- التفاصيل
لقد خلق الله الخلق وجعل لكل شيء خاصية وفي كل شيء سنّة كونية لا تُخرق إلا بمعجزات أيد الله بها رسله لإثبات نبوتهم. وقد كانت حادثة الإسراء والمعراج من الخوارق التي أعجزت مشركي مكة وكانت دليلاً على نبوة سيدنا محمد ﷺ.
أما سعيه ﷺ لإقامة دولة في المدينة فلم يكن خارقاً من الخوارق، وإلا لما استمر ثلاث عشرة سنة ولَتَمَّ ذلك في ليلة واحدة أو دون ذلك كما حصل في الإسراء والمعراج. ولكنه عمل على السنن الكونية في إسقاط دول وإقامة دول على أنقاضها، حيث قام ﷺ بخطوات عملية حثيثة من غير توانٍ ولا ادخار جهد، خطوة تتلوها خطوة وتتبعها خطوات، وكل خطوة لها دلالة توزعتْ بين ما يجب فعله، وكانت جزءاً من الطريقة، أي الكيفية الملزمة، وبين ما يمكن التغيير فيه حسب الواقع والزمان والمكان، فكانت هذه هي الوسائل والأساليب.
وقد تحمّل ﷺ في طريقه المشاق والصعاب، ليأتي من يأتي بعده سائراً على منهجه صابراً في طريقه، يعلم أنه إن سلك سبيل الرسول ﷺ فسيصل إلى ما وصل إليه بجهد بشري وبعمل مادي بعد التوكل الكامل على الله سبحانه وتعالى.
ومن السنن الكونية في إقامة الدول أن يسير صاحب المشروع بمن ينقاد له من الوجهاء والذين يتقدمون أقوامهم ويسير الناس خلفهم، يسير بهم نحو الغاية المرجوة والهدف المنشود، إذ إن للوجهاء دوراً مهماً في كل زمان ومكان. والمقصود بالوجهاء هنا هم السادة والأشراف وعِلْية القوم. لهم دور في تقدم الناس وتمثيلهم والتحدث باسمهم وتوجيههم.
وقد لفت القرآن الكريم النظر وأشار إليهم في أكثر من سياق، فقد ذكرهم باسم الملأ حيناً فقال: ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ﴾، وقال: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، وقد نجده ذكرهم بغير مسمى حينا آخر فقال: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا﴾. وقال: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾. والنقيب عند أهل اللغة والتفسير هو العريف على قومه، غير أنه فوق العريف وهو الأمين الضامن والشاهد على قومه، ونجده قد قال: ﴿فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ﴾، أي أصحاب فهم وعقل ودين وبصيرة، حتى رسول الله ﷺ كان قد خاطب من جاء لبيعته في منى بقوله: «أَخْرِجُوا إِلَى مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً يَكُونُونَ عَلَى قَوْمِهِمْ بِمَا فِيهِمْ» أي من يمثلونكم.
وقد كان للوجهاء نصيب وافر فيما عمله ﷺ منذ بدء دعوته وحتى إقامة دولته. ففي أحد أهم المواقف أثناء طلب النصرة استفاد من ميزات أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والذي لازم رسول الله ﷺ في الدعوة إلى إيصال الإسلام لسدة الحكم، وقد كان رضي الله عنه يعلم بالأنساب وأشراف القبائل، وهذا مكّن الرسول ﷺ من تخيّر القبائل التي يمكن الاتصال بها وعرض الإسلام عليها وطلب النصرة منها للإسلام من أجل إقامة الدولة الإسلامية، فيتقصد وجوه هذه القبائل. فقد رُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: "لما أمر الله رسوله ﷺ أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج وأنا معه، وأبو بكر إلى منى حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه فسلم، وكان أبو بكر مقدماً في كل خير، وكان رجلا نسابة - أي يعرف في أنساب القبائل - ثم انتهينا إلى مجلس عليه السكينة والوقار، وإذا مشايخ لهم أقدار وهيئات، فتقدم أبو بكر فسلم"، قال علي: "وكان أبو بكر مقدماً في كل خير، فقال لهم أبو بكر: ممن القوم؟ قالوا: من بني شيبان بن ثعلبة، فالتفت إلى رسول الله ﷺ فقال: "بأبي أنت وأمي ليس بعد هؤلاء من عز في قومهم".
