أعلن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكندي بيتر ماك في واشنطن يوم الجمعة 28/9/2012م، في معرض رده على سؤال حول أنباء بعض وسائل الإعلام: "إننا نستمر مع الدول الأخرى في المنطقة بمراقبة أماكن تخزين السلاح الكيميائي في سورية. وهذه الأماكن موجودة في الوقت الحالي تحت حماية القوات المسلحة السورية، ولا توجد عندنا معلومات عن أن المجموعات المسلحة استطاعت الوصول إليها"، مؤكداً أن هذه الأسلحة في أمان. ولفت رئيس البنتاغون إلى ورود معلومات استخباراتية في وقت سابق حول "بعض التنقلات" في المنشآت السورية الحاوية على الأسلحة الكيميائية، ولكن على الأغلب فإن الحكومة السورية اتخذت إجراءات لتوفير الحماية لهذه الترسانة. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق أن استخدام السلاح الكيميائي في سورية بشكل كامل سيكون "خطاً أحمر" للولايات المتحدة، ما سيحمل واشنطن على إعادة النظر في موقفها الحالي من حل الأزمة. وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قد حذر، في كلمة أمام سفراء فرنسا، في نهاية شهر آب الماضي قائلاً: "سنظل مع شركائنا يقظين لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية الذي سيكون بالنسبة إلى المجتمع الدولي سبباً مشروعاً للتدخل المباشر". ويأتي الموقف الفرنسي متوافقاً مع ما صرح به مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون بهذا الخصوص.
إن هذا التصريح يدين أمريكا بلسانها لجهة أنها تعلم أن النظام السوري المجرم يمتلك السلاح الكيميائي، وتصف أنه بأمان لأنه بيد الحكومة السورية مع أنها تدعي نفاقاً أن النظام السوري يقتل شعبه. ثم هي توجه صفعة لمن يطلب منها العون والتأييد من المعارضات وذلك باعتبار وزير الدفاع الأمريكي أن السلاح الكيميائي بأمان طالما أنه لم يصل إلى المجموعات المسلحة (أي المعارضة). ثم إن أوباما كان قد صرح من قبل أن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي سيحمل واشنطن على إعادة النظر في موقفها الحالي من حل الأزمة، مافهم وقتها من كلامه هذا أن استخدام غير السلاح الكيميائي مسموح به، بينما هو الآن يكمل بتصريحه هذا تصريحه السابق بقوله إن "استخدام السلاح الكيميائي في سورية بشكل كامل سيكون خطاً أحمر للولايات المتحدة، ما سيحمل واشنطن على إعادة النظر في موقفها الحالي من حل الأزمة". فما الذي يعنيه بقوله "بشكل كامل" إلا أن يكون مسموحاً به بشكل جزئي؟! ثم لا يخفى ما للتحذير المتكرر من أن يستخدم النظام السوري السلاح الكيميائي ضد شعبه من محاولة تخويف جدية لهذا الشعب المؤمن الثائر الصابر العصيِّ الذي لم يستطع النظام المجرم أن يظفر منه بنائل.
هكذا يفضح الله الغرب قاطبة وأمريكا خاصة بأنها هي التي تدفع عملاءها حكام المسلمين لقتل شعوبهم والتغطية عليهم. فما كان للمجرم بشار ولنظامه العميل أن يفسد في الأرض وأن يقتل البشر والشجر والحجر، ويستمر بذلك أكثر من سنة ونصف، لولا وقوف رأس الشر والفساد، الولايات المتحدة الأمريكية، وراءه بل وتأييده في ذلك. وما محاولات فرنسا وبريطانيا بالتهديد والوعيد الفارغين، إلا للضغط على أمريكا لإشراكهما بالنفوذ والمصالح في سوريا. دأبهما دأب تاريخهما العريض في مص دماء الشعوب واستعمارها ولو أدى ذلك لقتل من فيها.
أيها المسلمون الصابرون المرابطون في شآم الخير فسطاط الإسلام:
لقد تبين لكم بشكل لالبس فيه أن كل حكام المسلمين هم بيادق على رقعة شطرنج أمريكا وأوروبا يستعملونهم ضدكم. وما استمداد العون من هذه الدول إلا انتحار سياسي يسلِّم رقاب المسلمين من جديد لأعدائهم، وما المطالبة بالدولة المدنية والرضى بتحكيم غير الشريعة الإسلامية إلا طريق الغيِّ الموفي إلى عذاب الله في الدنيا والآخرة. وقد ظهر لكم أيضاً بوضوح أن لاعز لكم ولا أمان ولاوجود إلا بالإسلام وبدولة الإسلام التي تحميكم، ولا شكل لهذه الدولة إلا الشكل الشرعي الوحيد وهو الخلافة الإسلامية التي وعدكم بها رسولكم المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، حين قال: (..وَستَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ " قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : فُوُا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ). فلاتمكنوا أعداء الله وأعداء رسوله وأعداءكم منكم، ولاتقبلوا بتوحيد قواكم تحت راية عميّة تدعو إلى جاهلية ( دولة مدنية). فالمسلمون لايتوحدون إلا تحت راية رسول الله عليه الصلاة والسلام، ليقيموا دولتهم ويبايعوا خليفتهم ويمنعوا شر وأذى هذه الدول، ليس فقط عن الشام بل عن البلاد الإسلامية كلها ومن ورائها عن العالم أجمع. فالثبات الثبات أيها الأبطال فالله معكم ولن يتركم أعمالكم. قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
التاريخ الهجري: 14/11/1433
التاريخ الميلادي: 30/9/2012
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
المهندس هشام البابا