- التفاصيل
رفعت الحكومة الأمريكية السرية عن جزء يسير من وثائق تكشف العلاقات الخفية مع زعيم الثورة الإيرانية الخميني. وأوضحت الوثائق الأمريكية أن الخميني كان على صلة بالحكومة الأمريكية منذ ستينيات القرن الماضي إلى وصوله إلى طهران، قادماً من باريس.
وتشير وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)، إلى أن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 1963، قبل عشرة أيام من زيارة مقررة آنذاك لسكرتير الحزب الشيوعي ورئيس الاتحاد السوفييتي ليونيد بريجينيف لطهران، وأنه طالب خلالها بألا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأمريكية في إيران".
وقام موقع "بي بي سي" فارسي بعرض المستند لأول مرة أمام القراء، والذي ورد فيه "في تشرين الثاني/نوفمبر 1963، قام آية الله الخميني بإرسال رسالة إلى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الحاج ميرزا خليل جامرائي، الأستاذ في كلية اللاهوت بجامعة طهران وسياسي مقرّب من المجموعات الدينية المعارضة، وشرح الخميني في رسالته أنه لم يعارض المصالح الأمريكية في إيران، على العكس فإنه اعتقد بأن الوجود الأمريكي كان ضروريًا لإحداث توازن ضد الاتحاد السوفييتي والنفوذ البريطاني المحتمل، كما شرح الخميني اعتقاده في التعاون الوثيق بين الإسلام وبين أديان العالم، خصوصًا المسيحية".
وتشير المعلومات إلى وصول الرسالة إلى واشنطن يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر 1963، فيما لم يمكن التأكد هل قرأ الرئيس الأمريكي هذه الرسالة أم لا، حيث توفي "كيندي" بعد أسبوعين في حادث اغتيال في "تكساس".
وبحسب «بي بي سي»، فإن الخميني أرسل رسالة أيضاً لإدارة الرئيس جيمي كارتر وفقاً لمستند يعود تاريخه إلى 19 كانون الثاني/يناير 1979، أي قبل انطلاق الثورة الإيرانية بأسابيع، والتي وعد فيها الرئيس الأمريكي، بعدم قطع إيران للنفط عن الغرب، وعدم تصدير الثورة إلى دول المنطقة، وإقامة علاقات ودية مع الولايات المتحدة.
وجاء في رسالة الخميني لكارتر "سترون أنه لا يوجد عداء خاص بيننا وبين أمريكا، وسترون أن الجمهورية الإسلامية المبنية على الفلسفة والقوانين الإسلامية، لن تكون إلا حكومة إنسانية، تسعى للسلام ومساعدة البشرية".
ولا يزال تقرير السفارة الأمريكية في طهران الذي يحتوي على المتن الكامل لرسالة الخميني، في الأرشيف الوطني الأمريكي محاطاً بسرية، لكن خلاصة هذه الرسالة جاء في مستند "الإسلام في إيران" والذي أتى في سياق تقرير بحثي مكوّن من 81 صفحة لـ"CIA"، بتاريخ شهر آذار/مارس لعام 1980، وفيه تم ذكر رجال دين آخرين مثل آية الله خويي، وآية الله شريعتمداري وآية الله خميني.
وفي تقرير لـ "CIA" خرج من تصنيفه كَسِريّ في عام 2005، ذكرت بعض الفقرات المتعلقة برسالة آية الله الخميني، إلا أن بعض الأجزاء تم حجبها.
وفي كلمة ألقاها في مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ 27 لرحيل الإمام الخميني، قال المرشد الإيراني علي خامنئي: إن لدى إيران العديد من الأعداء الصغار والكبار، إلا أن أكبرهم أمريكا وبريطانيا الخبيثتان، مشيرًا إلى أن الإعلام البريطاني يختلق الوثائق ضد الإمام الخميني باستخدام وثائق أمريكا، التي لا تمتنع حتى عن استهداف طائرة ركاب في إشارة لحادث إسقاط طائرة ركاب مدنية إيرانية أسقطتها سفينة حربية أمريكية عام 1988 وقتل جميع ركابها وعددهم 290 راكبا منهم 66 طفلا.
علاقات الخميني بأمريكا تعدت هذا إلى فتح قنوات اتصال وعقد لقاءات منتظمة مع المسؤولين الأمريكيين. المعلومات والتفاصيل المعروفة مثلا أن رمزي كلارك، النائب العام الأمريكي السابق، أجرى محادثات مع الخميني في باريس وكان ينقل إليه وجهات نظر الرئيس الأمريكي كارتر. وأيضا بروس لينجن، القائم بالأعمال الأمريكي في طهران، عقد لقاءات سرية عدة مع الخميني في قم. ومعروف أيضا أنه في الفترة التي سبقت الثورة وعودة الخميني إلى طهران، تم فتح قناتي اتصال على الأقل بينه وبين الإدارة الأمريكية، واحدة في طهران عن طريق مهدي بازرجان ومحمد بهشتي، والثانية وهي الأهم في باريس. وقناة باريس كانت عن طريق إبراهيم يزدي مساعد الخميني - وكان طبيبا في أمريكا وعلى علاقة بأجهزة المخابرات الأمريكية - ووارن زيمرمان، وكان دبلوماسيا كبيرا في السفارة الأمريكية في فرنسا. والاثنان عقدا خمسة لقاءات على الأقل.
