- التفاصيل

إن أرض الشام أرض مباركة، وأهلها من صفوة عباد الله كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، اجتباهم ليكونوا في خيرة أرضه. والدماء التي سفكت فيها هي دماء نقية زكية طاهرة، أُريقت في سبيل الله، وهي ليست هينة على الله، بل كانت لعنة على من أوغل وأجرم في سفكها.
ورغم كيد المتآمرين، إلا أن مكر الله بهم أكبر، فها هي روسيا قد لاقت ما لاقت على يد الأوكرانيين، وحزب إيران في لبنان يعاني من ضربات يهود، وإيران المتخبطة سياسيًا وعسكريًا مشغولة بقصف يهود أيضاً. أما نظام الأسد المجرم فهو مهلهل الأركان متصدع البنيان، ومن يحميه من السقوط هم قادة مرتبطون، نُصّبوا على أهل الشام عبر النظام التركي عرّاب المصالحات و الحل السياسي الأمريكي.
ونقول لأهل الشام الأطهار، إن انشغال أعداء الثورة بأنفسهم، وهم الذين أوغلوا في دمائنا، هو منة من الله سبحانه، والفرصة اليوم ذهبية لإسقاط النظام في عقر داره وجب اغتنامها وترتيب الصفوف واستعادة قرار الثورة المسلوب من يد قادة الفصائل ومعلمهم النظام التركي.
وإلى الصادقين من جند الفصائل في عموم المحرر: إنكم ترون قادة المنظومة الفصائلية وأسيادهم يسيرون في اتجاه القضاء على ثورة الشام، وأنتم أهل الحرب والفداء والتضحيات، وأنتم تيجان الرؤوس، وتعلمون أن القرار العسكري مسلوب من قادة الارتباط بنظام المصالحات، فالوقت وقتكم لتتحركوا بجدية لاسترجاع القرار العسكري من يد هؤلاء العملاء؟
فساحات الوغى تنتظركم، وأعراضنا في السجون تنتظر زئيركم وصيحات تكبيركم.
ألم تشتاقوا إلى أزيز الرصاص وصيحات "الله أكبر"؟!
ألم تشتاقوا إلى كلمة "صديق"؟!
إن أهل الشام قد قدموا التضحيات وقاسوا التهجير و قساوة العيش في الخيام، وهم الآن جاهزون لتقديم المزيد في سبيل الله لإسقاط النظام المجرم، فهم يعقدون آمالهم عليكم بعد الله سبحانه.
فهبّوا إلى ميادين التجارة الرابحة، إلى ميادين القتال، بعيدًا عن طغمة العمالة، واسترجعوا قراركم العسكري، ودونكم جبهة الساحل والعاصمة، فهي وجهة الأحرار التي يحرسها الفجار، لزلزلة عرش النظام المتهالك وتتويج التضحيات بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، فذلك والله هو الفوز العظيم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
قال تعالى: (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى نجار
- التفاصيل

تستمر أنقرة وموسكو بالتنسيق حول عمل الطرفين التآمري الدؤوب في سوريا، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في محافظة إدلب والتصعيد الروسي، في ظل استمرار هيئة تحر.ير الشام بالتحضير لمعر.كة "مرتقبة" مزعومة ضد النظام المجرم. حيث اجتمع وفدٌ من المخابرات التركية مع وفد ضباط من المخا.برات والشرطة العسكرية الروسية الثلاثاء 22/10/2024م، في القاعدة الروسية المعروفة بالمنشرة على طريق M4، قرب قرية ترنبة، غرب مدينة سراقب بريف إدلب. ويأتي هذا الاجتماع في ظل تحشيد عسكري على جبهات إدلب وحلب واللاذقية، إضافة إلى تصعيد يه..ود على لبنان، وتكثيف استهداف الأراضي السورية. وبالتوازي مع الاجتماع أجرت المخابرات التركية جولات على النقاط العسكرية المنتشرة في المنطقة. ويأتي هذا الاجتماع استمرارا للاجتماعات السابقة، التي عقدتها وفودٌ روسية وتركية، لمناقشة التطورات في سوريا، إذ ناقش الوفدان، التصعيد الروسي الأخير على إدلب وخطوات سير إعادة العلاقات بين تركيا والنظام المجرم بوساطة روسية، إذ لم ترد دمشق على دعوة الرئيس التركي لعقد لقاء مع نظيره الطا.غية أسد وخاصة طلبه من بوتين مؤخراً الضغط على أسد لتسريع عملية التطبيع بينهما، وقد صرح أردوغان مؤخراً بالقول: "توقعاتنا هي أن تفهم الإدارة السورية الفوائد التي سيوفرها لها التطبيع الصادق والواقعي مع تركيا وتتخذ الخطوات وفقا لذلك"، في حين أعلن نظام الإجرام (المتمنّع) تمسكه بالانسحاب التركي من الأراضي السورية، دون وضع شروط للقاء.
