press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

alraiah1602171

أسبوع أو أقل يفصلنا عن مؤتمر جنيف المزمع عقده في العشرين من الشهر الجاري؛ بعد جهود مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار الذي لم يتوقف يوماً في كافة أرجاء سوريا من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، فما زالت حمم الصواريخ تنهال على أهل الشام في مدينة إدلب وريفها والغوطة الشرقية وغيرها من المناطق الأخرى؛ تحت بصر العالم وسمعه دون أن يحرك ساكناً أو توقظ دماء الشهداء إنسانية غائبة، ولم يمنع كل ذلك المجتمع الدولي من متابعة سيره نحو عقد المؤتمر؛ بل لم يمنع ذلك أيضاً هيئة المفاوضات من تشكيل وفدها التفاوضي الذي بلغ عشرين شخصية عسكرية وسياسية تولى كبره "محمد صبرا" وترأسه "نصر الحريري" ليكون شاهد زور على بيع تضحيات أهل الشام ودماء شهدائها تحت مسمى الحرص على حفظ دمائهم؛ مفرطاً بمطالب أهل الشام تحت مسمى تحقيقها؛ وهذا الأمر قد درج عليه الكثير منذ زمن بعيد؛ فلا زالت الحقائق تتعرض للقلب ولا زالت الكلمات تتعرض للتحريف ما دام هناك أقوامٌ سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين.

إن المتتبع لمواقف ما يسمى "بالمعارضة السورية" يجدها لا تخرج عن السياسة الأمريكية قيد شعرة، ليس هذا فحسب بل يصورون مطالب الغرب الكافر على أنها مطالبهم هم، بل شرطاً من شروطهم، فوقف إطلاق النار في أرجاء سوريا كافة هو في الأصل مطلب أمريكي ابتدأته أمريكا بالهدن المناطقية ومحاولات مبعوثها الدولي دي ميستورا الحثيثة في تجميد القتال، لكن سرعان ما تبنته "المعارضة السياسية وحتى الفصائل؛ وجعلته مطلباً لها وشرطاً من شروطها للسير في العملية التفاوضية! ولم تتوقف عند هذا الحد؛ بل تابعت سيرها دون أن يتحقق مطلب من مطالبها، أو شرط من شروطها، ويبررون متابعة سيرهم هذا تحت شعار الحفاظ على ما تبقى ووقف نزيف الدم وغيرها من الشعارات التي تعني في الحقيقة بيع ما قد سلف من تضحيات ودماء؛ ومكافأة الجزار على جرائمه التي ليست آخرها المسلخ البشري الذي لم تجد منظمة العفو الدولية توصيفاً أكثر ملاءمة لما يحصل في سجن صيدنايا العسكري من جرائم يندى لها جبين البشرية.

لا يسعنا في هذا المقال إلا أن نذكِّر بالحل السياسي الأمريكي الذي يسعى المؤتمرون للتوصل إليه، فقد وضعت أمريكا معالمه بشكل مكشوف دون خجل أو حياء، فجعلت سقف المفاوضات دولة ديمقراطية تعددية تفصل الإسلام عن الدولة، وتحصره في المساجد، ناسفةً نظام حكمه "الخلافة" ونظامه الاقتصادي والاجتماعي وسياسته التعليمية والخارجية بما فيها الجهاد، هذه هي الدولة التي يسعى المؤتمرون للوصول إليها؛ وهذا أقصى ما تستطيع "المعارضة" تقديمه لأهل الشام المسلمين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تابعت روسيا وكيلة أمريكا السير في طريق القضاء على ثورة أهل الشام وحرمانهم من قطف ثمارها؛ فصاغت دستور هذه الدولة ووضعت ملامحها التي تناقض شرع الله في الأصول والفروع مستخفة بتضحيات أهل الشام ودماء أبنائهم. هذا هو الحل السياسي الأمريكي الذي يعدوننا ويمنوننا به، قال تعالى على لسان شيطان الجن الذي يوحي إلى شياطين الإنس أمريكا وأحلافها وأتباعها ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾.

إن السير في طريق المفاوضات معروفة نهايته؛ وسيودي بأهله إلى التهلكة والخسران، فالشمس لا يحجبها غربال والحقائق تنطق بذلك فهل من مدكر؟ قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾، هذه حقيقة. وقال عز من قائل: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾، وهذه حقيقة أخرى. وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.

هذه حال من يسارع لحضور مؤتمر جنيف، أما أهل الشام فحالهم لا تخفى على أحد؛ وهم بحاجة إلى حشد القوى العسكرية من جيوش المسلمين تتبعها القوى المخلصة من الفصائل المقاتلة على أرض الشام فيضربوا النظام ضربة رجل واحد تقطع رأسه في دمشق وتقيم على جمجمته حكم الله؛ فتطوي بذلك ملف حكم جبري ذاق المسلمون خلاله شتى أنواع الظلم و القهر والتشريد والحرمان. فهل تتحرك جيوش المسلمين لنصرة أهلها؟ وهل تستيقظ أمة الإسلام من سباتها؟ لا شك في ذلك مهما طال الزمن، فلا بد من أن يهيئ الله سبحانه وتعالى لدينه أنصاراً كأنصار رسول الله يأخذون على عاتقهم نصرة الإسلام وحماية المسلمين؛ ولكن الأمر يحتاج للصبر والثبات حتى يأتي وعد الله، فالمستقبل لدين الله عز وجل مهما حاولت قوى الكفر مقاومة عودة الإسلام إلى معترك الحياة وانتشار دعوته، قال رسول الله ﷺ«ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر».


