- التفاصيل

مؤتمرات جنيف بكل أرقامها و مؤتمر ميونخ وما أفرزه من اتفاق أمريكي روسي على فرض الاستسلام المذل على الثوار باسم الهدنة ووقف الأعمال القتالية، ليتسنى لقوات الاحتلال الروسية والأسدية والإيرانية والأمريكية والأوروبية وأحذيتهم من الدول تركيز جهودهم العسكرية ضد المجاهدين المخلصين الذين أفشلوا كل مشاريع العدو الكافر وأدواته عربا وعجما، فاستمروا أيها المخلصون في رفضكم لكل الهدن ولا توقفوا قتالكم؛ فقد علمتنا أحداث فلسطين أن العدو لا يصبر على استمرار المعركة وأنه يصيح ألما ويستعدي دول الكفر والطغيان ليفرضوا الصلح والهدن على المجاهدين المسلمين حتى يتمكن العدو من استجماع قوته وإعطاء جنوده فترة من الراحة يستعيدون فيها حقدهم ويعيدون الكرة من جديد بقوة أكبر حتى يحققوا النصر على المسلمين.
كما علمنا التاريخ أن العدو غالبا ما يفشل في تحقيق انتصار عسكري؛ ولهذا يلجأ إلى الهدن والمفاوصات وشراء النفوس المريضة بالمال والمناصب فيحقق في الساحة السياسية الانتصار الذي لم يستطع تحقيقه في الساحة العسكرية.
حصل ذلك في ثورات أهل فلسطين من سنة 1936 إلى 1939؛ فقد كان الثوار كلما سجلوا انتصارا على العصابات اليهودية قامت تصرخ وتنادي مطالبة الثوار بالهدنة، ولما كان الثوار يعتمدون في تمويلهم على البلاد العربية، وكان الحكام وظيفتهم حماية يهود،كان قرار الثوار مسلوبا فكانوا ينهون المعركة وهم في حالة النصر ليأخذ اليهود فرصة للراحة وتجديد النشاط والحقد والتآمر وتجميع القوى ثم يقوموا بشن هجوم آخر حتى كللوا انتصارهم بإعلان دولتهم عام 1948 ومنها إلى معركة 1967 التي أخذوا فيها ما تبقى من فلسطين، وحتى تصبح دولة يهود أمرا واقعا يقبل به الجميع كان لا بد من إيجاد ثورة شعبية يقودها قادة عملاء، يسيطر على قراراتهم الممولون من دول المنطقة فيجيرون دماء الشهداء لصالح الاعتراف بكيان يهود، وكان لهم ما أرادوا، وها هم قادة الثورة يدخلون فلسطين ووظيفتهم حماية أمن يهود من الداخل، تماما كما تحمي دول الطوق أمنهم من الخارج.
علمنا التاريخ أيضا أن القادة العملاء يستثمرون الانتصار العسكري للمسلمين في الساحة السياسية لصالح العدو، حصل ذلك في معركة رمضان/ أكتوبر عام 1973م إذ انتصر الجيش المصري على دولة يهود واقتحم خط بارليف أقوى الخطوط العسكرية، فأوقف السادات المعارك في عز الانتصار وأصدر أوامره للجيش بوقف القتال فانقلب النصر إلى هزيمة وقتل عدد كبير منهم، ولم يقف عند هذا الحد بل استثمر المعركة على المستوى السياسي بعقد معاهدة كامب ديفيد المشؤومة التي أخرجت الجيش المصري من المعركة وحولت الجيش من الولاء لله ورسوله والمؤمنين إلى الولاء لأمريكا الكافرة وأصبح الحارس الشرس لحماية يهود.
أما انتفاضة أهل فلسطين التي سرعان ما وضع الخونة والعملاء أيديهم عليها حتى أسفرت عن اتفاقيات وارسو و أوسلو ووادي عربة.
