- التفاصيل
أحداث في الميزان:
النظام التركي شريكٌ بصنع مأساة أهل الشام
و ماهرٌ في ذرف دموع التماسيح عليهم
الحدث:
"الرئيس التركي رجب طيب أردوغان:
نشهد كل يوم تقريباً مأساة اللاجئين الذين يتعرضون للاضطهاد والسرقة والضرب وحتى القتل على يد القوات اليونانية".
الميزان:
تعودنا دائماً أن الطبقة السياسية الحاكمة المتحكمة في بلاد المسلمين، عندما يكون عندها استحقاق سياسي أو جولة انتخابية، ترى سياسييها يملؤون الأجواء بالخطابات الجوفاء الرنانة والترويج للمشاريع الخلبية، فيما يقومون بالمقابل بمتابعة مسيرة الخداع لأتباعهم لمتابعة التطبيل والاستمرار بالتبرير لهم و لخذلانهم عن القيام بدورهم الموكل إليهم تنفيذاً لوعودهم.
ومثالنا هنا النظام التركي الحاذق بخطابات الخداع والوعود ودغدغة المشاعر واللعب على الحبال. فمن جعجع مراراً بأنه لن يسمح بحماة ثانية، فكانت ثالثة ورابعة وخامسة في كل مدينة سورية، وليته اكتفى بأن يكون متفرجاً فقط على مآسي أهل الشام، إنما كان شريكاً لنظام الإجرام وأعداء الإسلام في حرب ثورتنا.
أما شعاره المنافق أن أهل الشام هم المهاجرون وهو وحكومته هم الأنصار، فيكذبه الواقع ويفضح كذب صاحبه على رؤوس الأشهاد، رغم طيب معدن أهلنا المسلمين في تركيا.
لقد تناسى الرئيس التركي عند تصريحه هذا أن اللاجئين في اليونان ما وصلوا إليها ألا مروراً بتركيا التي تزداد فيها معاناة اللاجئين يوماً بعد يوم، وما حوادث الأعمال العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا من قتل وسلب وبلطجة وتشبيح ومن تضيق وترحيل واغلاق الحدود إلا غيض من فيض إجرام النظام التركي.
وهو الذي ادعى النصرة ومد يد العون للشعب السوري زاعماً أن الحبال التي مدها كانت للإنقاذ والمساعدة، لكنها في حقيقتها كانت حبالاً تم من خلالها مصادرة القرار السياسي وربط المنظومة الفصائلية وسوق قادتها ليكونوا شهود زور على بيع الدماء والأشلاء والتضحيات، في أوكار التآمر الغربي ومقررات جنيف وأستانا وسوتشي، وبروز النظام التركي كضامن لحماية جبهات نظام الإجرام وتسليمه المناطق المحررة تباعاً. فهو الذي تكفل بتجميد هذه الجبهات وسحق الرافضين لهذه المخططات وإشغال الناس باقتتالات فصائلية تزيد آلام الناس وتسعى لكسر إرادتهم ودفعهم لليأس والقنوط إلا من مشاربع أعدائهم الاستسلامية.
وما إعادة اللاجئين والتصريح الخبيث مؤخراً حول وحدة الأراضي السورية والمنطقة الآمنة وإعادة اللاجئين إليها إلا بعض مكر أردوغان بثورة الشام وأهل الشام تمهيداً لإعادة الناس لبطش النظام وقهره.
ماعادت الشعارات الرنانة ودموع التماسيح تخدع أهل الشام الثائرين، حيث باتت الأساليب التي تمارس ضدهم مكشوفة، من تضيق وإغلاق للحدود وتهجير بعد اعتقال وتشبيح. وباتت تصريحات دغدغة المشاعر مفضوحة والشعارات الرنانة لا تتعدى كونها ذراً للرماد في العيون للتسويق لمرحلة انتخابية جديدة.
على أهل الشام الثائرين الصابرين أن يتمسكوا بحبل الله وحده فهو حبل النجاة الوحيد، وأن يقطعوا كل الحبال التي مدت لهم لإبعادهم عن الهدف الذي خرجوا لأجله في ثورتهم: إسقاط النظام المجرم بكافة أركانه ورموزه ومؤسساته ودستوره العلماني وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه عبر دولة الخلافة الكفيلة بحل كل مشاكل المسلمين، فتحفظ دماءهم وأعراضهم وتضحياتهم وتعزهم بعز الإسلام وعدله ورحمته. ونسأل الله أن يكون قيامها قريباً، ولإقامتها فليعمل كل مخلص يبتغي عزة الإسلام ونصرة المسلمين.
----
لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد الحمصي
- التفاصيل
محاسبة الحكام هي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد جعلها الله واجبة على المسلمين، فهي فرض كفاية، وأيضا هي حق من حقوقهم؛ فرض كفاية إذ لا يجوز أن تخلو الأمة من جماعة بالإضافة للأفراد ممن يقوم بهذا الواجب، فإن أقامه البعض سقط الإثم عن الآخرين، وحتى لا يقال للآخرين: كُفيتم في محاسبة الحكام فلا داعي أن تحاسبوهم وكُفُّوا ألسنتكم عنهم، كانت المحاسبة حقاً من حقوق المسلمين، ولكل مسلم أن يحاسب الحاكم إن خالف الشرع؛ يأمره وينهاه، وينصحه ويناقشه، ويأخذ على يده. عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» صحيح مسلم.
ووجوب المحاسبة لا يتعارض مع وجوب الطاعة، فالشرع أوجب طاعة أولي الأمر وجعلها من طاعة الله ورسوله، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، وقال النبي ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا أَقَامَ لَكُمْ كِتَابَ اللَّهِ» أخرجه الترمذي بسند صحيح؛ فالمسلم يطيع الحاكم ما دام يحكم بما أنزل الله وما دامت أوامره موافقة للشرع مستنبطة باجتهاد صحيح معتبر، ولو خالفت رأي بعض المسلمين من الرعية أو أغلبهم، فرأي الإمام يرفع الخلاف وأمره نافذ ظاهراً وباطناً. أما إن أمر الحاكم بمعصية صراح فلا طاعة له لأن الطاعة بالمعروف، قال النبي ﷺ: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» رواه مسلم، وفي رواية: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» مسند أحمد بإسناد صحيح.
فالطاعة بنيت على أن الحاكم مكلف بتطبيق الإسلام، والمحاسبة مبنية على مراقبة الحاكم ومحاسبته إن خالف أحكام الإسلام، فإن ظلم أو أساء أو قصَّر وجب على الأمة أن تحاسبه، مع طاعته بالمعروف.
وللرعية من غير المسلمين حقّ الشكوى من ظلم الحاكم أو إساءة تطبيق أحكام الإسلام عليهم، إذ تعتبر مَظْلِمَة من المظالم، فتكون الشكوى حقّاً للذِّمِّي كما هي حقٌّ للمسلم؛ لأَنَّ الرسول ﷺ يقول: «وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَبِّي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلِمَةٍ» أخرجه الترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح. وَكَلِمَةُ "أَحَدٌ" في الحديث تشمل المسلم والذِّمِّي. وهذا ما جاء واضحا في المادة 20، في باب "نظام الحكم" من مشروع دستور دولة الخلافة، الذي أعده حزب التحرير: "محاسبة الحكام من قبل المسلمين حق من حقوقهم وفرض كفاية عليهم. ولغير المسلمين من أفراد الرعية الحق في إظهار الشكوى من ظلم الحاكم لهم، أو إساءة تطبيق أحكام الإسلام عليهم".
فالمحاسبة فيها خير الأمة ونجاتها لأنها تمنع ظلم الحكام أو تقصيرهم في رعاية شؤونها. لذلك كان الذي يُقتل بسبب قيامه بمحاسبة الحاكم الظالم مع حمزة سيد الشهداء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جَائِرٍ فأمرَهُ ونَهاهُ، فَقَتَلهُ» أخرجه الحاكم بإسناد صحيح.
بقلم: الأستاذ محمد صالح
المصدر: https://bit.ly/3ORiS0O
- التفاصيل
أكد عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي: أن ثورة الشام تعاني من مصيبة متجددة ما دامت أسبابها قائمة، ألا وهي مصيبة الاقتتال المحرم وسفك الدم الحرام الذي يسخط الله ويثلج صدور النظام وأعداء الإسلام. واعتبر عبد الحي: أن المال السياسي المسموم قال كلمته وفعل فعلته، فتسلط على الثورة وتوسد أمرَ الناس في المحرر قادة مرتبطون، سواء من تاجر منهم بشعار الإسلام وانقلب على ما تاجر به، أو من يرفعون شعار الوطنية، قادةٌ لا يرجون لله وقاراً ولا يقيمون لدماء الشهداء وتضحيات أهل الشام وزناً، قادة لا تسيرهم أحكام شرع ولا أخلاق ثورة. وشدد عبد الحي في مقالة نشرتها صفحة المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا على: أن الأرتال المدججة والاستعراضات المخزية الأثيمة تختفي عند حملات النظام وشركاء إجرامه وقضمهم للمدن والبلدات التي بُذلت لتحريرها الدماء والأشلاء، ولا تظهر إلا وقت الاقتتال البغيض المحرم، مع رسالة خفية مفادها أن هذه الأرتال والاستعراضات موجهة في حقيقتها ضد كل من يخالف رؤية النظام التركي ورسمه للمشهد بتوجيه أمريكي. وتساءل عبد الحي: إلى متى يسكت الناس عن إجرام قادة المنظومة الفصائلية الذين يتقاتلون لسيطرةٍ ونفوذ وتقديم عرابين الولاء للداعم وإثبات أنهم الأفضل للخدمة عند أسيادهم؟ ولماذا يترك أهل عناصر الفصائل أولادهم حطباً لهذه الاقتتالات بدل أن يسحبوهم ويضعوهم في مكان يرضي الله ورسوله؟! وخلص عبد الحي إلى أنه: لا خلاص لأهل الشام من هذا الحال المؤلم إلا بقطع الحبال مع النظام التركي وأضرابه من المتآمرين، ووصل الحبال بالله سبحانه، وسعي الأمة لاستعادة سلطانها وقرارها المغتصب، وتوسيد الأمر لأهله من أهل التقوى والصلاح ممن يملكون تصوراً واضحاً للحل، الغيورين على تضحيات الثورة وأهلها، الساعين بجد مع الصادقين لإسقاط نظام الإجرام وتخليص الناس من شروره وتحكيم الإسلام.
المصدر: https://bit.ly/3bBGQPm
- التفاصيل
مهما بلغت قوة الحاكم وجبروته فإنه يحتاج إلى خداع الشعب الذي يتسلط عليه فيقدم نفسه صاحب فكرة أو قضية ويحاول أن يبدع في أساليب الخطاب السياسي الذي يحاول به إقناع الناس، أو خداعهم بفكرته، بالإضافة إلى سياسة القمع والتخويف لإسكات كل من لا ينخدع بخطابه.
أما الحكام الهداة الراشدون، الذين يتبعون نهج رب العالمين، وهدى سيد المرسلين، فإن خطابهم السياسي يتسم بالصدق ويهدف إلى ترسيخ مبدأ الإسلام ونظامه في عقول أبناء الأمة ويثير في نفوسهم تقوى الله عز وجل وهي التي تدفعهم للالتزام طواعية بأحكام الإسلام وطاعة من يحكم بها ويدفعهم للتضحية في سبيل إعلاء كلمة (لا إله إلا الله) والدفاع عنها، ومن ضعفت تقواه يردعه السلطان القائم على العدل وليس الخوف والبطش.
لقد ضرب لنا القرآن مثلاً للخطاب السياسي المخادع عندما تحدث عن أكبر طاغية في التاريخ ألا وهو فرعون عندما لبس ثوب الناصح لشعبه المشفق عليهم ليجمعهم حوله حتى لا يتبعوا موسى عليه السلام: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾، وهو الذي استعبد قومه وكان يقتّل أولادهم ويستحيي نساءهم، ورغم بطشه وتنكيله بهم يخبرنا الله عز وجل عنه بقوله: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ﴾.
وكان واقع فرنسا قبل الثورة التاريخية يعبر عن خطاب استبدادي طبقي، وحين اندلعت الثورة سنة 1789م بخطابها السياسي الجديد لتزرع مفاهيم جديدة استطاعت أن توجِد حركةً جديدة في المجتمع، فقد نادت بفكرة فصل الدين عن الحياة ورفعت شعار حكم الشعب نفسه بنفسه وطالبت بحقوق الإنسان والحريات، فكان لهذه الأفكار والخطاب السياسي الذي قدمت به دور كبير وأساسي في تغيير واقع فرنسا وأوروبا تغييراً كلياً، من سيطرة الكنيسة والملوك إلى المبدأ الرأسمالي والأنظمة الحاكمة بالديمقراطية.
وكذلك الواقع العربي الجاهلي قبل الإسلام، كان نتاج خطاب سياسي جاهلي لا يؤمن برسالة في الحياة ولا يرى ضرورة لوحدة وجماعة وأمة ولا لدولة ورعاية ولا يأبه بالعدل.
وما كان ذاك التحول الجذري للمجتمع العربي الجاهلي ليتحقق لولا ظهور خطاب سياسي جديد، قائم على أساس العقيدة وقواعدها التشريعية والتفصيلات الدستورية والقانونية التي تنبثق عنها، والتي جاء بها سيدنا محمد ﷺ، فغير به ليس جزيرة العرب فحسب بل وجه العالم كذلك.
ولو أعدنا قراءة خطبة أبي بكر الصديق عندما تولى الخلافة لأدركنا النموذج المتميز لخطاب الهداة الراشدين الذي يتسم بالتقوى والصدق مع الرعية والحرص على سيادة الشرع وعدالة تطبيقه: "أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم. القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له".
هذا هو الخطاب السياسي المستمد من وحي رب العالمين، هذا الخطاب السياسي الذي لا ينفصل عن سياسة الحاكم بل هو تعبير صادق عن هذه السياسة التزم بها الخلفاء من بعد أبي بكر أروع التزام، وقد شهد التاريخ على ذلك.
ليأتي بعد ذلك خطاب سياسي ينادي به المنضبعون بالغرب وثقافته، خطاب يعزل الدين عن الحياة والدولة ولا يعترف بحصر حق التشريع بإله الناس وخالقهم، خطاب يحرر المجتمع من أي قيود ويطلق العنان لعقول البشر أن تضع قوانين الدولة، ولما كان هذا الخطاب السياسي متناقضاً مع هوية الأمة وعقيدتها ودولتها راح الظلاميون والمضبوعون بالعلمانية يُلبسون الخطاب لبوساً إسلامياً ويروجون أنه من الإسلام، والله ورسوله والمؤمنون منهم ومن خطابهم براء.
هذا الخطاب الذي يروج له الإعلام والتربية والتعليم والأوقاف ورابطات علماء السلاطين والمضبوعون والمنهزمون من الهيئات والفصائل والأحزاب، هذا الخطاب المخادع، هو الذي يحاول سلخ الأمة من جوهرها ويفصلها عن عقيدتها ويبعدها عن تشريع ربها، ويجعلها بلا كيان ولا كرامة ولا قيمة ولا معنى، ويجعل السيادة لشرع البشر لا لشرع الله، والسلطان لأعدائنا لا لأمتنا.
ومن أمثلة الخطاب السياسي المبدل المخادع في العصر الحديث خطابات جمال عبد الناصر الذي رفع القومية العربية شعارا وزينها بالاشتراكية وزعم محاربة الرأسمالية وهو لأمريكا خادم وعميل، فأضاع البلاد وظلم العباد وخدم أعداء الأمة.
وكذلك خطاب حكام آل سعود الذي تزين بلباس الإسلام خداعاً وزوراً، ولكنهم كانوا في خدمة أعداء الأمة ومخططاتهم، وقد ظهرت حقيقتهم جليةً في زمن ابن سلمان بكل صفاقة.
وهذا أردوغان الذي رفع شعارات الإسلام ليستغل مشاعر المسلمين من أهل تركيا ليضمن نجاحه في الحكم واستمراره، وقد عاين أهل ثورة الشام وعانوا الكثير من خطابه السياسي المخادع وخطوطه الحمراء التي ما لبثت أن سقطت واحداً بعد الآخر.
وكي تتضح الصورة فلا بد من مقارنات ومفارقات عامة بين أسلوب الخطاب السياسي المنزّل وأسلوب الخطاب السياسي المبدّل.
الخطاب المنزل: يقضي أن تكون السيادة لله وشرعه وحده، بينما الخطاب المبدل يرفع شعار الإسلام باعتباره مصدراً رئيسياً للتشريع، لكن ليس مصدراً وحيداً، وذلك خداعاً ومكراً. فمن حق مجلس البرلمان التصويت على أي حكم من أحكام الله لأخذه أو تركه وبالتالي فالمشرّع هو البرلمان وليس الله.
الخطاب المنزل: خطاب مبدئي وحمَلته مبدئيون صادقون، يؤثر بالواقع ولا يتأثر به مطلقاً فيدور مع أمر الله حيثما دار، بينما الخطاب المبدل واقعيٌ وحملته منهزمون نفسياً أمام المجتمع وضغوطات الواقع فيدورون مع المصلحة حيث دارت ولو خالفوا أمر الله وشرعه.
أسلوب الخطاب المنزّل يرى الحق حقاً والباطل باطلاً ولا يراوغ ولا يداهن ولا يتنازل، أما الخطاب المبدّل فيأخذ بأنصاف الحلول ولا يعطي اعتباراً لحق أو لباطل فهو مستعد للانسلاخ من أي قناعة فداءً لمكاسبه وإرضاء لأسياده.
الخطاب المنزل يقدم خطة عمل واضحة وطريقة تطبيق من جنس الفكرة، وسيرة المصطفى خير دليل وشاهد على سيره في خطا ثابتة وبوحي من الله حتى أقام دولة الإسلام وعلى نهجه سار الخلفاء الراشدون من بعده، بينما الخطاب المبدل: يتخبط في فكرته وطريقته؛ فهناك حزب يصرح بالديمقراطية ويعتبرها من الإسلام، وهناك فصيل يريد حكماً إسلامياً لكنه يضع يده بيد شياطين الإنس والجن، وذاك قائل: سنربي جيلاً كصلاح الدين وما علم أن صلاح الدين لم يكن لولا سلفه نور الدين زنكي. وهناك من يزعم أنه يريد المقاومة وتحرير القدس ولكنه يضل الطريق فيرتكب أفظع المجازر في بلاد الشام.
الخطاب المنزل: هو رسالة وقضية وحسن رعاية كما قال سيدنا ربعي بن عامر: "ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"، بينما الخطاب المبدل: هو تميّع وضياع عن هدف الحياة ووظيفة الخلق وليس له علاقة بالرعاية أبداً، بل دولته دولة جباية واستغلال.
وللأسف فإن أبرز من يروج للخطاب المبدل أكثرهم ممن يسمون بالمشايخ، بعمالة أو بحماقة أو بجهل بحقيقة الإسلام، وكما قال عبد الله بن المبارك: "وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها؟".
إن الخطاب السياسي الذي يحقق التغيير وينهض الأمة هو الخطاب الذي يرسخ مفاهيم الإسلام وسيادة الشرع وسلطان الأمة. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾.
وإننا في حزب التحرير نخاطب الأمة بالخطاب السياسي الذي نسير به على نهج ربنا ونتأسى به بهدي رسولنا ﷺ جاعلين قدوتنا صحابته الكرام وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
ونحن ندعو أمتنا للعمل معنا لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تقضي على كيان يهود وتحرر الأقصى وتخلص الأمة من العملاء المتسلطين على رقابها الذي يخدعونها بخطابهم السياسي المسموم.
كتبه: الأستاذ أحمد حاج محمد
المصدر: https://bit.ly/3I3XenZ
- التفاصيل
شهدنا قبل أيام حلقة جديدة من سلسلة حوادث الاقتتال البغيض بين الفصائل المرتبطة مرهونة القرار، وكان الاقتتال هذه المرة بين فصيل الجبهة الشامية التابع للنظام التركي مع فصيل حركة أحرار الشام وحليفتها الهيئة الخاضعين لإملاءات النظام التركي نفسه، مع تدخّل النظام التركي لاحقاً ليعيد الأمور كما كانت عليه، باستثناء العناصر الذين راحوا ضحية رعونة وخيانة قادتهم.
وحول الاقتتال الأخير هذا كان لابدَّ من تبيان مقدماته ونتائجه..
حيث أن من أبرز مقدماته أنه عادةً عندما يكون التناطح والاقتتال بين الأدوات التابعة لنفس السيّد من أجل تحقيق مصالحه لا مصالح الثورة و أهلها فإنَّ الأصل أن نكون منهم على مسافة واحدة لأن الدماء التي تراق و الجهود التي تبذل و الإمكانات التي تضيع كلها فيما يسخط الله و يعود بالخسران على ثورة الشام. إضافة إلى أن هذا الاقتتال قد تمَّ بموافقة تركية ثم توقف أيضاً بأوامر تركية، ما جعل عناصر المنظومة الفصائلية يتساءلون باستغراب وحرقة وحسرة وألم: " في سبيل من سقط القتلى والجرحى؟!
وما هدف قياداتهم من هذا الاقتتال؟!
وهل لهم من الأمر شيء؟!"
وعليه فإن أهم عبرة من هذا الاقتتال، هو أن على أهل المحرر، وبالأخص عناصر الفصائل المذكورة، أن يدركوا أنّ مخالفة أمر رب العالمين و تنفيذ أوامر الداعمين و على رأسهم النظام التركي هو أس الداء وأصل البلاء، ومن ورائه أميركا التي توزع على المتآمرين المهام والأدوار، وأنَّ أولى الخطوات العملية لإسقاط النظام تبدأ بقطع الارتباط بالنظام التركي حليف الناتو و كل الداعمين المتآمرين على ثورة الشام.
كما أن هذا الاقتتال قد أبرز ضرورة قيام العناصر باختيار قيادات صالحة و عدم طاعة قياداتهم فيما يسخط الله و الانحياز لحاضنتهم و الصادقين من إخوانهم، و إلى دينهم وأهلهم و التمسك بثوابت ثورتهم، فقد وصلت الثقة بالقيادات المرتبطة إلى الصفر بعد أن أوردتنا المهالك.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى الجازية