press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1722019sutchi

 

الخبر:

انطلقت في مدينة سوتشي جنوبي روسيا 2019/2/14م القمة الثلاثية حول سوريا بين رؤساء كل من روسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني وتركيا رجب طيب أردوغان، مع التركيز على الوضع في محافظة إدلب شرقي البلاد.

وفي كلمته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "بؤرة الإرهاب في إدلب لا يمكن التسامح معها ويجب اتخاذ إجراءات للقضاء عليها".

وذكّر بأنه هو ونظيره التركي سبق أن اتفقا خلال محادثاتهما في موسكو في كانون الثاني/يناير الماضي على ضرورة حل القضايا الأمنية في سوريا مع الاحترام الصارم لسيادتها ووحدة أراضيها.

من جانبه، تطرق الرئيس التركي في كلمته إلى أهمية مفاوضات أستانة بالنسبة للتسوية السلمية في سوريا، مؤكدا أن الدول الضامنة الثلاث استطاعت الحفاظ على "مبادئ أستانة"، على الرغم من الاستفزازات المختلفة.

ووصف أردوغان مفاوضات أستانة بأنها "أنجح نموذج لوقف إراقة الدماء" مؤكدا أن أنقرة وموسكو وطهران تمكنت عبر الحوار من احتواء العديد من العقبات. (آر تي عربي)

التعليق:

لا شك أن هذه المؤتمرات لم تعقد إلا للتآمر على ثورة الشام وأهلها؛ ولكسب الوقت ريثما يتم ترتيب أوراق الحل السياسي الأمريكي؛ الذي يعمل على القضاء على ثورة الشام وتضحيات أهلها ليعودوا من جديد تحت نير الذل والهوان.

لم يعد أحد يتحدث في المؤتمرات عن إجرام طاغية الشام ولا حتى عن رحيله أو وجوب محاسبته على جرائمه؛ وإنما بات الحديث يتركز على وقف إراقة الدماء دون تحديد الجهة المسؤولة عن إراقتها بل ومساواة الضحية مع الجلاد للتحضير للتسوية السلمية مع التركيز على محاربة ما يسمونه (الإرهاب) والمحافظة على السيادة السورية ووحدة أراضيها، فمتى يدرك أهل الشام أن لا خير في هذه المؤتمرات، بل فيها كل شرور الغرب وأذنابه؟! ومتى يدرك المسلمون في العالم أن حكامهم مجرد نواطير سلطهم الغرب الكافر على رقابهم؛ لا يعنيهم الحفاظ على دماء المسلمين ولا على أعراضهم، بل جل ما يهمهم البقاء على كراسي الحكم وتحقيق مصالح أسيادهم مهما كانت النتائج؟!

إن المحافظة على السيادة السورية تعني تسليم المناطق جميعها لطاغية الشام بعد تجريد أهلها من السلاح بحجة محاربة (الإرهاب)، فينبغي على أهل الشام أن يتداركوا ثورتهم قبل فوات الأوان؛ متوكلين على الله سبحانه وتعالى، ملتمسين النصر منه وحده؛ فما النصر إلا من عند الله، وإنه وإن كان الغرب الكافر يمكر بالمسلمين ليل نهار ليمنعهم من التخلص من تسلطه؛ فلا شك أن الله سبحانه وتعالى يمكر بأعدائه أيضا؛ قال تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/2TNWmKi

 

 

 

522019adanaa

 

الخبر:

قام وزير الخارجية التركي بتقييم وإجابة الأسئلة المتعلقة بسوريا. حيث تحدث جاووش أوغلو عن اتفاقية أضنة، والتي قام الرئيس بوتين بإعادتها إلى الواجهة أثناء زيارة الرئيس التركي أردوغان لموسكو. وأعطى جاووش أوغلو، والذي أعلن عن آخر التطورات بما يتعلق باتفاقية أضنة، الضوء الأخضر لنظام الأسد من خلال قوله: "على الرغم من انقطاع العلاقات مع النظام، إلا أن الاتفاقية لم يتم استثناؤها قط. إذا وقفت الحكومة السورية أمامنا عندما يكون هناك حل سياسي، عندها ستقوم بالكثير". وكان قد قال جاووش أوغلو سابقا: "بحال فوز الأسد بالانتخابات، على الجميع الأخذ بعين الاعتبار العمل معه".

