press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

2472019mutasem

 

تستنصر امرأة مسلمة في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله من ظلم جنود الروم في مدينة عمورية بكلمات ظلّت شاهدة إلى اليوم على نخوة من لبّى نداءها "وا معتصماه".

جهز المعتصم جيشا جرارا أوله في عمورية وآخره في العراق لنصرة امرأة واحدة من رعايا دولة الإسلام ضاربا الروم في عقر دارهم وقلاعهم المحصنة.

واليوم تستنصر أمة الإسلام بأكملها من ظلم أعداء الإسلام في عهد قل فيه الرجال وما من قائد مخلص يلبي نداء ربه ونداء المستضعفين لنصرتهم!

أهانت على قادة المسلمين دماء أمتهم أم أن النخوة والرجولة ذهبت أدراج الرياح؟!

معلوم أن حكام بلاد المسلمين عملاء لأعداء الإسلام علما يقينا.. ولكن ما بال قادات الفصائل في سوريا يعجزون عن نصرة المسلمين اللهم إلا بصواريخ قليلة تطلق على مناطق النظام؟!

إن الحقيقة التي لا ينكرها عاقل أن الفصائل العسكرية لديها من الجيوش الجبارة والعقيدة القتالية الثابتة ما يمكّنها من اقتلاع جذور هذا النظام المتهالك، ولكن باستردادها لقرارها وتحررها من قبضة المنظومة الدولية، عندها لن يوقفهم عن نصرة المستضعفين في الشام لا حدود ولا سدود ولا خطوط حمراء تأمرهم بها مؤتمرات الذل والعار.

وقد آن للمجاهدين المخلصين أن يكونوا هم معتصم هذه الأمة بفتحهم الجبهات وعلى الخصوص معركة الساحل أولى خطوات المسير إلى دمشق، حيث نصرة المستضعفين تكون هناك بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، خلافة راشدة على منهاج النبوة {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
عبد الباسط أبو الفاروق

 

 

2472019raya2

 

جرت سنة الله عز وجل أن يبتلي العاملين لنصرة دينه ويمحصهم ليميز الصادقين من الكاذبين حتى تغدو الجماعة التي تستحق أن تنال شرف نصر الله نقية خالصة.

وقد قص علينا ربنا عز وجل في كتابه العزيز قصص الأنبياء وما عانوه من عنت أقوامهم وما تعرضوا له أثناء حملهم لدعوته من محن وابتلاءات عظيمة ليثبت بها الله عز وجل نبيه والمؤمنين من بعده.

وقد تعرض رسولنا وأسوتنا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لأشد الأذى وأعظم الابتلاء فما صرفهم عن دينهم ولا زعزع ثقتهم بوعد ربهم بل زادهم ذلك إيمانا ويقينا وثباتا على دينهم وعلى طريقتهم.

ففي "عام الحزن" يفقد رسولنا صلى الله عليه وسلم سنده الداخلي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وسنده الخارجي عمه أبا طالب فيزداد أذى قريش له وينالون منه ما لم يكونوا يستطيعونه قبل ذلك وهو ثابت صابر محتسب يردد قولته المشهورة (لا أزال أجاهدهم على الذي ابتعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة).

ومن العذاب الذي وقع عليه صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري عن عروة قال: سألت عمرو بن العاص فقلت أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه على عنقه، فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى أخذ بمنكبيه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "أَتَقتُلُونَ رَجُلاً أَن یَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ".

ولما أمره الله عز وجل بعرض نفسه على قبائل العرب وطلب النصرة منهم للإيمان به وإقامة دولة الإسلام، لأن هذا الدين لا بد له من دولة تطبقه وتجسده عمليا في واقع الحياة ليعيش الناس في ظل النظام الفريد الذي ارتضاه لهم رب العباد وليحملوه رسالة هدى ونور بالدعوة والجهاد للعالم أجمع، لاقى صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد أنواع الأذى وتعرضوا لمختلف أصناف الفتن ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وثباتا ويقينا.

فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الطائف قاصدا بني ثقيف عسى أن يلقى عندهم النصرة بعد أن تحجر مجتمع مكة أمامه، لم يلق من أهل الطائف إلا أذى وتنكيلا فقد أغروا به صبيانهم وسفهاءهم فرموه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين. فرجع صلى الله عليه وسلم صابرا محتسبا يناجي ربه عز وجل بقوله "...إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك".