فهل يرضى الثوار في سوريا أن يصل بهم الحال إلى ما وصل إليه إخوانهم في فلسطين؟ وهل يرضى الثوار في سوريا أن يسلموا قيادتهم لخونة وعملاء كما أسلم إخوانهم في فلسطين قيادتهم لقادة خونة يسومونهم سوء العذاب في فلسطين؟
كما علمنا التاريخ أن القيادة السياسية المخلصة تحقق الانتصارات على الساحة العسكرية والسياسية وأن حجم الانتصار السياسي يعطي من النتائج ما هو أعظم أثرا من الانتصار العسكري عندما تعمل هذه القيادة لصالح الإسلام والمسلمين وليس كما يفعل زعماء المسلمين اليوم.
عندما ذهب رسول الله ﷺ لفتح مكة سار معه 10 آلاف جندي، استثمر الرسول ﷺ هذا الانتصار الساحق على مكة فسار إلى حنين وانتصر عليهم ثم وزع الغنائم على المؤلفة قلوبهم، وأرسل الرسائل إلى الملوك والرؤساء يدعوهم إلى الإسلام، فكان نتيجة ذلك أن انتشر الإسلام في ربوع الجزيرة وأرسلت القبائل وفودها إلى المدينة معلنة إسلامها، وبعدها بسنتين وقف رسول الله ﷺ على عرفات ووقف معه 100 ألف مسلم، هذا ما تحققه القيادة المخلصة في تحويلها الانتصارات العسكرية إلى انتصارات سياسية عظيمة.
من هنا يجب أن ندرك أهمية القيادة السياسية المخلصة في استثمار الانتصار العسكري وتوجيهه نحو تحقيق الانتصار السياسي الساحق على العدو.
وفي تاريخنا المعاصر يوجد حركات إسلامية مخلصة لكن قادتها غير مخلصين مما أدى إلى ضياع تضحياتهم ودمائهم على عتبات المصالح الشخصية للقادة غير المخلصين،وهناك حركات اسلامية مخلصة ولكن ينقصها الوعي السياسي مما جعلها ألعوبة في يد الغرب وعملائهم من الحكام في تحقيق مصالح الغرب الكافر، واذا ما اكتشفوا ذلك متأخرين أوصلهم ذلك إلى اليأس والقنوط فيخرجون من المعركة لعدم جدواها، وهذا ما حصل مع بعض الفصائل المخلصة أنها توقفت عن القتال لأنها كلما حررت منطقة دخلها العلمانيون وسيطروا عليها وطبقوا علمانيتهم عليها ظلما وعدوانا وفسادا ونهبا وسلبا.
وقد أثبتت الأيام أن حزب التحرير عنده من الوعي والإخلاص ما يكفي لاستثمار النصر العسكري لتحقيق انتصار سياسي ساحق على كل دول الإجرام التي سببت المذابح في سوريا، فإذا أردتم أيها الثوار في سوريا استثمار انتصاراتكم وعدم ضياع تضحياتكم ودماء شهدائكم فأسلموا قيادتكم لحزب التحرير، فإن القتال من دون قيادة سياسية يضيع الجهود ويبعثرها ويطيل أمد المعركة ويزيد من معاناة المسلمين جميعا، ويحقق ما يرغب فيه الغرب الكافر من تحطيم سوريا وتفتيتها.
لعل الذي يمنع الفصائل من إعطاء القيادة للحزب هو حب السلطة فقائد الفصيل الذي وجد نفسه قائدا لأتباع يأمرهم وينهاهم ويعطيهم ويمنع عنهم، هل تريد لهذا أن يتنازل عن إمرته وقيادته؟ فالمال السياسي الذي ملأ جيوب القادة وأتباعهم حول ولاءهم للممول وصار قتاله في سبيل الممول ولم يعد قتاله في سبيل الله مهما حاول التظاهر بذلك، وهذا سبب عظيم في حصول الهزيمة وعدم تحقيق النصر الساحق، إن هذين الأمرين حب السيادة وحب المال هما من ضمن الوهن الذي أصاب المسلمين فأضعفهم، قال رسول الله ﷺ «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا»، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ»، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين - الأردن
18 جمادى الأولى 1437هـ
2716م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35713
- التفاصيل

حقائق يجب أن لا تغيب:
أمريكا هي من أتت بطاغية الشام ومن قبله أبيه المقبور .. عملاء مجرمين ولدمائنا مستبيحين.
