press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

343729670 3514941692071448 9192262396685601626 n

تصدر بين الفينة والأخرى تصريحات استهلاكية ممن توسدوا أمر المحرَّر بدعم خارجي وإقليمي موجَّه، فاغتصبوا سلطان الأمة وتسلطوا على رقاب أبنائها. تصريحات أقل ما يقال عنها إنها تخديرية عامة تزعم "العمل لبناء المحرر وتحرير دمشق"، في الوقت الذي تخالف فيه أفعالهم أقوالهم، لدرجة أن كثيراً من أبناء الأمة باتوا يعتبرونهم عقبة أساسية أمام تحرك الصادقين لإسقاط النظام المجرم.

وحق لأهل "المحرر" المكبل أن يتساءلوا ها هنا: هل تتم عملية تحرير دمشق عبر تجميد الجبهات المستمر منذ سنوات بأوامر خارجية؟! وما هو سر الإصرار العجيب من هؤلاء على وصف النظام التركي المتآمر على ثورتنا بأنه حليف استراتيجي، رغم إصراره على المجاهرة بكل صفاقة وفجور بدعوة أهل الثورة للتصالح مع نظام الطاغية أسد بعد تضحيات أكثر من مليون شهيد؟!

أليس الأَولى من ذلك هو التبرؤ الكامل من النظام العلماني التركي كقيادة سياسية أرهقت ثورتنا، وهو المسيَّر بتوجيهات أمريكية مباشرة، فصادر القرار وعمل على محاربة أحرار الثوار وألجم بنادق من ارتبطوا به من القادة بعد أن أسكرهم المال السياسي القذر الذي قال كلمته وفعل فعلته، وعمل على احتواء وتحييد كل طرف من شأنه أن يشكل تهديدا مباشراً أو غير مباشر ضد نظام الطاغية أسد؟!

ثم أليس الأَولى قطع العلاقات مع الدول الداعمة ومن يزعمون نفاقاً صداقة الشعب السوري المهرولين بخسّة للتطبيع مع نظام الإجرام، كقطر والسعودية، وتركيا؟! والذين كان دورهم أخطر بكثير ممن جاهر ثورة الشام وأهلها بالعداء، فهم الذين تلطّوا خلف مسمى "أصدقاء الشعب السوري" لطعن الثورة واحتوائها وتجريدها من مكامن قوتها وتحييد الأعصاب والمفاصل المؤثرة فيها، فما زادت أموالهم المسمومة ثورتنا إلا رهقاً، وها قد حان وقت نزع القناع بالنسبة لهم ليصبح لعبهم على المكشوف في تنفيذ أوامر أمريكا في العمل لتثبيت نظام سفاح الشام ووأد ثورةٍ هي أعظم من مكرهم ومن إجرامهم.

وإضافة إلى ما سبق، هل يكون تحرير دمشق، كما يزعمون، باعتقال أحرار الأمة الذين أعلنوا رفضهم لجريمة التصالح المخزي مع سفاح الشام وطالبوا بفتح الجبهات، ومنهم الثائر الحر علي دلو ابن بلدة حربنوش المعتقل عند مخابرات هيئة تحرير الشام منذ شهور طويلة، وكذلك محمد حميدان الطالب في كلية الطب في إدلب وعبادة بيطار والمهندس أسامة اليوسف، وأبو عبد الحميد سرمين وأبو الوفا عرب سعيد، وغيرهم الكثير؟!

وهل يتطلب تحرير دمشق فصل بعض طلاب جامعة إدلب تعسفياً، لمواقفهم السياسية المبدئية الرافضة لأي حلول تصالحية استسلامية مع نظام الإجرام في الشام؟!

وهل يكون تحرير دمشق بالتضييق الممنهج على الناس في المحرر وفرض الضرائب والمكوس عليهم ليخضعوا لما يملى عليهم من حلول استسلامية تحت مسميات سياسية؟!