هذه مجرد جوانب من المعلومات التي تكشفت في السنوات الماضية عن العلاقات السرية بين الخميني والمحيطين به قبل الثورة وبين أمريكا. والمؤكد أن هناك جوانب أخرى كثيرة لم تعرف بعد.
أما محور الاتصالات بين الطرفين فكان بالنسبة للخميني هو أن تتدخل الإدارة الأمريكية لدى الجيش الإيراني لكي يقف على الحياد، أي لكي يتخلى عن الشاه، وألا يأخذ موقفا في مواجهة "الخمينيين" وهذا هو ما حدث بالفعل. وبالنسبة لأمريكا فكان التخلص من الشاه بحد ذاته هدفا والإتيان بنظام ذي وجه إسلامي يمكن أن يقف في وجه التمدد الشيوعي إذا دعت الحاجة، والأهم من ذلك أن يضبط ويسيطر على منطقة الخليج. فكانت إيران هي البعبع الذي تستخدمه أمريكا لإخافة كل جيرانها الذين هرولوا لأمريكا وعقدوا معاهدات الحماية معها وفتحوا لها أراضيهم وبلادهم لتبني فيها قواعد عسكرية لها، ودفعوا المليارات لشراء السلاح من أمريكا طلبا للحماية، واستُنزف العراق بحرب دامت سنوات خرج منها منهكا مضعضعا مما سهل لأمريكا لاحقا احتلاله واقتلاع نفوذ الإنجليز منه وجعلته تحت نفوذ إيران وأزلامها إداريا ليديروه ويحكموه بحسب ما تريده أمريكا. بالإضافة للخدمات الأخرى التي قدمتها إيران لأمريكا وصرح مسئولوها بذلك، فلولا إيران لما استطاعت أمريكا احتلال أفغانستان، ودورها في سوريا بدعم المجرم بشار عميل أمريكا بشكل مباشر من رجالها وقواتها أو من خلال حزبها في لبنان، ودورها في اليمن بدعم الحوثيين ومدهم بالسلاح، فأينما كانت هناك مصلحة لأمريكا في منطقتنا نجد إيران تحميها وتحرص عليها.
كتبه لجريدة الراية: حاتم أبو عجمية، بتاريخ الأربعاء 22 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/28OQfkG
- التفاصيل
أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي يوم الجمعة 17/6/2016 عن السيطرة على مدينة الفلوجة وذلك في أعقاب حملة عسكرية شنتها القوات العراقية ومليشيات مسلحة تحت غطاء ودعم عسكري جوي من قوات التحالف بقيادة أمريكا استمرت قرابة الشهر، وعلى الرغم من إعلان العبادي السيطرة التامة على الفلوجة إلا أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر قال إنّ "القوات العراقية تسيطر على جزء من الفلوجة وليس كل المدينة". (الخليج أون لاين 17/6/2016).
وقال وزير الدفاع خالد العبيدي في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية "بدأنا عند الساعة الخامسة من فجر السبت المرحلة الثانية لتحرير نينوى"، وأضاف أن "العملية تهدف إلى تحرير القيارة وجعلها مرتكزا نحو الموصل". (الحرة 18/6/2016)، وقد صرحت مصادر في قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان لـ "سكاي نيوز عربية" إن قوات أمريكية شاركت "للمرة الأولى" مع الجيش العراقي في هجوم جنوبي الموصل، وقال مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في قضاء مخمور التابع لمحافظة نينوى رشاد كلالي للسومرية نيوز، إن "قوة برية ومدفعية صغيرة تابعة للقوات الأمريكية التي تتمركز في قاعدة مخمور العسكرية قدمت الدعم لقوات الجيش العراقي في تأمين مناطق جنوب وجنوب غربي قضاء مخمور جنوبي نينوى"، مشيرا إلى أن "العملية جاءت لتأمين المنطقة من الهجمات التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي". (آي 24، 16/6/2016).
وفي سوريا بدأت ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية والتي تتشكل في معظمها من وحدات حماية الشعب الكردية وبغطاء جوي أمريكي تحقيق تقدم شمال حلب في مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة، وقال مصدر بحسب موقع العربية في 18/6/2016 "إن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا تتقدم نحو كيلومترين من وسط منبج التي يسيطر عليها تنظيم داعش في شمال سوريا". وبحسب موقع الدرر الشامية فقد "سيطرت مليشيات سوريا الديمقراطية، اليوم الخميس، على قرى جديدة بريف مدينة منبج الغربي بعد معارك مع تنظيم "الدولة". وأكد مصدر عسكري لمراسل "الدرر الشامية" أن معارك عنيفة دارت لعدة ساعات بين تنظيم الدولة ومليشيات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي، ولكن سرعان ما تمكن الأخير من حسم المعركة والسيطرة على قرى "القرباطية التي تبعد عن مدينة الباب نحو 24 كم، واليالني شمالي العريمة والقرط والجقل". (الدرر الشامية 16/6/2016)
وقد لخص هذه التطورات بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بقوله في مقابلة مع كريستيان آمانبور لـ "سي أن أن" بقوله إن تنظيم الدولة "يخضع تحت وطأة ضغوط لم يعهدها من قبل وفي كل من سوريا والعراق". وقال: "سنحاول القيام بأمر ما في اليومين المقبلين وخصوصا في المناطق الشمالية لحلب"، وأضاف: "للمرة الأولى خلال الحملة الدولية ضد داعش نشهد توجيه عدة ضربات متزامنة في الوقت ذاته، حيث لدينا عملية كبرى تجري في سوريا في مدينة منبج التي كانت تعتبر الشبكة ومركز التخطيط للتنظيم، ونعتقد أن هجمات باريس وبروكسل مرت عبرها، والآن نحن نحاصر هذه المدينة وخلال الأيام القليلة القادمة سيتم الدخول إلى المدينة". وتابع: "في العراق لدينا عدة عمليات هجومية، في الفلوجة حيث تمكنت القوات العراقية من اختراق قشرة الدفاعات التابعة للتنظيم وتثبيت موضع قدم له في المناطق جنوب المدينة وقد تستغرق هذه العملية أسابيع ولكن في الوقت الحالي تسير بصورة جيدة". (سي أن أن 17/6/2016).
وهذه التطورات العسكرية في كل من سوريا والعراق لافتة للنظر؛ ففي حين كان لا يظهر على أمريكا سابقا أنها على عجلة من أمرها في حربها المعلنة على تنظيم الدولة، من خلال تصريحات مسئوليها السياسيين والعسكريين بأنها حرب طويلة المدى إلا أنها وخلال الأيام القليلة الماضية بدا عليها الجدية في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، من خلال دعم تقدم القوات العراقية والمليشيات العسكرية في العراق، وكذلك من خلال تكثيف الدعم لمليشيا سوريا الديمقراطية، وهذا كله مرتبط بأمور استجدت وشكلت ضغطا على إدارة أوباما، وأحوجتها للبحث عن انتصارات عاجلة على التنظيم، أولها حادثة أورلاندو في 12/6/2016، فعلى الرغم من نفي أوباما وإدارته أي صلة لمنفذ العمل بتنظيم الدولة فقد صرح بأنه "لا يوجد دليل مباشر على أن المسلح الذي نفذ اعتداء أورلاندو كان يتلقى توجيهات من التنظيم المعروف باسم "الدولة الإسلامية"... ومضى قائلا إن منفذ الاعتداء ربما استوحى فكره "من معلومات متطرفة منتشرة على الإنترنت". لكن لا يوجد دليل على أنه كان ضمن مخطط أكبر حجما، بحسب أوباما. (بي بي سي 14/6/2016) إلا أن تبني التنظيم للعملية وإعلان المنفذ صلته بالتنظيم، شكلا ضغطا على إدارة أوباما، وتعرض للاتهام بالضعف وارتكاب الأخطاء في السياسة الخارجية، مما عرض سمعة إدارته ورئاسته للانتقاد الشديد، وأوباما وإدارته في مرحلة البطة العرجاء، وهو لا يريد أن ينهي رئاسته مع بقاء صورته ملطخة بالضعف. لذلك وبعد اجتماع مع مجلس الأمن القومي في أعقاب حادثة أورلاندو قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "إن تنظيم الدولة الإسلامية داعش، يفقد سيطرته على أراض في العراق وسوريا، وإن أعداد المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى التنظيم انخفض بشكل كبير".
وأضاف "لقد خسر تنظيم داعش نحو نصف المناطق المأهولة التي كان يسيطر عليها في العراق، وسيخسر المزيد. ويواصل داعش خسارة الأراضي في سوريا كذلك"، مضيفا "باختصار فإن تحالفنا يواصل حالة الهجوم، بينما داعش في حالة دفاع". وقال أوباما إن "هدفنا هو تدمير تنظيم "داعش"، وقبل شهرين سمحت بخطوات تصعيدية لقتال هذا التنظيم". (الحرة 14/6/2016)، وهذا كله محاولة من أوباما إظهار أن حربه في العراق وسوريا تؤتي ثمارها، وأن سياسته تسير بفاعلية.