أمريكا هي من أتت بإيران وحزب إيران وميليشيات إيران والعراق وأفغانستان وباكستان لإخماد ثورة الشام.
أمريكا هي من أتت بروسيا بعد فشل من سبق بتركيع أهل الشام لحل أمريكا السياسي .. محاولة بذلك قطع الطريق على الأوربيين ومحاولات أدواتهم الاقليميين.
أمريكا هي من أنشأت الائتلاف ومن قبله المجلس الوطني لادعاء تمثيل أهل الشام سياسياً زوراً وبهتاناً.
أمريكا هي من هندست و رعت بشكل أساسي مؤتمرات التآمر المتلاحقة لإخماد جذوة الثورة وإعادة تصنيع النظام.
أمريكا هي من وزعت الأدوار لعملائها في المنطقة ما بين ممولٍ للنظام ومقاتلٍ بجانبه ومحتوٍ للضباط المنشقين كي لا يخرجوا عن دائرة السيطرة ورابطٍ لكثير من قادة الفصائل بحبل المال السياسي القذر الذي صادر القرارات وتحكم في فتح وإعلاق الجبهات ودفع من قبل به إلى أن يساق سوقاً إلى مؤتمر الرياض وجنيف للتوقيع والموافقة على بنود وهدن ومفاوضات فيها الخزي والعار كله.
أمريكا هي من سخرت مجلس الأمن والأمم المتحدة ومبعوثيها لاستصدار ما تريد من قرارات تغطي جرائم النظام وتعترف به وتطيل عمره وتقيه من السقوط.
أمريكا هي من نادت منذ البداية بحل سياسي من إخراجها هي .. مهاجمةً أي حل عسكري يمكن أن يشكل خطراً على عميلها في دمشق.
أمريكا هي من أنشأت غرف الموك وأخواتها لتدريب من تريد ترويضهم لخدمة مشروعها.
أمريكا هي من صرحت عبر عدة مسؤولين عن حمايتها للعلويين وضرورة بقائهم في مفاصل الدولة الرئيسية .. ليس حماية فقراء العلويين وإنما ضباطهم في المؤسسات الأمنية والعسكرية.
أمريكا هي من قادت تحالفاً صليبياً لقصف مخلصي الشام بدعوى محاربة الإرهاب.
أمريكا هي التي خَبِرَها أهل الشام فسموا مظاهراتهم في إحدى أيام جمعهم باسم: (أمريكا .. ألم يشبع حقدك من دمنا؟!).
أمريكا هي من دمرت بلاد المسلمين من قبل في العراق وأفغانستان وغيرها.
أمريكا هي من حمل لواء حربٍ استباقية لعرقلة محاولات المسلمين الحثيثة لإعادة عزهم المفقود من خلال دولة وجيش دولة.
أمريكا هي من أكدت على علمانية الدولة في سوريا وسخّرت لذلك الأبواق والإعلام.
أمريكا هي من صارت تلعب بوقاحة على المكشوف فاتفقت مع روسيا على وقف لإطلاق النار من طرف الثائرين واستمراره من طرف النظام وداعميه.
أمريكا هي من نطقت بها مؤخراً على لسان كيري بأنه لا إسقاط للنظام وإنما حكومة "وحدة وطنية" يترشح فيه الطاغية و "على المعارضة أن تحاول ألا ينجح فيها بشار"!
أوبعد كل هذا يخرج علينا من لا خلاق له من المفاوضين البائعين من يطالب بضمانات أمريكية وأممية لحضور مفاوضات تبيع الدماء وتنسف التضحيات؟!