التعليق:

كما هو معروف، فإن أردوغان قد قام بزيارة رسمية إلى روسيا الأربعاء الماضي. وكما تم الإعلان عنه، فإن الزيارة كانت تتعلق بسوريا، حيث تمت مناقشة قرار أمريكا الانسحاب من سوريا، والمنطقة الآمنة في شرق نهر الفرات، والوضع الحالي لإدلب. وبعد عودة أردوغان إلى تركيا، أعلن عن أن اتفاقية أضنة والتي تمت بين تركيا وحافظ الأسد، قد تمت إعادتها إلى الأجندة.

وحسب اتفاقية أضنة التي عقدت بين تركيا وسوريا في عام 1998، فقد وافقت سوريا على اعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ووعدت تركيا بأنه لن يسمح بأي نشاطات للمنظمة على الأرض السورية. وبعد هذه الاتفاقية طرد عبد الله أوجلان من سوريا وألقي القبض عليه في كينيا بمساعدة الاستخبارات الأمريكية حيث نقل إلى تركيا. ومن وجهة النظر هذه، يمكننا القول إن أمريكا تقف وراء اتفاقية أضنة، حيث إن حسني مبارك رئيس مصر آنذاك وهو عميل أمريكي مخلص، دخل المفاوضات مع كل من حافظ الأسد وتركيا. وليس أمرا خاطئا القول إن أمريكا تقف وراء حقيقة عودة اتفاقية أضنة إلى الأجندة مرة أخرى. على الرغم من أن بوتين هو من ذكر أردوغان بذلك، حيث إن أمريكا هي من وضعت هذه القضية على الطاولة، مما سيطمئن تركيا سياسيا في القضية السورية. حيث إنه وحسب اتفاقية أضنة والتي عادت إلى الأجندة للمرة الأولى منذ بداية الثورة السورية في 2011، فقد هدفت إلى اعتراف تركيا بالقاتل الأسد والقيام بتواصل رسمي مع النظام السوري.

إن حكام تركيا يعلمون أن أمريكا بنفسها أرادت الاعتراف بهذه الاتفاقية التي تمت في 1998. ويدركون تماما أيضا أن الاتفاقية لا تعني شيئا اليوم لأمريكا. حيث إنها ستستخدمها فقط كعامل مساعد لتسهيل اعتراف تركيا بالأسد. وبكلمات أخرى، فإن تركيا ستتواصل مع النظام السوري بسبب هذه الاتفاقية. وإلا فما الذي يفسر عودة الاتفاقية على الطاولة بعد كل تلك السنوات؟

وماذا ستطلب تركيا من سوريا حسب الاتفاقية؟ هل ستطلب منها منع نشاطات مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب، وهم الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، أو ستطلب منها تسليم مسلحي وحدات حماية الشعب إلى تركيا.

إن هذا لهو أمر مضحك. حيث يجب علينا أن نتساءل: ألم تكن اتفاقية أضنة موجودة عندما سلم نظام الأسد شرق نهر الفرات لحزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني في 2012؟ ألم تكن اتفاقية أضنة موجودة عندما عبرت قوات نظام البارزاني البشمركة إلى كوباني عبر الحدود التركية؟ ألم تكن موجودة عندما حضر صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، إلى أنقرة لمقابلة وزير الخارجية؟ بلى، فقد كانت هذه الاتفاقية موجودة.

إذاً فما الذي يجعلهم يخرقون اتفاقية أضنة ذلك الوقت، ويلتزمون الصمت أمام دعم الأسد لقوات حماية الشعب وتسليمهم المنطقة الشمالية ثم توضع اتفاقية أضنة على الطاولة مرة أخرى؟ إن أمريكا ترسم طريقة اعتراف تركيا بنظام الأسد من خلال إعادة اتفاقية أضنة إلى الأجندة مرة أخرى، لا شيء آخر... وبيان وزير الخارجية جاووش أوغلو يؤكد ذلك.

