- التفاصيل
الخبر:
أوردت جريدة الشرق الأوسط الصادرة من لندن في صدر عددها ليوم الخميس 25 آب/أغسطس:
"عراب المفاوضات التركية - السورية: 5 لقاءات مع الأسد للتطبيع" ورد فيه: "... وأكد تكين في تصريحات خاصة للشرق الأوسط قيامه بخمس زيارات إلى دمشق، التقى خلالها كبار المسؤولين السوريين، وفي مقدمتهم رئيس النظام بشار الأسد... وعما إذا كانت طهران لعبت دورا في هذه المباحثات أكد تكين أنه باعتبارنا حزبا لا نحتاج إلى وسيط مع سوريا، وجميع أجهزة الدولة التركية يعرفون ذلك، لكن من الممكن أن تكون طهران رتبت لقاءات لشخصيات أخرى. أما عن استضافة الجزائر للقاءات بين مسؤولين من البلدين في الوقت الذي تتواصل فيه اجتماعاتهم في دمشق، فقال تكين ربما تعقد هناك بعض اللقاءات بين جهازي المخابرات في البلدين، لكن لا علاقة لنا به. وأعتقد أن اللقاءات مستمرة الآن على مستوى أجهزة المخابرات، وأحدها يستمر في طهران".
التعليق:
تكين هذا وصفته الجريدة بأنه دبلوماسي سابق والنائب الحالي لرئيس حزب الوطن التركي اليساري. بالإضافة لكونه جنرالا سابقا بالجيش التركي، ومساعدا سابقا لرئيس المخابرات التركية، وقد قاد المفاوضات بين تركيا وسوريا عام 1998 لإنهاء الأزمة بينهما بسبب عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني. إذن الرجل من الخاصة الذين يمكن تكليفهم بأعمال يراد لها الكتمان، وحين يقرر غير ذلك تراه يبدأ بالكلام كما قرأنا آنفا. وقد تحدث الرجل بأن زياراته بدأت منذ أيار/مايو الفائت، أي قبل المحاولة الانقلابية بمدة، وقبل إعادة العلاقة مع روسيا كذلك. ولو أضفنا لذلك تصريحات رئيس الوزراء يلدريم عقب توليه الوزارة في أيار/مايو والتي تحدث فيها عن أن تركيا ستتبع نهجا جديدا في علاقتها يقوم على زيادة عدد الحلفاء وتقليل الأعداء، وما تبعه من تطبيع للعلاقة مع روسيا وكيان يهود الغاصب للأرض المباركة فلسطين، وما لحق ذلك من إعلانه أن تركيا ستعمل على التطبيع مع العراق وسوريا، ندرك أن تركيا أردوغان قد بدأت منذ شهور في إشهار خيانتها للدماء الزكية في أرض الشام المباركة دونما حياء من الله ورسوله والمؤمنين، ألا ساء ما تفعل.
تركيا أردوغان دخلت وبقوة وعلانية وقحة على خط حل الأزمة السورية بالتعاون مع نظامي الإجرام في طهران وموسكو بعد أن كانت تقوم بذلك ومنذ بداية الأزمة في الخفاء، حلا لا يضمن لأهل الشام المباركة اقتلاع نظام بشار الطاغية ويقيم خلافة راشدة على منهاج النبوة كما يسعى له المجاهدون الأتقياء الأنقياء في أرض الرباط، ولكنه حل يضمن لبشار وزبانيته مرحلة انتقالية سهلة سلسة يتمكنون فيها من غسل أياديهم الملطخة بدماء الشهداء و الحرائر من أبناء وبنات الشام العزيزة، وقبل ذلك يضمن لأمريكا نفوذا على أرض الإسلام سوريا. إن ما يدعيه أردوغان من مساندة لأهل الشام بدأ يتكشف لكل ذي عينين، وإن شغفه وحبه للسلطة الفانية الزائلة قد أزكمت رائحته الأنوف، فكيف يمد يده لقاتل أطفال حلب، بوتين اللعين، وينسق معه إدخال المساعدات الإنسانية لها، ثم يسمح لطائراته بقتلهم وذبحهم كالخراف؟! أي بشر هذا؟! إنها الميكافيلية التي لا تخضع لدين ولا تعرف مبدأ غير الوصولية والنفعية.
