- التفاصيل
الأصل براءة الذِّمة ما لم تثبت التهمة ببينة في مجلس قضاء، ويحرم إيقاع العقوبة على المتهم قبل أن تثبت عليه الإدانة، ويحرم على القاضي إيقاع العقوبة بما جعله الله عذاباً في الآخرة وهو النار.
وقاعدة استصحاب الأصل تقتضي براءة الذِّمة إلا بثبوت البينة في مجلس قضاء، لقوله ﷺ: «الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ» أخرجه البيهقي بسند صحيح. وهذا ما بينه رسول الله ﷺ عملياً في القضاء، فعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قال: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَرَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا قَدْ غَلَبَنِي عَلَى أَرْضٍ لِي كَانَتْ لأَبِي، فَقَالَ الْكِنْدِيُّ: هِيَ أَرْضِي فِي يَدِي أَزْرَعُهَا لَيْسَ لَهُ فِيهَا حَقٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِلْحَضْرَمِيِّ: «أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَلَكَ يَمِينُهُ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّجُلَ فَاجِرٌ لا يُبَالِي عَلَى مَا حَلَفَ عَلَيْهِ وَلَيْسَ يَتَوَرَّعُ مِنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: «لَيْسَ لَكَ مِنْهُ إِلاَّ ذَلِكَ» أخرجه مسلم، فالقاضي لا يقضي بعلمه، ويبقى المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته بالبينة الشرعية، لقوله ﷺ في امرأة كانت تُظْهِرُ السُّوءَ في الإسلام: «لَوْ كُنْتُ رَاجِماً أَحَداً بِغيْرِ بينَةٍ لَرَجَمتُهَا» متفق عليه، و"لو" في اللغة العربية حرف امتناع لامتناع؛ فامتنع الرجم لامتناع البينة، و"البينات أربعة أنواع ليس غير وهي: الإقرار، واليمين، والشهادة، والمستندات الخطية المقطوع بها" (أحكام البينات للشيخ أحمد الداعور صفحة 9).
أما تعذيب المتهم فجريمة كبرى في الإسلام، يُعاقَب مرتكبها عقوبة شديدة وفق أحكام الشرع، كما أنَّ انتزاع الاعتراف بالتعذيب لا قيمة له في إجراءات القضية.
ليس هذا فحسب بل حتى لو ثبتت التهمة على المتهم بالمحاكمة القضائية السليمة المستقيمة فلا يجوز أن يقرر القاضي عقوبة على المتهم فيها تعذيب، بل فقط العقوبات التي نص عليها الشرع؛ لأنّ العقوبات في الإسلام شرعت لزجر النّاس عن الجرائم، ولم تشرع للتعذيب. عن الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْراً فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضاً فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالاً فَهَذَا مَالِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ» المعجم الأوسط للطبراني. وقد قال الرسول ﷺ ذلك وهو حاكم، والمقصود لو جلدته ظلماً أو أخذت ماله جوراً.
وللواقع الذي يعيشه المسلمون اليوم، والسمة الغالبة على دويلات الضِّرار القائمة في البلاد الإسلامية التي اعتبرت السلطة مغنما ومكسبا، فجعلت مسألة القمع والتنكيل بالناس سمة بارزة لها، لهذا الأمر كانت المادة الثالثة عشرة في مشروع دستور دولة الخلافة، الذي أعده حزب التحرير بين أيدي المسلمين: "الأصل براءة الذمة، ولا يعاقب أحد إلا بحكم محكمة، ولا يجوز تعذيب أحد مطلقاً، وكل من يفعل ذلك يعاقب" (مشروع دستور دولة الخلافة صفحة 5). جاءت هذه المادة في مشروع الدستور في قسم الأحكام العامة، لتبرز أنَّ دولة الخلافة الثانية هي دولة عدل ورحمة للناس وليست كأيّ دولة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: ٥٨].