كما كان ملف فتح الطرق الدولية M4 وM5 محوراً رئيسيا في اجتماعات وفدي روسيا وتركيا، لما لها من أهمية استراتيجية، فطريق M4 يمتد من اللاذقية إلى الحسكة مرورا بحلب والرقة، ما يجعله شريانا حيويا للتجارة، بينما يربط طريق M5 بين دمشق وحلب عبر حمص وحماة، ويُعتبر من أهم الطرق التجارية والصناعية في سوريا.
علماً أنه بتاريخ 27/8/2024م كان هناك اجتماع ثلاثي بين الوفود التركية والروسية والإيرانية في مدينة سراقب لمناقشة فتح الطرق السريعة وتأمينها، ومحاولات إقناع الناس بفتح المعابر التجارية بين مناطق سيطرة النظام والمحرر، رغم رفضهم المطلق لفتح معبر أبو الزندين، باعتبار ذلك خطوة تطبيع خبيثة يدفع باتجاهها النظام التركي، سبق ذلك اجتماع لمسؤولين أتراك وروس في 20/8/2024م للغاية نفسها. فيما جدد أردوغان في 12/10/2024م حديثه عن أهمية "وحدة الأراضي السورية (طبعاً تحت حكم النظام وبطشه)"، لافتاً انتباه دمشق لاحتمالية توسع نطاق حرب يهو..د على لبنان وخاصة بعد قصفه للعاصمة.
إنه مما لا شك فيه، ومما لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان هو أن أمريكا هي المتحكم بخيوط الملف السوري منذ أيام الهالك حافظ، وهي من تحمي نظام ابنه وتمده عبر أدواتها بأسباب الحياة، وهي من توزع الأدوار على أعدائنا لوأد الثو..رة، سواء من جاهرنا منهم بالعداء أو لبس نفاقاً ثوب الأصدقاء وعلى رأسهم نظام التآمر التركي عراب التطبيع والمصالحات، الذي يدفع أدواته في المحرر، من قادة المنظومة الفصائلية وغيرهم، للضغط على الناس أمنياً وعسكرياً واقتصادياً ومعيشياً ليخضعوا للحلول الاستسلامية التي تهندسها أمريكا وينفذها الأدوات والصنائع. فلقد كان لهؤلاء القادة المرتبطين الدور الأبرز والأقذر في تجميد الجبهات منذ خمس سنوات تنفيذاً لبنود أستانة وجنيف، فكانوا بحق خط الدفاع الأول عن نظام الطاغية في تناغم مع دور النقاط التركية، فكان خفض تصعيد مذل من جانب واحد، يوازيه قصف لم ينقطع من نظام الإجرام وحلفائه روسيا وإيران وحزبها في لبنان ضد أهلنا، ليكون الرد على الدوام خجولاً، إن كان هناك رد، ذراً للرماد في العيون وامتصاصاً لغضب الأمة.
ومع ما يعانيه الناس من إجرام النظام وحلفائه من قصف وتدمير وتهجير، إضافة للتضييق الممنهج على الناس الذي طال لقمة عيشهم ورغيف خبزهم، وشوق النازحين والمهجرين للعودة إلى ديارهم، وتجذر روح الث..ورة في صدور الناس وتطلعهم المستمر لإسقاط النظام المجرم، خاصة مع اليأس من قادة الارتباط الخونة، تشكل رأي عام ضاغط في عموم المحرر بضرورة استعادة القرار العسكري من مغتصبيه القادة لفتح جبهات حقيقية يقودها مخلصون أصحاب قرار بعيداً عن القادة المكبلين بأوامر النظام التركي، وذلك لزلزلة عرش النظام المهلهل المتهالك، في ظل انشغال حلفائه بأنفسهم؛ فروسيا غارقة في الوحل الأوكراني، وإيران وحزبها اللبناني مشغولان بالتعامل مع ضربات كيان يهود، حتى النظام نفسه مشغول بضربات الكيان أيضاً في العاصمة وغيرها، وكالعادة رده لرد اعتباره هو بقصف المدنيين واعتقال السوريين المهجرين من لبنان بسبب الأزمة الراهنة.
هذا الرأي العام الضاغط، وتزايد المطالبات الشعبية الغاضبة بفتح الجبهات، خاصة مع توفر كل الإمكانات والمقومات، قام بتعرية مواقف قادة المنظومة الفصائلية بشكل كامل، والذين باتوا يخشون حقيقةً أن ينفرط عقد هذه المنظومة أو تحصل حالة من التفلت يمكن أن يستثمرها صادقو الأمة وخيرة ثو..ارها ومجا.هديها بالقيام بأعمال مستقلة مخلصة تسير خلفها قوى الأمة، خاصة إذا كانت الوجهة هي الساحل كمقدمة لما بعده، ما دفع القادة المرتبطين، بأوامر أسيادهم، للمسارعة بعلاج هذه المسألة الخطيرة، عبر اصطناع أجواء الحرب والدعاية لها وقرع طبولها وتصنع الاستنفارات ونقل الأسلحة؛ جعجعة بلا طحن، حتى يتم الالتفاف على مطالب الحاضنة وتطلعات المجا..هدين، بل وتحصيل معلومات أمنية عن صادقي الأمة الذين يريدون التحرك بعيداً عن الأدوات التركية الذين ما زادونا إلا رهقاً.
وما سعار القصف الروسي مؤخراً على المناطق المحررة إلا في تناغم مع أهداف النظام التركي وأدواته في المحرر، من استعراض لعضلات منتفشة يستر ضعف النظام المجر.م وخواره، وفي الوقت نفسه إعطاء ذريعة لقادة الفصائل لعدم فتح الجبهات بذريعة قوة العدو وقدرته على إيلام الناس والتسبب بموجات نزوح جديدة، وهو النفَس التثبيطي ذاته الذي تكتب حوله أقلام مخابراتية مأجورة خدمة لأجندات أعداء الثو.رة.
هذا وقد استهدف الطيران التركي قبل أيام محيط معبر عون الدادات الواقع تحت سيطرة "قسد"، للدفع باتجاه فتح معبر أبو الزندين لاستقبال النازحين السوريين من لبنان، ليرد أهلنا بأننا أولى بأهلنا من المتآمرين، فاستقبال إخواننا واجب، لكن فتح المعبر كخطوة تطبيعية فمرفوض ودونه الأرواح، لترد "قسد" بقصف مدينتي إعزاز والباب.
لقد فرضت أمريكا، عبر النظام التركي وتحكمه بالقادة والإمساك بقرار الحرب، تجميداً للجبهات على مدار سنوات، لإنهاء الحالة الثو.رية والجها.دية ودفع الناس نحو الدعة والخنوع والاستسلام للواقع الذي تريد فرضه، خاصة مع دعايات مغرضة كاذبة عن ضعف الثائرين، المتوكلين على ربهم، وقوة أعدائهم، المنشغلين بأنفسهم، وعليه فإنه من المستبعد حالياً من الناحية السياسية، على الأقل في المدى المنظور، أن تكون هناك معر.كة حقيقية تسمح بها أمريكا وأداتها النظام التركي، إلا في حال ازدياد غليان الشارع، ما يمكن أن يدفعهما للإيعاز لأدواتهما على الأرض بالقيام بفتح جبهات محددة محدودة الأثر والخطر، بعيدة عن معقل النظام المجر.م وغاية إسقاطه، قد تقتصر على تحر..ير بعض المناطق غير المؤثرة جغرافياً واستراتيجياً بغية خداع الحاضنة وتنفيس شحناتها وتخديرها إلى حين، واستنفاد جهود الصادقين.
أما حديث القادة وترويجهم لدعاية تحر.ير حلب فهو بعيد عن الواقع، تكذبه تصريحات أردوغان (الناطق بلسان أمريكا لحماية النظام ووأد الثو.رة) المستمرة حول وحدة الأراضي السورية والتطبيع مع الطاغية أسد، وتصريحات غير بيدرسون المبعوث الأممي في السياق ذاته، والذي دائماً ما يدعو إلى الحل السياسي الأمريكي وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 الذي يثبت نظام الإجر.ام ويحارب كل من خرج ثا.ئراً عليه، مع التذكير، في السياق نفسه أيضاً، بما صدر عن غرفة "الفتح المبين" و"إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ" من شجب واستنكار وتحميل النظام وروسيا وإيران مسؤولية نتائج القصف وموجات النزوح والتهجير "وأحقية الدفاع عن شعبنا وأرضنا بكل الوسائل المشروعة"!
أما حديث البعض حول انشغال أمريكا بقضايا أخرى، وعن إمكانية قبولها مرحلياً بتقسيم سوريا إلى فيدراليات ريثما تتمكن عبر عملائها من إعادة بسط النظام المجرم سيطرته الكاملة، وهذا ما لا مؤشر واضحاً عليه حتى الآن سوى بعض ما يشاع عن خطة لتقسيم سوريا إلى أربع مناطق، فهذا لا يمكن الاعتماد عليه والبناء عليه في التحليل حتى الآن.
ومما يجدر ذكره، أن حراك الأمة المبارك وسعيها لاستعادة سلطانها وقرارها من القادة العبيد ودعوتها لفتح الجبهات، قد آذى سلطة الأمر الواقع وخاصة الجولاني وجهاز ظلمه العام الذي راح يعتقل حملة الدعوة وأحرار الأمة الذين يحملون همّ الأمة ويشحذون همتها لإسقاط المتآمرين وتتويج تضحيات الثائرين.
إن صراع أعداء الثو.رة هو مع أهل الشام وحناجرهم الثائرة وهممهم العالية وعقيدتهم المتجذرة في صدورهم، وليس مع قادة الارتباط الذين يحاولون سوق الثو.رة وأهلها إلى مقصلة الجلاد. وإن ثور.تنا هي ثو.رة أمة لا ثو.رة فصائل. ولذلك، فإن خلاصنا هو بتخلصنا من هؤلاء القادة العبيد وتوسيد الأمر لأهله من المخلصين، لفتح جبهات حقيقية تزلزل عرش النظام وتخلص الناس من شروره، وتقيم على أنقاضه حكم الإسلام ودولته الخل..افة بإذن الله، وما عدا ذلك جرعات تخدير وامتصاص لغضب الناس وإطالة في أمد معاناتهم.
-------------
كتبه: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحز..ب التحر..ير في ولا..ية سوريا
- التفاصيل

تشهد الساحة هذه الأيام دعوة خطرة، خبيثة ومخادعة، تقوم بها هيئة تحرير الشام، تدفع من خلالها إلى قيام ما يسميه دعاتها بمقاومة شعبية، يناط بها إعداد العدة، وتهيئة الرجال، والتجهيز - كما يزعمون - لعمل عسكري ضد النظام المجرم.
وإن الخطر والخبث في هذه الدعوة أنها تخلي الفصيل الذي يحوز المال والسلاح والمقاتلين من مسؤوليته الشرعية في فتح المعارك وتحرير الأرض وإسقاط نظام الإجرام، وتبرر له أن يبقى معطِّلاً لهذه الإمكانيات التي يحوزها، ومنفِّذاً لأوامر الدول، فلا يقوم هو بالعمل ضد النظام المجرم، بل يقوم بإشغال الناس، واستنزاف طاقاتهم، في عمل مخطَّطٍ مسبقاً لإفشاله، إضافة لما فيه من تحصيل المعلومات التي ستتوفر عن المجموعات المخلصة التي يمكن أن تتحرك في الوقت المناسب ضد النظام، ومعرفة أعدادها وتسليحها ومكامن قوتها ونقاط ضعفها، وتهيئة المجرمين للقضاء عليها.
