- التفاصيل
الخبر:
العربية نت - أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد، أنه تم التوصل لاتفاق مشروط مع روسيا، من حيث المبدأ على وقف الأعمال العدائية في سوريا. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة، عقده في عمّان إن بلاده أقرب إلى وقف النار من أي وقت مضى، مؤكداً أن الحل في سوريا يأتي بمبادرة سياسية على طاولة حوار شمولي مما يحقق السلام العالمي ويعطي الشرق الأوسط الاستقرار والهدوء. وأضاف كيري الذي يزور العاصمة عمّان حالياً لبحث آخر التطورات في المنطقة، أن الهدنة في سوريا ممكنة خلال الساعات القادمة، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي والروسي سيتحدثان في الأيام المقبلة لاستكمال الاتفاق من حيث المبدأ. وقال إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل انعقاد المؤتمر، صباح الأحد، حول وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكداً أن المسألة في مرحلة استكمال تفاصيل لوقف إطلاق النار المؤقت. وأشار كيري إلى أن النظام السوري يتحمل مسؤولية إنسانية في الحرب الدائرة في البلاد، وقال إن "الأسد وحلفاءه يعتقدون أنه بتحدي إرادة الأسرة الدولية ينتصرون".
وكان كيري قد وصل عمّان أمس السبت، في زيارة لبحث آخر التطورات في المنطقة لا سيما الأزمة السورية، حيث من المقرر أن يلتقي بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مدينة العقبة، كما ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في عمّان.
التعليق:
لن نسأل لماذا يأتي وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إلى عقر دار المسلمين في وسط بلاد الشام ليعلن استمرار أمريكا وروسيا بالتعاون الظاهر والخفي مع نظام بشار الإجرامي في ذبح أهلنا في سوريا.
ولن نسأل عن الوقاحة اللامتناهية التي أبداها حكام الأردن باستقبالهم هكذا مجرم والترحيب به ودعمه وتأييده في استمرار قتل المسلمين في الشام.
ولكننا نسأل أمريكا: ألم يشبع حقدك من دماء المسلمين بعد؟
ألا يكفيك كذباً وتلفيقاً وضحكاً على الأمم والشعوب بأن القاتل هو بشار وحده وأن أمريكا لا تستطيع لجمه ولا منع روسيا من المشاركة في القصف والقتل؟
لم يعد يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي اللاعب الوحيد على الساحة السورية وهي التي تستخدم الدول الأخرى لأغراض تثبيت عميلها بشار الأسد ونظامه خوفاً من وصول الخلافة الحقيقية للحكم كما أعلن ذلك صراحة المجرم لافروف لأنهم يدركون أن الخلافة الصحيحة لن تبقى حبيسة قطعة أرض تدافع عن نفسها بقتل من حولها بل ستكون دولة مهاجمة تزيل الحدود وتكسر السدود بين الشعوب وتحمل رسالة خير وسلام وأمن لشعوب العالم فتسقط عروش طواغيت أمريكا وروسيا ويعود العالم آمناً كما كان في ظل خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الملك وهشام وهارون والمعتصم والفاتح والقانوني.
إن لعبة أمريكا وروسيا هي كلعبة العسكر والحرامية، كل ما فيها كذب ونفاق إلا القتل والولوغ في دماء الأبرياء فإنها ستبقى لعنة على حكامهما أمد التاريخ ولن يغفرها الخليفة القادم لهما ولن يصل أي منهما صك غفران مهما فعلتا، فالثأر لأرواح الأبرياء لن يكون إلا بأن يُحق الحق ويبطل الباطل أولاً في الشام ثم في كل العالم قريباً بإذن الله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم من بلاد الشام
16 جمادى الأولى 1437هـ
2516م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35672
- التفاصيل
الخبر:
روسيا اليوم: صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد 21 شباط/ فبراير، أن الهدنة في سوريا يمكن أن تدخل حيز التنفيذ قريبا.
وقال كيري عبر مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في العاصمة الأردنية عمان: "نحن أقرب إلى وقف إطلاق النار في سوريا من أي وقت مضى".