إن استمرار حملة الدعوة الحقة في بيان خطط المستعمر الكافر وأذنابه وكشفها للمسلمين لكفيل بفضحه وجعل الخلص من أصحاب القوة والمنعة يعون على الخطر، ويرفع ويزيد من وعي الأمة على كذب ونفاق من يدعون حمل همّ الأمة وهم في الحقيقة على النقيض تماما. وباتساع نطاق الوعي والرأي العامّين ييسر الله لدعوته من ينصرها ويحتضنها ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39116
- التفاصيل
الخبر:
على إثر دخول القوات التركية بلدة جرابلس داخل الحدود المرسومة لسوريا، قال وزير الخارجية التركي جاووش أوغلو يوم 2016/8/24 إن "هدف تركيا هو طرد داعش نحو الجنوب، خططنا لذلك منذ البداية مع الولايات المتحدة". (الأناضول)
التعليق:
يا أهل الشام الواعين؛ قد خبرتم خداع أردوغان لكم على مدى ست سنوات تقريبا، وهو الذي قال لن نسمح بحماة ثانية! فكم من حماة ارتكب النظام بعد هذا التصريح، بل وفي كل مدينة وبلدة وقرية في سوريا؟! وهو الذي انتقد ما يسمى بالمجتمع الدولي لعدم تدخله ضد نظام بشار أسد وقد قتل مئات الآلاف من البشر بينما تدخل فورا ضد تنظيم الدولة! وهو، أي أردوغان، يفعل الشيء نفسه الآن. فهو يتكلم كثيرا ويخدع الناس بكلامه، ولكن عند الفعل فلا ينفذ إلا الأوامر الأمريكية.
إن تدخل تركيا الآن في سوريا بدخولها بلدة جرابلس في خطوة أولى لتعقبها خطوات تالية، وفي هذا الوقت بالذات، كان بأوامر أمريكية محضة، فقد اعترف بذلك وزير خارجيتها بكل صراحة بأن التخطيط كان منذ البداية مع أمريكا، أي أن أمريكا هي صاحبة التخطيط والقرار. ولذلك جاء نائب الرئيس الأمريكي بايدن إلى أنقرة ليشرف على تنفيذ القرار فقال: "نحن نعتقد أنه ينبغي أن تكون الحدود التركية تحت رقابة الأتراك، وينبغي أن تكون سوريا موحدة، ونريد أن نعمل مع تركيا من قرب في هذه العمليات، ونحن ندعم هذه العمليات"، واجتمع مع الرئيس التركي أردوغان في اجتماع مغلق لمدة ساعتين و25 دقيقة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن "الولايات المتحدة تشجع الأتراك على القيام بعمل حاسم لإغلاق الحدود التركية السورية، خاصة هذا القسم من الحدود" (رويترز 2016/08/25)
فظاهر الكلام ومفهومه يدل على أن أمريكا تستخدم النظام التركي لخنق الثورة حيث خططت له بالتدخل وتطالبه بإغلاق الحدود، وقد أقام جدارا فاصلا في تاريخ سابق وأطلق النار على الذين أرادوا تجاوز الحدود وقتل منهم أعدادا. فالخطة التي تريد أن تنفذها تركيا لصالح أمريكا تهدف إلى تحقيق نجاح لإدارة أوباما قبل أن يغادر البيت الأبيض وليصب ذلك في خانة الديمقراطيين وهم يخوضون الانتخابات أمام الجمهوريين الذين ينتقدونهم ويعيرون إدارتهم بالفشل في سوريا وفي غيرها. ولذلك نفذ أردوغان أوامر أمريكا بالتصالح مع روسيا والاعتذار لها في موقف مخز على إسقاط طائرة مقاتلة تركية لطائرة روسية كانت من ضمن الطائرات التي تقتل أبناء المسلمين في سوريا منذ سنة تقريبا، وذلك لتنفيذ الخطة الأمريكية بتشكيل قوة مشتركة لإيقاف الثورة بذريعة تأمين وقف إطلاق النار، ومما يؤكد ذلك قول أردوغان: "إن تركيا مستعدة لاتخاذ خطوات مشتركة مع التحالف الدولي وروسيا بشأن سوريا".
وتأتي الخطوة الثانية ألا وهي إخضاع الثوار لقبول النظام العلماني الإجرامي والتصالح معه، وقد أعلن رئيس وزراء تركيا يلدريم يوم 2016/08/20 أن "تركيا ترغب بالقيام بدور أكبر في الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة". وقال "شئنا أو أبينا، الأسد هو أحد الفاعلين اليوم... ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية". فهكذا خادعت تركيا أهل الشام بعدما كانت تقول إنه لا مكان للأسد في اللعبة السياسية وعليه أن يرحل فصارت تقول عكس ذلك!