 كتبه لجريدة الراية: أحمد عبدالوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 15 شباط/فبراير 2017م
المصدر: http://bit.ly/2ko0Jht

alraiah160217

ما إن أسدل الستار عن مؤتمر الأستانة الذي عقد في الـ23 من كانون الثاني حتى كشف عن الكثير الكثير من الحقائق والوقائع والتي لم تكن لتظهر إلا بما قرره المؤتمر، فقد عقد مؤتمر أستانة بعد مضي حوالي 6 سنوات من عمر ثورة الشام المباركة ليكون عنوانه العريض ضرب كل ما قدمه أهل الشام على مدى ثورتهم، راميا خلفه دماء سالت وأعراضاً انتهكت ودوراً دمرت ومدناً أزيلت.
كشف الغطاء عن واقع كثير ممن ألبسوا على أهل الشام ثورتهم وفضح كل الأدوار والممثلين والسيناريوهات.

وكانت نهايته دستوراً روسياً بديلاً لسوريا لم تملك الأطراف سوى السمع والطاعة مع تمثيل هاوٍ بالرفض والتعنت المفضوح، ومع إظهار وعي لمحتوياته والتعديل عليه كما حصل مع معارضة أمريكا التي نجحت في تغيير كلمة جوهرية ضمن الدستور الموضوع، فبدل كلمة دولة ديمقراطية أصبحت دولة علمانية وبذلك بقيت محافظة على مبادئها التي وجدت لأجلها...!

في حين بدأت نتائج المؤتمر تظهر جليا على الأرض من خلال احتقان بين فصائل مثلت في المؤتمر وفصائل لم تمثل فوقع بينها اقتتال سالت بسببه دماء معصومة بغير حق.
انتهى مؤتمر الأستانة وبدأت بعده خطواتهم العملية لمحاولة احتواء ثورة أهل الشام بالسرعة القصوى كي لا يحدث ما لا يحمد عقباه وما هم في خوف من وقوعه في أي لحظة وتصريحاتهم تدل على ذلك.

فكان من أولى خطواتهم هو السعي والبذل لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان حاضرا في أستانة والذي دفع وفد السفاح للمضي فيه وتثبيته وذلك لأجل كسب مزيد من الوقت ونفخ الروح في نظام متهاوٍ ولتحقيق مكاسب على الأرض، مهمة المجتمع الدولي غض الطرف عنها وإعطاؤها الشرعية بحجة محاربة (الإرهاب)، فقد تقرر في إطار ذلك عقد مؤتمر ثلاثي للأطراف الضامنة في أستانة لمتابعة التزام الأطراف بوقف إطلاق النار.

في حين صفع دي مستورا معارضة أمريكا وعرّاها تماما من خلال تهديداته بأنه سيقوم بمفرده بتشكيل وفد المعارضة لجنيف؛ ما أثار حفيظة العملاء الذين بدأوا بتصريحات جوفاء، مآلها السمع والطاعة للأسياد، مثلما حصل مع روبرت فورد عندما اختار أعضاء الائتلاف من خلال فرزهم بالاسم ليمثلوا أهل الشام.

تأتي كل تلك الأحداث في ظل دعوات من قبل روسيا لإعادة الحياة للنظام وإعادة إنتاجه من جديد بربطه بجمعية العمالة جامعة الدول العربية من خلال دعواته لإعادة تفعيل عضوية نظام أسد فيها ليكون للجمعية دور أكبر بإعادة السلام لسوريا وممارسة دورها بفعالية أكبر.
كما أنها تأتي في ظل تحرك ميداني على الأرض من قبل جميع الأطراف من فصائل معارضة وجيش مجرم للسيطرة على معقل تنظيم الدولة بمدينة الباب مما دفع للحديث عن احتمال حدوث صدام بين تركيا متصدرة درع الفرات وراعيته وبين جيش أسد.

احتمالات للصدام تخالفها أفعال الطرفين اللذين رشح عنهما أن بينهما اتصالات دبلوماسية سرية ومحادثات وإمكانيات توقيع اتفاقيات فيما بعد وعودة الدفء للعلاقة بينهما.

وهناك صراع من نوع آخر يعاني منه أهل الشام من مثل اللجوء وسوء المعاملة والقتل والقصف والظلم، لكسر إرادتهم ودفعهم للقبول بما يحاك لهم، مستغلين حاجاتهم ومعاناتهم.

هذه هي نتائج مؤتمرات السلام لسوريا؛ مزيد من القتل والتشريد والدمار يقع على أهل الشام.

وأما أهل الشام ورغم كل ما مروا به من معاناة وتضحيات، ورغم ما ألمّ بهم من مصائب ونكبات، ورغم ما وقعوا تحت وطأته من خيانات ومؤامرات على مدار ما يقارب ست سنوات، ورغم ما بات يظهر على محياهم من تعب ومشقة، فإن قلوبهم ما زالت عامرة بالثقة بالله، وألسنتهم تلهج بذكر الله سائلينه سبحانه وتعالى أن تكون تضحياتهم خالصة لله وحده، وأن تكون نتيجة عملهم هي رضوان الله سبحانه وتعالى، وأن يكرمهم بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تعيد لنا عزنا وكرامتنا ونقتص بها ممن ظلمنا، إنه على ما يشاء قدير.