وأضاف كيري: "تحدثت مع لافروف وأعتقد أننا توصلنا لاتفاق مشروط من حيث المبدأ على وقف القتال في سوريا".
وأكد كيري أن الرئيسين الروسي والأمريكي بوتين و أوباما سيضعان اللمسات الأخيرة على اتفاق الهدنة في سوريا. وكان جون كيري قد واصل بحث آلية وشروط الهدنة في سوريا مع سيرغي لافروف، اليوم الأحد، حسب الخارجية الروسية.
تجدر الإشارة إلى أنه جرى الاتفاق السبت في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة على مشروع وثيقة لوقف العنف في سوريا تستثني "جبهة النصرة" و"تنظيم الدولة".
التعليق:
لم يعد جون كيري وزير خارجية أمريكا يذوق طعما للراحة أو للنوم، بل مؤتمرات متتالية ولقاءات وحوارات، وإن تسارع الأحداث على الساحة السورية جعل من كيري رجلاً آلياً متحركاً؛ ففي الآونة الأخيرة لم يستقر لكيري قرار في أمريكا، لأن شغله الشاغل بات هو سوريا التي أقضت ثورتها المباركة مضاجع أمريكا والغرب الكافر وأذنابهم.
يبدو من هذه اللقاءات و المؤتمرات الأخيرة المتكررة بشأن سوريا التي تجريها أمريكا بالتعاون مع روسيا، وكأن أمريكا تلعب في الوقت الضائع؛ لهذا كثفت من المؤتمرات واللقاءات حتى تنقذ نظامها في دمشق من السقوط. أمريكا هي التي جوعت الشعب السوري ودمرته وحرقته وشردته وهي الآن تراهن على هدنة فاشلة مع نظام متهاوٍ.
إن تدمير سوريا لن يحقق لأمريكا أهدافها، وهي لن تجني من الشوك العنب، ولن تجني من الدمار والخراب الاستقرار، ولن تجني من قتل الأطفال و النساء والشيوخ الاطمئنان والسعادة. وإن عهد أمة الإسلام المشرق سيعود قريبا إن شاء الله، وسيكون هلاك ودمار أمريكا وروسيا على أيدي هؤلاء الأطفال الذين شردتهم أمريكا وأدواتها.
﴿ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ [التوبة: 82]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد سليم - فلسطين
14 جمادى الأولى 1437هـ
2316م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35628
- التفاصيل
الخبر:
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الشهور الأخيرة من الأزمة السورية شهدت ظهور عدة سمات جديدة، متسائلا بقوله: "هل وصل الصراع السوري إلى مرحلة حاسمة؟".
وفي تقرير لمراسل الصحيفة في الشرق الأوسط مارتن شولوف، قالت "الغارديان" إن أولى هذه السمات هو أن الضربات الجوية الروسية المكثفة وتقدم قوات النظام لم تستهدف تنظيم الدولة.
التعليق:
أولا: منذ انطلاق حركة الشعوب و الغرب يحاول أن يحرف هذه الثورات أو يمتطيها لتحديد مسارها وأهدافها، محاولة منه لإبقاء النظم السياسية القائمة ولو قبل الغرب أحيانا بسياسة تغيير الوجوه والعمليات التجملية في بعض البلدان ولبعض النظم، ولكنه في الشام وجد واقعا مغايرا ورأيا عاما قويا وانبثقت قوى جديدة لم يساهم هو في إيجادها أو تكوينها وأصبحت هذه القوى لها وجود حقيقي على الأرض فأخذ يعمل على احتوائها من خلال ربطها ببعض الدول التابعة والعميلة وقد نجح مع بعضها.
