- التفاصيل
الخبر:
أكد العقيد في الجيش الأمريكي والمتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة "جون دوريان" في تصريح له أمس الأربعاء أن جهود التحالف حققت تقدمًا كبيرًا ضد التنظيم بالتعاون مع تركيا.
وقال دوريان إن "التحالف الدولي مع الحليفة تركيا والشركاء المحليين يحققون تقدماً في جهود هزيمة تنظيم الدولة في سوريا وتمكنوا من تحرير 254 كم2 و37 قرية". موقع الدرر الشامية 14 تشرين الأول 2016.
التعليق:
حينما أطلق النظام التركي عملية درع الفرات، انطلقت بالتوازي فتاوى وتنظيرات ونقاشات حول مسألة جواز الاستعانة بالجيش التركي، وجواز قتال تنظيم الدولة، واستُحضرت فتاوى المتقدمين، وكأن نظام أردوغان يكترث كثيراً بآراء شيخ الإسلام ابن تيمية أو أنه ينتظر معرفة رأي أبي محمد علي ابن حزم كي ينطلق للقتال!
على أي حال، لم يمهل المتحدث باسم التحالف القوم كثيراً، فكشف المكشوف وبيّن المُبيّن، وهو أن العملية في الأساس هي عملية أمريكية!
هذا هو السياق الصحيح للبحث؛ أمريكا تريد والبقية بين منفذ ومفتٍ!
وفي العراق، فإن السياق الصحيح؛ وهو أن أمريكا قد قررت أخذ الموصل من تنظيم الدولة، فسمعت حكومة بغداد وأطاعت، ثم - كالمعتاد - تبعها أردوغان فأكد أن بلاده لن تسمح بتسليم مدينة الموصل إلى تنظيم الدولة الإرهابي أو منظمة إرهابية أخرى. http://bit.ly/2esgsJI
أي أن الموصل ظلت ما يقارب العامين تحت سيطرة تنظيم الدولة، وإذا بالجميع - بعد القرار الأمريكي - يسنّ أسنانه ويرفع عقيرته ويجهز قواته لـ"تحرير" الموصل!
إن أحكام الشرع أعظم قدراً وأرفع منزلةً من أن تأتي مبررة للأحداث، أو أن توضع في سياق غريب عنها.
فمثلاً، أحكام الصلح و المعاهدات في الإسلام لا محل لها في واقعنا اليوم، حيث سلطة فلسطينية يرأسها محمود عباس، وحيث دولة يهود مغتصبة لفلسطين، وحكام المسلمين واقعهم معروف، فهم تنازلوا عن فلسطين وقبلها تنازلوا عن أحكام الشرع.
ومثلاً، الأحكام الشرعية المتعلقة بطاعة ولي الأمر لا محل لها البتّة في واقعنا اليوم، حيث الحكام يحكمون بغير ما أنزل الله.
أو حينما يطلّ الفقه التبريري بأبشع وجوهه لتسويغ أعمال النظام التركي وفق أحكام الضرورة والمصلحة والمقاصد وما لا يدرك كله فلا يترك جُلُّه... بينما النظام يسارع في التطبيع مع كيان يهود وتقوية العلاقة مع روسيا والتحالف مع أمريكا والتمسك بالعلمانية بل والدعوة لها!
وفي الحقيقة لا يعلم المرء هل يضحك أم يبكي على حال أولئك المفتين والمفترين، والذين أقل ما يقال في حق بعضهم أنهم منفصلون عن الواقع، وفي حق بعضهم الآخر أنهم خانوا وجيّروا الحكم الشرعي لمصلحة أمريكا وأتباعها!
ألا فليتق الله أولئك القوم، ألا فليقدروا شرعه حق قدره، وألا فلتعلم الأمة أنه بالوعي والإخلاص تكون القيادة فكرية صحيحة؛ آخذة بيدها في طريق النهضة.
وبالجهل والخيانة تكون القيادة خاطئة؛ آخذة بنحرها إلى حضن الكافر المستعمر!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني - دائرة الإعلام / الكويت
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39965
- التفاصيل
الخبر:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب اجتماع عقده مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين 10 تشرين الأول/أكتوبر، أن الطرفين اتفقا على تفعيل التنسيق العسكري و الاستخباراتي بينهما.