لقد كشفت سنيّ الثورة المتلاحقة معادن الرجال والحركات والمشاريع، وأظهرت بجلاء ووضوح من هو في صف الأمة يريد تحررها ونهضتها وعزتها وإقامة دولتها، ومن هو في صف أعدائها، وقامت بتعرية كل المشاريع والأطروحات العلمانية الرخيصة المرتبطة التي ترضي أعداء الإسلام وتتقوّى بهم، حتى وإن تستر بعضها مكراً بعباءة الإسلام. وأسقطت من اتخذ الإسلام مطيةً لا لنصرته وإيصاله للحكم، إنما للوصول به وتسخيره لتحقيق مآرب وأجندات مشبوهة عبر شعارات فضفاضة عامة خاوية تفتقد أي تصور تنفيذي عملي على الأرض، علاوة على مخالفتها للطريقة الشرعية لإقامة حكم الإسلام على أنقاض أنظمة الحكم الجبري المترنح. حتى بات الصراع اليوم واضحاً جليّاً بين مشروعين لا ثالث لهما؛ مشروع دولة تسلطية تحت مسمى الدولة المدنية الديمقراطية التي تقصي الدين عن الحياة والدولة والمجتمع، تشقي الناس وتسخط رب العباد، وبين مشروع الإسلام العظيم ودولته، مشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله، والذي يحمل رايته حزب التحرير الذي يقدم مشروعاً مفصلاً لبلوغ المراد، ويستنهض همم صادقي الأمة لرص الصفوف وحشد كل الطاقات والإمكانات لجعل هذا المشروع واقعاً عملياً مطبقاً على الأرض عبر كيان ودولة، ففي ذلك وحده النجاح والفلاح، وبفضل الله فإن وعي الأمة في ازدياد واضح وملحوظ على المشروع الذي يحقق لها العزة والكرامة وتحكيم الإسلام، وآن أوان انحيازهم التام له ولحملته لنصرته والانتصار به.

وختاماً، وحتى تؤتي الثورة أكلها ويقطف الصادقون ثمرتها، لا بد من العمل على تصحيح مسارها وتوسيد الأمر لأهله في قيادتها من أهل القدرة والكفاية والمبدئية، ومن أولى الخطوات العملية الجادة لإنجاز ذلك قطع العلاقات مع أنظمة الضرار وأجهزة مخابراتها، وعدم ربط الحل بنظام دولي متآمر أو أمم متحدة حاقدة على الإسلام وأهل الشام وثورتهم. فكلهم لنا أعداء فضح الله لنا مكنون صدورهم. وإن ربط قضيتنا ومصيرنا ورقبة ثورتنا بغير أنفسنا، بأي جهة من هذه الجهات المتآمرة، هو خطر داهم بل هو انتحار سياسي بكل ما للكلمة من معنى. ولا أدل على ذلك من استماتتهم لفرض الحل السياسي الأمريكي الذي يثبت أركان نظام الكفر والجور، بدستوره العلماني ومؤسساته وأجهزته القمعية الأمنية منها والعسكرية، ويعيد الناس إلى نير العبودية ومملكة الخوف والرعب من جديد وتأديبهم لخروجهم على عميل أمريكا المدلل.

وإن العمل لاستعادة السلطان وقرار الثورة من مغتصبيه، ضمن عمل جماعي جاد وهادف ومنظم، هو بحق أولى خطوات تحرير دمشق، مع رص الصفوف وتوحيد الجهود خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل مشروع خلاص الأمة المفصل والمنبثق من عقيدة المسلمين، ترسم للثائرين الصادقين خارطة طريق مفصلة واضحة المعالم لإسقاط النظام المجرم في عقر داره وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه في ظل خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة تعز الإسلام وأهله وتتوج تضحيات أهل الشام بما يشفي الله به صدورهم وصدور المسلمين. نسأل الله أن يكون ذلك قريباً.

كتبه: 

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://tinyurl.com/4ahexmkx

342976643 773654991003463 8288358866204134372 n

 

