
الحدث:
أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أنه وقّع قراراً يقضي بمنح هضبة الجولان السورية لكيان يهود، ثم قال مستهزئاً: اكتشفت بعدها أن مرتفعات الجولان تُقدَّر بتريليونات الدولارات، ويا ليتني طلبت منهم شيئاً مقابل ذلك.
الميزان:
إن عنجهية الرئيس الأمريكي ووضوحه في تصريحاته وأفعاله ليكشفان عن الوجه الحقيقي لأمريكا، وأنها قوة استعمار وهيمنة على بلاد المسلمين. فترامب بكل صفاقة يقول: أرض المسلمين ملك لي، وأعطيها لمن أشاء، ولن يعترض عليّ أحد، وكأنه يتصرف كحاكم للعالم أجمع!
إن من يدقق في وقائع الأحداث منذ أحداث 11 أيلول 2001، وبعدها، يدرك أن أمريكا تشن حملة صليبية تاسعة على العالم الإسلامي، كما أعلنها بوش الابن آنذاك: «سنشنها حرباً صليبية». وجاء ترامب الآن في ولايته الثانية ليثبت هذه الفكرة أكثر فأكثر، من دعمه لكيان يهود غير المحدود، ومشاركة أمريكا المباشرة في الإبادة الجماعية في غزة، وقتل أكثر من 60 ألفاً من المسلمين، وجرح أضعاف هذا العدد. وأمريكا لديها أكثر من 70 ألف جندي في الشرق الأوسط، وهو عدد يفوق التواجد الأمريكي بأوروبا. وأمريكا تسرق ثروات المسلمين، وخاصة في الخليج، حيث استطاع ترامب تحصيل 2 تريليون دولار في جولته الأخيرة في المنطقة، وهو يضمن خضوع حكام المسلمين كالعبيد أمام عربدته ووقاحته.
ورغم تصريح ترامب بتأكيده إعطاء الجولان المحتل للكيان، نرى الإدارة السورية تلتزم الصمت، بل التزمت أيضاً الصمت أمام تصريح نتنياهو ببقاء قواته على قمة جبل الشيخ والمناطق التي توغل فيها الكيان داخل الأراضي السورية، والتي توازي ضعف مساحة قطاع غزة. وهذه الإدارة ما زالت، رغم كل ذلك، ملتزمة مسار التطبيع إرضاءً لأمريكا، العدو الأول للإسلام والمسلمين.
أمام هذا الواقع المذل، نقول لترامب: إن بلاد المسلمين ليست ملكاً لك ولأمريكا، وليست ملكاً لحكام المسلمين، وسنعمل على إفشال حملتكم الصليبية، وستخرجون من بلادنا صاغرين، وسنتحرر من طغيانكم وعنجهيتكم بعد أن نعود أمة واحدة، يحكمنا خليفة واحد، يجمع جيوش الأمة الجرارة تحت راية الإسلام، لنرسم فصلاً تاريخياً جديداً بعودة الخلافة الراشدة الثانية، ونطردكم من بلادنا إلى غير رجعة، بسواعد أبناء الأمة المخلصين، ونسأل الله أن يكون ذلك قريبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد الصوراني
