- التفاصيل

أثبتت لنا الوقائع التاريخية أن من يطالب بالهدنة هو الطرف الأضعف الذي استشعر بدنوّ هلاكه ويريد أن يأخذ قسطا من الراحة في محاولة منه لإعادة ترتيب أموره غير آبهٍ بالطرف المقابل له، ولقد رأيناه حديثا مطلبا ليهود حين وقعت في أزمة حربها في جنوب لبنان عام 2006 وكذلك في عدوانها على غزة عام 2009 و 2014، وها نحن اليوم نراه يحصل في الثورة المباركة في الشام عقر دار الإسلام.
فأمام وعي أهل الشام على الثورة وثوابتها، وعلى مكر وخبث أمريكا وحلفائها، وأمام ما يتمتع به الثوار و المجاهدون من الروح العسكرية والجهادية وما يتبعه من تحقيق الانتصارات على الأرض رغم قلة العتاد والعدد - مستعينين بالله تعالى وحده طالبين توفيقه - رغم الفرق الشاسع بين ما يملكون من الوسائل الحربية والمساحة القتالية مقابل ما يستخدمه النظام السوري و إيران وحزبها وروسيا فمساحتهم القتالية تشمل الفضاء الجوي أيضا.
لم يكن أمام أمريكا التي لم تستطع كسب المعركة لصالحها وشعرت بدنو انتهاء النظام العميل لها في سوريا لصالح المشروع الإسلامي العظيم دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، لم يكن أمامها إلا أن تنصب الفخاخ لأهل الشام عن طريق عملائها في المنطقة وعلى رأسهم السعودية فتلوث أموال بعض الفصائل بالمال السياسي القذر لتسير بهم في منزلق المؤتمرات في فينا و الرياض و جنيف ثم الهدن الكاذبة ومن جانب واحد ليلحقها بيع لدماء المسلمين بمفاوضات مع القاتل الذي ثار أهل سوريا على ظلمه، ليكون لها متسع من الوقت لإيجاد البديل ضمن النظام نفسه.
فبعد أن فشل الائتلاف بفرض نفسه على أهل سوريا وهو بالخارج، الآن تحاول أمريكا أن يحمل لواءها أناس من الداخل ممن قاتلوا ضد بشار وحملوا لواء الإسلام وفقدوا العديد من رجالهم في معارك الثورة - يعني هم ثوار خنادق لا ثوار فنادق، يعني احتمالية قبول تحركاتهم عند أهل سوريا واردة -، وما درت أمريكا أن أهل سوريا ينفرون ممن غيّروا وبدّلوا ولم يبقوا على ثوابت الثورة وصار التفاوض مع النظام عندهم مطلبا بعد أن كان مرفوضا رفضا تاما، رضوا بأن يوضع الطوق حول رقابهم، وأن لا تكون قراراتهم بأيديهم، وأن ينحازوا عن صف الأمة الإسلامية.
فيا أيتها الفصائل "المعتدلة":
لا يمكن أن يجتمع عمل في سبيل الله وفي سبيل أمريكا ومصالحها في الوقت نفسه، فإما أن يكون في سبيل الله وفي النهاية الفوز، وإما في سبيل الطاغوت أمريكا ومن سار على دربها ودعا بدعوتها وعمل على تحقيق مصالحها فيكون مصيره كمصيرها والعياذ بالله.
كيف بمن يحمل عقيدة لا إله إلا الله أن يستجدي العون والمساعدة من غير الله؟! كيف تقبلون بهدنة هزيلة تُستغل لقتل إخوانكم المجاهدين من الفصائل التي صنفت إرهابية لثباتها في ثورتها ومشروعها الإسلامي وفي الوقت نفسه يقتل بالمعية أهلكم وإخوانكم من المدنيين العزل إلا من عقيدتهم ووعيهم وتوجههم نحو نيل رضوان الله والفوز في الدنيا والآخرة؟!
ألم تأخذوا العبر من الهدن السابقة وما جلبته من انتهاكات في حق أهلها، وهل يؤتمن الذئب والخائن؟! وهل يجرب المجرب؟!