 كتبه لجريدة الراية: عبدو الدلي، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 15 شباط/فبراير 2017م
المصدر: http://bit.ly/2lh7cdl

alraiah010217

أسدل مؤتمر الأستانة ستاره على حلقة جديدة من حلقات المسلسل الأمريكي الذي تشرف على إخراجه الولايات المتحدة الأمريكية؛ وتلعب دور البطولة فيه خادمتها روسيا وعملاؤها في المنطقة إيران و تركيا؛ بينما يكتفي قادات الفصائل بدور الكومبارس في مشهد درامي يرسم لنهاية مأساوية لثورة قدمت الغالي والنفيس في سبيل التحرر من الظلم والطغيان وإقامة حكم الإسلام، حيث صورت هذه الحلقة بأنه تم الوصول إلى تثبيت لوقف إطلاق النار بين طاغية الشام و الفصائل المقاتلة؛ بينما في الواقع لا يزال طاغية الشام ومليشياته وبغطاء روسي يقصف الريف الغربي للعاصمة دمشق؛ ويحشد قواته في محاولة للسيطرة عليها وإجلاء أهلها وحشرهم في محافظة إدلب في الشمال السوري، بالإضافة إلى استهداف بعض الفصائل ممن وصفت بالإرهابية في كافة المناطق المحررة شاركت فيه طائرات التحالف الأمريكي والطيران الروسي، مما أوجد حالة من الانقسام في الساحة الشامية؛ مهد لإشعال نار الفتنة بين الإخوة وخاصة بعد ما كشفته صحيفة الشرق الأوسط بأن هناك بنداً غير معلن في الاتفاق؛ يقضي بتثبيت وقف إطلاق النار وتثبيت القوى المنخرطة في الصراع، وهي النظام وحلفاؤه من جهة، وقوى المعارضة من جهة ثانية، في مواقع نفوذها، باستثناء التقدم على حساب (جبهة النصرة) و(تنظيم الدولة)، وهما الفصيلان المستثنيان من اتفاق وقف إطلاق النار، نعم لقد كان لمؤتمر الأستانة الدور الرئيس في إشعال نار الفتنة والاقتتال الذي حصل مؤخراً بين فتح الشام من جهة وبعض الفصائل من جهة أخرى، هذا الاقتتال الذي كاد أن يودي بالثورة إلى الهلاك، وخاصة بعد النفخ الشديد في نار الفتنة من بعض من يسمون أنفسهم علماء أهل الشام، الذين حرضوا على اقتلاع فتح الشام من خلال وصفها بالغلو تارة والبغي تارة أخرى؛ بدل أن يعملوا على نزع فتيل الاقتتال ويدعو الجميع لوقف سفك الدماء المحرمة ويعملوا على الإصلاح بينهم، ولست هنا في صدد الدفاع عن أحد؛ إلا أنه عندما كانت فتح الشام تتلقى الضربات الموجعة من طائرات التحالف الأمريكي لم نسمع لهؤلاء العلماء ولا كلمة تدعو الفصائل للتوحد والرد على طاغية الشام في خطوة تعبر عن وحدة الصف والمصير، وكأن فتح الشام لم يبغ النظام وأسياده عليها؛ وبالتالي لا يجب على الفصائل التوحد والرد عليه! بالإضافة إلى أنه عندما تقاتل جيش الإسلام مع فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية لم نسمع أحدا من هؤلاء العلماء يصف أحد الفريقين بالبغي والغلو بل كان الخطاب لوقف هذا الاقتتال والصلح بين المتقاتلين، وهذا ما ينبغي فعله لمن أراد حقن الدماء والصلح بين المتقاتلين، ولكن ماذا تقول لمن ارتضى أن يكون عالماً من علماء السلاطين يشرعن لهم مخططاتهم وأفعالهم، ويدور مع سياستهم حيث دارت؟

لقد أوجد هذا الشحن الفصائلي جواً من الخوف والرعب فأحست بعض الفصائل بالخطر الداهم الذي يحيط بها مما دفعها إلى الاصطفاف والتخندق خلف بعضها بعضاً أدى إلى إعلان اندماج بين فصائل عدة تتزعمه حركة أحرار الشام، واندماج آخر تحت مسمى هيئة تحرير الشام يتزعمه كل من فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي كأقوى فصيلين في هذا الكيان؛ مما أطفأ نار الفتنة ربما بشكل مؤقت حيث لا يزال الجمر تحت الرماد، فأسباب الفتنة لا تزال قائمة واشتعالها من جديد أمر محتمل، ولكن هذه المرة ستكون كارثية بكل ما تعني الكلمة من معنى.