وهذا أبو ذر الغفاري أسلمت بإسلامه غفار.
وموقف آخر فعله مصعب بن عمير رضي الله عنه سفير رسول الله ﷺ حين كسب للدعوة أعيان المدينة، كأسيد بن حضير وسعد بن معاذ والذي أسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل من بني الأوس. وهكذا...
وبالانتقال إلى ثورة الشام المباركة، التي خرجت على أعتى نظام عرفته البشرية والذي كان قد ضيع رؤوس القوم من قبل، ولم يبقِ كبيراً في قومه، وصنع لنفسه إمّعات يدورون معه حيث دار، قامت الثورة ودخلت أنظمة الكفر على خط سيرها، وأغرقوها بالمال القذر وصنعوا قيادات تأتمر بأمرها وتسير بسيرها، وفصائل نحّى قادتُها كبارَ القوم وصار الأمر لصغارهم بل لصغرائهم، فأوصلوا الثورة لمستنقعات الذل والمهانة وألبسوها ثوب الخسران.
فكان لا بد، حتى تعود الأمور إلى نصابها وتعود الثورة سيرتها الأولى خالصة لله، قائدها سيدنا محمد ﷺ، من أن يعود كبار القوم للواجهة ويأخذوا دورهم المنوط بهم في قيادة الناس، حشداً للطاقات وجمعاً للفرقة، مستنيرين بصحابة رسول الله، سائرين على هديه، متخذين قيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل كل مقومات النجاح. وها هو حزب التحرير فهو أهل لقيادة الأمة لكل خير، باعتباره بفضل الله الجهة التي تملك مشروعا كاملاً ومفصلاً مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسوله وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس معتبر. عندها تكتمل الحلقة المفقودة في ثورتنا، ونتابع المسير لإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام فتختصر التضحيات وتنتهي المآسي ويؤخذ بالثارات ويُنتقم للأعراض التي انتهكت والدماء التي أهرقت، وينعم العالم، وليس فقط المسلمون، في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بنعمة العيش تحت ظل أحكام الإسلام.
فالعمل العمل والجد الجد، فالنصر حليف المؤمنين والعاقبة للمتقين، والله لا يضيع أجر العاملين.
كتبه: الأستاذ عامر السالم
المصدر: https://bit.ly/34Ifhkt
- التفاصيل
بحضور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، إيثان غولدريتش، اختتمت يوم الأحد 6/2/2022م فعاليات ندوة أقامتها "المعارضة السورية" الخارجية، المصنعة على عين أمريكا، في العاصمة القطرية الدوحة، تحت عنوان: "سوريا إلى أين"، "لمناقشة الملف السوري والخروج بتوصيات"، بدعوة من رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، الذي ترأس الندوة التي استمرت لمدة يومين، بمشاركة نحو 80 شخصية ممثلة لبعض مؤسسات "المعارضة السورية" ومراكز الفكر ومنظمات المجتمع المدني، كما ضمت عدداً من الشخصيات السورية "المستقلة". بالإضافة إلى ممثلين عن الجالية السورية، وسط حضور دبلوماسي قطري وتركي وأمريكي. وقد ترأس بعض جلسات الندوة رئيس الائتلاف، سالم المسلط، ورئيس هيئة التفاوض، أنس العبدة، والرئيس المشترك للجنة الدستورية، هادي البحرة.
وقد أصدرت الندوة، في ختام أعمالها، التي قسمت على ثماني جلسات، 17 توصية عامة معلَنة مع حديث عن توصيات خاصة غير معلنة. وتضمنت التوصيات 17 بنداً، الأول منها، تحدث عن "التوافق على جملة من المبادئ التي تعمل جميع أطراف قوى الثورة والمعارضة تحت مظلتها"، ومنها "تأسيس نظام ديمقراطي يقوم على قيم: المواطنة المتساوية والتعددية، وعلى تداول السلطة في مناخ من الحريات العامة، واحترام حقوق الإنسان، والفصل بين السلطات، واعتماد نظام اللامركزية الإدارية وفق سياسات وطنية تحقق التنمية المستدامة".