في هذه الفترة الحرجة جداً من الدعوة، أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثلاث سور متتالية حملت أسماء أنبياء وهي هود ويونس ويوسف، ونحن نعلم يقيناً بأن القرآن ما نزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم إلا هادياً ومرشداً ومثبتاً ورابطاً على قلبه، وفي سورة هود قوله تعالى: ﴿فٱستَقِم كَمَاۤ أُمِرتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطغَوا إِنَّهُۥ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِیر * وَلَا تَركَنُوۤا إِلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن أَولِیَاۤءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾ [سورة هود: 112 - 113]َ

وقد ذكر أغلب المفسرين أنها ما شيّب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية هي أشد من قوله تعالى ﴿فٱستَقِم كَمَاۤ أُمِرتَ﴾.

فالاستقامة على أمر الله فكرة وطريقة هي محل الابتلاء وغاية التمحيص. وتحقيق الأهلية للنصر والتمكين وفق سنن الله عز وجل يكون بالثبات على الفكرة والاستقامة على الطريقة دون أن تحيد عنها قيد أنملة وكيف يمكنك أن تحيد عنها وهي حكم الله الذي أمرك بالتمسك به والاستقامة عليه، ولن تنال نصره وتمكينه ورضاه إلا بالعمل وفق ما أمرك به مستقيما على الطريقة الشرعية التي أمرنا عز وجل بالالتزام بها مهما كانت الصعوبات أو عظمت التضحيات أو كبرت الإغراءات.

فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو أسوتنا هو خير من استقام كما أمره الله عز وجل، وقد جال على قبائل العرب، يتتبعها ويختار منها من يظنه أهلا للنصرة ويطلبها منهم، فقد طلب النصرة من بضع وعشرين قبيلة، وتعرض في سبيل ذلك للأذى الشديد، وكان رد القبائل متفاوتا ومختلفا، فمنهم من سلط عليه السفهاء والغلمان، ومنهم من حثى التراب عليه، ومنهم من رده ردا جميلا، ومنهم من فاوضه لينال نصيبا من الدنيا، فقد خاض صلى الله عليه وسلم أثناء طلب النصرة من القبائل مفاوضات شاقة وتعرض لفتن عدة وعُرضت عليه إغراءات متعددة. فقد عُرض عليه الملك والمال والنساء على أن يترك هذا الأمر فقال صلى الله عليه وسلم: "السماء أقرب إلى الأرض مما يدعونني إليه". كما عرض عليه أثناء المفاوضات أن يقدم تنازلات فرفض بشدة وهو أحوج ما يكون لمن ينصره، كذلك عرضت عليه نصرة منقوصة، فقال: "لن يقوم بهذا الأمر إلا من أحاطه من جميع جوانبه".

وفي معرض رد بعض القبائل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطلب النصرة منهم لإقامة الدولة الإسلامية الأولى نقرأ قولهم الذي يشبه ما نسمعه اليوم "أفنهدفُ نحورنا للعرب ثم يكون الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بك"!!

وقد رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطي القوى المستعدة للنصرة أي تنازلات بأن يكون لأشخاصهم شيء في الحكم أو السلطان على سبيل الأجر أو المكافأة لما يقومون به من نصرة أو تأييد للدولة الإسلامية. فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن السلطان للأمة وليس لأحد حق بأن يحتكره أو يتصرف به بعيداً عن إرادة الأمة، فالأمة هي التي تختار من يحكمها بشرع الله لا بغيره.

وكذلك تحذرنا الآيات في سورة هود من الطغيان ﴿وَلَا تَطغَوا إِنَّهُۥ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِیر﴾ ذلك الطغيان الذي وقع فيه الكثير ممن أصبح له بعض من قوة فعمل على التسلط على الأمة وسلب سلطانها شأنه في ذلك شأن الأنظمة الجبرية، وأنشأ السجون السرية، وفرض المكوس والضرائب على الأمة، فهذا كله من الطغيان الذي حذر منه الله وحرمه، وليعلم هؤلاء بأن الله بما يعملون بصير، وأن ذلك مانع من النصر والتمكين كالزلل عن الطريق وعدم الاستقامة عليها والتنازل عن شرع الله وطريقته بدعوى المصلحة وما يشبهها.

كما وتحدثنا الآيات بأنه لا ينبغي أن نركن إلى الذين ظلموا، ففي ذلك المهلكة في الدنيا والآخرة، فالركون للظالمين فيه رهن لقرار الأمة ومصيرها ومصادرة لقرارها وسبيلٌ لأعدائها وبالتالي لن يكون النصر حليفنا، وهذا الدواهي التي حذرنا منها ربنا سبحانه قد وقع فيه أغلبنا، فانحرفت البوصلة وضاعت التضحيات الجسام التي قدمتها الأمة وتخلف النصر، ولا خلاص لنا ولا نصر إلا بالثبات على أمر ربنا والتمسك به والاستقامة كما أمرنا على طريقته قاطعين حبائل الداعمين المتآمرين معتصمين بحبل الله المتين وعندها يكرمنا الله عز وجل بالنصر والتمكين.

 

 

بقلم: الدكتور محمد الحوراني

 عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية: https://bit.ly/2JLv8Bk

 

 

1772019raya

 

كان من المقرر أن يكتب لهذا العدد من جريدة الراية الأخ الخلوق أحمد معاز أبو علي، ولكن قدر الله أن يكون معتقلاً مظلوماً في غياهب سجون فصيل إسلامي للأسف، وها أنا أكتب اليوم مسلطاً الضوء على السلبية التي ظهر بها الإعلام الثوري في الشام وكيف تعامل مع قضية اعتقال مجموعة ليست بقليلة من شباب حزب التحرير.

خرجت ثورة الشام عام 2011 على نظام رقيب على كل شيء حتى الإعلام، فقد كانت مؤسساته الإعلامية مؤسسات تطبيل وتزمير للقائد الأوحد فريد الصفات! كَسرت الثورة هذه القاعدة ودبت الحياة في جميع أوصالها والتي كان منها الإعلام، برز خلال الثورة إعلاميون ونشطاء يغطون الأحداث والوقائع كما تحصل ويلبون مصالح أهلهم، وكحال باقي أركان الثورة بدأت خطابات الود من المؤسسات الضخمة باحثة لها عن مراسلين، لينقلوا لحسابها الواقع بحسب ضوابطها الإعلامية، ترافق مع ذلك البدء بتشكيل مؤسسات إعلامية ثورية - كما ادعى البعض - كانت قواعد انطلاقها في دول الجوار من مثل الأردن وتركيا ولبنان لبدء أخذ الدور الحقيقي في توجيه الثورة والمباشرة بتلقي الدعم والمال.

تطور المشهد الإعلامي في الثورة بشكل دراماتيكي وانقلب المراسل أو الناشط من حالة الاستقلالية في التغطية والمتابعة إلى حالة التبعية للداعم تحت ذريعة المعاريف الإعلامية للمؤسسة التابع لها، فأصبحت الرقابة على الكلمات والمصطلحات وكذلك الصورة.

فكما أن المال المسموم قد لعب دوره الكامل في المستوى السياسي والعسكري فإن حال الإعلام لم يكن أفضل فقد شرب من الكأس نفسه وارتبط الارتباط الحتمي حتى وصلت الحال به إلى عدم القدرة على التخلص من ربقة الداعمين والتسليم بحتمية السير وفقهم بحجة عدم وجود بديل، وأن الواجب يقتضي أن يستغل المنبر لأقصى درجة كي تُنقل معاناة الناس عليه.

وكي يتم تلبيس الأمر اللبوس الشرعي وضعت مجموعة من الضوابط الإعلامية والقواعد التي ليست هي إلا لذر الرماد في العيون ولإيهام كثير من الإعلاميين البسطاء بأن الأمر مضبوط وفق قواعد وشروط شرعية محكمة.

لقد كان للإعلام الدور الرئيس في تضييع قضية أهل الشام وتحويلها من قضية إسقاط نظام بكافة أركانه ورموزه إلى إسقاط بشار شخصيا، وقلب الثابت من السعي لقطع نفوذ الغرب الكافر من بلاد المسلمين إلى أن هناك دولاً صديقة لنا يهمها قضيتنا، ولذلك فلا بأس من تلقي الدعم والمشورة عنها وأصبح الإعلام يحارب فكرة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ويروج لمشروع الدولة القطرية الضيقة تحت عنوان أن دول العالم كلها ستهاجمنا، وأننا لا نستطيع الصمود في وجه هذه القوة العاتية، وأن ثورتنا لم تخرج أصلاً لتنادي بمثل هكذا فكرة.

فتجاوز الإعلام عن نقل الواقع كما هو وبشفافية مطلقة، حيث أغفل عقله عن كون خروج الثورة كان من المساجد وأن شعاراتها لليوم لا تخلو من تكبير لله وتمجيد له سبحانه، ودعوة للموت في سبيله وكذلك أغفل عينه عن أن كل المجموعات العسكرية التي تشكلت بداية الحراك العسكري للثورة تلبست بلبوس الإسلام من الاسم حتى الراية والميثاق...

ولم يكن الإعلام الثوري منصفاً حين لم يغطِ مطالب الناس بقطع العلاقات مع غرف العمليات في تركيا والأردن وحين أصبح لسان حال الناس يقول إن الجبهات تُفتح بأمر الداعم، وأن أي انسحاب من أي منطقة تُسلّم هو أيضاً بأمر الداعم؛ في إشارة واضحة لما فعله تدخل أيادي الغرب الآثمة في الثورة السورية.

هذا غيض من فيض حالة الحوَل والانفصام عن الواقع التي تعاني منها دكاكين الإعلام التي ظهرت في هذه الثورة العظيمة، فلا هي قدرت أن تواكب حركتها السريعة لذلك انحازت لصف أعدائها لتكون عصا في عجلة تحركها، ولا أن تسير معها فتغطي معاناتها بحق دون تزيين ولا تلبيس.

لقد أطلقت كثير من الدكاكين الإعلامية شعارات رنانة تتعلق بالتغطية والنزاهة والحيادية، لم تحقق أياً من هذه الأفكار وإنما كانت شعارات براقة ذات بهرج خداع لتلبس على الناس أخبار وأهداف ثورتهم.

كان هذا الذي ذكرته عن الإعلام الثوري ودكاكينه وكيف تحول وانحرف وغير بوصلة عمله مدخلا كي أقول؛ حصلت منذ مدة قريبة اعتقالات تعسفية غير مبررة من هيئة تحرير الشام لثلة من شباب حزب التحرير، لم تكن اعتقالات سرية ولم تكن حملة غير معلنة بل كانت صاخبة فاضحة! بالإضافة إلى أنه تم مع العملية سلب لثلاث قواعد بث لراديو الحزب في مناطق مختلفة بالإضافة لسلب ممتلكات وأموال خاصة، كل ذلك ولم تتطرق أي وسيلة إعلامية ولا أي مؤسسة ولا حتى إعلامي محلي لذلك، عدا وسيلة واحدة فقط وهي "سمارت"، فهل وراء إدارة الوجه عن كل ذلك تعليماتٌ من داعمين أم توجيهات من مديرين أم ماذا...؟!

أولستم أقسمتم أن تنقلوا معاناة أهلكم وما ينزل عليهم من ظلم وجور وأعلنتم قسمكم فأين بركم بقسمكم؟!

هل أصبح المال السياسي يسير فيكم كحال أقرانكم من قادة الفصائل والمنتفعين؟!

إن أكبر خطر يواجه الإعلامي هو أن يصبح بلا مبدأ؛ لأنك في حينها سترى رجلاً انتهازياً آخر همه معاناة الناس وآلامهم، فنظرته لهم هي نظرة نفعية بحتة.

إن مما قامت عليه الثورة في الشام الثورة على النظام بمجمله بكافة أركانه ورموزه ومؤسساته العلمانية، وأن البديل سيكون نظاماً إسلامياً متكاملاً يكون دور الإعلام فيه رعاية شؤون الناس وتبنياً لمصالحهم ومتابعة تنفيذ للأعمال.

فلا تخجلوا من فعلكم، فهذا حالكم في ظل هكذا نظام قائم، فالناس على دين ملوكهم، وأنتم تحت مظلة هذه المؤسسة وتحت خطوطها ولا منجاة لكم منها ما دمتم بها قابلين.

فنصيحة أخٍ أن حان دوركم لأن تكونوا جهاز تغيير في هذه الثورة وأن تقطعوا حبال الداعمين عن عملكم وأن تعودوا لحضن أهلكم وتبروا بقسمكم لهم وتطلبوا منهم العفو والسماح وأن تكونوا معهم في طريقهم لإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه.

وأخيراً للأخ الغالي أبي علي معاز وصحبه من شباب حزب التحرير، أن اصبروا ففرج الله قادم وظلم السجن مُنجلٍ، وعسى أن يكون قريباً.

 

بقلم: الأستاذ عبدو الدلي (أبو المنذر)

 

جريدة الراية: https://bit.ly/30tyFdg

2472019lagea

 

قضية لاجئي سوريا برزت من جديد بعد قرارات عدة صدرت عن وزارة الداخلية التركية وبعد دعوات متفرقة من مسؤولين في حكومة لبنان لترحيل اللاجئين إلى بلادهم، فما تداعيات هذه القرارات؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ وما تأثيرها على قضية ثورة الشام بشكل عام؟

إن فهم القضية يبدأ بالعودة إلى بدايتها وإلى المتسبب بوجود هذه القضية ابتداء، فنجد أن نظام أسد المجرم وبعد أن أُعطي الضوء الأخضر من الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا بقتل شعبه، ومدّه بالمهل الواحدة تلو الأخرى، فكانت آلته الإجرامية سببا في تهجير الملايين من الناس الذين وجدوا أمامهم الحدود مفتوحة على مصراعيها، فلا حسيب ولا رقيب ولا حرس حدود ولا جدار عازل، سواء في تركيا أو الأردن أو لبنان.

حتى إن الحدود إلى أوروبا كُسرت فوصل الآلاف من أهل سوريا إلى دول أوروبا عبر البحر والبر، مما أوجد حالة جديدة وأزمة جديدة عُرفت بأزمة اللاجئين، وقد أُثيرت مرات عدة سابقا كأزمة في أوروبا، واتُخذت إجراءات عدة وعقدت اتفاقيات بين تلك الدول للحد من الهجرة إلى أوروبا، أما الآن فبات الحديث عن ترحيل اللاجئين وإعادتهم إلى بلادهم، فهل هي قرارات محلية تخضع لجمع أصوات المنتخبين من الشعوب؟ أم أنها أحقاد عنصرية عند البعض يعبر عنها بقرارات وحملات لترحيل اللاجئين؟ أم أنها سياسة دولية تهدف لتحقيق هدف ما في القضية السورية؟

إن المتتبع الحصيف يجد أن هذا الأمر لا يقف عند لبنان وتركيا فحسب بل حتى في الأردن والسعودية هناك حالات مشابهة، فقد كشفت زمان الوصل عن مصدر خاص لها عن وجود أكثر من 100 سوري موقوفين في قسم "الترحيلات" بمطار الرياض، مؤكدا أنهم مهددون بالترحيل في كل لحظة. وشدد على أن قسما كبيرا من الموقوفين تجاوزت مدة إيقافهم الخمسة شهور، موضحا أن الأسباب تتراوح بين "مخالفة نظام الإقامة أو انتهاء الأوراق". ولفت المصدر إلى أن الـ100 سوري، أوقفوا في الشوارع وأماكن عملهم، مبينا أن هذا الرقم فقط في مدينة الرياض وحدها.

وكذلك هناك حالات متناثرة عدة عن سوريين في الأردن مهددين بالترحيل، وأما في تركيا فرغم محاولات الطمأنة الكثيرة إلا أن هناك أعدادا كبيرة من اللاجئين قد رُحلوا بالفعل إضافة إلى المعاملة السيئة التي يتلقونها أثناء عمليات الترحيل، وأخبار أخرى نقلت عمليات ترحيل جرت في لبنان للعديد من الشباب السوريين.

تأتي عملية الترحيل أو التهديد بالترحيل هذه في وقت يتم فيه الحديث عن المراحل الأخيرة من الحل السياسي حيث يُطرح حديث حول التوصل إلى هدنة ووقف لإطلاق النار طويل الأمد ترعاه روسيا وتركيا، وحول الانتهاء من وضع أسماء لجنة صياغة الدستور، مما يوحي بارتباط تحريك قضية اللاجئين بهذا الحل، حيث إن الضغط على لاجئي سوريا وتهديدهم بالترحيل يدفع بالقبول بأي تسوية سياسية مرتقبة تكون متنفساً لهم بعد أن رفضتهم دول اللجوء.

إن الربط بين قضية اللاجئين والحل السياسي لا ينفي أن لكل بلد مبرراته في الضغط على اللاجئين فهذا أمر طبيعي، ولكن حصر القضية بأن لكل بلد ظروفها وسياستها فهذا تضييق لواسع، ومحاولة تبرئة للأنظمة التي استقبلت اللاجئين، والدليل على هذا الربط هو أن فتح الحدود في بداية الثورة كان قرارا جماعيا متفقا عليه بين الدول، حتى إن فتح الحدود كان أمرا غير طبيعي فقطع الحدود ذهابا وإيابا كان متاحا وكأنك تنتقل من قرية إلى قرية داخل سوريا.