وأضاف الرئيس بوتين، قائلا: "أما بخصوص التعاون في المجال العسكري التقني، فمستعدون لمواصلة مثل هذا التعاون وتكثيفه بمشاريع جادة ذات اهتمام مشترك".
وقال الرئيس الروسي إن الجانبين كرّسا كثيرا من الوقت لبحث الأوضاع في سوريا، مشددا على أن بلاده وتركيا تؤيدان ضرورة وقف إراقة الدماء في هذا البلد في أقرب وقت.
وأكد توافق موقفيْ روسيا وتركيا، فيما يتعلق بتأييد مقترحات المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول إخراج المسلحين من حلب.
التعليق:
لم يقتصر الأمر بالنسبة للنظام التركي عند تقديم الاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية وإنما تعداه إلى أبعد من ذلك بكثير حيث كان الاعتذار مقدمة للسقوط في مستنقع التنازلات لصالح الروس، ولن يكون آخرها تفعيل التنسيق العسكري والاستخباراتي بينهما، وبالنظر إلى مضمون هذا الاتفاق نجد أن السلعة الأساسية فيه هي الفصائل التي ارتمى قادتها في أحضان النظام التركي والتي طالما حذرناها منه ومن عواقبه المدمرة، فالنظام التركي يحتفظ بكافة المعلومات بكافة أنواعها عن كل الفصائل التي احتواها؛ وهذه المعلومات وضعت الآن على طاولة التنسيق مع الروس الذين يضعون غالبية الفصائل في سلة واحدة ويصفونها بالإرهابية وهي بالتالي هدف لطائراتهم.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى التوافق على إخراج (المسلحين) من حلب؛ وبالتالي تسليم المدينة إلى طاغية الشام على طبق من ذهب، لتبقى مدينة إدلب التي يجمع طاغية الشام الفصائل المهجرة فيها ليسهل عليه القضاء عليها، فهل أبقى النظام التركي شيئا من ماء وجهه أو حتى ورقة توت يستر بها عورة عمالته؟ ألم يدرك بعد عمالته للغرب الكافر وسيره خلفهم؟!! أم أن الخيم التي بناها للنازحين من براميل الموت قد غطت الشمس فلم تعد قيادات الفصائل ترى حقيقة وجودها أم هو المال السياسي القذر الذي اشترت به الدول الداعمة ذمم كثير من القيادات فباتت لا ترى إلا ما تراه الدول الداعمة وتعتبره سبيل الرشاد؟!!
فبدل أن نرى جيش تركيا يتحرك لإنقاذ أهل الشام وهو لا يبعد عنهم مرمى حجر، وخاصة وقد جاءت أمم الكفر من أقاصي الدنيا بعدتها وعتادها لقتلهم، نجده يحرك جيشه لتأمين حدوده التي صنعها له أعداء الإسلام ويعتبر حرمتها أعظم من حرمة دم المسلم وكل ذلك تحت مسمى محاربة (الإرهاب) الذي أوجدته أمريكا وجيشت الجيوش خلفها لمحاربته.
وأخيرا؛ طالما بقيت قادات الفصائل مرتبطة بالدول الداعمة فستبقى سلعة تباع وتشترى؛ وستدفع ثمن ارتباطها غاليا وثمن الدعم الذي يقدَّم لها، وهذا حال كل من رضي لنفسه أن يرتمي في أحضان الدول الغربية وعملائها و التاريخ مليء بالأحداث وحافل بقصصها وهي لا تزال ماثلة للعيان في فلسطين وغيرها، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
التسجيل المرئي:
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39952
- التفاصيل
الخبر:
أعلن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) عقب اجتماع عقده مع نظيره التركي (رجب طيب أردوغان) يوم الاثنين (10 من تشرين الأول/أكتوبر) أن الطرفين اتفقا على تفعيل التنسيق العسكري والاستخباراتي بينهما، قائلًا: "أما بخصوص التعاون في المجال العسكري التقني، فمستعدون لمواصلة مثل هذا التعاون وتكثيفه بمشاريع جادة ذات اهتمام مشترك". كما أعلن الرئيس التركي أنه بحث الصراع في سوريا مع نظيره الروسي، بما في ذلك العمليات العسكرية التركية هناك (عملية درع الفرات) والحاجة للتعاون من أجل توصيل المساعدات لحلب، وقال إنه "واثق من أن تطبيع العلاقات مع روسيا - التي توترت بعد أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية العام الماضي - سيكون سريعاً". من جانب آخر، وقّعت تركيا وروسيا اتفاقاً لبناء خط أنابيب "تورك ستريم" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر البحر. [المصدر: وكالات].