بقلم: الأستاذ محمد صالح
المصدر: https://bit.ly/3NbIB33
- التفاصيل
نعلم جميعاً أننا لا نعيش هذه الأيام حياة طبيعية، وكيف نعيشها ونحن نشاهد بأم أعيننا الواقع الذي يعيشه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ما يجعلنا نعتصر ألماً للحالة التي وصلت إليها الأمة الإسلامية العظيمة، هذه الأمة التي وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها خير أمة أخرجت للنّاس، وأكثرنا ألماً هو من يستشعر الفرق بين ما كانت عليه هذه الأمة في سابق عهدها وبين ما تعيشه اليوم من ويلات، أكثرنا ألماً من يستشعر الفارق بين وصف هذه الأمة في نصوص القرآن، وبين واقع الحياة التي نعيشها.
ليس صعباً على أي مسلم أن يصف الحال التي وصلنا إليها، لكن في الوقت نفسه يعجز الكثيرون عن معرفة الأسباب الحقيقية التي أوصلت الأمة الإسلامية إلى ما هي عليه اليوم، ويظهر هذا العجز من خلال الأجوبة التي تأتي من الناس على سؤال: لماذا هذا حالنا؟
فمنهم من يقول لأننا لا نحب بعضنا بعضاً. ومنهم من يقول إننا لا نستحق أفضل من هذا الحال. ومنهم من يرى أن سبب معاناتنا يرجع للانحلال الأخلاقي في المجتمع...
وتطول قائمة الأجوبة عن سبب ضياع هذه الأمة العظيمة.
وفي مثل هذا الحال بين لنا الله سبحانه وتعالى أن نرجع للعلماء وطلبة العلم حتى يبينوا لنا السبب الحقيقي وراء ما نحن فيه من واقع مرير، قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. فأين هم أمناء الرسل من كل هذا؟!
وبالتوجه إلى العلماء وطلاب العلم نجد أنهم حملوا سياطهم وتأهبوا لجلد الأمة (إلا من رحم ربي) فلا جواب ولا حلَّ عندهم، إلا ترسيخ ما اعتاد الناس على قوله من أن السبب للحال المريرة التي نعيشها يعود لعدم حُبِّ بعضنا بعضاً ولعدم وجود الأخلاق الحميدة وما إلى ذلك من أجوبة لا تسمن ولا تغني من جوع، فهم يحمِّلون الأمة مسؤولية ما وصلت إليه، وأنها السبب وراء كل ذلك، فمن توجه إليهم ليجد عندهم جواباً شافياً يصدق فيه قول القائل: إلى الماء يسعى من يغصُّ بلقمةٍ *** قل أين يسعى من يغص بماءِ؟!
كيف يرسِّخ العلماء في الأمة حالة الضياع وهم الذين يتلون قول الله جل جلاله: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾؟!
ألم يقفوا على حديث النبي ﷺ «مَنْ كَتَمَ عِلْماً أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجِامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، أم أنَّ الذي شغلهم من كتاب الله هو مخارج الحروف وأحكام التلاوة والتجويد فقط، ومن حديث النبي ﷺ المتن والسند؟!
روى أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: «صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ: الْعُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ».
هذان الصنفان من الناس هم أس البلاء، ولذلك بين النبي عليه الصلاة والسلام حال العالم الذي يخالط السلطان بأنه لص يجب الحذر منه، أخرج الديلمي في مسند الفردوس، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذا رَأيْتَ العالِمَ يُخالِطُ السُّلْطانَ مُخالطَةً كَثِيرَةً فاعْلَمْ أنَّهُ لِصٌّ».
علماء يصعدون على منبر رسول الله ﷺ، فيحدِّثون الناس بما لا يصلح حالهم، فالناس في وادٍ والعلماء في وادٍ آخر، إذا تكلم أحدهم عن العبادات الفردية تراه لا يُشقُّ له غبار، أما الفروض التي يجب أن تقوم بها جماعة فلا شأن له بها، يأخذ من القرآن ما لا يزعج ولاة أمره، أما ما ينازعهم سلطانهم فيجد لنفسه ألف مبرر لكي يسكت عنه!!
يعطي الدروس والمحاضرات في قوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِى الْمَحِيضِ﴾، أما قوله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمٌوا تَسْلِيماً﴾ فيمر عليه مروراً وكأن الأمر لا يعنيه! يستجيب لأمر الله تعالى في قوله: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ ويُعرض كل الإعراض عن قوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُم وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ﴾!!
كل ذلك من أجل رضا أولياء نعمته من أصحاب السلطان الذين خالطهم فأصلح لهم دنياهم وأفسدوا عليه آخرته، فصدق فيه حديث النبي ﷺ: «الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ مَا لَمْ يُخَالِطُوا السُّلْطَانَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ خَانُوا الرُّسُلَ فَاحْذَرُوهُمْ وَاعْتَزِلُوهُمْ». نعم لقد خالطوا السلطان وخانوا الرسل فوجب الحذر منهم واعتزالهم.
إن من أشد ما ابتليت به الأمة الإسلامية بعد غياب الإسلام عن واقع حياتها، هم علماء السلاطين الذين يزينون للظلمة أعمالهم ويقفون سداً منيعاً بين الأمة وبين من سلبها سلطانها وأوغل في عذابها من عملاء الغرب الذين جثوا على صدرها، ولذلك بين لنا النبي ﷺ في كثير من الأحاديث خطر علماء السلطان.
أخرج ابن عدي، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وادِياً تَسْتَعِيذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَومٍ سَبْعِينَ مَرَّة، أَعَدَّهُ اللهُ لِلقُرَّاءِ الْمُرائِينَ بِأَعْمالِهِمْ، وَإِنَّ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ عَالِمُ السُّلْطانِ»، وأخرج ابن ماجه، عن ابي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْقُرَّاءِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الَّذِينَ يَزُورُونَ الْأُمَرَاءَ».
لا تجد فيهم مواقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف في وجه الظلمة، تأسياً بالعلماء الربانيين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، فهذا الحسن البصري رحمه الله وقد أحضره الحجاج ليرى داره الجديدة في واسط فلما دخلها الحسن قال: "الحمد لله إن الملوك ليرون لأنفسهم عزّاً، وإنا لنرى فيهم كل يوم عبراً، يعمد أحدهم إلى القصر فيشيده، وإلى الفراش فينجده، وإلى الملابس والمراكب فيحسنها، ثم يحف به طمع وفراش ونار، وأصحاب سوء، فيقول انظروا ما صنعت: فقد رأينا أيها المغرور، فكان ماذا يا أفسق الفاسقين. أما أهل السماوات فقد مقتوك، وأهل الأرض فقد لعنوك، بنيت دار الفناء، وخربت دار البقاء، وغررت في دار الغرور لِتُذلَّ في دار الحبور"، ثم خرج رحمه الله وهو يقول: "إن الله أخذ عهده على العلماء، ليبيننه للناس ولا يكتمونه".
أما العلماء الربانيون اليوم، فهم إما في غيابات السجون، أو محجور عليهم فلا يقربهم الإعلام، أو ملاحقون من الأنظمة الظالمة وأجهزة مخابراتها، فهم الذين قال فيهم رسول الله ﷺ فيما رواه مسلم عن أبي هريرة: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيباً، ثُمَّ يَعُودُ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمِنَ الْغُرَبَاءِ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» وبين لنا النبي ﷺ قلَّتهم فقال في رواية أخرى: «هُمْ أُناسٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ في أُناسِ سُوءٍ كَثِيرٍ».
كم هي الأمة الإسلامية اليوم بحاجة لمثل هؤلاء الرجال الذين يرسمون لها طريق خلاصها، ويسيرون أمامها لتغيير واقع حالها الذي تعيشه بسبب الحكم الجبري الخبيث، الذي أهلك الحرث والنَّسل، ويعملون جاهدين لعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يُعزٌّ فيها أهل الإيمان والطاعات، ويذل فيها أهل الشرك والمعاصي، أسأل الله أن يكون ذلك قريباً فهو على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
بقلم: الأستاذ أحمد عبد الجواد الحجي
المصدر: https://bit.ly/3yaU7ay
- التفاصيل
أعلن الرئيس التركي أردوغان، أن أنقرة مستمرة بإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم على طول حدود البلاد الجنوبية مع سوريا. مضيفاً أن تركيا تستعد لشن عملية عسكرية جديدة للرد على الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي. من جانبه أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا: أن هناك حقائق ثابتة يجب أن لا تغيب عن أذهان أبناء ثورة الشام منها: إن الدول جميعها التي تدخلت في ثورة الشام إنما تدخلت للقضاء عليها وللمحافظة على نظام العمالة والإجرام في دمشق. وإن الدور التركي الذي تزيّن بثوب الصديق إنما كان للتآمر على ثورة الشام وخداعها، وذلك خدمةً لأمريكا وتحقيقاً لما أمكن من مصالحه وأمنه القومي. ولفت البيان إلى: أن المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لإقامتها، إنما هي من أجل حماية أمنها القومي لا غير، وتتداخل في هذا الوقت اعتبارات انتخابية يحاول أردوغان من خلالها رفع شعبيته المتدنية. وهي بالتأكيد ليست خدمةً لثورة الشام ولا حرصاً على أهلها. وشدد البيان على أن: الدول التي تنتظر الموافقة الدولية على تنفيذ رغباتها هي دول عاجزة عن أن تحقق مصالحها الحقيقية، فتركيا دولة تمتلك الإمكانيات الكبيرة، ولكنها لا تزال تنتظر موافقة أمريكا والدول الفاعلة لتحقق رغبتها في إقامة المنطقة الآمنة. وذكّر البيان بأن: سبب البلاء الذي حلّ بثورة الشام هو الارتباط بالدول الداعمة وتخلِّي من توسّد أمر الثورة عن استقلالية القرار، واغتصبوه من أهل الثورة وسلموه للدول الداعمة ومخابراتها، فمكّنوها من تحقيق مخططاتها التآمرية على ثورة الشام. وإن أهم ما يلزم ثورة الشام اليوم هو القيادة السياسية الواعية التي تتوكل على ربها، وتتمسك بحبل الله، وتقطع حبائل ما سواه. قيادةٌ تدرك مكر أعدائها ومخططاتهم فتكشفها للناس وتحذر منها وتفشلها، وتسير مع المخلصين من أبناء أمتها على بصيرة، وفق طريقة شرعية واضحة مستقيمة. وختم البيان مخاطبا أهلنا الثائرين بالقول: إن إخوانكم في حزب التحرير، قد عملوا على بلورة مشروع واضح، متبنين طريقة رسول الله ﷺ لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فضعوا أيديكم في أيديهم من أجل نصرة ديننا وإقامة صرح مجدنا ومبعث عزنا وتحقيق خلاصنا وفوزنا.
المصدر: https://bit.ly/39Jax0t
- التفاصيل
تعليقا على تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بشأن عدم منح أذونات للاجئين السوريين بزيارة بلدهم خلال إجازة عيد الأضحى القادمة، أكد رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب: أن القرار شكل صدمة وخيبة أمل للكثير من السوريين المقيمين في تركيا، حيث تعتبر هذه المرة الثانية على التوالي بعد إلغاء منح الأذونات في عيد الفطر الماضي. وأضاف عبد الوهاب في تعليق كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: لقد جاء قرار عدم منح أذونات السفر متماشيا مع توجهات أحزاب المعارضة، حتى أصبح ملف اللاجئين ورقة سياسية يستخدمها النظام التركي لتحسين موقفه الانتخابي على حساب معاناة أهل الشام، وزيادة الضغط والتضييق عليهم؛ من أجل ترحيلهم إلى بلادهم، ضمن خطة ترحيل تشمل أكثر من مليون لاجئ، ليجد أهل الشام أنفسهم بين مطرقة خطاب الكراهية الذي تقوده الأحزاب المعارضة، وبين سندان قرارات النظام التركي. وختم عبد الوهاب بالقول: إن اعتماد أهل الشام على ما يسمى الدول الداعمة، وانتظارهم للحلول التي تأتي عن طريقها، سيجعلهم يدفعون الثمن غاليا مرتين، ولا يستيقظون إلا وهم مقيدون ومستعبدون من جديد ولات حين مندم!
المصدر: https://bit.ly/3Ot4JH6
- التفاصيل
دارت في الأيام الماضية اشتباكات بين فصائل المعارضة في الشمال السوري المدعومة من تركيا، انتهت يوم الأحد بعد الاتفاق على هدنة. وقال مفاوضون من المعارضة المسلحة لرويترز إن تركيا توسطت في اتفاق بين الفصائل، رغم ورود أنباء جديدة اليوم الاثنين 20-6-2022م عن تحركات فصائلية تدفع باتجاه مزيد من التوتر.
فيما أصدرت وزارة الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة" بياناً "دعت خلاله فصائل الجيش الوطني السوري، إلى رفع جاهزيتها والتصدي لمحاولات "هيئة تحرير الشام" التدخّل وفرض سيطرتها على "المناطق المحررة" في ريف حلب شمال سوريا".
كما شوهدت استعراضات عسكرية وأرتال طويلة مدججة بالسلاح من عدة فصائل تؤازر فيها أطرافاً في النزاع ضد أطراف أخرى.
وكان ثمانية أشخاص على الأقل قد لقوا حتفهم وأصيب العشرات يوم السبت في قتال بين الفصائل بالقرب من مدينة الباب في محافظة حلب شمال غرب سوريا، بالتزامن مع إصدار الفصائل لبيانات تحمّل فيها الفصائل الأخرى مسؤولية ما حدث.
فيما خرج " المجلس الإسلامي السوري" ببيان يصب فيه الزيت على النار، فيه شحن للنفوس وتأليب للفصائل ضد بعضها.
ورافق ذلك إغلاق متقطع للمعابر الواصلة بين مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام ومناطق الشمال الخاضعة لسيطرة فصائل في الجيش الوطني.
ولنا وقفة إزاء هذا الواقع المتكرر المؤلم ..
فمنذ أن قال المال السياسي المسموم كلمته وفعل فعلته، وتسلط على الثورة وتوسد أمر الناس في المحرر قادة مرتبطون، سواء من تاجر منهم بشعار الإسلام وانقلب على ما تاجر به، أو من يرفعون شعار الوطنية، قادةٌ لا يرجون لله وقاراً ولا يقيمون لدماء الشهداء وتضحيات أهل الشام وزناً، قادة لا تسيرهم أحكام شرع ولا أخلاق ثورة، منذ ذلك التاريخ وثورة الشام تعاني من مصيبة متجددة مادامت أسبابها قائمة، ألا وهي مصيبة الاقتتال المحرم وسفك الدم الحرام الذي يسخط الله ويثلج صدور النظام وأعداء الإسلام.
أرتال مدججة واستعراضات مخزية أثيمة تختفي عند حملات النظام وشركاء إجرامه وقضمهم للمدن والبلدات التي بُذلت لتحريرها الدماء والأشلاء، ولا تظهر إلا وقت الاقتتال البغيض المحرم، مع رسالة خفية مفادها أن هذه الأرتال والاستعراضات موجهة في حقيقتها ضد كل من يخالف رؤية النظام التركي ورسمه للمشهد بتوجيه أمريكي.
وحق لنا ها هنا أن نتساءل، حتى متى يسكت الناس عن إجرام قادة المنظومة الفصائلية الذين يتقاتلون لا إعلاءً لكلمة الله وسعياً لإسقاط نظام الإجرام، إنما لسيطرةٍ ونفوذ وتقديم عرابين الولاء للداعم واثبات أنهم الأفضل للخدمة عند أسيادهم!
وحتى متى يترك أهل عناصر الفصائل أولادهم حطباً لهذه الاقتتالات بدل أن يسحبوهم ويضعوهم في مكان يرضي الله ورسوله، قبل ساعة مندم حين يأتوهم قاتلين أو مقتولين في سبيل قادة مجرمين آخر ما يفكرون فيه الدم الحرام؟!
ويأتيك بعد ذلك كله ما يسمى "المجلس الإسلامي السوري"، المسيَّس والمبرمج على هوى الداعم التركي المتآمر وأوامره، ليصب الزيت على النار ويؤجج نار الاقتتال بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، بدل تذكيره للناس بحرمة الدماء وبأن هناك نظاماً دموياً مجرماً يقتل أهلنا ويحتل أرضنا ويهتك أعراض أخواتنا في السجون أم أنه على شاكلة الفصائل التي تحاول الهرب من التصنيف وترسل أوراق اعتمادها عند الغرب الكافر ليرضى عنها ولن يرضى!
مجلسٌ معروف بصمته وعدم صدعه بالحق في قضايا مصيرية كالحل السياسي ومفاوضات الخزي والعار التي تعوّم النظام وتثبت أركانه ومؤسسات إجرامه، إضافةً للجنة الدستورية التي تنسج خيوط دستور كفر يعلنها حرباً سافرةً على الإسلام وأحكامه وتشريعاته!
أما آن الأوان لأخذ العبرة من نتائج الاقتتالات السابقة ومرارة تجارب باصاتها الخضراء وضياع البلاد وفقدان الديار بعد كل الدماء البريئة التي سالت؟!
لقد آن لأمة الإسلام على أرض الشام أن يأخذ أبناؤها على أيدي قادة مرتبطين بالنظام التركي المتآمر، الذي يمنع أي عمل مهما صغر ضد نظام الإجرام، في الوقت الذي يتغاضى بل يسعّر فيه أوار نار الاقتتال الذي يسفك الدم الحرام، ما دام ذلك يفت في عضد الثورة ويسهم في إضعافها وتنفير الناس منها وإيصالهم لحالة من اليأس والقنوط ليخضعوا لحلول أميركا الاستسلامية!
كما نذكّر عناصر الفصائل المتقاتلة بأن يعرفوا أي سبيل يسلكون ومن أجل ماذا ومن يزهقون أرواحهم، وبأي وجه سيلقون الله إن انتهى الاقتتال بهم قاتلين أو مقتولين والعياذ بالله، وأنه قد آن لهم أن ينحازوا لدينهم وأمتهم بدل أن يوردوا أنفسهم المهالك في سبيل قادة سيتصالحون على أنقاض الدماء بعد أن يتقاسموا المصالح والأدوار من جديد.
وختاماً، فإنه لا خلاص لأهل الشام من هذا الحال المؤلم إلا بقطع الحبال مع النظام التركي وأضرابه من المتآمرين، ووصل الحبال بالله سبحانه، وسعي الأمة لاستعادة سلطانها وقرارها المغتصب، وتوسيد الأمر لأهله من أهل التقوى والصلاح ممن يملكون تصوراً واضحاً للحل، الغيورين على تضحيات الثورة وأهلها، الساعين بجد مع الصادقين لإسقاط نظام الإجرام وتخليص الناس من شروره وتحكيم الإسلام عبر دولة الخلافة مكانه، فكل إمكانيات ذلك لاتزال متاحة، والنظام ضعيف مهلهل ومستنزف، ولمثل هذا فليعمل كل مخلص يبتغي العزة بالإسلام والحكم به.
-----
ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا