- التفاصيل
الخبر:
أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الروسية على مدينة إدلب في شمالي سوريا، والتي استهدفت مشفى ومسجدا في المدينة، وأدّت إلى قتل ما يزيد عن 60 مدنيا وجرح حوالي 200 آخرين، ودعت الخارجية في بيانها المجتمع الدولي للتحرك بسرعة تجاه ما وصفته بأنه "جرائم لا تغتفر" لروسيا ونظام الأسد (ترك برس 2016/5/31).
التعليق:
إن مجرد الإدانة للجرائم الدموية في سوريا هي فعل الضعفاء والمتخاذلين، وخصوصا ممن يملكون قوة عسكرية قادرة على حسم المعركة في سوريا لصالح الأمة الإسلامية.
ولا شك أن الرئيس التركي أردوغان الذي تنتشر له تسجيلات وصور يقرأ فيها القرآن، لا بد أنه قد مرّ على قول الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾، فهل يفسر أردوغان ذلك الاستنصار القرآني بأن يستنصر ذئاب المجتمع الدولي ممن يعادون الأمة ويتربصون بها الدوائر والله تعالى يقول: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾؟
وأردوغان الذي يتفاخر بالعثمانيين وبطولاتهم. وقبل أيام، قاد "احتفالات ضخمة في إسطنبول بذكرى فتح القسطنطينية" (الجزيرة نت 2016/5/29)، وهي ذكرى تمجّد بطولات وجهاد الجيش العثماني ضد الأجداد المحاربين، ممن يُعتبرون السلف لقادة هذا المجتمع الدولي المعادي للأمة، الذي يستنصره أردوغان.
إن أردوغان إذ يحتفل بأمجاد العثمانيين المجاهدين، يمارس نهج الحكام الخانعين، في تناقض صريح بين ما يرفع من شعارات عاطفية وبين ما يقوم به من ممارسات تآمرية. ومن الواضح أنه يقرأ القرآن - بنفَس علماني - يفصل فيه تعاليم القرآن عن ممارسته السياسية، ولا يستسلم للمعنى القرآني الذي يقرأه ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾.
وهذا الفصل بين قراءة القرآن وبين التزام تعاليمه (ومنها السياسية)، أو الفصل بين الإسلام والسياسة، ليس غريبا على أردوغان الذي يصرّ على أن "تركيا لن تتراجع عن العلمانية" (صحيفة عاجل 2016/3/20)، وهو لا يترك مناسبة إلا ويجدد فيها دعواه للتمسك بالعلمانية، كما في خبر سكاي نيوز عربية في 2016/4/26: أردوغان يدافع عن "علمانية تركيا".
وإردوغان هو الذي دعا أهل مصر بعد الثورة لأن يلتزموا العلمانية، مما أثار غضب الإخوان، ونشرت صحيفة إيلاف في حينه (2011/9/15) خبرا بعنوان: "تجاهل إردوغان "الخلافة" ودعوته للعلمانية يثيران غضب الإسلاميين"، ولذلك ذكر خبر إيلاف أن المتحدث باسم الجماعة محمود غزلان شن هجوماً شديداً على إردوغان، وقال إن تجارب الدول الأخرى لا تستنسخ، ووصف نصيحة إردوغان للمصريين بتطبيق العلمانية بأنها "تدخل في الشؤون الداخلية لمصر".
وأمام تقاعس إردوغان عن كل فعل ينصر الأمة الإسلامية، وإصراره أن يظل جنديا في حلف الناتو الذي يحارب الأمة الإسلامية، ومشاركته في الحلف الشيطاني الذي أسسته السعودية للتصدي للمسلمين الثائرين على الاستبداد، تحت الشعار الأمريكي "الحرب على الإرهاب"، كيف يمكن أن يوصف بأنه يحمل مشروعا للأمة الإسلامية؟ وكيف يتغافل من يعظّمه عن كل تلك الجرائم؟!
ويبقى السؤال بلا جواب: لماذا تصرّ بعض الأبواق على تبرير كل أباطيله؟ وعلى تمرير تخاذله عن نصرة أهل سوريا ممن يتباكى عليهم بذرف دموع التماسيح؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/37509
- التفاصيل
الخبر:
روسيا اليوم 2016/5/30 - صرح وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، الأحد 29 أيار/مايو، بأن أنقرة تعرض على واشنطن القيام بعملية خاصة مشتركة في سوريا بدون قوات كردية. وقال جاوش أوغلو: "ما نتحدث بشأنه مع الأمريكيين هو إغلاق جيب منبج في أقرب وقت ممكن (...) وفتح جبهة ثانية"، في إشارة إلى منطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش" في محافظة حلب شمال سوريا. وأضاف "إذا جمعنا قواتنا، لديهم (الأمريكيون) قواتهم الخاصة ولدينا قواتنا الخاصة". وتابع "نحن نقول نعم يجب فتح جبهة جديدة ولكن ليس بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي"، في إشارة إلى الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب القوة المسلحة الكردية التي تساند واشنطن في شمال سوريا وتعتبرها أنقرة "إرهابية".
من جهة أخرى، قال جاوش أوغلو إن معارضين سوريين عرب مسلحين ومدعومين من قبل القوات الخاصة التركية والأمريكية وكذلك من دول أخرى حليفة مثل ألمانيا وفرنسا، يمكنهم "بسهولة" التقدم باتجاه مدينة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية".
التعليق:
إن كل يوم يمر يؤكد حاجة المسلمين للتغيير. فهؤلاء حكام تركيا ومنذ اندلاع الثورة المباركة في الشام لا تفوتهم مناسبة إلا ويصرحون بدعم هذه الثورة، ثم يتبين في اليوم التالي أن التصريحات تلك، كلها كلام في كلام، فهل أوقفت تركيا أردوغان قصف الأسد للشعب السوري، وهل أوقفت قصفه للتركمان؟ بالطبع لا.
الجيش التركي لا يمكنه خوض المعارك في سوريا دفاعاً عن المسلمين! ولكن هذا الجيش يعرض خدماته الآن على الأمريكيين، من أجل التدخل في سوريا. قلة من المسلمين يتحدثون عن تبعية حكام تركيا لأمريكا، وكثير من المسلمين ومع الأسف، يظنون أردوغان من أحفاد العثمانيين، لذلك هم واثقون من دعمه للثورة السورية، ولكنهم يتفاجأون بأن كل ذلك، كلام خالٍ من أي مضمون.
وأما الكلام الفعلي المليء بالمضامين والأفعال، فهو موجه ليس للشعب السوري، بل لأمريكا، فحكام تركيا مستعدون للتدخل المشترك مع أمريكا في سوريا، طبعاً لقتل المسلمين، وليس لضرب الأسد، جزار سوريا المجرم، والمسنود من أمريكا، وتركيا تعلم ذلك علم اليقين. فأمريكا منعت أي تدخل لضرب الأسد، بل وأوجدت له موطئ قدم في جنيف، ليكون نظيفاً من الإجرام أمام الهيئات الدولية!
ربما لا يصدق كثير من المسلمين هذه الأخبار بأن تركيا أخيراً قررت التدخل في سوريا، ولكن في الاتجاه الخاطئ، أي لتساند أمريكا في قتل المسلمين، وليس ضد المجرم بشار. أهؤلاء هم أحفاد بني عثمان، الذين كانت أوروبا ترتعد منهم خوفاً، قبل أن يكون لأمريكا شأن أو وجود؟!
