press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

279611260 168148115573152 6617703147723964403 n

 

قامت صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء ٢٧/٤/٢٠٢٢م، بنشر فيديو مروع يذكرنا بقصة أصحاب الأخدود، يظهر فيه أمجد يوسف، التابع للفرع 227 من جهاز المخابرات العسكرية، وهو يقوم بدم بارد بقتل جماعي لمدنيين عزل، مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، بعد إجبارهم على السير نحو حفرة الإعدام، وإطلاق الرصاص عليهم، ومن ثم وضعهم في مقبرة جماعية وإحراق جثثهم. وذلك في حي التضامن جنوب دمشق.

وقالت الصحيفة إنه "عندما انتهت عمليات القتل، لقي ما لا يقل عن 41 رجلاً مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن، وسكب قَتَلَتُهُم الوقودَ على رفاتهم وأشعلوا النار ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب".

فيما أكد الناطق باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن الفيديو الذي يوثق لمذبحة عام 2013 في حي التضامن السوري، يشير إلى "أدلة إضافية لجرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد".

وقالت وزارة الخارجية، إنها "تواصل دعم العمل الحيوي لمنظمات المجتمع المدني السورية لتوثيق انتهاكات قانون النزاع المسلح، وكذلك انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وجهودها للنهوض بالعدالة الانتقالية".

وجدد البيان التزام "حكومة الولايات المتحدة بضمان المساءلة عن الفظائع التي يواصل نظام الأسد ارتكابها ضد السوريين".

فيما قال بلينكن: "نواصل جهودنا لمحاسبة الكرملين بسبب حمايته نظام الأسد من المساءلة عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا".

وبغض النظر عن الجهة التي قامت بتسريب فيديو مجزرة حي التضامن والتحليلات المختلفة حول غاية هذا التسريب وفي هذا الوقت بالذات، والتي ذهب قسم منها إلى أن النظام نفسه هو وراء هذا التسريب لكسر إرادة الثائرين، وقسم آخر أشار إلى إمكانية أن يكون التسريب تشويشاً بريطانياً على جهود أمريكا لتعويم نظام عميلها أسد ودعوتها لأنظمة الضرار للتطبيع معه، فيما ذهب فريق ثالث أن القصد من هذه التسريبات هو تضييق الخناق على روسيا بصفتها أحد أبرز الداعمين لنظام أسد.

إلا أن ما يهمنا هو الحقائق السياسية والميدانية الصارخة التي لا تغطيها غرابيل الظالمين:

حيث إن مجزرة حي التضامن ما هي إلا واحدة من مئات بل آلاف المجازر المروعة التي دأب نظام الإجرام على ارتكابها على مدار أحد عشر عاماً، ولا يزال، بضوء أخضر أمريكي وغطاء أممي، تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي برمته، بل بمباركته ومشاركته، للانتقام من أهل الشام وكسر إرادتهم وإعادتهم صاغرين إلى حظيرة الطغيان، عقوبةً لهم على ثورتهم ضد نظام الكفر والعمالة ورأس حربة الكفار المستعمرين في ديارنا، ورسالة تأديب لغيرهم من شعوب الأمة كي لا يثوروا كما ثار أهل الشام وحطموا بثباتهم وإيمانهم أسطورةَ الطغيان الذي لا يقهر.

مجتمعٌ دوليٌّ منافق شريكٌ في الإجرام، يبحث (خداعاً) عن قرائن لإجرام النظام الأسدي، لكن أهدافه ودوافعه واضحة مفضوحة. فهو يرى هذه الجرائم التي ملأت أخبارها الآفاق، ويرى ما هو أفظع بكثير من مجزرة حي التضامن، وفي كل المدن السورية، إلا أنه لا زال يبحث عن الجاني الذي يحميه ويخبئه ويحصنه من أي عقاب بعد أن يمده بالمهل الدموية وأسباب الحياة! بل ويعتبره عضواً شرعياً في الأمم المتحدة وحقوق الإنسان. وها هو بسام الصباغ، المندوب الدائم لنظام البراميل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتحدث قبل مدة، بخيلاء وصلف، أن أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قد طلب منه أن يبلغ الطاغية أسد تحياته الحارة.

