- التفاصيل
الخبر:
في حوار خاص أجرته صحيفة الحياة مع السيد لبيب النحاس مسؤول العلاقات الخارجية في حركة أحرار الشام، صرح مسؤول العلاقات الخارجية أن فك ارتباط النصرة عن القاعدة خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح ولو جاءت متأخرة، كما أن معركة حلب ستنهي النظام وستغير قواعد الحل في سوريا. (المصدر: http://www.ahraralsham.net/ar/news/337، 10 آب 2016).
التعليق:
احتوت المقابلة أعلاه على العديد من النقاط والمسائل التي تستحق التعليق، ولكن في عجالة أقول: إن الأمة الإسلامية تعيش أوضاعاً شاذة فرضها الكافر المستعمر على بلادهم، وأحاطها بأغلال شديدة. ومن ذلك هذه الدولة الوطنية التي خطّها على الورق وزرع بذرتها على الحدود وقطف ثمارها تمزيقاً وتشتيتاً للأمة الواحدة.
الدولة الوطنية التي لا يستطيع البعض التفكير خارج حدودها، وأقصى ما يطمح إليه هو دولة وطنية بهوية إسلامية!
بداية أقول: إن فكرة الوطنية هي جزء لا يتجزأ من المؤامرات الغربية لتكريس تجزئة بلاد المسلمين إلى أردن و فلسطين و سوريا و مصر و ليبيا...، وقد تجلت هذه الفكرة بشكل خطير في الشعارات التي نراها في كل زاوية: الأردن أولاً، مصر للمصريين، القضية الفلسطينية شأن فلسطيني، إسلام سوري،...! وهكذا كرست الوطنية تفتيت الأمة الإسلامية إلى دويلات، مع أن الإسلام حرّم أن يكون للمسلمين أكثر من خليفة واحد، بل أمر بإطاحة رأس الخليفة الثاني إذا ظهر وللمسلمين إمام يحكمهم، قال عليه الصلاة والسلام «إذا بويع لخليفيتن فاقتلوا الآخر منهما».
و الإسلام لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" وإنما أمر بالدفاع عن البلاد الإسلامية بغض النظر عن كونها وطناً للمجاهد أو غير ذلك. فواجب الجهاد لتحرير فلسطين من دولة يهود وتحرير الأندلس من الأوروبيين والدفاع عن أراضي البوسنة والهرسك و الشيشان وبلاد كشمير في الهند، لا يناط فقط بأهل تلك البلاد طالما لا يستطيعون رد العدوان وحدهم، وإنما يناط الواجب بكل المسلمين الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يتحقق الفرض.
ثم إن الرسول ﷺ لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة الذي أخرج منه بغير حق هو وصحابته الكرام، وقد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح. لكنه رجع إلى المدينة وأقام فيها ما تبقى من أيام حياته، ولم يوصِ المسلمين بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة، وهكذا فعل أصحابه رضوان الله عليهم من بعده، فشهداء بدر وأحد دفنوا في البقيع في المدينة وأبو عبيدة دفن في غور الأردن، وأبو أيوب الأنصاري دفن قرب أسوار القسطنطينية...الخ
إن الإسلام اعتبر الوطنية من الدعاوى الجاهلية النتنة، من ذلك ما رواه جابر رضي الله عنه، حيث قال: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ! فَسَمَّعَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ ﷺ ، قَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ! فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» رواه البخاري.
فاعتبر عليه الصلاة والسلام الانحياز والتفرق على أساس أن أصل هذا من المدينة فهو أنصاري وذاك من مكة فهو مهاجري، وهذا ينصر قومه على هذا، اعتبر هذه الدعاوى نتنة وأمر بتركها.
إن الدعوة إلى القومية أو الوطنية هي ترويج للفكر الغربي الغريب عن الإسلام. والرسول ﷺ يقول: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». والواجب يحتم على المسلمين أن ينبذوا كل الأفكار والأطروحات الدخيلة، وأن يعودوا من جديد إلى إحياء رابطة الإسلام لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الإسلامية، فتسوده أفكار الإسلام ومشاعره وأنظمته.
ويا لها من فرصة تاريخية تلوح للأمة بشكل عام ولأهلنا في الشام بشكل خاص، بل يا لها من فضيلة كبرى نثقّل بها موازيننا، بأن نعبّد الطريق لإقامة دولة إسلامية؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، تضع حدود الاستعمار تحت قدمها وتقتلع الوطنية من ذهن المسلمين، لتكون سوريا الشام دار إسلام يهاجر إليها المسلمون من كل حدب وصوب، وتنطلق منها الدعوة لضم بلاد المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني - دائرة الإعلام / الكويت
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38816
- التفاصيل
الخبر:
نشرت جريدة الحياة اللندنية مقابلة مع مسؤول العلاقات الخارجية في «حركة أحرار الشام الإسلامية» لبيب النحاس، ومما قاله النحاس: "لا بد من فرض واقع عسكري يجبر نظام الأسد على القبول بحل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري، وإلا فالجميع يعلم أن نظام الأسد لن يفاوض ما دام يشعر أن وجوده غير مهدد، ولا سيما في ظل الدعم والغطاء الروسي والسياسة الأمريكية تجاه القضية السورية». وأضاف: «بقاء الأسد ومؤسساته الأمنية والعسكرية أمور غير قابلة للتفاوض لأننا نواجه حرب بقاء، ولا يمكن للشعب السوري أن يعيش حياة كريمة أو تكون له أي فرصة حقيقية لبناء الدولة التي يطمح لها في ظل استمرار هذا النظام، وعليه فإن أي عملية سياسية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه النقاط كركائز أساسية لأي حل في المستقبل». مشيراً إلى أن نتائج معركة حلب ستغير «قواعد اللعبة السياسية» (الحياة 2016/8/10).
التعليق:
تصريح النحاس هذا يسلط الضوء على المعركة الساخنة، وإن كانت صامتة، التي تدور في أروقة دهاليز المفاوضات السياسية التي تزعم البحث عن "حل سياسي"، هذا الحل الذي يكذّبه واقع حمام الدماء المستمر منذ أكثر من خمس سنوات على أرض الشام المباركة تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يصر على التفنن في أساليب الخداع و التضليل، لا يساعده في ذلك سوى الوفود والمبعوثين اللاهثين وراء فتات من الحل الموعود. ومن ذلك التصريح الذي نقله موقع الدرر الشامية، في 2016/8/6، "أكد رئيس الوفد السوري المعارض في مفاوضات جنيف العميد أسعد الزعبي أنه على الوفد الانتظار بعض الوقت حتى تحرر مدن كبرى في سوريا على أيدي فصائل المقاومة السورية قبل العودة للتفاوض مع نظام اﻷسد وحلفائه".
إذن، عند النحاس والزعبي وأمثالهم، فإن العبور إلى جنة الحل السياسي يمر فوق جثث وأشلاء شهداء الإجرام الأسدي – الروسي – الإيراني المغطى بدعم أمريكي كلي، وفي هذا السياق يريدون توظيف الانتصار الأخير لقوات الثوار في معركة حلب. فهم يريدون ذريعة تمكنهم من العودة إلى حضن مفاوضات جنيف!!
فالنحاس يصرح دون مواربة أنه لا بد من تقدم عسكري يجعل الأسد يخضع لمنطق المفاوضات. ولكنه لا يلبث أن يناقض نفسه، فإذا كان "بقاء الأسد ومؤسساته الأمنية والعسكرية أمور غير قابلة للتفاوض"، كما يقول في المقابلة، فكيف يصح عنده أن الأسد سيقبل بالتفاوض على نهاية حكمه؟ والسؤال نفسه يطرح على السيد الزعبي الذي سبق أن صرح مرارا بأن الأمم المتحدة شريكة في التآمر على شعب سوريا، فما باله إذن يستعجل العودة إلى أحضان العم سام في جنيف، مع علمه القطعي أن العم سام هو الذي منع تقدم الثوار في معركة دمشق وفي معركة الساحل؟!
لقد فضحت ثورة الشام حقيقة المتآمرين عليها، وعلى المخلصين من الثوار قطع يد ولسان كل من يروج للحل السياسي المغمس بدماء الشهداء، وعليهم الإعلان صراحة أن أمريكا هي العدو، وأنهم لا يرجون منها خيرا ولا من مبعوثيها، وعليهم أن يقطعوا حبال التبعية مع الحكام والأنظمة العميلة التي تحارب الله ورسوله وتعطل شرعه، أولئك الحكام الذين لو أرادوا بالإسلام والمسلمين خيرا لطبقوا شرع الله، بدلا من التبعية للدول الاستعمارية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38814
- التفاصيل
الخبر:
وكالة الأناضول التركية، إنترفاكس الروسية - أعرب رئيس تركيا "رجب طيب أردوغان" خلال لقائه في مدينة "سانت بطرسبرغ" برئيس روسيا "فلاديمير بوتين" الثلاثاء 2016/8/9 عن ثقته بأن "تضامن تركيا وروسيا سيساعد على حل المشاكل في المنطقة".
وقال "أردوغان" أيضا في وقت سابق في تصريح لوكالة "إنترفاكس" "إن لقائي مع صديقي "بوتين" سيفتح صفحة جديدة في العلاقات التركية الروسية". وفي تأكيد على دور روسيا قال "أردوغان": "إن الوصول إلى حل للأزمة السورية لن يتمّ ما لم يتم إقامة تعاون مشترك مع روسيا".
التعليق:
في الوقت الذي لم تتوقف فيه الطائرات الروسية عن قصف أهلنا في سوريا مستهدفة مساجدهم ومدارسهم ومخابزهم ومستشفياتهم، وفي الوقت الذي يتواصل فيه استخراج جثث الأطفال و النساء والشيوخ من تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل تلك الغارات، وفي الوقت الذي تستخدم فيه القاذفات الروسية جميع أنواع الأسلحة بما فيها تلك المحرمة دوليا، نرى حاكم تركيا الذي اعتذر عن إسقاط طائرة روسية كانت تقتل أهلنا في سوريا، نراه يسارع إلى لقاء المجرم "بوتين" واصفا إياه بالصديق، ومعترفا بدور لروسيا في تقرير مصير أهلنا في سوريا.
إن القيام بهذه الزيارة في هذا الوقت الذي استبشرت فيه الأمة الإسلامية بما حققه الثوار من كسر للحصار المفروض في حلب، وكسر لهيبة الجيش الروسي، وتطلعها إلى المزيد من الانتصارات بزيادة التنسيق وتوحيد الجهود، يعتبر طعنة في ظهر المقاومة واستفزازا لمشاعر الأمة الإسلامية التي تدرك مدى العداء الذي يكنّه حكام روسيا للإسلام وللمسلمين، وما أحداث الشيشان وأفغانستان منا ببعيد.
إن بحث "أردوغان" عن الدعم السياسي والاقتصادي من الدول المحاربة التي تسفك دماء المسلمين وتهتك أعراضهم وتتآمر عليهم لن يجني من ورائه إلا الذل والصغار، فالدعم الحقيقي والسند الطبيعي لا يكون من الخارج، بل من أبناء الأمة الذين أوصلوه إلى الحكم ومنعوا انقلاب الجيش عليه، لا حبّا في الديمقراطية كما يدّعي، بل كرها في العلمانية البغيضة وأملا في عودة الحياة الإسلامية. وستظل الأمة الإسلامية في تركيا وغيرها تنتظر قائدا حقيقيا يملك من العلم والشجاعة ما يؤهله لقيادة الأمة بالإسلام عقيدة ونظاما، وطرد نفوذ الكافر المستعمر منها، حتى تعود كما كانت دولة عزيزة منيعة في خلافة راشدة على منهاج النبوة.
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38805
- التفاصيل
الخبر:
كشفت صحيفة "حرييت" التركية عن خفايا المصالحة بين موسكو و أنقرة، موضحة أن رجل أعمال من تركيا قد لعب دورًا رئيسيًا في العملية، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اعتذر لنظيره الروسي باللغة الروسية. وذكر الرئيس الروسي بوتين أن أهداف روسيا و تركيا في سوريا متطابقة. وأعرب أردوغان عن ثقته في أن يساهم التعاون الروسي التركي في حل العديد من قضايا منطقة الشرق الأوسط. (المصدر: وكالات)
التعليق:
غريب أمر العملاء، لا يحبون الاستمتاع بنشوة النصر أو دعم الرعية! فعندما أُسقطت الطائرة الروسية في سوريا طبل الناس وتغنّوا بهذا الفعل، وقالوا إنه فعل الأبطال ولم يستبعدوه عن أردوغان... بعدها خرج علينا رئيس وزرائه يلدريم وقال نريد أن نعيد العلاقات كما كانت مع قاتلة الأطفال ومدمرة البلاد وداعمة السفاح بشار! عندها قيل إنها مراوغة من سياسي محنك. ثم جاءت محاولة الانقلاب الفاشلة التي ظهر فيها أردوغان البطل المغوار الذي لا يقهر ويقف أمام الصعوبات بكل حزم وقوة، وطبل الناس له، وتأملوا منه أن يعي أنهم معه على الصواب والحق ويدعمون الطريق المستقيم، وخرجوا وهللوا وكبروا وأفشلوا الانقلاب المدبر، فهذه كانت فرصة ذهبية لأردوغان ليفعل فعل الرجال، ويقف في وجه من قال عنهم أعداء ومتآمرون (الأمريكان، والأوروبيون)، لكنه أبى إلا أن يكون تابعًا لأسياده. وها هو يصرّ على مقابلة قاتل الأطفال ومشرِّد المسلمين من الشيشان إلى سوريا، ويقدم له ما لم يحلم به أمثاله، مقابل أن يرضى عنه ويرسل له السياح الروس لإفساد الجو الإسلامي بأفعالهم القبيحة، تنفيذًا لأوامر أسياده في البيت الأبيض بإبقاء الدب الروسي في مستنقع سوريا ولو مقابل فتات.
فهل بعد هذا الذل من ذل، اعتذار وتودد وإذلال للنفس ومسارعة للقاء السفاح، الذي فضح على العلن بأن أهداف روسيا وتركيا في سوريا متطابقة! فسقطت ورقة التوت التي كان يغطي بها أردوغان عورته، فهو يعمل مع الروس من أجل إجهاض الثورة والتحايل على الثوار والقضاء على مشروعهم العظيم بالحكم بما أنزل الله.
من هنا يجب أن نقف على أمور نذكر أنفسنا بها، وهي أن النظام في تركيا عبد لأسياده الغرب الكافر، والسيد عندما يأمر لا يقبل إلا أن يُطاع، وإن كان على حساب كرامة عبده. فما أن أمرت واشنطن تركيا بإصلاح علاقاتها مع كيان يهود، حتى تراجع أردوغان عن كلامه وتخلى عن أهلنا في غزة تحت حصار ظالم! أما ما صرح به أردوغان مسبقًا بأنه سوف يصلح علاقاته مع نظام الأسد فهو لا يزال قائمًا ويعمل على ذلك في السر والعلانية، وما كان قد أطلقه من كلام أجوف بخصوص إسقاط الطائرة الروسية فقد كان كلامه للمنضبعين وقد ذهب مع الغبار. والأمر الآخر هو أن العبد الذي جُبل على الطاعة لسيده يصعُب عليه الانعتاق منه، لأنه قد استساغ العبودية له، فما بالنا نعول على أمثال هؤلاء أشباه الرجال تجار النخاسة، ونترك الرجال المخلصين الذين باعوا أنفسهم لله والرسول عليه الصلاة والسلام من أجل عزة هذا الدين؟
إن الأمور يجب أن توزن بالميزان الصحيح، وهل هناك أصوب من ميزان الحلال والحرام؟! إن عمالة هؤلاء وخيانتهم لله وللرسول ﷺ لا تخفى على أحد، ولا تخفى على أحد حُرمة أفعالهم، فكفانا تقديسًا لأشخاص لم نرَ منهم فعلًا يسر البال ويريح النفس، فمثل هؤلاء لا يعلمون سوى الخيانة لأمتهم، والتآمر على دينهم، والعبودية لأسيادهم، وإننا لا نعبد إلا الله، ولا نقدس أحدًا سواه، ونرى بعون الله الحلال والحرام، فلنحكم على الأفعال بشرع الله عز وجل، ولنأمل الخير من الله ومن يسير على خُطا نبيه عليه الصلاة والسلام، ولْنسْعَ لإعادة الأمور إلى نصابها كما أراد الله لخير أمة أُخرجت للناس.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38806
- التفاصيل
الخبر:
في السّابع من آب/أغسطس، بعد بضعة أيام من القتال العنيف استطاع الثوار فك حصار حلب. لم يكن فقط خبرًا كبيرًا لأهل حلب تحديدًا وسوريا بشكل عام، لكنه أخذ صدىً في جميع أنحاء العالم، ولكن لأسباب مختلفة.
