- التفاصيل

طلب الله سبحانه وتعالى من الأمة الإسلامية أن تصوم وتفطر لرؤية الهلال، وجعل الشرع الرؤية سببا للصوم والفطر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» [رواه البخاري ومسلم]؛ فالخطاب يشمل جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض، وكلمة الرؤية جاءت بلفظ عام في روايات الحديث؛ «لرؤيته»، «حتى تروا»، «إذا رأيتم»؛ وهذا يجعلها تشمل أية رؤية، وليست خاصة برؤية الشخص نفسه ولا برؤية أهل بلده. فالخطاب الذي يأمر بالصوم أو بالفطر عام، ومتعلّق بخطاب الوضع: سبب الصوم وهو الرؤية، الذي هو عام أيضاً.
وعلى ذلك فإن الأمر بالصوم والأمر بالفطر لرؤية الهلال، هو أمر لجميع المسلمين في جميع بقاع الأرض إن حصلت رؤية الهلال في بلد من بلدان العالم، وسبب الصوم رؤية هلال رمضان، وسبب الفطر رؤية هلال شوال، ولا عبرة بالحسابات الفلكية، فالشرع جعل الرؤية سببا للصوم والفطر، ولم يجعل السبب ولادة الهلال. ولا يُقال: نأخذ بالحسابات الفلكية في تحديد أوقات الصلاة، ولا نأخذ بها في تحديد بدء الصوم والعيد، لا يقال ذلك؛ لأن المتتبع للنصوص الواردة في الصوم يجدها تختلف عن النصوص الواردة في الصلاة، فالحكم الشرعي ربط الصوم والفطر بالرؤية، قال تعالى: ( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[البقرة ١٨٥]، وقال رسول الله صلى الله : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»[رواه البخاري ومسلم]. أما النصوص الشرعية في الصلاة فقد رُبطت بالوقت، قال تعالى: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)[الإسراء ٧٨]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ تَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ»[ أخرجه الإمام أحمد في مسنده]، فالصلاة متوقفةً على الوقت، ومتعلقة بحركة الشمس، وبأية وسيلة تَحقَّق المسلم من الوقت أُقيمت الصلاة؛ فإن نظر إلى الشمس ليرى وقت الزوال، أو نظر إلى الظل ليرى ظل كل شيء مثله أو مثليه، كما ورد في أحاديث أوقات الصلاة، فإن فعل ذلك وتحقق منه صحَّت الصلاة، وإن لَم يفعل ذلك بل حسبها فلكياً فعلم أن وقت الزوال: هو في ساعة محددة دون أن يخرج ليرى الشمس أو الظل، صحَّت الصلاة بذلك، فالمطلوب من المسلم في الصلوات أن يتحقق من الوقت بأية وسيلة؛ لأن الله عز وجل طلب الصلاة لدخول الوقت وترك التحقق من دخوله دون تحديد لكيفية التحقق. وأما الصوم والفطر، فقد طلب الصوم والفطر بالرؤية وربطها بحركة القمر، فحدد السبب وهو: رؤية هلال رمضان، ورؤية هلال شوال. بل فوق ذلك بيَّن: إذا حجب الغيم الرؤية فلم يُرَ الهلال، فلا يجب الصيام حتى وإن كان الهلال موجوداً خلف الغيم، وإن كان المسلم متأكداً من وجوده بالحساب الفلكي. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» [أخرجه البخاري]؛ أي إن لم تروه فأكملوا عدة شعبان ثلاثين.
إن ما يحصل في بلدان المسلمين في كل سنة، من مساس حكام الضرار بوحدة الأمة في صيامها وفطرها، ليس مبنيا على رأي فقهي له شبهة دليل باختلاف المطالع، وإنما هو مبني على حدود دويلات سايكس بيكو، فعندما كان اليمن يمنين كان لهما مطلعان مختلفان، وبعد وحدتهما أصبح لهما مطلع واحد، وكذلك يقال: في سوريا بأقسامها الثلاثة؛ كان لها مطلع واحد، وأصبح لها مطالعُ مختلفة.
====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد صالح
- التفاصيل

تساؤل عادةً ما يتردد على ألسنة المسلمين في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، مع إشكالية متكررة في تحديد وقته، سببها غياب إمام المسلمين الذي يوحد كلمتهم.
في تفسير قول الله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} يقول سيدنا عبد الله بن مسعود: إن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق ، وعلم ما سيأتي ، وحكم كل حلال وحرام ، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ، ومعاشهم ومعادهم .
إذاً الإجابة سنجدها واضحة في الشريعة الغراء..
وقد عين الله يوم الصوم وعين يوم العيد تعييناً واضحاً محدداً بالنصوص الشرعية. فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله ﷺ ذكر رمضان فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له»، وروى مسلم أن رسول الله ﷺ ذكر رمضان فضرب بيديه فقال: «الشهر هكذا وهكذا ثم عقد إبهامه في الثالثة فصوما لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين».
هذه الأحاديث وغيرها، يضيق المقال عن ذكرها، صريحة واضحة وفيها يأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالصوم حال رؤية هلال رمضان، ويأمر بالإفطار حال رؤية هلال شوال، وهذه الأوامر هي للوجوب ومخالفتها إثم كإثم ترك الفرض وكإثم فعل الحرام.
فالأمر بالصوم وبالفطر جاء عاماً «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه»، فهو يشمل جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض. وكلمة الرؤية جاءت بلفظ عام «لرؤيته»، «حتى تروا» «إذا رأيتم» وهذا يجعلها تشمل أية رؤية، وليست خاصة برؤية الشخص نفسه ولا برؤية أهل بلده.
فلو رؤي الهلال في الدار البيضاء في المغرب ليلة الخميس ولم يُر في جاكرتا في أندونيسيا ليلة الخميس بل رؤي ليلة الجمعة فإنه يجب على أهل أندونيسيا العمل بما رآه أهل المغرب فيلزمهم أن يصوموا يوم الخميس إن كان هلال رمضان، ويأثمون إن أفطروه و وجب عليهم قضاؤه لأنه ثبت القيام بفرض الصيام عليهم بمجرد وجود رؤية الهلال من أي مسلم في أية بقعة من بقاع الأرض. وكذلك إن كان الهلال هلال شوال وجب عليهم أن يفطروا حالاً بمجرد علمهم بحصول الرؤية ولو لم يروه هم، لأن مجرد ثبوت حصول الرؤية قد أوجب عليهم الفطر وحرم عليهم الصوم.
وعلى ذلك فإن الحكم الشرعي هو أنه إذا رأى الهلال أهل بلد فقد رآه المسلمون جميعاً فليزمهم جميعاً الصوم إن كان هلال رمضان، ويلزمهم جميعاً الفطر إن كان هلال شوال.
هذا هو حكم الله حسب دلالة النصوص الشرعية. وقد كان المسلمون على عهد رسول الله ﷺ يصومون ويفطرون في يوم واحد رغم اختلاف مناطقهم، وهذا دليل شرعي آخر على أن رؤية الهلال في بلد توجب على جميع المسلمين أن يصوموا معاً أو أن يفطروا معاً في يوم واحد.
والرؤية المعتبرة هي الرؤية البصرية، ولا اعتبار للحسابات الفلكية إذا لم تثبت الرؤية بالعين البصرية، إذ لا قيمة شرعية للحسابات الفلكية في إثبات الصوم والإفطار، لأنّ السبب الشرعي للصوم أو الإفطار هو رؤية الهلال بالعين لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له». وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فإن غُمَّ عليكم» أي إن لم تروه بأعينكم. وأما قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فاقدروا له» لا تعني الرجوع للحسابات الفلكية، وإنما تعني ما بيّنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: «فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين».
أيها المسلمون في العالم أجمع:
إن توحيد بدء الصوم بيوم واحد وتوحيد بدء العيد بيوم واحد لجميع المسلمين في جميع بقاع العالم فرض فرضه الله عليهم وهو مظهر من مظاهر وحدتهم..
لكن نواطير الغرب وعملاء الاستعمار وحكام الضرار وحراس حدود سايكس بيكو ، يريدون لهذه الأمة المزيد من التمزق ..
و إنّ عدم توحيد رؤية الهلال ما هي إلا مشكلة من مشكلات عديدة تواجه المسلمين بسبب غياب دولة الخلافة، التي ترعى شؤونهم بأحكام الإسلام، وتوحدهم في ظلّ راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. فعلى المسلمين التقيد بالحكم الشرعي في صيامهم وإفطارهم وكل أعمالهم، وإن لم يتقيد حكامهم به، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..
فحين يسمع المسلمون أن بلداً إسلامياً، أي بلد إسلامي، بعيداً كان أو قريباً يعلن أنه ثبت لديه بالوجه الشرعي رؤية هلال شوال، عليهم أن يبادروا بالفطر وأن يعيّدوا، ولا يجوز لهم أن ينتظروا الحاكم أو المفتي في بلدهم ليأذن لهم بالعيد. فنحن نصوم ونفطر بأمر الله ورسوله لا بأمر هؤلاء الحكام الفجرة الفسقة، ولا بأمر هؤلاء المفتين الذين يحرصون على إرضاء الحكام أكثر من حرصهم على إرضاء الله تعالى.
أمّا الحلُّ الجذري الصحيح لجميع مشكلات المسلمين فإنّه بأيديهم، وهو العمل الجادّ مع العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية بإعادة دولة الخلافة، وتنصيب خليفة يوحد دولهم، ويطبق شرع الله عليهم، فيحملون معه رسالة الإسلام بالدعوة والجهاد إلى الناس كافّة، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، وبذلك يعيشون حياة عزٍّ وكرامة في الدنيا، وينالون رضوان الله وثوابه في الآخرة.
====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد حاج محمد
- التفاصيل

أصدرت خارجية نظام آل سعود بيانا صحفيا مشتركا في ختام زيارة وزير خارجية نظام الإجرام الأسدي فيصل المقداد للمملكة. وأشار البيان إلى أن الجانبين ناقشا خلال جلسة مباحثات "الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وسلامة أراضيها". وبحسب البيان فقد أكد الجانبان على أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وعلى ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية، لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء وجود المليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري. وأعرب الجانبان عن ترحيبهما ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين. وفي هذا الصدد حذر رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد أهل الشام الثائرين في المناطق المحررة: بأن أخطر عبارة وردت في البيان المشترك هي التأكيد "على ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء وجود المليشيات المسلحة فيها". مشددا أن هذه العبارة كافية لتدق لدى أهل الشام ناقوس الخطر، وتجعلهم يقفون على أقدامهم بأتم استعداد لمواجهة أعباء المرحلة المقبلة. فدعم مؤسسات الدولة السورية المقصود به دعم السعودية المباشر لمؤسسات النظام الأمنية والعسكرية لبسط سيطرتها العسكرية المباشرة على ما بقي من الأراضي السورية خارجاً عن هذه السيطرة في إدلب وريفي حلب الغربي والشمالي. لذا يجب إعداد العدة لذلك اليوم الذي ستباغتهم فيه قوات النظام المجرم بالهجوم، ثم تنسحب من أمامها قوات الفصائل التابعة لتركيا، ليصبح رجالهم عرضة للذبح بسكاكين النصيرية في المعتقلات، وأعراضهم عرضة للاغتصاب. وختم الأستاذ عبد الحميد بالقول: فاللهَ اللهَ في ثورتكم أيها المخلصون الصادقون. فساعة الحقيقة اقتربت، ولن ينفعنا سوى توكلنا على الله واجتماعنا على ما يرضيه، وعَهدُنا إليه بأنه إنْ نصَرَنا فلسوف نقيم دينه ونحكّم شرعه في ظل خلافة على منهاج النبوة تعيد عز الإسلام والمسلمين.
المصدر: https://tinyurl.com/2p9a3udt
- التفاصيل

علت في الآونة الأخيرة أصوات المطبعين مع نظام أسد المجرم، وكشّرت الأنظمة الوظيفية عن أنيابها، وبات مسارها واضحا جدا لا يخفى إلا على مغفل أو منتفع، وقد كان النظام التركي رأس حربة في حركة التطبيع هذه، فلم يكتف بفتح قنوات الاتصال والتواصل مع النظام المجرم، بل ويصرح بكل صفاقة بسعيه لتنفيذ المصالحة فيما بين النظام والمعارضة.
أما تطبيع الدول العربية من مثل الإمارات وتونس والسعودية وغيرها فإنه لا يخرج عن مسار إعادة الشرعية الدولية للنظام المهترئ عبر اعتراف هذه الأنظمة به، وإعادته إلى حظيرة ما يسمى الجامعة العربية، وهذا ما تسعى له أمريكا في إطار فرض الحل السياسي على أهل الشام، حيث إنها تريد إظهار عميلها نظام أسد قوياً سياسياً من خلال دعم هذه الأنظمة له، خاصة تلك التي ادعت في سنوات مضت وقوفها مع الثورة وسعيها لإسقاطه، كتركيا والسعودية.
فهل تعتبر خطوات التطبيع هذه نهاية المكر على أهل الشام؟ أي أن أمريكا قد استطاعت إجهاض الثورة في الشام، وباتت تضع اللمسات الأخيرة على مشروعها فأوعزت لأدواتها باتخاذ خطوات التطبيع؟ أم أن هذه الخطوات ستكون بداية السقوط الحقيقية للنظام المجرم؟ أي هل بات انهيار النظام قاب قوسين أو أدنى لذلك كان لا بد من مساندته من أشد الدول ادعاءً لعداوته؟
إن نظرة سريعة لاثني عشر عاما مرّت بها ثورة الشام، تؤكد أن كل المساعي الدولية السياسية منها والعسكرية كانت تصبّ في خانة دعم النظام المجرم، وإعادة الحياة له بعد أن بات في غرفة الإنعاش منذ السنوات الأولى للثورة، فقد كان الدعم العسكري المباشر من إيران وحزبها في لبنان حاضرا منذ انطلاقة الثورة، ثم أردف بدعم روسيا، ناهيك عن الدور الخطير الذي مثلته مؤتمرات جنيف وأستانة والرياض وغيرها.
كل هذا كان هدفه الحفاظ على النظام وتقويته ودبّ الروح فيه للقضاء على الثورة، إلا أن الثورة ومع كل منعطف، وفي كل مكر، تخرج أقوى رغم عظيم التضحيات، وتنقي صفوفها رغم كبير المكر الذي تتعرض له، فالثورة وأهلها باتت أقرب إلى النصر أكثر من أي وقت مضى، فالخونة يصطفون مرغمين إلى جانب بعضهم ليحموا أنفسهم، بينما يتجمع الصادقون وتلتئم صفوفهم، وتنصع رايتهم، واثقين من خطاهم، يتلمسون طريق العزة بعيدا عن أجندات الداعمين، نابذين كل من له ارتباط مع هذه الأنظمة الوظيفية المطبّعة أو التي تسعى للتطبيع مع نظام أسد المجرم.
ومن الجدير ذكره أن المدافعين عن تطبيع النظام التركي ممن صنعهم من جوقة المبررين والمنتفعين، تراهم الآن يشنون حملات إدانة واستنكار للتطبيع العربي، مغفلين دور سيدهم وطاهي مرقتهم، النظام التركي، فتراهم ينادون باستعادة القرار، ويدينون التطبيع مع النظام، ثم يختمون كلامهم بالقول إلا أن النظام التركي ما يزال حليفنا، بل ويؤكدون على ضرورة بقائه كذلك حليفا رغم تكرار تصريحاته ولقاءاته مع نظام الإجرام، فلا أدري أفقد هؤلاء عقولهم، أم أنهم يستغبون الناس فيخرجون بهذا الخطاب الأعوج؟!