فدماء المسلمين لا قيمة لها في أعين الغرب والدول المتآمرة والمنظمات الأممية التي تذرف علينا دموع التماسيح، فالمجازر لا تزال مستمرة ومشاهد القتل اليومي كذلك، والمعتقلون الذين تغص بهم سجون الطاغية، وعددهم مئات الآلاف، يعيشون الموت كل يوم وكل ساعة، يقاسون فيها ألوان العذاب التي هي أصعب وأشد من الموت نفسه.

وها هي أمريكا تدغدغ النظام في شهر المحاسبة المزعوم في آذار، كدغدغة ترامب قبل سنوات لمطار الشعيرات عبر بضعة صواريخ من فصيلة الألعاب النارية، وتزعم تشجيع من يحصي جرائم النظام ومجازره وكأنها ليست مكشوفة، وتلوك تصريحات استهلاكية ممجوجة قذرة عن معاقبة الأسد ومحيطه، كدعاية خادعة لتحسين صورة وجه أمريكا القبيح، والتغطية على مشاركتها ورعايتها وحمايتها المفضوحة لنظام عميلها في الشام، في الوقت الذي تصرح فيه تصريحات تبين حقيقة موقفها ودعمها لنظام عميلها المدلل وسعيها لتعويمه ودفع الأذناب للتطبيع معه. فرغم كل هذه الجرائم والمجازر والمقابر الجماعية، لا تزال تصريحات الساسة الأمريكان تتحدث عن أن "أمريكا لا تريد إسقاط النظام ولا تغيير بشار، إنما فقط تغيير في سلوكه"! فهل يريدون تعديل سلوكه ليصبح أكثر دموية لأن المجازر السابقة لم تكن كافية لكسر إرادة الثائرين وعزمهم على مواصلة ثورتهم حتى إسقاط النظام؟! أم يريدون تعديل سلوكه بأن يُقدّر الإحراج الذي يصيب أمريكا، وخاصة مع افتضاح ازدواجية تعاملها مع الملفين السوري والأوكراني، فيعمل على تحاشي استخدام الكيماوي ويستخدم كل ما هو مفضل دولياً بعد أن لم تبق هناك أسلحة محرمة ما دام الدم المسفوك لمسلمين؟!

كما أن هذه المجزرة وأخواتها هي صفعة كبيرة في وجه من يستجدون الحلول الدولية والقرارات الأممية، فهذه المجازر ما ارتُكبت، إلا بمباركة دولية وتعتيم على مرتكبيها، لأنها تنكيل بالمسلمين الذين خرجوا في ثورتهم ضد طاغية وراءه المنظومة الدولية برمتها.

وهي أيضاً صفعة في وجه المهادنين والمفاوضين واللاهثين بذلّة للتطبيع مع قاتل أبنائنا وهادم بيوتنا ومُشرّد أهلنا ومنتهك أعراضنا وممزق أطفالنا أشلاء.

وهي وصمةُ عارٍ على جبين من يروّجون بخبث للحل السياسي الأمريكي والقرار الأممي ٢٢٥٤، اللذين يثبتان أركان نظام القتل والإجرام، واللذين هما بمثابة تهيئة لظروف استنساخ آلاف التجارب المستقبلية من مجزرة حي التضامن، فيما لو أعاد نظام الإجرام سيطرته وترتيب أوراقه من جديد.

وإن من يرضون بمهادنة هذا النظام ومصالحته ممن يدعي أنه من أبناء الثورة، وخاصة أولئك المرتبطون بمخابرات الدول الداعمة، هم في الحقيقة أكثر إجراماً من أعدائها.