يضاف لذلك أن الحزب الديمقراطي على أبواب انتخابات رئاسية قريبة، وقد تأثرت أسهمه بعد الحادثة، فقد (أظهر استطلاع أجرته رويترز بالتعاون مع إبسوس وصدرت نتائجه يوم الجمعة أن دونالد ترامب قلص الفارق الذي تتقدم عليه به غريمته هيلاري كلينتون في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعدما اختلف المرشحان على كيفية الرد على أعنف واقعة إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة الحديث. وأظهر الاستطلاع الذي أجري من يوم الاثنين وحتى الجمعة أن كلينتون المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي تتفوق بفارق 10.7 نقطة بين الناخبين المحتملين على غريمها الجمهوري ترامب في الانتخابات العامة المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ويقل هذا عن 14.3 بالمئة هو الفارق الذي كانت تتفوق به كلينتون حتى يوم الأحد الماضي الذي شهد إطلاق نار من مسلح أمريكي المولد لأبوين أفغانيين على ملهى ليلي للمثليين أودى بحياة 49 شخصا في أورلاندو بولاية فلوريدا.) (رويترز 17/6/2016). لذلك فإن مرور الحادثة دون رد ودون تحقيق انتصارات لافتة سيؤثر بقوة على نتائج الانتخابات الرئاسية، ويعطي الناخب الأمريكي انطباعات سلبية حول إدارة الحزب الديمقراطي.
ولكن هل هذه الانتصارات التي يرمي لها أوباما ستشمل الرقة والموصل؟ يأتي الجواب على لسان مستشارة الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض، سوزان رايس، حيث قالت خلال مشاركتها في ندوة نظمتها صحيفة واشنطن بوست (يتم تحقيق تقدم مطرد في الحرب على داعش، معربة عن اعتقادها أنه قد لا يكون ممكنا تطهير مدينتي الموصل العراقية، والرقة السورية، من التنظيم الإرهابي، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع نهاية العام الجاري... وأضافت "لا أستطيع أن أقول بشكل مؤكد أنه من الممكن النجاح"، مشيرة أن محاربة داعش ستستغرق وقتا.) (القدس العربي 10/6/2016) وقول جون برينان مدير الاستخبارات الأمريكية ("للأسف، على الرغم من كل التقدم الذي أحرزناه ضد تنظيم الدولة في ساحة القتال وفي تقليص مصادر تمويله، إلا أن جهودنا لم تسفر عن تقليص القدرات الإرهابية للتنظيم، وقدرته على التمدد حول العالم". وأعرب برينان عن قلقه خصوصا بشأن تمدد التنظيم في ليبيا كقاعدة له. وبينما قال المسؤول الأمريكي إن التحالف الذي تقوده بلاده حقق تقدما ضد تنظيم الدولة، لكنه أضاف أن التنظيم لديه "أعداد كبيرة من المقاتلين الغربيين، الذين يمكن أن يستخدموا في تنفيذ هجمات في الغرب". وقال برينان: "لتعويض الخسائر والأراضي التي فقدها التنظيم، فقد يلجأ إلى الاعتماد بشكل أكثر على تكتيكات حرب العصابات، بما في ذلك شن هجمات كبيرة خارج الأراضي التي يسيطر عليها".) (بي بي سي 17/6/2016).
وهذا يعني أن مسألة الحسم العسكري لوجود التنظيم في العراق وسوريا ليست في وارد أمريكا الآن، وأنها تسعى لتحقيق نصر لافت لأهداف تتعلق بالانتخابات الأمريكية فقط، وقد تصل إدارة أوباما لهذا بتحقيق تقدم لافت في مدن يسيطر عليها تنظيم الدولة مرحليا كما هو الحال في مدينة منبج الذي أشار ماكغورك إليها بكونها "تعتبر الشبكة ومركز التخطيط للتنظيم"، أو تقوم إدارة أوباما باغتيال شخصية ذات وزن في التنظيم كعمل لافت يدفع حظوظ الديمقراطيين الانتخابية.
كتبه لجريدة الراية: عبدالله المحمود، بتاريخ الأربعاء 22 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/28NN3oW
- التفاصيل
وصف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةجون برينان، في لقاء حصري مع "العربية"، العلاقات مع السعودية بأنها الأفضل خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب.
وأضاف برينان: "لدينا تعاون ممتاز مع السعودية، ولقد عملت مع شركائنا السعوديين لسنوات طويلة، وكنت أقيم في السعودية لخمس سنوات وعملت مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف وهو أيضاً وزير الداخلية، وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية أصبحت السعودية من أفضل حلفائنا في مجال مكافحة الإرهاب.. وبوجود الملك سلمان ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان نشعر أن لدينا شركاء أقوياء وحقيقيين في الحرب ضد الإرهاب".
وعن إيران نفى برينان أي تعاون مع إيران وقال إنه يشعر بالقلق تجاه الدور الذي تلعبه طهران ومنظماتها في العراق و سوريا ودول أخرى وتأجيجها الصراع الطائفي مطالباً بوقف الدعم للميليشيات الشيعية.
