press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

WhatsApp Image 2025 05 20 at 4.15.53 AM

 



تعدُّ زيارة ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج محطة اقتصادية في سياسته التي ينتهجها، فبعد الحرب الاقتصادية التي قام بها على العالم أجمع، كانت هذه الحرب لها نتائج عكسية، فكانت زيارة ترامب لجني المال من دول الخليج ليتابع سياسته الاقتصادية، وفي سياق الزيارة التي تمت أعلن الرئيس الأمريكي رفع العقوبات عن سوريا، وتم توقيع اتفاقيات قدرت ب 4 تريليون دولار مع دول الخليج، وكانت التايمز الأمريكية قد تحدثت قبل اللقاء أن الشرع سيقوم بعرض اتفاقية على ترامب شبيهة باتفاقية المعادن الأوكرانية، وصرح وزير الخارجية الأمريكي أن الشيباني طلب من أمريكا مساعدته في إخراج المقاتلين الأجانب وأنه يريد السلام مع يهود.
وفي هذا السياق خرجت قنوات الإعلام لتقول للناس أنَّ العقوبات قد رفعت، وعبر الناس عن فرحهم وأنَّ البلاد ستتغير حالها إلى الأفضل، وإزاء هذا الكلام ينبغي أن نقف عند عدة نقاط:
أولًا: إنَّ زيارة ترامب إلى المنطقة هي زيارة المستعمر إلى مستعمراته، وزيارة رأس الكفر فوق أشلاء أهلنا في غزة، واستقباله بهذه الحفاوة هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، ورحم الله هارون عندما قال: من أمير المؤمنين هارون الرشيد إلى نقور كلب الروم، فترامب وأمثاله هذا ما يليق بهم.
ثانيًا: إنَّ الصفقات التي تقوم بها أمريكا الاستعمارية وخصوصًا مع ترامب لا تكون من دون مقابل، وهذه الصفقة لم يتم الإفصاح عنها.
ثالثًا: هل رفع العقوبات سيحول البلاد إلى بلاد تعيش برفاه اقتصادي متقدم!
إنَّ المتتبع لأحداث العالم الاقتصادية والسياسية يعلم أن العقوبات في الإطار الدولي تؤثر على اقتصاد البلاد الذي تسير في ركاب النظام الرأسمالي، ولكن هل سوريا مشكلتها هي العقوبات المفروضة عليها!
إنَّ مما هو معلوم أنَّ الثروات الموجودة في بلاد المسلمين كبيرة جدًا، وأنَّ الغرب الكافر هو الذي يضع يده عليها، وأمامنا أمثلة عملية، فهذه العراق التي يسيل فيها النفط ولكن فلينظر إلى تلك البلاد وحالها، وبالمناسبة في عام 2017م قامت أمريكا برفع العقوبات عن السودان، وفرح الشعب بهذا القرار، ولكن كان الذي حدث العكس انهيار للعملة بعد فترة، وهذه إفريقيا وثرواتها المنهوبة من قبل الغرب.
وعليه فإن المشكلة التي يعيشها المسلمون ليست مشكلة عقوبات أو غيرها، إنما هو تسلط الاستعمار المباشر عن طريق الحكام على ثرواتهم، فالخبرات الموجودة في البلاد مع وجود المادة الخام كفيلٌ بإحداث فارقٍ كبير في البلاد وخلال فترة وجيزة، وأمَّا الذي يحدث فهو تسليم الثروات للشركات الرأسمالية مقابل فتات، وهذه السياسة تهوي بالبلاد، ولا ترتقي بها، وإذا أرادت الأمة أن تستغل ثروتها بشكلٍ صحيح لابدَّ أن تقطع يد الاستعمار عن بلادها أولًا، وتسير في سياسة اقتصادية مستقلة مبنية على أساس الإسلام، وأمَّا اللجوء للغرب للعيش الرغيد فلن يتحقق، وإنما سيزيد في شقاء البلاد، وكيف إن كان هذا اللجوء مع الركون إليهم والبعد عن شريعة رب العالمين، والله المستعان.

 



كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد أبو الحارث