إن أمريكا تريد سوريا مع الأسد، ومن أجل سوريا مع الأسد يجب الاعتراف بها من الدول المجاورة. أما روسيا وإيران فقد أقرتا ذلك، وتبقى تركيا هي الدولة الوحيدة التي لم تقم بذلك بعد. ولهذا على تركيا وبكل صراحة الإعلان عن أن النظام السوري الوحشي هو حكومة شرعية، وذلك من خلال التحدث عن اتفاقية أضنة. ولولا ذلك فإن النظام السوري لن يمنع نشاطات وحدات حماية الشعب ضمن إطار اتفاقية أضنة، كما ولن يسلم مسلحيها إلى تركيا. حيث إن أمريكا بنفسها تدعم وحدات حماية الشعب هناك. فهل يمكن توقع شيء مثل هذا دون موافقة أمريكية؟ وذلك دون أن ننسى أن النظام السوري نظام مخلص وداعم لأمريكا، وأن تركيا تتبع سياسة ضمن إطار عمل السياسات الأمريكية عندما يتعلق الأمر بالقضية السورية.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

المصدر: https://bit.ly/2SeOjJJ

 

2912019ardo

 

الخبر:

قال أردوغان يوم 2019/1/24 بعد يوم من لقائه مع صديقه العزيز بوتين كما يصفه، في موسكو إن تركيا ملتزمة باتفاق أضنة الذي عقد عام 1998، وأنها تسمح للتدخل التركي في سوريا وإقامة منطقة آمنة. وقال بوتين إن اتفاقية عام 1998 بين دمشق وأنقرة حول مكافحة (الإرهاب) وضمان الحدود الجنوبية لتركيا لا تزال قائمة. وقد ركز الصديقان على محاربة (الإرهاب)، وسيعقدان قمة ثلاثية مع إيران لم يحدد تاريخها حول سوريا.

التعليق:

إن اتفاق أضنة ينص على حق تدخل تركيا في سوريا بعمق 5 كيلو مترات، ويطالب به أردوغان في الوقت الذي طالب بتنفيذ اقتراح أمريكا على إقامة منطقة آمنة بعمق 20 ميلا (32 كيلو متراً). فيظهر أن أردوغان يكتفي بالقليل لأنه لا يثق كثيرا بوفاء سيدته أمريكا بوعودها. ودليل ذلك قوله: "ليس لدينا صبر لا نهائي، لن ننتظر للأبد للوفاء بوعود قطعت لنا". وقد طلب أن تشرف أمريكا على هذه المنطقة، مرجحا ترسيخ النفوذ الأمريكي في المنطقة وهذا لا يضيره لأن أمريكا تقيم قواعد عسكرية في تركيا لتحافظ على نفوذها في المنطقة وقد سمح أردوغان لها باستعمال قاعدة إنجرليك عام 2015 لضرب المسلمين في سوريا والعراق، وقد ساند الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.

ولكن يظهر أن روسيا التي لا تملك نفوذا في المنطقة ترجح تطبيق اتفاق أضنة لتكون ضامنا لتنفيذه، فبواسطته ربما تحصل على شيء من الوجود هناك. أما منطقة العشرين ميلا التي اقترحها ترامب فإنها لن تحصل روسيا بها على وجود لأن أردوغان طلب إشرافا أمريكيا عليها.

ويظهر أن النظام السوري يقبل بذلك حيث كانت ردة فعله لينة، إذ اتهم تركيا بعدم الالتزام بها، فيعني ضمنيا أنه يقبل بتنفيذها. ومن ناحية ثانية فإن النظام السوري يقبل بذلك لأنه اعتراف رسمي بمشروعيته بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها في سوريا وهجّر أهلها ودمرها، ويعد هذا انفتاحا من تركيا على النظام السوري يشبه انفتاح عمر البشير صديق أردوغان الآخر. علما أن وزير خارجية النظام التركي جاويش أوغلو صرح قبل شهر يوم 2018/12/16 في الدوحة بقطر أن تركيا تقبل ببشار أسد إذا فاز بانتخابات نزيهة.

وأما ما صدر عن أردوغان وبوتين ويكررانه في كل مرة من محاربة الجماعات الإرهابية فيقصدان بالدرجة الأولى الجماعات التي ترفض العلمانية وتطالب بإسقاط النظام وتطبيق الإسلام، وهما يقومان بذلك فعلا. وهما يهدفان إلى إسقاط الثورة السورية التي حارباها كلٌّ بأسلوبه.