ومن التوصيات "إعادة هيكلة مؤسسات قوى الثورة والمعارضة، والارتقاء بأدائها، وتنمية وتوظيف كافة الخبرات المتاحة في الداخل السوري وخارجه، والاستفادة من الاستشارات التي تقدمها مراكز الفكر الوطنية".
كما تضمنت التوصيات "العمل على صياغة خطاب وطني جامع، ودعم الجهود التي تبذلها مؤسسات الإعلام السورية فيما يسهم في محاربة خطاب الكراهية والتمييز".
إضافةً إلى "تكثيف جهود التوعية بالانتهاكات والجرائم التي يرتكبها نظام أسد.. ورفع القضايا في المحاكم الدولية". و"توحيد الجهود لتحقيق الانتقال السياسي وفق القرارات الأممية". و"الالتزام بالعملية السياسية عبر بيان جنيف، والتمسك بمرجعية القرارات الأممية ذات الصلة... وقرار مجلس الأمن 2254 والقرارات اللاحقة التي تدعو لتحقيق مطالب الشعب السوري واحترام رغبته في الانتقال السياسي".
إضافة لـ"نبذ الإرهاب والتطرف"، و"تكثيف الجهود المبذولة لتنمية مناطق سيطرة قوى الثورة والمعارضة، مرحلياً، ولحين استعادة سائر الأراضي السورية وتحريرها، من الاستبداد وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا الموحدة، ووضع خارطة طريق للنهوض بها على الصعد الاقتصادية والإدارية، وتحقيق الاستقرار فيها بما يزيد من الاعتماد الذاتي في تلك المناطق، ويوفر فرص العمل فيها، ويفعّل المؤسسات التنفيذية للحكومة المؤقتة..".
ولنا في السطور القادمة وقفات مع هذه الندوة وحاضريها وأسباب انعقادها وظروف انعقادها وما تمخض عنها من بنود وتوصيات خبيثة تنضح بسمومها.
تأتي هذه الندوة في ظل افتضاح عجز وارتباط كل من يزعمون نفاقاً تمثيل أعظم ثورة في التاريخ المعاصر، وسقوطهم المدوّي من أعين أهل الشام بعد أن أزكمت رائحة مكرهم الأنوف، وبات واضحاً للجميع أنهم الوجه الآخر للنظام، ومعول هدمٍ بيد أعدائنا ضد ثورتنا حاولوا تنصيبه رأساً لهذه الثورة المباركة وقيادة سياسية لها تقودها إلى حتفها، تمهيداً للتصالح مع نظام الإجرام، أي العودة لحضنه وقهره وبطشه.
وإنه لمن أخطر ما تمخضت عنه هذه الندوة هو سعي المؤتمرين لعكس الحقائق وفرض رؤية أمريكا وتصورها للحل في سوريا، من سلخ لهوية الثائرين الإسلامية وسعيهم لإسقاط نظام الكفر وإقامة حكم الإسلام مكانه، إلى نظامٍ علماني مسخ ودستورٍ يرسخ حكم الكفر والظلم والطغيان ويعلن الحرب على أحكام الإسلام وتضحيات الثائرين. وكانت كلمات رياض حجاب كافية لإثبات هذه الحقيقة، عندما قال إن هدف الندوة هو "تصحيح الأخطاء"... "لتحقيق دولة ديمقراطية حرة موحدة". وكأن تضحيات أكثر من مليون شهيد كانت لإرضاء حجاب وأسياده، الذين كانت إحدى توصياتهم في الندوة العمل "لنبذ الإرهاب والتطرف"، أي لكل ما له صلة بالإسلام والحكم به.
