press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar040117

الخبر:


اعتمد مجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، قراراً، بالإجماع، من أجل وضع حد للعنف في سوريا وبدء عملية سياسية في البلاد.

القرار الجديد الصادر تحت رقم 2336، كانت قد تقدمت بمشروعه كل من روسيا وتركيا بعد عملية محادثات مطوّلة في العاصمة التركية أنقرة مع جماعات المعارضة السورية وبالتنسيق مع الحكومة السورية. ويؤكد القرار من جديد التزامه القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية وبمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه. ويكرر دعوته الأطراف إلى أن تتيح للوكالات الإنسانية إمكانية الوصول بسرعة وأمان ودون عراقيل إلى جميع أنحاء سوريا على النحو المنصوص عليه في قراراته ذات الصلة. كما يؤكد على أن الحل المستدام الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا إنما يكون بإجراء عملية سياسية جامعة بقيادة سوريّة استناداً إلى بيان جنيف المؤرخ 30 من حزيران/يونيو 2012 على النحو الذي أيده القرار 2118 (2013)، وإلى قراريه 2254 (2015) و2268 (2016)، والبيانات ذات الصلة الصادرة عن الفريق الدولي لدعم سوريا. وفيما أعرب مجلس الأمن عن تقديره لجهود الوساطة المبذولة من جانب الاتحاد الروسي وجمهورية تركيا لتيسير إرساء وقف لإطلاق النار في الجمهورية العربية السورية، أعرب أيضاً عن تطلعه إلى الاجتماع المقرر عقده في أستانا بكازاخستان، بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة باعتباره جزءاً مهماً من العملية السياسية التي تقودها سوريا وخطوة هامة يتم القيام بها قبل استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف في الثامن من شباط/فبراير 2017. (المصدر: مركز أنباء الأمم المتحدة، 31 كانون الأول 2016)

 

التعليق:


استند المشروع التركي الروسي وقرار مجلس الأمن الأخير إلى بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، الذي تعتبره أمريكا وأشياعها وأتباعها أساس ما يسمى بالعملية السياسية في سوريا. وللتذكير، فقد جاء في نص بيان جنيف ما يلي "إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تُهيّئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وتمارس فيها هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن اﻟﻤﺠموعات الأخرى، ويجب أن تُشكّل على أساس الموافقة المتبادلة".

وجاء أيضاً "استمرار المؤسسات الحكومية والموظفين من ذوي الكفاءات. فمن الواجب الحفاظ على الخدمات العامة أو استعادة سير عملها. ويشمل ذلك فيما يشمل قوات الجيش ودوائر الأمن".

وجاء كذلك "أن النزاع يجب أن يُحل بالحوار السلمي وعن طريق التفاوض حصراً".

نعم، هذه هي مرجعيات وسياقات الحل الذي فرضته أمريكا وتسير عليه تركيا وروسيا، وليس للفصائل سوى التوقيع والتنفيذ، وإن توهمّوا أو أوهموا غيرهم أن لهم كلمة مسموعة!

أما الحل الذي يرضي الله ورسوله، فهو - باختصار - نبذ المال السياسي الإقليمي القذر وما يستتبعه من ارتباط ميداني يقرر متى وأين تُفتح الجبهات!، والتوجه الجاد لاقتلاع رأس الأفعى في دمشق، وتجميع القوى الفاعلة نحو تبني وتنفيذ مشروع الخلافة على منهاج النبوة.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41408

khabar030117

الخبر:


أعلن حاكم إسطنبول فجر الأحد عن سقوط 39 قتيلا بينهم أجانب وإصابة 69 آخرين بجروح في هجوم مسلح على ملهى ليلي أثناء الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة. وأفادت مصادر إعلامية ليل السبت إلى الأحد بأن مسلحا هاجم الملهى الليلي متخفيا في زي "بابا نويل". وقال وزير الداخلية أن البحث لا يزال مستمرا عن المهاجم (فرانس 24).