وكان ضمن جدول أعمالهما اتفاق سوتشي المشؤوم حول إدلب، وهو الذي تعمل تركيا على تنفيذه بخبث وخداع للفصائل وتنازل من قادتها، فقد أشاد بوتين في اللقاء بجهود تركيا لإنجاز هذا الاتفاق.

وإذا لم يتدارك الناس الأمر وتعود الفصائل إلى رشدها ويترك زعماؤها تعاونهم مع تركيا ويخرجوا من تحت عباءتها العفنة فإن الأمور ستتفاقم عليهم وتزيد الصعوبات في إسقاط النظام حيث إن أردوغان أكبر متآمر عليهم، فخطره أشد من خطر الطائرات والبراميل المتفجرة وصواريخ سكود. فتلك يتحملها الشعب السوري ويبقى صامدا، ولكن ألاعيب أردوغان الخبيثة انطلت على الكثيرين، فهي تفجر الثورة من داخلها وتجعلها تتفتت وتنقرض، وتحول دون سقوط النظام الفاجر وقد ثبت ذلك بشكل قاطع. فعلى الناس أن يهبوا في وجه قادة الفصائل الذين يتعاونون مع تركيا أو ينسقون معها، ويجبروهم على التحرك خارج المنطقة العازلة التي عزلتهم ويتجهوا نحو دمشق لإسقاط النظام فيها وإقامة حكم الله الذي لا يعمل على عدم تطبيقه إلا كافر أو ظالم أو فاسق. وقد وعد الله الذين ينصرونه بالنصر والتمكين لهم ولو بعد حين. ولمثل هذا فليعمل العاملون المخلصون.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور

المصدر: https://bit.ly/2Sc5Cu3

 

522019jamia

 

الخبر:

قال خميس الجهيناوي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الذي يقوم بجولة في دول شمال أفريقيا "سوريا دولة عربية ومكانها الطبيعي داخل الجامعة العربية".

وكانت الجامعة العربية علقت عضوية سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 مع تزايد عدد القتلى في الحرب الأهلية في البلاد.

وقال جهيناوي "مسألة عودة سوريا لجامعة الدول العربية لا تعتمد على تونس ولكن على جامعة الدول العربية". وأضاف "أن وزراء الخارجية (للدول الأعضاء) سيقررون هذا الموضوع". "ما يهمنا هو استقرار وأمن سوريا". (الأخبار الدولية 27 كانون الثاني/يناير 2019)

التعليق:

عندما قال الدبلوماسي التونسي خميس الجهيناوي ونظيره الروسي سيرجي لافروف "إن مكان سوريا الطبيعي هو في جامعة الدول العربية"، فإنه يثبت دون أدنى شك أن الأمر كان مسألة وقت وأن الدول العربية جميعها متواطئة طوال الحرب على الشعب السوري بطريقة أو بأخرى، وأنها كانت تستعد بصمت للترحيب بالنظام السوري، لتعطيه مرة أخرى ختم الشرعية.

في تشرين الأول/أكتوبر 2018، قال بشار الأسد لصحيفة كويتية غير معروفة إن سوريا قد توصلت إلى "تفاهم كبير" مع الدول العربية بعد سنوات من العداء، مضيفة أن وفودا عربية وغربية بدأت بزيارة البلاد للتحضير لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية. بعد أسبوع، فتح معبر نسيب الحدودي بين الأردن وسوريا رسمياً للمدنيين ولأغراض التجارة، للمرة الأولى منذ إغلاقه قبل ثلاث سنوات.

سارعت الدول العربية إلى تسريع جهود المصالحة مع النظام السوري في الأشهر الأخيرة، حيث أدركت أن الحكومة قد برزت على أنها المنتصر في الصراع المستمر منذ ثماني سنوات. وبعد أن حولوا الرؤوس استقبلوا بعضهم بعضاً بعناق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك العام الماضي، وأكدت البحرين أن سفارتها والبعثة الدبلوماسية السورية في المنامة كانت تعمل.

بعد ذلك، أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في كانون الأول/ديسمبر، مما أعطى دفعة كبيرة للنظام. في الشهر نفسه، قام الرئيس السوداني عمر البشير بأول زيارة لحاكم عربي إلى العاصمة السورية منذ بدء الحرب، ومؤخراً استأنفت تونس رحلاتها المباشرة مع سوريا. حتى الآن، رفضت قطر فقط تطبيع العلاقات مع الأسد.