ومن هنا فإننا نؤكد أن أي عمل عسكري ضد النظام المجرم مرتبط بالفصائل هو عمل محكوم عليه بالفشل، وإن الفصيل الذي قاتل الفصائل، وصادر السلاح، وجمّعه في المخازن، واستولى على قرار السلم والحـ..ـرب بحجة توحيد الساحة، لهو أول مسؤول شرعاً أمام الله ثم أمام الناس عن القيام بالأعمال العسكرية المطلوبة ضد نظام الإجرام. فكيف يجلس الآن متفرجاً بحجة أنه ممنوع من الدول، ويدفع الناس بإمكانياتهم المتواضعة إلى قتال النظام المجرم؟!
إن إيهام هيئة تحرير الشام الناس إعلامياً بأن هناك معركةً قادمة على النظام، وطلبَها منهم تقديم ما لديهم، بدعوى أن الهيئة مرتبطة باتفاقات مع الدول، فلا تستطيع هي العمل المباشر، لكن إذا عملت مجموعات من خارجها فيمكن أن تدعمها. إن هذا الإيهام وذلك الطلب وتلك الدعوى ما هي إلا محاولة لإخلاء مسؤولية قادة الهيئة، ولتغطية جرائمهم، ولتخفيف الضغط عنهم، ومحاولة لكشف أوراق المخلصين البعيدة عن أعين قادة الهيئة وأمنييها، وتحريك أوساطهم واختراقها واحتوائهم وتبريد أجوائهم، بإلهائهم بأعمال ما يسمى المقاومة الشعبية، تمهيداً للتخلص منهم والقضاء على حركتهم.
إننا مع أي عمل مخلص ضد النظام المجرم، هدفه تحرير الأرض وحفظ الدماء والأعراض، ولكننا ننبه إلى خطورة الخبث والخداع، ومحاولات امتصاص فورة الناس، واحتواء الحاضنة الشعبية المخلصة، واستنزاف جهود المخلصين، بأعمال خلّبية لا تفيد. فمَن سفك الدماء، واغتصب المال والسلاح، واستولى على قرار الثـ..ـورة، ثم رهنه لدى الدول، كيف له أن يقول للمندفعين المخلصين اذهبوا فقاتلوا النظام وأنا معكم؟! وإذا نسّق المخلصون مع هؤلاء، وشاركوهم المعلومات، فهل سيأمنون على ظهورهم من غدرهم ومكرهم؟!
فليعلم المجـ.ـاهـ.ـدون المخلصون من عناصر الهيئة وغيرها من الفصائل أن القائد الذي يصرح بارتباطه بالدول، وعدم قدرته على الخروج عن أوامرها، غير أهلٍ لأن يكونوا جنوداً تحت قيادته، ويخضعوا لأوامره، لأنه ينفذ من خلالهم إرادة الدول في إنهاء الثـ..ـورة. وإن قادتكم الذين سفكوا الدماء، واغتصبوا المال والسلاح، بحجة توحيد الساحة لإكمال المعركة، واجب عليكم استعادة قراركم منهم، ومحاسبتهم ومحاكمتهم، ثم ترتيبُ أعمالكم خارج سيطرتهم وسيطرة الدول التي تشغلهم.
وإلى أهالي أبنائنا المقاتلين من جنود الهيئة وغيرها من الفصائل المرتبطة نقول: هذه ثورتنا ودماؤنا وأعراضنا، فجدير بكم إعانة أبنائكم على استعادة قرارهم من قادتهم العملاء، وعدم السماح للمجرمين باستخدامهم في تنفيذ مخططات الدول.
وإننا نثمن ارتفاع الأصوات الداعية إلى فتح المعارك، وإعادة ألق الجهاد، واستعداد أهلنا العظيم للتضحية، لكن ذلك كله يجب أن يكون تحت قيادة مخلصة، قرارها بيدها، وإلا فإنه إضاعة للجهود. ولا ننسى أعمال التحصين والتدشيم وحفر الخنادق على مدى السنوات الماضية كيف ضاعت في طرفة عين، عندما أتت الأوامر إلى القادة المرتبطين بتسليم المناطق.
ولا يقولنّ قائل إننا غير قادرين.. فإذا تسلحنا بالوعي والإيمان، وتجنبنا المخاطر، فنحن أقدر الناس على إحداث التغيير، وإحراز النصر بإذن الله العلي القدير.
