدماء وفتحت المعابر ، كما قُسِّم المحرر لضفتين اثنتين ، إدلب وريفها والشمال درع الفرات وغصن الزيتون.

وهنا بدأت القصة فبدل أن يتم التفكير في كيفية تصحيح مسار الثورة ، كان العكس تماماً من قبل هذه الحكومات والفصائل ، وعلى العلم أننا لا نرتجي من العملاء غير هذا ، الضرائب والمكوس والمعابر من جهة ، والمسالخ البشرية لكل من يطالب بفتح الجبهات واستعادة قرار الثورة من جهة أخرى ، حتى صار يتغنى هؤلاء العملاء بالمكتسبات التي حققوها ، فهل تعتبر فعلاً مكتسبات كما يدعي العملاء وجوقة مطبليهم ومرقعيهم ؟!!

فالمدقق قليلاً يرى قصوراً للأمراء والقادة العملاء ، مولات لتبييض أموال المعابر والضرائب ، نهب قوت أهل المحرر وإنهاء الحالة الثورية ، وجعل الناس تعيش في دوّامة من اليأس ، كما شُيّدت الدوارات و عُبِّدت الطرقات و بنيت المؤسسات ، والتي كان الهدف منها هو إذلال أهل المحرر وبحث كيفية نهبهم وتجويعهم والقضاء على النفس الثوري لديهم ، مكتسبات في حقيقتها للعملاء وصبيانهم الأقزام ، هذه هي المكتسبات التي يسعون للحفاظ عليها ويتهمون أهل المحرر بالمخربين وبمحاول القضاء على تلك المؤسسات !.

فهل علم الجميع ما هي مكتسبات الخونة والعملاء ؟! هي مكتسبات لهدم الثورة والقضاء عليها!!..

وأخيراً: إن مكتسبات الثورة هي تحرير البلاد وليس ظلم العباد كان عنواناً لجمعةٍ أطلقها الثائرون في هذا الحراك الشعبي المنظم و المبارك ضد منتهك الحرمات عرّاب المصالحات ، وصبيانه عملاء التحالف الذين ساموا أهل المحرر والمجاهدين سوء العذاب ، ومن هنا أقول لأهل المحرر وللثائرين على هؤلاء الطغاة الجدد ، خلاصكم بإسقاط هؤلاء الطغاة وبفتح الجبهات وإسقاط النظام فهذه هي المكتسبات التي يسعى لها أهل الشام الثائرين في ثورتهم المباركة .

ولا تنسوا أن هذا الحراك المبارك اليوم بحاجة لدرع تحميه ، بحاجة لتحصينه بالوعي ، والثبات على الأسس التي خرجنا من أجلها ، وهذا لا يكون إلا بمشروع سياسي إسلامي وقيادة سياسية وعسكرية صادقة مخلصة ، تقود جموع الثائرين لتحقيق مكتسبات ثورتهم في فتح الجبهات وإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام وما ذلك على الله بعزيز .

قال تعالى:
﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز

 

 

ثورة الشام: يا أهل الثورة متى يكون اتخاذ القرار الحاسم؟!
بقلم: حسن عبد المعطي
 
 
 
 
عندما انتهت فترة أوباما وجاءت ولاية ترامب، تفاءل البعض بتسارع الحل في سوريا. ومع مجيء بايدن تقاسم القوم التفاؤل والتشاؤم حتى تلاشى كل ذلك بفتوح التطبيع وأعمال الصيانة لنظام الإجرام القابع في دمشق. ومع ظهور التوترات في الساحة الأمريكية اليوم بدأ البعض يتنفس الآمال بتخفيف الوطأة عن أهل سوريا… وهكذا يتابع البعض تقلبات المناخ الأمريكي ويعتادون العيش في الأحلام والأوهام والتطلعات دون نظر عميق في بنية العلاقات بين أمريكا والنظام السوري المجرم.
وبعد هذه المقدمة، لن أطيل الكلام عن وجود علاقة عضوية ومتينة بين نظام الأسد وأمريكا الدولة بصرف النظر عن الإدارة التي في الحكم، ويكفي أن صار الأمر علنيًّا مكشوفًا حين صرح به رياض نعسان آغا أحد رجالات النظام السابق والملتحق بصفوف المعارضة منذ وقت مبكر.
فالكلام ينبغي توجيهه لأهل الثورة وحاضنتها متى سوف تقول كلمتها للمعارضة التي تأمل بالحل الأمريكي والقرار (2245) وتعلنها للجمهور «أنك طالق بالثلاثة» طلاقًا لا رجعة فيه؟!.
ومتى سوف تتخذ القرار الحاسم في قطع العلاقة والأمل بالدول التي تشغلها أمريكا في خدمة الحل الأمريكي والحفاظ على نظام الإجرام؟!
وحتى يصيب الكلام الهدف ولا يخطئه، فإننا نحدد أكثر فنقول: يأهل الإسلام في ثورة الشام متى ستكون الكلمة الفصل ومتى سيكون القرار الحاسم؟!.
ولنعينكم على الجواب نستعرض من التاريخ قصة معبِّرة فيها حالات ثلاث، لا ينبغي التأخر عن إدراكها حتى لا يفوت الوقت وتضيع الثورة والتضحيات… هذه القصة حصلت مع سريَّة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم ماء الرجيع نسوقها بإيجاز:
قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أُحد رهط من عضل والقارة قبيلتين من قبائل العرب، وقالوا: يارسول الله: إن فينا إسلامًا، فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، ويعلموننا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم نفرًا ستة من أصحابه هم: مرثد الغنوي، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، وطارق بن عبد الله، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنَّة، وأمَّر عليهم مرثد الغنوي.
فخرجوا، حتى إذا كانوا على الرجيع ماء لهذيل بناحية الحجاز، غدر بهم الرهط الذين معهم، واستنصروا عليهم هذيلًا، ففاجؤوهم في رحالهم وهم يحملون بأيديهم السيوف، فأخذ الصحابة أسيافهم ليقاتلوا، فقال لهم المشركون: إنا والله ما نريد قتلكم، ولكننا نريد أن نصيب بكم شيئًا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم.
فأما مرثد الغنوي أمير السرية، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، فقالوا : واللهِ لا نقبل من مشرك عهدًا ولا عقدًا أبدًا، وقال عاصم بن ثابت شعرًا :
ما علتي وأنا جلد نابل
والقوس فيها وتر عنابل
تزل عن صفحتها المعابل
الموت حق والحياة باطل
وكل ما حم الإله نازل
بالمرء، والمرء إليه آئل
إن لم أقاتلكم فأمي هابل
وقاتل مرثد وعاصم وخالد حتى قتلوا. وأما الثلاثة الباقون: زيد بن الدثنَّة وخبيب بن عدي، وعبد الله بن طارق فلانوا، ورقُّوا ورغبوا في الحياة واستسلموا فأسرهم المشركون، ثم خرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من الحبل المربوط به، ثم أخذ سيفه، واستأخر عنه القوم، فرموه بالحجارة حتى قتلوه. وباعوا خبيبًا وزيدًا لأهل مكة فقتلوهما.
قصة هؤلاء الصحابة الستة تعطينا نماذج ثلاثة لاتخاذ القرار الحاسم في الموقف الواحد.
ويتمثل النموذج الأول في مرثد الغنوي أمير السرية، وصاحبيه عاصم وخالد، الذين واجهوا الموقف المفاجئ بعد التفكير الذي تجلَّت فيه سرعة البديهة، فاتخذوا قرارًا حاسمًا قبل الإقدام على العمل، ويتضح قرارهم من قولهم: (والله لا نقبل من مشرك عهدًا ولا عقدًا أبدًا) ومن شعر عاصم بن ثابت قال فيه :