وبينما تخيم على المشهد حالة الانقسام والاصطفافات بين الفصائل؛ تستمر روسيا في السير قدماً نحو إنهاء الثورة السورية، فتضع دستوراً جديداً للبلاد تنسف فيه أي وجود للإسلام، متجاهلة تاريخ الأمة الإسلامية عامة وأهل الشام خاصة، سعياً منها لمحو الهوية الإسلامية عن أهل الشام، فروسيا تريد دولة لا دين لها ولا لرئيسها، وتخطط لمستقبل أهل الشام ومرحلة ما بعد بشار على منهاج أمريكا، بينما قادة الفصائل يغرقون في صراعات داخل البيت الواحد، وأسمى أمانيهم إسقاط بشار متجاهلين البحث في مرحلة ما بعد بشار؛ وإلا لكانوا تبنوا مشروعاً سياسياً يحدد مستقبل أرض الشام؛ ويرسم شكل دولتهم ويضع الخطوط العامة لأنظمتها المنبثقة عن عقيدة أهل الشام الإسلامية، وهكذا نجد أن الغرب الكافر قد اتحد على إجهاض ثورتنا ووضع خططه لذلك بل ووضع خططاً أخرى لأي طارئ محتمل، وهو يسير بخطى ثابتة نحو هدفه المنشود، بينما قيادات الفصائل لا تزال تلتزم بخطوطه الحمراء التي وضعها لها، بينما تتجاوز الخط الأحمر الذي وضعه رب العزة والذي عصم فيه دم المسلم بل جعل حرمته أعظم من حرمة الكعبة الشريفة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم قدرة هذه القيادات على تحمل مسؤولياتها، فقد أثبتت على مدى سنوات ست من عمر الثورة السورية أنها ليست أهلاً للقيادة، ولو كانت أهلاً لذلك لما وصلت ثورة الشام إلى هذا المنحدر الخطير الذي يهدد وجودها، فلا بد لقادة الفصائل من أن تتبنى مشروعاً سياسياً واضحاً منبثقاً عن عقيدة الأمة الإسلامية، تزيل به الغموض الذي يخيم على أهدافها وغاياتها، وبذلك تنزع فتيل الاقتتال فيما بينها؛ وتقطع الطريق على العابثين بمصير الثورة، ولا بد لقادة الفصائل من قيادة سياسية واعية ومخلصة تجنبهم الوقوع في الفخاخ التي ينصبها لهم الغرب الكافر؛ وتقود سفينة الثورة إلى بر النجاة، وبذلك تعود الثورة إلى مسارها الصحيح ويقطف أهل الشام ثمار تضحياتهم بأنفسهم.


كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبدالوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 1 شباط/فبراير 2017م
المصدر: http://bit.ly/2kRYKxJ

art120217

بعد عقود من الكذب والدجل باسم مقاومة الصهيونية والإمبريالية الأمريكية يكشف طاغية الشام جزءاً من حقيقة عمالة نظامه لرأس الكفر أمريكا، حيث كشف رأس النظام أسد، أنه يرحب بالقوات الأمريكية في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بشرط أن تنسق واشنطن مع دمشق وأن تعترف بسيادة حكومته، هذه هي الحقيقة التي كانت الشعوب مغيبة عنها لعقود طالت أدعت فيه هذه الأنظمة أنها تقاوم أمريكا وسيطرتها على العالم الإسلامي، وتحت هذه الشعارات البراقة تم مغافلة الأمة، وهذه الحقيقة كان هنالك ما قبلها. 

فبعد خروج الولايات المتحدة منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية بدأت بالاستيلاء على المستعمرات التي كانت تحتلها دول أوروبا وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا في العالم العربي والإسلامي، وكان ذلك عن طريق مجموعة من الأعمال والقرارات السياسية عن طريق ما عرف بحق تقرير المصير للشعوب ومبادىء ويلسون وغيرها من شعارات كانت تخفي تحت عباءتها انتقال سيطرة أوروبا على الدول الكرتونية التي صنعها المستعمر في عالمنا العربي والإسلامي، لتبدأ بعدها حقبة جديدة من الاستعمار الأمريكي مغلفةً بغلاف التحرر المزعوم الذي انتهى بإعطاء الاستقلال لجميع الدول المستعمرة، ليتم بناءاً عليه استقلال الدول ونصب حكومات وطنية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالمستعمر، استطاعت أمريكا عن طريق انقلابات دموية وأخرى بيضاء من تحويل العديد من هذه الدول إلى دول تخضع للنفوذ الأمريكي. 

حتى جاءت الثورات مع بداية عام 2011 لتبدأ الأمة مرحلةً جديدة من الصراع عنوانها التحرر من سيطرة الغرب وأذنابه لتكتشف الشعوب أنها ما زالت مستعمرة وأنه جرى استغفالها باستقلال مزعوم، وفي خضم الصراع لانتزاع الاستقلال الحقيقي والعودة الحقيقية للأمة بتاريخها وحضارتها ونظامها الرباني المتمثل بالخلافـة، تجسد هذا الصراع بأوضح ما يكون في ثورة الأمـة في الشـام، التي كشفت أنظمة وفضحت عمائم تتاجر بدين الله، ليتبين أنه لا يجري شيء في بلادنا من قبل الحكام ومن يتبعهم  دون موافقة الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا، كل هذه التطورات دفعت رأس النظام النصيري الطائفي العميل المفضل أمريكياً كي يجاهر بترحيبه بقوات أسياده فلم يعد يخشى شيئاً، مع أن إعلامه ما زال يدعي ليل نهار بأنه يتعرّض لمؤامرة أمريكية – صهيونية وليتكشف المشهد عن مؤامرة بالفعل ولكن على الشعب السوري ومن خلفه الأمة الإسلامية بأجمعها، وليظهر جلياً عمالة نظام أسد لأمريكا الذي لم يعد يخفى حتى على أعمى البصر والبصيرة، وهذا التصريح من الطاغية يعطي إشارة إلى مرحلة جديدة من الصراع مع قوى الكفر العالمي بزعامة أمريكا التي كشف رئيسها الجديد ترامب عن عداءه السافر للإسلام، وهو ما دفع أسد ونظامه لترويج أنفسهم كحلفاء مُعلَنين لأمريكا في محاربة ما يسمونه الإرهاب، هذا المصطلح الذي يُخفي عداءاً صليبياً متأصلاً للإسلام وأهله. 

