- التفاصيل
إن الحالة الطبيعية للإنسان المسلم هو أن يكون حامل قضية ، ونحن باعتبارنا مسلمين قضيتّنا هي إقامة حكم الله في الأرض و حمل دعوة الإسلام للعالم أجمع ، لأن رسالة الإسلام هي رسالة عالمية ، وحتى نحقق هذه الغاية يجب أن يكون للمسلمين دولة تنقل هذه الرسالة إلى أصقاع الأرض كافة اقتداءً برسول صلى الله عليه وسلم وسيراً على طريقته .
والقاعدة الشرعية تقول "مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب " ، إذن نحن مطالبون أولاً بإيجاد الدولة التي من خلالها يتم إيصال دعوة الإسلام إلى العالم ، ولإيجاد هذه الدولة كان لابد لنا من العمل على التغيير الجذري للواقع الفاسد الحالي الذي نعيشه ، من التفرّق والتمزّق في الأمة الإسلامية و تسلط الحكام العملاء عليها ، والحرب الشرسة ضد الإسلام والمسلمين من قبل أنظمة الغرب الكافر .
وهنا يجب أن نقف قليلاً ، فهل هذه الحال التي ذكرناها من تفرّقٍ وحربٍ من الغرب المجرم على الإسلام يشكل عائقاً في طريق التغيير ؟!!
وكما قلنا "إن القعود عن العمل للتغيير لا عذر له" ، فقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا عن ذلك ، في حديثه عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
«من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ». رواه مسلم.
وهذا الحديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام يضعنا أمام ثلاثة خيارات للسير في عملية التغيير وإزالة المنكر ، فقد خصّ أصحاب القوة بالتغيير بيدهم وهذا واجبٌ عليهم ، وجعل العمل الأساسي لمن لا يملكون القوة العسكرية من الأعيان والوجهاء وأصحاب القرار أن يسيروا في طريق التغيير وإزالة المنكر بلسانهم ، وكذلك لم يترك عذراً للصنف الثالث الذين لا يستطيعون القيام بأول عملين فقد أمرهم ببغض الباطل وتأييد أصحاب الحق ، فالواجب هو تغيير المنكر و من لم يستطع التغيير فعليه أن يغير بالممكن و لكن يصبح هناك واجب آخر عليه وهو العمل لتحقيق الاستطاعة التي تمكننا من التغيير .
ومن هذا نتأكد أنه لا رخصة لمسلم بالركون عن درب التغيير ، بل الواجب يدفعه إزاء ما يحدث في واقعه لتحمل المسؤولية وصراع الباطل ، فلا عذر لنا اليوم ، فالتغيير مسؤولية كلّ مسلمٍ ، ويجب أن ينظر المسلم إلى نفسه وإلى مكانه أين هو ، ويقترب من أمته إذا كان بعيداً ، وأن يعرف في أي طريق يسير ، هل" طريق الحق الواضح أم طريق الباطل المظلم" .
---------
علي معاز
- التفاصيل
يروي لنا التاريخ في جنباته عن تحولات جمّة ، مرّ بها المسلمون من ضعفٍ إلى قوة ومن انهزامٍ إلى انتصار ، فما سرُّ هذه النقلات النوعية ، وكيف من الممكن أن تنقلب الأمور مئة وثمانين درجة؟.
لفهم ذلك نضرب على سبيل المثال لا الحصر مثالاً يجسّد لحظة الانتقال العكسي ، ألا وهو ما حدث أيّام المغول ومحارقه بحق المسلمين ، فقد كان كل بلد ينتظر أن تصيبه قارعة الذين من قبله من القتل والدمار ولا يحرك ساكناً .
إذ كيف لرجل من المغول أن يمر في طريق مليء بالمسلمين ، ويقول لهم انتظروا حتى أذهب وأحضر السيف ، فينتظرونه ليأتي ويقتلهم فرداً فرداً .
أيُّ ذلًّ هذا وأيُّ هوان هذا؟؟؟
وبعد عامين من تلك الحادثة الأليمة وما يقرب منها ألماً ، كانت تأتي فرقة مغولية تترية بسيطة تخترق فلسطين من شمالها إلى جنوبها ، بل وتحتل مدينة من أواخر المدن في فلسطين وهي مدينة غزة ولا يعترضها أحد .
ثم وعندما جاء المظفر قطز رحمه الله إلى سهل عين جالوت وبدأت المعركة مع المغول ، فإذا بأعدادٍ غفيرةٍ من المتطوعين المسلمين من أهل فلسطين ، يخرجون من القرى والمدن ليلتحقوا بالجيش المسلم ، مع أنهم كانوا خانعين بالأمس القريب خاضعين فما الذي تغيّر؟
انظر رحمك الله كيف تحوّلت الذلّة إلى عزّة والانكسار إلى همّة .