باختصار، أمريكا ليست إلهاً، ولو كانت كذلك لأنقذت عميلها منذ شهر الثورة الأول .. ولئن تمكنت من فرض بعض خططها على الأرض إلا أن مكرها إلى بوار بإذن الله مادام فينا عرق ينبض بالإسلام .. فكلنا للشام وللإسلام فداء .. والأمر بيننا سجال .. ولكن لابد من قطع كل الحبال مع عملاء أمريكا والاعتصام بحبل الله فهو وحده المتين .. ونسأله سبحانه أن يجمع كلمة المخلصين على أرض الشام على ما يرضيه سبحانه بعد ما عاينوه من صدمات عنيفة أزالت كل غبش وغشاوة .. لعل الله يكرمنا بنصره فنسقط طاغية الشام في عقر داره ونقيم حكم الإسلام في ظلال خلافة على منهاج النبوة لا على منهاج غيرها .. ولمثل ذلك فليعمل العاملون.
قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
ناصر شيخ عبد الحي
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا
15 جمادى الأولى 1437هـ
2416م
- التفاصيل

لقد وقعت تركيا في مأزق شديد فيما يتعلق بالشأن السوري بسبب ارتباطها بأمريكا التي تتلاعب بها. فلم تحسم أمرها فتقوم وتنصر أهل سوريا حتى يسقطوا النظام، وإنما أصغت لأمريكا ونفذت لها كل ما أرادت حتى وصل الحال بها إلى ما وصل، حيث بدأت ترى خطر وجود قاعدة أخرى ينطلق منها دعاة الانفصال من الأكراد العاملين لحساب أمريكا في سوريا. فقد صرح الرئيس التركي أردوغان يوم 17/2/2016: "لن نقبل أبدا بوجود قنديل جديدة"، في إشارة إلى جبال قنديل التي ينطلق منها حزب العمال الكردستاني في العراق ضد تركيا. وذلك إثر التفجير الذي حصل في أنقرة في ذلك اليوم، وقد اتهم رئيس الوزراء داود أوغلو وحدات حماية الشعب الكردية وبدعم من حزب العمال الكردستاني بواسطة شخص سوري الجنسية.
ورد حزب الاتحاد الديمقراطي بنفي اتهامات تركيا، وقام باتهام حكامها بأنهم "يقفون خلف تلك التفجيرات لتبرير تدخلهم في سوريا". ولإبعاد التهمة عن الوحدات الكردية أعلن تنظيم "صقور حرية كردستان" مسؤوليته عن التفجير، وأعلن اسم شخص آخر تركي الجنسية قام بالتفجير، وهو يختلف عن اسم وانتماء الذي أعلنه داود أوغلو، وهذا التنظيم صنفته أمريكا عام 2008 كتنظيم إرهابي. فمعنى ذلك أنه يراد إبعاد تركيا عن التدخل في سوريا بذريعة قيام الوحدات الكردية العاملة لحساب أمريكا هناك. ويفهم من ذلك أن أمريكا لا تريد تدخل تركيا المباشر في سوريا حاليا.
ولم تقبل أمريكا اتهام تركيا لهذه الوحدات بالقيام بالتفجير، بل أعلنت دعمها لها وأنها لا تعتبرها إرهابية هي وحزب الاتحاد. والسعودية صمتت أمام ذلك ولم تدعم تركيا في هذه النقطة انصياعا لأوامر أمريكا ولم تعتبر هذه الوحدات تنظيما إرهابيا. حيث إن السعودية تابعة لأمريكا ولا يمكن أن تتصرف خارج إرادتها بغض النظر عن مصالحها هي، بينما تركيا تفكر في مصالحها وهي تدور في فلك أمريكا. مما يدل على أن أمريكا غير راضية عن التصرف التركي.