(مجلة الوعي العدد الخاص 438-439-440) نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تقريراً سلطت من خلاله الضوء على الفشل الذريع للأمم المتحدة في شمال سوريا بعد الزلزال المدمِّر الذي حدث الشهر الماضي، وهو ما يفضح علاقاتها المتشابكة مع نظام دمشق ويؤكد كيف يستخدم النظام المساعدات الإنسانية لخدمة مصالحه، ومن ذلك تعيين ابنة رئيس المخابرات السورية في مكتب الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة في دمشق. (وفقاً لخبراء الإغاثة فإن الوثائق التي تم تسريبها في سنة 2016م أظهرت أن الأمم المتحدة وظَّفت في السابق أقارب لمسؤولين رفيعي المستوى في النظام). وتحدَّثت الصحيفة عن بطء وصول المساعدة الدولية إلى مناطق المعارضة الفقيرة في سوريا بعد الزلزال. وذكرت الصحيفة أن الأمم المتحدة دفعت ملايين الدولارات (81.6 مليون دولار منذ سنة 2014م) لموظفيها للإقامة في فندق فور سيزونز الذي يقع في دمشق، المملوك في الأغلب لرجل الأعمال سامر الفوز الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في سنة 2019م بسبب علاقاته المالية مع الأسد. ولفتت الصحيفة إلى أن النظام يمتصُّ ملايين الدولارات من المساعدات الإنسانية من خلال إجبار وكالات المعونة الدولية على استخدام سعر صرف رسمي غير مناسب. وهذا ما يساعد في دعم الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي.. ولفتت إلى أن مجموعات الإغاثة استجابت على مر السنين لمطالب النظام وضغطه المسلط عليها خوفاً من فقدان الوصول إلى المناطق المتضررة ومن أجل استمرار تدفق المساعدات الإنسانية. ونقلت الصحيفة عن مصادر سورية وعمال إغاثة وخبراء قولهم إن "هيئات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة مطالبة بالشراكة مع الوكالات التابعة للنظام مثل الهلال الأحمر العربي السوري الذي يعتبر الشريك الرئيسي للأمم المتحدة في سوريا؛ لكن ينبغي أن تحظى جهوده، مثل جميع برامج المساعدة في سوريا، بموافقة لجنة حكومية مع مداخلات من مختلف الوزارات وفروع المخابرات، ناهيك عن موافقة إضافية من جهاز أمن الدولة، وهو ما يبين أن النظام يلعب دوراً كبيراً في توجيه جهود المساعدة". وأكدت الصحيفة على أنه خلال 12 سنة من الصراع؛ وُزعت مليارات الدولارات من المساعدات عبر منظمات مثل الأمم المتحدة. ولفتت الصحيفة إلى أن سيطرة النظام على قطاع المساعدات كانت بمثابة "سر مكشوف". واختتمت الصحيفة التقرير، بما قالته إيما بيلز، الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط، من أنها "تخشى أن تستغل دمشق الأضرار الناجمة عن الزلزال لهدم الممتلكات في المناطق المتنازع عليها ومصادرة أراضي الأشخاص الذين تعتبرهم معارضين".

 

المصدر: https://tinyurl.com/ejnx88e4

photo 2023 04 19 17 01 22

 

 

 

تساؤل عادةً ما يتردد على ألسنة المسلمين في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، مع إشكالية متكررة في تحديد وقته، سببها غياب إمام المسلمين الذي يوحد كلمتهم.

في تفسير قول الله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} يقول سيدنا عبد الله بن مسعود: إن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق ، وعلم ما سيأتي ، وحكم كل حلال وحرام ، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ، ومعاشهم ومعادهم .
إذاً الإجابة سنجدها واضحة في الشريعة الغراء..

وقد عين الله يوم الصوم وعين يوم العيد تعييناً واضحاً محدداً بالنصوص الشرعية. فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله ﷺ ذكر رمضان فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له»، وروى مسلم أن رسول الله ﷺ ذكر رمضان فضرب بيديه فقال: «الشهر هكذا وهكذا ثم عقد إبهامه في الثالثة فصوما لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين».

هذه الأحاديث وغيرها، يضيق المقال عن ذكرها، صريحة واضحة وفيها يأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالصوم حال رؤية هلال رمضان، ويأمر بالإفطار حال رؤية هلال شوال، وهذه الأوامر هي للوجوب ومخالفتها إثم كإثم ترك الفرض وكإثم فعل الحرام.
فالأمر بالصوم وبالفطر جاء عاماً «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه»، فهو يشمل جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض. وكلمة الرؤية جاءت بلفظ عام «لرؤيته»، «حتى تروا» «إذا رأيتم» وهذا يجعلها تشمل أية رؤية، وليست خاصة برؤية الشخص نفسه ولا برؤية أهل بلده.
فلو رؤي الهلال في الدار البيضاء في المغرب ليلة الخميس ولم يُر في جاكرتا في أندونيسيا ليلة الخميس بل رؤي ليلة الجمعة فإنه يجب على أهل أندونيسيا العمل بما رآه أهل المغرب فيلزمهم أن يصوموا يوم الخميس إن كان هلال رمضان، ويأثمون إن أفطروه و وجب عليهم قضاؤه لأنه ثبت القيام بفرض الصيام عليهم بمجرد وجود رؤية الهلال من أي مسلم في أية بقعة من بقاع الأرض. وكذلك إن كان الهلال هلال شوال وجب عليهم أن يفطروا حالاً بمجرد علمهم بحصول الرؤية ولو لم يروه هم، لأن مجرد ثبوت حصول الرؤية قد أوجب عليهم الفطر وحرم عليهم الصوم.
وعلى ذلك فإن الحكم الشرعي هو أنه إذا رأى الهلال أهل بلد فقد رآه المسلمون جميعاً فليزمهم جميعاً الصوم إن كان هلال رمضان، ويلزمهم جميعاً الفطر إن كان هلال شوال.
هذا هو حكم الله حسب دلالة النصوص الشرعية. وقد كان المسلمون على عهد رسول الله ﷺ يصومون ويفطرون في يوم واحد رغم اختلاف مناطقهم، وهذا دليل شرعي آخر على أن رؤية الهلال في بلد توجب على جميع المسلمين أن يصوموا معاً أو أن يفطروا معاً في يوم واحد.

والرؤية المعتبرة هي الرؤية البصرية، ولا اعتبار للحسابات الفلكية إذا لم تثبت الرؤية بالعين البصرية، إذ لا قيمة شرعية للحسابات الفلكية في إثبات الصوم والإفطار، لأنّ السبب الشرعي للصوم أو الإفطار هو رؤية الهلال بالعين لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له». وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فإن غُمَّ عليكم» أي إن لم تروه بأعينكم. وأما قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فاقدروا له» لا تعني الرجوع للحسابات الفلكية، وإنما تعني ما بيّنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: «فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين».

أيها المسلمون في العالم أجمع:
إن توحيد بدء الصوم بيوم واحد وتوحيد بدء العيد بيوم واحد لجميع المسلمين في جميع بقاع العالم فرض فرضه الله عليهم وهو مظهر من مظاهر وحدتهم..
لكن نواطير الغرب وعملاء الاستعمار وحكام الضرار وحراس حدود سايكس بيكو ، يريدون لهذه الأمة المزيد من التمزق ..
و إنّ عدم توحيد رؤية الهلال ما هي إلا مشكلة من مشكلات عديدة تواجه المسلمين بسبب غياب دولة الخلافة، التي ترعى شؤونهم بأحكام الإسلام، وتوحدهم في ظلّ راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. فعلى المسلمين التقيد بالحكم الشرعي في صيامهم وإفطارهم وكل أعمالهم، وإن لم يتقيد حكامهم به، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..

فحين يسمع المسلمون أن بلداً إسلامياً، أي بلد إسلامي، بعيداً كان أو قريباً يعلن أنه ثبت لديه بالوجه الشرعي رؤية هلال شوال، عليهم أن يبادروا بالفطر وأن يعيّدوا، ولا يجوز لهم أن ينتظروا الحاكم أو المفتي في بلدهم ليأذن لهم بالعيد. فنحن نصوم ونفطر بأمر الله ورسوله لا بأمر هؤلاء الحكام الفجرة الفسقة، ولا بأمر هؤلاء المفتين الذين يحرصون على إرضاء الحكام أكثر من حرصهم على إرضاء الله تعالى.

أمّا الحلُّ الجذري الصحيح لجميع مشكلات المسلمين فإنّه بأيديهم، وهو العمل الجادّ مع العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية بإعادة دولة الخلافة، وتنصيب خليفة يوحد دولهم، ويطبق شرع الله عليهم، فيحملون معه رسالة الإسلام بالدعوة والجهاد إلى الناس كافّة، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، وبذلك يعيشون حياة عزٍّ وكرامة في الدنيا، وينالون رضوان الله وثوابه في الآخرة.

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد حاج محمد

photo 2023 04 19 22 47 44

 



طلب الله سبحانه وتعالى من الأمة الإسلامية أن تصوم وتفطر لرؤية الهلال، وجعل الشرع الرؤية سببا للصوم والفطر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» [رواه البخاري ومسلم]؛ فالخطاب يشمل جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض، وكلمة الرؤية جاءت بلفظ عام في روايات الحديث؛ «لرؤيته»، «حتى تروا»، «إذا رأيتم»؛ وهذا يجعلها تشمل أية رؤية، وليست خاصة برؤية الشخص نفسه ولا برؤية أهل بلده. فالخطاب الذي يأمر بالصوم أو بالفطر عام، ومتعلّق بخطاب الوضع: سبب الصوم وهو الرؤية، الذي هو عام أيضاً.


وعلى ذلك فإن الأمر بالصوم والأمر بالفطر لرؤية الهلال، هو أمر لجميع المسلمين في جميع بقاع الأرض إن حصلت رؤية الهلال في بلد من بلدان العالم، وسبب الصوم رؤية هلال رمضان، وسبب الفطر رؤية هلال شوال، ولا عبرة بالحسابات الفلكية، فالشرع جعل الرؤية سببا للصوم والفطر، ولم يجعل السبب ولادة الهلال. ولا يُقال: نأخذ بالحسابات الفلكية في تحديد أوقات الصلاة، ولا نأخذ بها في تحديد بدء الصوم والعيد، لا يقال ذلك؛ لأن المتتبع للنصوص الواردة في الصوم يجدها تختلف عن النصوص الواردة في الصلاة، فالحكم الشرعي ربط الصوم والفطر بالرؤية، قال تعالى: ( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[البقرة ١٨٥]، وقال رسول الله صلى الله : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»[رواه البخاري ومسلم]. أما النصوص الشرعية في الصلاة فقد رُبطت بالوقت، قال تعالى: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)[الإسراء ٧٨]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ تَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ»[ أخرجه الإمام أحمد في مسنده]، فالصلاة متوقفةً على الوقت، ومتعلقة بحركة الشمس، وبأية وسيلة تَحقَّق المسلم من الوقت أُقيمت الصلاة؛ فإن نظر إلى الشمس ليرى وقت الزوال، أو نظر إلى الظل ليرى ظل كل شيء مثله أو مثليه، كما ورد في أحاديث أوقات الصلاة، فإن فعل ذلك وتحقق منه صحَّت الصلاة، وإن لَم يفعل ذلك بل حسبها فلكياً فعلم أن وقت الزوال: هو في ساعة محددة دون أن يخرج ليرى الشمس أو الظل، صحَّت الصلاة بذلك، فالمطلوب من المسلم في الصلوات أن يتحقق من الوقت بأية وسيلة؛ لأن الله عز وجل طلب الصلاة لدخول الوقت وترك التحقق من دخوله دون تحديد لكيفية التحقق. وأما الصوم والفطر، فقد طلب الصوم والفطر بالرؤية وربطها بحركة القمر، فحدد السبب وهو: رؤية هلال رمضان، ورؤية هلال شوال. بل فوق ذلك بيَّن: إذا حجب الغيم الرؤية فلم يُرَ الهلال، فلا يجب الصيام حتى وإن كان الهلال موجوداً خلف الغيم، وإن كان المسلم متأكداً من وجوده بالحساب الفلكي. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» [أخرجه البخاري]؛ أي إن لم تروه فأكملوا عدة شعبان ثلاثين.

إن ما يحصل في بلدان المسلمين في كل سنة، من مساس حكام الضرار بوحدة الأمة في صيامها وفطرها، ليس مبنيا على رأي فقهي له شبهة دليل باختلاف المطالع، وإنما هو مبني على حدود دويلات سايكس بيكو، فعندما كان اليمن يمنين كان لهما مطلعان مختلفان، وبعد وحدتهما أصبح لهما مطلع واحد، وكذلك يقال: في سوريا بأقسامها الثلاثة؛ كان لها مطلع واحد، وأصبح لها مطالعُ مختلفة.



====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد صالح

3

علت في الآونة الأخيرة أصوات المطبعين مع نظام أسد المجرم، وكشّرت الأنظمة الوظيفية عن أنيابها، وبات مسارها واضحا جدا لا يخفى إلا على مغفل أو منتفع، وقد كان النظام التركي رأس حربة في حركة التطبيع هذه، فلم يكتف بفتح قنوات الاتصال والتواصل مع النظام المجرم، بل ويصرح بكل صفاقة بسعيه لتنفيذ المصالحة فيما بين النظام والمعارضة.

أما تطبيع الدول العربية من مثل الإمارات وتونس والسعودية وغيرها فإنه لا يخرج عن مسار إعادة الشرعية الدولية للنظام المهترئ عبر اعتراف هذه الأنظمة به، وإعادته إلى حظيرة ما يسمى الجامعة العربية، وهذا ما تسعى له أمريكا في إطار فرض الحل السياسي على أهل الشام، حيث إنها تريد إظهار عميلها نظام أسد قوياً سياسياً من خلال دعم هذه الأنظمة له، خاصة تلك التي ادعت في سنوات مضت وقوفها مع الثورة وسعيها لإسقاطه، كتركيا والسعودية.

فهل تعتبر خطوات التطبيع هذه نهاية المكر على أهل الشام؟ أي أن أمريكا قد استطاعت إجهاض الثورة في الشام، وباتت تضع اللمسات الأخيرة على مشروعها فأوعزت لأدواتها باتخاذ خطوات التطبيع؟ أم أن هذه الخطوات ستكون بداية السقوط الحقيقية للنظام المجرم؟ أي هل بات انهيار النظام قاب قوسين أو أدنى لذلك كان لا بد من مساندته من أشد الدول ادعاءً لعداوته؟

إن نظرة سريعة لاثني عشر عاما مرّت بها ثورة الشام، تؤكد أن كل المساعي الدولية السياسية منها والعسكرية كانت تصبّ في خانة دعم النظام المجرم، وإعادة الحياة له بعد أن بات في غرفة الإنعاش منذ السنوات الأولى للثورة، فقد كان الدعم العسكري المباشر من إيران وحزبها في لبنان حاضرا منذ انطلاقة الثورة، ثم أردف بدعم روسيا، ناهيك عن الدور الخطير الذي مثلته مؤتمرات جنيف وأستانة والرياض وغيرها.

كل هذا كان هدفه الحفاظ على النظام وتقويته ودبّ الروح فيه للقضاء على الثورة، إلا أن الثورة ومع كل منعطف، وفي كل مكر، تخرج أقوى رغم عظيم التضحيات، وتنقي صفوفها رغم كبير المكر الذي تتعرض له، فالثورة وأهلها باتت أقرب إلى النصر أكثر من أي وقت مضى، فالخونة يصطفون مرغمين إلى جانب بعضهم ليحموا أنفسهم، بينما يتجمع الصادقون وتلتئم صفوفهم، وتنصع رايتهم، واثقين من خطاهم، يتلمسون طريق العزة بعيدا عن أجندات الداعمين، نابذين كل من له ارتباط مع هذه الأنظمة الوظيفية المطبّعة أو التي تسعى للتطبيع مع نظام أسد المجرم.

ومن الجدير ذكره أن المدافعين عن تطبيع النظام التركي ممن صنعهم من جوقة المبررين والمنتفعين، تراهم الآن يشنون حملات إدانة واستنكار للتطبيع العربي، مغفلين دور سيدهم وطاهي مرقتهم، النظام التركي، فتراهم ينادون باستعادة القرار، ويدينون التطبيع مع النظام، ثم يختمون كلامهم بالقول إلا أن النظام التركي ما يزال حليفنا، بل ويؤكدون على ضرورة بقائه كذلك حليفا رغم تكرار تصريحاته ولقاءاته مع نظام الإجرام، فلا أدري أفقد هؤلاء عقولهم، أم أنهم يستغبون الناس فيخرجون بهذا الخطاب الأعوج؟!

أياً يكن فقد باتت الثورة اليوم على صفين لا ثالث لهما، صفٌّ يتجمع فيه أهل الثورة وأولياء الدم وأصحاب القضية، وقد أضحوا يدركون أن لا خلاص لثورتهم إلا بأيديهم، وأن استعادة القرار تبدأ بالانعتاق من التبعية للأنظمة المجاورة أو غير المجاورة والتي باتت مواقفها واضحة أكثر من ذي قبل، والصف الآخر يتجمع فيه المنتفعون والمتسلقون، وعلامتهم أن أكسجينهم يكمن في ارتباطهم بالأنظمة الوظيفية، فلا يفتؤون يذكرونها بخير ويلتمسون رضاها، ويدافعون عن كل خياناتها.

فأما الصنف الأول فتقع على عاتقهم مهمة إكمال المسير وحشد الطاقات المخلصة الصادقة حول مشروع استعادة القرار وإنقاذ الثورة من براثن المتآمرين، ولا يلتفتوا لحجم المكر، ولا يفت في عضدهم اجتماع الخونة والمنافقين، بل هذا خير لهم ولثورتهم، فمن كان في قلبه ذرة تعلق بهذه الدولة أو تلك، فلينزع من صدره أي تعلق بغير الله، ومن كان يتوهم أن أحدا ناصره غير الله، فليصحُ من غفلته ويدرك أن النصر فقط من عند الله الواحد الأحد، وليعلموا أن النظام ضعيف متهاوٍ، وما محاولة التطبيع معه إلا لإنعاشه ومحاولة إبقائه على قيد الحياة، وأخيراً ﴿لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.

 

كتبه: 

 

 

المصدر: https://tinyurl.com/38u33pvh