التعليق:
كما هو الحال دائمًا يمكن النظر إلى حادث واحد بشكل مختلف، اعتمادًا على وجهة النظر في الحياة، وكسر الحصار عن حلب ليس استثناءً.
فإن أعداء الإسلام يرون هذا بمثابة انتكاسة كبيرة. فالقوى العظمى التي وقفت ضد شعب الشام، يشعرون بالإحباط من عدم التمكن من وقف التقدم وفرض أجندتهم الخاصة على أهل الشام. المفكرون الليبراليون الغربيون الذين يدّعون رعاية جميع البشر، فُضح نفاقهم عندما أظهروا قلقهم وتشاؤمهم ليس من انتصار الثوار بالمعارك فحسب، بل أيضا بالقلوب والعقول أكثر من اهتمامهم بأرواح المدنيين في حلب.
أما بالنسبة للمسلمين فقد كان مصدر فرح كبير. ليس فقط في سوريا، بل وصل صداه إلى جميع أنحاء العالم. في حين كان البعض مستيقظًا ليلاً لمشاهدة الألعاب الأولمبية، فإن الكثير من المسلمين في الغرب تابع المعركة بشكل مكثف، سواء على وسائل الإعلام العادية أو الإلكترونية. ليس لمصلحة أكاديمية، ولا لمعلومات نقية، ولكن لأن الثورة السورية أصبحت رمزًا وتذكيرا بالأشياء العظيمة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
لقد أصبحت رمزًا لشعب انتفض لإسقاط حاكم طاغية، شعب لا يزال يقاتل على الرغم من تخلي جيوش المسلمين عنه، وتآمر قوى العالم العظمى ضده. فقد كانت هذه الانتفاضة منذ البداية تحمل تطلعات إسلامية واضحة، حقا إن الشام هي عقر دار الإسلام.
إنها تذكرنا بالوحدة على أساس الإسلام، وليس على غير ذلك. وحقيقة أن المسلمين من جميع أنحاء العالم الذين يعيشون في الغرب ويتابعون بشكل مكثف جدًا بحماس وفرح هو دليل على ذلك. وذكرتنا بأننا كأمة موحدة، باستطاعتنا تحقيق أمور عظيمة. وذكرتنا بأن الأرقام أو الأسلحة ليست حاسمة. وذكرتنا بتاريخنا العظيم وكيف أن الرجال الصامدين يمكنهم قهر معظم دول العالم. وجعلت الثورة المفاهيم الإسلامية مثل النصر، والولاء والوحدة تتجلى أمامنا. وقد أدى ذلك إلى ظهور جيل جديد من المسلمين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك في الغرب، الذين هم على استعداد لتولي زمام الأمور بأيديهم والتأثير على الأجندة السياسية. لقد أيقظت الأمل والتطلعات لخلافة راشدة على منهاج النبي ﷺ، وعليه نستمر.
مع هذا وأكثر من ذلك، فليس من المستغرب أن كسر حصار حلب يرسل قشعريرة أسفل عمود الغرب وحلفائه. فلم يكن فقط نبأ عظيما لشعب سوريا، ولكنه أرسل صدى بالوحدة الإسلامية في جميع أنحاء العالم.
كل شيء ممكن وفقًا لإرادة الله سبحانه وتعالى. اليوم حلب، وغدًا دمشق، ثم القدس وكشمير وغروزني وهكذا دواليك حتى يعيش جميع المسلمين تحت عدل ورحمة الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندينافيا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38773