وقال المتحدث باسم خارجية أمريكا كيربي بأن "منفذ الهجوم لا يزال مجهولا"، وطالب تركيا بالكف عن الهجوم على هذه الوحدات حتى إنه قال: "نحن لا نطلب من تركيا الانسحاب من التحالف الدولي المشكل لضرب داعش، وإنما القرار في النهاية في يد أنقرة". وكأن أمريكا تقول لتركيا نحن قررنا عدم التخلي عن الوحدات، وذلك مقابل سؤال أردوغان على "أمريكا أن تختار إما نحن وإما التنظيمات الكردية الإرهابية". وهذا يدل على أن أمريكا ترجح استخدام هذه التنظيمات الكردية العميلة على التدخل التركي، فقد ولجت في سوريا بواسطتها وأقامت قاعدة استخباراتية هناك، فهي تنظيمات عميلة حتى النخاع، ويدل أيضا على أن أمريكا لا تريد لتركيا التدخل لضرب هذه التنظيمات.
وثار أردوغان غاضبا يوم 19/2/2016 ورد على كيربي قائلا: "لا أخاطب كيربي وسأبحث الموضوع مباشرة مع أوباما الذي أبلغته قبل شهور أن نصف عتاد عسكري أرسلته الولايات المتحدة انتهى إلى وحدات الشعب الكردية.. وليس لدي شك في وقوف وحدات حماية الشعب الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي وراء الهجوم بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل 28 شخصا". وقال إنه "سيحذر الرئيس الأمريكي أوباما في اتصال لاحق بشأن الدعم الذي تقدمه أمريكا للمقاتلين الأكراد في سوريا"، وقال إنه "من المحزن عدم إعلان الغرب حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الشعب منظمة إرهابية على الرغم من وجود كافة الأدلة على ذلك". واتهم روسيا ونظام بشار والوحدات بهدف "تكوين منطقة للأكراد في جنوب تركيا". وقال وزير خارجية تركيا جاووش أوغلو يوم 20/2/2016 "إن اللجوء إلى جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب في محاربة تنظيم الدولة في سوريا هو قبل كل شيء دلالة على الضعف، وطالب بوقف هذا الخطأ، خاصة حليفتنا الولايات المتحدة يجب أن توقف هذا الخطأ فورا". وجرى اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي والتركي مساء 19/2/2016 استمر 80 دقيقة. وذكرت الأنباء بأن "أردوغان هدد بإغلاق قاعدة إنجرليك، وحذر أمريكا من أي دعم جديد لحزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لوحدات الشعب".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الرئيسين تناولا خلال الاتصال الهاتفي "المسألة السورية وستقدم معلومات مفصلة عن اللقاء في وقت لاحق، وتناولا الوضع الراهن للتعاون الأمريكي التركي ومستقبله وذلك في قضايا الحرب ضد الإرهاب والتطورات الأخيرة في سوريا، وأكدا على دعمهما للاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونخ المتعلق بوقف المواجهات في سوريا، موضحين أن أهدافهم مشتركة فيما يخص الحرب ضد داعش". وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تونر عندما سئل عن اتهام أردوغان لأمريكا، فادعى أن "أمريكا لم تقدم أية أسلحة لوحدات الشعب الكردية".
واعترف النظام السوري بتعاون هذه الوحدات معه؛ فقد قالت بثينة شعبان مستشارة بشار أسد يوم 19/2/2016 "إن أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية وحدات الشعب سوريون يعملون على تحرير أراضي سوريا بالتعاون مع الجيش السوري والطيران الروسي قوات الدفاع الشعبي". مما يؤكد تبعية النظام السوري لأمريكا التي تدعمه بكل هذه القوى وأن هناك تنسيقاً بين هذه الأطراف.
