- التفاصيل
وفقا لنشرة أخبار يوم الجمعة 30/6/2023م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا خرجت يوم الجمعة مظاهرات تحت عنوان "منتهك الحرمات لن يفتح الجبهات"، وذلك تنديدا بممارسات مخابرات هيئة تحرير الشام، وتنديدا كذلك بإحراق المصحف الشريف في السويد، وانطلقت المظاهرات بعد صلاة الجمعة في مدينة الباب وصوران إعزاز، والسحارة بريف حلب، ومخيمات أطمة الغربية بريف إدلب، وندد المتظاهرون بصمت قادة الفصائل على مجازر النظام وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، كما أكدوا أن حرق المصحف الشريف لم يكن ليتم لو كان في حكام المسلمين العملاء رجل واحد،. في السياق تواصلت أمس في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، لليوم الثالث والخمسين على التوالي، الفعاليات الشعبية ضد ممارسات مخابرات هيئة تحرير الشام. فقد خرجت مظاهرات مسائية في مدن وبلدات سلقين وأطمة وكفر تخاريم، وترمانين وكللي ومخيمات دير حسان ومخيمات ريف حلب الجنوبي ومخيمات تجمع الكرامة بريف إدلب ومدن وبلدات الأتارب والسحارة والباب وإعزاز وصوران وكفرة بريف حلب.
المصدر: https://tinyurl.com/2ydyw372
- التفاصيل
فرض الله سبحانه وتعالى علينا فرائض كثيرة، ولم تكن الفرائض مجرد طقوس تؤدى، بقدر ما أنها موجهة لسلوك الإنسان المسلم وضابطة لأعماله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"، فهذه الصلاة تلزم المؤمن الامتناع عن ارتكاب المنكرات، وهكذا باقي العبادات.
وإننا اليوم في عيد الأضحى المبارك، هذا العيد الذي يترافق مع أداء فريضة الحج، يجب أن لا يغيب عن أذهاننا الدروس والعِبر المستوحاة من هذه الفريضة، إذ لا بد من فهم فرائض الإسلام وتطبيق الدروس المستفادة منها في واقع الحياة، خاصة فيما يتعلق بما افترضه الله علينا من وجوب إنكار المنكر وتغييره، وإسقاط النظام العلماني المجرم الذي لم يدع جريمة إلا وارتكبها خلال سنيّ الثورة الاثني عشر.
وقبل الحديث عن دروس الحج فلا بد أن نذكر أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بالأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة وهي أيام أداء فريضة الحج، أقسم الله سبحانه وتعالى بها وبالفجر وبالليل وبالشفع والوتر، ليثبت حقيقة لطالما غفل عنها المرجفون الخائفون من سطوة المجرمين، فبعد هذا القسم العظيم، جاء الله عز وجل بأمثلة عن أعظم الطغاة والجبابرة وأخبرنا عن الصفة المشتركة لهم، ألا وهي الطغيان في البلاد والزيادة في الإفساد والفساد، ثم يخبرنا بالنتيجة التي شملتهم جميعا بأن صبّ الله عليهم العذاب فمنهم من دمرهم وآخرين أغرقهم، ليأتي بعد ذلك بجواب القسم العظيم، فقال: "إن ربك لبالمرصاد"، فهو يترصد سبحانه وتعالى لكل طاغية مفسد، فيمهله حتى إذا أخذه لم يفلته.
وفي طريق مواجهة الظالمين والمفسدين لا بد أن يتحلى المؤمنون العاملون بصفة التسليم المطلق لأمر الله، فليس للمؤمن خيار في قبول أو رد أمر الله، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب : 36] وهذا ما كانت عليه هاجر زوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ: جاءَ إِبْرَاهِيمُ ﷺ بِأُمِّ إِسْمَاعِيل وَبابنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِي تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فوْقَ زَمْزَمَ في أَعْلَى المسْجِدِ، وَلَيْسَ بمكَّةَ يَؤْمئذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوضَعَهَمَا هُنَاكَ، وَوضَع عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيه تَمرٌ، وسِقَاء فِيهِ مَاءٌ. ثُمَّ قَفى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فتَبِعتْهُ أُمُّ إِسْماعِيل فَقَالَتْ: يَا إِبْراهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وتَتْرُكُنَا بهَذا الْوادِي الَّذِي ليْسَ فِيهِ أَنيسٌ ولاَ شَيءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلكَ مِرارًا، وَجَعَلَ لاَ يلْتَفِتُ إِلَيْهَا، قَالَتْ لَه: آللَّهُ أَمركَ بِهذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَت: إِذًا لاَ يُضَيِّعُنا، ثُمَّ رجعتْ.
وهكذا يكون الاستسلام لأمر الله، فهو يترافق مع الثقة التامة أن تنفيذ أوامر الله لن يضيعنا، بل فيه النجاة كل النجاة، كيف لا وهو بيده كل شيء، فمنه الأمر وعليه التكلان، فهو الذي أمرنا أن لا نركن إلى الظالمين، وهذا يقتضي قطع الارتباط بالداعمين الذين ثبت يقينا أنهم في صف نظام القتل والإجرام، ولا يقولن أحدٌ كيف نكفي أنفسنا، وكيف سنكمل ثورتنا، بل يجب أن نستسلم لأمر الله موقنين بأنه لن يضيعنا.
أليس في مشهد الذبح عبرة أخرى تؤكد وجوب الاستسلام التام لأمر الله؟ انظر كيف أن نبي الله ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام لم يتوان لحظة في تنفيذ أمر الله حيث جاء في كتاب الله ﴿فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنّي أَرى فِي المَنامِ أَنّي أَذبَحُكَ فَانظُر ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّهُ مِنَ الصّابِرينَفَلَمّا أَسلَما وَتَلَّهُ لِلجَبينِوَنادَيناهُ أَن يا إِبراهيمُقَد صَدَّقتَ الرُّؤيا إِنّا كَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَإِنَّ هذا لَهُوَ البَلاءُ المُبينُوَفَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظيمٍوَتَرَكنا عَلَيهِ فِي الآخِرينَسَلامٌ عَلى إِبراهيمَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ﴾ [الصافات: ١٠٢-١١٠]
وهذا جزاء كل من أحسن تنفيذ أمر الله وثبت عليه، فلن يضيعه الله.
أما الشيطان وأساليبه وتبريراته فهي كثيرة، وما على أهل الشام إلا أن يرموه وأدواته بحجر الالتزام بأمر الله، والشيطان اسم لكل من حاد عن أمر الله سواء كان من الجن أو الإنس، فكما كانت شعيرة الحج تقتضي رمي الجمرات، اقتداء بفعل نبي الله إبراهيم عليه السلام عند سعيه في تنفيذ ما أُمر به، فكذلك يجب أن يفعل من يسعى لإسقاط النظام ملتزما أمر الله، فيرمي كل من يدعوه لحرف طريقه، أو ليفرط بدماء الشهداء، أو من يدعوه للوقوف في منتصف الطريق، فكل هذه دعوات شيطانية يجب الابتعاد عنها والتمسك بأحكام رب العالمين.
وأخيراً فإن اجتماع المسلمين على صعيد واحد، يلبون نداء ربهم، يسعون ذات السعي، ويطوفون ذات الطواف، يكبرون ويهللون لرب واحد، يجتمعون من كل صوب وحدب، لباسهم واحد، لا فرق بين أبيض وأسود ولا عربي وأعجمي، هذا المشهد من الوحدة والاجتماع، يرسل لأهل الشام المبتغين إسقاط النظام أن يهبوا استجابة لدينهم، ونصرة لأعراضهم، وتنفيذاً لأمر ربهم، معتصمين بحبله جميعاً، فيجتمعون على المشروع الذي يرضي ربهم، وكل منهم يأخذ دوره، واثقين بأن الله لن يخذلهم، فيستمدون منه العون والمدد، فهو القاهر فوق عباده، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ﴾ [الحج: ٣٩]
=====
منير ناصر
- التفاصيل
ذكرت نشرة أخبار الجمعة 23/6/2023م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا أن مظاهرات شعبية غاضبة خرجت الجمعة في مدن وبلدات السحارة وبابكة وإعزاز والباب وصوران وكفرة ومخيمات أطمة الغربية، بريفي حلب وإدلب؛ وذلك في جمعة أطلق عليها المتظاهرون جمعة (كبروا حتى يزول الطغاة)، وندد المتظاهرون بالأفعال القمعية لمخابرات هيئة تحرير الشام، وطالبوها بإطلاق سراح المعتقلين لديها، وإسقاط القادة المرتبطين، والرد على مجازر النظام بفتح الجبهات، ومتابعة الثورة حتى إسقاط النظام المجرم. فيما خرجت مساء الخميس ولليوم السادس والأربعين على التوالي مظاهرات مسائية في 13 مدينة وبلدة في ريفي إدلب وحلب، رفضا لحملة الاعتقالات التعسفية التي قامت بها مخابرات هيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب، وطالت قادة عسكريين ووجهاء، وأعضاء في حزب التحرير، وتخللها انتهاكات واسعة بحق المدنيين واقتحام للبيوت وكشف للعورات.
المصدر: https://tinyurl.com/yvyzx92w
- التفاصيل
عندما بيّت كفار قريش النية على اغتيال النبي محمد ﷺ، اختاروا من كل قبيلة رجلاً، حتى يتوزع دمه على قبائل عدة، فتعجز قريش عن الأخذ بثأره، وهي وحيدة، فرابطوا عند باب داره طوال الليل بانتظار أن يخرج لصلاة الفجر. وكانوا قادرين على تسوّر منزله، إلا أنهم لم يفعلوا، ليس خشية منه، ولكن ستراً لبنات عمومتهم، حتى إن أحدهم اقترح اقتحام بيته، فرد عليه أبو جهل الكافر معنفاً: أتريد أن تقول العرب عنا أنا تسوّرنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد؟ قال السهيلي في الروض الأنف: فَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ التّفْسِيرِ السّبَبَ الْمَانِعَ لَهُمْ مِنَ التّقَحّمِ عَلَيْهِ فِي الدّارِ مَعَ قِصَرِ الْجِدَارِ، وَأَنّهُمْ إنّمَا جَاءُوا لِقَتْلِهِ، فَذَكَرَ فِي الْخَبَرِ أَنّهُمْ هَمّوا بِالْوُلُوجِ عَلَيْهِ، فَصَاحَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الدّارِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: وَاللهِ إنّهَا لَلسّبّةُ فِي الْعَرَبِ أَنْ يُتَحَدّثَ عَنّا أَنّا تَسَوّرْنَا الْحِيطَانَ عَلَى بَنَاتِ الْعَمّ، وَهَتَكْنَا سِتْرَ حُرْمَتِنَا، فَهَذَا هُوَ الّذِي أَقَامَهُمْ بِالْبَابِ حَتّى أَصْبَحُوا يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَهُ.
لقد كان عند كفار قريش نخوة ورجولة تمنعهم من اقتحام بيت وكشف ستر من فيه من نساء. وحدث أن غضب أبو جهل من أسماء بنت أبي بكر الصديق، فضربها على وجهها، فظل يتبعها راجياً إياها بألا تخبر أحداً عن فعلته، قائلا لها: خبئيها عني، خبئيها عني، قاصداً ألا تفضحيني، حتى لا يقول الناس إني ضربت امرأة. أما أبو سفيان، فقد خرج، عندما كان كافراً، مع قافلة من قريش إلى أرض الروم، فاستدعاهم هرقل ملك الروم ليسألهم عن محمد، فقال: هل تتهمونه بالكذب؟ قالوا: لا، وسألهم: وهل يغدر؟ فقالوا: لا، فسألهم: وهل يقتل؟ فقالوا: لا. عندها قال أبو سفيان: فو الله، لولا الحياء أن يأثروا عليّ الكذب لكذبته، قاصداً أنه رفض النيل من سمعة النبي، خوفاً من أن يقال عنه في مكة إن أبا سفيان كذب على محمد، لقد خاف على سمعته وهو كافر.
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس كفار قريش أرحم رغم الأذى الذي عاناه منهم الرسول ﷺ وصحبه الكرام رضي الله عنهم؟ أليسوا أرحم من جاهليي اليوم مدعي الإسلام والطارئين عليه، أمثال هيئة تحرير الشام الذين لم يكتفوا بتسور البيوت وكشف أستارها فيما يعرف بالشمال السوري المحرر، بل إنهم هتكوا أعراض نسوتها، واعتقلوا حملة الدعوة المخلصين، وكذلك المجاهدين الصادقين من رفقاء دربهم من أبناء القاعدة والثائرين على نظام المجرم بشار، وقتلوا كل من خالفهم بوحشية؟!
إن تصرفات هؤلاء الهمج لا تختلف عن تصرفات الحكام المجرمين في قمع المخالفين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولن تجلب عليهم تلك التجاوزات إلا غضب الله سبحانه وتعالى وحنق أبناء المسلمين الذين تضرروا من فعالهم الشنيعة، ولن يضروا إلا أنفسهم، وقد ضل سعيهم السياسي والعسكري عندما خضعوا لإرادة نظام تركيا الذي يطبع مع نظام الأسد، ويتماهى سلوكهم هذا مع سلوك حكام الدول العربية الذين يمهدون لإعادة تدوير حكم بشار بعد أن قتل ودمر وهجّر وأهلك الحرث والنسل!
ونقول للمخلصين من أولي البقية في هيئة تحرير الشام: أنكروا على الجولاني أفعاله، وأطروه على الحق أطرا واقصروه على الحق قصرا قبل فوات الأوان.
ونقول لجيش تركيا وجيوش المسلمين الأخرى: أوقفوا هذه المهزلة في الشام، وأقيموا حكم الإسلام على أنقاض حكام الجبر والضرار، وبايعوا إماما واحدا على السمع والطاعة للحكم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله ﷺ في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستوحد الأمة الإسلامية أرضا وشعوبا وجيوشا، ولتحاسب الذين تجاوزوا حدودهم في خدمة الكافرين وإيذاء المسلمين. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً﴾.
كتبه: الأستاذة رولا إبراهيم
المصدر: https://tinyurl.com/mscvcw3z
- التفاصيل
من الأسلحة التي تمارسها الدول، وكذلك الجماعات التي تحكم بسلطة الأمر الواقع؛ سلاح التشويه والتضليل، وذلك لصرف الرأي العام عن تأييد شخص أو حزب، أو جماعة، والهدف من ذلك تحقيق كره الناس وحقدهم على الشخصيات التي شُوّهت، وعلى الأحزاب والجماعات التي يُراد تشويهها.
فإن لم ينجح التضليل والتشويه والبهتان عند هؤلاء، يُصار إلى قمع الأفراد والجماعات، وملاحقتهم، وتغييبهم في السجون.
وما يحصل اليوم من تغول لمخابرات هيئة الجولاني على شباب حزب التحرير وأهاليهم، وعلى كل الذين خرجوا لقول كلمة الحق في ثورة الشام.
وأيضا، ما تمارسه شبيحة الهيئة ومخابراتها، من تضليل وتشويه وبهتان وملاحقات وخطف، كل ذلك يأتي في سياق نهج الطغاة وأذنابهم على خطا فرعون وأتباعه.
والمُلاحظ، أنَّه مهما كانت قوة الظالم وجبروته، فكلمة الحق الصريحة، وحجة حامل الدعوة القوية، وثباته على ذلك، تقذف الرعب في قلوب الطغاة أصحاب الباطل.. فهذا فرعون رمز الطغاة وكبيرهم، ذُعِرَ ذُعْراً شديدا أمام حُجَّة رسول الله موسى عليه السلام، وبدا تضعضعه وتهاويه من خلال تواضعه للقوم الذين جعل نفسه إلهاً لهم، فيطلب أمرهم ومشورتهم! قال تعالى: ( قَالَ لِلْمَلإ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) [سورة الشعراء 34 – 35]. ومتى كان فرعون يطلب أمرا من أتباعه، وهم له يسجدون؟! فلا عجب من ذلك، لأن ديدن الطغاة واحد، حينما يُحسُّون أن الأرض تتزلزل تحت أقدامهم.
وفي سورة القصص، عرض لنهج فرعون كطاغية ظالم، والذي يقوم على: التفريق وبث الانقسام بجعل قومه شِيَعا، واستضعاف طائفة من الناس وليس كلهم مستضعفين، والقتل والإذلال، والإفساد في الأرض.. وذلك في قوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)[القصص 4]. فهذه الآية، تُبيِّن جوانب مهمة من نهج الطغاة على مر العصور؛ في السيطرة على شعوبهم، وتثبيت عروشهم، وعلوهم في الأرض.
وإن كان نهج الطغاة واحد على خطا فرعون، فهو آيل للزوال والاندثار تحت أقدام العاملين للتغيير؛ باستئناف الحياة الإسلامية، وتتويج ذلك بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [ النور 55].
وعَوْدٌ على بَدْء، في سورة القصص - بعد ذكر فرعون وطغيانه - حيث البشرى من الله سبحانه وتعالى؛ للعاملين على خطا الأنبياء، ومن تبعهم بإحسان: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [القصص 5 – 6].
-------
محمد صالح