press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

alraiah1805161

تشهد العاصمة النمساوية فيينا يوم الثلاثاء 17/5/2016 (أمس) اجتماعا وصف بأنه سيكون مفصليا لما يسمى بالمجموعة الدولية لدعم سوريا، وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أعلن عن عقد هذا الاجتماع في أعقاب اجتماعه بلافروف في 9/5/2016، وقبيل انعقاد اجتماع باريس الوزاري. ولا بد من إعطاء صورة للأحداث التي تزامنت مع الإعلان عن عقد هذا الاجتماع، لمعرفة ما يمكن أن يسفر عنه مثل هذا الاجتماع، وما يمكن أن ينتج عنه من آثار!

فقبيل انعقاد اجتماع باريس لما يسمى بمجموعة النواة الصلبة للدول الداعمة للمعارضة السورية بساعة صدر بيان مشترك لكل من روسيا وأمريكا يوم الاثنين 9/5/2016 "أكدتا فيه التزامهما باتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا وقالتا إنهما ستكثفان الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع هناك. وطالبت موسكو وواشنطن كذلك جميع الأطراف بوقف الهجمات على المدنيين والبنية الأساسية المدنية. وقال البلدان إنهما سيعملان على إقناع الأطراف المتحاربة في سوريا بالالتزام باتفاق وقف العمليات القتالية. وأفاد البيان "قررنا تأكيد التزامنا مجددا بوقف إطلاق النار في سوريا وتكثيف الجهود لضمان تنفيذه في أنحاء البلاد". وأشار البيان إلى أن روسيا وأمريكا "تقران بالصعوبات التي تواجه الهدنة في عدة مناطق وبالمشكلات التي تعرقل وصول المساعدات". (فرانس 24، 9/5/2016).

وقد جاءت ردة الفعل الأوروبية على لسان مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى صرح لصحيفة الشرق الأوسط بقوله "إن توقيت الإعلان قبل ساعة واحدة من بدء اجتماع باريس، أمس لم يكن مجانا، بل إنه يفيد بأن الضغوط السياسية يمكن أن تفعل فعلها". وأجمع وزير الخارجية الفرنسية ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الألماني وآخرون على الإشادة بالبيان الأمريكي الروسي وما تضمنه من التزامات. ووصفته فيديريكا موغيريني بأنه "إيجابي جدا". بيد أن الوزير الفرنسي عد أن ما يهم هو التنفيذ "لا أن يبقى البيان حبرا على ورق". وفهمت باريس والدول المشاركة في الاجتماع أن البيان بمعنى ما رسالة مباشرة موجهة للمجتمعين الذين يهدفون أساسا إلى الضغط السياسي على روسيا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل الوصول إلى هذه "الإنجازات" (الشرق الأوسط 10/5/2016).

وفي حديث صحفي لوزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت قال فيه إن كيري "يعي تماما أننا في طريق مسدود" وأن "المفاوضات (محادثات جنيف) لا يمكن أن تستمر ما دام النظام ينتهك الهدنة ويقصف المستشفيات ومخيمات اللاجئين، وأن المعارضة هي التي تستهدف في حلب وليس (داعش)". وفهم هذا الكلام على أنه "انتقادات مباشرة لطريقة الوزير كيري في إدارة الأزمة ثنائيا مع موسكو" وفق ما قالته مصادر دبلوماسية أوروبية لـ"الشرق الأوسط" أمس، في معرض تقويمها لاجتماع باريس. وأضافت هذه المصادر أن الدول المجتمعة "أرادت إسماع صوتها ورؤيتها للوزير الأمريكي" وتأكيد "حضورها ودورها في الملف السوري وعدم رغبتها في تسليم إدارته للثنائي كيري لافروف"...) (الشرق الأوسط 10/5/2016).

وجاء في تعليق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر حول اجتماع باريس قوله ("نحن ندعم كافة الجهود، وخصوصا جهود شركائنا وحلفائنا، بشأن سوريا" لكن "نعتقد أن المجموعة الدولية لدعم سوريا تتولى الأدوار الأولى" في هذا الصدد.) (الجزيرة. نت 10/5/2016)، وهذا كله يدل على أن أمريكا مستاءة من التداخلات الأوروبية على الأزمة السورية وتريد أن تبقيها بيدها وحدها فقط!

ويبدو أنه على الرغم من انبطاح المعارضة "الفندقية" لأمريكا إلا أن بعضها يدرك نوعا ما حقيقة الدور الأمريكي فقد (قال رئيس وفد المعارضة المفاوض أسعد الزعبي لـصحيفة "العربي الجديد"، إنه "لم يشعر بخيبة أمل بنتائج اجتماع باريس"، مضيفاً "كنا نتوقع ذلك خصوصاً بعد وصول جون كيري إلى باريس، على الرغم من أنه لم يكن مدعواً للاجتماع". ويشير الزعبي إلى أن "مجرد وجود كيري يعني عرقلة أية جهود لمساعدة السوريين، وكل جهد ضد بشار الأسد"... ووفقاً للزعبي، فإنه "إذا حضر كيري الاجتماع فالنتيجة واضحة"، معتبراً أنه تم "تعيين كيري وزير خارجية في الولايات المتحدة للقضاء على الثورة السورية"، على حد قوله. بدوره، يقول سفير الائتلاف الوطني السوري في إيطاليا، بسام العمادي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن البيان الروسي الأمريكي المشترك الذي صدر الاثنين "فارغ لا يتضمن أي جديد". ويعتبر أن "الهدف منه إفشال اجتماع باريس، ورسالة للمجتمعين بأن ما ينوون القيام به لا قيمة له من دون رضا روسي أمريكي") (العربي الجديد 10/5/2016)!

فإذن التحركات الأمريكية الأخيرة والدعوة لاجتماع فيينا، والبيان الأمريكي الروسي، قطع للطريق على أي محاولة أوروبية للدخول إلى الأزمة السورية، أما لماذا تسارعت التحركات، فذلك لأنه على الرغم من أن أمريكا دفعت باتجاه إجراء مفاوضات بين من أعدتهم أمريكا ليقوموا بدور الممثلين عن المعارضة في سوريا وبين نظام الأسد، وذلك من أجل وضع الأزمة السورية على سكة الحل السياسي والمفاوضات لتتمكن من استبقاء نظام الأسد العميل، وهيأت لذلك باصطناع ما سمته هدنة لوقف الأعمال العدائية، بالرغم من ذلك، فقد ظهر من سير العمليات العسكرية في سوريا بأن أمريكا أرادت من الهدنة ليس إتاحة المجال للسير بالمفاوضات فقط، بل من أجل إسكات جبهات ليتمكن النظام من خلال خادمة أمريكا في سوريا روسيا ويد أمريكا في سوريا إيران وميليشياتها وحزبها والمرتزقة والأعوان، ليتمكن كل أولئك مجتمعين، من السيطرة على حلب وإخضاعها لبطش النظام، وقد كان واضحا من الهجمة الوحشية على حلب أن المقصود هو تركيع أهل سوريا، وإخضاعهم، وإجبارهم بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير كل شيء، لكي يصرخوا مستغيثين بأمريكا والشرعة الدولية، مطالبين بالتحرك لإيجاد حل، هذا ما كان يرجوه أوباما وكيري والخدام والأذناب، ولكن ما ظهر من ردود أفعال لأهل حلب وهم يحملون أطفالهم موتى بين أيديهم، ويخرجون من بين الأنقاض، أن صيحاتهم وصرخاتهم لم تكن ترتفع إلا متوجهة لخالق الأرض والسماء، وبقي نداؤهم (ما لنا غيرك يا الله) هو الثابت الذي لم يتغير، وهذا يجعل أمريكا تدرك شاءت أم أبت أن المفاوضات والحلول السياسية وتبديل الوجوه وتغيير الأسماء وتنويع المسميات لن يوجد الحاضنة التي يمكن أن تخنع للحل الأمريكي في سوريا، وأنها لو بدلت عميلها بعميل غيره، ولو جملت وزوقت نظامها العميل، في ظل مثل هؤلاء الناس، فإنما سيكون صنيعها ككيد الساحر ﴿ولا يفلح الساحر حيث أتى﴾.

لذلك كله، فإن أمريكا تتعامل مع الأحداث في سوريا بالمزاوجة بين القتل والتدمير حتى إذا انقلب الوضع لغير صالح النظام، كما وقع في خان طومان حيث أصيبت إيران في مقتل، انقلبت أمريكا باتجاه التهدئة والمفاوضات، وهكذا حتى تتمكن من تمكين النظام من إعادة السيطرة على المدن الرئيسة في سوريا، وحصر الثورة في الأطراف والأرياف، ثم لو طال أمد المفاوضات أو قصر بعد ذلك لا يضيرها، لأنها ما زالت بحاجة للوقت الذي يمكنها من ترتيب عميل بديل يضمن لها استقرار نفوذها في سوريا. والذي ينكد على أمريكا مخططاتها ثبات أهل الشام وعدم خضوعهم على الرغم من انعدام الناصر والمعين وكثرة المضللين والمثبطين، إلا أن صرخات المظلومين (يا الله يا الله ما لنا غيرك يا الله) هي الوقود الذي يبقي جذوة هذه الثورة مشتعلة حتى ييسر الله لها من يحملها فيحرق بها ظلم الظالمين ويعيد الحق إلى نصابه، فيعم العدل بحكم الإسلام في ظل خلافة على منهاج النبوة وتخسأ من بعد أمريكا وروسيا وأوروبا والأذناب!


كتبه لجريدة الراية: عبدالله المحمود، الأربعاء 18 أيار\مايو 2016م
المصدر: http://goo.gl/Xud89G

alraiah180516

كشف تقرير لمعهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية - وهو معهد دراسات بريطاني أُسس في العام 1958 ويُعد نفسه سلطة عالمية رائدة حول الأمن العالمي والمخاطر السياسية والصراعات العسكرية - أن العام الماضي كان دموياً بالرغم من تراجع عدد النزاعات المسلحة، إذ سقط نحو 167 ألف إنسان جراء هذه النزاعات، ثُلثهم في سوريا وحدها. وحسب الدراسة التي أعلن عنها الخميس 5 أيار 2016 في لندن فإن 80 بالمئة من هؤلاء قتلوا في ستة صراعات مسلحة كبيرة في سوريا والكاريبي والمكسيك وأفغانستان ونيجيريا والعراق.

كما أشار الخبراء إلى أن «عدد الضحايا ارتفع بشكل سريع جراء النزاع في أفغانستان، حيث قتل 15 ألف شخص عام 2015، بالمقارنة مع 3500 ألف شخص عام 2013، حين كانت قوات (إيساف) الدولية تقدم المساعدة الأمنية للبلاد».

وقتل ثلث هذا العدد في سوريا وحدها حسبما أبرز التقرير السنوي، حيث «بلغ عدد قتلى الحرب الأهلية في سوريا العام الماضي نحو 55 ألفا، في حين قتل أكثر من خُمس ضحايا الصراعات المسلحة في العالم العام الماضي في المكسيك أو أمريكا اللاتينية».

وفقد عدد أقل من الناس حياتهم في دول أفريقية واقعة جنوب الصحراء الغربية، وذلك على الرغم من الحرب على منظمة «بوكو حرام» في نيجيريا. وأظهر التقرير أن الحكومات في كل من العراق وسوريا والصومال واليمن نجحت عام 2015 في استعادة مناطق كانت تحت سيطرة متمردين، وحدث ذلك غالبا بمساعدة مدفعية أجنبية، حسبما قال رئيس المعهد، جون تشيبمان.

ونقل التقرير السنوي عن المدير العام للمعهد، جون تشيبمان، قوله إن «عدد اللاجئين والنازحين في العالم جراء النزاعات المسلحة ارتفع من 33 مليون شخص في عام 2013 و43 مليونا في عام 2014 إلى 46 مليونا في منتصف عام 2015 بحسب المعطيات المتوفرة».

من جانبها، قالت أنستاسيا فورونكوفا، إحدى المساهمات في وضع التقرير، إنه «رغم تراجع عدد النزاعات المسلحة في العالم، إلا أن عدد الضحايا ارتفع كثيًرا».

مصطلح النزاعات المسلحة لفظ بديل لما كان يعرف بالحروب، وهي نوعان حسب التعريف القانوني؛ حروب دولية بين دول، وحروب داخلية، أو ما يعرف بالحروب الأهلية التي يمكن أن تتحول من نزاع مسلح داخلي إلى نزاع مسلح دولي عند تدخّل طرف دولي أجنبي فيه؛ على أن تقديم المساعدة المادية أو الدعم التكتيكي والاستراتيجي للأفرقاء لا يغيّر من الطبيعة القانونية للنزاع، بمعنى أنه يبقى نزاعا أهليا بنظر القانون الدولي وعلى هذا فما يحصل في سوريا واليمن والعراق وليبيا نزاع أهلي بغض النظر عن تدخل الدول الكبرى والصديقة وصراعها في هذه الدول.

