- التفاصيل
الخبر:
نشرت وسائل الإعلام نص الاتفاق الأمريكي الروسي المذكور تحت عناوين أنه هدنة، وأنه لوقف الاعتداءات بين المتقاتلين في سوريا. ومما جاء في نص الاتفاق:
إن روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، بصفتهما رئيسين مشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا، وسعياً لتحقيق تسوية للأزمة السورية مع الاحترام الكامل للدور الرئيس لمنظمة الأمم المتحدة، عازمتان تماماً على تقديم أقوى عون ممكن لوقف الأزمة في سوريا وخلق الظروف لعملية انتقال سياسية ناجحة بقيادة السوريين أنفسهم وبدعم من الأمم المتحدة وذلك لتأمين تطبيق تام لبيان ميونيخ الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سوريا في 11 فبراير 2016، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وإعلان فيينا لعام 2015، وبيان جنيف لعام 2012...
وجاء فيه أيضاً: على جميع الأطراف المشاركة في الأعمال العسكرية في سوريا، سواء ضمن القوات المسلحة أو المجموعات المسلحة، ما عدا "تنظيم داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المجموعات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن الدولي، أن تبلغ روسيا الاتحادية أو الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتهما رئيسين مشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا عن التزامها بتطبيق وتبني شروط وقف الأعمال القتالية في موعد لا يتعدى الساعة 12,00 (بتوقيت دمشق) من يوم 26 فبراير 2016...
وجاء فيه أيضاً: إن جميع الأعمال القتالية بما في ذلك الضربات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية والقوات المسلحة الروسية والتحالف ضد داعش والذي ترأسه الولايات المتحدة، ستستمر ضد "تنظيم داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المنظمات التي حددها مجلس الأمن الدولي على أنها منظمات إرهابية.
التعليق:
لا يحتاج الأمر لكثير نظر في بنود هذا الاتفاق وشروطه للمس الغرور الكبير، والتحكم الوقح، والعداء الكبير لأهل سوريا المسلمين، والحقد الأكبر على تطلعهم إلى تطبيق الإسلام. وما فيه من تناقضات صارخة تؤكد كل ما ذُكر:
فهو يُصوِّر أنه حريص على هدنة وتحقيق مطالب سياسية، ولكنه يعطي روسيا وأمريكا ومن معهما، ويعطي النظام السوري حق قصف وقتل كل من تحدد روسيا وأمريكا أنه إرهابي. ولم يعد خافياً على ذي مسحة عقل أن ما يقصدونه بالإرهاب هو الإسلام. فأي هدنة هذه!
لا يخفى على ذي نظر أن هذه ليست هدنة، ولا هي لتحقيق السلام ولا حقن الدماء. وإنما هي إعلان حرب على الشعب السوري بسبب تطلعه إلى تغيير النظام العميل والدموي الذي يحكمه، وبسبب تطلعه إلى تطبيق الإسلام وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
فقد اتفقت أمريكا وروسيا وبقرار منهما، أن لهما الحق النهائي بتعيين من الذين ينبغي قصفهم بطائرات وسلاح روسيا وأمريكا والتحالف ونظام بشار والقضاء عليهم، ومن الذي ينبغي تركهم. ولا يُعتبر هذا القصف اعتداءً وإنما هو حرب على الإرهاب، وهو لازم لتحقيق السلام والديمقراطية، ولعملية الانتقال السلمي للسلطة.
ويتضمن الاتفاق نصاً صارخاً في الدكتاتورية والطاغوتية التي يعدها إنسانيةً وديمقراطيةً؛ فهو يقول إن روسيا وأمريكا عازمتان على تمكين السوريين من قيادة عملية انتقال ناجحة للسلطة، ولكنه يفرض عليهم مسبقاً ما يجب عليهم أن يتفقوا عليه وأن يطبقوه وهو تطبيق تام لبيان ميونيخ الصادر في 11 شباط/فبراير 2016، ولقرار مجلس الأمن رقم 2254، وإعلان فيينا لعام 2015، وبيان جنيف لعام 2012.