 

التعليق:


تعرّضت تركيا خلال السنة الماضية 2016 إلى عدّة هجمات لعلّ أبرزها وأسوأها الهجوم الذي استهدف مطار (أتاتورك) في 28 حزيران/يونيو وأدّى إلى مقتل 45 شخصا على الأقل من 9 جنسيات بخلاف التركية، وإصابة أكثر من 230 آخرين، في أكبر حصيلة من الضحايا تشهدها إسطنبول خلال هذا العام ممّا كشف خللا أمنيا كبيرا في البلاد وهو ما أثار استياء بين أهل تركيا سرعان ما تلاشى إثر محاولة الانقلاب الفاشلة على الرّئيس رجب طيب أردوغان والتي نفّذتها وحدات في الجيش التّركي.

شهدت تركيا أحداث تفجيرات عديدة نتيجة صراعات بين مصالح الدّول العظمى التي تسعى لبسط نفوذها في تركيا وتوظيف ذلك لفرض التّدخّل في حلّ الأزمة السورية - أولى قضايا العالم اليوم وأهمّها - فتواصلت هذه الصراعات باسم الحرب على (الإرهاب). فالأوضاع في تركيا حسب الأحداث الأخيرة متردّية وغير آمنة فما زالت الأعمال الإرهابية متواصلة ودماء الأبرياء تراق...

أعمال إرهابية تصنع أحداثها هذه الدّول لتمرّر أجنداتها وبرامجها الاستعمارية ولتفرض سيطرتها ثمّ بعد ذلك توجّه إصبع الاتّهام إلى الإرهاب "الإسلام" تلميحا وتصريحا.

لقد تجدّدت العمليّات الإرهابيّة ليلة رأس السّنة الميلاديّة في ملهى ليليّ في اسطنبول ما أسفر عن سقوط عشرات الضّحايا. ولعلّ ما يستوقفنا في الخبر مكان الهجوم وزمانه: ملهى ليلي ورأس السّنة الميلاديّة وهجوم مسلّح: معطيات يقصد منها توجيه إصبع الاتّهام مباشرة إلى مسلم والتأكيد أنّ منفّذ هذا الهجوم الإرهابيّ لا شكّ أنّه متشدّد يكره هذا المكان ويرفض هذا الزّمان!!

نزل الخبر عاجلا فجر يوم الأحد على النّحو التّالي "أفادت مصادر إعلاميّة تركية ليل السبت إلى الأحد بأنّ مسلّحين اثنين هاجما ملهى ليليا في إسطنبول ما أسفر عن سقوط قتيلين وأكثر من 20 جريحا. وأضافت قناة إن تي في التركية أن قوات خاصة من الشرطة تستعد لمداهمة الملهى". (فرانس24) ولكن ببزوغ الشمس... تبيّن أنّ المسلّحين مسلّح واحد وقد تمكّن من الفرار.

تكرّرت هذه السيناريوهات ولفّها سوء الإخراج وأيّا كان مؤلّفها، فهي تعكس شراسة هذه الدّول المتصارعة على النّفوذ والسّيطرة، فلا اعتبار لدماء الأبرياء عندها، بل كل ما يعنيها هو إحكام سيطرتها على العالم وفرض هيمنتها. كما أنّ هذه العملية هي بمثابة متنفّس لأردوغان حيث ستصرف أنظار أهل تركيا عن مواقفه المتخاذلة وتآمره على أهل حلب تحقيقا لمصلحة أمريكا في المنطقة.

فيا أهل تركيا! لا تكونوا عونا لعدوّ أمّتكم بصمتكم على ما رسّخه فيكم من مفاهيم علمانية وانفضوا عنكم غبارها وعفنها ولا تخذلوا إخوانكم الذين استنصروكم!! خذوا مواقعكم ولا يغرّنكم هؤلاء المتملّقون من حكّامكم الذين باعوا البلاد والعباد لإرضاء أسيادهم وأوليائهم من الغرب الكافر، وأعيدوا مجدكم ومجد أمّتكم ونفّذوا وصيّة شهيدكم البطل "مولود": "لا تنسوا حلب" واعملوا على نصرة أهلها ونادوا الجيوش لتكون معهم لا عليهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ ويقول عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ».