والآن وبعد كل ما استعرضناه نتساءل ماذا أعدت الأمة لهذه المواجهة؟ وماذا أعد الثائرون في الشام لهذه المرحلة الجديدة من الثورة؟، وماذا يلزم الثورة في هذه المرحلة التي أصبحت مرحلة مفاصلة بين الحق والباطل؟، فأعداء الثورة قد ظهروا واضحين بعد هذا العمر الطويل من الثورة وتمايزت الصفوف وانكشفت خبيئة الجميع ليس آخرهم أنظمة الضرار وعلى رأسهم نظام الإجرام في دمشق، أنهم ليسوا سوى تبع للإرادة الغربية.

إن هذه المواجهة المحتومة التي وصلت إليها ثورة الشـام كان لا بد أن يصل إليها المسلمون فحتمية الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان مواجهة مصيرية لابد من وقوعها شاء المسلمون أم أبَوا، فالكفر لا يقبل بأنصاف حلول عندما يتعلق الأمر بالمبدأ، فالرأسمالية منذ نهضت لم يستقر لها قرار حتى قضت على المبادىء الأخرى، ولأن الإسلام مبدأ رغم عدم وجود دولته بسقوط الدولة العثمانية كآخر دولة إسلامية، تنبه الغرب إلى أن المسلمين يغذون الخطى لاستعادة دولتهم، فعمد إلى استباق نشوء الدولة الإسلامية بأن شن حرباً شعواء على الإسلام والمسلمين على كافة الصعد الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأعلن مع نهاية القرن الماضي حربه على الإسلام تحت شعار "الحرب على الإرهاب"، ولكن الغرب يدرك تماماً أن الحرب هذه لن ينتصر بها إن عرف المسلمون مواضع قوتهم وخاضوا الصراع على أساسه وأهم هذه المواضع أن يخوض المسلمون الصراع على أساس المبدأ لأن خوضه على غير هذا الأساس يعتبر هزيمة، فلابد أن يدار الصراع على كافة الصعد الفكرية والسياسية والعسكرية حتى يتحقق النصر. 

طبعاً حتى يخاض مثل هذا الصراع لا بد من أن يكون هناك قائد يستطيع خوض هذا الصراع وهذا القائد لا يلزم أن يكون شخصاً، بقدر أن يكون جماعة تملك المفاتيح لفك شيفرة هذا الصراع على أساس فكري وعقائدي وتملك المشروع الموصل للنصر المؤزر، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بتبني الأمة له، فبيضة القبان في هذا الصراع هي الأمـة فقط، إن امتلكت العزيمة لخوض الصراع وهي تمتلك، فقد رأينا في الشام نماذج لهذه العزيمة قل نظيرها في مقارعة اعتى الأنظمة المتوحشة في العالم، وما زالت تقدم وتضحي في سبيل عزّة الإسلام، وهذا المشروع لا يمتلكه إلا حزب التحرير حامل مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإن أعطيت له القيادة السياسية ومن خلفه الأمة، فإنه سيستطيع خوض غمار هذه الحلبة في سبيل إعادة الإسلام إلى مكانه الطبيعي ظاهراً على الدين كله، ولتكون البداية بإسقاط النظام كمرحلة أولى تتوج بإقامة الخلافة الراشدة التي ستجمع شتات المسلمين وتوحدهم في وجه عدوهم الغرب الكافر ولتنتقل لمراحل أخرى من الصراع يكون فيه الدين كله لله وما ذلك على الله بعزيز.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد معاز أبو علي