وهكذا فأمريكا وروسيا تعلنان لكل أهل سوريا ولشعوب المسلمين قاطبة ولكل دول المنطقة وللعالم كله، ما يجب أن يوافقوا عليه ويختاروه. وكل من يواجه ذلك، بل من يعارضه، بل كل من لا يعلن موافقته عليه بوضوح من أهل سوريا فهو إرهابي، ولا يعتبر قتله أو قصفه اعتداءً، بل هو تحقيق للسلام ولمصلحة شعب سوريا!
لا يخفى أن هذا الاتفاق مثال صريح على الدكتاتورية، وهو تأكيد إضافي على سقوط الفكر الغربي بأسسه وفروعه، إذ لا جدال في أنه نقض لكل مزاعم الحريات العامة وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير. وأمريكا وروسيا تؤكدان به حربهما على الإسلام، وحربهما الاستباقية على الخلافة على منهاج النبوة، وعلى تطلع الأمة وبخاصة في سوريا لإقامتها، وهو ما يرعبهما ويرهبهما.
إلا أن الذي ينبغي التنبه له وأخذه بعين الاعتبار، هو أن الذين يحاربون الإسلام اليوم، ويساهمون في تأخير نجاح الأمة في التغيير، ويساهمون في تطويل أمد جراح الأمة ونكباتها ومآسيها، ليس فقط الدول التي أعلنت الحرب على الإسلام وأمته.
إن الذين يساهمون في مآسي الأمة هم أيضاً أولئك الذين ينشدون الحل عبر مفاوضات تقودها أمريكا، أو من خلال مساعدات وتوجيهات من دول عميلة عدوة للإسلام. إن الذين يساهمون في إضعاف الأمة وإحباطها وفي سوقها إلى اليأس والهزائم هم أيضاً جماعات وفصائل يتسمون بأسماء إسلامية ويرفعون شعارات إسلامية، وهم أيضاً مشايخ ومفتو جماعات وفصائل يبررون للناس التنازلات والركون إلى الظالمين، والرضا بالانقياد لمناهج الكفر وسياساته، بذرائع ورُخص لا محل لها إلا عند من سفه نفسه وضل عقله.
نعم، هؤلاء جميعاً أعوان لأعداء المسلمين على المسلمين، علموا ذلك أم لم يعلموه، وعليهم أن يتّعظوا ويتركوا الركون إلى الظالمين أو الدخول معهم فيما هم فيه. وعلى المسلمين جميعاً وبخاصة في سوريا أن يتنبهوا لهذا الأمر وأن ينبذوا دعاة التفاوض والتنازلات وأزلام أنظمة الكفر والعمالة نبذَهم للعلمانية والكفر. وأن يتذكر المسلمون أن النصر بيد الله وحده، وأن اجتماع أمريكا وروسيا معا، ومعهم من معهم، ضد الإسلام وبهذه الشدة لهو بشرى خير ونصر مؤزر بإذن الله.
﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾. [القصص: 5-6].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود عبد الكريم حسن
18 جمادى الأولى 1437هـ
2716م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35706
- التفاصيل
الخبر:
حذّر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من صعوبة منع تقسيم سوريا إذا لم يتوقف القتال فيها قريبًا، وطالب بضرورة دعم الهدنة المقرر العمل بها في سوريا السبت المقبل. وقال كيري إنه "طالما يستمر القتل، فإن هذه الدائرة المدمرة ستغذي نفسها، ولهذا فإننا نحثّ جميع الأطراف على دعم الهدنة المرتقبة، ولهذا السبب أيضا، نجدد المطالبة بوجوب إيجاد حل دبلوماسي، لأنه من الضروري التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الحرب". وأردف كيري أنه "في حال لم تنجح عملية التفاوض فإن هناك خطة بديلة"، في إشارة إلى خطط طوارئ غير محددة يُعتقد أنها تشمل العمل العسكري، مضيفَا أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد اتخاذ "قرارات جدية بشأن بلورة عملية تشكيل حكومة انتقالية". وأكّد كيري أنه "من الصعب جدًا الحفاظ على وحدة الدولة إذا لم يتوقف القتال في البلاد قريبًا".
التعليق:
تصدّر اتفاق الهدنة الذي أعلنته الولايات المتحدة وروسيا في سوريا اهتمام الصحف العربية، وقد توقع العديد من الكتّاب فشل الهدنة، فكان جواب كيري رئيس الحلف الصليبي سريعًا، حيث هدّد بتقسيم سوريا إن لم يقبل أهل سوريا بما يمليه الحلف الصليبي عليهم، وهو القبول "بحكومة انتقالية" يشكّلها الطاغية بشار، تضمن بقاء النظام العلماني وتحول دون تحرر أهل الشام بإقامة دولة العدل فيهم.
ويستمر كيري بتهديد أهل سوريا، من أنهم إن لم يقبلوا بالانصياع لما يحفظ للكفر مصالحه في الأرض المباركة الشام، فإنه سيلجأ إلى "خطط طوارئ"، وهي لا تعدو كونها استمرارًا للقصف الروسي، ودعمًا لبشار وشبيحته وأشياعه، لاستعار مزيد من القتل في أهل الشام حتى لو أدى ذلك إلى تشريدهم أو إبادتهم على أيدي الحلف الصليبي الجديد. والإضافة الجديدة هي تهديد كيري باستخدام عملائه في مختلف دول الضرار المحيطة بسوريا، في أعمال عسكرية برية، وخصوصًا الدول التي تخشى على أنظمة حكمها من الإطاحة بها، كما ورد في بعض التقارير الأمريكية، التي بشّرت بسقوط نظام آل سعود في بلاد الحجاز.
إن الحرب الدائرة في بلاد الشام ليست حربًا سورية، بل هي حرب القصد منها كسر إرادة الأمة الإسلامية في سعيها للتحرر من ربقة الاستعمار الصليبي، فهي من دون مبالغة حرب عالمية، طرفاها الصليبيون من جهة والأمة الإسلامية من جهة أخرى، ويؤكد ذلك قول كاثرين آشتون (متحدثة إلى وزير الخارجية الروسي): "إن سقوط العسكر في مصر سينهي الأزمة السورية لصالح الإسلاميين، وسيجعل الإسلاميين في ليبيا و تركيا و تونس أقوياء جدا، وهذا سيدفع الشرق الأوسط إلى سياسات وتحالفات لن تكون في مصلحة روسيا ولا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي."
لذلك لا أقول بأن على المسلمين في مختلف بلاد المسلمين نصرة إخوانهم في سوريا فحسب، بل أقول للأمة الإسلامية جمعاء أن تنتصر لنفسها ودينها، ففشل الثورة في سوريا هو انتصار لعملاء الصليب في الحجاز وإسلام أباد وإسطنبول والقاهرة ودكا، قبل أن يكون انتصارًا لأمريكا في سوريا، لذلك يجب أن تتركز جهود المخلصين على إحباط مساعي أمريكا لإحباط الثورة في سوريا، من خلال العمل الجاد مع حزب التحرير للإطاحة بالأنظمة المتآمرة على الثورة السورية في مختلف عواصم بلاد المسلمين، وخصوصًا في البلاد التي تستخدمها أمريكا وستزيد من استخدامها بريًا لإخضاع ثورة الشام المباركة لها، وإننا على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى سيحقق لنا ما وعدنا به من نصر وتمكين، وأنه سبحانه وتعالى سيحبط عمل الظالمين.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خِرْ لِي بَلَدًا أَكُونُ فِيهِ، فَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَبْقَى لَمْ أَخْتَرْ عَلَى قُرْبِكَ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ ثَلاثًا»، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ ﷺ كَرَاهِيَتَهُ إِيَّاهَا، قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا يَقُولُ اللَّهُ فِي الشَّامِ؟ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: يَا شَامُ، أَنْتِ صَفْوَتِي مِنْ بِلادِي، أُدْخِلُ فِيكِ خَيْرَتِي مِنْ عِبَادِي، أَنْتِ سَوْطُ نِقْمَتِي، وَسَوْطُ عَذَابِي، أَنْتِ الَّذِي لا تُبْقِي وَلا تَذَرْ، أَنْتِ الأَنْدَرُ، وَإِلَيْكِ عَلَيْكِ الْمَحْشَرُ، وَرَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَمُودًا أَبْيَضَ كَأَنَّهُ لُؤْلُؤَةٌ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ، قُلْتُ: مَا تَحْمِلُونَ؟ قَالَ: عَمُودُ الإِسْلامِ أَمَرَنَا أَنَ نَضَعَهُ بِالشَّامِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ رَأَيْتُ الْكِتَابَ اخْتُلِسَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَخَلَّى مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ بَيْنَ يَدَيَّ، حَتَّى وُضِعَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْتَقِ مِنْ غُدُرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ». أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق، والطبراني في مسند الشاميين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر - باكستان
17 جمادى الأولى 1437هـ
2616م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35696
- التفاصيل
الخبر:
الجزيرة - 2016/02/22: يدفع الأطفال والمرضى وكبار السن الثمن الأكبر لسياسة الحصار التي ينتهجها النظام السوري بحق المدنيين في ريف حمص الشمالي، حيث يعاني عشرات الرضع من فقدان حليب الأطفال، ومئات المسنين المصابين بأمراض مزمنة من نفاد الأدوية في المشافي والمراكز الصحية و الصيدليات.
ورغم اتفاق الدول الكبرى في ميونيخ على فتح ممرات إنسانية لوصول المساعدات الغذائية والطبية إلى المناطق المحاصرة، يواصل النظام السوري - بدعم جوي روسي - محاولاته العسكرية لإطباق الحصار الكامل على أكثر من ثلاثمئة ألف مدني في مدينتي تلبيسة والرستن بريف حمص.
التعليق:
نعم بهذا الشكل يقاسي أهلنا في حمص و الشام كلها الأمرين جراء إجرام الأسد بدعم مباشر من روسيا وغير مباشر من أمريكا، يقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وطائرات عدوة الله روسيا تفجر وتقتل دون حسيب ولا رقيب، لا تميز بين البشر والحجر والشجر، ويتهاوى الأطفال قتلا وتشريدا وتجويعا ويقضون من البرد والمرض.
هكذا لا يجد أطفالنا في سوريا الحليب والماء النظيف، لا يجدون الطعام ولا الدواء، فمن لم يحصده القتل حصده الجوع أو البرد أو العطش أو المرض. ونحن في بلاد الإسلام نتفرج ونراقب وننتظر حتى تجهز أمريكا و روسيا و الأسد على فريستهم!
إن أمريكا تقول بلغة الفعل لا القول لأهلنا في الشام: إن أنتم لم تركعوا لي فلن يشرب أطفالكم الحليب، ولن يلبسوا لباسا يقيهم البرد. إن أنتم لم تركعوا لي فلن يجد أبناؤكم الدواء. لن يجد أطفالكم ونساؤكم وشيوخكم طعاما ولا شرابا ولا لباسا ولا دواء، إن أنتم بقيتم تركعون لله ولم تركعوا لي. نعم هذه هي لغة أمريكا الفعلية وليس القولية.
ولقد دعت أمريكا دول الجوار والدول الصديقة والممانعة لتلبية ندائها وللاستجابة إلى أمرها في تجويع وخنق أهلنا في الشام فاستجابوا ونفذوا الأمر وكأنه نزل من السماء على أسماعهم. فحاصروا الشام ومنعوا الحليب والقمح والدواء. ولم يكتف البعض بذلك بل بات يبعث طياريه ومقاتليه لشن غارات على أهلنا في الشام. قاتلهم الله أنى يؤفكون. وأما عن الطريقة التي استخدمها حكام العرب والمسلمين في استضافة أهلنا الفارين من بطش الأسد فلقد بكى الفؤاد والكبد قبل العين على الطريقة المهينة التي يعانيها إخوتنا أهل سوريا في دول الجوار أو على حدود أوروبا.