وكل ما حم الإله نازل
بالمرء، والمرء إليه آئل
إن لم أقاتلكم فأمي هابل
فهو قرار حاسم وسريع في قضية مصيرية، يترتب عليها الحياة والموت. فشهروا سيوفهم وقاتلوا حتى استشهدوا رضي الله عنهم.
أما النموذج الثاني فيتمثل في تصرف طارق بن عبد الله الذي استسلم في أول الأمر، فأخذوه أسيرًا وربطوا يديه بالحبال، وفي الطريق غير قراره الأول، وهو الرضا بالأسر ثم البيع في مكة، إلى قرار جديد وهو القتال، كما فعل الأمير وصاحباه، فأخرج يده من الحبال ليستعمل سيفه في قتالهم، فلم يمكنوه، ورجموه حتى قتلوه واستشهد.
وأما النموذج الثالث فيتمثل في خبيب بن عدي وزيد بن الدثنَّة اللذين قبلا بالأسر حتى باعوهما لكفار قريش، فقتلوهما ثأرًا لقتلاهم في بدر، وقد واجها الموت بنفوس شجاعة، وقلوب مطمئنة بقضاء الله.
فهذا زيد بن الدثنَّة يقول ردًا على سؤال وجهه إليه أبو سفيان: (والله ما أحب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي) .
وهذا خبيب بن عدي يقول بعد أن صلى ركعتين قبل قتله: (أما واللهِ، لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة)، وأنشد:
ولست أبالي حين أقتل مسلمًا على أي جنب كان في الله مصرعي
فهؤلاء الصحابة الستة رضي الله عنهم كانوا يتوقون إلى الشهادة في سبيل الله، ولكن قراراتهم التي اتخذوها في موقف واحد كانت مختلفة، وذلك بناء على تفكيرهم الذي سبق العمل.
ولو خُيِّرنا بعد معرفة قصتهم في اتخاذ القرار الحاسم في موقف مثل موقفهم، لأخذنا القرار الأول الذي اتخذه أميرهم وصاحباه؛ لأنهم كانوا أدق من الباقين في فهم نفسية المشركين الذين لم يرعَوا عهدًا ولا ذمة، ولأنهم أدركوا نية المشركين أسرع من أصحابهم.
وبأخذ العبرة من هذه القصة نُذكِّر أنفسنا وأهل ثورتنا بأن اتخاذ القرار الحاسم الملائم له أهميته في حياة الفرد والجماعة. فالقرار الذي اتخذه حزب التحرير في مناصرة الثورة السورية المباركة من أول يوم، وأن فيها خيرًا ينبغي تنميته ومباركته، وأن فيها اعوجاجًا ينبغي تقويمه وإنكاره… كان له الأثر في حياة الثورة حتى يومنا هذا، فكان لشباب حزب التحرير القول الفصل في الإنكار على دكاكين البيع والسمسرة التي قامت على أكتاف هذه الثورة المباركة من مجلس وطني، وائتلاف، ولجنة مفاوضات… وما اقترفته من موبقات في جنيف وفيينَّا والرياض وأستانة… وكان هذا القول ينبض في قلب الثورة وفي وعي رجالاتها المخلصين عند كل محطة خزي وانكسار وتطبيع، ينبض بصدق القائل وتثيبت المخلصين العاملين.
وكان لهم القرار الفصل في رفض المال السياسي والدعم المسموم لفصائل الثورة والتحذير منه والإنكار على من قبل به وانخرط في مشاريع الداعمين المتآمرين… وكان هذا القرار حصنًا لمن استجاب من الأحرار الأخيار فعصمه الله من تلك الموبقات، واعتصم بحبل الله وهو يحاول تجميع القوى المخلصة لقلب الطاولة على رؤوس المتآمرين والمتخاذلين الجبناء.
وكان لهم القول الفصل في رفض الهدن والمصالحات وفي تجميد الجبهات وفي كل محطات الاقتتال بين الفصائل التي أضعفت الثورة وأزهقت الدم الحرام، وكان الانكار على من تقبَّلها وسار فيها من مرضى النفوس والمتسلِّطين على رقاب الشرفاء… وكان لهذا القول الأثر على الأحرار الذين صبروا ولم يصيبوا دمًا حرامًا رغم ما تعرضوا له من مظالم وقتل واعتقال…
ولايزال للقول الفصل وللقرارات الحاسمة صدى يتسع في صدر الثورة ووعيها حتى تأخذ به جماهير الثورة فتعود لهم الراية والقيادة ويسيروا بالثورة نحو هدفها في إسقاط هذا النظام العميل المجرم، وقطع دابر أمريكا وأحلافها، وإقامة نظام الإسلام خلافة على منهاج النبوة..
واللهَ نسأل أن يعجِّل ذلك، وييسِّره لأهل اليسرى، ويجعل العاقبة للمتقين… والحمد لله رب العالمين.