بعد عقود من الكذب والدجل باسم مقاومة الصهيونية والإمبريالية الأمريكية يكشف طاغية الشام جزءاً من حقيقة عمالة نظامه لرأس الكفر أمريكا, حيث كشف رأس النظام أسد، أنه يرحب بالقوات الأمريكية في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بشرط أن تنسق واشنطن مع دمشق وأن تعترف بسيادة حكومته, هذه هي الحقيقة التي كانت الشعوب مغيبة عنها لعقود طالت أدعت فيه هذه الأنظمة أنها تقاوم أمريكا وسيطرتها على العالم الإسلامي, وتحت هذه الشعارات البراقة تم مغافلة الأمة, وهذه الحقيقة كان هنالك ما قبلها. 
فبعد خروج الولايات المتحدة منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية بدأت بالاستيلاء على المستعمرات التي كانت تحتلها دول أوروبا وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا في العالم العربي والإسلامي, وكان ذلك عن طريق مجموعة من الأعمال والقرارات السياسية عن طريق ما عرف بحق تقرير المصير للشعوب ومبادىء ويلسون وغيرها من شعارات كانت تخفي تحت عباءتها انتقال سيطرة أوروبا على الدول الكرتونية التي صنعها المستعمر في عالمنا العربي والإسلامي, لتبدأ بعدها حقبة جديدة من الاستعمار الأمريكي مغلفةً بغلاف التحرر المزعوم الذي انتهى بإعطاء الاستقلال لجميع الدول المستعمرة, ليتم بناءاً عليه استقلال الدول ونصب حكومات وطنية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالمستعمر, استطاعت أمريكا عن طريق انقلابات دموية وأخرى بيضاء من تحويل العديد من هذه الدول إلى دول تخضع للنفوذ الأمريكي. 
حتى جاءت الثورات مع بداية عام 2011 لتبدأ الأمة مرحلةً جديدة من الصراع عنوانها التحرر من سيطرة الغرب وأذنابه لتكتشف الشعوب أنها ما زالت مستعمرة وأنه جرى استغفالها باستقلال مزعوم, وفي خضم الصراع لانتزاع الاستقلال الحقيقي والعودة الحقيقية للأمة بتاريخها وحضارتها ونظامها الرباني المتمثل بالخلافـة, تجسد هذا الصراع بأوضح ما يكون في ثورة الأمـة في الشـام, التي كشفت أنظمة وفضحت عمائم تتاجر بدين الله, ليتبين أنه لا يجري شيء في بلادنا من قبل الحكام ومن يتبعهم  دون موافقة الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا, كل هذه التطورات دفعت رأس النظام النصيري الطائفي العميل المفضل أمريكياً كي يجاهر بترحيبه بقوات أسياده فلم يعد يخشى شيئاً, مع أن إعلامه ما زال يدعي ليل نهار بأنه يتعرّض لمؤامرة أمريكية – صهيونية وليتكشف المشهد عن مؤامرة بالفعل ولكن على الشعب السوري ومن خلفه الأمة الإسلامية بأجمعها, وليظهر جلياً عمالة نظام أسد لأمريكا الذي لم يعد يخفى حتى على أعمى البصر والبصيرة, وهذا التصريح من الطاغية يعطي إشارة إلى مرحلة جديدة من الصراع مع قوى الكفر العالمي بزعامة أمريكا التي كشف رئيسها الجديد ترامب عن عداءه السافر للإسلام, وهو ما دفع أسد ونظامه لترويج أنفسهم كحلفاء مُعلَنين لأمريكا في محاربة ما يسمونه الإرهاب, هذا المصطلح الذي يُخفي عداءاً صليبياً متأصلاً للإسلام وأهله. 
والآن وبعد كل ما استعرضناه نتساءل ماذا أعدت الأمة لهذه المواجهة؟ وماذا أعد الثائرون في الشام لهذه المرحلة الجديدة من الثورة؟, وماذا يلزم الثورة في هذه المرحلة التي أصبحت مرحلة مفاصلة بين الحق والباطل؟, فأعداء الثورة قد ظهروا واضحين بعد هذا العمر الطويل من الثورة وتمايزت الصفوف وانكشفت خبيئة الجميع ليس آخرهم أنظمة الضرار وعلى رأسهم نظام الإجرام في دمشق, أنهم ليسوا سوى تبع للإرادة الغربية.
إن هذه المواجهة المحتومة التي وصلت إليها ثورة الشـام كان لا بد أن يصل إليها المسلمون فحتمية الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان مواجهة مصيرية لابد من وقوعها شاء المسلمون أم أبَوا, فالكفر لا يقبل بأنصاف حلول عندما يتعلق الأمر بالمبدأ, فالرأسمالية منذ نهضت لم يستقر لها قرار حتى قضت على المبادىء الأخرى, ولأن الإسلام مبدأ رغم عدم وجود دولته بسقوط الدولة العثمانية كآخر دولة إسلامية, تنبه الغرب إلى أن المسلمين يغذون الخطى لاستعادة دولتهم, فعمد إلى استباق نشوء الدولة الإسلامية بأن شن حرباً شعواء على الإسلام والمسلمين على كافة الصعد الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية, وأعلن مع نهاية القرن الماضي حربه على الإسلام تحت شعار "الحرب على الإرهاب", ولكن الغرب يدرك تماماً أن الحرب هذه لن ينتصر بها إن عرف المسلمون مواضع قوتهم وخاضوا الصراع على أساسه وأهم هذه المواضع أن يخوض المسلمون الصراع على أساس المبدأ لأن خوضه على غير هذا الأساس يعتبر هزيمة, فلابد أن يدار الصراع على كافة الصعد الفكرية والسياسية والعسكرية حتى يتحقق النصر. 
طبعاً حتى يخاض مثل هذا الصراع لا بد من أن يكون هناك قائد يستطيع خوض هذا الصراع وهذا القائد لا يلزم أن يكون شخصاً, بقدر أن يكون جماعة تملك المفاتيح لفك شيفرة هذا الصراع على أساس فكري وعقائدي وتملك المشروع الموصل للنصر المؤزر, وهذا الأمر لا يتحقق إلا بتبني الأمة له, فبيضة القبان في هذا الصراع هي الأمـة فقط, إن امتلكت العزيمة لخوض الصراع وهي تمتلك, فقد رأينا في الشام نماذج لهذه العزيمة قل نظيرها في مقارعة اعتى الأنظمة المتوحشة في العالم, وما زالت تقدم وتضحي في سبيل عزّة الإسلام, وهذا المشروع لا يمتلكه إلا حزب التحرير حامل مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة, فإن أعطيت له القيادة السياسية ومن خلفه الأمة, فإنه سيستطيع خوض غمار هذه الحلبة في سبيل إعادة الإسلام إلى مكانه الطبيعي ظاهراً على الدين كله, ولتكون البداية بإسقاط النظام كمرحلة أولى تتوج بإقامة الخلافة الراشدة التي ستجمع شتات المسلمين وتوحدهم في وجه عدوهم الغرب الكافر ولتنتقل لمراحل أخرى من الصراع يكون فيه الدين كله لله وما ذلك على الله بعزيز.
 
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد معاز أبو علي

 

alraiah180117

منذ أن أعلنت أول صرخة في الشام المباركة في آذار لعام 2011، ومنذ أن أعلن أهلها كسرهم لقيود الولاء لسفاح العصر وعميل الغرب الكافر، ومنذ أن رسم أهل الشام مشروعهم والضربات تتواصل عليهم والمؤامرات تنهال والمكائد مستمرة وتنتقل ما بين تركيا و قطر
و السعودية و فينا وآخرها أستانة.

مكائد ومؤامرات جل همها واهتمامها كسر إرادة أهل الشام وحرفهم عن توجههم وفطرتهم الإسلامية، لم تفصح في بدايتها عما تحوك من خبث لأهل الشام بل كانت تظهر حرصا لها بالمحافظة على دمائهما وحقوق أهلها.

فمن بدايات تشكيل المجلس الوطني في 2 من تشرين أول لعام 2011 حتى الوصول لتشكيل ائتلاف قوى المعارضة السورية كانت محاولات لسرقة تضحيات أهل سوريا سياسيا.

وكان في حينها العمل بخفية من قبل المتآمرين بإظهار حرصهم أنهم مهتمون بمطالب أهل الشام وداعمون لهم والذي سرعان ما تغير بعد أن كشف أهل الشام كيد هذا الحرص بإظهار وعيهم بأنه ليس إلا لسرقة ثورتهم والتضحيات التي بذلوها في سبيل ما وصلوا إليه من اشتداد عودٍ وثقةٍ بأن نصرهم قد اقترب.

تطل حلقة جديدة من سلسلة التآمر على هذه الثورة اليتيمة كان مسرحها هذه المرة من عند من اعتبره الكثير من الثوار وعلى مر سنوات مضت بأبرز الداعمين لهم، والذي كانت خطاباته الرنانة وتباكيه على أهل الشام بارزة في كل ظهور له من تركيا التي كشر فيها النظام الأردوغاني الحاكم بأنه ليس إلا جزءاً من حلقات سلسلة التآمر التي يصوغها الغرب الكافر على أهل الشام وثورتهم.

واضعاً يده بيد الروس الحاقدين الذين أذاقوا أهل الشام حمم أسلحتهم الفتاكة ودعمهم المطلق لسفاح دمشق بمؤتمرهم الذين دعوا له بالعاصمة الطاجيكية أستانة، الذين قبل أن يُدعوا له مارسوا ألاعيبهم القذرة كل بحسب دوره المرسوم له لبدوّ المشهد كما يريدون حصرا منهم على إنهاء معاناة أهل سوريا وإيقاف مسلسل مآسيهم.

يأتي مؤتمر الأستانة في ظل اتفاق مسبق بين الأطراف الراعية لأزلامها في الداخل بهدنة كانت وكعادتها من قبل طرف واحد اكتفى بتسجيل خروقات الطرف الآخر والذي كعادته استغل تبعية الفصائل لداعميها ليزيد رقعة سيطرته على مزيد من الأرض والتي كانت الضحية هذه المرة وادي بردى الذي استخدم فيه نظام أسد كافة أنواع الأسلحة ليسيطر عليها والتي انتهت وكالعادة بمفاوضات قد تفضي إما لصلح وبتسليم السلاح الثقيل والعفو عن البقية بغية القضاء عليهم لاحقاً، وإما بإفراغ المنطقة من أهلها ونقلهم لمنطقة ثانية كما فُعل بباقي المناطق كداريا والمعظمية وغيرها، كما وأنه قد بدأ عملية واسعة بريف دمشق الشرقي والذي يعد أكبر تجمعات الجيش الحر مستغلا عامل عزل المناطق عن بعضها التي يستغلها عند عقد كل هدنة معه ليتقدم بذريعة وجود فصائل إرهابية مستثناة من الهدنة المفروضة.

تأتي كل تلك الأعمال في ظل تطمين مستمر من قبل الثعلب الأممي ستيفان دي مستورا لقوات أسد بأن تمارس عملها بكل راحة وطمأنينة بقضم المنطقة تلو المنطقة وأن الهدنة ما زالت قائمة لم يتخللها إلا القليل من الخروقات التي لا تؤدي لتكون سببا لإعلان فشلها، وأن جل قلقه ليس إلا من جهة المعارضة التي كانت سببا بمنع خبراء ومختصين معالجة مشكلة مياه الفيجة المغذية لملايين الناس في دمشق من خلال منعها قوافل خبراء أمميين ومهندسين من إصلاح الأعطال الفنية التي أصابت شبكة المياه والتي بفعلها هددت الناس بحرمانهم من مياه الشرب نتيجة المعارك التي يفتعلونها بمنطقة وادي بردى والفيجة والتي على إثرها تم عقد مؤتمرين في موسكو وتركيا الأطراف الداعمة للهدنة لدفع الأطراف لحل الأمر كي لا يتعكر صفو المجتمعين ولتبقى الهدنة سارية المفعول.

ويأتي عقد مؤتمر الأستانة بعد مسرحية حلب التآمرية والتي كان الهدف منها والغاية كسر شوكة أهل الشام بإسقاط أبرز معاقل ثورتهم المباركة، المسرحية التي كانت بعض الفصائل جزءاً منها؛ تلك الفصائل التي احتضنها أهل حلب وتحملوا فاتورة احتضانهم دماء سفكت وأعراض انتهكت ودور دمرت، فصائل بذل لأجلها الكثير، كل تلك المسرحية ما كانت إلا لتظهر للناس مدى قوة النظام وأحلافه وإمكانية استعادة أي معقل من معاقل المعارضة ودون أي جهد يذكر، ولكن أهل الشام وكعادتهم تجاوزوا محنة سقوط حلب كما غيرها بل كان سقوطها سبباً ليسقط خلفه كل خائن عميل مرتاب وسببا لإعادة روح الثورة لصدور أبنائها الذين خبت في صدورهم.

يأتي مؤتمر الأستانة في ظل ظروف إنسانية صعبة لا تتوفر فيها أدنى درجات العيش يعيشها أهل الشام يوميا وعلى كافة الصعد نتيجة الضغط الدولي عليهم ليكسر صمودهم ويجبرهم أن يخضعوا لما قرره الغرب الكافر كمصير لثورتهم بأنها يجب أن تنتهي سياسيا كما رسموا وخططوا لها بحسب مقررات مؤتمراتهم التآمرية التي عقدوها بدءاً من جنيف1 و جنيف2 و مؤتمر فينا وآخرها الأستانة.

مؤتمر كشفت التحضيرات له واقع الداعين والمشاركين فوضح دور تركيا كمتحكم بقرارات الفصائل ودور مالها السياسي بمصادرة القرار، وأنها لم تعدُ عن كونها تستغل ذلك لتنفذ أجندة سيدتها وربيبتها أمريكا وأنها لا تستطيع تعدي الدور المكتوب لها، وأوضح أن الفصائل المدعومة من قبلها لا تملك سوى أن تنفذ ما يختاره داعمها، وبان ذلك خلال تصريحات رئيس الاستخبارات التركي الذي اجتمع بالفصائل وقرر عنها الحضور دون شروط، وأوضح دور روسيا كرجل مقاولات ينفذ فقط المخططات التي تصله ولا يملك من أمره التعديل عليها ومدى وضاعة نظام الأسد الذي لم ينبس ببنت شفة عما قرره المقاول ومن خلفه سيده، وأظهر أنه لا دور للمعارضة السياسية إلا الموافقة والقبول بما سيتم التوصل إليه.

يأتي عقد مؤتمر الأستانة بعد كل الذي مر على أهل الشام من قصف وتدمير وقتل وتشريد والذين لا ترى فيهم إلا صمود الجبال الرواسي وكأنه لم يمر عليهم شيء، نعم إنها الثورة الكاشفة الفاضحة التي لم تبق من الخائنين المرتابين أحداً إلا وأظهرت سريرته وكشفت زيغ حرصه عليهم.

كل ذلك الذي حصل على مر ست سنوات كان في ظل معارضة عميلة هزيلة لا تملك من أمرها إلا السمع والطاعة بعد ممانعة مصطنعة علها تنجح بإلباس خداعها على أهل الشام، ولكن أمرها بات مكشوفا واضحا بعبوديتها لسيدتها الراعية أمريكا.

وفي ظل فصائل امتلكت وامتهنت ومارست دين المصلحة والمفسدة لتبرر للناس أفعالها فضح الله سريرة ما يدعون وعراها، أما أهل الشام فأسقطوا عنها الشرعية وأرفقوها في صف أعدائهم.

كل أولئك تم دعوتهم للأستانة ليقرروا مصير ثورة أهل الشام؛ من سفاح لا يرتوي إلا من دماء أطفال الشام، إلى معارضة هزيلة عميلة ذليلة، إلى فصائل مكشوفة مفضوح واقعها، إلى دول عميلة تنفذ أوامر أسيادها، إلى منظمة أمم ومبعوثين قد أخذوا دورهم بمسلسل التآمر، إلى دول حاولت أخذ نصيبها من معاناة أهل الشام ففشلت فآثرت الحضور لتحافظ على ما بقي من ماء وجهها، حتى الوصول للاعب الأول بالمشهد السوري أمريكا المخطط والراعي والموجه.

كلهم سيجتمعون ليقرروا مصير أهل الشام وشكل نظام حياتهم الذي سيعيشون وفقه.

ولكن لأهل الشام رسالة يوجهونها للمؤتمرين أن تبا لكم ولمؤتمراتكم وللمقررات التي ستصدرونها فقد أعلنا هويتنا وحددنا نظامنا أن لن يكون إلا خلافة راشدة على منهاج النبوة مهما حاولتم تشويهها ومهما صدحت حناجر زعمائكم بمحاربتها كما ذكر لافروف، فهذه هويتنا التي مات تحت رايتها أجدادنا والتي بذل لأجلها رسول الله ﷺ حياته لتكون، فلم يخضع لضغوط ولم ينثن لمغريات ولم يحرف لمصلحة، هي هويتنا التي لن نتخلى عنها حتى نوجدها حقيقة على أرض الشام، فاعقدوا مؤتمراتكم وأعدوا سياسييكم وارسموا مشروعكم فقد كفرنا بهم جميعا ووجهنا وجهنا لله فاطر السماوات والأرض، فهي إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدى.

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾

 


كتبه لجريدة الراية: عبدو الدلي، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 18 كانون الثاني\يناير 2017م
المصدر: http://bit.ly/2jHD9s3