ولكن الشام عزيز، ولكن الشام أبيّ، ولكن الشام عصيّ، ولكن الشام ما زال يلقن حكام المسلمين الأوباش الدروس تلو الدروس. فلقد تنازل الشام عن الدواء وعن الطعام وعن الحليب وفي كثير من المناطق عن الماء. واختار أهله الركوع لله لا لأمريكا. ومن أراد الدليل فليتذكر، تلك الفتاة الشامية التي لم يتجاوز عمرها الخامسة عشرة، حينما كانوا يخرجونها من تحت الركام والهدم، وفي لحظة خروج رأسها من الركام تصرخ على المنقذ وتقول (حجابي عمو أرجوك رأسي مكشوف)، لم تقل أريد ماء ولا طعاما ولا دواء ولا هواء بل أرادت حجابها. هكذا يلقن الشام حكام المسلمين دروسا في الإباء والعزة والكرامة. فحكام العرب والمسلمين في أمس الحاجة لمثل هكذا دروس، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
الشام لن يركع إلا لربه يا حكام المسلمين ولن يركع أبدا لأمريكا، ولكن أنتم يا حكام العرب والمسلمين ستسجلون في صفحات التاريخ السوداء مع الخونة والعملاء والأوباش أو ستقتلون قتلة القذافي أو ستبحثون لكم عن ملجأ عند عميل مثلكم كما فعل زين العابدين أخزاه الله. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج أبو مالك
17 جمادى الأولى 1437هـ
2616م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35693
- التفاصيل
الخبر:
أعلنت "الهيئة العليا للمفاوضات"، المنبثقة عن المعارضة السورية، التزامها بـ"هدنة مؤقتة لمدة أسبوعين" بموجب الاتفاق الأمريكي الروسي الذي نص على وقف لإطلاق النار في سوريا يدخل ليلة الجمعة السبت حيز التنفيذ.
وجاء في بيان الهيئة بعد اجتماع عقدته في الرياض: "ترى الهيئة أن هدنة موقتة لمدة أسبوعين تشكل فرصة للتحقق من مدى جدية الطرف الآخر بالالتزام ببنود الاتفاقية"، مشيرة إلى أنها وضعت "جملة من الملاحظات لتأكيد ضمان نجاح الهدنة لأن تطبيق بنود النص المطروح مرهون بتنفيذ المتطلبات الجادة والفعالة لتحقيق الحماية اللازمة للمدنيين السوريين، وتهيئة الظروف المناسبة للسير في عملية سياسية".
التعليق:
لقد نجحت أمريكا بشكل خاص و الغرب و روسيا بشكل عام في تحويل قضية فلسطين من قضية إزالة الاحتلال من كافة أرض فلسطين إلى تسول واستجداء للحلول السياسية التي تعطي السلطة الفلسطينية دويلة هزيلة على جزء يسير من فلسطين بعد أن تنازلت عن معظمها لليهود، وتسول للمال واستجداء للحماية من بطش الاحتلال، وكل تحركات وتصريحات ولقاءات رجالات السلطة منذ إنشائها تدل على هذا حتى وصل الحال بالسلطة لاستجداء الأموال من الاحتلال اليهودي كما حصل من وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة ، ولن أطيل في الاستدلال على الحال التي وصلت إليه السلطة وقضية فلسطين، ولا ينكره إلا أعمى البصر والبصيرة وهذا لا يحتاج إلى إقناع واستدلال.
وأما على صعيد قضية أهل الشام فإن الثورة قامت ضد النظام الظالم المجرم لخلعه من جذوره، وتنامى الأمر ليطلب أهل الشام إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ورفعوا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبيض ورايته السوداء راية العقاب، وقالوا "هي لله"، و"قائدنا للأبد سيدنا محمد" وهذا كان محل إجماع تقريبا من معظم الثوار والفصائل المسلحة إلا قلة منها تسلحت من أمريكا مقابل قتال تنظيم الدولة على أن لا تقاتل النظام.