التعليق:
إن هذه هي الزيارة الأولى لرئيس روسيا إلى تركيا بعد إسقاط الطائرة الروسية التي كانت تقصف أهلنا في الشام، حيث ذهب الرئيس التركي العميل إلى روسيا وقدم لرئيسها اعتذارًا ورحب بالروس في تركيا وتمنى منهم عودة العلاقات التجارية والسياسية والعسكرية كما كانت، فقبل الرئيس الروسي اعتذاره وأُنشآ ما يُسمى بغرفة العمليات المشتركة للعلاقات الاستراتيجية.
والجدير ذكره أن زيارة الرئيس التركي لروسيا قد نتج عنها فتح المجال لتركيا في شمال حلب، وترك المناطق التي يسيطر عليها "تنظيم الدولة" المجاورة لتركيا للجيش التركي يتصرف فيها ويتآمر عليها ويضعف الثورة من خلالها، وفي الوقت نفسه يتفرغ الطيران الروسي للقضاء على حلب وثوارها وتدميرها. أهذا يكون من باب المصادفة أم هو توزيع أدوار وتخفيف أحمال؟!
ولقد أشار الرئيس الروسي إلى أنه سيستمر في التنسيق العسكري المشترك مع تركيا، فما هي طبيعة التنسيق العسكري الذي يحدث بينهما؟ هل هو لرفع المعاناة عن أهلنا في سوريا، أم هو لتضييق الخناق عليهم والقضاء على الثورة المباركة؟! نعم إنه تنسيق بين عميل مخلص لأسياده في أمريكا ودولة يداها ملطختان بدماء المسلمين، فيا للعار الذي أوقع نفسه فيه هذا الرئيس الأفاك أردوغان. إنه منذ أن زار روسيا وأهلنا في الشام يذوقون الويلات والعذاب من قبل روسيا، وهذا كله على مسمع الحكومة التركية ورئيسها الخائن ومرآها.
أما ما صرح به الرئيس أردوغان بأنه تم الاتفاق على التعاون الاقتصادي، فهو الجزرة التي أعطاها لروسيا من أجل استمرارها في استهداف الثورة وحماية عميل أمريكا الطاغية بشار، فحتى تستمر روسيا الحاقدة في التنكيل بأهل الشام فهي بحاجة إلى الدعم والمدد الذي يبقيها مستمرة في عملها، وها هي تركيا "الصديقة" لثورة الشام تفرش أرضها للاقتصاد الروسي حتى تستمر في جرائمها في الشام، والغريب أن هذا الدعم عن طريق تصدير الغاز إلى أوروبا التي تشنّ هجمة إعلامية على روسيا، وتريد أن تحاكمها على جرائم الحرب والإنسانية!
وعلى ما ورد في هذا اللقاء المخزي بكل المقاييس، بين أردوغان وبوتين الملطخة يداه بدماء المسلمين، أقول: إن الرئيس الروسي يعمل لضمان مصالحه ومصالح بلده الذي يقوده، ويسعى لتنفيذ المهمام المطلوبة منه بمقابل وليس مجانًا، كما أن حقده على الإسلام والمسلمين يتوافق مع عدوة الأمة الإسلامية أمريكا، لذلك يُدفع له ليغرق نفسه في حمام الدماء في أرض الشام، مشبعًا نزعته المريضة وخوفه من قرب الحساب وسداد دينه الثقيل من الدماء الطاهرة من بلاد القوقاز إلى أرض الشام. أما ما يقوم به الرئيس التركي أردوغان فدافعه إما العمالة الخالصة لأسياده الأمريكا وإما سعيه للبقاء على كرسي العمالة. أما العمالة فهي واضحة بلا شك، فهو يقدم كل ما يمكنه تقديمه من أجل الحفاظ على النفوذ الأمريكي في أرض الشام، وأعماله في سوريا لا تخدم إلا نظام الأسد وروسيا وأمريكا، ولا تخدم الثورة ولا أي ثائر، وما يقوله ويصرح به في العلن نراه على أرض الواقع كذبًا ووهمًا، وقد سقطت ورقة التوت التي يستتر بها منذ زمن، وها هو يقترب من اليوم الذي سيحاسب فيه هو وأمثاله بعد قيام الخلافة على منهاج النبوة. أما الكرسي التي يحاول الحفاظ عليه، فإن عليه أن يدرك أنه لو بقي لغيره ما وصل له، أم أن الدنيا غرته؟!
إن الأمور لا تسير كما يتمنى المجرمون ويرغبون، بل تسير كما يريد لها الخالق أن تسير، والعبرة بالختام، والحرية والانعتاق من العبودية ليست بالمجان، والتآمر على الإسلام لم ينقطع منذ نزلت الرسالة على هذه الأرض، لكن الطغاة والمتآمرين قد هلكوا و الإسلام وأهله لا يزالون يسلبون هناءة النوم من عيون الأعداء، ألا إن العاقبة للمتقين والنصر للمسلمين بعون الله تعالى وفضله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39862
- التفاصيل
الخبر:
وكالات - قال أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها لـ"إيلاف"، إن صراعات الفصائل المسلحة كلفت سوريا حوالي "700 شهيد في الغوطة"، وسط تكتم شديد من الفصائل على الأعداد الحقيقية، في حين تنطلق مظاهرات حاشدة في عدة بلدات في ريف دمشق غدًا الجمعة تنديدًا بصراع الفصائل.
وكانت قد أوقعت اشتباكات عنيفة مستمرة منذ مطلع الشهر الجاري دون توقف، رغم المبادرات والمناشدات، نتيجة صراع على النفوذ بين فصائل جيش الإسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، عشرات القتلى من المقاتلين كما سقط مدنيون، واستغل النظام السوري هذا الاقتتال ليحقق تقدمًا على الأرض.
كما تدور اشتباكات بين جماعة "جند الاقصى" الجهادية من جهة و"حركة أحرار الشام" الإسلامية وفصائل متحالفة معها من جهة ثانية في ريف إدلب الجنوبي.
التعليق:
إن اقتتال الفصائل فيما بينها هو تطبيق لما اتفق عليه شياطين الشرق والغرب على شيطنة الثورة ومنع قيام مشروع الخلافة الذي وافقت عليه معظم الفصائل عام 2012، ويدرك الأعداء أن توحد الفصائل على مشروع الخلافة على منهاج النبوة الذي نص عليه حزب التحرير مشروعا محدد المعالم وقابلاً للتطبيق يوقف تبعية سوريا لأمريكا خاصة ولدول الغرب عامة، ويدرك الأعداء أن وحدة الفصائل على مشروع الخلافة يطرد الغرب ليس من سوريا فقط ولكنه يطردهم من العالم الإسلامي كله، ويهدم الأنظمة العميلة له القائمة للحفاظ على مصالحه.
من هنا اتخذ الأعداء قرار شيطنة الثورة وتأليب الفصائل على بعضها بعضاً مستخدمين المال لشراء الذمم والولاءات، لذلك اتفق الأعداء على اختلاف مصالحهم على إيقاع الكراهية والضغينة بين الفصائل باغتيال قادة كل منهم واتهام الفصائل بالاغتيال واعتقال العناصر والهجوم على المقرات ومصادرة سلاحهم، كما تم عقد هدن مع النظام لتجميد بعض الجبهات ليتفرغ النظام للقتال على جبهات أخرى. وإذا ما أطلق عناصر أي فصيل مهادن النار على النظام قام قائد الفصيل بمعاقبته بحسم راتبه أو قتله أو سجنه مما يضطر العناصر أن تظل أسيرة للقائد منفذةً لأمره وهو بدوره ينفذ أمر الداعم.
وهكذا يستمر قتال الفتنة بين الفصائل... ولا يقطعها إلا طاعة الله وحده ومخالفة أوامر القادة والخروج عليهم وخلعهم. فما خرج المسلمون في سوريا لخلع بشار ليضعوا بدلا منه كلابا كثيرة يذلون لها الرقاب لقاء بعض الليرات، يبيعون دماء إخوانهم وأعراضهم مقابل أن يجد طعاما وشرابا... أنسيت أيها الثائر قول الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 58] وقوله تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ [الذاريات: 22-23] عندما سمع أعرابي هذا القسم صاح قائلا: سبحان الله، مَن الذي أغضب الجليل حتى حلف؟! ألم يصدِّقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين؟!
إن من يظن أن رزقه بيد القائد الفلاني والفصيل العلاني وأنه يجب أن يلتزم بأمره حتى لا يحرمه راتبه هو أولا: لم يؤمن بأن الرزق بيده الله وحده... ولا يتوكل على الله ثانيا... ولا يدرك أن الجهاد هو لإعلاء كلمة الله وليس لإعلاء كلمة الداعم ثالثا... ولا يفرق بين الجهاد وقتال الفتنة رابعا، ولا يدرك أهمية دم المسلم وحرمة إراقته خامسا، وينسى قول الله تعالى ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]، وقاتل مرتزق سادسا يبيع روحه وهي أغلى ما عنده بثمن بخس.. وينسى الصفقة الرابحة مع الله ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]
كفاكم تكفيرا لبعضكم، واستباحة دمائكم وأموالكم بدعوى التكفير، فقد نبه الله إلى هذا الأمر. تأمل قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: 94]
إن طاعة الداعمين تخرجكم من إيمانكم وتؤدي بكم إلى الكفر والعياذ بالله لأن الداعم لا يملي عليك إلا ما يمليه الغرب الكافر عليه من اليهود والنصارى، وإن طاعتهم هي طاعة لليهود والنصارى، وقد حذرنا الله من طاعة هؤلاء والاستجابة لأمرهم في قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾ [ال عمران: 100]
فالحذر الحذر أن تنزلقوا للكفر بعد أن أكرمكم الله بالإيمان، وإن استشهاد البعض بقوله تعالى ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا...﴾ فهو خاص بالمؤمنين عندما يقتتلون على تأويل لتطبيق شرع الله ويكون خروجهم ذاتيا ليس بمال الفرس والروم وليس بدسيسة منهم، فلا ينطبق نص الآية على الفصائل في سوريا، لأنها تتقاتل على المصالح والسلطة والثروات أي تتقاتل على الدنيا، واستجابة لقوى الكفر والطغيان العالمي التي تسعى لضرب المسلمين فيما بينهم والقتال على أرضهم وبأيديهم وبسلاحهم نيابة عن دول الكفر التي أدركت أنها لا تستطيع الصمود أمام قوة المسلم.
إن اتحاد الفصائل على مشروع الخلافة على منهاج النبوة وتركها أموال الداعمين وخلعها للقادة وشنها هجوما موحدا على النظام دون توقف ونقل المعركة إلى أرضه في دمشق والساحل وعدم الراحة والتوقف إلا بعد تحقيق الانتصار الساحق هو الذي ينصر الثورة ويسقط النظام البعثي الكافر ويقضي على مؤسساته الأمنية والعسكرية التي تسعى شياطين الغرب والشرق للإبقاء عليها لتنتقم من الشعب السوري وتعيده إلى عهود الظلم والظلام...
إن تنصروا الله ينصركم، اطلبوا النصر من الله لا من العبيد، اطلبوا الرزق من الله لا من الممولين، كونوا عبيدا لله وحدة لا عبيدا للعبيد.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية الأردن
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39896
- التفاصيل
الخبر:
اقترح وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" على وفد سوري معارض اجتمع به على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، المُشاركة في الانتخابات التي ستشمل الرئيس السوري بشار الأسد.
وكشفت تسجيلات صوتية نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن كيري اشتكى "مراراً وتكراراً بأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتمّ دعمها بعمل عسكري تشنّه الولايات المتحدة"، خلال الاجتماع الذي ضمّ 20 شخصاً بينهم ممثّلون لأربع جماعات سورية تُوفّر خدمات التعليم والإنقاذ والإسعافات الطبية في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة، ودبلوماسيون من ثلاث أو أربع دول، في مقرّ البعثة الهولندية في الأمم المتحدة في نيويورك في 22 أيلول الماضي.