ثانيا: لقد تحلت الولايات المتحدة بما يسمى بالصبر الاستراتيجي و القيادة من الخلف وأشركت جميع الأدوات و العملاء وبعض الأوراق حتى جاءت بالدب الروسي وأخرجته خارج أرضه ليقوم بالمهمة بعد إخفاق وسقوط بعض الأوراق، هذا الدب الذي قبل على نفسه تأمين مصالح الدولة الأولى لمصالح متفق عليها بينهما ولكنه بدور محدد ومؤقت وليس دورا طويلا إنما وظيفة محددة، وحتى تتم مكافأته على هذا الدور لا بد له من تحقيق إنجازات على الأرض فيما يبدو لاقتراب نهاية هذا الدور، ومن هنا نفهم خطاب كيري بتحديد ثلاثة أشهر للمعارضة بالتسليم والتوقيع أو جهنم، ومن هنا نفهم أيضا اشتداد الضربات وقوتها وعنفها وكثرتها برغم ما يقال عن المفاوضات في جنيف٣ وكأن روسيا لا يعنيها أمر المفاوضات لأنه ليس لها ولا بيدها وإنما أشركتها الولايات المتحدة كشاهد زور وإشباعا لدور موهوم عالميا لروسيا برغم أن دور وزير خارجيتها أشبه بناطق غير معلن لما تريده أمريكا وبتلقين مباشر من كيري.
ثالثا: في الوقت الذي تتبجح فيه روسيا بمحاربة الإرهاب وبطلب من الحكومة السورية الإجرامية فإنها تدرك خطورة البقاء، وخطورة آثار ما تقوم به بعد حين - إن لم يكن على أيدي المسلمين - فإنها تدرك تعالي الأصوات المنادية بمحاكمة روسيا كمجرم حرب وقتل المدنيين وتفريغ السكان من مناطقهم، وتدرك خطورة كون المسلمين أمة واحدة في حربها وسلمها، حيث يوجد في روسيا ملايين المسلمين، وهي لا زالت تدرك عقدة الشيشان وعقدة التاريخ الحديث وعقدة الفتوحات والعداء، وتدرك أيضا أنها أول من سيحترق بنار المسلمين إدراكا منها لعظمة هذه الأمة.
وتدرك أيضا أن لعبة الحرب الطائفية ستصطلي بنارها يوما خاصة وأنها في أوج قوتها لم تستطع القضاء على فكرة القوميات زمن الاتحاد السوفيتي، فما بالها في زمن ضعفها مقارنة بما كانت عليه؟!
وأخيرا إن عقلية إيفان الرهيب التي يتمتع بها بوتين ومن حوله لن تنقذه من جرائمه وإن غدا لناظره قريب، برغم الدماء التي سالت أنهارا إلا أنها لعنة على روسيا ومن خلفها وعلى كل الأدوات والعملاء.
قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – أبو البراء
9 جمادى الأولى 1437هـ
1816م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35554
- التفاصيل
الخبر:
رد الجيش التركي بالمدفعية على نيران النظام السوري على نقاط الحراسة العسكرية التركية في جنوب هاتاي وكيليس. حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية تانجو بيلجيك بالبيان قائلا: "اليوم تعرض مخفر أمن الحدود في منطقة هاتاي على الحدود السورية للهجوم، وتم إطلاق نار في المقابل للانتقام". ( الجزيرة التركية)
التعليق:
في أعقاب هذه التطورات انتشرت أنباء مفادها أن تركيا ستبدأ عمليات برية في سوريا. في حين إن السبب وراء هذه التطورات يكمن في القتال السوري لحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، حيث قاموا بالاستيلاء على منغ، وهي قاعدة عسكرية تقع بالقرب من إعزاز والتي تخضع لسيطرة الجيش الحر، بالإضافة إلى ذلك ردت تركيا على سبيل الانتقام للهجمات التي قام بها حزب الاتحاد الديمقراطي من المناطق التي يسيطر عليها المجاورة للجانب التركي في 13-14 شباط\فبراير. حيث ضربت تركيا قاعدتين لحزب الاتحاد الديمقراطي في قرى مراناز ومنغ في إعزاز بمدافع الهاوتزر العاصفة.
وأبرز رئيس الوزراء داود أوغلو هذه النقاط الثلاث في رسالته تقرير حول التدخل:
1- قوات حزب الاتحاد الديمقراطي لن تحاول كسر الممر مرةً أخرى.
