- التفاصيل
يحسب الطغاة على مر العصور أن قوتهم و جبروتهم ستحميهم وتثبت أركان حكمهم، ولكنهم يدركون أن الشعوب رغم ضعفها اذا ما تحركت كفيلة بزعزعة عروشهم وتحطيمها.
لذلك يحرصون على بث الخوف بين أبناء الشعب و يشغلون الناس بلقمة عيشهم و ينحرفون بهم عن طريق الحق الى كل رزيلة أو فساد حتى لا يبقى لديهم أي بارقة أمل.
و لكن الشعوب عندما تدرك سر قوتها و تعي طريق خلاصها فإنها ما تلبث أن تنتفض ضد الظلم و الطغاة.
فكيف تكون قوة من آمن بالله القوي سبحانه و أوى الى ركنه واعتصم بحبله ولم يخش أحداً سواه!!
فمهما بلغت قوة من يعادون الله ورسوله والمؤمنين فإنها هشة ضعيفة، لإنّ الله يقذف الرعب في قلوبهم فيُهزَمون بإذنه ثمّ يولّون الدبر.
إنّ قوة المسلمين بوصفهم أمة من دون الناس هي بعقيدتهم والتفافهم حول مشروع من صميم هذه العقيدة..
وإن قرار المواجهة لا يؤتي أكله إلا بقيادة طيبة صادقة ومخلصة، تحمل مشروعاً واضحاً ومبلوراً، يرسم خارطة طريق لإقامة حكم الإسلام على أنقاض أنظمة حكام الضرار في بلاد المسلمين..
قيادة تسير بالأمة ومعها على بصيرة نحو الخلاص من بؤس الراسمالية وبطش الحكام إلى عدل الإسلام ممثلاً بدولة الخلافة، ودستور مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس شرعي.
وهذا يتطلب منا أن نتوكل على الله حسن التوكل، ونسلك طريق الخلاص الذي ارتضاه لنا ربنا، لنعود بحق خير أمة أخرجت للناس، لننقذ أمتنا والبشرية جمعاء من قوانين الغاب وحكم ذئاب البشر.
هذا هو سبيل المسلمين لطرد أعدائهم وهزيمتهم وإيقاف طغيانهم وجبروتهم وإفسادهم في الأرض ..
وبه يزرع الله المهابة لأوليائه في قلوب أعدائه، فهو الذي يمدهم بقوته، وهو الذي وعدهم بالنصر والتمكين ولو بعد حين.
فلنرِ الله من أنفسنا ما يحب، لعله يكرمنا بفضله سبحانه بما نحب.
فهو القائل وقوله الحق سبحانه:
(وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًٔا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
رضوان الخولي
- التفاصيل
(الشرق الأوسط - السبت، 26 جمادى الآخرة 1443هـ، 29/1/ 2022م) قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، في حديث نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة صباح اليوم السبت في لندن، إن "الأطراف الأساسية" المعنية في الأزمة السورية، أبلغوه بأن "مرحلة العمليات العسكرية انتهت، وأنْ لا طرف سيحتكر الخاتمة" المتعلقة بالصراع. وأضاف بيدرسون أنْ "لا خلافات استراتيجية" بين أمريكا وروسيا في سوريا، وأن ممثلي الدولتين أبلغوه خلال لقائهم معه في جنيف، أنهم "مستعدون للانخراط" في خطته الجديدة "خطوة مقابل خطوة". وقال في الحديث، الذي أُجري عبر الهاتف خلال وجوده في نيويورك، إنه حصل خلال لقائه مع أعضاء مجلس الأمن، على "دعم صلب" من المجلس للمضيّ قدماً في خطته لـ"تحديد خطوات تدريجية، ومتبادلة، وواقعية، ومحددة بدقة، وقابلة للتحقق منها، تُطبق بالتوازي" بين الأطراف المعنية، وصولاً إلى تطبيق القرار الدولي 2254. ووافق بيدرسون على القول إن أمريكا تخلّت عن سياسة "تغيير النظام" السوري، وتسعى إلى "تغيير سلوك النظام". وسُئل عن إعلان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، رفضه خطته الجديدة، فأجاب بيدرسون، بأنه سيكون "سعيداً كي أشرح بتفاصيل أكثر لدمشق الخلفية الحقيقية لـ(خطوة مقابل خطوة)، على أمل أن ننخرط أيضاً بطريقة مناسبة مع هيئة التفاوض". وأشار بيدرسون إلى أنه تجري مناقشات مع دمشق و"هيئة التفاوض" لترتيب عقد جولة جديدة لاجتماعات اللجنة الدستورية الشهر المقبل للتركيز على صياغة النصوص. وقال المبعوث الأممي، "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تسيطر على ثلث سوريا ومعظم ثرواتها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا، ليست جزءاً من مسار جنيف؛ لأن هذه العملية تقوم بموجب القرار 2254 الذي "شمل مجموعات معارضة محددة، لكنها (قسد) لم تعد جزءاً من ذلك. ولا يزال هذا هو الواقع".
المصدر: https://bit.ly/3gdJjih
- التفاصيل
دندنات جديدة تقوم بها بعض أبواق المنظومة الفصائلية المرتبطة هذه الأيام، لجس نبض الناس ومدى استعدادهم للقبول بجريمة الحل السياسي الذي تريد أميركا فرضه على أهل الشام.
هناك من يقول بأن "الحرب في سوريا قد انتهت"، وهو يقصد انتهاء الثورة، ضارباً بعرض الحائط ما قدمته من تضحيات، وناسياً أو متناسياً تجذر فكرة الثورة في عقول وقلوب الثائرين.
صحيح أن "الحرب" توقفت وشارفت على الانتهاء، ولكن بين المنظومة الفصائلية المرتبطة وبين نظام الإجرام، لأن هناك طاولة واحدة تجمعهم بأمر ممن وراءهم، ويسعون لأن يكون بينهم علاقات ومعابر وتبادل تجاري كما هي حال الهدن والمفاوضات والاتفاقيات التي بينهم..
هذا من جهة المنظومة الفصائلية والنظام، أما بالنسبة للثورة والثائرين فإنها ليست حرباً تنتهي باتفاق الأطراف المتنازعة، بل هي ثورة ضد الظلم و الطغيان و أنظمة الكفر، ليس فيها أنصاف حلول ولا مصالحات أو تسويات، بل ثورة المظلومين ضد الطغاة الظالمين، ثورة الحق ضد الباطل، و ليس هناك أنصاف ثورات و لا حلول وسط، لذلك هي لم ولن تنتهي بإذن الله حتى تحقق غايتها بإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام.
وقد كشفت هذه الثورة المباركة على مدار أكثر من عشر سنوات مكر وتربص أعدائها بها وعرّت الشخصيات والكيانات والمنظومات التي زعمت نفاقاً تمثيلها سياسياً وعسكرياً، بينما هي في الواقع رهينة أوامر الداعمين المتآمرين، وعلى رأسهم النظام التركي الذي يتبادل أقذر الأدوار مع المحتل الروسي، ومن ورائهم أميركا، لوأد ثورة الشام التي كانت وستواصل طريقها بإذن الله و بجهود الصادقين حتى تحقق أهدافها.
إن الثورة ليست مجرد بقعة أرض أو مجموعة أشخاص، إنما هي فكرة تجذرت في نفوس أبنائها، والفكرة لا تموت، فما بالك إن كانت اليوم أنقى وأطهر ثورة في التاريخ المعاصر بعد تساقط المتسلقين عليها واحداً تلو الآخر، فلم تترك مجرماً إلا فضحته ولا شريفاً إلا رفعته، لأنها الثورة الكاشفة الفاضحة، التي صدحت حناجر أهلها: "قائدنا للابد .. سيدنا محمد"..
نعم .. الثورة مستمرة..
ويؤكد استمرارها بوضوح ثبات أهلها وتحديهم وتأكيدهم على المضي قدماً حتى تحقيق أهداف الثورة وغايتها المتمثلة بإسقاط نظام الكفر والقهر والجور وإقامة حكم الله في الأرض عبر دولة، بدستور إسلامي خالص يرضى عنه ساكنو السماء والأرض.
فمن يعتبر أن الثورة هي حرب فقط و يسعى بخبث لترويج فكرة أن الثورة قد انتهت وأن عدوها قد انتصر فهو واهم لا يخدع إلا نفسه..
فالثورة بإذن الله مستمرة، وقد بدأت بمرحلة جديدة بعد إدراك أهل الشام لطبيعة الصراع وحقيقته، وأنهم لم يخرجوا على نظام أسد فقط، إنما على المنظومة الدولية برمتها، وهذا ما شيب رأس "أوباما" ومن أتى خلفه.
ولهذا تجد أمريكا وأدواتها يصلون ليلهم بنهارهم في محاولة بائسة لإعادة أهل الشام إلى بيت الطاعة الأسدي الأمريكي، وقد خسئوا وخابوا وخسروا بإذن الله مادام في الشام رجال فيهم عرق ينبض.