وأنتم يا أهل الشام الواعين لقد خبرتم الخداع الأمريكي، وكان آخر من صحا عليه قبل شهر ونصف أحد الغافلين من قادة المعارضة التابعة لأمريكا وهو ميشيل كيلو الذي قال يوم 2016/7/12: "إن صديقنا الأمريكي المخلص نجح في الضحك علينا وخداعنا طوال السنوات الخمس الماضية التي كنا أثناءها في غفلة أوقعنا في حال من الغباء وسوء التقدير والفهم". فلم تضحك أمريكا إلا على أمثال هؤلاء الذين يثقون في هذا الشيطان ووعوده الكاذبة ولم تخدع غيرهم، فلم تتمكن من أن تخدع عموم أهل الشام الواعين.
كنا وما زلنا نذكركم، لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وأنتم الواعون على مخططات أمريكا وأتباعها وأدواتها من روسيا إلى إيران وحزبها وأشياعها، ومن السعودية إلى تركيا وسائر دول المنطقة. وقد خبرتموهم ورأيتم كيف عملوا على منعكم من إتمام نجاحكم ونجاح ثورتكم ثورة الأمة المباركة بدخول العاصمة لتطهيرها من رجس النظام العلماني الغادر، ومن ثم إعادة النظام الذي كان فيها قبل الاستعمار الفرنسي البغيض، وهو النظام الذي ينبثق من دينكم الذي ارتضاه الله لكم، وقد تداولتم بينكم أحاديث رسولكم الكريم ﷺوبشاراته المتعلقة بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في أرضكم، أرض الشام المباركة، فواصِلوا عملكم الصالح هذا حتى تمامه، ولا تقبلوا بوقف إطلاق النار الذي يعني وقف الثورة والذي ستعمل أمريكا على فرضه عليكم بواسطة قوات مشتركة من تركيا وروسيا، وهم فاشلون بإذن الله أمامكم، والنصر معقود على نواصيكم ويحوم فوق رؤوسكم، وينتظر منكم أن تصدقوا الله حتى النهاية مهما أصابكم، فملائكة النصر باسطة أجنحتها فوق الشام تنتظر المخلصين الثابتين الذين ينصرون دين الله حتى ينصرهم الله:
﴿يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أقْدَامَكُمْ * وَالَذِيْنَ كَفَرُوا فَتَعْسَاً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39092
- التفاصيل
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الجمعة، 2016/8/26م تقريرا تحت عنوان (زيارة بايدن تبقي على "شعرة معاوية" مع تركيا) جاء فيه:
"بقليل من الود، استقبلت تركيا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وصل أنقرة الأربعاء، وودعته في اليوم التالي بكثير من العتب.
وكانت زيارة بايدن تهدف إلى محاولة تخفيف التوتر مع تركيا، على خلفية إحجام واشنطن عن تسليم المعارض التركي المقيم بولاية بنسلفانيا فتح الله غولن الذي يتهمه الأتراك بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي.
ولا يعلق الأتراك آمالا كثيرة على إسهام الزيارة في كسر "جدار الجليد" الذي يلف علاقات العضوين في حلف شمال الأطلسي، لكنهم يرون أنها ستبقي على "شعرة معاوية"، لتربط بين البلدين المختلفين تماما بشأن موضوع إعادة غولن، والموقف من حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا."
التعليق:
لا يخفى على أدنى متابع للتصريحات التركية والأعمال السياسية، سواء الصادرة عن أردوغان أو بن علي يلدرم وغيرهما من الساسة الأتراك، مدى خدمة تركيا بسياسييها الحاليين للأمريكان؛ سواء ما تعلق بسوريا أو العلاقة بين إيران وتركيا أيضا خدمة لأمريكا وخيانة للثورة السورية، فكل ما يجري ما هو إلا امتثال واضح بيّن لما تريده أمريكا، ومن قبل ما فتئت تركيا بالتقارب مع النظام الروسي لما رأت أمريكا ذلك سبيلا لمواجهة الثورة السورية التي عظُم أمرها واستفحل خطرها على الغرب، فرأت أمريكا الحاجة الماسة لإجهاض الثورة السورية واستخدام كافة أوراقها وعملائها ومن ضمنهم أردوغان.
وليس الأمر كما أوحت الجزيرة في تقريرها بأن العلاقة بين أمريكا وأردوغان تركيا يعتليها جدار من الجليد لا يمكن كسره! وإلا كيف نفهم مسارعة أردوغان لإرسال قواته العسكرية المتتابعة والمتزايدة نحو مدينة جرابلس السورية، في حين لم تُحرك هذه القوات ساكنا للدفاع عن أعراض و دماء المسلمين في سوريا؟! فما نسمع من أردوغان إلا جعجعة بشأن نصرة الثورة السورية ولا نرى إلا تآمرا خدمة لمصالح أمريكا في سوريا وحفاظا على عميلها المجرم بشار... فعن أي جليد في العلاقات يتحدثون؟! بل هو الوئام والدفء! ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21]
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحمي المسلمين في الشام وسائر البلاد من كل مكروه وكرب ومكر، وأن يعجل بالنجاة و النصر والتمكين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – فلسطين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39074
- التفاصيل
الخبر:
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنه لا يمكن تجاهل النظام السوري من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، وأضاف في مقابلة بثت على قناة خبر التركية أن هناك حاجة إلى تحسين العلاقات مع مصر وأنه لا يمكن أن تستمر العلاقات على هذا الوضع.
وكانت تركيا حركت قواتها الأربعاء إلى داخل الأراضي السورية وقصفت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة جرابلس شمالي حلب وقدمت دعما عسكريا لمقاتلي المعارضة المسلحة مكنهم من السيطرة الكاملة على المدينة الواقعة على الحدود التركية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح بأن العملية العسكرية في جرابلس تستهدف مسلحي تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردية التي أثارت مكاسبها في شمالي سوريا قلق أنقرة التي ترى أن الوحدات المذكورة امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور. (المصدر: الجزيرة اليوم)
التعليق:
إن اردوغان و الحكومة التركية مستمرون في خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا ولا يلقون بالاً للمذابح التي تحدث يوميا هناك على يد أمريكا و روسيا وإيران وحزبها في لبنان.
سنوات من القتل والذبح و التعذيب والجرائم المتتالية بالأسلحة المحرمة دوليا قد استخدمت في سوريا على سمع وبصر حكومة تركيا دون أن يحرك أردوغان ساكنا.
الشعب في تركيا مسلم محب لدينه ويريد نصرة إخوته في سوريا وأردوغان يستغل هذه المشاعر الإسلامية الجامحة لخدمة أمريكا وأهدافها، فقد عزز مركزه في تركيا بارتدائه كذبا عباءة الإسلام ودعمه الشعب التركي بسبب ذلك.
كما أن أردوغان يستغل عامل القومية التركية في سوريا بالنسبة لأهل تركيا. ففي الوقت الذي تستغيث سوريا منذ سَنَوات من أجل أن يتدخل أردوغان وجيشه لنصرة الأهل في سوريا ضد الطاغية، تدخل أردوغان أخيراً ولكن ليس لنصرة المسلمين في سوريا، وإنما لمساعدة أمريكا في إفشال ثورتهم المباركة وتثبيت نظام بشار المجرم.
إن أردوغان يلعب لعبة عبد الناصر القذرة في المنطقة لخدمة مصالح أمريكا، ولكن هيهات هيهات يا أردوغان، فقريبا سيسقط القناع الذي ترتديه، وسيعلم الشعب التركي حقيقة أمرك وستسجل في تاريخ الأمة الأسود وأنت تخدم مصالح أمريكا وتساعدها ضد المسلمين في سوريا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج أبو مالك
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39089
- التفاصيل
الخبر:
نُشر مؤخرًا مرسومان جديدان في ظل السلطة القضائية لحالة الطوارئ في رسمي غازيت (الجريدة الرسمية لجمهورية تركيا). التغيير الأكثر إثارةً للاهتمام في المرسوم الجديد هو انتخاب رئيس للأركان. ووفقًا لهذا المرسوم الجديد، فإن شرط "أن يكون قائدًا عسكريًا بريًا، أو في القوات المسلحة البحرية"، ليحق له أن يصبح رئيس أركان قد ألغي. (المصدر: وكالات أنباء).
التعليق:
يحاول حزب العدالة والتنمية أو الرئيس أردوغان اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انقلابات مستقبلية من قبل الجيش. فمحاولة الانقلاب الأخيرة هذه أفسدت الأمر على أردوغان و الحكومة كثيرًا جدًا. النسخة القديمة من البند التي ذكرته للتو كانت في السابق هكذا:
"البند 8: يتم تعيين رئيس الأركان من قبل الرئيس مع أخذ اقتراحات مجلس الوزراء على أن يكون من الجنرالات الحاليين والأميرالات الذين خدموا كقادة بريين أو في القوات البحرية".
أما في المرسوم الذي تم نشره اليوم فقد تم تغييره إلى ما يلي:
"تم تغيير القسم الأول من البند الثامن من قانون رقم 1324 ليصبح على النحو التالي: "يتم تعيين رئيس الأركان من قبل الرئيس مع أخذ اقتراحات مجلس الوزراء على أن يكون من الجنرالات الحاليين والأميرالات".
