- التفاصيل

العمل الجماعي بقيادة واعية ومخلصة هو الدواء والعلاج لأمراض ثورتنا، وهو السبيل لحل كل مشاكلنا.
فقد أظهر الزلزال أن الأمة على أرض الشام عزيزة بدينها وقوية بربها، وأنها مكتفية من كل شيء وأنها فقط بحاجة لقيادة ذات مشروع من صلب عقيدة الأمة، تنظم العمل وتقوده فقط عبر تسخير الطاقات وحشد الإمكانات وتنظيم الناس لصفوفهم على ما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد تعرّت فرية الدعم والاستعانة بالدول وظهر أنها فكرة كاذبة خبيثة تثبط الهمم والعزائم وتزرع العشوائية والتخبط وتقود للهلاك.
وما حدث في واقعة الزلزال أكد تكاتف الأمة، وأبرز ما فيها من خيرية مغروسة في نفوس المسلمين الذين حطّموا في أذهانهم كل الحدود ونسفوا أفكار القومية والوطنية الفاسدتين، وتعاملوا مع الحدث على أنهم أمة واحدة، على عكس حكام الضرار صنائع الاستعمار وأدواته لحرب الإسلام والمسلين، ما يدل على تجذر مفاهيم الإسلام في قلوب المسلمين.
وما على الأمة إلا أن تنظم صفوفها في عمل جماعي هادف ومنتج، خلف قيادة تتبنى أهداف وثوابت ثورة الشام، تكون قادرة على تنظيم العمل عبر مشروع يدفع للاستمرار بعمل منظم دون عشوائية أو ارتجال، يسير بالأمة نحو تتويج التضحيات بما يرضي الله ورسوله: إسقاط نظام الإجرام وتحكيم الإسلام عبر دولة الخلافةعلى منهاج النبوة.
فالعمل الجماعي المنظم الذي يلمّ جهود المخلصين المبعثرة في الثورة هو بوابة النصر والخلاص بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أنس الجلوي
- التفاصيل

بداية: إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الشهداء وشافى الجرحى وآجرنا في مصيبتنا وألهمنا الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن ما أصيب به أهل الشام من زلازل من صنع الظالمين والمجرمين منذ سقوط دولة الخلافة وطيلة هذه الثورة من القتل والدمار والتشريد لم ينقص من عزيمة أهل الشام وصبرهم ولم يتنازلوا قيد شعرة عن مطالبهم وأهدافهم وهي إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وتحكيم الإسلام على أنقاض هذا النظام المجرم، وهذا كله بفضل الله ومنته على آهل الشام وعلى ثورتهم المباركة.
فكيف إن كان المصاب من عند رب رحيم كريم لطيف بالعباد!
لقد استقبل أهل الشام هذا المصاب بكامل الرضى والتسليم بقضاء الله وقدره، مؤمنين بالله صابرين محتسبين طامعين بالآجر والثواب من عند رب العالمين الذي لن يضيع صبرهم وثباتهم، ليس في هذا الزلزال فقط بل أيضاً لن يضيع تضحياتهم الجسيمة طيلة سنوات هذه الثورة، وما قدموه في سبيل الله ورفعة دينه وتحكيم شرعه وإقامة دولته.
فلله دركم يا أهل الشام على ما قدمتموه في هذا المصاب من تكاتف وترابط وبذل وعطاء لإخوانكم وكيف كنتم يداً واحدة ولم تنتظروا العون والمدد من أحد لا من منظمات دولية ولا من حكومات ولا أنظمة مجرمة متآمرة، واكتفيتم بعون الله ومدده لكم وبعون إخوانكم الذين قدموا الغالي والنفيس لنصرة إخوانهم، وكيف أظهروا للعالم أجمع أن أمة الإسلام أمة حية تضحي بكل ما تملك وتقدم الغالي والنفيس في سبيل الله وفي سبيل نصرة إخوانهم في الدين.
لقد كشف هذا الزلزال حقيقة المجتمع الدولي وحقيقة إنسانيته المزيفة واستغلال هذا الأمر للتطبيع مع النظام المجرم وتعويمه وإنقاذه مما هو فيه، فلقد رأينا كيف أن أعداء الإسلام اكتفوا بتقديم المساعدات لمناطق سيطرة النظام المجرم وتقديم بيانات التعزية من قبل الأنظمة العربية والدولية له وكسر العقوبات المزعومة المفروضة عليه، أما عندما يتعلق بالشمال المحرر، فلا دعم ولا مساعدات، إلا تصريحات جوفاء على استحياء و مساعدات بعد فوات الأوان.
وهذا الأمر يفرحنا ولا يحزننا، فنحن لسنا بحاجة لهم ولا لمساعداتهم المسمومة، ولقد رأينا ضررها على ثورة الشام طيلة هذه السنوات وأنها تفرق ولا تجمع وخطرها أكبر من نفعها.
لقد أكدّ ما جرى بعد الزلزال على أرض الشام أن خلاصهم بأيديهم، و أظهر أهمية العمل الجماعي وجدواه.
وختاماً: نقول لأهلنا في الشام: أعظم الله أجركم وتقبل منكم، فأنتم مقبلون على خير كبير ونصر عظيم بعد هذه الابتلاءات والمحن بإذن الله. ولقد أظهرتم للعالم أجمع بعملكم الجماعي أنكم لستم بحاجة لأحد بعد اليوم، وكل ما تحتاجونه قيادة سياسية مبدئية مخلصة تقودكم وتقود مركب ثورتكم لبر الأمان، لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ}.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل

العمل الجماعي لا يكون ناجحا إلا بتنظيم جهود وطاقات الأمة. وحتى تُجمع الكلمة، ويُنبذ الخلاف؛ شُرع حكم الإمارة في الإسلام، بَدْءاً من الإمامة العظمى (منصب الخلافة) إلى إمارة الأحزاب؛ التي تدعو إلى الإسلام، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر.
وحتى في سفر القلة أو سكناهم في الفلاة، شرع الإسلام أحكام الإمارة، فالرسول ﷺ أمر المسافرين، والذين يسكنون في الفَلَوَات، أن يُؤَمِّروا عليهم أحدهم، يكون أفضلهم، وأجودهم رأياً؛ ليتولى تدبير شؤونهم؛ لأنهم إذا لم يُؤَمِّروا واحداً صار أمرهم فوضى، قال رسول الله ﷺ: «إِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ، فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ»؛ أخرجه أبو داود، حديث حسن صحيح. وقال ﷺ: «وَلَا يَحِلُّ لِثَلَاثَةِ نَفَرٍ يَكُونُونَ بِأَرْضِ فَلَاةٍ إِلَّا أَمَّرُوا عَلَيْهِمْ أَحَدَهُمْ» أخرجه أحمد، حديث حسن.
وحتى في الأكل، ندب الإسلام الاجتماع على الطعام، فعن وحشيّ بن حرب، أنّهم قالوا: يا رسول الله! إنّا نأكل ولا نشبع. قال: «فَلَعَلَّكُمْ تَأْكُلُونَ مُتَفَرِّقِينَ؟»، قالوا: نعم، قال: «فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ» أخرجه ابن ماجه وأبو داود بإسناد حسن.
والعمل الجماعي ليس غريبا على الأمة الإسلامية، فكل الأعمال التي أمر الله بها، الأصل فيها العمل الجماعي، حتى لم يستثنِ جُلَّ العبادات من ذلك، مثل: صلاة الجمعة، وصلاة الجماعة، وصوم رمضان في وقت واحد للأمة كلها، وكذلك الحج الذي يجمع أشتات الناس وأخلاطهم من أهل الإيمان في موضع واحد، وصلاة الجنازة، وكذلك العمل لاستئناف الحياة الإسلامية حتى يثمر، يجب أن يكون عملاً جماعياً، ولا يجوز أن يكون عملاً فردياً، لأن العمل الفردي لا يمكن أن يوصل إلى تحقيق الغاية، ولأن الفرد مهما سما عقله وفكره لا يمكنه أن يحقق هذه الغاية بمفرده، بل لا بدّ له من أن يعمل مع جماعة، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنكم أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ لذلك لا بدّ أن يكون العمل لإقامة دولة الخلافة، وإعادة الحكم بما أنزل الله، عملاً جماعياً؛ في كتلة أو حزب أو جماعة، وهذا العمل الجماعي يجب أن يكون عملاً سياسياً، لأن إقامة الخلافة، ونصب الخليفة عمل سياسي، ولأن الحكم بما أنزل الله هو عمل سياسي، أي السياسة هي: رعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً، وتكون من الدولة والأمة؛ فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عملياً، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة، قال النبي ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..» صحيح البخاري. وقال ﷺ: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» صحيح مسلم.
واستثمار طاقات الأمة الإسلامية، لا بد أن يكون بالعمل الجماعي، كنصرة أهل القوة لإقامة دولة الخلافة، وإيجاد الرأي العام عند الأمة المنبثق عن الوعي العام، وكذلك العمل على تجميع القوى وتشكيلها وتنظيمها في أي منطقة، لا يكون ذلك إلا بالعمل الجماعي، مع ضرورة وضوح أهداف هذه التشكيلات.
وكذلك تظهر أهمية العمل الجماعي لاستثمار الطاقات في وقوع الكوارث الطبيعية؛ كالزلازل، والفيضانات، والأعاصير، والبراكين، وأمواج تسونامي، أو وقوع الكوارث غير الطبيعية؛ كالحروب التقليدية وغير التقليدية، والحرائق، والفيروسات المنتجة بفعل الإنسان.
فعمل الأمة الجماعي المنظَّم، يكون مثمرا ومحققا للنتائج بالسرعة المطلوبة، وبأدنى كلفة، والفوضى والارتجال، مضران بمصالحها، بل ويزيدان من معاناتها. قال الله عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾؛ فأمَرنا الله بالجماعة، ونهانا عن الفُرقة؛ قال الإمام القرطبي رحمه الله في شرح هذه الآية: "فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُ بِالْأُلْفَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْفُرْقَةِ فَإِنَّ الْفُرْقَةَ هَلَكَةٌ وَالْجَمَاعَةَ نَجَاةٌ" تفسير القرطبي.
لذا حثّ الإسلام المسلمين على العمل الجماعي، لنصرة الدعوة الإسلامية، وتحرير البلاد الإسلامية، وتوحيد الأمة الإسلامية، وتحقيق آمالها الكبرى في النهوض والبناء، وأداء دورها الرباني في هداية العالم إلى نور الإسلام. قال النبي ﷺ: «يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْكُضُ» أخرجه النسائي بإسناد صحيح.
وقيام حملة الدعوة، بإصلاح المجتمع، ينجّيهم وينجّي المجتمع من الهلاك الجماعي، أو العقاب الجماعي، أو الضّيق والضّنك والقلق والشّرّ الّذي يصيب المجتمع، وحتى الصالحون يمسهم ذلك، إن لم يكونوا مصلحين، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾.
والعمل الجماعي سواء أكان لإقامة دولة، أو لقيادة حزب، أو لأي عمل آخر مهما صَغُر، فلا بد له لكي يُكتب له النجاح من قيادة سياسية؛ تتحلى بالجرأة والوعي في اتخاذ المواقف، وأن يكون هدفها واضحا وضوح الطريق المُوصل لذلك الهدف، ويجب أن تقوم هذه القيادة على أساس العقيدة الإسلامية، فتُنظِّم طاقات الأمة الإسلامية، وتسير بها نحو تحقيق المشروع الواضح، الذي قدمته للأمة، والمنبثق عن عقيدتها، في الحكم والاقتصاد والاجتماع والقضاء والسياسة الخارجية، والذي يبين للناس حقوقهم وواجباتهم، ويبين للدولة حقوقها وواجباتها، وبناء على هذا المشروع، يعرف الناس حقوقهم وواجباتهم، فتتم محاسبة الحكام إذا هم ظلموا وتعدوا.
والعمل الجماعي لا بد له من قيادة؛ أي إمارة، وبالإمارة تكون الجماعة والعمل الجماعي، ولا ينجح العمل الجماعي إلا بالطاعة بالمعروف، قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لَا إِسْلَامَ إِلَّا بِجَمَاعَةٍ، وَلَا جَمَاعَةَ إِلَّا بِإِمَارَةٍ، وَلَا إِمَارَةَ إِلَّا بِطَاعَةٍ" أخرجه الدارمي في السنن.
بقلم: الأستاذ محمد صالح
المصدر: https://tinyurl.com/2p94tj4p
- التفاصيل

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلَّذِینَ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِهِ صَفࣰّا كَأَنَّهُم بُنۡیَـٰنࣱ مَّرۡصُوصࣱ﴾.
يقول المفسرون أن معنى الآية هو أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنهم بنيان متراص محكم لا ينفذ منه العدو.
نعم، بنيان متين تبنى أحجاره متشابكة يشد بعضها بعضاً. هكذا وصف الله المؤمنين، والواجب على الأمة اليوم أن تجسد وصف رب العزة فيها. فالمؤمن كالبنيان، لا يستقيم له أمر دينه ولا دنياه ولا تقوم مصالحه على الوجه المطلوب إلا بالمعاونة والمعاضدة بينه وبين إخوانه. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا).
وهذا ما ينبغي أن يكون عليه حراك الصادقين على أرض الشام إذا ما أرادوا نصراً وعزة وإسقاطاً لنظام الإجرام وتتويج التضحيات بحكم الإسلام، تنظيم للجهود والسير على هدى وبصيرة، مع توسيد الأمر لأهله ممن يسير بالأمة لكل خير.
فالأصل في المسلم التفكير بالعمل الجماعي المنظم في كل طارئة تطرأ على الأمة وكل مشكلة تواجهها، و إذا ما تم التفكير بهذا الشكل فسوف يتم تذليل كل الصعاب أمامنا، وتتحطم أمامها كذلك كل العقبات.
وإذا ما وسّعنا الأمر قليلاً يمكننا القول إن فكرة نبذ العمل الجماعي و تحريمه من قبل بعض أبناء الأمة وغيرها من الافكار المفرقة التي دسها الغرب الكافر بين أبناء الامة الإسلامية، والتي لم تجلب للمسلمين غير الوبال و التشتت، هي أفكار فرقة ودمار حتى لا يكون المسلمون أقوياء بوحدتهم واعتصامهم جميعا بحبل ربهم.
فمنذ أن باشر الغرب بدس أفكاره الخبيثة ابتدأ بفكرة الوطنية، فقسم دولة الإسلام الى بقع جغرافية بعد أن كانت أرضاً واحدة تجمع شمل المسلمين تحت ظل دولة واحدة وإمام واحد، أصبحت الآن أكثر من خمسين مزقة، ولكل مزقة حارس وضعه الغرب ليحرس مصالحه فيها سماه حاكماً، ووضع لكل مزقة علماً.
ونشر أيضاً فكرة القومية الخبيثة، ليدب الخلاف بين أبناء الأمة الإسلامية وتحصل التفرقة بينهم، فهذا عربي وهذا تركي وذاك كردي، بعد ما كانوا إخوة في الاسلام لا فضل لأحد منهم على الآخر الا بتقوى الخالق سبحانه.
فالواجب على الأمة الإسلامية أن تعمل عملاً جماعياً دؤوباً منظما لإعادة ما سلبه الغرب منها: وحدتها وعزتها ودولتها وإمامها وشرع ربها، قرارها وجيشها وثرواتها، وأن ينبذ أبناؤها من عقولهم أفكار الغرب الخبيثة التي تفرق الأمة وتوردها المهالك.
يقول الشاعر:
كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى
خَطْبٌ ولا تتفرقُوا آحادَا
تأبَى القِداحُ إِذا اجتمعْنَ تكسُّراً
وإِذا افترقْنَ تكسَّرتْ أفرادَا
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
خالد أبو احمد
- التفاصيل

تعليقا على زيارة وزير خارجية مصر إلى دمشق، بحجة الزلزال، وكذلك لقاء وفد من الاتحاد البرلماني العربي مع الطاغية أسد. أكد الأستاذ عبدو الدَّلّي عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا: أنه منذ أن وقع الزلزال ونحن نشاهد الدول على حقيقتها، فما هي إلا ساعات حتى بدأت عملية استثمار الحدث، فالأمم المتحدة تطلب من النظام الإذن بإيصال المساعدات للمناطق المنكوبة في الشمال المُحرر، ثم يأتي بعد ذلك دور الدول الوظيفية التي صرحت في بداية الثورة أنها معها، ليظهر بعد ذلك أن هذه التصريحات كانت بناء على أوامر أسيادهم، وما إن تغير رأي السيد حتى بادر العبيد لتغيير رأيهم، فبدأت الوفود تتهافت إلى السفاح للتطبيع معه ودعوات لعودته إلى الحظيرة.
وأضاف الأستاذ الدلي في تعليق كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: يبدو أن الدول بأصنافها المختلفة الدائرة في الفلك والعميلة تعمل على استغلال أي حدث حتى تُبقي السفاح حياً، فبعد التصريحات التركية بالمصالحة والتطبيع يأتي دور البقية. وأضاف الكاتب: لقد أصبح كل شيء واضحاً لأهل الثورة، والذي كان فيه لبس قبل الزلزال كشف الزلزال ستره، فلقد رأينا التآمر بأوضح صورة، وما تأخير وصول المساعدات والدعم للمتضررين إلا لغاية أن تُرفع الراية البيضاء ويتم الاستسلام، ولكن هيهات هيهات، فإن الزلزال الذي هدم المباني والدور والأحياء قد هدم معها أصناما لطالما كانت توهمنا بأنها مصدر الخلاص وسبب النصر، لقد هدم الزلزال كل متآمر جبان وكل خوان لبس قناع التآخي والمناصرة، ولكنه وبفضل من الله لم يهدم إرادة الثورة والثائرين، ولم يهدم المشاعر الإسلامية المتمثلة بإغاثة الملهوف، لم يهدم التعاضد بين المسلمين في الشام والبلاد الإسلامية. وختم الكاتب مؤكدا: لقد أظهر الزلزال كيف أنه بالعمل الجماعي يكون خلاصنا، وتتحقق نجاتنا، وبه فقط نحقق أهداف ثورتنا ونوصلها لبر أمانها.
المصدر: https://tinyurl.com/spe4jcdu