وعندما أرادت لبنان أن تمنع الناس من دخول أراضيها فعلت ذلك، وعندما أرادت الأردن فعل ذلك أيضاً أغلقت حدودها أمام الهاربين من قصف النظام المجرم خاصة في معركة السيطرة على درعا والتي شنها النظام، وأيضاً تركيا فعلت ذلك وأغلقت حدودها بجدار على طول الحدود وقتلت الكثير ممن يقترب من الحدود، سواء أكان يريد قطع الحدود أو غير ذلك.

وعليه فإن إدراك حقيقة هذه الأنظمة وحقيقة دورها الذي تلعبه سواء في داخل البلد من ربط للفصائل وتحكم بقراراتها أو خارج البلد مما يتعلق باللاجئين والتضييق عليهم، هذا الإدراك يدفع باتجاه واحد وهو عدم الركون إلى هذه الأنظمة فهي جزء من المنظومة الدولية المتآمرة علينا بهدف إعادتنا إلى حكم النظام المجرم حتى لو غيرت بعضا من وجوهه.

فهذا ما كشفته أزمة اللاجئين اليوم، فترى كثيرا ممن اعتمد على النظام التركي ومدحه واعتبره رئة الثورة، يتخبط ويبحث عن مبررات لهذه القرارات الجائرة، ثم يرمي بهذه الممارسات القمعية على نجاح المعارضة في انتخابات إسطنبول، وآخر يراها تصرفات فردية من العنصريين الموجودين في مؤسسات النظام التركي.

كل هذا محاولات للهروب من مواجهة الحقيقة المؤلمة، والتي خُدع بها الكثيرونطوال السنوات الماضية، ألا وهي أن النظام التركي شأنه شأن كل الأنظمة، بل كان له الدور الأكبر في تخدير الثورة وحسر مناطق نفوذها والسيطرة على قرار قادة الفصائل، والتحكم بالسياسيين المتصدرين باسم الثورة.

إدراك هذه الحقائق هو خير من المضي في خدعة كبيرة، والوعي على حقيقة هذه الأنظمة هو خير بداية جديدة لمسيرة نقية طاهرة، فثورتنا على هذا النظام المجرم هي ثورة على المنظومة الدولية الجائرة والتي أثبتت وقوفها مع المجرم بكل المواقف، فلنتبرأ منها ونعلن ولاءنا لله وحده، ونتوكل عليه فلا ناصر ولا معين لنا إلا هو.

كتبه: منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية: https://bit.ly/2LKazrx

 

 

1072019raya4

 

استنكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تركيا أحداث الاعتداء على لاجئي سوريا في بعض المدن التركية وفي مقدمتها إسطنبول، وأكد في بيان صحفي: أن تصريحات السياسيين القوميين والعلمانيين تأتي لتزيد الطين بلة، وتؤجج نار الفتنة، وتجعل جميع المهاجرين مسؤولين عن الجريمة التي تقع من الأفراد. واعتبر البيان: أن خطاب الكراهية والعداوة من هؤلاء هو في الأصل تعبير عن امتعاضهم وبغضهم للإسلام والمسلمين. وإذا كان الأسد القاتل يقوم بتهجير إخواننا من أهل سوريا ويحرمهم من ممتلكاتهم لأنهم مسلمون؛ فإن هؤلاء العلمانيين والقوميين يتحركون في تركيا بالذهنية نفسها، ويعرضون هذه المقاربة البغيضة دونما حياء أو خجل. كما انتقد البيان: صمت الحزب الحاكم وممثليه في السلطة الذين كانوا يرفعون شعار أخوة المهاجرين والأنصار عندما كانت ثورة الأمة في سوريا في أوج قوتها، ويلمحون اليوم بطرد لاجئي سوريا. وختم البيان موضحا: أن هذه السياسة للحكومة التركية تجاه سوريا، والتي تعمل متكاملة مع السياسات الأمريكية قد أفضت إلى الخيبة والإخفاق. وموجات الهجرة القادمة من سوريا لم تلق الإدارة التي تليق بالمسلمين. وتم العمل على إقصاء المجتمع في تركيا عن القيم الإسلامية والأخوة الإسلامية. وعندما يتغير هذا الحكم العلماني والنظام الفاسد ويزول؛ يتغير جذرياً كل شيء بإذن الله.

 

كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2NJZZST