وإن أهل الشام، بنفَسهم الثوري وإيمانهم الراسخ، لازالوا صابرين صامدين محتسبين، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، ونصراً من عنده سبحانه، فهو الذي وعدهم ووعده الحق سبحانه، وهو القائل في كتابه:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبدالرزاق المصري
- التفاصيل
عقب عواصف الشتاء الشديدة، وتفاقم الوضع المعيشي للنازحين في سوريا ومخيمات اللجوء في لبنان والأردن وتركيا، قال بيان صحفي صادر عن القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: ما زال الأبرياء يدفعون ثمن حرب هوجاء اشتركت فيها الدول الحاقدة على دين الإسلام وأحكامه. وأضاف البيان: منذ اندلاع الثورة في سوريا، نحاول كل مرة استنهاض همم الرجال المخلصين لرفض كل المؤامرات الخارجية ونوجه النداءات تلو النداءات لجيوش المسلمين لرفع الظلم والذل والقهر عن أهلنا في سوريا، إضافة إلى دعوتنا المستمرة للعمل معنا لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وخاطب البيان الثائرين الواعين بالقول: بعد هذه السنوات الطوال أليس الجدير أن يكون قطاف كل هذه التضحيات هو تحقيق شعاركم الذي رفعتموه بأنها لله، وهدفكم الذي أعلنتموه منذ البدايات وهو إسقاط النظام العميل بكافة أشكاله ورموزه؟! وختم البيان بالقول: لن نمل ولن نستكين وسنعلي أصواتنا أكثر في كل مرة عسى أن تلقى آذاناً صاغية وعقولاً مبصرة لنعيد عزنا ومبعث فخرنا؛ الخلافة على منهاج النبوة.
المصدر: https://bit.ly/3sd21fg
- التفاصيل
لا شك أن الحديث عن خطط الغرب الكافر وأساليبه وأدواته التي يستخدمها للقضاء على ثورة الشام يجب أن يحتل مركز الصدارة بين باقي المواضيع، ويتطلب المداومة على ذكره والتذكير به بين الحين والآخر؛ حتى يبقى حاضراً في الأذهان، وتبقى الخطط والأساليب والأدوات مكشوفة لأهل الشام وهم يعملون على تغيير واقعهم، ويسيرون في طريق تحررهم من نير الاستعمار بكافة أشكاله.
لقد كانت خطة أمريكا المتعلقة بثورة الشام، ولا زالت، تقوم على فكرة أساسية، وهي القضاء عليها وإعادة أهلها إلى سيطرة عميلها طاغية الشام أو أي عميل آخر ترتضيه، بحيث يكون قادراً على تحقيق مصالحها. هذا من حيث الخطة، أما من حيث طريقة التنفيذ فقد جعلت الحل السياسي طريقة وحيدة لما أسمته حل الأزمة السورية وطريقة لتنفيذ هذه الخطة، كما استخدمت المؤتمرات الدولية "جنيف وأستانة وسوتشي وملحقاتها" كأحد الأساليب المعتمدة لكسب الوقت ريثما تُنَفِّذ أهدافها من جهة، ولإضفاء الشرعية الدولية على أعمالها من جهة أخرى، وجعلت من الدور الروسي والدور التركي والدور الإيراني في سوريا أدوات أساسية رئيسية تستخدمها في تنفيذ أساليبها ومخططاتها. كما أضافت أدوات صغيرة في الداخل تمثلت بالمنظومة الفصائلية وقياداتها المرتبطة بعد أن استخدمت أسلوب الاختراق والدعم بالمال والسلاح الخفيف والمتوسط لقيادات الفصائل، وذلك لخداعها والسيطرة عليها ومصادرة قرارها وسلب إرادتها، لجعلها أداة بيدها تنفذ بها أساليبها الخبيثة، وهذا ما مكنها من فرض الهدن على المناطق التي خسرها عميلها طاغية الشام، ومن ثم استعادتها الواحدة تلو الأخرى.
وأيضا المنظومة السياسية، فصنعت ما تسمى "المعارضة" لإشراكها في المفاوضات وذلك لإضفاء الشرعية على حلها السياسي الخبيث وجعلها شاهد زور على تصفية الثورة.
كما صنعت اللجان المختلفة كلجنة المفاوضات واللجنة الدستورية التي هي الأداة لصياغة دستور مفصل على مقاسها يضمن لها مصالحها ويقصي الإسلام عن حياة المسلمين في الدولة والمجتمع.
وهكذا أصبح من زعم أنه يمثل القيادة السياسية للثورة ومن يمثل القيادة العسكرية ومن يرسم مستقبل أهل الشام، أصبحوا أدوات لتنفيذ الأساليب والخطط السياسية للغرب الكافر.
وعملت أمريكا من أجل تنفيذ سياساتها على محورين؛ المحور الأول: دعم عميلها نظام أسد حفاظا عليه ومنعه من السقوط، والمحور الثاني: إضعاف الثورة واحتواؤها والسيطرة عليها تمهيدا للقضاء عليها وإعادة أهلها لحظيرة عميلها طاغية الشام، بعد أن تظاهرت بوقوفها ضده ودعم الثورة، وذلك لتضليل أهل الشام وخداعهم وليسهل عليها تنفيذ خططها.