الكثير من الدول الكبرى، كفرنسا وبريطانيا، لا تمتلك الطاقات البشرية والمعنوية، التي تتمتع بها تركيا، ولكنها دول لها سياستها الخاصة. أما تركيا فقد قررت أن تكون في ذيل أمريكا، لأن التعلق بالذيل له خصائص يعرفها العملاء والأتباع، فهؤلاء لم يشتموا رائحة العزة والكرامة، ولا يعرفونها، ولا يجيدون إلا الانقياد، وتأمين مصالح الدول الكبرى كأمريكا، علها ترضى عنهم.
إن من يعلم حجم تركيا، وقوة جيشها، ليصاب بالصداع من تصريحات وزير الخارجية، ومن خلفه أردوغان، ولا يسعه إلا أن يتذكر كيف كانت بريطانيا الصغيرة تحكم الهند ذات مئات الملايين من البشر. وإلا من يمنع تركيا من تحقيق سياستها في سوريا، فهي الجارة الأقوى، وصاحبة الحدود، والتاريخ الإسلامي المشترك، و العقيدة الواحدة، من يمنع الجيش التركي من التخلص من الأسد في بضعة أيام، بل قل ساعات!!
سيقول لك المثبطون: روسيا، فقل: من كان يمنع تركيا من نجدة أهل سوريا قبل تدخل روسيا، والجواب الوحيد: هو أن أمريكا القابعة خلف المحيطات هي التي منعت، وتركيا استجابت، لأن حكامها لا يفكرون بناءً على مصلحة دينهم، أو بلدهم وشعبهم، أو حتى أنفسهم، لا يوجد هناك تفكير خارج عن دائرة رضا أمريكا.
لذلك تجد المسلمين اليوم في حلب قد تعرضوا لمئات الغارات الجوية بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقوية، التي تقذفها أسراب الطائرات الروسية وجيش المجرم بشار، وبدلاً من أن يخطر ببال وزير خارجية تركيا المشاهد المروعة للمدنيين تحت الركام في حلب، تراه يريد التدخل بشراكة أمريكا، وفي مكان آخر، ليس ضد النظام، ولا لنجدة حلب، وإنما فيما ترضى عنه أمريكا، أي مكافحة "الارهاب"، وهنا يدرك هؤلاء الحكام أن مكافحة النظام السوري المجرم لا تدخل في إطار عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية. وأما حجج التنظيمات التركية، فكل ذلك أمور صغيرة للغاية، قياساً بالإجرام الكبير الذي يمارسه الأسد ومَن وراءه ضد المسلمين في سوريا.
فعلاً هؤلاء الحكام بحاجة ماسة إلى من يرمي بهم في هاوية سحيقة، لتتنفس الأمة الإسلامية نسيم العزة و الكرامة، وأن تفكر بما يمليه عليها دينها، وليس أمريكا، فالحاجة للتخلص من حكام تركيا، وحكام العرب أشد منهم سوءًا، تصبح ضرورة ملحة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/37486
- التفاصيل
الخبر:
نقلت الجزيرة نت بتاريخ 2016/05/25م أن قائدا جيش الإسلام وفيلق الرحمن بسوريا وقّعا وثيقة لتنظيم تحرّكاتهما. وتضمّنت الوثيقة نقاطا أبرزها وقف إطلاق النّار وتحريم الاحتكام إلى السّلاح وإطلاق سراح المعتقلين وفتح الطرقات أمام المدنيين وإرجاع الممتلكات إلى أصحابها.
التعليق:
إذا كان الخبر دقيقا من ناحية غلق الطرقات أمام المدنيين وحجز ممتلكات الناس وقتلكم للمدنيين جرّاء اقتتالكم فلا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، أهل سوريا يكفيهم وزيادة ما يذوقونه من ويلات وتنكيل على يد النظام السوري وأذنابه ويتنظرون منكم أن تسقطوا هذا النظام. بل الأمة كلها تنتظر ذلك.
وقف الاقتتال خطوة في الاتجاه الصحيح وحتى تكون هذه الخطوة صلبة، لا بدّ من قطع الأسباب التي أدّت إلى هذا الاقتتال وهي الارتباط بالهيئات الدولية والأنظمة الصديقة وغير الصديقة وقبول المال السياسي القذر والدعم السياسي والعسكري.