إن هذه الندوات وأمثالها من اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات إنما هي خطوة في خطة، وحلقة من سلسلة المكر والتآمر، لوأد ثورة الشام ورهن قرار الثائرين وتوسيد أمرهم إلى أعدائهم وأذناب أعدائهم، ورهن مصيرهم إلى من يستجدي الحلول الدولية والأممية التي فضحت سمومَها ألسنةُ مبعوثي الأمم المتحدة المتلاحقين إلى سوريا، وآخرها قول بيدرسون في سياق حديثه عن خطته الجديدة "خطوة مقابل خطوة" قبل أيام، إنه حصل خلال لقائه مع أعضاء مجلس الأمن، على "دعم صلب" من المجلس للمضيّ قدماً في خطته.. وصولاً إلى تطبيق القرار الدولي 2254. وأن أمريكا تخلّت عن سياسة "تغيير النظام" السوري، وتسعى إلى "تغيير سلوك النظام". وهو ما سبق أن تحدث به بوقاحة مبعوثو أمريكا السابقون إلى سوريا أمثال جيمس جيفري وروبرت فورد. مع تصريحات خبيثة منهم توحي أن الثورة قد انتهت وأن نظام أسد عميل أمريكا قد انتصر، لطمس حقيقة تهالك النظام وتآكله وتصدعه. علماً أن أمريكا هي من دعمت نظام الإجرام على الدوام ومدته بأسباب الحياة، وبجهود الأعداء و"الأصدقاء"، للحيلولة دون سقوطه.
وهذا ينسجم مع حديث حول تسريبات متعلقة بمسودة النظام الداخلي الجديد لـ"الائتلاف السوري"، بأن المادة الثانية من النسخة الجديدة تحمل دعوة الائتلاف إلى "تغيير" النظام، بعد أن كانوا يخادعون الناس سابقاً بالدعوة لإسقاطه.
ويكفي حضور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، إيثان غولدريتش، لتأكيد حقيقة مكر أمريكا وخطورة دورها وخبث أهدافها. فقد قال غولدريتش: "هذه الندوة ومثيلاتها مهمة جداً في تحقيق التوافق وفي تنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بسوريا". ويقصد سعي أمريكا الدؤوب لفرض حلها السياسي القاتل الذي يثبت أركان النظام ويمهد لإعادة الثائرين لقهره وبطشه، أمريكا التي تسعى لتعويم النظام عبر عملائها وأدواتها في المنطقة.
وبغض النظر عن أدوات تنفيذه، فإن من أخطر أهداف الندوة هو جعل المطالبة بالحل السياسي الأمريكي ومقررات مؤتمر جنيف، القرار الأممي 2254، أمراً بديهياً عند الناس على أنه المخرج والخلاص، رغم أنه يحمل الموت الزؤام لأهل الشام. وهذا ما يؤكده البند الحادي عشر من التوصيات.
وعليه، كان لزاماً علينا أن ندرك يقيناً أن خلاصنا بأيدينا لا بأيدي من يتربصون بنا الدوائر، وأن أنصاف الثورات قاتلة، وأن تسليم قضايانا لغيرنا والبحث عن حلول من أعدائنا المتدثرين بثوب أممي هو انتحار سياسي.
كما أن مشاركة مراكز الدراسات والأبحاث وأطياف وتيارات الفكر العلماني والمجتمع المدني، المعادي للإسلام كنظام حياة، في هذه الندوة، لتؤكد حقيقة خطرها وخطر ما تبثه من سموم لزعزعة ثقة الثائرين بقدرتهم على إسقاط النظام ودفعهم للقنوط والاستسلام لما يمليه علينا أعداؤنا من حلول. وإن اجتماعهم لتبادل الخبرات والأفكار تحت مسمى "العصف الذهني" يؤكد حقيقة الصراع أنه صراع مبادئ ومفاهيم يسعى الغرب لأن تكون له الغلبة فيه وأنّى له ذلك؟!
وختاماً، فإننا نؤكد أن وعي أهل الشام سيبطل بإذن الله سحر المجرمين المتآمرين على ثورتنا، فكلهم لنا أعداء وقلوبهم سوداء، هدفهم وأد ثورتنا، مهما بدلوا جلودهم وغيروا نسخهم وأغلفتهم وتسمياتهم.
كتبه: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
المصدر: https://bit.ly/36bG3lv
- التفاصيل
إن كل من يعيش على هذه المعمورة بحاجة إلى قائد يقوده ودليل يرشده طريق حياته، و هو بحاجة الى بوصلة دقيقة تضمن له حسن السير في الطريق الصحيح وعدم الإنحراف عنه حتى يكون سيره على هدى و بصيرة.