(تقوم الحكومات والجماعات المسلحة، في شتى أنحاء العالم، بمهاجمة المدنيين بشكل روتيني... أظهرت القوى العظمى رغبة لئيمة بالتلاعب بالمؤسسات الدولية أو تطبيق معايير مزدوجة، وغالبا ما تقوم هذه الدول بتسليح القوات المعروفة بارتكابها لانتهاكات جماعية وتنكر مسؤوليتها عن المذابح. ويتغذى العنف المستمر على تظلمات عالقة نابعة من سنوات من النزاع المدمر يرافقه تقاعس عن محاسبة الجناة على ما يرتكبونه من انتهاكات خطيرة. ولهذا السبب فثمة حاجة ملحة إلى استحداث نظام صارم يحقق المساءلة)... هذا النص بين قوسين من موقع منظمة العفو الدولية.

يقول ابن خلدون "إن الأوطان الكثيرة العصائب قلّ أَنْ تَسْتَحكمَ فيها دولة". وهذا ما فعله الغرب ودوله في حالة دولة الخلافة العثمانية التي كانت تحكم هذه البلاد، فمسألة الصراعات الداخلية العربية لها جذور تاريخية تصب في دور القوى الخارجية الغربية على إثارة الفتن الداخلية، فأثيرت المسألة الشرقية التي انطوت على طرح امتيازات للطوائف المختلفة في المنطقة العربية، في إطار السعي الأوروبي لاقتسام الولايات الخاضعة للخلافة، وهذا يعني زيادة التدخلات الأوروبية بدافع المصالح التجارية والاستراتيجية في الدرجة الأولى، وإن اقتضت هذه التدخلات تحريك الطائفية والمذهبية والإثنية في فترة ما قبل سقوط الخلافة بقليل، وبعد مؤامرة هدم الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى وتقسيم البلاد الإسلامية التي كانت جزءاً من دولة الخلافة وأصبحت دويلات تابعة سياسيا لنظام دولي غربي رأسمالي، وبدأت بذرة النزاع والشقاق فيما بين هذه الكيانات المصطنعة، ولاحقا فيما بين أهل هذه الكيانات، والتاريخ القريب شاهد على ذلك؛ فقد كانت سوريا والعراق على حافة المواجهة، والجزائر والمغرب، والكويت والعراق، وليبيا ومعظم الدول العربية، وأثيرت قضية الأمازيغ في الجزائر والأقباط في مصر والأكراد في العراق والشيعة في البحرين وهكذا.

وبعد أن بدأت الأمة تصحو من سباتها وظهر للغرب أن هذه النماذج من أنظمة الحكم غير مستقرة وانتهت صلاحيتها ولا تخدم مصالحه، ونتيجة للصراع الطبيعي بين الدول المؤثرة في المسرح الدولي، قام بافتعال الحروب وإشعالها؛ فكانت حرب العراق وإيران، ثم حرب الخليج، ثم أفغانستان وتلاها احتلال العراق مع كل ما رافق ذلك من إزهاق لأرواح المسلمين في هذه البلاد. وبعد ما سمي بالربيع العربي وتحرك الأمة لاستعادة سلطانها المغصوب، أشعل الفتن وأججها في كل البلاد التي تحرك فيها أهلها طلبا للانعتاق من ظلم أنظمة الجور والاستبداد، فليبيا ومصر واليمن والشام لا يزال أهلها يعانون وإن بدرجات مختلفة وأشكال مختلفة، فالقتل مستحر فيها وفي الشام أشد والرقم المذكور في التقرير ليس حقيقيا، فالعدد أكثر بكثير من 55 ألفا ولكن هذا الرقم الذي وصل رسميا لأصحاب التقرير، والدور الأمريكي في مأساة أهل الشام بالذات واضح ولا يحتاج إلى دليل، فأمريكا هي التي تقرر وتسمح بالدمار والقتل، وأفغانستان التي ذكرها التقرير، ازدادت فيها أعمال القتل والتفجير نتيجة الصراعات القبلية والعرقية التي تغذيها أمريكا وأخواتها في الإجرام من الدول الغربية، والتي يحاول التقرير ربطها بمغادرة القوات الدولية (إيساف) للبلاد، فالأمن والأمان بوجوده (الكفر) أو وجود من يمثله، والدمار والقتل سيزداد في حالة مغادرته للبلاد وتحررت البلاد من سطوته وجبروت عملائه.