فإذا وصل الحال ببشار لأن يعدم ضباطا موالين له لعدم انصياعهم لأمر أمرهم به وأن يمارس الإجبار على الخدمة العسكرية على الموظفين الحكوميين والطلاب الجامعيين ممن يوالونه في مناطق نفوذه فلا يكون أمامهم إلا خيار القبول أو الفصل من الوظيفة مع التلميح غير المباشر بالاعتقال... فكيف تأمنون على أنفسكم من غدره وقد حفر في ذاكرته أنكم قد خرجتم ثائرين ضد ظلمه ونظامه!! فمثله لا يؤتمن ولا يعطى مهلا ولا هدناً.
يا أهلنا في الشام عقر دار الإسلام:
يا أشباه الصحابة، لقد اجتمعت وتحزبت عليكم دول الكفر والطغيان وعملاؤهم من أبناء المسلمين، فكنتم كما الصحابة في غزوة الأحزاب الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وبلغت القلوب الحناجر ويظنون بالله الظنونا فكان النصر من عند الله بأمور لم تتوقعها الأحزاب ولا المسلمون، فكونوا على ثقة بأن وعد الله حاصل لا محالة ومن حيث لا تدرون، وما هذه الخمس سنوات من عمر الثورة إلا امتحان وغربلة ليميز الله الخبيث من الطيب وليبلوكم أيكم أحسن عملا.
يا أهلنا في الشام، إن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فشدوا صرح بناء مشروعكم الإسلامي بإيمانكم وتوحدكم وتراصكم مع إخوانكم المؤمنين فكل منكم محتاج للآخر، اصبروا واثبتوا فالمؤامرة عليكم كبيرة جدا كِبَر وعيكم وإخلاصكم، وابقوا على طريقكم الواضح المستقيم ولا تنحرفوا عنه ولا تلتفتوا إلى من رأى في الاعوجاج طريقا إلى بعض المكاسب الآنية والتي لن تكون إلا إطالة في السير، فأقرب طريق للوصول هو البقاء على الخط المستقيم فكيف إذا كان هذا الخط قد رسمه الخالق سبحانه الذي بيده مفاتيح كل شيء وبيده الأمر كله، القادر على إفشال كل مخططات الغرب الحاقد وبلمحة بصر، ولكن ليبلوكم أيكم أحسن عملا، فأروا الله من أنفسكم خيرا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية عبد الله
18 جمادى الأولى 1437هـ
2716م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35734
- التفاصيل

أعلن دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة يوم 27/2/2016 عن موعد لاستئناف المحادثات المتعلقة بسوريا في جنيف يوم 7/3/2016، وذلك بعد الإعلان عن بدء تطبيق اتفاق أمريكا مع روسيا في ميونخ يوم 12/2/2016 على وقف القتال في سوريا.
ونريد هنا أن نبرز الحقائق التي تتعلق بهذا الموضوع:
1- وقف القتال معناه إيقاف الثورة في سوريا، وهذا ما يسعى له النظام من أول يوم، فهو تلبية لمسعى ورغبة النظام السوري الذي قام بسحق الناس وقتلهم وتعذيبهم وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم لإيقاف الثورة. وعندما فشل في ذلك وكاد أن يسقط، أدخلت أمريكا إيران وحزبها في لبنان وكل عصاباتها من كل مكان منذ عام 2013، فعندما فشلوا، تدخلت هي مباشرة بذريعة محاربة تنظيم الدولة و الإرهاب عام 2014 بعد لعبة عين العرب/ كوباني، وعندما لم تحقق المطلوب في ضرب الثورة أدخلت روسيا عام 2015. أي أن الثورة بفضل الله أقوى من كل هذه القوى.
2- حركت أمريكا السعودية و تركيا للتأثير على الفصائل بمدها بالمال المسموم ودعمها العسكري المحدود للحفاظ على البقاء وليس للانتصار على النظام ومن ثم لتأتي وتوقع على المقررات، فاستطاعت هاتان الدولتان ومعهما قطر استمالة بعض الفصائل المقاتلة مثل جيش الإسلام و أحرار الشام، وساقوا ممثلين عنهم إلى مؤتمر الرياض يوم 9/12/2015 ليوقعوا مع علمانيين وعملاء آخرين ممن هم أتباع في الائتلاف السوري وغيره، ليوافقوا على مقررات جنيف و مؤتمر فينّا وقرار مجلس الأمن رقم 2118، وعقب ذلك استصدرت أمريكا قرار رقم 2254 يوم 18/12/2015، وكل هذه المقررات والقرارات تدور حول نقطة رئيسة وهي المحافظة على النظام العلماني الإجرامي وعلى مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية الإجرامية وصياغة النظام من جديد بإدخال شخصيات ممن يعتبرون من المعارضة حتى تضمن أمريكا بقاء النظام تابعا لها كما هو منذ وصول حافظ الأسد إلى الحكم وارتباطه بأمريكا.