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41389

khabar0201173

الخبر:


كما هو الحال كل عام تُعِدُّ مؤسساتُ الإعلام الرسمية في برنامج سنوي نظرةً رجعية للعام الموشك على الانتهاء، وتنعت كل عام بصفة ظاهرة غالبة على الأحداث فيه، وفي هذا العام كانت الصفة الظاهرة هي الكراهية، ولذلك أطلق التلفزيون الألماني الرسمي ببرنامجيه الأول والثاني وكذلك مجلة الشبيغل اسم عام الكراهية على 2016.


التعليق:


وصف مطابق للحال ولما آل إليه الشارع الألماني بشكل خاص والأوروبي بشكل عام، وكثير من المستمعين سيوافقني الرأي إن قلت إن هذا العام حقا عام الكراهية في كل أنحاء العالم. فليس هناك من بقعة تخلو من القتل والتشريد والذبح والتهجير والاستعباد والاستغلال وعلو الغني على الفقير وجبروت الحاكم على الشعب وتحكم الفاسد بالمقدرات والفاسق بالرقاب.

لقد بلغت الكراهية بين الشعوب مبلغا لم تبلغه في تاريخ البشرية، وقد امتلأت القلوب بهذه المشاعر السلبية بسبب تراكمات مبدئية متعددة على رأسها الشعوبية، والتي تنبت من الوطنية أو القومية، وما بات يعرف باسم، "نحن أولا"، سواء أكان الأردن أولا أو مصر أو أمريكا أو ألمانيا أو فرنسا أو النرويج أو غيرها... فكل دولة، بل وكل قومية باتت تهتم بشؤونها وبنفسها ولو على حساب الآخرين، وصار الآخرون عبئا، حتى وهم في بلادهم بعيدين عن المجتمع الغارق في المساوئ، فراح الألماني يدافع عن بلاده في جبال الهندوكوش، والفرنسي يدافع عن باريس في مالي، والبريطاني يقاتل في الفوكلاند دفاعا عن عرش الإمبراطورية، ناهيك عن الأمريكي الذي يشكل أخطبوطا بأذرع شرسة، تحيط بالفرائس وتقتلها بسمومها أو بخنقها، كما حصل في أفغانستان وفي العراق، والآن في سوريا.

لم يسلم أحد من الكراهية التي نشر شباكها الغربي المستعمر ليمكن لنفسه، وليطيل من عمر نظامه. فهو ينسب الخير لنفسه والشر للآخرين ويَعِدُ شعبه بالأمن في الوقت الذي ينشر فيه الرعب ليهيئ الفرص لنفسه لتنفيذ مؤامراته التي تهدف بالدرجة الأولى للوصول إلى مقدرات الشعوب ونهب خيراتها، كي يضعها بين أيدي المتحكمين بالسياسة من أصحاب رؤوس الأموال.

ومن أسباب انتشار الكراهية ازدهار النظرة الأنانية الضيقة، التي ترى في الآخرين منافسين في الرزق، وانتشار الجشع والاحتكار، مما أدى إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء، الأمر الذي أدى إلى انتشار الحسد وكراهية الآخرين.

ومن أسباب انتشار الكراهية أيضا بُعْدُ الناس عن مفهوم السعادة الحقيقية، وتعلقهم بالحياة والمادة، وهجرهم لكل القيم الإنسانية والدينية، فلا نرى للإنسانية أو التضحية أي مكان.

ومن أسباب انتشار الكراهية تمسك الناس بالنظرة إلى المصلحة كرابط ومحرك للعقول والقلوب، وقد سيطرت المصلحة والسعي لتحقيقها على أذهان الناس حتى أعمت بصائرهم وصار التنافس الجشع هو سيد الموقف.

كل هذا وغيره مما يلمس في المجتمعات حاليا، سواء في أوروبا أو غيرها، هو نذير سوء يجب الحذر منه واتخاذ إجراءات صارمة للوقوف في وجهه، وذلك بالعمل على تغيير هذا المبدأ العفن الذي سمح لهذه الظاهرة بالانتشار حتى بلغت أرجاء الأرض.

وبالمقارنة نرى كيف نظم الإسلام العلاقة بين الناس في كلمتين لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، "أفشو السلام، وأطعموا الطعام". وفي قوله عليه السلام فيما رواه عبد الله بن عمر، وأيُّما أهْلِ عَرْصَةٍ أصْبحَ فِيهِمْ امْرؤٌ جائِعًا؛ فقدْ بَرِئَتْ مِنهُمْ ذِمَّةُ اللهِ
ما نحن فيه من انحطاط سببه بعد الناس عن شرع الله، وقد انطبق على هذا الحال وصف الرسول الكريم محمد ﷺ حين قال فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ» قيلَ: وما الرُّوَيْبضةُ؟ قالَ: «الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ» (صححه الألباني)


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة - ألمانيا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41370

khabar0201174

الخبر:


أصدرت الفصائل السورية - التي التزمت باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا - السبت، بياناً أكدت فيه أن استمرار النظام السوري في انتهاكاته وخروقاته لوقف النار واقتحامه مناطق تسيطر عليها المعارضة، سيجعل الاتفاق الذي وقّع مساء الخميس في أنقرة لاغياً. (العربية نت 2016/12/31). وفي سياق متصل، ذكرت القدس العربي (2016/12/31) أن فصائل الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة السورية أبدت امتعاضها لتهميشها في المشاورات التي أدت لإبرام وقف إطلاق نار في سوريا. ولذلك شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، على أهمية تمسك جميع فصائل المعارضة السورية بشروط وقف إطلاق النار (روسيا اليوم 2016/12/31).

 

التعليق:


من المعلوم أن أمريكا - تحت إدارة الديمقراطيين - قد التزمت مسار "القوة الناعمة"، وظلت تسير على قطار الحلول السياسية، وتدفع نحو إنجاح مسيرة المفاوضات للحفاظ على أركان النظام وولائه لها، منذ انطلاق الثورة. ولما تعثر المسار السياسي واحتاج استخدام القوة الصلبة والهجمة العسكرية لمنع سقوط النظام ولترويض الثوار على القبول بالحل السياسي، وجدت الدب الروسي جاهزا لأن يلطخ وجهه بعار قصف المدنيين، والدفاع عن الدكتاتور بشار، ثم وجدت أمريكا في حليفها أردوغان لاعب السيرك القادر على ترويض الفصائل التي تتحرك في فناء تركيا الخلفي، وترتع في أكنافها.

ولذلك، فإن وقف إطلاق النار هو نتيجة تلك المؤامرة المركبة، والتي اجتمعت فيها القوى الاستعمارية في الغرب والشرق مع الدول الإقليمية، ضد ثورة الشام رغم اختلاف مصالحها، والتقت على مصلحة واحدة مشتركة، وهي نزع فتيل هذه الثورة المميزة بما تحمل من مكنون حضاري، ومن تهديد لمصالح المستعمرين.

وقد سبق للقادة والزعماء أن عبّروا عن قلقهم من أن النزاع في سوريا "تحول سرطانا على نطاق دولي"، حسب وصف الأمين العام المقبل للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قبل أيام (سكاي نيوز عربية 2016/12/29). بل وصل الحد للتعبير عن تهديد الثورة للنظام العالمي بأسره، كما نقلت سي إن إن عربية (2016/12/19) عن السيناتور الأمريكي ماكين قوله إن ما يحدث بسوريا إشارة محتملة لانهيار نظام العالم. وكان لافروف سباقا للتصريح بالتحذير من انبثاق الخلافة في سوريا. وقبل أكثر من عام، نقلت شبكة شام (2015/10/12) عن وزير الخارجية الروسي لافروف، قوله إن الرئيس الروسي، بحث مع ولي ولي العهد السعودي، عملية سلام في سوريا، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً بين روسيا و السعودية على منع قيام "خلافة إرهابية" في سوريا، على حد قوله.

إذن، فإن أية محاولة لفهم مجريات الثورة في سوريا - وما آلت إليه الفصائل من وقف إطلاق النار - خارج سياق ما تمثله الثورة من تحد حضاري للقوى الاستعمارية هو قفزة على الحقائق السياسية الراسخة. ويبدو أن قادة الفصائل العسكرية لم يعودوا قادرين على استيعاب هذا الفهم السياسي، الحاضر في أذهان زعماء العالم والدول الإقليمية، مما قد يكون نتيجة عملية تخدير طويلة تعرضوا لها، وهم يتلقون الدولار الأسود من جيوب "الحلفاء"، وأيضا نتيجة عملية تذويب فكري لأهداف الثورة وتمييع سياسي لها، من خلال حصر المطالب الثورية بالحرية والكرامة، مما ظلّت تعزف له "أبواق" معتدلة، فهمت معادلة "الحلفاء"، أو انخدعت بشعارات فضفاضة، رغم أنها فشلت في إحداث تغيير حقيقي في مصر بعد تونس.

وإنه مما لا شك فيه أن المفاوضات - التي يريد الغرب و الشرق أن تعقب وقف إطلاق النار - هي مجرد أداة تسخرها الدول الاستعمارية كما تسخر الحروب العسكرية لترسيخ هيمنتها وتحقيق مصالحها، وتمكين عملائها، وكان الأجدر بقادة الفصائل أن يعتبروا بمسيرة منظمة التحرير الفلسطينية، التي أبدع كبير مفاوضيها فلسفة جديدة، عندما قال "الحياة مفاوضات".

ولقد تتابعت المؤتمرات المتعلقة بثورة الشام دون أن توقف شلال الدم المتفجر، وظلت الدماء تراق رغم جعجعة المفاوضين في جنيف وأخواتها، فما الذي سيستجد في أستانة- كازاخستان؟

إنه من المتوقع أن يظل وقف إطلاق النار هشّا، من الناحية الميدانية، وإذا أضفنا إليه هشاشة صورة قادة الفصائل في أنظار الثائرين في سوريا، فإن ما يجري اليوم هو جولة لا حسما، وقد أرادها أوباما أن تكون خاتمة - ولو شكلية - لإدارته، يدّعي فيها نوعا من الإنجاز، وخصوصا عندما نلاحظ التاريخ المحدد للبدء بالعملية السياسية، وهو (2016/1/16) (انظر تقرير أورينت نيوز في 2016/12/31)، وذلك في الأسبوع الأخير لأوباما في البيت الأبيض.

والخلاصة أنه إن لم يستيقظ الصف الأول من قادة الفصائل العسكرية من سكرة الدولار التركي والخليجي، ومن غباء الثقة بالدب الروسي كضامن لبشار المجرم، فإن الصفوف التي تليه ستستيقظ بإذن الله. وأنّى لثورة الشام التي انطلقت من المساجد ورفعت شعار "هي لله هي لله"، أن تتحول إلى شعار هي للطاغوت الروسي والأمريكي؟! ولن يطول الزمان حتى تتجدد الثورة ويتجدد القادة، لأن ثمة بونا شاسعا بين الثورة ضد الاستعمار وبين "الفعفطة" من أجل إعادة إنتاج الاستعمار، ورمي الثورة في أحضان المستعمرين عبر مسار الحل السياسي الأمريكي.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41371

khabar0201172

الخبر:


ذكر موقع قناة روسيا اليوم أن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت وفاة سفير روسيا لدى تركيا أندريه كالوف متأثراً بجراحه جراء تعرضه لإطلاق النار في أنقرة، وأعلنت زاخاروفا للصحفيين الاثنين 19 كانون الأول/ديسمبر: "أن اليوم يومٌ مأساوي في تاريخ الدبلوماسية الروسية، اليوم، أصيب سفير روسيا لدى تركيا، أندريه كارلوف، في فعالية عامة، بجروحٍ أدت إلى وفاته، نصنف ما حدث عملا إرهابيا"، وأضافت زاخاروفا بأن أنقرة ستجري تحقيقاً دقيقاً شاملاً في اغتيال السفير وستقدم المذنبين للعدالة مؤكدة أن "القتلة سيعاقبون".

 

التعليق:


إن خير ما يمكن البدء به هو قول النبي ﷺ: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، حقاً إنها قلة حياءٍ ووقاحةٍ منقطعة النظير أن تتحدث روسيا عن (الإرهاب) وأن تعتبر قتل سفيرها إرهاباً مع أنها هي مدرسةٌ في (الإرهاب)، ومعلمته وصانعته ومصدرته لدول العالم، وماضيها وحاضرها أكبر شاهدٍ على ذلك، فآثار إرهابها في الشيشان ما زالت ماثلةً للعيان، حيث قامت بعملية تطهيرٍ عرقي، فقتلت ودمرت واغتصبت وحرقت ولم تترك حجراً على حجر، وفي أفغانستان كررت الكارثة ذاتها ومع ذلك خرجت مهزومةً ذليلة، واليوم في الشام تقف روسيا مع المجرم بشار الذي ذبح أهل الشام ودمر مدن الشام عندما آل نظامه للسقوط، فزادت من حدة القتل والتدمير، وآخر إنجازاتها هو إفراغ مدينة حلب من أهلها ورميهم في العراء في البرد الشديد، وشاشات التلفزيون تنقل صور حممها وإجرامها والنار التي أججتها في الشام، أليس هذا هو قمة (الإرهاب) يا بوتين؟ ولماذا قتل شعبٍ بأكمله لا يُعد في نظركم إرهاباً بينما قتل سفيركم يعتبر إرهاباً؟!

إنه منطقٌ أعوجُ أشبه ما يكون بمنطق قريش الكافرة المتعجرفة يوم أقامت الدنيا ولم تقعدها عندما قام عبد الله بن جحش ومَن معه من المسلمين بالتعرض لعير قريش وقتلوا عمرو بن الحضرمي وأخذوا العير وقادوا أسيرين، فراحت قريشٌ تصرخ وتولول أن محمداً وأصحابه قد استحلوا الأشهر الحرم، وسفكوا فيه الدم الحرام وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال، وكأنها هي تقيم وزناً للأشهر الحرم والدم الحرام، وهي التي آذت المسلمين وطردتهم من بلدهم وبيوتهم واستولت على أموالهم وهي التي صدت عن سبيل الله، فنزل قول الله سبحانه ليسري على رسوله وعلى المؤمنين: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾.

لقد قُتِل سفير دولة (الإرهاب) روسيا في أنقرة، فماذا كانت تتوقع روسيا وبوتين؟ هل كانوا يتوقعون أنهم سيحصدون من الشوك العنب؟ إن روسيا لن تحصد إلا ما زرعته، وها هي تزرع الحقد والدمار والدم في الشام، ولذلك لن تحصد إلا كرهاً ودماً، فأكثر من مليار مسلم على وجه هذه البسيطة يعتبرونها الآن عدوهم الأول، وعندما تقوم دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لن تنسى صنيعكم بالمسلمين سواء المسلمون في روسيا أم المسلمون في العالم الإسلامي، وسيكون الرد على جرائمكم ما سترونه لا ما ستسمعون عنه، والله نسأل أن يكون ذلك قريباً.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41348