بصفتنا مسلمين، لا يمكننا أن نبقى متجذرين في الفردية المحقونة بالإطار العلماني الذي يشجع على أن تكون الحرية أنانية وعمياء وصمّاء عن شؤون الأمة وغير مبالية للمآسي والقمع الذي تواجهه.

لقد ثبت مراراً وتكراراً في كل مدينة وبلد يقيم فيه المسلمون أن السياسة العلمانية والعمل الخيري ونشاط حقوق (الأقليات)، لم يفعل شيئاً لحل المشاكل التي خلقتها السياسات الخارجية العلمانية، لا سيما تدمير سوريا وإبادة أهلها.

ليس من المثير للجدل ولا هو من قبيل نظرية المؤامرة أن نقول إن القوى الاستعمارية التي تآمرت ضد البلاد الإسلامية لعقود لحماية مصالحها الجيوسياسية ولنهب الموارد والاستيلاء على السلطة ووقف أي نهضة إسلامية بشكل دائم؛ ليس لديهم مصلحة في دعم الشعب السوري، مهما دمر وضعهم داخل سوريا أو كلاجئين خارجها.

لقد أمر الله سبحانه وتعالى أن نحكم بالإسلام حتى يمكن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم والبشرية ككل أن يعيشوا في سلام وعدالة، وفي حماية من الشر والضرر، هذا هو شرع وحق المؤمن ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾. نسأل الله أن يعجل لنا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فبدون تحقيق العدالة ومحاسبة الحكام، لن نستطيع تحسين وضعنا.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن

المصدر: https://bit.ly/2D9xy8s

 

 

1212019dance

 

الخبر:

بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الأراضي السورية، توجه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى أنقرة مع وفدٍ لإجراء محادثاتٍ حول القضية السورية. (DW)

التعليق:

باتت أمريكا تتدخل في شؤون جميع الدول في عالمنا اليوم، اعتماداً على نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري الضخم، الأمر الذي جعلها جزءاً من السياسات المحلية لجميع دول العالم. وتسعى أمريكا بالتالي لتطبيق سياسة الهيمنة على جميع الدول دون استثناءٍ ودون تمييزٍ بين الدول النامية والدول المتخلفة. فأمريكا لها إصبعٌ في كافة القضايا الحالية في العالم، وهي بذاتها من تثير التوتر في المناطق التي تشتعل فيها النيران. وتواصل أمريكا تطبيق سياسة الهيمنة هذه من خلال تصنيف الدول إلى دول محور الشر، أو الدول الداعمة (للإرهاب) أو تصنيفاتٍ مشابهةٍ لا يسلم منها حتى الدول الحليفة أو التابعة لها على سبيل المثال، بل تقول للعالم: إما أن تكونوا معنا أو نلصق بكم صفة (الإرهاب)! أمريكا تخلق الأزمات، وتثير المشاكل والتوترات، ثم تأتي وتدير هذه الأزمات وتبحث عن حلول لها. تفعل هذا كله باعتباره جزءاً من استراتيجية فرض هيمنتها على العالم بشكلٍ لا يقتصر على الجانبين الاقتصادي والتجاري كما هو حال الدول المستعمِرَة الكلاسيكية عموماً، بل يتعداه كذلك إلى جميع جوانب الحياة المدنية بحيث يكون لها نفوذ في التعليم والمجتمع والفكر والثقافة والأمن. وعندما تفعل ذلك، تتبنى تارةً سياسة المثالية التي تبنتها في وقتٍ من الأوقات، وتتحول أحياناً إلى سياسة الواقعية بعد تخليها عن سياسة العزلة. لهذا السبب نجدها أحياناً شريكاً استراتيجياً لتركيا، وداعمةً للمجموعات التي تصفها تركيا "بالإرهابية" أحياناً أخرى. وأحياناً نجدها تدافع عن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، وتتخلى عنه فجأةً أحياناً أخرى. وعندما تتخلى عن قرارها هذا بعد حينٍ لا نراها تبتعد عن مدار هذه الدولة أو التنظيمات. هذا ما تفعله أمريكا دائماً، وتستعمل هذه الدول والتنظيمات في إطار مصالحها. فينبغي على الشعبين التركي والكردي والأمة الإسلامية أن يفهموا وضع هؤلاء الحكام الذين يفهرسون شؤونهم بناء على المصالح الأمريكية.

