- التفاصيل
سابقاً قال وليد المعلم وزير خارجية النظام المجرم "إدلب في أيدي أمينة" ، أما الجولاني وفرقة طبالته فقد حققوا مقولة المجرم من ناحيةٍ عملية ، فالواقع أنّه لا فرق بينهم ، فقد توحّدت الأهداف والغايات المتمثلة في هدم هذه الثورة وإخضاعها وتركيعها ، و تعددت الأدوات في تنفيذها .
والأمر الآن أصبح واضحاً جلياً ، فهذا الإمّعة الجولاني ومن خلفه من المرقعين وفرق الطبّالة ، ليس لهم غايةٌ سوى هدم الثورة وكسر إرادتها ، وإخضاعها للحل السياسي الأمريكي ، وإعادتها إلى حظيرة الجلاد المجرم نظام أسد تحت رعاية عرّاب المصالحات النظام التركي .
والأحداث الأخيرة هي خيرُ شاهدٍ على هذا الكلام ، فثورتنا المباركة خرجت في وجه نظامٍ ظالمٍ مجرمٍ قد حارب الناس في حريتها وكرامتها ، وعَمِل على إذلالها وإسكات صوتها وقمعها وزجّها في السجون والمسالخ البشرية ، فقابلها الجولاني وعصابته الأمنية بالأسلوب القذر ذاته دون أيّ تغيير في الأساليب .
"فالجولاني" ورغم معرفتنا بعمالته وارتباطه وخدمة مصالح أسياده ، فهذا حال طبيعي بالنسبة لـ "عميل مرتزق" ، فقد كان يتسترُ خلف اسم الجهاد ويطعن بثورتنا ، ويظلم أهل الثورة ويغطي على جرائم عصابته الأمنية بوصفه لهم بأنهم "مجاهدون" ، مع جهودٍ كبيرةٍ لفرق طبّالته في هذه الناحية بمقولة "ولاتطعن بالمجاهدين" ، لكن أن يصل بالجولاني الحال لاعتقال المجاهدين والعسكريين من الثوار الأبطال الذين أثخنوا بنظام الإجرام ويزّجهم في المسالخ البشرية ، بل ويقتلهم تحت التعذيب ، هذا ما لا يقبله العقل !!!
يا أهل الشام ويا مجاهديها الأبطال ، هذا الحال الذي ذكرناه لا يخفى عليكم ، فإلى متى الركون والخضوع لهذه العصابة المجرمة !
إلى متى ستبقى أيّها المجاهد ترى الظلم والبطش والإجرام بحق أهلك وبحقك أنت وبحق عرضك وتسكت !
إلى متى ستسمح لهؤلاء المجرمين وفرق طبّالتهم بأن يتستروا خلفك ، وخلف مسمّى الجهاد والثورة ليطعنوا بك وبثورتك الطاهرة !
أيّها المجاهدون الأبطال وأهلنا الثوار الأحرار ، نحن نعلم أنّكم لا تقبلون بالعار ، ولا ترضون بأفعال هذه العصابة المجرمة ، التي تسلّطت على قرار ثورتنا المباركة ، وراحت تعبث بالجهاد والتضحيات العظيمة التي قدمتها ثورتنا طوال مسيرة الثلاثة عشَرَ عاماً ، إلا أن هذا الحال الذي وصلنا إليه لا يكفي أن ننكره ونرفضه بقلوبنا فقط ، بل يتوجب علينا أن ندفع هذا العار ونخلع المرتبطين ، كما يجب أن نقف جميعاً صفاً واحداً لنزيل الشوائب والعقبات من طريق ثورتنا المباركة ، ونخلع من تسلّط على قرار ثورتنا لنستعيد سلطاننا ، ونعمل على إيجاد قيادةٍ سياسيةٍ مخلصة تحمل مشروعاً متكاملاً وهدفاً واضحاً ، يتجلّى بالسير في طريق النصر والتمكين ، بتوحيد الجهود والطاقات السياسية والعسكرية ، حتى نسقط طاغية الشام ونقيم على أنقاضه حكم الإسلام ، وبذلك نحقق الغاية الأسمى لثورتنا المباركة التي صدعت بها منذ انطلاقتها "هي لله هي لله ...ولتحكيم شرع الله"
لنكسب رضى الله في الدنيا والآخرة .
-----------------
علي مـعـاز
- التفاصيل
- التفاصيل
لقد نشأ حزب التحرير في أوائل الخمسينات من القرن الماضي في الأرض المباركة فلسطين ، على يد المؤسس العالم الأصولي المجتهد تقي الدين النبهاني ، الذي تبنَّى طريقة عمل واضحة لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الموعودة والمبشرة للأمة الإسلامية ، وهذه الطريقة هي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم المستنبطة من سيرته العملية ، التي سار عليها في إقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة ، فامتدت لأكثر من ثلاثة عشر قرناً إلى أن أسقطها الغرب الكافر عام ١٩٢٤ م .
