- التفاصيل
الخبر:
قال مراسل الجزيرة إن امرأتين وثلاثة أطفال ممن تم تهجيرهم من أحياء مدينة حلب شمالي سوريا لقوا حتفهم نتيجة البرد القارس خلال إقامتهم في خيمة كانوا قد لجؤوا إليها بمنطقة "إيكاردا" جنوب حلب.
وأضاف المراسل أن رجال الإسعاف في المنطقة حاولوا إنقاذهم دون جدوى، وأنهم دُفنوا في مدينة سراقب القريبة في ريف إدلب.
وكانت قوات النظام و المليشيات الداعمة لها سيطرت على أحياء حلب الشرقية وأفرغتها من جميع سكانها، في أكبر عملية تهجير منذ بداية الثورة السورية عام 2011.
وبموجب اتفاق الإجلاء الذي اكتمل تنفيذه مساء الخميس، تم تهجير نحو أربعين ألفا إلى ريف حلب الغربي، وتوجه بعض المهجرين إلى مدينة إدلب وبلدات في ريفها.
التعليق:
إن سقوط مدينة حلب في يد النظام السوري بعد القصف الروسي البشع للمدنيين تحت مرأى ومسمع كل دول العالم ما هو إلا أمر متوقع أن يحدث، فقد تكالبت أمريكا وروسيا وإيران وأشياعها على الأهل في سوريا وضغطوا على المقاومين في حلب عبر الجرائم البشعة التي ترتكب في حق المدنيين. ولقد صمدت حلب وشمخت رغم ذلك، حتى ظهر الدور التركي إلى العلن في دعم أمريكا وروسيا وإيران في القضاء على المقاومة وإضعافها وزلزلتها. لذا فإن الدور التركي في حلف أمريكا وروسيا وإيران وأشياعها قد آتى أكله في مدينة حلب وأضعف المقاومة هناك. وبدا أردوغان وحكومته بزي الخيانة التي كان يخفيها قبل ذلك متسترا بستار الإسلام والخطابات الدينية والوطنية الرنانة التي كان يلعب عليها ويتستر من خلالها.
وبهذا يكون الدور التركي هو الذي أمال كفة الميزان لصالح النظام في حلب فكان ما كان من المآسي من تهجير أربعين ألفا من شرق حلب إلى ريفها. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل انتهت الثورة السورية؟ هل ستتوقف؟ هل خسر الشعب في سوريا لصالح النظام؟ أم أن الثورة السورية الآن ستدخل مرحلة جديدة من مراحل بلورتها وتقدمها؟
أولا: الحقيقة أن الذي حدث في حلب ما هو إلا نتيجة طبيعية لأمور متراكمة حدثت منذ بداية الثورة قبل سنوات. فقد ارتبط بعض الثوار بالنظام التركي الخائن ظنا منهم أن تركيا قد انحازت إلى جانب الثورة السورية. وعندما اشتدت الظروف صعوبة على الثورة قام النظام التركي بطعن الثورة في ظهرها، الأمر الذي أدى إلى أن تخسر الثورة حلب لصالح النظام. ولذا فقد كانت هذه الخسارة طبيعية ومتوقعة من قبل العارفين بارتباطات النظام التركي بأمريكا منذ مجيء أردوغان للحكم في تركيا.
ثانيا: إن أية ثورة في أية دولة في العالم تمر في مراحل مختلفة. مرحلة البداية التي تمر فيها الثورة بأخطاء كثيرة تجني من خلالها الدروس والعبر. فأخطاء الثورة السورية متوقعة جدا، ولكن الخطأ الذي لا يمكن تصليحه هو اليأس والانتكاس وإيقاف الثورة. وإن تعجيل النصر يكون بالتعلم من الأخطاء لا بالبكاء عليها.
ثالثا: إن الوضع الطبيعي الآن للثورة السورية أن تنتقل إلى مرحلة البلورة والاستفادة من الأخطاء. فالآن قد استبان العدو وأحلافه وأشياعه ولا بد من استكمال الثورة بمعزل عن الخيوط الخارجية التي كانت توقف تقدم الثورة كلما اقتربت من هدفها. فلا ارتباط مع أردوغان ولا سلمان ولا قطر ولا غيرها من الأنظمة الخائنة الخاذلة للشعب والثورة. فالله تعالى هو الذي يهب النصر للمخلصين وهذا الأمر أساسي في مرحلة بلورة الثورة.
رابعا: إن الثورة السورية بدأت من الصفر، وأما الآن فإن الثورة تمتلك ما لم تكن تمتلكه مقارنة مع بداية الثورة.
وليذكر الجميع أن الثورة لم تبدأ في حلب ولن تنتهي فيها. فشدوا الهمة أهلنا في الشام وانطلقوا إلى مرحلة البلورة التي ستكون طريق النصر باذن الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41229
- التفاصيل
الخبر:
اتفقت روسيا و تركيا و إيران يوم الثلاثاء خلال اجتماع وزاري لوزراء دفاع وخارجية الدول الثلاث على إعلان مشترك يدعو إلى مفاوضات سياسية ووقف موسع لإطلاق النار في سوريا من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة منذ ست سنوات تقريبا. وقد قال لافروف في المؤتمر الصحفي إن الإعلان المشترك ينص على إطلاق مفاوضات سياسية شاملة، وأن المفاوضات يجب أن تشمل كل المكونات العرقية في سوريا. وتابع أن الدول الثلاث متفقة على أن الأولوية في سوريا هي لمكافحة (الإرهاب) وليس إسقاط النظام.
التعليق:
بعد أن تم إخضاع حلب الشهباء للغزو الروسي الإيراني بالتعاون مع تركيا التي تآمرت على ثورة الشام وعملت على سحب جميع الفصائل التابعة لها وتركت ما تبقى من الفصائل المقاتلة إما لتخرج رغما عنها أو تواجه آلة تدمير مجرمة.
ولقاء تآمر تركيا مع قوى الشر فقد جيء بها إلى الاجتماع الثلاثي لتكون شاهد زور وضامنة لإنهاء الثورة على الطريقة التي أرادتها أمريكا من أول يوم، وأسمتها الحل السياسي. والذي يضمن استمرار النظام في سوريا تابعا مخلصا لأمريكا. وقد استعملت أمريكا لإخراج هذا الحل وإسقاط ما عداه كلَّ ما تملكه من وسائل وأساليب، سواء من صرف الأنظار تجاه ما أسمته محاربة (الارهاب) ممثلا بتنظيم الدولة ودفع كثير من الفصائل لتقبل هذا التوجه، أو استخدام الآلة العسكرية لحزب إيران في لبنان، والذي ساهم بكل تشكيلاته وقواته طوال سنيّ الثورة، أو باستخدام السلاح والجيش الإيراني، وآخرها الاتفاق الغاشم مع روسيا لتستخدم أفظع أنواع الأسلحة بما فيها المحرم دوليا. إضافة إلى التمويل الموهوم بأموال لا تزيد عن ثمن حبال تلفها على أعناق الفصائل التي أقبلت على هذا المال دون أن تمحص مخاطره الدنيوية، وآثامه يوم يقوم الناس ليوم الحساب.
وهكذا تعمل أمريكا وفرقها المتمثلة بروسيا وإيران وتركيا على جلب كثير من الفصائل إلى توقيع صك إنهاء ثورة مباركة استمرت أكثر من 5 سنين، والتي لن تحصل من أمريكا أكثر مما حصل عليه العرب في اتفاقية سايكس بيكو.
وبالرغم من قوة تحالف أمريكا وأوليائها وما آلت إليه الأوضاع في حلب، وما زرعوه من رعب وإرهاب في أرجاء الشام كلها، إلا أنهم وبسبب من غرورهم وعَمَهِهِمْ وطغيانهم لم يتمكنوا من إدراك حقيقة واحدة، وهي أن الذي تحرك في سوريا ليس فصائل متناثرة هنا وهناك، ولا تنظيماً مسلحاً يجمع المال والسلاح دون تمحيص لمصدره، ولا مغامرين يبحثون عن صيد ثمين أو رخيص. بل إن الذي تحرك في سوريا هو جزء لا يتجزأ من أمة تحركت لرفع الظلم الذي حاق بها لعقود عدة، وإعادة الحق إلى أصحابه وأقلّه الحكم بما أنزل الله، وغايته استئناف الحياة الإسلامية وحمل الإسلام إلى العالم مشعل نور وهداية. وإن هذا الجزء من الأمة لا يزال ممسكا بزمام الأمر في الشام، وقادر على التحرك فيها وفيما حولها، وقادر على إحباط مؤامرة أمريكا وأذنابها، كما فعلت طوال سنين التآمر على الثورة ومحاولة إخضاعها أو صرفها عن وجهتها سواء من خلال المجلس الوطني، أو الائتلاف السوري أو جنيف 1 و 2 أو الرياض أو غيرها. لقد قدمت الأمة في الشام أكثر من مليون شهيد و5 ملايين لاجئ في بقاع الأرض. ومَن قدّم هذه التضحيات العظام سوف لا يضام، ولا يتوقع منه أن يخذل الشام، ولا أن يكون فريسة بين أنياب لئام.
أما بشار وزمرته فلو كان لديهم ذرة من قيم أو مشاعر شبه إنسانية لما مكثوا في حكم يتم تثبيتهم فيه عنوة كما تثبت الصفائح بالبراغي. لقد أسقطتهم الثورة منذ أول يوم، وقد سقطوا من أعين كل سياسي، بل سقطوا من قائمة الدول التي قاتلت من أجل بقائهم إلى حين. وهم ينتظرون أن ترميهم أمريكا إلى أي مزبلة من مزابلها. ومع ذلك فهم جالسون بل رضوا أن يكونوا مع القواعد من النساء اللاتي لا يستطعن حيلة ولا سبيلا، إن قيل اقعد فقد قعد وإن قيل انخلع فقد خلع. فبشار لم يعد له قيمة مطلقا، فهو أشبه بفضلات طعام نتنة ينتظر متى يرمى بها في القمامة. وهو قاعد في مكانه ليس بذاته بل لأنه لم يُرْمَ به بعد.
أما تركيا، وبالذات رئيسها أردوغان، فقد خلع عنه كل ستر كان يتدثر به ولو أمام مريديه. ولم يعد له من رصيد لا في الأرض ولا في السماء. فقد وضع يده بيد الشيطان الروسي والإيراني بعد أن وَلَغا في دماء المسلمين في حلب بل وفي عظامهم وأنفسهم. ولطالما تباكى أردوغان لوعة على ضحايا الإجرام الروسي والإيراني، ثم عاد ليكون شريكا تاما في كل جريمة اقترفوها!
لم يكن يخفى أمر أردوغان على المتتبع السياسي للأحداث، وإن كان خفي على كثير من الناس. وشاء الله أن يفضحه على رؤوس الأشهاد. حيث لم يكن متوقعا من روسيا أو إيران أن ترحم ضعف النساء، أو ترأف بعظام الأطفال الغضة، أو تحفظ حرمة لمسجد أو مستشفى أو مدرسة، فقد ناصبوا العداء للأمة من جميع مناحيها. أما تركيا فقد كان يتوارى رئيسها خلف شعارات وأغطية، ولا يكاد يبين. حتى جاء أمر أمريكا أخيرا بإنهاء سيطرة الثوار على حلب، وجاء الأمر لتركيا أن تقوم بما يلزم، وظهر مجرمها من خلف الستار، وبانت أنيابه وإذا به ذئب يرعى مع ذئاب في ساحات الشام.
أما الفصائل التي انساقت وراء تركيا إما تبعية وإما خضوعا لمالها، فأقل ما يقال فيهم إنهم أبوا أن يكونوا مع الذين قال الله فيهم ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.
وأما أولئك الذين دارت عليهم الدوائر ووقعوا ضحية التآمر من قوى الشر بعد أن ناصبوهم العداء لا لشيء إلا لأنهم يقولون ربنا الله، فعسى أولئك أن يكونوا من الذين يبعثهم الله مقاما محمودا، وينصرهم نصرا عزيزا، ويجعلهم الأعلون بعد أن مسهم قرح ومصيبة. ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد ملكاوي
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41230
- التفاصيل
الخبر:
خرج المئات بمظاهرات في مناطق الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، اليوم الجمعة، طالبت فصائل المعارضة المسلحة بالوحدة. ودعا المتظاهرون الذين خرجوا عقب صلاة الجمعة، في مدينة دوما، وأحياء زملكا وجوبر وسقبا، بالغوطة المحاصرة من قبل النظام، قوات المعارضة المسلحة إلى أن تجتمع تحت مظلة وجيش واحد. وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها عبارات من قبيل، "توحدوا"، و"نريد جيشاً واحداً"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"خائن من يرفض التوحد". وتخضع الغوطة الشرقية التي يقطنها قرابة 500 ألف نسمة، وتتبع إدارياً لمحافظة ريف دمشق، لحصار من قبل قوات النظام منذ ثلاث سنوات. (وكالة الأناضول)
التعليق:
هذه المظاهرات التي خرج بها أهل سوريا، في مناطق الغوطة الشرقية لدمشق، رغم حصار النظام لهم منذ ثلاث سنوات، مطالبين الفصائل بالتوحد في جيش واحد، والسعي لإسقاط النظام، يعني فيما يعنيه أن سقوط حلب كان مجرد خسارة لمعركة ولم يكن خسارة الحرب بإذن الله، وكذلك هو خسارة جولة وليس نهاية الصراع مع النظام المجرم، والقوى الاستعمارية التي تسانده وعلى رأسها أمريكا، ويعني أيضا أن أهل سوريا ما زالوا على ثباتهم وصمودهم رغم طول المعاناة وشدة الآلام، وأنهم إن شاء الله على عهدهم في مواصلة ثورتهم حتى إسقاط نظام المجرم بشار، لن تثنيهم عن ذلك كثرة الخيانات وعظم التضحيات، كما يعني أن أهل سوريا أدركوا خيانة قادة الفصائل للثورة وارتماءهم في أحضان أعدائها، من أجل لعاعة من الدنيا زائلة لا محالة.
فهل سيدرك قادة الفصائل ذلك؟ هل سيدركون أن الناس العاديين أكثر منهم جرأة، وأعمق منهم فكرا ووعيا، وأكثر منهم أمانة على الثورة وأهدافها؟ وهل سيدرك قادة الفصائل أن الناس هم حاضنتهم الشعبية القوية الحقيقية، وأنه لا غنى لهم عنها، ولا نجاح لهم إلا بها؟
هل سيدركون ذلك، فيرجعوا عن غيهم، ويعودوا إلى رشدهم، ويتوحدوا كما تطلب من حاضنتهم، أم سيستمرئون الذل على عتبات أمريكا وروسيا ودول الغرب الكافر المستعمر، وأدواته من مثل تركيا والسعودية وقطر وإيران وغيرها، ويستمرون في خيانتهم للثورة، حتى يلفظهم الناس تماما كما لفظوا النظام المجرم، ويصبحوا هم والنظام عند الناس سواء، فينقلبوا عليهم كما انقلبوا على النظام؟
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41209
- التفاصيل
الخبر:
قال الجيش التركي بأن أربعة عشر جنديا تركيا قتلوا وأصيب 33 آخرون في يوم الأربعاء 21 كانون الأول/ديسمبر، في اشتباكات بالقرب من بلدة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في شمال سوريا. وآخر الإضافات، أكثر من 30 من القوات التركية قد قتلوا كجزء من عملية درع الفرات. قبل بضعة أيام فقط، في 17 كانون الأول/ديسمبر، هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في وسط مدينة قيصرية تركيا تسبب بمقتل 13 جنديا على متن حافلة وجرح 56 آخرين. وقبل أسبوع فقط، انفجار قنبلة آخر قتل 30 ضابط شرطة و8 مدنيين في اسطنبول. (وكالات)
التعليق:
أصبح أبناء سابع أقوى جيش في العالم ضحايا للصداقات الزائفة. يقعون فريسةً لقوى الكفار، الذين وضعوا على الأمة حزمةُ من الذئاب الخاطفة. وما ذاك إلا لأن هؤلاء القادة، الذين يأمرونهم، فقدوا أنفسهم في الفوائد الدنيوية. إنهم لا يريدون ما تريده الأمة منهم. فهم يعصون أوامر الله سبحانه وتعالى. هذه الأمة اليوم، في حالة متفوقة كثيرا عن جميع الدول الأخرى في هذا العالم، فهي لديها العدد وقوة في القلب وتعطش من أجل التحرر والازدهار. ومع ذلك؛ هذه الأمة المتفوقة، رغم امتلاكها الجيوش الأكثر تفوقا في العالم، فهي في أتعس حالة. تماما بالفعل كما أبلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ قرون: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها»، قال: قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذٍ؟ قال: «أنتم يومئذٍ كثير ولكن تكونون كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن»، قلنا وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت» (أبو داود)
ومع ذلك، فإنه ليس من أمتنا أو جنودنا من وقع في "الوهن"، حب الدنيا وكراهية الموت، لأنهم توّاقون للتضحية بأثمن ما عندهم، وحتى حياتهم، في صالح إيمانهم وعقيدتهم. ويريدون حقا أن يصدقوا بأن هؤلاء الذين يقودونهم ويأمرونهم، يتصرفون بناء على الآمال والرغبات الإسلامية.
والحقيقة هي مع ذلك، أن الحكومة التركية وقادتها لم يتصرفوا أبدا بناء على إرادة الأمة أو الله عز وجل. وهم حتى لا يتصرفون بناء على إرادتهم. فهم يتصرفون فقط بناء على أوامر سادتهم الاستعماريين. فكيف يمكن أن يفسر عدم قدرة تركيا على التدخل في سوريا خلال الست سنوات الأخيرة؟ ولكنها اليوم، قادرة على إرسال قواتها تحت ذريعة محاربة إرهاب تنظيم الدولة أو أي كان، ولكنها لم تكن قادرة على إطلاق رصاصة واحدة من أجل حماية المسلمين الذين يستنجدون للمساعدة. تركيا وقادتها، يتباهون بأنهم "ساعدوا" بإنقاذ المسلمين من حلب، ومنح بعضهم قداسة تربتهم. كما يجمل أردوغان نفسه بإنقاذ بانا العابد، والفتيات في سن السبع السنوات من حلب، والتي غردت أمها خلال التفجيرات في اسمها. لا! والله! "عزيزتي بانا! فإنه سيكون أكثر دقة أن نشكر روسيا وإيران، بدلا من أردوغان وتركيا. لأنك في تركيا، فقط لأن روسيا وإيران سمحوا لك بمغادرة المدينة، وليس لأنه تم انقاذك! سمحوا لك بأن تتركي وطنك، لأن تركيا تعاونت واتفقت على مواصلة التعاون مع روسيا وإيران في محو المسلمين من سوريا. فالإنقاذ هو شيء... والمساعدة هي شيء آخر...
نعم، لقد قدمت تركيا المساعدة طوال هذه الـ6 سنوات: لقد فتحت قواعدها الجوية للكفار، حتى يتمكنوا من قصف الأطفال الأبرياء وأسرهم بسهولة... وفتحت حدودها حتى يتمكن اللاجئون المسلمون من استخدام مياهها بسهولة للإسراع إلى أحضان قتلتهم، والكثير، الكثير منهم ماتوا غرقا... وهي قد قدمت المساعدة، من خلال استيعاب اللاجئين في المخيمات ذات الرقابة الصارمة، شريطة انتظام الغذاء والرعاية الطبية، ولكن دون أمل في الحياة خارجها... وأخيرا ساعدت الكفار على التخلص من المجاهدين الذين حموا حلب، وتضليلهم، وإلهائهم عن طريق عملية درع الفرات. لذلك فهي فعلت ما في وسعها "لمساعدة" الكفار في تطهير المدينة من كل فرد مسلم داخلها.
نعم، هناك إرهاب في تركيا! وهناك إرهاب في سوريا. وكلاهما يجريان من القوى نفسها -القوى السياسية والعسكرية الموحدة من عشرات دول الكفار، مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران باعتبارهم رأس الحربة. وهذا الإرهاب سوف يستمر بلا هوادة، ما لم يصحح قادة هذه الأمة خطأهم، وتركيا في الطليعة، ويجدوا طريقهم إلى الحق. وسوف يستمر، إلا إذا قطع زعماء المسلمين علاقاتهم مع أسيادهم المستبدين، وطرد أي من ممثليهم من البلاد الإسلامية، والبدء في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. تلك القرارات التي يعدون بالوفاء بها عندما يسألون، وعلاوة على ذلك حرفيا يعبئون، من أجل أصوات الأمة. ليس هناك شخص واحد - لا بين الأمة البسيطة، ولا القوات المسلحة - لن يضحي بحياته من أجل إطاعة أوامر القادة في تركيا. شهدنا هذا بالفعل أثناء محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو. لذلك الشيء الوحيد الذي عليهم القيام به هو إعطاء الأوامر الإسلامية الصحيحة. ثم، في هذه الحالة، ليس فقط المسلمون، من الرجال والنساء والشباب، سوف يتدفقون إلى الشوارع، بل العالم الإسلامي كله سيسرع في تنفيذ هذه الأوامر دون تأخير.
ومع ذلك، فإن الأمر ذا الأولوية الذي عليهم اتخاذه هو إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وإذا كان لديهم أو لدى أحد من الأمة شكوك بالنجاح الفوري، إذن تذكروا بأن الله سوف يهدي القوم الذين ينصرون، فهذا هو وعد الله، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [سورة محمد: 7]، ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ [سورة فاطر: 17]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41211
- التفاصيل
الخبر:
ذكرت الجزيرة على موقعها الإلكتروني تحت بند "تقارير وحوارات" موضوعاً بعنوان "قاتل السفير الروسي بتركيا... إرهابي أم بطل؟"... حيث أوردت في التقرير شهادات لناشطين على شبكة الإنترنت وإعلاميين حول مقتل السفير الروسي في تركيا على يد ضابط تركي مسلم. وتقول الجزيرة: "تخترق عدة رصاصات جسد السفير الروسي في أنقرة، يرفع المنفذ سبابته ويصيح الله أكبر، ويقول إن الاغتيال انتقام لحلب، يجلجل صوت الضابط التركي في أرجاء الوطن العربي، ويتردد صداه بمواقع التواصل: هل مولود مرت ألتن تاش إرهابي أم بطل؟"
التعليق:
تُعرف قناة الجزيرة بشعارها "الرأي والرأي الآخر"، كرمز للحيادية والجمع بين وجهات النظر وطرحها للرأي العام دون تحيز. وهي تسير على هذا النهج في طرحها العام وصياغتها للأخبار وعرضها لبرامج الحوار. وتحت هذا الشعار استضافت سياسيين يهود كأول محطة عربية تتعامل مع كيان الاحتلال. وتحت هذا الغطاء تستمر في نقل الصورة بضبابية واضحة، وتلبيس على الناس، وخلط الحق بالباطل. وها هي بدل أن تعلن أن هذه العملية هي ناجمة عن وحدة الأمة في عقيدتها وشعورها الإيماني الذي يجعل ابن تركيا أخاً لابن حلب الثائر في الدم وعدواً لمن يتآمر عليه من أهل تركيا، ها هي تلبس الحق بالباطل وتخلط الأمور لتلبس على الناس دينهم وتوهمهم بالفرقة والضياع وأنهم لا زالوا مكبلين ولا يستطيعون من هذا الواقع فراراً.
الذي قام به البطل مولود هو بطولة في زمن صمت فيه أهل القوة وتحركت فيه مشاعر المسلمين أفراداً. في وقت خنع فيه أردوغان وذل لأعداء الأمة، قام مولود بالتضحية بروحه لأجل نصرة أهله في حلب الجريحة. ليس هذا إرهاباً أيها العاملون في الجزيرة، هو بطولةٌ لرجل غار على أعراض المسلمات ودماء أبنائهن، أخذته الحمية وهو يسمع الصرخات ولا يرى لها مجيباً.
أليس من العار على الجزيرة أن تنعت مولود بـ (الإرهاب)؟ ألا تخجل من ملايين مشاهديها وهي تقول لهم: هذا الذي تفرحون لبطولته وتتناقلون قصته بالفخر قد يكون إرهابياً؟ لماذا التضليل والحياد عن الحق: أخشية من مشروع الأمة الحضاري الذي بات قاب قوسين أو أدنى، أم عمالة ونذالة؟
وعلى كلٍّ فإنكم مهما ضللتم ومهما بدَّلتم فالأمة تدرك جيداً هدفها، وهي تحمل عقيدتها مستهينة في سبيل ذلك بكل صعب، ويبذل أبناؤها أرواحَهم رخيصة في سبيل الله. ولا يهمُّنا إن نُعتنا بـ (الإرهاب) أو غضب لذلك الصليبيون الحاقدون، أو تجرأ الحكام الصفقة على أبنائنا. لكنَّ تلبسكم بمناصرة الباطل، وعدم توضيح الحق والصدح به سيكلفكم غالياً عند الأمة، سواء طال زمانكم أم قصر.
لقد كان الجدير بالجزيرة وهي "منبر إعلامي حر!" أن تعلن أن هذه العملية جاءت كردِّ فعل طبيعي على إجرام روسيا في حلب وكل الشام، وأنَّ مولود ليس إلا مسلماً يغار على دماء وأعراض إخوته. بدل التعريض بأن فعله مذموم وعمل (إرهابي)؛ إذ إن أهل تركيا لا يعنيهم ما يجري في سوريا! كان على الجزيرة أن تنقل عملَ أردوغان الذي قدَّم التعازي لبوتين واستنكر هذه العملية على أنه عمل إرهابي مذموم شرعاً، يقف في صف الروس القتلة ضد أمة الإسلام وهو الذي يتشدق ليل نهار بأنه سليل العثمانيين. فإذ بضابط شجاع يكشف كذبته ويعري نفاقه أمام العالم ولسان الحال يقول: ادعاء عجزك الذي ضجت به الآفاق تبريراً لخذلانك للشام، أسقطتها بطولة مولود.
أما الجزيرة فسيأتي اليوم الذي تعيد الأمة فيه صرحها السياسي الشامخ، دولة الخلافة الراشدة. وتعلنها مدوية للعالم أننا أمة الإسلام ولن نحيد ولن نتنازل في سبيله، رغم كل تلبيسكم وتضليلكم وخذلانكم. فالله متم نوره شاء من شاء وأبى من أبى. أفلا ترعوون عن جريمتكم بحق هذه الأمة؟ فتضعوا النقاط على حروفها، وتنحازوا لفسطاط المؤمنين؟ فالوقت يمر والأمة تسير في قضيتها غير عابئة بالمتخاذلين.
﴿وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 42]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41202