زيارة بولتون ووفده لتركيا:

جرت اليوم في أنقرة محادثات مباشرة رفيعة المستوى بين الإدارتين التركية والأمريكية منذ إعلان الرئيس الأمريكي قرار انسحابه من سوريا في 19 كانون الأول/ديسمبر، حيث التقى الوفد الأمريكي المكون من مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، والمنسق المسؤول عن محاربة تنظيم الدولة جيمس جيفري، ورئيس هيئة الأركان العامة جوزيف دونفورد، بالوفد التركي بقيادة إبراهيم كالين، كبير مستشاري أردوغان. وكان من المتوقع أن يستقبل أردوغان الوفد الأمريكي، لكن هذا لم يحصل. وتتحدث الشائعات أن أردوغان لم يعط موعداً لمقابلة الوفد الأمريكي. بالمقابل قال أردوغان رداً على هذه الشائعات: "إبراهيم كالين هو مخاطَب بولتون. لو كان ضرورياً لقابلناه. وبالتالي ينبغي عدم اعتبار ذلك ردَّ فعل". بيد أنه أبدى ردَّ فعله حين قال في اجتماع مجموعة حزبه قبل نصف ساعة من تصريحه هذا: "لا يمكننا أن نبلع الرسالة التي وجهها بولتون من (إسرائيل)". وهكذا يبدو أن مواقف أردوغان المتباينة هذه داخل القطر وخارجه أصبح أمراً كلاسيكياً.

ما هي المواضيع التي تناولها الجانب التركي مع الوفد الأمريكي؟

قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي إن مستشار ترامب في الأمن القومي جون بولتون أجرى محادثاتٍ "مثمرةً" جداً مع المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في أنقرة، إبراهيم كالين، فيما يتعلق بالانسحاب من سوريا، وإن كالين وبولتون حددا مزيدا من المسائل من أجل الحوار، وإنه سيتم الاستمرار في تبادل الأفكار والآراء مع تركيا في المجال العسكري. لكن التصريحات التي صدرت مؤخراً من واشنطن تشير اليوم إلى تشتت تلك الأجواء التي كانت سائدةً يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، يوم أعلن ترامب انسحاب قواته من سوريا. ومما يشير بقوةٍ إلى هذا التغير تصريحاتُ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي أعرب فيها عن عدم رغبتهم "بقتل" تركيا للأكراد السوريين، وتصريحات بولتون بأن الانسحاب لن يتم قبل أن تأتي ضماناتٌ بحماية أكراد سوريا. من جانبٍ آخر، توقفت تركيا عند عبارة "سيتم مهاجمة الأكراد" واكتفت بأقوالها المعهودة عن حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني PKK-PYD. في غضون ذلك، أدركت أمريكا أن تركيا لن تستطيع أن تملأ الفراغ الذي سيتشكل بعد انسحابها من سوريا. ومن المحتمل أن يتم ذكر هذا الأمر بصريح العبارة في زيارة اليوم.

علامات الانتقال من منطقة عازلة إلى منطقة ذاتية الحكم:

إن الحد من "التهديد الإرهابي" الذي يمكن أن يأتي من وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا يُعتبر في نظر تركيا مسألةً أمنيةً وطنيةٍ من الدرجة الأولى. فأنقرة التي خططت للقيام بعمليةٍ جديدةٍ في شرق الفرات لولا قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا نهاية كانون الأول/ديسمبر أعلنت تعليق هذا القرار والقيام بحركةٍ أوسع بحيث تشمل محاربة تنظيم الدولة. لكن بولتون، قبل مجيئه إلى أنقرة، وجه رسالةً أنهم لا يحبذون عمليةً عسكريةً تركيةً محتمَلَة في سوريا، وشدد في الوقت ذاته على ضرورة "حماية" أكراد سوريا.

والجدل الآن يدور فيما إذا كانت هذه "الحماية" ستتم بتشكيل "منطقةٍ عازلةٍ" عند الحدود التركية السورية من أمريكا، أم بإعطاء "منطقة ذاتية الحكم" في شرق الفرات لوحدات حماية الشعب الكردية، كما ورد في صحيفة وول ستريت الأمريكية. وربما يشكل هذا الموضوع أكثر المواضيع حدة في المحادثات الجارية اليوم في أنقرة 8 كانون الثاني/يناير 2019. ماذا ستفعل حكومة حزب العدالة والتنمية في هذه الفترة الحالية التي تشهد فيها تركيا أزمةً اقتصاديةً، وتقبِل فيها على انتخاباتٍ محليةٍ؟ هل تستطيع أمريكا تليين تركيا التي تستعملها قوةً ناعمةً في سوريا منذ سنوات؟ هذا ما سنراه لاحقاً. ولا ننسى أن هناك حقيقة معروفة وهي أن السياسة الخارجية التي تتبعها تركيا تشهد كثيراً من المد والجزر تبعاً للسياسة الأمريكية.

ماذا طلبت تركيا من أمريكا؟

في مقدمة الطلبات التركية يأتي جمع الأسلحة الثقيلة التي تقدمها أمريكا لوحدات حماية الشعب الكردية منذ عام 2015، وإزالة المرافق العسكرية التي يتم استعمالها بصورةٍ مشتركة. ورغم أن تركيا غير متفائلة فيما يتعلق بجمع الأسلحة، إلا أنها تشكل ضغط الرأي العام على أمريكا من خلال تناول هذا الموضوع على طاولة الحوار.

وطلبها الثاني المهم يتمثل في تطبيقٍ تامٍ لخارطة طريق منبج التي تم الاتفاق عليها في 4 حزيران/يونيو 2018، ومغادرة وحدات حماية الشعب الكردية هذه المنطقة والانتقال إلى شرق الفرات. تعتقد تركيا أن أي خطوةٍ إيجابيةٍ في هذا الموضوع ستؤثر إيجاباً على المرحلة التالية، ولكن التزام أمريكا بهذه الخارطة خلالٍ وقتٍ قصيرٍ أمرٌ مشكوك فيه.

أما الطلب الثالث المهم فهو الدعم العسكري الأمريكي لمحاربة تنظيم الدولة. نشرت صحيفة وول ستريت الأسبوع الماضي خبراً بأن الطلب الذي تحدثت عنه تركيا فيما يتعلق بمحاربة تنظيم الدولة سوف يؤدي إلى بقاء القوات الأمريكية مدةً أطول في سوريا. وقد طلبت تركيا من أمريكا تقديم دعمٍ جويٍ لمهاجمة معاقل التنظيم الموجودة على بعد 400 كيلومتر تقريباً عن حدودها، واستخدام قواعدها العسكرية في سوريا لتحقيق أهدافٍ لوجيستية. وقد سئل المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين فيما إذا تم التوصل إلى اتفاقٍ أم لا في هذا الموضع، فتجنب إعطاء إجابةٍ واضحةٍ عن هذا السؤال.

الخاتمة:

يبدو أن الفترة المقبلة كفيلةٌ بإظهار ماهية الخطوات التي سيتم اتخاذها في هذه المسألة. والتصريحات المذكورة أعلاه يبدو أنها حددت لون المحادثات التي سيجريها بولتون اليوم في أنقرة. سيتم السماح لتركيا بدخول المنطقة بمهمة محاربة تنظيم الدولة، وإهداء أردوغان "نصراً" (منبج) من شأنه أن يكون ورقة بيده يستعمله في سياسته الداخلية لو بصورةٍ رمزيةٍ، ولكن مقابل الحصول على ضمانات بعدم الدخول في صراع ساخن مع عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي PYD. من جانبٍ آخر، ستستمر أمريكا في استعمال تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى أن تطبق حلها السياسي على أرض الواقع، في حين ستنحاز تركيا إلى الخط الأمريكي فيما يتعلق بهذا الموضوع كما كان الحال في العديد من المواضيع المتعلقة بسياستها الخارجية، وتقبل بالانتقال من سياسة المنطقة العازلة إلى سياسة المنطقة ذاتية الحكم، كما قبلت الانتقال من مرحلة انتقاليةٍ بدون الأسد إلى مرحلةٍ انتقاليةٍ بوجود الأسد في سوريا.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان أبو أروى

المصدر: https://bit.ly/2CMPrK7