و قد قال الشاعر قديماً:
لا يصلح الناس فوضى لا سَراة لهم *** ولا سَراة إذا جهالهم سادوا
وقد أكدت ثورة الشام وباقي ثورات الربيع العربي هذه الحقيقة. فقد أدى عدم اتخاذ الثائرين لقيادة سياسية مبدئية واعية ومخلصة ذات مشروع منبثق من صميم عقيدتها، تقود مركب هذه الثورات وتضبط بوصلتها لبلوغ هدفها، أدى ذلك إلى توسيد الأمر لغير أهله وتسلق المتسلقين على الثورة المتاجرين بتضحياتها.
فالقيادة السياسية المخلصة هي القادرة على فهم واقع الثورات وإمكاناتها ومقومات نجاحها والسبيل إلى ذلك، إضافة لإحاطتها بالدول وسياساتها وفضح مؤامراتها ومكرها بالثورات. وهي التي يكون لديها الحلول لهذه المشاكل ويكون عندها التصور الواضح عن كيفية إسقاط هذه الأنظمة وإيجاد نظام بديل أساسه الإسلام، وذلك ضمن خارطة طريق واضحة المعالم قابلة للتنفيذ والنجاح.
وإن من عوامل نجاح هذه القيادة هو حملها لمشروع منبثق من عقيدة الأمة يلبّي تطلعات أبنائها، وتقديمها لمشروع دستور إسلامي خالص يكون ضامناً لخط سيرها وسير الأمة معها، لبلوغ الهدف المنشود وعدم الإنحراف عنه، وهو إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وأجهزته القمعية ودستوره العلماني الذي يعلن الحرب على أحكام الإسلام، ومن ثم تتويج التضحيات بإقامة حكم الإسلام على أنقاض الأنظمة البائدة عبر دولة الخلافة الراشدة الثانية قريباً بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى:﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل
هناك من يحاول تثبيت فكرة بين الناس أن من يتكلم الحق سيكون مصيره السجن أو القتل ..
مع أن ذلك أفضل الجهاد ويجعل من مات دونه مع سيد الشهداء ..
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم :
(أفضلُ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عند سلطان جائرٍ).
وقال عليه الصلاة والسلام:
(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)..
فما الذي تغير حتى أصبح أفضل الجهاد ومقام سيد الشهداء شيئاً يتم التحذير منه وتخويف صاحبه؟!
لقد بات واضحاً أن هناك جهوداً خبيثة لتغيير المقاييس الصحيحة التي تصنع رجالاً لايخشون في الله لومة لائم أو سطوة ظالم. فعندما خرجت الثورة في وجه هذا النظام المجرم لم يقل أحد أن ذلك سيؤدي إلى اعتقالك أو موتك ..
بل كان الناس يهتفون بعزة وثبات: "على الجنة رايحين شهداء بالملايين"، و"لن نركع إلا لله"، و"الموت ولا المذلة"، و"مالنا غيرك يا الله".
هذا لأن المقياس حينها كان مرضاة الله وفعل ما يرضيه بغض النظر عن النتيجة حتى وإن كانت الموت.
أما اليوم فبتنا نرى من زعموا الثورة والجهاد يروجون مصطلح المصلحة على هواهم لا وفق ضوابط الشرع، وباتوا يقدمون ما يرون أنه"مصلحة" على فروض الدين وأوامر رب العالمين. هذه المصلحة التي تجعل صاحبها يتنازل عن الواجب الشرعي ويبحث عن تبريرات للحفاظ على مصلحته المادية والتهرب من الواجب الشرعي، ما يعني تمييع أحكام الدين بخبث إرضاءً لأعداء الإسلام وتقرباً إليهم وسعياً لنيل رضاهم.
ولكن لو فكر صاحب "المصلحة" بشكل صحيح لأدرك أن المصلحة الحقيقية تكون بفعل ما يرضي الله حتى وإن لم يحقق له مصلحة ظاهرة. لأن المصلحة الحقيقية تكون باتباع المسلمين لشرع الله مهما كانت كلفته وتبعاته.