وأنشأت أمريكا معارضة الفنادق بأسماء وهيئات متعددة وأبدت لهم أنها مع تغيير النظام، ولكن أهل الشام والثوار لفظوهم، فلجأت أمريكا إلى سياسة العصا والجزرة، فهي من جانب استعملت العصا فجعلت النظام وإيران وحزبها في لبنان ثم روسيا يبطشون ويقتلون ويدمرون ويعيثون في الشام الفساد، ومن جانب آخر استعملت الجزرة فجعلت السعودية والأردن وقطر وتركيا يمولون ويسلحون بعض الفصائل ويمنونها بتغيير النظام، حتى انضمت بعض الفصائل إلى معارضة الفنادق العلمانية وشاركوا جميعا في مؤتمر الرياض ثم جنيف واستمر التنسيق بين هذه المعارضة وبين أمريكا حتى بدت ملامح التسول والاستجداء ظاهرة للعيان في تصريحات قادة المعارضة المفاوضة وهي كثيرة من مثل الذي ذكرناه أعلاه "جملة من الملاحظات لتأكيد ضمان نجاح الهدنة لأن تطبيق بنود النص المطروح مرهون بتنفيذ المتطلبات الجادة والفعالة لتحقيق الحماية اللازمة للمدنيين السوريين، وتهيئة الظروف المناسبة للسير في عملية سياسية". وقد أصبح تغيير النظام مغيباً وإن ذكر فيذكر مبهما وعلى استحياء.
لقد مكن انضمام بعض الفصائل المسلحة إلى معارضة الفنادق ومشاركتها في المفاوضات، مكن أمريكا من استعمال لغة التهديد المبطنة والمباشرة لفصائل الثوار وأهل الشام، فتارة تهدد باستمرار القتل والتهجير، وتارة تهدد بتقسيم سوريا كما حصل على لسان كيري مؤخرا بقوله "ربما يفوت الأوان لإبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول".
إن قرار وقف إطلاق النار أو "وقف الأعمال العدائية" المعلن مع استثناء الأعمال القتالية ضد ما أسموه بالجماعات "الإرهابية" كتنظيم الدولة وجبهة النصرة، قرار خطير جدا بل من أخطر القرارات على الثورة السورية لأن معناه الحقيقي أن تتوقف الفصائل المقاتلة عن قتال النظام السوري، بينما يستمر النظام وروسيا وأمريكا والتنظيمات الموالية لهم في قتال التنظيمين "الدولة والنصرة" وأي تنظيم يطالب بتغيير النظام السوري بحجة أنه تنظيم إرهابي، وبالتالي تجهض الثورة السورية ليحصل التغيير الشكلي كما حصل في مصر وتونس واليمن، بل ويزداد النظام بوجهه الحالي أو بوجه جديد بطشا بأهل الشام جميعا دون استثناء ويعاقبون على ثورتهم.
لذلك فإننا ننصح أهل الشام وجميع الفصائل وهو لا يزال هناك متسع من الوقت وقبل فوات الأوان، أن اقطعوا الحبال مع أمريكا والسعودية وقطر والأردن وتركيا ومثيلاتها وتخلوا عن معارضة الفنادق وارجعوا إلى الله الناصر المعز، ووحدوا كلمتكم وجهدكم بأسرع وقت وخوضوا معركة فاصلة مع النظام في دمشق، ولاحقوا فلوله وفلول الروس ليتحقق النصر المبين فيحصل التغيير المنشود وينتهي التدخل الروسي والأمريكي والغربي وأدواتهم في الشام، فتقيموا حكم الله فتحصلوا على عز الدنيا والآخرة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس أحمد الخطيب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
17 جمادى الأولى 1437هـ
2616م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35694
- التفاصيل
الخبر:
أعلن وزير خارجية تركيا داود جاويش أوغلو أن دخول قوات برية سعودية وتركية إلى سوريا غير وارد نهائيا.
التعليق:
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية دخول قوات برية إلى سوريا. وكانت السعودية على لسان وزير خارجيتها الجبير قد صرح أكثر من مرة أن دخول قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة هو خيار لا رجعة عنه، ووردت أنباء كثيرة عن تحضير قوات سعودية لدخول سوريا من الجانب التركي. وبقي الحديث عن قوات برية سعودية وقوات عربية وتركية جاهزة للدخول إلى سوريا. إلى أن جاء تصريح داود أوغلو الأخير ليسكب ماء باردا على لهيب الحديث عن التدخل العسكري البري. وجاء تصريح أوغلو هذا بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه أمريكا وروسيا. وهذا التصريح على هذا الوجه يحتمل أمرين. الأول أن أمريكا بعد أن توصلت لاتفاق وقف إطلاق النار وجهت أمرا للسعودية وتركيا أن تكف عن الحديث عن حرب برية انسجاما مع اتفاق وقف إطلاق النار الجزئي الذي تم الإعلان عنه.