فرغم أن قادة الفصائل متآمرون، ومستعدون للطعن في ظهور المجاهدين، وإفشال أي عمل مخلص خارجاً عن إرادتهم وإرادة مشغليهم، ويشهد على ذلك القائد أبو خولة في تادف وأبو حسين بيوش في إدلب وغيرهما من المجاهدين المخلصين، لكننا قادرون على فعل ما نقرر فعله إذا قررنا فعله بإذن الله، وحينها لن يقوى على الوقوف في وجهنا شيء. فقادة الفصائل اليوم باتوا أوهن من أن يستطيعوا الوقوف في وجه تحرك الناس أو أن يطعنوهم في ظهورهم إن أرادوا، لأنهم سيواجهون حينها رأياً عاماً ساحقاً، وإذا حاولوا فستكون نهايتهم بعون الله، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين.
فإذا وجد قادة مخلصون مستقلون، منفكّون عن قرار الدول، مرتبطون بالله ثم بحاضنتهم وثورتهم، وحاضنة شعبية واعية تكون لهم العون والمدد، وجنود أوفياء صادقون مخلصون، واعون على طبيعة المعركة، ومرتبطون بالله متوكلون عليه، يستمدون همتهم من إيمانهم بأن النصر من عند الله، يقاتلون بمال وسلاح طيبين مباركين مما تجود به نفوسهم ونفوس أهليهم وحاضنتهم، مبتعدين هم وقادتهم عن أي ظلم وبغي.. عندها فقط تكون العدة كاملة، وليس بيننا وبين النصر إلا أن ندخل عليهم الباب، فإذا دخلناه فإنا بإذن الله لغالبون، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾، والحمد لله رب العالمين.
-------
بقلم: الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد*
* رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://tinyurl.com/newyx6e3
- التفاصيل

وفقا لنشرة أخبار يوم الجمعة 25/10/2024م من إذاعة حز.ب التحر.ير/ ولا.ية سوريا فقد أفاد عضو المكتب الإعلامي لحز.ب التحر.ير في ولا.ية سوريا الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي، وفيما نشره الخميس بقناته الرسمية على منصة تلغرام، أن ما يسمى هيئة تحر.ير الشام، وعبر جهاز ظلمها العام التابع للجولاني، تواصل تغولها وإجرامها بحق حملة الدعوة وأحرار الأمة، لتقوم يوم الخميس باختطاف الأستاذ منير ناصر (أبو إسلام) ابن بلدة دابق وأحد شباب حز.ب التحر.ير، لينضم إلى قائمة حملة الدعوة المختطفين في زنازين الظالمين منذ 17 شهراً، جرمه عند هؤلاء هو غيرتُه على دينه وثو.رته وأبناء أمته، ودعوته لإسقاط قادة الارتباط بنظام المصالحات التركي الذي يريد سوقنا نحو حضن النظام المجر.م وقهره وبطشه، ودعوته لاستعادة القرار السياسي والعسكري من مغتصبيه لفتح معارك تحر.ير حقيقية يقودها مخلصون أصحاب قرار لا متاجرون بدماء الثو.ار، في ظل انشغال النظام المتهالك وحلفائه روسيا وإيران وحزبها في لبنان. وأضاف عبد الحي: لقد أثبت هؤلاء بأفعالهم التشبيحية هذه إفلاسَهم وعجزهم عن مواجهة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، وأنهم ينوبون عن نظام الطاغية أسد في مواجهة الثو.رة في محاولة بائسة لوأدها وقمع أهلها الذين أقسموا أن يكملوا طريق ثور.تهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات. لقد غرّ هؤلاء إمهال الله لهم، وغرهم رضا أسيادهم عنهم، فخانوا البلاد والعباد وراحوا يضيّقون على الناس، أمنياً واقتصادياً وعسكرياً، ليخضعوا للحلول الاستسلامية التي تريد تركيا، ومن ورائها أمريكا، فرضها علينا، ولكن خابوا وخسروا، فمن ثار على الطاغية أسد سيكنس في طريقه كل من ينهج نهجه ويستنسخ خطاه.