2- قوات حزب الاتحاد الديمقراطي سوف تبتعد عن إعزاز في آن واحد.
3. قوات حزب الاتحاد الديمقراطي سوف تغادر المطار العسكري لمنغ.
خلال القضية السورية تكرر الحديث عن تدخل تركيا في سوريا. لكن تركيا لم تتدخل إلا من خلال التحالف بقيادة الولايات المتحدة والطائرات الحربية في قاعدة إنجرليك، وأحيانًا من خلال الاستجابة لهجمات من المنطقة الحدودية. وهو يؤيد سياستها كحليف لأمريكا. تدخل روسيا في سوريا والاجتماعات الأخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحزب الاتحاد الديمقراطي زادت التوقعات والمخاوف بشأن سوريا. وقال الرئيس أردوغان لدى عودته من رحلته إلى أمريكا اللاتينية: "نحن لا نريد أن نقع في نفس الخطأ في سوريا كما هو الحال في العراق." وهو يعني بأنه سيأخذ دوراً فعالاً إلى جانب القوات الدولية في سوريا، وهو بذلك سيفعل ما هو ضروري. أيضًا، الرئيس أردوغان يقول: "... هل أنا شريكك؟ أم حزب الاتحاد الديمقراطي؟" هذه التصريحات وقفت على الأجندة لفترة طويلة. من خلال هذه التعليقات أعطى أردوغان رسائل إلى العامة مثل "نحن ضد حزب الاتحاد الديمقراطي تماما كما نحن ضد حزب العمال الكردستاني... ونحن نفعل كل ما بوسعنا في هذه القضية... نحن نحذر الولايات المتحدة والقوى الدولية حتى لو كانوا هم حلفاؤنا".
الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعت ودعمت حزب العمال الكردستاني على أرض العراق بعد حرب الخليج، تزرع الآن حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا وتدعمه من أجل محاربة المسلمين. وروسيا تتعاون مع الولايات المتحدة بشأن هذه المسألة وتدعم حزب الاتحاد الديمقراطي. والولايات المتحدة تدعم كلاهما من خلال افتتاح مكتب تمثيلي في موسكو ومن خلال دعمهم بالسلاح والذخيرة. كما تنص أمريكا بانتظام بأنها تعمل في انسجام مع حزب الاتحاد الديمقراطي ولا تعتبره منظمة إرهابية.
وهو هدف مهم للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والقوات الدولية بأن تكسر مقاومة الشعب السوري وأن تتخلى الجماعات المخلصة التي تناضل من أجل إقامة الخلافة عن نضالها. والحمد لله لم يتمكنوا من إخضاع الناس والجماعات على مدى السنوات الخمس الماضية.
تقسيم سوريا إلى ثلاثة أجزاء كما هو الحال مع العراق، ووجود منظمة إرهابية مدعومة على الحدود الجنوبية لتركيا لتدشين حزب العمال الكردستاني داخل البلاد إلى أبعد من ذلك هو وضع غير مقبول. وبالتالي تدخل تركيا هو بطبيعة الحال خطوة نحو ضمان أمنها.
هذا التدخل ليس بعملية عسكرية على سوريا ولا مواجهة لأمريكا والقوى الدولية. ومن غير المرجح أن تشن تركيا عملية عسكرية في سوريا في المستقبل القريب، لأنه بالنسبة إلى سوريا، تركيا حليفة للولايات المتحدة منذ البداية وليس لديها سياسة مختلفة عن سياسة الولايات المتحدة. من الطبيعي أن الولايات المتحدة وغيرها من الكفار هم أصدقاء لبعضهم البعض و التحالف معهم لن يحقق شيئا سوى الضرر على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
موسى باي أوغلو
13 جمادى الأولى 1437هـ
2216م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35609
- التفاصيل
الخبر:
أأكدت رئاسة الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية برئاسة رياض حجاب أنها لن تشارك في مفاوضات جنيف، التي من المقرر استئنافها في 25 الشهر الحالي، "ما لم يطلق سراح النساء المعتقلات من سجون النظام السوري، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى الأطفال."
وأضافت أن الهيئة منذ تأسيسها في 10 كانون الأول/ديسمبر 2015 اتخذت قرارا استراتيجيا بالسير في العملية السياسية وتعزيز الجهود الدولية لتحقيق الانتقال السياسي من خلال المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.
التعليق:
على الرغم من اعتراض بعض أعضاء المعارضة على انتقال رياض حجاب إلى صفوفهم وارتفاع أسهمه، وهو الذي قال عنه المعارض فايز ساره العام الماضي إن"حجاب كان ابناً عميقاً للنظام، وبالتالي من الطبيعي ألّا يصبح ابناً عميقاً للثورة" انتُخب حجاب ليترأس الهيئة العليا للمفاوضات بغالبية 24 صوتاً في مقابل ثمانية صوتوا لأحمد الجربا، من أصل 34 هم أعضاء اللجنة التي اختيرت خلال اجتماع الرياض الذي عقد في الثامن من كانون الأول والتاسع منه، وقد خلص المشاركون في هذا الاجتماع إلى وثيقة سياسية ورؤية موحدة لعملية التسوية السياسية في سوريا، كما أبدى المشاركون أيضاً استعدادهم للمشاركة في المحادثات استنادا إلى بيان جنيف واحد كمرجعية للتفاوض مع نظام الأسد.
وفي ظل تعثر هذه المفاوضات والتي لا هدف لها سوى منح الحياة للطاغية بشار وإعطائه وقتاً إضافياً يستطيع من خلاله استكمال مجازره ضد الشعب السوري ليكون ورقة ضغط يستخدمها النظام في أية مفاوضات مقبلة. في ظل ذلك تبدأ التصريحات من مختلف الأطراف لإعطاء حجج واهية عن سبب فشل أمريكا بإيجاد الحل السياسي الذي لطالما طمحت إليه رغم تشكيلها لمعارضة موحدة انبثقت من مؤتمر الرياض، وهذا ما كانت تنتظره وفق تصريحات مبعوثها إلى سوريا دي ميستورا للصحفيين عقب جلسة مشاورات مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة مونز لوكوتوفت، بمقرّ المنظمة الدولية بنيويورك إذ قال "من دون معارضة موحدة ومتماسكة سيكون من الصعب عقد اجتماع فعال في جنيف بين المعارضة والحكومة، وهو أمر طالما سبب مشكلة". كما شدد المبعوث الدولي على أهمية إنجاح مؤتمر الرياض لأنه "يجب أن يكون هناك منبر مشترك للمعارضة لأنه سيكون على أطراف المعارضة التعامل، إما مباشرة أو من خلالنا في غرف مختلفة، مع موقف الحكومة الذي هو شديد الثبات والانضباط." وذلك بعد أن كشف دي ميستورا عن أن قائمة المفاوضين باسم النظام جاهزة، قائلاً "نحن لدينا بالفعل قائمة للحكومة السورية (للمشاركة في المفاوضات)، لدينا أسماء 40 شخصاً، ومن المهم الآن أن تكون لدينا قائمة شاملة وواسعة تمثل المعارضة."
فها قد توحدت أطراف النزاع في سوريا وفق تصريحات دي ميستورا، فتشكلت هيئة عليا للمفاوضات برئاسة رياض حجاب وتضم 36 من مختلف الشخصيات السياسية
و الفصائل المسلحة المعتدلة، يقابلها أربعون شخصية تُمثل النظام في المفاوضات.
فمن المستغرب بعد كل هذه الجهود والعمل الحثيث على إيجاد تشكيلة موحدة لمعارضة الخارج، أن يصدر من رئاسة الهيئة العليا للمفاوضات تأكيد على عدم مشاركتها في مفاوضات جنيف، إلا بعد إطلاق سراح المعتقلات وإرسال المساعدات الإنسانية إلى الأطفال! إلا إذا كانت هذه التأكيدات من ضمن الحجج الواهية والمعهودة من قبل أمريكا وحلفائها التي تُخفي خططاً جديدةً وأساليب أخرى للالتفاف على ثورة الشام وإخضاعها بعد أن كشفت عن أهدافها الإسلامية.
أين كانت هذه الشروط أيها المفاوضون منذ خمس سنوات؟ فمنذ بدء الثورة في سوريا بدأت معها حملات الاعتقالات العشوائية، فلم تستثن امرأةً أو طفلاً، فجميعهم سيان بتهمة معارضة النظام وإعلان الثورة عليه. ولم تتوان فروع التحقيق التابعة لنظام الطاغية بشار والتي تتوزع بشكل أساسي بين «الأمن السياسي» و«العسكري» و«أمن الدولة» و«المخابرات الجوية» و«المدارس» و«المستشفيات» و«الملاجئ» عن ممارسة وحشيتها بحق النساء، كما مارستها بحق الرجال.
هناك آلاف المعتقلات من النساء، يقبعن، إلى جانب عشرات الآلاف من المعتقلين، في سجون النظام، وتمارس عليهن كل وسائل الضغط والترهيب، التي تبدأ بالضرب المبرح ولا تنتهي بسحب الأظافر والصعق الكهربائي وما يعرف بـ"الكرسي الألماني" أو "الدولاب" و"إطفاء السجائر في الجسم" و"تعليق المعتقل من السقف" و"تهشيم الرأس"، بالإضافة إلى "الاعتداء الجنسي" و"توجيه الشتائم والألفاظ البذيئة" إلى أن تصل في أحيان كثيرة إلى القتل. لكن كيف لجدران السجن أن تسمع صرخاتهن؟ وكيف للأجساد النحيلة التي نهشتها أيدي شبيحة النظام أن تكون فوق قوة هذا السوط الموجه عليهن؟
سنوات تمر وصور المعتقلين الذين لقوا حتفهم تحت التعذيب تتوافد يوماً بعد يوم، وهي ليست بحاجة لإمعان كثير من النظر في الهياكل العظمية وتشويه الأجساد حتى يدرك الناظر وحشية نظام لا يعرف معنى أو لفظاً لكلمة الإنسانية.
هل استفاقت نخوة الرجال في رياض حجاب ورفاقه في هيئتهم العليا قبل أن يضعوا أيديهم بأيدي من توغل في دماء أطفال ونساء سوريا؟! أم أنه استغلال لمعاناة ومأساة معتقلات بكلمات إنسانية يضاف إلى سجل الخنوع والخضوع لقرارات دول كبرى لا تلقي بالاً ولا اهتماماً لاستغاثاتهن ومناجاتهن؟!
إن نساء المسلمين لا يستغثن بأشباه رجالٍ هم دمى عند أعداء الأمة، يُصرحون ويشترطون وكأن القرار بيدهم، لقد انكشفت تمثيلياتكم ومسرحياتكم أمام الرأي العام، الذي أدرك أن لا تفاوض مع المجرمين، وأن الثورة ستستمر، وأن كل من يجلس على طاولة التفاوض هو خائن لكل قطرة دم أُزهقت في سبيل نصرة المسلمين المستضعفين الذين شُردوا وقتلوا فقط لأنهم قالوا سيدنا محمد قائدنا للأبد.
إن أخواتنا المعتقلات وباسمهن نقول: إنهن لسن بحاجة لمن يخرجهن من السجون باتفاقيات ذل وعار تبقي على النظام المجرم، فما ينتظرهن في الخارج ليس بأرحم مما يعانينه، فنظرة المجتمع النفعي لهن وما سيلقينه من تعنيف وازدراء ومعاملة دونية ستقضي على ما بقي لهن من حب للحياة، إنهن بحاجة لنظام يرعى شؤونهن ويعيد لهن كرامتهن وعزتهن، لنظام ينشر العدل مكان الظلم، إنه النظام على أساس الإسلام فهو من عند أرحم الراحمين، فيه يُعزُّ الإسلام وأهله ويُذلُّ الكفر وأهله وينال كل ذي حق حقه.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى
9 جمادى الأولى 1437هـ
1816م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35552