ارجِعوا إلى شعار الثورة "ما لنا غيرك يا الله"، فكلهم لا يريدون إسقاط نظام بشار ولا يريدون نظاما إسلاميا يحل محل العلمانية. إن الارتباط بغير الله وقبول الدّعم المادي والعسكري والسياسي أفقد الثوار قرارهم المستقل وأوقفهم عن التقدّم نحو دمشق لإسقاط النظام وجعل منهم أمراء حرب يتقاتلون على مناطق النفوذ وتوسيعها. وهذا كله انحراف عن مسار الثورة وبُعد عن ثوابتها وهذا ما تريده أمريكا.
أتظنون أن الدول المجاورة تدعمكم لإسقاط النظام العلماني في سوريا وإقامة نظام إسلامي على أنقاضه ـ خلافة راشدة على منهاج النبوة ـ يعصف بعد ذلك بعروشهم؟ ما لكم كيف تفكرون؟!
فإذا أصرّ القادة على الاقتتال مرّة أخرى أو انحرفوا عن أهداف الثورة، وجب على الأتباع عدم الطاعة ـ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ـ والتخلص من هكذا قادة لأن حرمة الاقتتال معلومة مهما كان سبب الاختلاف. ارجِعوا إلى الآيات والأحاديث التي تحرم اقتتال المسلمين فيما بينهم والتي ساقها لكم الأخ الأستاذ أحمد عبد الوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا في مقال له على جريدة الراية بتاريخ 2016/05/25م. ولا يُتَصوّرُ عقلا أن يتنزّل النصر على فصائل تتقاتل فيما بينها.
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/37483
- التفاصيل
الخبر:
جاء على موقع يمن برس الخبر التالي: وصف وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان فصائل المعارضة السورية بالكفار والمرتدين، مؤكدا أن ميليشيات الحرس الثوري تقوم بواجب ديني ضدها في سوريا، واعتبر دهقان في كلمة له على هامش مراسم افتتاح ثلاثة خطوط لإنتاج فيوزات حربية إن استشهاد المدافعين عن مراقد أهل البيت عليهم السلام يعزز إيفاد المزيد من المدافعين وجبهة الحق والمقاومة على حد تعبيره، ونقلت وكالة فارس عن الوزير الإيراني قوله: إن الأمريكيين والصهاينة يدعمون الإرهابيين بالمعدات والأسلحة لضرب المسلمين، وإن ما يهمهم هو ضمان أمن كيان يهود عبر تأجيج الصراع بين المسلمين، وأكد المسؤول العسكري الإيراني أن خوض الحرب على ثوار سوريا يحمل قيم الجهاد والشهادة ومبدأ تقديم الخدمة للمسلمين.