إن العمل لإقامة دولة الإسلام هو من أوجب الواجبات ، بل هو تاج الفروض التي نسعى بها لنيل رضوان الله تعالى بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة ، و إعادة الحياة الإسلامية للأمة الإسلامية ، بعد أن غابت عنها أحكام الإسلام المرتبطة بوجود تلك الدولة ، واستبدالها بقوانين وأحكام وضعية ، سوَّقها الكافر المستعمر عبر أنظمة حكمٍ وحكامٍ عملاء يطبقونها ، فقسّم جسد الأمة الواحد إلى كياناتٍ ودويلاتٍ هزيلة كي يسهل السيطرة عليها ، ويبقيها بعيدةً عن تطبيق نظام ربها الذي فيه عزتها ورفعتها وسيادتها ، وقد صاغ حزب التحرير مشروع دستور للدولة الإسلامية ، بأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والسياسة الداخلية والخارجية ، وكل مايتعلق بتفاصيل الدولة مؤلفةً من مئةٍ وواحدةٍ وتسعين مادة من مواد الدستور بأدلتها التفصيلية ، مستنبطة من مصادر التشريع المعتبرة لكل مادة منه ، وهي مشروحة لأبناء الأمة الإسلامية وعلمائها .
إنه لمن الطبيعي أن تنتشر فكرة إعادة الحكم بالإسلام وتطبيق أحكامه وقوانينه عبر إقامة الخلافة الإسلامية ، والتي بها وحدها تتوحد الأمة الإسلامية المشرذمة ، ونجدها تلقى رواجاً بين أبناء الأمة الإسلامية المتعطشة لتلك الفكرة السامية في النفوس ، بعد أن عاشت حقبة من الزمن وهي بعيدة عنها ، في ظل أنظمة الحكم الوضعية الظالمة ، وجورها في قوانينها وأحكامها البشرية التي أرهقت المسلمين ، ونهبت ثرواتهم وأفقرتهم وجعلتهم من أكثر الأمم انحطاطاً ، يفتقدون للعزة والكرامة ، مستباحة دماؤهم وبلادهم ومقدساتهم ، ولا يذود عنهم أحد كالأيتام على موائد اللئام ، وإنه لمن الطبيعي أن تحاول الأنظمة الوضعية ومن يقوم عليها من الخونة والعملاء بمحاربة كل من يدعو ويعمل لإعادة حكم الإسلام ، بكل الوسائل الإجرامية الظالمة المتاحة لهم ، فهم يعلمون بأن ذلك الأمر يهدد وجودهم ومصالحهم ويسقط أنظمتهم ، كما يهدد مصالح أسيادهم من خلفهم الذين أوجدوا تلك الأنظمة في البلاد الإسلامية .
إنَّ من أوجد كيان يهود في جسد الأمة ليكون بمثابة ورم خبيث هو الغرب الكافر ، بعد أن أسقط دولة الخلافة الإسلامية حصن المسلمين ، التي كانت تذود عنهم وتنتصر لهم ، فبهدمها سَهُل على الغرب تنفيذ مؤامراته ومشاريعه الخبيثة ، ومنها إيجاد كيان يهود وتقسيم البلاد الإسلامية إلى مزارع تسمى دولاً ، وفرض الأنظمة الوضعية على البلاد الإسلامية ، وتنصيب حكام عملاء نواطير للغرب الكافر، فلا حاجة لقوات أجنبية تحقق مصالحهم ، وإنما يكفي تنصيب نظامٍ عميلٍ وحاكمٍ ذليلٍ يخدم مصالحهم نيابةً عنهم .
إن ثبات حملة الدعوة من شباب حزب التحرير في عملهم لإقامة الخلافة ، جعل الأنظمة الوضعية وأدواتها الرخيصة يضيّقون على شبابه بكل نواحي الحياة ، فيحظرون الحزب تارةً و يعتقلون شبابه تارةً أخرى ، كما يحرمونهم من وظائفهم بالفصل التام من العمل ، ومن هنا فالطبيعي أن نرى أجهزة مخابرات كيان يهود لها دور أيضاً في اعتقال ومحاربة دعاة الخلافة ، فماجاء هذا الكيان المسخ إلا بعد سقوطها ، ولذلك فعودتها تقتضي زوالهم وتخليص الناس من شرورهم ، وتحرير مسرى رسول الله بعزيمة الصادقين وعلوّ همتهم ، وطبيعي أيضاً أن يكون للأنظمة المجرمة التي وضعها الغرب في بلادنا الإسلامية ، دور في اعتقال حملة الدعوة من شباب حزب التحرير والتضييق عليهم وقتلهم كما حصل في بعض البلدان ، فما هو القاسم المشترك بينهم وبين مخابرات فصيل هيئة تحرير الشام التي جاءت تحت شعار نصرة أهل الشام ونصرة ثورتهم مرتدية ثوب الإسلام ، وماالذي دفعها لتنتهج نهج الطغاة من كيان يهود والأنظمة العميلة ، وتعتقل حملة الدعوة من شباب حزب التحرير الواضحين في أعمالهم وطريقتهم ومشروعهم ومصارعتهم الأنظمة العميلة ؟؟!!
في الختام نقول للظالمين جميعهم ولكل من انتهج نهجهم من الأقزام ، إنَّ أمر الله نافذ ، وإنَّ وعده لعباده قادم لامحالة ، وإنَّ بشرى رسوله حق ، فلن يستطيع لا شرق ولا غرب أن يمنع ذلك الوعد ، وتحقيق تلك البشرى ولكنّها مسألة وقت ، لحكمة يعلمها جلَّ جلاله قال تعالى : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) .
--------------
عبود العبود
- التفاصيل