مع التأكيد أن هذه المجزرة ليست جريمة أفراد يمتهنون الإجرام فحسب، بل هي عملية إجرام ممنهج من نظام قمعي متكامل، حاقدٍ على الإسلام وعلى أهل الشام، ومن ورائه رأس الكفر أمريكا، وبمشاركة دولية وتغطية أممية، ويعينهم على ذلك أنظمة وظيفية تقاسمت دور الأعداء أو تسمّت خداعاً ومكراً "بالأصدقاء".

أما قادة المنظومة الفصائلية فقد أسكرتهم أموال الداعمين المسمومة القذرة، فباتوا حراساً لمناطق سيطرة نظام الإجرام، وسيفاً مسلطاً على رقاب أبناء الأمة المعطاءة التي جادت بأكثر من مليون شهيد، ولم تعد هذه المجازر ولا دماء الشهداء التي أريقت ولا استغاثات المعتقلين والمعتقلات تحرك فيهم ذرةً من نخوة أو كرامة، فقد باعوها بثمن زهيد بخس.

وختاماً، فإننا على يقين بأن المجرمين لن يطفئوا نور الله، وأن دماء أبنائنا لن تضيع سدى، وأن الله سيشفي صدورنا في الدنيا قبل الآخرة. ولئن كان هناك خونة ومتاجرون، ومهادنون أذلاء، ولاهثون للتصالح مع نظام الكفر والقهر والجور، استجابة لتآمر أسيادهم، فإن في الأمة رجالاً لا يرضون الدنية في دينهم، يأبون الخضوع إلا لأوامر ربهم، يعاهدون الله على إكمال مسيرة ثورتهم وتتويج تضحياتهم بإسقاط نظام الإجرام، بكافة أركانه ورموزه ومؤسسات إجرامه ودستوره العلماني؛ ليقيموا حكم الإسلام على أنقاضه، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.

كتبه: 

 

المصدر: https://bit.ly/39oXhNV

279522808 168145062240124 7457921655379102954 n

 

في مقال نشره تحت عنوان: "ضريبة القطع مع الشمال السوري المحرر"، استعرض أحمد موفق زيدان أخطاء أمريكا في باكستان عندما رفضت تدريب الضباط الباكستانيين في أمريكا، الأمر الذي نتج عنه طبقة من الضباط الباكستانيين المستقلين بقرارهم عنها والمعادين لها لأنها أضاعت فرصة التعرف عليهم وعلى عقليتهم، وأضاعت فرصة مد جسور العلاقات معهم.

ثم انتقل إلى أخطاء أمريكا في أفغانستان عندما فرضت عقوبات عليها بعد استلام طالبان للحكم عام 1996، الأمر الذي أدّى إلى الانقطاع بين الطرفين ما أفقد أمريكا القدرة على ضبط الجيل الجديد، ما جرَّ عليها وعلى الغرب تكاليف كبيرة كان يمكن تفاديها باستمرارية التواصل ومعرفة آليات التفكير والعمل على الأرض.

زيدان بكلامه هذا يقول لأمريكا، إنّ تركك المسلمين بعيدين عن أحضانك هو قرار خاطئ فلا تكرريه حتى لا يرجع المسلمون إلى دينهم ويتخذوك عدوّاً لهم كما أمرهم الله!

ويضيف زيدان في نصائحه لأمريكا بأنّ تصرفاتها العدائية في الشمال السوري المحرر وضرباتها الجوية للمسلمين ستؤدي إلى خروج جيلٍ "ربما لا أحد يعرف حدود تفكيره، وجوهر قناعاته بالغضب على المجتمع الدولي الذي أسلمه لقتلة نفذوا بحقه 330 هجوماً كيماوياً".