وكان بشار أسد قد تعهد "باستمرار القتال ضد الجماعات الإرهابية حتى استعادة الأراضي السورية كاملة" مما أغضب روسيا فرد عليه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، "فيتالي تشوركين" يوم 19/2/2016 "إذا واصلوا (النظام ومن معه) على أساس أن لا حاجة إلى أي وقف لإطلاق النار وأنهم بحاجة للقتال من أجل انتصار نهائي، سيستمر هذا النزاع فترة طويلة جدا ومن المروع أن نتخيل ذلك"، وقال: "روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الأزمة سياسيا ودبلوماسيا والآن عسكريا، وبالتالي نريد أن يأخذ بشار أسد هذا بالاعتبار، وإن موقف الرئيس السوري لا يتوافق مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا، وإنه في حال سارت سوريا خلف قيادة روسيا في حل الأزمة فستكون هناك فرصة للخروج منها بكرامة، لكن إن ابتعدت بطريقة ما عن هذا السبيل.. فقد ينجم وضع صعب جدا وضمنا بالنسبة إليهم". وعلق على اتفاق ميونخ "آمل أن تدرك دمشق أن هذه فرصة فريدة لسوريا بعد خمس سنوات من الدمار المتواصل". أي أن روسيا لا تريد أن تسير إلى ما لا نهاية في الانخراط في سوريا حيث سيكلفها كثيرا وستكون له تداعيات عليها على المدى البعيد، وهي سائرة مع أمريكا في الحل السياسي حتى تقف الثورة ويثبت النظام العلماني ويحول دون عودة الإسلام إلى الحكم، ويريد من بشار أسد أن يسير في هذا الحل، ولا يظن أن مواصلته للقتال مفيدة وأن روسيا ستستمر في دعمه. وعلى إثر ذلك أعلن بشار أسد يوم 20/2/2016 أنه "مستعد لوقف إطلاق النار، بشرط منع الإرهابيين من استغلاله ومنع البلدان الأخرى وخصوصا تركيا من إرسال المزيد من الدعم والأسلحة للإرهابيين"، وقال "إن القوات السورية الآن على وشك السيطرة بالكامل على مدينة حلب بشمال سوريا وتتقدم صوب الرقة معقل داعش".
ومن هنا تأتي تصريحات عادل الجبير وزير خارجية السعودية التي نشرتها دير شبيغل الألمانية يوم 20/2/2016 بأن "بلاده تؤيد إرسال صواريخ أرض- جو لمجموعات معارضة معتدلة في سوريا لتمكينها من ردع مروحيات النظام السوري..، وإن التدخل الروسي لن ينقذ بشار أسد على المدى الطويل ويتعين عليه التنحي حتى يمكن تحقيق عملية سياسية في سوريا". وكذلك "سماح تركيا لمئات المقاتلين من الدخول إليها من إدلب ومن ثم نقلتهم إلى حلب من معبر باب السلامة للقتال في أعزاز". فالسعودية وتركيا لا تريدان أن تسقط حلب وأن يسيطر بشار أسد، فمعنى ذلك أن الأزمة ستستمر، لأن الناس لن يرضوا ولن يسكتوا، وأمريكا وروسيا تدركان ذلك. ولذلك تنسقان لوقف القتال، فأعلن المتحدث الأمريكي كيربي يوم 21/2/2016 أن "وزير خارجية أمريكا كيري ونظيره الروسي لافروف لم يتوصلا إلى آليات لوقف العمليات القتالية في سوريا حتى الآن". وأنه "يأمل في إمكانية تحقيق وقف إطلاق تام للأعمال القتالية في أقصر وقت ممكن".. وأعلنت الهيئة السورية العليا للمفاوضات أنها ستتخذ قرارا يوم 22/2/2016 بالموافقة على هدنة مؤقتة بشرط ضمانات بأن يوقف النظام السوري وحلفاؤه بما فيهم روسيا إطلاق النار. (الشرق الأوسط 21/2/2016) وذلك بعد الرسالة التي تسلمها من فيتالي تشوركين يوم 19/2/2016، وقال مصدر مقرب لرويترز "وافقت على هدنة تستمر أسبوعين وثلاثة أسابيع وستكون قابلة للتجديد وبالتوقف عن استهداف جبهة النصرة باستثناء داعش.