لا شكّ أن سبب ذلك هو القوة الكامنة في نفوس المسلمين ، فعندما تعود ويضبط المسلم مفاهيمه بعقيدته تصنع المعجزات ، و كمثال على ذلك : مفهوم النصر الوارد في قوله تعالى { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } ، وقوله عزّ من قائل { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ } ، وقوله
{ إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } هذا الربط يفعل الأفاعيل وجدير بأن يغيّر .
إن هؤلاء الرجال غيّروا ما بأنفسهم فغيّر الله حالهم كما في قوله تعالى { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
ولا يفوتنا أن نذكر دور القيادة في إرجاع الأمور إلى نصابها واتخاذ القرارات المصيرية ، وكيف أن الناس على دين ملوكهم وأنهم عندما كان أمراؤهم متحالفين مع الصليبيين أذلّاء متقاتلين فيما بينهم كان الناس في ذلٍّ وهوان ، وحين جاءت القيادة الصادقة الواعية المخلصة غير المرتبطة إلا بحبل الله ، تحوّل الناس إلى طاقاتٍ هائلةٍ في مواجهة المحن والخطوب .
وما أحوجنا في الشام لإرجاع المفاهيم الصحيحة المرتبطة بالعقيدة الإسلامية ، والتبرؤ من كل فكرٍ دخيلٍ يغيّر وجهة البوصلة الصحيحة من الأفكار الغريبة والغربية ، والتي كانت سبباً في تأخر نصر أهل الشام كالارتباط بالمجتمع الدولي وطلب الحظر الجوي منه ، والتمسك بحبال الدول الغربية بل وحتى الإقليمية ، وخاصة النظام التركي والقطري والسعودي وإدخال المال السياسي القذر الذي كبّل المجاهدين وحرف مسارهم وأوصل الثورة إلى ما وصلت إليه ، فتصحيح الخط واجب وتصحيح المفاهيم واجب واتخاذ قيادة سياسية واعية مخلصة تقود دفة السفينة وتوصلها إلى برّ الأمان أوجب الواجب أيضاً، وعندها يتحقق قوله عز وجل {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.
---------------------
بقلم: عامر سالم أبو عبيدة
- التفاصيل
بعد أن مضى أكثر من تسعة أشهر على الحراك الشعبي المنظم ضد منتهك الحرمات عرّاب المصالحات وصبيانه من جهاز الظلم العام ، الذين أذاقوا أهل الشام وأهل الثورة الويلات ، ولم يكن آخرها يوم ٢٠٢٣/٥/٧م عندما اقتحموا البيوت بطريقة تشبيحية لم يسبقهم بها إلا النظام المجرم ، وانتهكوا الحرمات واعتقلوا الشرفاء وضربوا النساء في فعلٍ لم يرضَ به حتى رأس الكفر أبو جهل على نفسه عندما أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا جزء يسير مما قام به هذا الجهاز المخابراتي المجرم .
جُمعٌ متتالية وجهود مباركة يبذلها أهل الثورة الصادقين لتصحيح مسار الثورة من جديد ، وها هي جمعة جديدة تطلُّ علينا بعنوان: (قضى الله بنهاية الظالمين فهبوا لقلعهم) ، اسم يهزّ أركان المجرمين ويقضّ مضاجعهم ، فهذه الجُمع وهذه العناوين من قبل الثائرين هي بمثابة الأسهم المشتعلة التي تحرق عرش هؤلاء الظالمين ، وكل ذلك بمعية وفضل الله سبحانه وتعالى على عباده المخلصين في الشام .
إن قيادة ما يسمى هيئة (تحرير)الشام و جهاز الظلم العام لديها ، أهلكت الحرث والنسل وأذاقت أهل الشام الويلات ، واعتقلت المجاهدين المخلصين حتى من أبناء الهيئة والشرفاء أصحاب كلمة الحق وسامتهم سوء العذاب ، بينما قادتها العملاء يسرحون ويمرحون ، وعلى رأسهم كبير عملائها العميل الأكبر الجولاني ، فوصلت بذلك لأقصى درجات الظلم والتجبر والتسلط على رقاب الناس فوجب خلعها ومحاسبة هؤلاء العملاء .
إنّ سنة الله في التغيير واحدة وهي أن الصراع بين الحق والباطل نهايته حتمية وهي انتصار الحق وهزيمة الباطل ، فهذا شيء مقطوع به وهو وعد ربنا سبحانه وتعالى ، وبشرى للمؤمنين لكي تطمئن قلوبهم ، ووعيد لأهل الباطل بالخزي في الدنيا قبل الآخرة ، جزاءً لما كسبت أيديهم بالباطل وظلم الناس والتسلط على رقابهم ، فهذا حال أهل الباطل والظالمين على مرّ العصور والأزمنة .
إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أن الظالم مهما علا وتجبر وظلم وتسلط نهايته وسقوطه حتمي ، وهذا ينطبق أيضاً على من خان ثورته وباع تضحيات أهلها واعتقل الثوار والمجاهدين المخلصين ، وعذب وقتل واستباح الدماء وانتهك الحرمات ، فنبشره بالخزي في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، وأما عنكم يا أهل الشام فإن خلاصكم بأيديكم أنتم لا بأيدي أعدائكم ، فانتفضوا واخلعوا هؤلاء العملاء المرتبطين وأنقذوا ثورتكم ، واتخذوا من خبرتم إخلاصه وصدقه قائداً لكم يقودكم ويقود ثورتكم سياسياً وعسكرياً لطريق الخلاص ، بإسقاط هذا النظام الكافر وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز .
--
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل
أحداث في الميزان:
ثوار بلدة محجة شمال درعا يصدون محاولة اقتحام النظام المجرم للبلدة والتي باءت بالفشل
الحدث:
قوات النظام تنسحب من بلدة محجة شمال درعا بعد ساعات من اقتحام الحيين الشرقي والشمالي ، وقصفهما بالدبابات والمضادات الأرضية ، ومجموعة محلية تهاجم بالأسلحة الخفيفة مفرزة أمنية ومدرسة تتمركز فيها قوات تابعة لفرع أمن الدولة وسط بلدة محجة ، إضافة لثكنة عسكرية تابعة لقوات النظام قرب المجبل شرق محجة ، وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام .
(تجمع أحرار حوران)
الميزان:
إن النظام المجرم يعمل جاهداً لإعادة السيطرة على المناطق التي كانت خارج سيطرته ، فبعد العملية العسكرية التي نفذّها النظام السوري للسيطرة على منطقة حوران لم يستطع إخضاعها فعلياً له، وهو يحاول مراراً وتكراراً اقتحام البلدات والقرى بمساعدة الميليشيات الرديفة لتثبيت تواجده بشكل فعلي ، وإنهاء الحالة الثورية في المنطقة التي لا يزال أهلها ثواراً وكذلك شبابها ، و منهم مسلحين ضد النظام المجرم و لا يقبلون المصالحة معه .
في حين أنَّ كثيراً من الفصائل العسكرية المتواجدة في المنطقة مرتبطة بالأجهزة الأمنية كـ (فيلق أحمد العودة) ، وهذا الارتباط هو الذي يجرّئ النظام للمجرم على اقتحام البلدات ، وقصفها واعتقال الشباب وقتل الثوار الذين يرفضون التسوية والمصالحة .
والجميع يعلم أن منطقة حوران هي جمر تحت الرماد فهي بالأصل مهد الثورة ، وفيها الكثير من المجاهدين الذين لا ينامون على ضيم ، ونراهم دائماً يصدون أي محاولةٍ لاقتحام النظام المجرم على بلداتهم ، فثبَّتهم الله ونصرهم على أعدائهم .
----------
محروس هزبر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
- التفاصيل
انطلقت ثورة الشام المباركة قبل ثلاثة عشر عاما بدون قيادة تُسيّرها، رغم وضوح الأهداف في شعاراتها، فقد كان شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" هو المحدد للهدف الأساس للثورة، وأما القيادة فقد اختار أهل الشام أن تكون القيادة لدين الإسلام فعبروا عن ذلك بقولهم "قائدنا للأبد سيدنا محمد".
وعليه فإن كل من تسلّم قيادة شيء في الثورة كان لا بد أن يلتزم أحكام الشريعة وفرائض الإسلام، ولهذا وُجدت قيادات كثيرة رفعت راية رسول الله ﷺ ولواءه، وتبنّت قيام دولة إسلامية بعد إسقاط النظام، رغم اختلاف التوجهات والرؤى، إلا أن الجامع لكل ما طُرح في ثورة الشام أنه كان يعتمد على الأحكام الشرعية، حتى أولئك الذين تبنّوا العلمانية أو صرحوا بسعيهم لبناء دولة مدنية، كانت لهم تبريراتهم من الشريعة الإسلامية، ولم يطرحوا مشاريعهم إلا وقد غلفوها بالإسلام ولو اسماً.
إلا أن سنين الثورة كانت كافية لكشف كل طرح ادّعى وصله بالإسلام على حقيقته، حيث تمكن الثوار في الشام من خوض تجارب مريرة مع الطروحات المختلفة التي عُرضت عليهم، كلّفتهم الكثير من الدماء والتضحيات، فقد أقبل أهل الشام راغبين على كل من رفع شعارات الإسلام، وقدموا فلذات أكبادهم وأموالهم وسخروا كل طاقاتهم قاصدين رفعة هذا الدين، مبتغين رضا رب العالمين.
لكن حُسن نواياهم لم يكن كافياً لتحقيق النصر والعودة بالظفر، بل على العكس تماماً فقد استغل المتسلقون أو الجاهلون حسن النوايا، فظهر الفشل على بعض القيادات التي وُسدت أمراً ليست له أهلاً، حيث افتقدت الرؤية الواضحة والمشروع المبلور ولم تؤهل لقيادة ثورة عظيمة تواجه أعتى الأنظمة وأكثرها إجراماً، وفي الوقت نفسه استغلت قيادات مرتبطة بالغرب وعميلة له، فقادت أهل الثورة إلى حضن النظام المجرم، فكانت على رأس المناطق حين تسليمها، ومنهم من أعلن عمالته وعودته لأسياده، ومنهم ما زال يمارس خديعته حتى الآن.
أمام هذه الجَوقة من القيادات كان لأهل الشام مواقف متباينة، لكن أوضحها وأسرعها كان الموقف من القيادة السياسية التي صنعتها أمريكا في الدوحة، وسمّوها "الائتلاف الوطني"، ورغم أن أمريكا اختارت لقيادة الائتلاف شخصية متدينة (الشيخ) معاذ الخطيب، إلا أن رفض الائتلاف كان واضحا في مواقف أهل الثورة عموماً، أولها مظاهرات عارمة بُعَيد تشكيل الائتلاف في جمعة سُمّيت "القرار للثوار" وهتفت بإسقاط الائتلاف، رافقتها بيانات من تشكيلات كثيرة ترفض هذه القيادة الواضح ارتباطها.
وفي هذا السياق قادَ الثورة قادة أغرار لم يكونوا على قدر المسؤولية، فكان من السهل خداعهم، أو التخلص منهم إن حاولوا عرقلة الحلول الاستسلامية التي سعت أمريكا لفرضها على أهل الشام، وإلى جانبهم وُجد قادة مخادعون ارتضوا السير في ركاب الداعمين، وأتخموا أهل الثورة بشعاراتهم البراقة، وكلما تمكنوا من إحكام السيطرة على الثورة ظهر للناس مدى ارتباطهم، وانفضح أمام أهل الثورة خطر وجودهم.
وهنا وصلت الثورة وأهلها إلى مرحلة اللاثقة؛ اللاثقة بأي جهة تطرح نفسها لقيادة الثورة، اللاثقة بأي مشروع، اللاثقة بأي شخص، وهذه المرحلة وإن ظنّ البعض أنها خطيرة، ففقدان الثقة يجعلنا نتوقف في منتصف الطريق وربما نتوقف قبيل بلوغ الهدف بقليل، إلا أن هذه المرحلة قياساً بما سبقها من مرحلة الثقة بمن يرفع الشعارات فحسب، أو مرحلة الثقة بشخصيات ليست كفؤة؛ إلا أنه لا يصحّ الوقوف عند هذه المرحلة مطلقاً، بل لا بد أن يكون هذا الوقت هو وقت معرفة معايير القيادة الصحيحة، والبحث عمن هو أهل لأن يقود الثورة ويكون بمستوى تضحياتها، ويأخذ بيدها إلى بر الأمان وشاطئ النصر رغم كل هذه الأمواج العاتية.
إنه لمّا واجه بني إسرائيل عدوٌ لهم سألوا نبيهم أن يأتيهم بملِك عليهم، فأخبرهم نبيهم أن الله اختار لهم طالوت ملِكاً، فقد أوتي بسطة في العلم والجسم، وإن الواجب على أهل الثورة أن يسألوا نبيهم محمداً ﷺ الذي اتخذوه قائداً لثورتهم، ويجعلوا ما ورد عن رسول الله ﷺ معياراً ومقياساً لمن يستحق أن يقود هذه الثورة، فقد نهانا رسول الله ﷺ عن توسيد الأمر لغير أهله، كما أخبرنا عن الله سبحانه وتعالى أن نميز الصادقين من الكاذبين، ثم نجمع أمرنا على من صدَقنا، فقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقينَ﴾.
كتبه: منير ناصر
المصدر: http://tinyurl.com/4c6f9xfv