ويوضح زيدان في تقريره الاستخباراتي بأن الخطر الأكبر في سياسة أمريكا مع الشمال المحرر آتٍ من أن المقاطعة ستؤجج العدائية الشعبية للغرب الكافر وخاصة عند عدم دمج الشمال المحرر مع المجتمع الدولي وإغلاق الباب أمام التعرف عليه؛ حيث يقول: "بينما الخطر الأكبر باعتقادي هو الابتعاد عن المنطقة، والتخلي عنها، وتأجيج العدائية الشعبية بهذه الممارسات إن كانت بغارات جوية، أقرب ما تكون إلى الإعدامات الجوية، ما يعطي المبرر الشرعي والقانوني للمحتلين الروس والإيرانيين بمواصلة حربهم على الثورة السورية، أو بغارات من نوع آخر تتمثل في الحصار والمضايقة على الشمال المحرر، وعدم دمجه مع المجتمع الدولي، والتعرّف عليه".

عند قراءة التقرير لمرات عدة لا يمكن تلخيص كلام زيدان إلا على أنّه ينصح رأس الكفر أمريكا باتباع الطرق المدروسة بدقة للقضاء على الإسلام وعلى كل انتفاضة لتغيير الواقع، ثم يعطي لأمريكا أمثلة عن أخطائها وتقصيرها في محاربة المسلمين وفي محاربة تحركهم لاستعادة سلطانهم، ليقول لساستها بالفم الملآن: آن لكم أن تتعلموا من أخطائكم وتقوموا بوضع حِراك المسلمين تحت مِظلة المنظومة الدولية الكفرية قبل أن يلجؤوا إلى الذهاب إلى مظلة الله الخالق المدبر والمشروع الإسلامي الذي يتطلع أهله للخروج من عباءة المنظومة الدولية التي حاربت المسلمين في كل مكان وساندت نظام أسد في حربه منذ اللحظة الأولى حتى الآن.

وعود على بدء؛ فإن لنا وقفات سريعة مع مقال زيدان الذي يظنّه القارئ للوهلة الأولى تقريراً لوكالة الاستخبارات الأمريكية أو دراسة لمعهد راند!

أما الوقفة الأولى فهي وقفة سياسية بحتة:

إذ كيف لشخص مثل أحمد زيدان الذي سبق أن شغل منصب مدير مكتب قناة الجزيرة أن لا يدرك بأنَّ أمريكا هي التي وضعت الأسد الابن مثل أبيه في الحكم، وهي التي وقفت معه طوال الثورة عليه، وهي التي قتلت المسلمين بكافة أطيافهم بسلاحها تارة وبمؤتمراتها تارة وبغرف الدعم الخبيثة التي حالت دون الإجهاز على النظام عندما كان يلفظ أنفاسه في سنوات الثورة الأولى تارة أخرى؟!

ألم يشاهد أحمد زيدان مظاهرات الثورة التي كان عنوانها: "أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا"؟!

ألم يسمع صيحات المنتفضين للتغيير عندما هتفوا: "يا بشار ويا جبان ويا عميل الأمريكان"؟!

وإن كان زيدان لم يسمع هذه الصيحات على قناة الجزيرة، ألم يشاهد قصفها للمدنيين في عموم المحرر؟!

ثم إن لم تكفه هذه الأدلة أو لم يشاهدها، فهل شاهد تحرّكاً أمريكياً واحداً ضد نظام بشار الكيماوي؟!

وعلى الرغم من هذه الحقائق الصارخة بيدَ أننا سنعين تيار زيدان بآخر مثال من الحرب الأوكرانية، والتي استنفرت أمريكا مع المجتمع الدولي كل طاقاتها بعد ساعات من الحرب، وقاموا بزجّها لدعم أوكرانيا، بينما لم يلاحظ صبيان السياسة ازدواجيةَ أمريكا التي ما زالت بعد أكثر من عشر سنوات في الشام تندد ببعض جرائم نظام بشار، بل تقول بكل صراحة بأنها لا تؤيد إسقاط النظام إنما تؤيد إصلاحه، وإقامة مصالحة وطنية معه، وحكومة انتقالية تمسح جريمة قتل أكثر من مليون شهيد وملايين المهجّرين والمعتقلين.

ثم كيف يريد زيدان أن يندمج المحرر مع المجتمع الدولي الذي عمل خلال سنوات الثورة على تكبيل الثائرين باتفاقيات الذل التي تمنعهم من الدفاع عن أنفسهم وتطلق يد نظام الإجرام للفتك والتدمير والتقتيل والاغتصاب؟! حتى قالت جموع المتظاهرين الثائرين: "المجتمع الدولي شريك الأسد في قتلنا".

أما عن فقرة التقرير التي تعتب على الغرب أنّه لم يتعرف على المحرر فإنها تجعلنا نسأل: كيف استطاع المجتمع الدولي التعرف على واقع الحرب الروسية الأوكرانية خلال ساعات، ثم ترونه حتى الآن غير قادر على التعرف على المحرر بعد كل هذه المدة وبعد كل تلك القيادات التابعة له والمنظمات التي تعمل خدمة لمخططاته؟!

أما الوقفة الثانية فهي وقفة تاريخية للدروس والعبر وفيها نقول:

لقد مارست الفصائل الفلسطينية النموذج نفسه الذي تدعو إليه، فماذا كانت النتيجة بعد دمجهم بالمجتمع الدولي؟! وفي باكستان أعادت أمريكا برنامج تدريب الضباط الباكستانيين وترويضهم، فهل تحقق للإسلام نصر؟! وهل رُفِعَ للمسلمين رأس؟! هل حققت مصر أو قطر أو الأردن أو السعودية نصراً من تطبيقها النموذج نفسه الذي تنصح بها أمريكا وتدعو إليه المسلمين؟!

أما الوقفة الأخيرة، وختامها بالمسك، فهي وقفة شرعية نتوقف معها عند قوله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾؛ فالغرب الكافر ممثّلاً بالمجتمع الدولي له هدف واحد ألا وهو فتنة المسلمين عن دينهم ثم الاحتكام للشرائع الوضعية التي تريد من الله أن يكون خالقاً لا علاقة له بتدبير شؤون خلقه! فكيف نقبل بالاندماج مع هذه المنظومة وكيف نتأمّل الخير من هكذا اندماج؟!

ونختم بقوله تعالى في وصف حال اللاهثين أمام تصنيف الغرب لهم: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.

واعلموا بأن البشر عندما يقولون: "عسى" فهي تفيد الترجّي، بينما تفيد القطع واليقين عندما يقولها سبحانه وتعالى: ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ﴾.

فهلّا عدتم إلى رشدكم ووضعتم بضاعتكم في فسطاط الحق قبل أن تصبحوا نادمين؟!

 

كتبه

 

المصدر: https://bit.ly/3MLaGyg

2742022makala

 

تعد العقيدة الإسلامية أساس حياة المسلم وأساس الدولة الإسلامية بأجهزتها و دستورها و محاسبتها. والالتزام بعدالة تطبيق أحكام الإسلام هو أساس استقرار الدولة واستمرار وجودها وقوة حضورها. فالعقيدة و ما ينبثق عنها من أنظمة هي المحرك والمرشد والضابط الذي يضبط علاقة الحاكم بالمحكوم، وعلاقة الدولة مع رعيتها ومع غيرها من الدول، وعلاقة الناس مع بعضهم البعض.
لذلك وجب أن تنبثق كل الأحكام الشرعية من العقيدة الإسلامية و أن تبنى عليها الأفكار، و ذلك يمنع دخول أي فكرة أو مفهوم يناقض هذه العقيدة الى أفكار المسلمين أو حياتهم كأفكار الديمقراطية والرأسمالية والعلمانية والوطنية والقومية وغيرها. كما يمنع وجود أو قيام أي حركات أو أحزاب لا يكون أساسها العقيدة الإسلامية.