التعليق:
منذ ثورة الخميني اللاإسلامية سنة 1979 وساسة إيران يرددون عبارات مثل أهل البيت، الشهادة، الجهاد، نصرة المظلومين، فلسطين، العدو الصهيوني، الشيطان الأكبر، الإرهابيين والتكفيريين؛ لخداع الناس، ويظن أشباه الساسة هؤلاء أنهم ما زالوا اليوم قادرين على خداع الناس، ولكن هيهات هيهات يا حكام إيران أن تخدعوا المسلمين بعد اليوم بهذه العبارات، ونرد عليكم بما قاله الحسين رضي الله عنه يوما في وجه مَن يعملون على خداع الناس وتضليلهم وقلب الحق باطلا والباطل حقا: "قد فضح الصبح فحمة الدُّجى وبهرت الشمس أنوار السرج"، لقد أدركت الأمة خيانتكم وعمالتكم ولم يعد يخفى عليها دجلكم، وكل ما تعيبونه على الآخرين متجسد فيكم حتى النخاع، تعيبون على الآخرين علاقاتهم مع أمريكا، مع أن علاقاتكم الحميمية مع أمريكا، وتواطؤكم معها ضد أمة الإسلام، ومشاركتها في ذبح المسلمين في العراق وأفغانستان واليمن وخاصة في الشام أصبح معلوما مكشوفا حتى لمن لا يعرف من أبجديات السياسة شيئا، خاصة بعد أن أصبحتم تجاهرون بهذه العلاقة بكل وقاحة، فلم تعد الأمة بحاجة حتى إلى تحليل سياسي من أهل السياسة ليعرّفوها بعمالتكم وخيانتكم، بل أصبحت الأمة تدرك كل هذا، وتدرك أيضا أن جل سياساتكم في المنطقة ما هي إلا خدمة للمشاريع الأمريكية التي ترمي إلى تمزيق الأمة أكثر فأكثر، وتثبيت للمستعمر الأمريكي في المنطقة للحيلولة دون قيام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
تعيبون على الآخرين أنهم يثبتون العدو الصهيوني، مع أنكم قطعتم أشواطا كبيرة في العلاقات مع يهود والعمل على تثبيت كيانهم الخبيث، فالعالم كله يعرف أن نظام الأسد، الوالد والولد، هو مَن حمى ويحمي كيان يهود منذ أكثر من أربعين سنة، وإن الذين يدافعون عن نظام بشار ليحولوا دون سقوطه هم في الحقيقة مَن يعملون على حماية كيان يهود، ومؤخرا، وخلافا للمألوف، فقد كشف موقع قناة روسيا اليوم في الثاني من شهر أيار الماضي خبر بث ست قنوات إيرانية عبر القمر الصناعي لكيان يهود "آموس" من خلال شركة آر آر سات المملوكة من قبل رجل الأعمال اليهودي "دافيد ريف" بهدف نشر التشيع في العالم الإسلامي! وبعد كل هذا تتبجحون بحب فلسطين، وفلسطين وأهلها منكم براء؟!
تصفون الآخرين بالتكفيريين بينما يقوم وزير الدفاع دهقان وغيره من ساسة إيران بوصف مجاهدي سوريا بالكفار والمرتدين، فما الفرق بينكم وبين مَن تسمونهم أنتم بالجماعات التكفيرية؟ لا بل إنكم أنتم قد تجاوزتم كل الحدود في التكفير، فكفرتم صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين، وسائر المسلمين الذين لا يؤمنون بأن الإمامة من أصول الدين.
إن النظام الإيراني وغيره من الأنظمة في عالمنا الإسلامي حتما إلى زوال، لا بل إن هذه الأنظمة قد حفرت قبورها بأيديها يوم قبلت بأن تكون أداة بيد الغرب الكافر وناصبت الإسلام والمسلمين العداء، وإن اليوم الذي ستتحرر فيه الشعوب المسلمة من هذه الأنظمة ومن أسيادها لقريب، بل هو بإذن الله أقرب من رد الطرف، فانتظروا يا عبيد أمريكا إنا منتظرون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/37485
- التفاصيل
الخبر:
وكالات - اليمين المتطرف في دول الاتحاد الأوروبي يشن حملة شعواء ضد استقبال لاجئي سوريا في أوروبا ويطالب بترحيلهم!
التعليق:
عندما ثار الناس في النمسا وألمانيا ضد منع استقبال اللاجئين في أوروبا وذلك على أثر الحادثة الأليمة لموت الهاربين من حمم النظام السوري والذين حبسهم مهربين في برادات نقل اللحوم فماتوا خنقاً في شوارع أرقى الدول الأوروبية على مرأى ومسمع من رجل الشارع البعيد عن السياسة وأكاذيبها، وعندما تبع ذلك صور الطفل إيلان الذي قذفته أمواج البحر للشاطئ التركي فجالت العالم بعفوية وصدمت الناس وأذهلتهم. كانت حركة الناس تنطلق من ناحية إنسانية بحتة، حيث هرول الكبار والصغار، النساء والرجال، أتباع الأحزاب اليمينية واليسارية، النصرانية والمتشددة، كلهم هزتهم تلك الحوادث وزلزلت إنسانيتهم فخرجوا يصرخون ويبكون، وساروا في شوارع المدن الأوروبية الضخمة ينادون بإسقاط الأنظمة اللاإنسانية العفنة التي تحكم أوروبا والتي تقتل الإنسان بدم بارد.