وقال: "لا يوجد أي اتصال مع إيران.. صفر، وأنا لا زلت أشعر بالقلق بسبب نشاطات إيران الإرهابية ودعمها للتنظيمات الإرهابية وخصوصاً فيلق القدس ونشاطه داخل العراق وسوريا ودول عديدة أخرى في المنطقة، وعلى إيران أن تثبت أنها ملتزمة في محاربة الإرهاب بدلاً من دولة تدعم الإرهاب، ونحن نشعر بالرضا بموافقة الرئيس روحاني، والمرشد العام خامنئي على الاتفاق النووي لكن أمام إيران طريق طويل جداً لإقناعي أنها مهتمة أو ملتزمة في محاربة الإرهاب". (العربية نت)
الراية: بالتأكيد فإن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية لم يكشف سرا حين اعتبر السعودية من الشركاء الحقيقيين في مجال مكافحة الإرهاب.. ولكن ألم يأنِ لمن يدافعون عن حكام السعودية ويصفونهم بالمدافعين عن الإسلام والمسلمين أن ينظروا إلى واقع حكام السعودية وأفعالهم بدءا من محاربتهم للدولة العثمانية ومرورا بموافقتهم على احتلال أمريكا لمنطقة الخليج عام 1991 وليس انتهاء بسيرهم في تنفيذ مخططات أعداء الإسلام والمسلمين في الحرب على الإسلام باسم محاربة الإرهاب،فيثوبوا إلى رشدهم ويتقوا الله ويعملوا مع العاملين على تغيير أولئك الحكام الذين لم يعد يخفى على أحد تآمرهم على البلاد والعباد.. وأما بالنسبة لتصريحات جون برينان حول إيران، فهل يظن برينان أن ارتباط إيران بالسياسة الأمريكية لا يزال خافيا على الناس؟؟!! كيف ينفي وجود اتصال بين أمريكا وإيران، وأمريكا بعد أن جاءت بجيوشها وجيوش غيرها لتحتل العراق جعلت من إيران وأدواتها وكلاء عنها لحفظ نفوذها في العراق، فهل تم ذلك بدون اتصال؟ وهل ما تقوم به إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان والبحرين وأفغانستان من تنفيذ لسياسة أمريكا، كل ذلك يتم بدون اتصال؟؟!! فهل فات مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية أن وكالته هي من رفعت السرية عن الوثائق التي أثبتت رعاية الإدارة الأمريكية للثورة الإيرانية، وأن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أجبر الشاه على التنحي واستبدل به نظام ولي الفقيه؟؟ ولذلك فإن ما يوجهه من انتقاد لسياسات إيران الطائفية ما هو إلا كذب، فسياسات إيران الطائفية هي سياسة أمريكية تنفذها إيران وتشارك في تنفيذها دول أخرى مثل السعودية وأخرى غيرها.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 15 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/1Oo1Szf
- التفاصيل
في زيارته المطوّلة والمستمرة، حتى كتابة هذه المقالة، للولايات المتحدة قام ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد ابن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بجولات عديدة في المدن الأمريكية، قابل فيها عددا من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وأرباب المال والأعمال، فالتقى بوزير الخارجية جون كيري، وقابل وزير الدفاع آشتون كارتر، واجتمع برئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين، والتقى بعدد كبير من قادة وأعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والتقى أيضاً بكل من مدير الاستخبارات الوطنية القومية جيمس كلابر ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) جون برينان.
وأجرى كذلك عدة لقاءات مع المسؤولين الأمريكيين الاقتصاديين، من رجال أعمال وممثلين لمؤسسات ولشركات أمريكية، ومع مسؤولين في غرفة التجارة والصناعة، وكان بصحبتهم مجموعة من الوزراء، والتقى كذلك مع مجلس الاقتصاد الوطني في إدارة أوباما وتمّ مناقشة خطته للإصلاح الاقتصادي المسمّاة رؤية 2030، وعُقد الاجتماع بحضور وزير الخزانة الأمريكي جاك لو ووزير الطاقة إرنست مونيز ووزيرة التجارة بيني بريتزكر، واجتمع أيضاً مع رئيس الغرفة التجارية الأمريكية توماس دونهيو.
وكانت زيارة ابن سلمان لولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي للولايات المتحدة مهمة، حيث تقبع فيها كبريات الشركات الإلكترونية في وادي السيليكون (سيليكون فالي)، وحيث تنتج فيها التكنولوجيا الحديثة، والتي تُعتبر قاعدة أساسية للاقتصاد الأمريكي، بل ربما تُعتبر عماد قوة الولايات المتحدة نفسها، وعنوان تقدّمها، وعقد ابن سلمان عدة لقاءات مع عدد من رؤساء تلك الشركات.
وبعد ذلك استقبله الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض كما يُستقبل قادة الدول، وذلك على خلاف العادة التي لا يُستقبل بها أي مسؤول دون الرؤساء في المكتب، وذلك في إشارة إلى الحفاوة التي قوبل بها محمد بن سلمان ومعاملته معاملة رؤساء الدول.