ونظراً لأهمية ذلك كان لابد أن تكون أول مادة من مواد الدستور في دولة الخلافة مؤكدة على جعل العقيدة هي الأساس الوحيد للدولة و أجهزتها و دستورها و محاسبتها، لتمنع تسلل أي حكم أو فكر لا يجعل العقيدة الإسلامية أساساً له.
لذلك جاء في مشروع دستور دولة الخلافة، الذي وضعه حزب التحرير بين أيدي المسلمين: (العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية). [مشروع دستور دولة الخلافة صفحة 3].

وهذا أيضاً إعلان صريح بأن دولة الخلافة القادمة بإذن الله على منهاج النبوة هي لكل المسلمين في كل الأمصار لحكمهم بالإسلام وجمعهم على أساسه، فهي من ستجمع لهم شملهم وتلم شعثهم وشتاتهم ليعودوا أعزة كراماً بعزّ الإسلام وتطوى بذلك صفحة من تاريخهم عاشوها في غربة وضياع وشتات لغياب دولتهم التي هي حصنهم وأمانهم من كل شر.

هذا وقد أقام الرسول عليه الصلاة والسلام دولة الإسلام الأولى على أساس العقيدة الإسلامية وجعلها أساس الحياة كلها وأساس الحكم والسلطان، وشرع الجهاد وفرضه على المسلمين لحمل هذه العقيدة رسالة هدى ونور للناس كافة. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّه)ِ. مُتفقٌ عليه.

فالإيمان بالعقيدة الإسلامية والالتزام بما ينبثق عنها سبيلنا الوحيد لنعود من جديد خير أمة أخرجت للناس عبر دولة الخلافة التي بشرنا بعودتها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: « ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة».

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
شادي العبود

 

2942022SIAM

 

 

 

الحمد لله الذي أحيانا لنشهد هذا الشهر العظيم، شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، شهر الفتوحات والانتصارات.

قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (الصِيَام جُنَّةٌ، وهو حِصْنٌ من حصونِ المؤمِن).

أما جُنّة الأمة فهي وجود إمام يحكم بشرع الله ويطبق نظام الإسلام في ظلال دولة. قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ).

"الإمام جنة" أي وقاية وحماية وستر، ودفع لأذى الكفار والمشركين عن الإسلام والمسلمين وحفظ لبيضتهم. "يقاتل من ورائه، ويتقى به": بصفته إمام المسلمين ورئيس الدولة، فوجب عليه حمل الدعوة الإسلامية بالجهاد لفتح البلاد ونشر الإسلام إلى البشرية جمعاء فهذا فرض على الدولة وعلى المسلمين.

أما اليوم فبعد غياب الدرع الحامية للمسلمين، وبعد أكثر من مئة عام على سقوط الخلافة الإسلامية، وفقدان إمام المسلمين، قُسمت بلاد المسلمين، ونهبت ثرواتهم، وانتهكت أعراضهم، ودنست مقدساتهم. وتشتت المسلمون، وأصبحوا كالأيتام على موائد اللئام. فعطل الجهاد، واختلف موعد صومهم وموعد فطرهم بسبب حدود مصطنعة من قبل الكافر المستعمر يحرسها حكام عملاء مرتبطون بأسيادهم.

وإن الحل لخلاص الأمة الإسلامية جمعاء من هذا الواقع المؤلم، من غياب حكم الإسلام وتسلط أعدائنا اللئام، هو العمل على إيجاد إمام للمسلمين و إقامةدولة تحكم بما أنزل الله وتطبق الإسلام في كافة مناحي الحياة، ومن ثم تعمل على نشر الإسلام بالدعوة و الجهاد وفتح البلدان و اخضاعها لحكم الإسلام.
فالقاعدة الشرعية تقول ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فحماية المسلمين ونشر الدعوة الإسلامية والجهاد فرض عظيم لا يكون إلا بإمام ودولة، فإيجاد هذا الإمام هو فرض بل هو تاج الفروض. ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز

اقتباس 1

 

اقتباس 2

 

اقتباس 3

 

 

 

 اقتباس 5

 

اقتباس 4