أياً يكن فقد باتت الثورة اليوم على صفين لا ثالث لهما، صفٌّ يتجمع فيه أهل الثورة وأولياء الدم وأصحاب القضية، وقد أضحوا يدركون أن لا خلاص لثورتهم إلا بأيديهم، وأن استعادة القرار تبدأ بالانعتاق من التبعية للأنظمة المجاورة أو غير المجاورة والتي باتت مواقفها واضحة أكثر من ذي قبل، والصف الآخر يتجمع فيه المنتفعون والمتسلقون، وعلامتهم أن أكسجينهم يكمن في ارتباطهم بالأنظمة الوظيفية، فلا يفتؤون يذكرونها بخير ويلتمسون رضاها، ويدافعون عن كل خياناتها.
فأما الصنف الأول فتقع على عاتقهم مهمة إكمال المسير وحشد الطاقات المخلصة الصادقة حول مشروع استعادة القرار وإنقاذ الثورة من براثن المتآمرين، ولا يلتفتوا لحجم المكر، ولا يفت في عضدهم اجتماع الخونة والمنافقين، بل هذا خير لهم ولثورتهم، فمن كان في قلبه ذرة تعلق بهذه الدولة أو تلك، فلينزع من صدره أي تعلق بغير الله، ومن كان يتوهم أن أحدا ناصره غير الله، فليصحُ من غفلته ويدرك أن النصر فقط من عند الله الواحد الأحد، وليعلموا أن النظام ضعيف متهاوٍ، وما محاولة التطبيع معه إلا لإنعاشه ومحاولة إبقائه على قيد الحياة، وأخيراً ﴿لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
كتبه: منير ناصر
المصدر: https://tinyurl.com/38u33pvh
- التفاصيل

أقدمت مخابرات هيئة تحرير الشام يوم السبت 15/4/2023م على اختطاف كل من الشاب محمد بشير حميدان الطالب في كلية الطب، والشاب عبادة بيطار خريج كلية الزراعة من طريق الجانودية جسر الشغور، وهما من أبناء بلدة الجانودية، وكلاهما من شباب حزب التحرير. هذا وقال رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا، الأستاذ أحمد حاج عبد الوهاب معقبا على ذلك: كما عودتنا مخابرات هيئة تحرير الشام بتجاوزاتها وتسلطها وطغيانها، فإنها لم تضع أي اعتبار لدين ولا لثورة، فالذي قتل إبراهيم غيبة في مسجد كفر تعال في شهر رمضان المبارك، وقتل امرأة كانت تنقل بضعة لترات من المازوت لإطعام أطفالها، لن يمنعه شرع عن الاستمرار في ظلمه وطغيانه. وأضاف الأستاذ عبد الوهاب، وذلك في منشور على قناته الرسمية في تطبيق تلغرام: مرة أخرى تثبت مخابرات هيئة تحرير الشام أنها ليست جزءا من الثورة وإنما هي عصا غليظة مسلطة عليها لقمع كل مخالف لسياسات سيدها التركي ومنع أي محاولة لفتح عمل جاد على نظام طاغية الشام، وهذا بات يدركه الجميع. وأكد الأستاذ عبد الوهاب على: أن سجون مخابرات هيئة تحرير الشام امتلأت بالمخلصين والثوار خدمة لطاغية الشام، فلا يزال علي دلو وأسامة اليوسف وهما من شباب حزب التحرير مغيبين في سجونها منذ شهور ولا يزال ختيار سرمين مختطفاً منذ أكثر من سنة، ناهيك عن اختطاف أبناء بلدة عرب سعيد وغيرهم. وانتهى الأستاذ عبد الوهاب إلى: أن اتباع سياسة تكميم الأفواه وممارسة الظلم والتسلط والقمع، لن ينفع هيئة تحرير الشام في كسر إرادة أهل الشام وقتل روح الثورة في نفوسهم، ولن يمنع المخلصين من الاستمرار في أعمالهم حتى استعادة قرار الثورة من جديد، والانطلاق نحو تحقيق أهدافها في إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه. وما ذلك على الله بعزيز.
المصدر: https://tinyurl.com/4mdvxpea