كتبه لجريدة الراية: حاتم أبو عجمية، الثلاثاء 17 أيار\مايو 2016م
المصدر: http://goo.gl/n5dnfZ

art020316

لا تزال الثورة السورية عصية على الكسر ولا تزال المؤامرات تحاك ضدها من قبل الشرق والغرب، ولا يزال المخلصون في الأمة يصلون ليلهم بنهارهم لكشف تلك المؤامرات وفضح المتآمرين عليها، كما لا تزال أمريكا أكبر المتآمرين عليها تحوك خيوط تآمرها بخبث شديد قد يخفى على البعض ولكنه لا يخفى على تلك الثلة الواعية في الأمة التي طالما أفشلت خطط أمريكا بأن فضحتها وكشفتها لمن خفيت عليه من أبناء الأمة ومن الثوار. ولعل آخر تلك المؤامرات ما تم الإعلان عنه مؤخرا مما سمي الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار (وقف الأعمال العدائية) بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا واللتين أعلنتا أنه يهدف إلى تهيئة الظروف لعملية انتقال سياسي ناجحة يقودها السوريون، بتيسير من الأمم المتحدة، لأجل التنفيذ الكامل لبيان ميونيخ الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سوريا يوم ١١ شباط/فبراير ٢٠١٦، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢٥٤، وتصريحات فيينا لعام ٢٠١٥، وبيان جنيف لعام ٢٠١٢، وتبني شروط الهدنة في سوريا، وتقترحان أن يتم الشروع في وقف الأعمال العدائية في الساعة 00:00 ( بتوقيت دمشق) من يوم ٢٧ شباط/فبراير ٢٠١٦، وهذه الهدنة لن تنطبق على "تنظيم الدولة" و"جبهة النصرة"، أو أي "منظمات إرهابية" أخرى يحددها مجلس الأمن، وكما هو معلوم فإن النظام السوري لن يلتزم بهذه الهدنة وسيخرقها مرات ومرات ولن تنفع التنظيمات التي قبلت بالدخول في هذه اللعبة شكواها للدولتين الراعيتين لهذا الاتفاق مهما رفعت الصوت عاليا أو علا نحيبها.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد صدر منه ما يعتبر تهديدا للجميع عندما قال إنه في حال فشل كل من "اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، والانتقال السياسي الذي أقرته الأمم المتحدة، فإننا قد نتخذ موقفا أكثر شراسة بما فيها تقسيم سوريا". وأشار كيري، في كلمة خلال جلسة لمجلس الشيوخ، إلى أن عدم إيجاد حل للأزمة السورية عبر طاولة المفاوضات، سينجم عنه تدمير البلاد بالكامل... أعلم جيدا، أنه في حال فشل الاتفاق، فهناك احتمال انهيار سوريا بالكامل".

يبدو أن أمريكا قد اتخذت قراراها بالوقوف علنا مع نظام بشار المجرم بعد أن كانت تتخفى وراء قناع تصريحاتها الزائفة عن إجرام النظام السوري في حق شعبه وأنه لا بد من رحيل الأسد أولا قبل الدخول في أي تسوية للمشكلة السورية، وتمارس إجرامها في حق أهلنا في سوريا في الخفاء من خلال أدواتها إيران وحزبها وأخيرا من خلال اتفاقها القذر مع روسيا بقتل وتشريد كل من يعارض النظام من أبناء الشام. فإذا بها اليوم من خلال الاتفاق الجديد مع روسيا تريد جر الجميع للتفاوض مع نظام مجرم هي من وصفته بالإجرام، وإذا بها اليوم تصف كل من لا يقبل بالتفاوض معه بأنه إرهابي يستحق القتل ولا تشمله هدنة القتل.

كما يبدو أن أمريكا تدرك جيدا أن مثل هكذا هدنة مصيرها الفشل ولذا فهي تتكلم عن خطة بديلة تسميها الخطة "ب" وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد ذكر الثلاثاء 23 شباط/فبراير الجاري أن بلاده تدرس خيارات لخطة بديلة في حال لم يصمد وقف إطلاق النار في سوريا، وإذا لم تشهد البلاد مرحلة انتقالية قريبا. وقال كيري أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: "نحن في طريقنا لمعرفة ذلك في غضون شهر أو شهرين، معرفة ما إذا كانت هذه العملية الانتقالية جادة حقا.. وعلى الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية حول عملية تشكيل حكومة انتقالية".

إن ما تقوله أفعال الإدارة الأمريكية، بغض النظر عن تصريح كيري، هو أن الولايات المتحدة قد كلّفت روسيا إدارة الملفّ السوريّ لأنها غير مهتمة أو معنيّة إلا بمنع سقوط الأسد قبل أن تجد البديل أو تصنعه. والمتابعة الدقيقة لآلية عمل الإدارة الأمريكية في المنطقة تظهر أنها غير مستعدة لبذل أي جهد حقيقي لتغيير ما يحصل على الأرض، خاصة وأنها تدرك جيدا أن انهيار نظام الأسد الآن دون أن يكون العميل البديل حاضرا وبشكل مقبول من الشعب السوري سيكون مدخلا لإنهاء سطوتها ونفوذها في سوريا والبديل هو خلافة حقيقية في بلاد الشام تقطع دابر أمريكا وعملائها في المنطقة وتعيد للأمة هيبتها وثرواتها المنهوبة. ومن هنا فأمريكا تلعب على الوقت وتراهن على يأس المقاتلين من قدرتهم على التغيير واستسلام الشعب السوري لما تريده أمريكا. وما يجب أن يفهمه المقاتلون في سوريا أن هذا الاتفاق لن يحميهم من القتل ولن يمنع نظام الإجرام في سوريا من الاستمرار في إجرامه ومحاولته المستميتة تركيع أهل الشام بصب الحمم فوق رؤوسهم. وها هي أمريكا تعطيه الحق في ضرب أي مكان تريد في سوريا دون أن يرف لها جفن والذريعة موجودة وهي أنها أماكن يسيطر عليها تنظيم الدولة أو جبهة النصرة أو أي فصيل آخر تصنفه أمريكا بأنه إرهابي أو أنه لم يبلغ روسيا بأنه موافق على الهدنة وفي النهاية إن قُدر لهذا الاتفاق أن ينجح فالمطلوب منه هو إخراج مناسب لتسوية تُبقي على النظام في سوريا وتؤهّله لانتقال سياسي هدفه الحفاظ على نفوذ أمريكا ومصالحها في المنطقة.

نعم إن الثورة السورية في مفترق طرق وتحتاج لمن يقف على هذا المفترق ليقول للناس من هنا الدرب أيها التائهون، حتى يمنعوا الثورة من الانجرار في الطريق الخطأ والثقة فيمن لا يستحق هذه الثقة سواء أكان من الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا وغيرهما، أو من الدول الإقليمية التي تقوم بدعم الثوار بالمال والسلاح وهي تتظاهر أنها مع الثورة والثوار بينما الحقيقة أن تلك الدول ما هي إلا أدوات في يد دول الغرب الكافر تنفذ ما تمليه عليها الدول الكبرى لتحقق لها أهدافها الخبيثة وتمنع الثورة من السير في طريقها الصحيح والمتمثل بإسقاط نظام الأسد وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي تعيد للأمة عزها ومجدها مرة ثانية وتقطع دابر الكافرين الذين تكالبوا على الأمة كما تتكالب الأكلة على قصعتها.


﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حامد عبد العزيز

22 جمادى الأولى 1437هـ
0216م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35804

art040316

"... تعلن الولايات المتحدة و روسيا، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا ومجموعة عمل وقف إطلاق النار، في الـ٢٢ من شباط/فبراير، ٢٠١٦، عن تبني شروط الهدنة في سوريا..." كان هذا نص البيان المشترك الذي أصدرته أمريكا وروسيا حول الهدنة في سوريا بين النظام و الفصائل المعارضة التي تهافتت للتوقيع عليه بعد أن أبرمت أمريكا الاتفاق وجهزت بنوده، وكان أهم ما فيها المشاركة في عملية المفاوضات السياسية مع النظام التي تسيرها الأمم المتحدة. وهكذا تُفصل أمريكا ويلبس تجار القضية الأحداث ﴿مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْـِٔدَتُهُمْ هَوَآءٌۭ﴾ [إبراهيم: 43]. سارع نزلاء الفنادق ممن تملقوا الثورة وانتسبوا إليها بالموافقة على الهدنة بل عدَّها الائتلاف انتصاراً سياسياً في دياثة سياسية فريدة. ليُقابلوا بالبراميل المتفجرة والصواريخ كصفعة على وجه المتمرغين بأوامر أمريكا وبلاطها لإيجاد حلٍّ لهذه المحنة، وما زادوا سوى أن كانوا محنة أخرى، تحتاج جهوداً مخلصة من أهل الشام، لا ترتضي هواناً ولا ذلةً بالسير وراء الهدن والمفاوضات على الخُطى الغربية، بل تعمل جادة مُجِدَّة لتغيير جذري شامل بإقامتها خلافة على منهاج النبوة.

هذا رأس الشر قد أتاكم يا أهلَ الشام، أركَضَ عليكم بخيله ورَجله، يريد مشاركتكم السلطان والثروة، وعَدَكم نصراً والله يقول ﴿وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا﴾ [الإسراء: 64]؛ وهذه أفعى العصر أمريكا قد دعتكم إلى فتنة وئيدة ومهلكة سياسية تُذهب تضحياتكم هباءً منثوراً؛ كأن لم تكن. فلا تمكنوها من ثورتكم ولا تسمحوا لها بنزع السلطان منكم، فإن السلطان بأيدينا نعطيه من نشاء وننزعه عمَّن نشاء، مِنَّةٌ من الله لا أمريكا، بشريعة السماء لا الديمقراطية! ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَىْءٍۢ نُّكُرٍ﴾ [القمر: 6]

عقدت أمريكا الاتفاق مع نفسها وأجبرت عملاءها في الائتلاف على الدخول في مفاوضات سياسية مع عميلها بشار، بعد أن أهلكت الحرث والنسل على مدى سنوات عبر قوات التحالف، و القصف الروسي وقصف قوات النظام للتجمعات المدنية بالبراميل المتفجرة. في سعيٍ حثيث لطحن صمود أحرار الشام بين رحى الطاحون، فإما القتل والدمار وانتهاك الأعراض أو الدخول في مفاوضات مع القاتل نفسه برعاية أمريكية تُبقي على النظام الإجرامي وتُجهض ثورة الشام وسعي أهلها للانعتاق من النظام ومن وراءه.

تفاوض أمريكا نفسها وتقصي المخلصين عن الساحة، بل إنها استثنت بعض الفصائل من الهدنة لتُبقي الوضع على ما هو عليه قبلها فيكون اغتيال المخلصين والقتل المستشري في الشام "شرعياً" موافقاً لشروط الهدنة التي تجعل كل مخالف لرغبة البيت الأبيض في قواعد لعبته إرهابياً وجبت حربُه. وإذا خُرقت الهدنة يسعى عملاؤها لطلب الاعتراض من الأمم المتحدة وتذهب دماء المسلمين في الشام ضحية التنازلات البشعة والمؤامرات الخبيثة كما ذهبت دماء مسلمي فلسطين من قبل هدراً عبر مسلسل المفاوضات الخيانية مع يهود بعد كل حربٍ خاضوها وخرجوا فيها مهزومين، لتلم المفاوضات شعث المجرمين وتُبقي المخلصين في دائرة الهدف لتصفيتهم، وتبقى القضية عالقة تستجدي التدخل الدولي تارةً أو القوات التركية أو السعودية أو..، فيدب اليأس ويعم السخط من طول الثورة وكثرة التضحيات، وحينها تظهر أمريكا بمظهر مارد المصباح تحمل الحل السحري الذي يُنهي القتل ويجفف ينابيع الدماء. وما حالُها إلا كرجلٍ ضاق به بيتُه فطلب من صديقٍ معونةً فجلب له الخراف والمواشي وقال ضعها في بيتك، وبعد شهرٍ جلب بقرةً وبعدها دجاجاتٍ وهكذا. ولما اشتكى الرجل تعسُّر الحال بدل انفراجه قال أخرج من بيتك ما أسكنتَ معك، فما كان من الرجل إلا أن قبَّل رأس صاحبه أن أخذ مواشيه وأبقاره منه ليوسع عليه بيتَه! فهذه الهدن لا تغير في الواقع شيئاً وما هي إلا وهمٌ خادع ليظن البعض بالقعود عن التغيير هناءَهم وسعادتهم.

أفما آن أوان الشام لتقلب الطاولة على رؤوس المتآمرين، وتكسر طاحون الذل الذي تريد أمريكا طحنها بين رحاه، فتنفض عنها ذل المفاوضات ويحزم أهلُها أمرَهم برفض الاقتتال الداخلي والتوحد على كتاب الله ورسوله، بدل الهرولة في أزقة جنيف و ميونخ طالبين المحال بإرضاء اليهود والنصارى؟ فإن القول الفصل فيهم أنَّهم ﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ وَلَا ٱلْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَٱللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِۦ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ﴾ [البقرة: 105].

إننا ليدمي قلوبَنا مُصابنا في الشام، وما يخفف عنا إلا يقينُنا أنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده وأن عمود الكتاب قد وُضع بالشام ببشارة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا نخاف دركاً ولا نشقى وقد وعدنا ربُّنا وعداً حسناً. وإنَّ من بقي من المخلصين في الشام ممن رفض الدَّنية في دينه فنبذ الهدن ولفظ الاتفاقيات لهم بيضة القبان وعليهم الرِّهان.

وإنَّ وعد الله سبحانه بالاستخلاف وبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة الثانية على منهاج النبوة وأحاديثه عن الشام وذِكر الغوطة وغير حديثٍ ليجعلنا ترنو أبصارنا إلى بيعةِ إمام المسلمين قريباً، بيعةً رضاً وعزٍ. فها هم أهل الشام في الداخل لا يقيمون وزناً لا لجبروت أمريكا ولا عمالة الائتلاف وزبانيته، يصدحون بها ملء أكوان الفضاء أن "هي لله هي لله". وأيقنوا أنَّ سياسة إمساك العصا من المنتصف، شر مستطير وذل ما بعده ذل. نفوسٌ رأت المذلة كفراً فلم يكن إجرام الأحلاف الدولية إلا كنقطة ماءٍ فوق حجرٍ ساخن.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم بيان جمال

23 جمادى الأولى 1437هـ
0416م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35833

art290216

كثر الحديث في ثورة الشام عن أخطاء جسيمة وقعت فيها كتائب و فصائل في الثورة كانت تظن أن نهجها في محاربة النظام هو صحيح وشرعي بكل وضوح، ففوجئت بأنها أصبحت حبيسة ضمن خطوط وضعها لها من دعمها ومولها وسلحها، فعلموا أنهم ارتكبوا بقبولهم ذاك الدعم خطأً جسيماً ربما لا يُغتفر، فقد أزهقوا الأرواح وأوقعوا الناس في فاقة وعوز ودمار بلا أمل وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً! وزاد زخم تلك المراجعات حتى قال أحد قادة بعض المواثيق الإسلامية الذي أدخل الناس في متاهات "اقترب وقت قيامها"، مخاطباً من وقعوا "قلنا لكم وقعوا معنا فاشترطتم.. وطلبنا منكم العمل معنا فتذبذبتم.. وها أنتم الآن توليتم أعداء الثورة وجلستم مع أذناب النظام.. فكم أنتم أغبياء"!

إن هذا الخطاب علاوةً على الألم الذي يحتويه فهو بمثابة إدانة للمتحدث أولاً؛ فكيف تقبل بما لا يقبل به الشرع، وكيف تعلن أنه ميثاق اجتمعت عليه الفصائل وهم حقيقة لم يجتمعوا إلا على تصوير الفلم ونشره لتبييض سمعتهم على حساب نظافة سمعة غيرهم؟ وكي تحصد أنت الرفعة به وهي موضع تساؤل!

إن جلد الذات في هذه المرحلة لن يجدي مع أهمية الاعتراف بالخطأ، فلو فهم المتنطعون ما تبناه حزب التحرير بأنه حزب سياسي لا عسكري، يعمل بالسياسة الشرعية ولا جناح عسكرياً له، لا يدعم العسكر ولكن ينصحهم ولا يحمل السلاح كحزب بل يتمسك بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام السياسية، لو فهموا هذا لما أضاعوا الجهد والوقت والمال في خطب ود العسكر الجالسين في أحضان الداعم الخارجي، ولما وصلوا لخيبة أملهم التي يتعذبون تحتها والتي هي نتيجة عملهم هم لا عمل غيرهم، وليتهم تشجعوا أكثر فاعترفوا بحقيقة أخطائهم فقدموا اعتذارهم لله ولرسوله وللأمة ولحملة الدعوة المخلصين. لا عيب في الخطأ، ولكن العيب كل العيب في كيل التهم للغير وتبرئة النفس التي يعلم القاصي والداني أنها - أي أنفسهم - غارقة في الخطأ التراكمي الذي جرفنا مع من جرف إلى أطراف الثورة بدل وسطها.

وبين هذا وذاك يبرز خيار التفاوض مع النظام القاتل والاعتراف به لا وبل استجداؤه كي يدخل طحيناً ووقوداً لبعض البلدات، وأكثر من هذا تبجح كبير المفاوضين بأنهم، أي المعارضة، يريدون إحراج النظام وإظهار عدم جديته بالمفاوضات للعالم!! يا سبحان الله وكأنه يوجد اثنان يختلفان على ذلك مع أن النظام لا يلقي بالاً للعالم أجمع؛ فهو كالذئب المجروح يفترس كل من اقترب منه ولا حل معه إلا بالتخلص منه كلياً لا بالجلوس معه والتفاوض مع مجرميه!

إنها الشام التي لن يفسد أهلها بإذن الله والتي تبسط ملائكة الرحمن أجنحتها عليها، هي من جنس طريقة رسولها؛ فقد لفظت كل ما هو ليس من جنسها وستلفظ كل خوان أثيم، وستفتح أبوابها فقط للمخلصين غير المداهنين الصابرين الثابتين ليلقوا وعد ربهم:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام

20 جمادى الأولى 1437هـ
2916م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35752