وفي الاجتماع الذي استمرّ 40 دقيقة، وعُقد بعد أيام من انهيار الهدنة في سوريا، قالت الصحيفة إن كيري أذهل الحضور عندما اقترح عليهم المُشاركة في الانتخابات التي ستشمل الأسد، "بعد خمس سنوات من مطالبة أوباما بتنحيه". (جريدة السفير 1 تشرين الأول 2016)
التعليق:
لم يعد سراً تمسك أمريكا بنظام بشار أسد، ودعمه سياسياً وعسكرياً طوال سني ثورة سوريا. ولم يعد هذا الإسناد خافياً على الصغير قبل الكبير. ولكن هل كان هذا الإسناد مكشوفاً قبل أربعة عقود خلال فترة حكم الأسد الأب، وخلال جعجعات الهجوم على الإمبريالية و الاستعمار الأمريكي؟!
في الحقيقة كانت العلاقة بين نظام أسد و أمريكا يحوطها الكثير من التضليل حتى ظن الكثيرون أن أسد، كما هو حال عبد الناصر، في معسكر معادٍ لأمريكا وعملائها الرجعيين في المنطقة. إلا أن حقيقة العلاقة كانت واضحة لدى حزب التحرير.
فمن أقدم الإشارات التي وردت في آراء الحزب بشأن علاقة أسد بأمريكا، ما جاء في تعليق سياسي للحزب نشر في 6 آذار 1971، حيث قال "لقد تم الآن ترشيح حافظ أسد لرئاسة الجمهورية العربية السورية من قبل القيادة القطرية ومن قبل مجلس الشعب، وعين يوم 12 آذار موعداً للاستفتاء، ولم يبق على تنصيبه رئيساً سوى حدوث الاستفتاء. ولما كانت نتائج مثل هذه الاستفتاءات معروفة فإنه يمكن أن يقال إن حافظ الأسد قد أصبح رئيس الجمهورية العربية السورية إلا إذا حدث ما ليس بالحسبان. والسؤال الذي يردده الكثيرون ولا سيما في سوريا هو: كيف يصير حافظ أسد رئيساً للجمهورية العربية السورية وهو علوي من الأقليات، وهذا ما لم يجرؤ عليه أحد حتى ولا حزب البعث ولا أي رجل عسكري من العسكريين؟ فكان خبر تنصيبه مثيراً للدهشة والاستغراب عند الكثيرين ولا سيما أهل سوريا.
والجواب على هذا التساؤل هو أن حافظ أسد وإن قام بإبعاد الأتاسي وجديد بناءً على اتفاق معهم، ولكن الأمور قد تحولت بعد ذلك وتحول حافظ أسد من ذيل لعملاء الإنجليز إلى ذيل لعملاء الأمريكان أو ربما عميلاً للأمريكان. فحافظ أسد حين ذهب إلى مصر ودخل في الاتحاد الرباعي رجع من مصر إلى سوريا على غير الوجه الذي ذهب به. فإن المصريين وربما غيرهم قد أقنعوه بأن يكون رئيس الجمهورية العربية السورية وأن جماعتهم في سوريا تؤيده، وربما أُقنع لأن يسند لا من مصر وحدها بل من أمريكا نفسها، فسال لذلك لعابه وضرب بجميع الاعتبارات عرض الحائط، وأخذ يعمل تدريجياً ليكون رئيساً للجمهورية، فقام بزيارة الشمال، ثم قام بالاتصالات الشعبية، ولما رأى أن الشعب يسير مع الحاكم وأن لا معارضة ظاهرة له، أقدم على العمل لذلك عملياً فكان ما كان من ترشيح القيادة القطرية له".
إن مفتاح الوعي السياسي المتقدم والمبكر لحزب التحرير، هو إدراكه بأن بلاد المسلمين أضحت بُعيد هدم الخلافة منطقة نفوذ قوى غربية كبرى، تتوزع ولاءات الأنظمة فيها بين تلك القوى عمالةً أو سيراً في الفلك. معرفة هذا المفتاح والمحافظة عليه تفتح للمتابع باب فهم الأعمال السياسية المعقدة في المنطقة، دونما انخداع باستقلالات مزيفة هنا وعنتريات هناك أو شياطين كبار هنا أو أحلاف ممانعة هناك!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني - دائرة الإعلام / الكويت
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39709