قال تعالى:
(وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
والإنسان بطبعه لا يحب الأذى والضرر، ولكن إن كان مسلماً بحق وتجذرت في نفسه مفاهيم الإسلام بحق وبات مقياسه مرضاة الله تعالى، حينها لن يقدم شيئاً على أمر ربه ولو كان ظاهره شراً له، لأن في ذلك الخير الكثير لأنه أمر الله تعالى دون النظر إلى العواقب والمآلات، فالخير فيما يختاره الله، ومرضاة الله هي أسمى الغايات ودونها تهون التضحيات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ألَا لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم رَهْبةُ النَّاسِ أنْ يقولَ بحَقٍّ إذا رَآهُ أو شَهِدَه؛ فإنَّه لا يُقرِّبُ من أجَلٍ، ولا يُباعِدُ من رِزْقٍ؛ أنْ يقولَ بحَقٍّ أو يُذكِّرَ بعَظيمٍ).
فالصبر الصبر والثبات الثبات والاستمرار في هذه الثورة العظيمة، حتى يكرمنا الله بنصره، فنسقط نظام الإجرام ونقيم على أنقاضه حكم الإسلام فنعز ويعز دين الله ولو كره المجرمون.
====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود
مقالة: سلسلة مجازر متكررة بحق مسلمي الشام لا ينهيها إلا إسقاط نظام الإجرام و إقامة حكم الإسلام مكانه
- التفاصيل
• مجزرة جديدة مروعة ترتكبها قوات "قسد"، المدعومة أمريكياً، في مدينة الباب بريف حلب أمس الأربعاء، راح ضحيتها عشرات الأبرياء بين شهيد وجريح. لتكمل "قسد" دور نظام الإجرام وروسيا الحاقدة على الإسلام..
• و بعدها التحالف الصليبي الدولي بقيادة أميركا يرتكب مجزرة فظيعة قرب بلدة أطمة في أحدث حلقات إجرامها، فيقتل و يخطف تحت ذريعة ممجوجة قذرة: "محاربة الإرهاب"، والتي راح ضحيتها دماء زكية لنساء وأطفال.
• دماء زكية تشكو إلى الله قادة العار وأنظمة الضرار الداعمة لهم، الذين يكتفون ببضع رشقات خلبية ذراً للرماد في العيون ويحتفظون لأنفسهم بحق الرد على شاكلة نظام الطاغية "الممانع" الذي ينتهجون نهجه بالاستئساد على الناس والانبطاح أمام الأعداء!!
• مجزرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام قرارنا وسلطاننا مسلوباً من قبل من توسدوا أمرنا من قادة ومنظومة فصائلية مرتبطة وحكومات وظيفية بأوامر الأسياد فضاعوا وأضاعوا.
• لقد بات واضحاً لكل ذي بصر وبصيرة أن الحل الجذري الوحيد الذي ينهي هذه العربدة وهذا الطغيان ويحمي المسلمين ويحفظ أعراضهم ويحقن دماءهم على أرض الشام هو إسقاط نظام الإجرام واجتثاثه من جذوره وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه..
• وهذا لا يكون على أيدي قادةٍ متسلطين مرتبطين رضوا أن يكونوا مطية رخيصة لداعميهم بل و أدوات رخيصة لتمرير مخططاتهم ضد ثورة الشام و الصادقين من أبنائها..
• ولا يكون عبر استجداء "مجتمع دولي" متآمر أو منظمات أممية تصرح بصفاقة بدعمها لنظام الإجرام وسعيها لإنهاء مسيرة الثائرين.
• إن تتويج تضحيات الثورة وإنهاء معاناة أهلها لا يكون إلا على أيدي من باع نفسه لله وسار على هداه، وعمل مع إخوانه المخلصين بجد وعلى هدى وبصيرة، ضمن خطة ومشروع وخارطة طريق واضحة المعالم وموصلة للهدف الذي يسعى لتحقيقه أهل الشام الثائرون بعد تضحيات أكثر من مليون شهيد.
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
ناصر شيخ عبدالحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا