press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

توسع الحراك الشعبي السلمي

 

ومضة:
توسع الحراك الشعبي السلمي

رقعة الحراك تكون ضيقة في بدايتها وما يساعد على توسعها إستمرارها بشكل سلمي.
عندما تريد أن تسقط نظاماً أو طاغية بداية يجب عليك إيجاد رأي عام مضاد ضد هذا النظام أو الطاغية وفضحه على الملأ ومن ثم يتم العمل على تحريك الشارع ضده ولو كان في البداية التحرك بطيئاً ودائرة الحراك ضيقة فهذا أمر طبيعي لبداية كل حراك فالذين يكون إحساسهم عالٍ ومرهف ويكونوا واعيين وتكون نظرتهم مستنيرة يكونون قلة ويكون تحركهم أسرع مقارنة بباقي أفراد الأمة وهذا أمر طبيعي، ولكن هذا المرحلة مؤقتة، فعندما يستمر القائمون بالحراك ويثبتون وترتفع الحرارة لديهم بشكل تصاعدي هنا تبدأ حرارة هذا الحراك تنتقل رويداً رويداً إلى باقي أفراد الأمة وإلى باقي المناطق ومن ثم تأتي المرحلة التي تليها وهو الانتفاضة الكبرى التي ستزلزل العروش وتسقط الأنظمة المخابراتية العميلة، وهذا ما رأيناه وحدث بداية هذه الثورة المباركة كيف أن الحراك السلمي المتواصل أسقط النظام المجرم فعلياً لولا أن تدخلت الدول وسلّحت الثورة وشيطنت الحراك وكان ذلك مبرراً لقمعهم والتحرك ضدهم وإيجاد الذرائع لضربهم والقضاء عليهم.

فيا أهلنا الثائرين الحذر الحذر من جركم للأعمال المادية وشيطنة حراككم ومحاولة القضاء عليه فأنتم وصلتم بثباتكم وإصراركم لمرحلة الإنتفاضة الكبرى والنصر والقضاء على الطغاة وإسقاط عروشهم فاثبتوا واصبروا وصابروا واستمروا بحراككم السلمي على بركة الله و لن يضيع الله أعمالكم فإن نصر الله قريب وما ذلك على الله بعزيز.

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز

 يا أهل الثورة تكاملت الأدوار والهدف واحد فالنجاة النجاة

 

 

في هذه الأيام الحرجة من عمر ثورة الشام تتعاظم المكائد والمؤامرات من كل حدب وصوب تجاه أهلها وأحرارها فمن قصف همجي للمجرم الروسي وربيبه في الإجرام نظام أسد الكيماوي إلى ضغط الفصائل وعلى رأسهم هيئة الجولاني وعصابته الأمنية التي تنتهك الأعراض وتعتقل الأحرار وتعتدي على النساء والشيوخ بأفعالها التشبيحية إلى التضييق المعيشي في رفع الأسعار من حكومات العار إلى التخفيف من المساعدات الإنسانية من قبل هيئة الأمم المتحدة والتي تشرعن النظام اليوم عبر الاستئذان منه خبثاً ومكراً لتمديد المساعدات نحو الشمال الذي لم يعد محرراً في واقعه بل هو سجن كبير يضيق الخناق عليه يوماً بعد يوم ، فكل هذا الحصار والتضييق والضغط بأشكاله المختلفة نرى مهندسه واحد يقف خلف الكواليس يدير هذه العملية القذرة في قتل هذا الشعب الذي طالب بإسقاط النظام المجرم وبهدم أركانه .
يا أهل الشام لقد جربتم التعلق بحبال الداعمين المتآمرين فأوردتكم و أوردت ثورتنا المهالك، ولا ناصر لنا ولا معين إلا التمسك و الاعتصام بحبل الله المتين والعمل لنصرة دينه و نيل مرضاته،
و متابعة أعمال هذه الثورة المباركة والتي بدأ حراكها من جديد سافراً متحدياً كما كان في عهده الأول عندما انتفض بوجه نظام أسد المجرم، هاهو اليوم يتحرك ضد من حرف مسار ثورتنا من قادات الفصائل المتاجرين والذي يسعون بأساليبهم التشبيحية لإعادة إنتاج النظام المجرم من جديد فهو خطوة صحيحة ومباركة نحو استعادة قرار الثورة سياسياً وعسكرياً إضافة إلى نقطة مهمة جداً ولا مناص، وهي السير خلف قيادة سياسية واعية صادقة خبيرة في ميدان السياسة والعمل الثوري و تمتلك الرؤية الواضحة نسير معها كي ننجوا من أمواج المكائد و المؤامرات التي تعصف بثورة الشام .

====
شادي العبود

doc 2023 07 29 08 57 27.وا سعداه صرخة أمة

 

 

لقد كان لصحابة رسول الله ﷺ مواقف جمّة في سبيل دعوة الإسلام والتي مكّنت له دعائمه وأسسه في دولة ظلّت الدولة الأولى في العالم قرابة ١٣ قرناً وغرزت في نفوسهم ونفوس التابعين ومن أتى بعدهم إلى يوم الدين عقليات ونفسيات إسلامية موطّدة على طاعة الله ورسوله وفق منهاج يبعث السعادة والسرور في البشرية جمعاء .
فإذا ذكرت كلمة الدعوة وحملة الدعوة لابد أن يحضر في أذهاننا أن هذه الكلمة كانت كلمة السرّ في حياة الصحابة وحركتهم ونشاطهم وعطائهم في هذه الحياة ، فهم من صفوة الخلق وخيارهم وممن شرّفهم الله سبحانه وتعالى بصحبة النبي ﷺ وشهد عليهم بقوله :
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } .
وقوله أيضاً :
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ } .

وكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن فضل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وعن نصرتهم لدعوة النبي ﷺ .

إنَّ الأمةَ الإسلامية اليوم وهي تعيش حالةً منَ الذُّلِّ والهوان تنظر إلى تاريخها وماضيها لتستمد منه روح العزَّةِ وتستردَّ الثقة بنفسها فتُلبي نداء من يستنصرها في كشمير وبورما وميانمار وفلسطين وافغانستان والعراق و بلاد الشام وغيرها من البلاد التي يستصرخ المسلمون فيها ويستغيثون من اضطهاد حكامهم كما لبى المعتصم نداء الحرة في عمورية فأخذ بثأرها وأظهر عزة الإسلام للعالم أجمع .
 
صحيح أن الأمة الإسلامية اليوم على تفرقها وتشرذمها لا تستطيع نصرة بعضها بعضا وأقصى ما يمكن أن تقدمه لهذه الصرخات وغاية ما تُنجد به هذه الآلامَ والآهات هو التنديد والشجب، إلا أنها بإذن الله تعالى ستنهض من جديد بعد تجمع جهود الصادقين من أبنائها لأن أمةُ الإسلام هي أمة حيّة لا تموت حيث جعلها الله خير أمة أخرجت للناس بحيويتها قال تعالى :
" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله "
أن تفاعل أبناء هذه الأمةِ مع قضايا المسلمون حول العالم لَهو خَيْر دليلٍ على خيريتها وحيويتها ، وسيأتي اليوم الذي سيهيئ الله لهذه الأمة المؤمنة قوة تلبي استنصارها على أعدائها وتنتقم من جلاَّديها كما لبّى سيدنا سعد بن معاذ ومن معه من الأنصار دعوة النبي ﷺ ونصرها. فسعدٌ رضي الله عنه كان سيد الأوس وقائدهم الذي أسلم على يد الصحابي مصعب بن عمير رضي الله عنه في المدينة قبل الهجرة فترجم إسلامه عملياً ومباشرةً عندما ذهب إلى قومه قائلاً لهم :

« يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ » ، قالوا : « سيدنا فضلاً ، وأيمننا نقيبة » ، قال : « فإن كلامكم علي حرام ، رجالكم ونساؤكم ، حتى تؤمنوا بالله ورسوله » ، فما بقي في دور بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا .
فكان إسلامه ونصرته لدعوة النبي ﷺ انقلاباً نوعياً في مجتمع يثرب سطره التاريخ ليكون سيرة يقتدى بها ويفهم منها كيف تستخدم القوة على وجهها الصحيح في نصرة الإسلام .

فكان عِظَمُ عمل سيدنا سعد بن معاذ هو سبقه في نصرة دعوة الاسلام في حين رفضتها كثير من القبائل عندما خرج إليها النبي ﷺ يطلب منهم القوة والمنعة لنصرة دعوته.

ثم قَدِم سعدٌ ومن معه من الأنصار رضي الله عنهم أجمعين ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية.

جاءوا يبايعون النبي ﷺ " فقالوا يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي على المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله ، لا تأخذكم لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة. فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهذا أصغر السبعين فقال : رويداً يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله ، وإما أنكم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فهو أعذر لكم عند الله. فقالوا : يا أسعد أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ، ولا نستقيلها ، فقمنا إليه رجلاً رجلاً ، فأخذ علينا و شرط ، يعطينا بذلك الجنة ».

فكانت مبايعة الصحابة للنبي ﷺ على بصيرة وثبات بيعة حرب لإقامة دولة النبي ﷺ التي ستحكم بشرع الله رب العالمين .

ثم كان لسعد رضي الله عنه موقفاً آخراً يجسد فكرة الثبات والطاعة مع إعطاء النصرة والمنعة عندما استشار النبي ﷺ أصحابه قبل معركة بدر ، فأجابه سيدنا سعد رضي الله عنه : « قد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به الحق ، وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت ، فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق ، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا ، إنا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله »

كلمات تسطر بماء الذهب وتملئ قلب النبي ﷺ طمأنينة من هؤلاء الرجال الذين سيعتمد عليهم في بناء حضارة جديدة ستكون الحضارة الأولى في العالم .

في الوقت الذي تشتد فيه السواعد وتتضافر الجهود لإعادة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وفي الوقت الذي ترنو فيه النفوس وتتلهف القلوب لنصر من الله قريب ، تتوجه العقول والأبصار إلى أهل القوة والمنعة تستصرخ نخوتهم وتستنهض هممهم لينصروا الإسلام وحملة دعوته فيتحقق على أيديهم وعد الله بالنصر والتمكين ، وبالرغم من اختلاف الزمان والمكان و الأشخاص فإن النصرة اليوم لازمة للدعوة لزوم الماء للحياة كما أن طريقة الوصول إليها اليوم هي عينها الطريقة التي سلكها النبي ﷺ ونشط لها طيلة ثلاث سنين وأحداث سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام زاخرة بمواقف العز التي وقفها الأنصار الذين آووا رسول الله ونصروه وهي حَريّة بأن تحرك كل صاحب نخوة ونَجْدة من أنصار هذا الزمان لنصرة الإسلام وإزالة الحواجز المادية التي تقف عائقاً أمام الحكم بما أنزل الله.

إن الأمة الإسلامية اليوم تنتظر من يأخذ دور سعد بن معاذ ليلبي نداءها ويرتبط اسمه بصرختها المدوية " واسعدااااه "

 رُبّ واسعداه تدوي* ملء أفواه أمةٍ لم تَنمِ
تحرك نخوة جيش مسلم * فيرد جواباً دون تلعثمِ
ينصرُ الدعوةَ كما نصرها سعدٌ * فيُحيلُ الدربَ نوراً بعد الظُلَمِ
فيا ربّ هيىء لأمتنا نصراً * على يد أحفاد سعدٍ والمعتصمِ

===
عبد الباسط أبو الفاروق

كيف ننقذ مرضى السرطان

 

#أنقذوا_مرضى_السرطان
هاشتاج يتداوله إعلاميون وعدد من الناس بالمحرر وخارجه بعد المشاهد المحزنة للمرضى (نسأل الله لهم الشفاء العاجل)
والتفكير الواعي في مصيبة العجز عن تأمين العلاج لعدد كبير من المرضى بالمحرر المصابين بالأمراض المزمنة والذين ينتظرون المنظمات والجمعيات والمتبرعين وفتح المعابر أمامهم للدخول الى تركيا لتلقي العلاج..
نجد أنها رسالة إلى أهل الثورة من قبل أعدائهم، مفادها أنكم لن تستطيع العيش دون أن تلجأوا إلينا و تعتمدوا علينا و أننا إن لم نقتلكم بالحرب والسلاح نستطيع قتلكم بمنع العلاج عن مرضاكم .
وبالمقابل نرى في المحرر أموالا تصرف من قبل الحكومات على ترميم الملاعب والمراكز الترفيهية التي تكلّف مبالغ هائلة تصل لمئات الآلاف من الدولارات وإنشاء مولات وصيانة الطرقات والدوارات وغيرها كثير.
ونرى الواردات التي تدخل الى المحرر عن طريق الضرائب والمعابر هي كافية لإنشاء عدد من المشافي لمعالجة الناس من جميع الأمراض ولكن الأموال تذهب الى جيوب اللصوص السارقين الذين يتحكمون بالمحرر ووارداته.
إن هذا المشهد يأكّد لنا حقيقة ودور الأنظمة و سلطات الأمر الواقع الجاثمة على صدور أمة الإسلام. هذه الأنظمة الوظيفية التي ترعى مصالح الغرب في بلادنا وتهمل مصالح الأمة ورعاية شؤونها .
إن الإسلام قد تكفل بالعمل على تأمين التطبيب لكل رعايا الدولة الإسلامية كما تكفل بالعمل على تأمين جميع الأساسيات التي يحتاجها من أجل أن يعيش حياة كريمة ومن هذه الأساسيات الرعاية الصحية و التعليم.
من هنا يتبين لنا حقيقة الأنظمة التي تمنع المصابين بالأمراض و منها السرطان بأنها أنظمة لاتمت لتعاليم الإسلام بصلة من حيث الحكم والرعاية، لأن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة كالجسد الواحد فلا تفرقها سدود ولا قيود فهي التي تعامل الإنسان كإنسان وتعمل على تأمين أساسيات العيش فلا فرق بين لون أو لغة أو عرق.
فإذا أراد المسلمون اليوم أن يوجدوا حلاً لجميع مشاكلهم فعليهم أن يتخلصوا أولاً من السلطان الجاثم على صدورهم وهو تلك الدويلات المصطنعة من قبل أعداء الإسلام والمسلمين .والعمل لبناء دولة إسلامية تحكم بنظام ربهم.
فهو علاج الخالق لجميع مشاكل المخلوق فالدولة هي المسؤولة عن رعاية شؤون رعاياها بكافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية فهذا واجبها الذي فرض عليها.

============
بقلم: حيزان كنجو

363346309 240536268925766 7733112590813285151 n

 

 

انطلقت ثورة الشام بقرار ذاتي وإرادة تحررت من الخوف والطمع والتبعية للنظام، فكان الثوار قوة لا يستهان بها رغم ضعف قوتهم المادية، فقد كانت قوتهم بالمظاهرات وسلاحهم البمبكشن والبارودة.

لقد أدرك عدوهم سر قوتهم وهو إيمانهم بالحق الذي حرر إرادتهم من الانقياد للباطل فعمل على سلبهم هذه الإرادة بالمال السياسي القذر والسلاح الذي لا يملكون ذخيرته ولا استخدامه إلا بقرار من الداعم، وهكذا تمت مصادرة القرار السياسي والقرار العسكري بالمال والسلاح فكانت النتيجة فرض الهدن والمفاوضات وإيقاف المعارك وإغلاق الجبهات وتخدير المقاتلين بالتدشيم وحفر الخنادق وإقامة الحواجز على الطرقات والانشغال بمشاكل المدنيين، بينما كان عدوهم يُعِدّ لاسترجاع المناطق وهذا ما كان فقد أصبح المحرر الآن 7% بعد أن كان 70%!

أيها الشرفاء، يا أهل ثورة الشام، يا من لم تنتكسوا بالمال السياسي ولم تفقدوا إيمانكم بالحق ولم تبيعوا قراركم وإرادتكم بالدعم الخارجي: أنتم اليوم بيضة القبان لترجيح الكفة وتحرير الإرادة والقرار وتحييد المنتكسين من القادة والمنتفعين عن قيادة المجاهدين وتحرير المجاهدين من تضليل المطبلين والمزمرين.

إن إيماننا بالله هو الذي يثبتنا على موقفنا ويحرر إرادتنا ويعيد لنا قرارنا ويبين لنا عدالة قضيتنا. ولذلك فإن العمل على تحرير الإرادة والقرار هو الأولوية القصوى وذلك عبر تحرير العقول والأفهام من أوهام التبعية والاستنصار بالدول العميلة وأسيادها من الكفار.

أيها المسلمون: لقد عمل أعداء الإسلام على تكبيل المسلمين بالأفكار الضالة من علمانية وقومية ووطنية ومصلحية، بل زرع في أذهان القادة والمثقفين أنه لا يمكن لهم تحقيق الحرية والنصر إلا بالاعتماد عليه! وهذا أخطر احتلال.

إن الذين يظنون أن الحل والنصر بالاعتماد على القوى الخارجية والأنظمة العلمانية ومسايرتها قد انتكسوا ونكصوا على أعقابهم، وهم يحاولون اليوم فرض عقليتهم المحتلة على الثورة وأهلها، وهم يقودون الثوار من احتلال أرضهم إلى احتلال عقولهم وقرارهم وذلك بالترويج للمصالحات والتخويف من القوى الدولية وأدواتها والتطبيل للقادة المنتكسين الذين بدل أن يعتزوا بالانتصارات أصبحوا يتسولون دعاية بإعطاء عامل النظافة بعض الليرات!

ومن الأمثلة على فقدان القرار النكث بالأيمان المغلظة بإطلاق سراح المعتقلين من وجهاء أهل حماة صبيحة العيد، وكذلك عدم إطلاق سراح أي أحد من المعتقلين من المجاهدين والسياسيين والناشطين رغم الآلام والآمال بأن يكون العيد فرصة لهم للخروج من الانضغاط الذي أوقعوا أنفسهم فيه بسبب الظلم والاعتقال وانتهاك الحرمات، ما يدل على أنهم مجرد أداة اعتقال لا يملكون قرار إطلاق سراح أحد لأن أمر الاعتقال جاءهم من معلميهم في الخارج ضمن سياسة التطبيع مع النظام والتحضير للمصالحات.

أيها الثوار الشرفاء: إنه لا يمكن تحرير الأرض ما لم تتحرر الإرادة، وإذا ما حصل تحرير على أيدي الأدوات، ولن يحصل، فهو تحرير مزيف كاستقلال الأنظمة العربية التي تحتفل كل عام بعيد الاستقلال بينما هي ترتكس بذلّ التبعية للاستعمار الذي لا يزال يتقنع بهذه الأنظمة محتلا لبلادنا احتلالا سياسيا بعمالة أنظمتنا وتبعيتها له، واحتلالا اقتصاديا برعاية أنظمتنا لمصالحه وسيطرة شركاته الرأسمالية على مقدرات بلادنا من نفط ومعادن، واحتلالا اجتماعيا بمحاولة تفكيك نظام الأسرة الذي فرضه الله، واحتلالا فكريا بفرض عقيدته فصل الدين عن الحياة وبنشر ثقافته عبر فرض مناهج التعليم على بلادنا وجعل شخصيته وطراز عيشه أنموذجا يحتذى به.

إن هذا الشكل من الاحتلال هو أخطر من الاحتلال العسكري المباشر للأرض حيث إننا ندركه ونقاومه، أما احتلال العقول والإرادات فيمكن إخفاؤه وراء قناع من القادة العملاء والأدوات الرخيصة الذين يمثلون على الناس دور القائد الحامي والراعي الحريص على شعبه بينما هو رويبضة تافه لا يملك من أمره شيئا.

إن التحرير المطلوب اليوم هو تحرير العقول والإرادات والقرارات من التبعية لما يسمى الدول الداعمة وهي في الحقيقة أنظمة خائنة مخادعة تتاجر بمصائر الشعوب في سبيل تحقيق مصالح آنية سلطوية أو انتخابية. ومن العجب العجاب أن ترى كثيرا من المخدوعين الذين احتُلت عقولهم يبررون لهم هذا الأسلوب القذر في تحقيق مصالحهم بل ويرونه حقا لهم أن يتاجروا بآلام المستضعفين!

أيها الشرفاء، يا أهل ثورة الشام: لقد شاهدتم بأم أعينكم كيف حررتم أرضكم وتحررتم عندما كنتم مستقلين تملكون قراركم وتتحركون بإرادتكم، وكيف سلبت منكم بلادكم وحُشرتم في المخيمات بعد أن باع القادة قراركم وسلموا أرضكم ودياركم لعدوكم.

فتحرروا من أوهام التبعية واستعيدوا قراركم وحرروا إرادتكم قبل أن يسلمكم القادة العملاء ويسلموا ما بقي من المحرر كما سلموا حلب وأريافها وأرياف حمص وحماة والغوطة ودرعا وشرق السكة وغربها وخان شيخون والمعرة وأريافهما والـM5.

وللمحافظة على استقلال الإرادة اتخذوا قيادة سياسية لا ترتبط إلا بالله رب العالمين، ترون أنها صدقتكم القول وثبتت على مشروع الإسلام العظيم ولم تبدل عالمية الإسلام بوطنية الدين ولم تساير قوى الظلام والإغراء ولم تستسلم رغم الاعتقال والإيذاء، وقدمت لكم مشروع الخلاص الواضح؛ مشروع الخلافة على منهاج النبوة، عندئذ يصبح تحرير أرضكم تحصيل حاصل.

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

====
بقلم: الأستاذ محمد سعيد العبود

 

المصدر: https://tinyurl.com/ewszeux9