وبعد تبيان الأدوات يمكن تلخيص سياسة أمريكا ومكرها ضد ثورة الشام كالتالي:
- تدويل قضية الثورة فكان مؤتمر جنيف١ سنة ٢٠١٢م، ثم استمرت بعرض سلسلة حلقاته.
- إدخال مرتزقة إيران وحزبها في لبنان لملء الفراغ الذي أحدثه انشقاق الضباط والعناصر والتحاقهم بالثورة.
- إدخال روسيا سنة ٢٠١٥م واستخدامها كأداة قمع وعصاً غليظة لقتل أهل الشام وتشريدهم وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم.
- حصر كل من ثار على عميلها ضمن سجن كبير في أقصى الشمال والشمال الغربي والشمال الشرقي لسوريا بعيداً عن العاصمة دمشق.
- إشراك إيران وتركيا لضبط إيقاع روسيا وتحجيم أطماعها، فكان دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية في أواخر شهر آب سنة ٢٠١٦م.
- تسليط قيادات الفصائل المرتبطة على ما تبقى من المناطق المحررة بعد أن وضعتها تحت إشراف النظام التركي وذلك لتبريدها وقتل روح الثورة في نفوس أهلها عن طريق هذه القيادات المرتبطة، وذلك بالضغط على الثائرين وكسر إرادتهم تمهيداً للحل السياسي الخبيث، وهذا ما دفع قيادات الفصائل لمزيد من الارتماء في أحضان مخابرات الدول الداعمة، ولمزيد من التنازلات وتغيير الجلود، لأنهم فقدوا حاضنتهم واستندوا في قوتهم إلى تلك الدول بدل أن يستندوا في قوتهم إلى حاضنتهم.
هذا ما عملت وتعمل عليه أمريكا للقضاء على ثورة الشام لتطبيق حلها السياسي الخبيث وفرضه على أهل الشام، ولتضمن بذلك إبقاء سيطرتها على أرض الشام واستعمارها.
وبذلك يتضح أن الدولة الفاعلة والمتحكمة في ملف الثورة السورية هي أمريكا بلا منازع، ويتضح أن حلها السياسي الخبيث لا يعدو سوى عملية تغيير في الشكل مع الحفاظ على المضمون، حلاً يضمن لها مصالحها على حساب مصالح أهل الشام الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل التحرر من عميلها، حلاً تضيع فيه تضحيات أهل الشام ويستبعد فيه الإسلام عن حياة المسلمين في الدولة والمجتمع.
يجب أن يدرك أهل الشام أن المنظومة الفصائلية بدورها الحالي وقرارها المصادر هي أداة صغيرة من أدوات الغرب الكافر للسيطرة على ثورة الشام واحتوائها تمهيداً للقضاء عليها وإعادتها لحضن النظام، وسيتم التخلص منها بعد تحقيق مهمتها، وهذه المنظومة بواقعها الحالي هي أول عقبة تقف حائلاً أمام أهل الشام وتقيّد أعمالهم وتمنعهم من التحرك، فإذا أرادوا أن يتحركوا فقد وجب عليهم التحرك خارج إطار المنظومة الفصائلية المرتبطة، والعمل على تغيير دورها التسلطي؛ وهي بهذا الواقع لن تحقق نصرا ولا يجوز لأهل الشام أن يربطوا مصير ثورتهم بها، لأنها منظومة مسلوبة القرار مرهونة لما تسمى الدول الداعمة.
كما يجب على أهل الشام أن يدركوا أن المنظومة السياسية التي صنعها الغرب الكافر وزعم أنها تمثل أهل الشام وصدّرها على أنها قيادة سياسية لهم، هي عبارة عن أداة بيده لتصفية الثورة عن طريق المفاوضات والتسويات، وبناء عليه وجب عليهم أن يتخذوا قيادة سياسية واعية ومخلصة خارج إطار هذه المنظومة السياسية، وأن لا ينتظروا منها حلاً يحقق آمالهم ويشفي آلامهم، وأن لا يربطوا مصير ثورتهم بها لأنها منظومة سياسية مرتبطة بسياسات الدول المحاربة للإسلام وأهله.
كما يجب على أهل الشام أن يدركوا أن لجنة صياغة الدستور التي صنعها الغرب الكافر هي أداة بيده لرسم مستقبل أهل الشام حسب وجهة نظره التي تفصل الإسلام عن الحياة، ولتفصّل دستورا على مقاسه، وبناء عليه، وَجَبَ عليهم أن يتبنوا مشروعاً سياسياً خارج إطار هذه اللجنة؛ مشروعاً واضحاً منبثقاً عن عقيدتهم الإسلامية.
هذه هي خطط الغرب الكافر وطريقته وأساليبه وأدواته، وما ينبغي على أهل الشام فعله حتى يصلوا بثورتهم إلى بر الأمان.
كتبه: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://bit.ly/3rOeSEx