كان هذا ربما أكثر المراسيم الصادرة أهميةً وإثارةً للاهتمام والتي خرجت تحت الولاية القضائية للدولة في ظل حالة الطوارئ. وقد تمت تغييرات جذرية في الجيش ومحاولات لتحييده وذلك في محاولة لكسر ظهر الجيش الذي أسس وفقًا للثقافة الإنجليزية ليكون مشتتًا لمركز قوة القيادة. ويرغبون في مقابل ذلك بإنشاء جيش يكون مخلصًا تمامًا لأمريكا. وفيما كان قادة القوات يأخذون أوامرهم مباشرةً من رئيس الأركان، أصبح هؤلاء مرتبطين بوزير الدفاع وأنهيت صلتهم برئيس الأركان.
وبعبارة أخرى فقد عمدوا من خلال هذه التغييرات إلى جعل السلطة داخل الجيش موزعة بحيث لا تتركز عند نقطة واحدة أو جهة. كل هذا في محاولة للحد من احتمال وقوع انقلاب آخر أو منع وقوعه مطلقا. وأيضًا من خلال ربط الدرك بوزارة الداخلية، فإنهم بذلك يريدون أن يجعلوا منهم كيانًا مدنيا. وفي الوقت ذاته فإن فصل مبنيَيْ وزارة الدفاع الوطني عن رئاسة الأركان، كما هو الحال في أمريكا، فإنهم سيتحولون إلى ما يشبه البنتاغون. وإذا ما راعينا ذلك فإن تغييرات كبيرة ستحصل في هيكل وزارة الدفاع، وهذا يعني أن الوزارة التي كانت في الماضي ثقيلة عسكريا، فإنها مع هذه التغييرات ستصبح 60% مدنية و40% عسكرية.
وفي مقابل هذه التغييرات التي قامت بها الحكومة، فقد قام الإنجليز ببعض الخطوات أظهرت ردود فعل واسعة وصعبة على هذه التغييرات الجوهرية التي لحقت بالجيش. وهم يعبرون عن رفضهم لما يجري عبر رجالاتهم والتصريحات التي يدلون بها على التلفاز. وعلاوةً على ذلك، فقد أعرب أحد رؤساء الأركان السابقين عن قلقه قائلا: "حتى عبد الحميد الثاني لم يقم بإغلاق الأكاديميات العسكرية أو المدارس ولم يتصرف بهذه الجرأة ضد انقلابات قامت ضده".
اتبع أردوغان ومعه أمريكا خطة ماكرة ضد ردات الأفعال هذه. وقد كان أردوغان قلقاً جدًا وخائفاً من أن تطاله محاولة الانقلاب هذه والتي كانت تستهدفه. ولذلك فقد أعاد أردوغان تعيين بعض من مخلفات الإنجليز القديمة، ممن بُرؤوا من حادثة آرجينكون وبالمطرقة وأعادهم إلى بعض المواقع، وذلك ليتغلب على مخاوفه من جهة ولأنه لا يملك خيارًا آخر من جهة أخرى. وللتخفيف من ردات الأفعال قاموا أيضا بانتهاج طرقٍ ودية في التعامل مع حزب الشعب الجمهوري. إنهم يستخدمون سياسة تكتيكية وماكرة جدا. فمن جهة هو يعيد تشكيل الجيش ويقيل من يرغبون بإزالته من السياسيين، ومن جهة أخرى يقوم برشوة الإنجليز بإعطائهم بعض المناصب. ولكن هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر؛ فالضباط الذين أعيدوا للخدمة هم مصدر للانقلاب. والإنجليز الذين لم يكونوا فاعلين قبل الخطوات السياسية التي اتخذها أردوغان يريدون أن يحافظوا على موقعهم في الجيش مهما كان قليلا.
إنهم يتبعون سياسة إنجليزية شهيرة "إذا لم تستطع أخذ الكعكة كلها فارضَ بنصفها". لذلك فهل ستنجح أمريكا ومعها أردوغان في هذه السياسة الماكرة؟ ستبدي لنا الأيام المقبلة ذلك. وحتى لو رأينا أن الأمر يسير في مصلحة أمريكا وأردوغان، إلا أنه وبالتأكيد سيكون هنالك حد لذلك. وأخيرًا فحتى لو اتخذت هذه الخطوات لمنع الانقلابات، فما دام باب الديمقراطية، مصدر الانقلابات الحقيقي، مفتوحا وما دام باب الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مغلقا، فإنهم لن ينجحوا أبدا (في منع الانقلابات).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39072