3- عملت أمريكا على عزل كل من لا يقبل بهذه المقررات والقرارات ولا يريد أن يفاوض النظام والعمل على القضاء عليه، فقاموا بتصنيف الحركات بين معتدلة تقبل بتلك المقررات والقرارات، وبين متطرفة وإرهابية ترفض ذلك وتصر على إسقاط النظام وتطبيق الإسلام، فكانت جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية من بين هذه التنظيمات وجماعات أخرى لم يسموها، وتشمل كل من لم يقبل بمقرراتهم ويواصل الثورة، حتى تواصل أمريكا عملها في إخماد الثورة والقضاء عليها.
4- إن أهل سوريا ليسوا التنظيمات الموجودة وقد وصلت أعدادها إلى المئات بين صغير وكبير ومن ثم تتحالف وتشكل تنظيمات كبيرة، فهذه التنظيمات كلها برزت بعدما ثار أهل سوريا بشكل عفوي على النظام العلماني الإجرامي، وأرادت أن تعبر عن أحاسيس الناس ورغباتهم بالعمل على إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام. فإنّ تنازل البعض منها ليس معناه أن أهل سوريا استسلموا وخضعوا، بل إن الذي تنازل قد أصبح لا يعبر عن أحاسيس الناس ولا يقول بلسانهم ولا ينادي بما ينادون له، فيسقط، ولا يسقط الشعب، فالشعب السوري قام عن وعي ضد النظام وكسر حاجز الرعب الذي فرضه عليه نظام آل أسد البعثي طوال أربعة عقود، وقد ذاق من الويلات ما ذاق، فلا يمكن أن يستسلم بإذن الله رغم كبر المؤامرات ورغم ما تعرض له من مآسٍ.
5- ولهذا فإن محاولات أمريكا جادة لإيقاف الثورة تحت مسمى وقف القتال، وقد وضعت كل ثقلها في موضوع الشأن السوري لإيقاف الثورة بكل ما أوتيت من سبل، ولذلك قال الرئيس الأمريكي أوباما يوم 26/2/2016 بأن "الولايات المتحدة ستعمل كل وسعها لإنجاح وقف إطلاق النار في سوريا رغم الشكوك الكبيرة حول ما إذا كان الاتفاق سيصمد.. وإن الأيام القادمة ستكون مهمة وسيتابع العالم ما سيحدث. وإن الولايات المتحدة وشركاءها سيمضون بلا كلل في حملتهم على المتشددين". وقد هددت على لسان وزير خارجيتها كيري يوم 24/2/2016 بأن "هناك مناقشة مهمة تجري الآن بشأن خطة بديلة إذا لم ننجح على الطاولة". وشكوك أوباما تأتي بعد تجربته المريرة مع هذه الثورة المباركة التي أعيت أمريكا ومن معها، فسوريا بالنسبة لأمريكا مسألة مصيرية، فنفوذها معرض للخطر منذ خمس سنوات. فهي تنظر إذا ما نجحت هذه الخطة فعندها تركيا والسعودية ستحركهما عند اللزوم لتنفيذ مهمات قذرة لطعن الثورة طعنات غادرة أخرى، ربما تسمح لتدخلهما بذريعة حماية الجماعات المعتدلة ومحاربة تنظيم الدولة.
6- استثنت أمريكا الجماعات الإسلامية الرافضة لمقررات مؤتمراتها في جنيف وفينّا والرياض وقراراتها التي استصدرتها في مجلس الأمن وقد وصفت تلك الجماعات بالمتطرفة والمتشددة والإرهابية. لأن وجود هذه الجماعات يعرض نفوذها للخطر، وما دامت تلك التنظيمات مستمسكة بالإسلام وإقامة حكمه فإن أمريكا لن تنجح في المحافظة على نفوذها والنظام التابع لها. وهي في حرب مع المبدأ الإسلامي الذي أطلقت عليه اسم الإسلام السياسي لتغطي على حقيقة حربها على الإسلام حيث ادعى أوباما كذبا يوم 18/2/2016 بأن "الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام" وهي تخوض هذه الحرب فعلا، ولكن تغطي على ذلك بأنها في حرب على الإرهاب و التطرف
و التشدد. وتريد الإسلام الذي يخص الناحية الفردية وليس له علاقة بالدولة وبالسياسة وكافة نواحي الحياة. وذلك حسب العلمانية التي تفصل الدين عن الحياة و السياسة والدولة.
7- إن أمريكا ليست إلهاً! حاشا، لا إله إلا الله، وهو الذي خلق أمريكا وقوتها وهو قادر على إزالتها وهزيمتها، ولكن إلى حين، فالله أراد أن يبلو المؤمنين حتى يميز الخبيث من الطيب وحتى يفضح الكاذبين وغير الصادقين منهم، ويظهر المؤمنين الصادقين والمخلصين فيهزموا أمريكا وأولياءها وحلفاءها ويطردوهم من أرض الإسلام لتبقى خالصة مطهرّة من أهل النفاق، وكل ذلك له قدر مقدر من قبله لا يعلمه إلا هو فيجب التوكل عليه حق التوكل وعدم الخوف إلا منه. فهو القائل: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
18 جمادى الأولى 1437هـ
2716م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35733
- التفاصيل

حقائق يجب أن لا تغيب:
أمريكا هي من أتت بطاغية الشام ومن قبله أبيه المقبور .. عملاء مجرمين ولدمائنا مستبيحين.
أمريكا هي من أتت بإيران وحزب إيران وميليشيات إيران والعراق وأفغانستان وباكستان لإخماد ثورة الشام.
أمريكا هي من أتت بروسيا بعد فشل من سبق بتركيع أهل الشام لحل أمريكا السياسي .. محاولة بذلك قطع الطريق على الأوربيين ومحاولات أدواتهم الاقليميين.
أمريكا هي من أنشأت الائتلاف ومن قبله المجلس الوطني لادعاء تمثيل أهل الشام سياسياً زوراً وبهتاناً.
أمريكا هي من هندست و رعت بشكل أساسي مؤتمرات التآمر المتلاحقة لإخماد جذوة الثورة وإعادة تصنيع النظام.
أمريكا هي من وزعت الأدوار لعملائها في المنطقة ما بين ممولٍ للنظام ومقاتلٍ بجانبه ومحتوٍ للضباط المنشقين كي لا يخرجوا عن دائرة السيطرة ورابطٍ لكثير من قادة الفصائل بحبل المال السياسي القذر الذي صادر القرارات وتحكم في فتح وإعلاق الجبهات ودفع من قبل به إلى أن يساق سوقاً إلى مؤتمر الرياض وجنيف للتوقيع والموافقة على بنود وهدن ومفاوضات فيها الخزي والعار كله.
أمريكا هي من سخرت مجلس الأمن والأمم المتحدة ومبعوثيها لاستصدار ما تريد من قرارات تغطي جرائم النظام وتعترف به وتطيل عمره وتقيه من السقوط.
أمريكا هي من نادت منذ البداية بحل سياسي من إخراجها هي .. مهاجمةً أي حل عسكري يمكن أن يشكل خطراً على عميلها في دمشق.
أمريكا هي من أنشأت غرف الموك وأخواتها لتدريب من تريد ترويضهم لخدمة مشروعها.
أمريكا هي من صرحت عبر عدة مسؤولين عن حمايتها للعلويين وضرورة بقائهم في مفاصل الدولة الرئيسية .. ليس حماية فقراء العلويين وإنما ضباطهم في المؤسسات الأمنية والعسكرية.
أمريكا هي من قادت تحالفاً صليبياً لقصف مخلصي الشام بدعوى محاربة الإرهاب.
أمريكا هي التي خَبِرَها أهل الشام فسموا مظاهراتهم في إحدى أيام جمعهم باسم: (أمريكا .. ألم يشبع حقدك من دمنا؟!).
أمريكا هي من دمرت بلاد المسلمين من قبل في العراق وأفغانستان وغيرها.
أمريكا هي من حمل لواء حربٍ استباقية لعرقلة محاولات المسلمين الحثيثة لإعادة عزهم المفقود من خلال دولة وجيش دولة.
أمريكا هي من أكدت على علمانية الدولة في سوريا وسخّرت لذلك الأبواق والإعلام.
أمريكا هي من صارت تلعب بوقاحة على المكشوف فاتفقت مع روسيا على وقف لإطلاق النار من طرف الثائرين واستمراره من طرف النظام وداعميه.
أمريكا هي من نطقت بها مؤخراً على لسان كيري بأنه لا إسقاط للنظام وإنما حكومة "وحدة وطنية" يترشح فيه الطاغية و "على المعارضة أن تحاول ألا ينجح فيها بشار"!
أوبعد كل هذا يخرج علينا من لا خلاق له من المفاوضين البائعين من يطالب بضمانات أمريكية وأممية لحضور مفاوضات تبيع الدماء وتنسف التضحيات؟!
باختصار، أمريكا ليست إلهاً، ولو كانت كذلك لأنقذت عميلها منذ شهر الثورة الأول .. ولئن تمكنت من فرض بعض خططها على الأرض إلا أن مكرها إلى بوار بإذن الله مادام فينا عرق ينبض بالإسلام .. فكلنا للشام وللإسلام فداء .. والأمر بيننا سجال .. ولكن لابد من قطع كل الحبال مع عملاء أمريكا والاعتصام بحبل الله فهو وحده المتين .. ونسأله سبحانه أن يجمع كلمة المخلصين على أرض الشام على ما يرضيه سبحانه بعد ما عاينوه من صدمات عنيفة أزالت كل غبش وغشاوة .. لعل الله يكرمنا بنصره فنسقط طاغية الشام في عقر داره ونقيم حكم الإسلام في ظلال خلافة على منهاج النبوة لا على منهاج غيرها .. ولمثل ذلك فليعمل العاملون.
قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
ناصر شيخ عبد الحي
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا
15 جمادى الأولى 1437هـ
2416م
- التفاصيل

مؤتمرات جنيف بكل أرقامها و مؤتمر ميونخ وما أفرزه من اتفاق أمريكي روسي على فرض الاستسلام المذل على الثوار باسم الهدنة ووقف الأعمال القتالية، ليتسنى لقوات الاحتلال الروسية والأسدية والإيرانية والأمريكية والأوروبية وأحذيتهم من الدول تركيز جهودهم العسكرية ضد المجاهدين المخلصين الذين أفشلوا كل مشاريع العدو الكافر وأدواته عربا وعجما، فاستمروا أيها المخلصون في رفضكم لكل الهدن ولا توقفوا قتالكم؛ فقد علمتنا أحداث فلسطين أن العدو لا يصبر على استمرار المعركة وأنه يصيح ألما ويستعدي دول الكفر والطغيان ليفرضوا الصلح والهدن على المجاهدين المسلمين حتى يتمكن العدو من استجماع قوته وإعطاء جنوده فترة من الراحة يستعيدون فيها حقدهم ويعيدون الكرة من جديد بقوة أكبر حتى يحققوا النصر على المسلمين.
كما علمنا التاريخ أن العدو غالبا ما يفشل في تحقيق انتصار عسكري؛ ولهذا يلجأ إلى الهدن والمفاوصات وشراء النفوس المريضة بالمال والمناصب فيحقق في الساحة السياسية الانتصار الذي لم يستطع تحقيقه في الساحة العسكرية.
حصل ذلك في ثورات أهل فلسطين من سنة 1936 إلى 1939؛ فقد كان الثوار كلما سجلوا انتصارا على العصابات اليهودية قامت تصرخ وتنادي مطالبة الثوار بالهدنة، ولما كان الثوار يعتمدون في تمويلهم على البلاد العربية، وكان الحكام وظيفتهم حماية يهود،كان قرار الثوار مسلوبا فكانوا ينهون المعركة وهم في حالة النصر ليأخذ اليهود فرصة للراحة وتجديد النشاط والحقد والتآمر وتجميع القوى ثم يقوموا بشن هجوم آخر حتى كللوا انتصارهم بإعلان دولتهم عام 1948 ومنها إلى معركة 1967 التي أخذوا فيها ما تبقى من فلسطين، وحتى تصبح دولة يهود أمرا واقعا يقبل به الجميع كان لا بد من إيجاد ثورة شعبية يقودها قادة عملاء، يسيطر على قراراتهم الممولون من دول المنطقة فيجيرون دماء الشهداء لصالح الاعتراف بكيان يهود، وكان لهم ما أرادوا، وها هم قادة الثورة يدخلون فلسطين ووظيفتهم حماية أمن يهود من الداخل، تماما كما تحمي دول الطوق أمنهم من الخارج.
علمنا التاريخ أيضا أن القادة العملاء يستثمرون الانتصار العسكري للمسلمين في الساحة السياسية لصالح العدو، حصل ذلك في معركة رمضان/ أكتوبر عام 1973م إذ انتصر الجيش المصري على دولة يهود واقتحم خط بارليف أقوى الخطوط العسكرية، فأوقف السادات المعارك في عز الانتصار وأصدر أوامره للجيش بوقف القتال فانقلب النصر إلى هزيمة وقتل عدد كبير منهم، ولم يقف عند هذا الحد بل استثمر المعركة على المستوى السياسي بعقد معاهدة كامب ديفيد المشؤومة التي أخرجت الجيش المصري من المعركة وحولت الجيش من الولاء لله ورسوله والمؤمنين إلى الولاء لأمريكا الكافرة وأصبح الحارس الشرس لحماية يهود.
أما انتفاضة أهل فلسطين التي سرعان ما وضع الخونة والعملاء أيديهم عليها حتى أسفرت عن اتفاقيات وارسو و أوسلو ووادي عربة.
فهل يرضى الثوار في سوريا أن يصل بهم الحال إلى ما وصل إليه إخوانهم في فلسطين؟ وهل يرضى الثوار في سوريا أن يسلموا قيادتهم لخونة وعملاء كما أسلم إخوانهم في فلسطين قيادتهم لقادة خونة يسومونهم سوء العذاب في فلسطين؟
كما علمنا التاريخ أن القيادة السياسية المخلصة تحقق الانتصارات على الساحة العسكرية والسياسية وأن حجم الانتصار السياسي يعطي من النتائج ما هو أعظم أثرا من الانتصار العسكري عندما تعمل هذه القيادة لصالح الإسلام والمسلمين وليس كما يفعل زعماء المسلمين اليوم.
عندما ذهب رسول الله ﷺ لفتح مكة سار معه 10 آلاف جندي، استثمر الرسول ﷺ هذا الانتصار الساحق على مكة فسار إلى حنين وانتصر عليهم ثم وزع الغنائم على المؤلفة قلوبهم، وأرسل الرسائل إلى الملوك والرؤساء يدعوهم إلى الإسلام، فكان نتيجة ذلك أن انتشر الإسلام في ربوع الجزيرة وأرسلت القبائل وفودها إلى المدينة معلنة إسلامها، وبعدها بسنتين وقف رسول الله ﷺ على عرفات ووقف معه 100 ألف مسلم، هذا ما تحققه القيادة المخلصة في تحويلها الانتصارات العسكرية إلى انتصارات سياسية عظيمة.
من هنا يجب أن ندرك أهمية القيادة السياسية المخلصة في استثمار الانتصار العسكري وتوجيهه نحو تحقيق الانتصار السياسي الساحق على العدو.
وفي تاريخنا المعاصر يوجد حركات إسلامية مخلصة لكن قادتها غير مخلصين مما أدى إلى ضياع تضحياتهم ودمائهم على عتبات المصالح الشخصية للقادة غير المخلصين،وهناك حركات اسلامية مخلصة ولكن ينقصها الوعي السياسي مما جعلها ألعوبة في يد الغرب وعملائهم من الحكام في تحقيق مصالح الغرب الكافر، واذا ما اكتشفوا ذلك متأخرين أوصلهم ذلك إلى اليأس والقنوط فيخرجون من المعركة لعدم جدواها، وهذا ما حصل مع بعض الفصائل المخلصة أنها توقفت عن القتال لأنها كلما حررت منطقة دخلها العلمانيون وسيطروا عليها وطبقوا علمانيتهم عليها ظلما وعدوانا وفسادا ونهبا وسلبا.
وقد أثبتت الأيام أن حزب التحرير عنده من الوعي والإخلاص ما يكفي لاستثمار النصر العسكري لتحقيق انتصار سياسي ساحق على كل دول الإجرام التي سببت المذابح في سوريا، فإذا أردتم أيها الثوار في سوريا استثمار انتصاراتكم وعدم ضياع تضحياتكم ودماء شهدائكم فأسلموا قيادتكم لحزب التحرير، فإن القتال من دون قيادة سياسية يضيع الجهود ويبعثرها ويطيل أمد المعركة ويزيد من معاناة المسلمين جميعا، ويحقق ما يرغب فيه الغرب الكافر من تحطيم سوريا وتفتيتها.
لعل الذي يمنع الفصائل من إعطاء القيادة للحزب هو حب السلطة فقائد الفصيل الذي وجد نفسه قائدا لأتباع يأمرهم وينهاهم ويعطيهم ويمنع عنهم، هل تريد لهذا أن يتنازل عن إمرته وقيادته؟ فالمال السياسي الذي ملأ جيوب القادة وأتباعهم حول ولاءهم للممول وصار قتاله في سبيل الممول ولم يعد قتاله في سبيل الله مهما حاول التظاهر بذلك، وهذا سبب عظيم في حصول الهزيمة وعدم تحقيق النصر الساحق، إن هذين الأمرين حب السيادة وحب المال هما من ضمن الوهن الذي أصاب المسلمين فأضعفهم، قال رسول الله ﷺ «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا»، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ»، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين - الأردن
18 جمادى الأولى 1437هـ
2716م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35713
- التفاصيل

توصل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى "اتفاق مبدئي" مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لوقف الأعمال العدائية في سوريا. وأشار كيري، برفقة وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في عمّان إلى أنه تحدث هاتفيا مع لافروف، بشان وقف إطلاق النار، وأنهما اتفقا على بحث جميع جوانب النزاع. وقال: "أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق مبدئي، بشأن وقف إطلاق النار والأعمال العدائية، الذي قد يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة". وأضاف كيري أنه يأمل من الرئيس، باراك أوباما، والرئيس، فلاديمير بوتين، أن يتحدثا قريبا، ليبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار. ولكنه أوضح أن تفاصيل وطريقة تنفيذ الاتفاق لا تزال قيد الدراسة بين الطرفين، وأكد أن "المجموعة الدولية أقرب اليوم إلى وقف إطلاق النار من أي وقت مضى". (بي بي سي عربي)
: إن أمريكا في تصويرها أنها تتواصل مع روسيا من أجل التفاوض بينهما للتوصل إلى وقف لـ "الأعمال العدائية" إنما تخادع أهل الشام والفصائل وكذلك دولا أخرى. فالمشكلة في الشام بالنسبة لأمريكا لا تكمن في روسيا أو إيران وأحزابها، فهؤلاء يخدمون سياسة أمريكا، إنما المشكلة بالنسبة لها هي في صناعة البديل عن العميل الحالي بشار الأسد.. فهي تماطل لتعطي روسيا وإيران وقتا لممارسة سياسة الأرض المحروقة ضد أهل الشام، وفي الوقت نفسه تمارس ضغوطا على الثوار كي يقبلوا بالحل الذي تراه في سوريا، فإن قدّموا تنازلا تشجعت أكثر على المضي في المماطلة لتحقق روسيا ومن معها قتلا وتدميرا أشد، لتعود وتضغط من جديد على الثوار كسبا للمزيد من التنازلات، حتى إذا اطمأنت أن خطتها قد نجحت يتم الاعلان عن وقف لإطلاق النار ومن ثم يتم تنفيذ سياستها.. إن ثبات أهل الشام واستمساكهم بحبل الله المتين وطلب العون منه سبحانه وحده هو الذي يفشل مخططات أمريكا.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 24 شباط\فبراير 2016م
المصدر: https://t.co/bVCQJoXpKL