لم تكن ردة فعل الحكام في أوروبا إلا استجابة لغضب الشارع، وهي استجابة تكتيكية لفورة عاطفية آنية ركب موجتها بشكل خاص وبنجاح كل من رئيسة وزراء ألمانيا ورئيس وزراء النمسا، وذلك أيضاً خوفاً من أن تتحول هذه التظاهرات لنقمة شعبية تطالب بإسقاط الأنظمة. وظن الناس أن أوروبا عادت لإنسانيتها وصدقت في ادعاءاتها أن همها الإنسان والإنسان فقط! وأطلق المضللَّون شعارات تمدح أوروبا وميركل وكل القيم الأوروبية، وظنوا أنهم وصلوا لأرض الأحلام بل لجنة الأرض!
ما كادت الأحداث تتوالى حتى نسي الأوروبيون الضحايا والغرقى وعادوا لحياتهم وواقعهم وفكرهم الذي يدوس على كل قيمة إنسانية من أجل المادة ومن أجل الحصول على المال ومنع الخسارة، فقادت أحزاب الكراهية اليمينية بزعامة خفافيش الليل، قادت حملات التخويف بأن هؤلاء اللاجئين سيقاسمونكم لقمتكم وأموالكم وسيفسدون عليكم حياتكم ويخربون فوق رؤوسكم حضارتكم! والدليل أنهم مسلمون فهم أحفاد محمد الفاتح الذي انتزع قسطنطينيتكم منكم وجعلها إسلامبول لكل المسلمين، وهم أحفاد سليمان القانوني الذي همّ بالوصول إلى روما لولا حصار فيينا. وهكذا تحول الرأي العام من مؤيد ومدافع عن الضعفاء إلى كاره لهم بل ومحرض على طردهم.
نظر اللاجئون لهذا التغيير مذهولين! وكثير منهم لم يصدق أن هذا هو وجه أوروبا الحقيقي! حتى سمعوا أن أحزاباً بدأت بالتساقط وحكاماً صاروا في حكم الماضي، بسبب مواقفهم المؤيدة للهجرة، وهكذا سقط رئيس وزراء النمسا فقدم استقالة مبكرة قبيل الانتخابات البرلمانية لشعوره أن حزبه الذي خسر بمرارة جولة انتخابات رئاسة الجمهورية سوف يُمنى بهزيمة مريرة قريباً فآثر جمع حقائبه والخروج قبل الهزيمة. بينما حصدت الأحزاب اليمينية أصواتاً لم تكن تحلم بها، وسوف تزداد التهاماً لنصيب الأحزاب الحاكمة حتى تُسقط كل الأقنعة التي حرصت أوروبا الرأسمالية على وضعها لتخفي وجهها القبيح الجشع. فتعود للقرون الوسطى التي ما خرجت منها إلا بفضل أندلس الأمة الإسلامية التي أشرقت شمسها عليها فتسببت بثورتها الصناعية، هذا الوجه القبيح الذي لا ينظر للإنسان إلا كرقم وكفائدة مرجوة منه وكربح يدخل في الحسابات، وما فتح ميركل ذراعي أوروبا للاجئين إلا لغاية الاستفادة لا الفائدة!
ولن تعود أوروبا إلى إنسانيتها إلا حين تشرق مرة أخرى عليها شمس الإسلام، تشرق على بلاد هي أحوج الناس للمبدأ الإسلامي الذي يعيد للقارة العجوز شبابها وإنسانيتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/37484