والثاني أن الحديث عن حرب برية من الأصل لم يكن جادا وإنما كان شكلا من أشكال جلب المعارضة السورية والثوار وضمهم تحت جناح السعودية وتركيا وتهدئتهم ريثما تصل أمريكا وروسيا إلى اتفاق سياسي يمكن لنظام أسد تثبيت ما حصل عليه خلال الشهور الماضية من سيطرة على بعض المناطق في حلب ودرعا. والذي يبدو أن هذا هو الأرجح، أي أن الحرب البرية من أصلها كانت خدعة وليست حقيقة. والذي يرجح أن موضوع الحرب البرية والتلويح بها وكثرة الحديث عنها إنما كان كذبا وتضليلا هو أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قد استثنى تنظيم الدولة وجبهة النصرة، والحرب البرية التي أعلنت عنها السعودية كان من المفروض أن تكون موجهة ضد تنظيم الدولة. وبالتالي فإن اتفاق وقف إطلاق النار لا يتعارض مع مثل هذه الحرب المفترضة. وبالتالي فإن الراجح هو أن الحديث عن الحرب البرية كان خدعة وتضليلا للمقاتلين والثوار الذين وثقوا بالسعودية وتركيا.
لقد كان الأولى بالثوار بعد مرور خمسة أعوام على حرب ضروس أن يدركوا تماما أين يقف كل طرف من الأطراف الإقليمية والدولية من هذه الثورة المباركة. فأمريكا استعملت كل ما لديها من أوراق للحيلولة بين الثورة وبين الانتصار وللحفاظ على النظام السوري الذي بنته على بصيرة منذ مجيء حافظ أسد للحكم. فقد استعملت إيران وحزبها اللبناني شر استعمال لمنع سقوط بشار حين كان على وشك الانهيار. واستعملت مبعوثي الجامعة العربية و الأمم المتحدة تباعا لمنع أي حسم للثورة لصالح الإسلام في الشام مستعملة اتفاق وقف إطلاق النار مرارا وتكرارا للحيلولة دون الحسم. واستعملت السعودية لتقنين ومنع وصول السلاح الفعال للثوار. واستعملت تركيا للحديث المستمر عن منطقة عازلة طوال فترة الثورة دون أن يتحقق منه شيء، ولضبط مخيمات اللاجئين حتى لا تكون مصدر تزويد للثورة بالثوار والمال والسلاح. وأمنت لبشار الحماية من سخط عالمي أكيد حين استعمل السلاح الكيماوي ضد شعبه وثبت ذلك بما لا يقبل الشك. ثم جاءت بروسيا وأمنت لها غطاء دوليا وتبريرا لأعمالها ودمارها الشامل في كل الأرض السورية. وأمرت عملاءها وأتباعها في المنطقة أن ينظروا للوجود الروسي على أنه خطوة نحو القضاء على الإرهاب الإسلامي بحد زعمهم. وما زيارة سلمان ملك السعودية لموسكو إلا دليل على هذا التواطؤ والتآمر على ثورة الشام من قبل الجميع.
ومن هنا فإن التلويح بالحرب البرية من قبل أذناب أمريكا في المنطقة لم يكن إلا خداعا للثوار على اعتبار أن السعودية على استعداد لزج جيشها مع تركيا حتى وإن كان هذا الزج المعلن هو لحرب تنظيم الدولة وليس لحرب بشار ومن يسانده من الروس والإيرانيين.
نعم لقد كان الأولى أن يدرك الثوار بجميع أصنافهم أن الله لن يضل أعمالهم إذا هم التزموا أوامره خاصة تلك التي تتعلق بموالاة الكفار وأوليائهم وعملائهم حيث قال جل من قائل: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وقال سبحانه: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾.
فإلى التمسك بحبل الله المتين ندعوكم يا ثوار الشام، لقد بدأتموها لله فاجعلوا نهايتها لله وليس لأمريكا ومن والاها، والله معكم ولم يتركم أعمالكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد ملكاوي
16 جمادى الأولى 1437هـ
2516م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35674