والخلاصة أن أمريكا تريد وقف القتال لتنفيذ الحل السياسي وكذلك روسيا وهي تسير وتنسق معها، ومن مقتضياته خروج بشار أسد في النهاية وبقاء النظام العلماني وإلا فالأزمة ستستمر. وهذه فرصة كبيرة لأمريكا باستمالتها بعض فصائل الثورة للتفاوض والقبول بحلها. والسعودية وتركيا موافقتان على ذلك حتى تتخلصا من تداعيات الثورة السورية، ولكن تركيا أردوغان تتخوف من المستقبل الذي ستكون عليه سوريا إذا ما منحت أمريكا شكل حكم للأكراد، ولكن في النهاية عندما تنفذ أمريكا ذلك فإنها ستنصاع كما حدث في كل مرة، وكما انصاعت عندما أقامت أمريكا إقليما كرديا في شمال العراق بعد الاحتلال. ومع كل هذا التآمر فإننا نتطلع إلى ثبات أهل سوريا وعدم خضوعهم، وأن يستمروا بالتصدي لأي حل يخالف شرع دينهم ويحقق هدفهم بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لجريدة الراية: أسعد منصور، بتاريخ الأربعاء 24 شباط\فبراير 2016م
المصدر: http://bit.ly/1oAtipb
- التفاصيل

توصل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى "اتفاق مبدئي" مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لوقف الأعمال العدائية في سوريا. وأشار كيري، برفقة وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في عمّان إلى أنه تحدث هاتفيا مع لافروف، بشان وقف إطلاق النار، وأنهما اتفقا على بحث جميع جوانب النزاع. وقال: "أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق مبدئي، بشأن وقف إطلاق النار والأعمال العدائية، الذي قد يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة". وأضاف كيري أنه يأمل من الرئيس، باراك أوباما، والرئيس، فلاديمير بوتين، أن يتحدثا قريبا، ليبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار. ولكنه أوضح أن تفاصيل وطريقة تنفيذ الاتفاق لا تزال قيد الدراسة بين الطرفين، وأكد أن "المجموعة الدولية أقرب اليوم إلى وقف إطلاق النار من أي وقت مضى". (بي بي سي عربي)
: إن أمريكا في تصويرها أنها تتواصل مع روسيا من أجل التفاوض بينهما للتوصل إلى وقف لـ "الأعمال العدائية" إنما تخادع أهل الشام والفصائل وكذلك دولا أخرى. فالمشكلة في الشام بالنسبة لأمريكا لا تكمن في روسيا أو إيران وأحزابها، فهؤلاء يخدمون سياسة أمريكا، إنما المشكلة بالنسبة لها هي في صناعة البديل عن العميل الحالي بشار الأسد.. فهي تماطل لتعطي روسيا وإيران وقتا لممارسة سياسة الأرض المحروقة ضد أهل الشام، وفي الوقت نفسه تمارس ضغوطا على الثوار كي يقبلوا بالحل الذي تراه في سوريا، فإن قدّموا تنازلا تشجعت أكثر على المضي في المماطلة لتحقق روسيا ومن معها قتلا وتدميرا أشد، لتعود وتضغط من جديد على الثوار كسبا للمزيد من التنازلات، حتى إذا اطمأنت أن خطتها قد نجحت يتم الاعلان عن وقف لإطلاق النار ومن ثم يتم تنفيذ سياستها.. إن ثبات أهل الشام واستمساكهم بحبل الله المتين وطلب العون منه سبحانه وحده هو الذي يفشل مخططات أمريكا.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)، بتاريخ الأربعاء 24 شباط\فبراير 2016م
المصدر: https://t.co/bVCQJoXpKL
- التفاصيل

لقد لعب النظام التركي دورا أساسيا في ثورة الشام المباركة منذ بداية الثورة، وعلى الرغم من امتلاكه قوة عسكرية لا يستهان بها؛ إلا أن دوره اقتصر على احتواء الضباط المنشقين وقادة بعض الفصائل؛ بالإضافة إلى أعمال الجمعيات الخيرية، ونظرا لطبيعة هذا الدور كان لا بد له من استقبال النازحين من مناطق القصف ووضعهم في مخيمات اللجوء، إلا أن هذا الأمر كان مرحليا يسير وفق المخطط الأمريكي المتعلق بسياسة الاحتواء، وبعد أن أدى دوره المنوط به واستطاع إحكام قبضته على بعض قيادات الفصائل من خلال فتح مكاتب لهم على الأراضي التركية؛ وإدخال بعض الدعم العسكري الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؛ أخذ يشارك في زيادة الضغط على أهل الشام الثائرين، فتخلى عن كلام رئيسه رجب طيب أردوغان الذي خاطب فيه لاجئي سوريا قائلا: (أنتم المهاجرون ونحن الأنصار) بعد أن وقف متفرجا على المجازر التي ارتكبت في حق المسلمين من أهل الشام رغم تصريحات أردوغان الشهيرة بأنه لن يسمح بحماة ثانية، كما فتح قاعدة إنجرليك للطائرات الأمريكية لتكون منطلقا لها في قصف أهل الشام، لينتقل إلى إغلاق الحدود في وجه الهاربين من براميل الموت؛ حتى وصل الأمر به إلى بناء حاجز إسمنتي على مساحات واسعة من الحدود التركية السورية؛ وقنص كل من يحاول العبور تحت ذريعة الحفاظ على أمنه ومحاربة الإرهاب.
وها هو النظام التركي اليوم يمنع عشرات الآلاف من النازحين من ريف حلب الشمالي جراء الهجمة الشرسة التي تشنها روسيا على هذه المناطق من دخول الأراضي التركية بعد أن استقبلت ما يزيد عن مليونين من النازحين من أهل سوريا من عدة مناطق سابقا؛ مما جعلهم فريسة البرد والتشرد يهيمون على وجوههم ولا من مجيب، وذلك لزيادة الضغط على أهل الشام من جهة للقبول بالحل السياسي الأمريكي ومسلسل التنازلات الكبير الذي بدأ قبل أن يبدأ مؤتمر جنيف3، ومن جهة أخرى ليصنع من قضية اللاجئين مشكلة كبيرة يجعلها كمبرر للتدخل عسكريا، وذلك لمنع الفصائل الكردية من العمل على تحقيق ما تطمح إليه من إدارة ذاتية، وهذا خط أحمر بالنسبة للنظام التركي الذي أسس على فكرة القومية التي ترعاها دولته العميقة، ولكن هذا العمل لا يمكن أن يتم إلا تحت غطاء التحالف الدولي؛ مما جعله يبدي استعداده للدخول بريا إلى الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم الدولة، وهذا سيحقق له القدرة على التواجد في مناطق تطمح الفصائل الكردية للسيطرة عليها فتكون بذلك قد أوقفت حلم إقامة مناطق تحت الإدارة الكردية الذاتية.
لا شك أن النظام التركي يسعى لتحقيق مصالحه فقط ومصالح أسياده وهذا ما أثبتته الأحداث، وإن تدخله العسكري لن يكون لإنقاذ أهل الشام بل لمحاربة ما يسمونه الإرهاب، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عمالة حكام المسلمين عموما وحكام تركيا خصوصا للغرب الكافر؛ وحرصهم الشديد على تحقيق مصالحه ضاربين عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والأخلاقية، لكن أبت ثورة الشام المباركة إلا أن تكشف كذب النظام الدولي ومنظماته الإنسانية وتكشف عمالة حكام المسلمين، وسيكتب تاريخهم الأسود وتخاذلهم بل وتآمرهم على المسلمين، كما وأبت إلا أن تعطي النتيجة صافية كصفاء الماء الجاري، فها هي تكشف في الخارج وتغربل في الداخل، تكشف حكاماً سُلطوا على رقاب الأمة باسم الإسلام وأول ما خذلوا خذلوا الإسلام والأمة الإسلامية، وتغربل أفراداً انتسبوا لفصائل باسم الجهاد، فكما عهدناها ستبقى لتميز الخبيث من الطيب.
إن عظم المؤامرة على ثورة الشام من عظم هذه الثورة المباركة، وقد أدرك الغرب الكافر أن وقت انعتاق الأمة الإسلامية من سيطرته قد اقترب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبدالوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 17 شباط\فبراير 2016م
المصدر: https://t.co/vXbry73f4R