وليس المهم ما طُرِح في اللقاء بينهما، ولكنّ المهم من هو الشخص الذي مثّل السعودية في هذا اللقاء، وقد تمّ بحث أمور مكرّرة تم بحثها من قبل مع الملك وولي عهده، من مثل العلاقات الثنائية التاريخية المتميزة بين البلدين، والتزام الولايات المتحدة الأمريكية بمواصلة التعاون مع المملكة لما فيه مصلحة البلدين، والعمل مع المملكة لدعم أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، والتحديات التي تواجهها المنطقة، لكن الأهم من كل هذه الموضوعات بحث رؤية ابن سلمان الاقتصادية والتنموية للمملكة 2030، والتي رحّب الرئيس أوباما بها، وبالبرامج الاقتصادية التي تشهدها السعودية المبنية عليها، وبتعزيز التعاون معها في خططها المستقبلية.
وأشاد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير - الذي قام في الزيارة بدور الناطق باسم ابن سلمان - باللقاء ووصفه بالإيجابي، ومن جهته قال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما ناقش مع الأمير محمد بن سلمان مواضيع تتعلق بسبل دعم أهل العراق في قتالهم ضد تنظيم الدولة، وأهمية تحقيق انتقال سياسي في سوريا لا يكون نظام بشار الأسد جزءا منه.
في خضم هذه اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين الأمريكيين والتي أظهرته كزعيم مؤثر في دولة إقليمية غنية وكبيرة، ركّز ابن سلمان على أهمية الحلف الأمريكي السعودي فقال: "أنا اليوم في بلد حليف لنا، في وقت حساس جدا، في منطقة نحن نعيش فيها اليوم مخاطر كثيرة جدا، سواء من عدم استقرار بعض الدول، أو التدخل في شؤون بعض الدول، أو الإرهاب". إنّ هذه الزيارة هي الثالثة لابن سلمان لأمريكا خلال عام واحد، فالأولى كانت بصحبة ولي العهد محمد بن نايف، والثانية كانت بصحبة والده الملك سلمان، وهذه الزيارة الحالية يقوم بها ابن سلمان بمفرده على رأس وفد رسمي كبير، فالزيارة الأولى كانت بقيادة محمد بن نايف، والزيارة الثانية كانت بمرافقة والده الملك، وأمّا هذه الزيارة فكانت خاصةً به، بلا وصي ولا شريك.
أراد محمد بن سلمان بزيارته هذه أنْ يُكرّس زعامته المطلقة للسعودية، وأنّه هو الملك المقبل للمملكة، وأنّه هو الذي سيخلف والده المسنّ، وأنّ ولي العهد محمد بن نايف لم يعد ينافسه على زعامة البلاد، خاصة بعد أنْ كسر احتكار الأخير في علاقته الأمنية المتميزة مع أمريكا، وذلك بمناقشته للأمور الأمنية والاستخباراتية، وباجتماعه مع رؤساء الأمن والمخابرات الأمريكيين بصحبة رئيس الاستخبارات السعودية العامة خالد الحميدان التابع له.
دأبت أمريكا في السابق بالتعامل مع محمد بن نايف في ملف الأمن والإرهاب طوال الخمس عشرة سنة الماضية باعتباره المسؤول الأول عن هذا الملف، وبوصفه فيما بعد أصبح الوريث التقليدي للملك سلمان كونه بات ولياً أول للعهد، إلاّ أنّ هذه الزيارة لابن سلمان لأمريكا تمّ فيها انتزاع صلاحيات ابن نايف ومنحها له، وتمّ بذلك تعزيز حضوره الشخصي باعتباره رجل السعودية الأول في الاتصال بين الرياض وواشنطن، وتمّ بالتالي تهميش مكانة ابن نايف برضا منه وإقرار، وهذا هو أهم أهداف هذه الزيارة.
والهدف الثاني المهم للزيارة كان اقتصادياً بحتاً، فسعى ابن سلمان من خلال زيارته هذه لنيل رضا الأمريكيين، وذلك من خلال منحهم حزمة ضخمة من الاستثمارات المباشرة في السندات الحكومية، وحزمة أخرى تتعلق بالاستثمارات الخاصة في الشركات الأمريكية، وقد رحّب البيت الأبيض "بتعهد السعودية بالإصلاح الاقتصادي وأكّد على رغبة الولايات المتحدة بأن تكون شريكا أساسيا في مساعدة السعودية على تطبيق برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي"، والبرنامج المقصود هنا هو ذلك البرنامج الذي يُطلِق يد القطاع الخاص في السعودية، والعمل بآليات السوق، وخفض العمالة، وتقليل المساعدات التي تُقدّمها الدولة السعودية للأفراد، وتقليل الدعم الحكومي بكافة أشكاله، والأهم من ذلك كله خصخصة المؤسسات الاقتصادية الحكومية بما فيهاخصخصة شركة (آرامكو) للنفط، وطرح أسهمها في البورصة للشراء، وهي الشركة التي توصف بأنّها الأكبر على مستوى العالم، والتي تنتج حوالي 13% من إجمالي احتياج العالم من النفط، وهذا البرنامج السعودي الذي يتبنّاه ابن سلمان والمدعوم أمريكياً، يكشف عن مدى تغوّل دوره الخادم للاقتصاد الرأسمالي الأمريكي، ويُظهر مدى زيادة نفوذه في السعودية، والذي أصبح يُوازي - إن لم يكن يفوق - نفوذ الملك نفسه، فضلاً عن نفوذ ولي العهد محمد بن نايف.