- التفاصيل

عودتنا وسائل الإعلام والمقابلات التي تجريها مع الشخصيات العامة أو المحللين أو المفكرين، على نبش الهوامش في الحوادث دون التركيز على فهم المشكلة وتقديم الحل. وصار أفق المذيع الحاذق هو أن يكون صاحب التنكيشات في الزوايا الحادة، وصار ملجأ الضيف على الشاشات هو التحصن في الزوايا المدورة، وهكذا يتم إشغال الناس بالهوامش وصرفهم عن الحقائق، وهي سياسات أصيلة في وسائل الإعلام ينفذها بوعي أو دون وعي (كركوزات) الشاشات وهواة الإشاعات، يحاولون الوقوف في وجه عاصفة الوعي التي تبرز في مجالس الناس وتعليقاتهم على الوقائع والأحداث. حتى صار الأُنس في مجالس الناس وحديث الطرقات أولى من التسمّر أمام الشاشات.
فالسجال الذي دار مؤخراً على تلفزيون سوريا الممول من قطر حول من الذي أوقف معركة الساحل ومن الذي أمر ومن الذي انصاع، لا يغطي الحقيقة التي نطقت بها ساحات القتال في كل سوريا؛ وهي أن المعركة لم تدر على أساس إسقاط النظام بضرب أركانه في العاصمة وفي الساحل، وهو ما عبر عنه رأس النظام وإيران بمصطلح "الحفاظ على سوريا المفيدة" في ذروة تقدم الفصائل على حساب سيطرة النظام. وهو لا يناقش حالة الانحسار في المناطق المحررة ثم تجميد الجبهات والانصياع للاتفاقات الدولية عبر الضامنين الأشرار.
إن تحكم غرفة الموك وغرفة الموم في العمليات القتالية ليست أسراراً ثمينة يمن علينا بها الإعلام وضيوف الشاشات بل هي واقع يعرفه أهل الأرض، ولطالما حذر منه الغيارى والأحرار.
إن سقوط ممثلي المعارضة في مصالح الدول المتدخلة وتمثيلهم للدول التي صنعت لهم الائتلاف وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية، وانصياعهم لمشاريع الأجنبي وخطوطه الحمراء، أمر مكشوف ومعلوم، ونتائجه الكارثية أعظم من الحديث عن سرقة أموال أو تدوير الكراسي بين أقطاب الائتلاف.
إن قوس المال السياسي المسموم الذي تم شده على عنق الثـ..ـورة أصاب سهم منه قلوب أصحاب الدنيا من عناصر الفصائل فصاروا قيادات بعد تحييد المخلصين واعتزال أهل التقوى من ثوار 2011 نتيجة الاقتتال والارتزاق، وأصاب سهم آخر الإعلاميين ووسائل الإعلام، وسهم للمنظمات الإغاثية والجمعيات النسوية ومراكز الأبحاث الجاسوسية والصالونات الثقافية التبشيرية، فضاعوا جميعاً وأضاعوا، لكنه بحمد الله لم يصل إلى جذر الثـ..ـورة فبقيت شعلتها في المظاهرات والاعتصامات ووقفات الحرائر والأحرار.
إن عاصفة الوعي التي يحمل مشعلها حزب التحرير لا تزال تهب على حاضنة الثـ..ـورة، ويلتف حولها أهل الصدق وأصحاب المبادئ، وسوف تكسر كل حلقات المؤامرات التي أحاطت بالثـ..ـورة، وسوف تعيدها سيرتها الأولى بعنوانها الأوحد "قائدنا للأبد سيدنا محمد"، وبعنفوانها الصادق "إسقاط النظام البعثي العلماني المجرم وإقامة نظام الإسلام".
إن حزب التحرير الذي تمثل مبدأ الأمة سيكون من الطبيعي أن تتحرك الأمة بحركته لا سيما عندما تفزع إلى أمر ربها وتثق بأن حلول مشكلتها تكون في الأخذ بالأحكام الشرعية وفي وعي سياسي كامل على الإسلام، عندها يصبح مشروع الحزب؛ استئناف الحياة الإسلامية، مطلبا لها ويصبح الحزب نفسه القيادة الفعلية التي تتحرك الأمة بحركتها.
نسأل الله تعالى أن يكون ذلك قريباً، والحمد لله رب العالمين.
---------
بقلم: الأستاذ حسن عبد المعطي
المصدر: https://tinyurl.com/yc2b3rjw