لقد كان لافتا في الزيارة لقاء ابن سلمان مع كبار المستثمرين في السوق المالي الأمريكي العملاق (وول ستريت)، واجتماعه بمدراء كبريات الشركات في (وادي السيليكون)، وهو ما يدل على أنّ قادة أمريكا من الرأسماليين الكبار، ومن أرباب الصناعة والمال الأمريكيين قد ساهموا بأنفسهم في مباركة ابن سلمان، وفي اختيارهم له، ووضعه على رأس الدولة السعودية، وفي اعتماده - من ثمّ - كزعيم محلي لأهم دول الشرق الأوسط يخدم المصالح الأمريكية بتفانٍ، وبكل ما يتمتع به من خسة ونذالة.
كتبه لجريدة الراية: أبو حمزة الخطواني، بتاريخ الأربعاء 22 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/28NLCac
- التفاصيل
تتغيّر المعطيات السياسية والعسكرية في سوريا بصورةٍ متسارعة، فبينما خفتت تماماً الأصوات المنادية بإعلان الهدن واستئناف المفاوضات، ارتفعت بالمقابل وتيرة الأعمال العسكرية، وتمّ تدشين تحالفات قتالية جديدة، وأُعْلِنَ عن وجود تدخلات عسكرية خارجية لم تكن موجودة من قبل.
فبالنسبة لمفاوضات جنيف، لم يَعُدْ أحد يُعوّل عليها سوى جماعة الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات، الذين ما زالوا يعيشون في ظلال الأحداث، ولم يرتفعوا إلى مستواها، والذين لا عمل لهم سوى مناشدة أمريكا والمجتمع الدولي بالضغط على النظام لتطبيق القرارات الدولية، والراجح أنّ المفاوضات بين النظام وهذه المعارضة الذليلة لم يعد لها مكان في هذه الأيام، فقد صرّحالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس الماضي بأنّ: "محادثات السلام السورية لن تكون مثمرة في ظل المناخ الحالي"، وأيّد تصريحات دي ميستورا التي أكّد فيها بأنّ الوقت لم ينضج بعد لعقد جولة مباحثات ثالثة، وقال بأنّنا: "لا نريد مباحثات لأجل المباحثات فقط"، وحتى على مستوى إدخال المواد الإنسانية إلى داريّا والمدن المحاصرة الأخرى فقد قام النظام بعرقلة إدخالها، وألقى عشرات البراميل المتفجرة على المناطق التي حاولت الأمم المتحدة إدخال المواد إليها، وتجاهلت القوى الدولية الكبرى - كعادتها - هذه الجرائم الجديدة ضد المحصورين من النساء والأطفال والعاجزين المدنيين التي يقترفها النظام المجرم ضدهم، ولا ذنب لهم سوى أنّهم ينتظرون قدوم تلك المساعدات إليهم منذ سنوات.
وهكذا فقد هيمنت لغة قعقعة السلاح على لغة محادثات السلام، وسادت التحركات العسكرية على المشهد السوري بشكل عام، ونشطت القوى الدولية والإقليمية في التحضير لجولات جديدة من المعارك على كل الجبهات، بدلاً من التحضير لجولات جديدة من المفاوضات.
فبالنسبة للتحالف الروسي الإيراني المعلن مع نظام الطاغية بشّار فقد عقد وزراء دفاع كل من إيران وروسيا وسوريا الخميس الماضي محادثات عسكرية في طهران لبحث ما أسموه تكثيف المواجهات مع (الجماعات الإرهابية) في سوريا، وكأنّهم أسّسوا لمجلس حرب موحّد، ولغرفة عمليات مشتركة، وقال وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان: "إنه عازم مع نظيريه الروسي والسوري على خوض معركة حاسمة ضد الجماعات الإرهابية"، وادّعى أنّ "هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال عرقلة أو منع هذه المجموعات من تلقي الدعم السياسي أو الأسلحة التي تسمح لها بشن عمليات على نطاق أوسع"، وأضاف في ختام المحادثات أن "مكافحة الإرهاب يجب أن تتم على أساس برنامج مشترك وأولويات محددة"، وقال بأنّ نتائج تلك المحادثات يجب أن تظهر في الأيام المقبلة.
وخرج بيان وزارة الدفاع الروسية لِيُركّز هو الآخر على تعزيز التعاون بين وزارات الدفاع في البلدان الثلاثة فيما يتعلق بالمعركة ضد ما أسماه "تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة الإرهابية"، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنّ "هناك الكثير من العمل الذي ما زال علينا القيام به لدعم النظام السوري".
فلغة التصعيد العسكري واضحة جداً في هذه التصريحات، وخاصّة ما صدر منها على لسان المسؤولين الإيرانيين المتحمّسين أكثر من غيرهم في دعم نظام الطاغية، والذين احتضنوا الاجتماع في طهران. وقد تُوّجت التهديدات العسكرية من قبل وزراء الدفاع الثلاثة الروسي والإيراني والسوري، باستحداث منصب جديد من قبل إيران لمحاربة الثورة في سوريا، وتمثّل بتعيين علي شمخاني - وهو رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني - كمنسق أعلى للسياسات العسكرية في سوريا، واجتمع على الفور بُعيْد تعيينه في هذا المنصب بوزراء دفاع سوريا وروسيا، وبحث معهما التطورات الميدانية في سوريا و(الحرب على الإرهاب).
ومن أهم الأهداف العسكرية التي تسعى روسيا وإيران لتحقيقها من خلال التنسيق الذي تمّ بينهما في طهران مع وزير دفاع المجرم بشّار الأسد هي تأمين المناطق الشمالية من سوريا وإبعاد خطر هجمات الثوار على المعقل الرئيس للنظام في اللاذقية ومحيطها، بما يشمل مناطق حلب وحمص وحماة.
وأمّا من جهة أمريكا، التي تنظم عمل تلك الدول في سوريا، فإنّها ركّزت في أعمالها العسكرية على دعم ما يُسمّى بقوات سوريا الديمقراطية التي يغلب على مُكوّناتها وحدات حماية الشعب الكردية، وأمريكا لا تُخفي علاقتها بها تكويناً وتدريباً وتمويلاً وتوجيهاً، وقامت طائراتها بمئات الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة في مناطق الرقة ومنبج وريف حلب الشرقي، وساهم مستشاروها وعسكريوها على الأرض في تدريب وتوجيه مقاتلي تلك القوات التي حقّقت نجاحات محسوسة على الأرض، فأمريكا يبدو أنّها قد أصبحت تُعوّل عليها أكثر من غيرها، وكأنّها قد وجدت ضالتها فيها، وتقول الأنباء إنّ قوات سوريا الديمقراطية تُواصل تقدمها فى ريف منبج، على حساب تنظيم الدولة، وباتت تفرض سيطرتها على المزيد من القرى حول مدينة منبج، والتي بلغ عددها منذ بدء العمليات إلى نحو 100 قرية، ووصلت إلى مسافة 16كم غرب مدينة منبج، وأصبحت تُطوّق المدينة من كل جهاتها، وهي تهدف الآن للوصول إلى طريق الباب - الراعي الاستراتيجي، وبلدة قباسين في ريف حلب الشمالي الشرقي، ويُساعدها في تقدّمها الغارات المكثفة التي تشنّها الطائرات الأمريكية ضد مواقع التنظيم، وكانت في البداية تزحف باتجاه مدينة الرقة من ريفها الشمالي، ولكنّ أمريكا قامت بتحويل مسارها إلى منبج لضرورات عسكرية.
وساعد دخول (قوات سوريا الديمقراطية) إلى منبج في فك الحصار عن مدينة مارع ومنع سقوطها بأيدي تنظيم الدولة، وحال بالتالي دون سقوط مدينة إعزاز والتي تُعتبر المعقل الأخير لفصائل المعارضة شمال حلب والتي تتصل ببوابة السلامة الحدودية وهي المعبر الوحيد لدعمهم اللوجستي من جهة تركيا.
وكان عبور تلك القوات ضفة نهر الفرات من الشرق للغرب يُعتبر في السابق خطاً أحمرَ بالنسبة لتركيا لا يجوز تجاوزه بحال، لكن تركيا تجاهلت خطوطها الحمراء امتثالاً للرغبة الأمريكية.
وأمّا قوات نظام الطاغية بشّار فقد استفادت من تقدم (قوات سوريا الديمقراطية) في المنطقة وتمكنت بعد تثبيت سيطرتها على مفرق الطبقة - الرصافة - أثريا، من التقدم والتوسع نحو الشرق باتجاه منطقة الرصافة، ونحو الجنوب باتجاه مطار الطبقة العسكري.
ودخلت فرنسا هي الأخرى على الخط من باب حب الظهور، وإظهار نوع من التعاون مع أمريكا في سوريا، فذكر مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي "أن جنوداً فرنسيين يقدمون المشورة في سوريالقوات سوريا الديمقراطية الكردية العربيةالتي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية"، وصرح هذا المصدر أن هجوم منبج كان مدعوما بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا، وكان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ألمح من قبل إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أمريكيين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في الهجوم في منبج بمحافظة حلب.
إنّ هذه التطورات العسكرية تُشير إلى رغبة أمريكا في إدخال لاعبين جُدد على الساحة السورية، وذلك من أجل خلط المزيد من الأوراق، بُغية إضعاف موقف الثوار، وحمل المفاوضين في جنيف على تقديم تنازلات جديدة، وأهمها الاعتراف بدور النظام في أي حل سياسي مستقبلي يمكن التوصل إليه.
كتبه لجريدة الراية: أبو حمزة الخطواني، بتاريخ الأربعاء 15 حزيران\يونيو 2016م
المصدر: http://bit.ly/1OnX1Ov