press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

WhatsApp Image 2025 12 28 at 7.07.22 PM

 



يُحدِّثنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن قصة موسى، ودعوته لفرعون وجدال فرعون له. وقد ورد في سورة الشعراء جانبٌ من هذا النقاش، عندما أحسَّ فرعون بفقدان الحُجَّة، فذكر الله قول فرعون وعنجهيته المعهودة: ﴿لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ (الشعراء: 29)، مُسطِّرًا بهذه الكلمات منهج الطغاة على مرِّ العصور؛ بأن كلَّ من يعارضهم ويأبى أن يخضع لهم خضوعًا تامًّا فإن مصيره السجن.
فما كان جواب موسى عندما هدَّده فرعون بالسجن إلا أن قال: ﴿أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ﴾ (30). أي إنَّه واجه التهديد بالسجن بمواجهة فرعون والرأي العام من الملأ بالحُجَّة والبرهان، وهذا يجب أن يكون عليه منهج حملة الدعوة الإسلامية.
نعم، معتقلو الرأي في إدلب الآن ليسوا فقط أصحاب رأيٍ معارض، بل هم يحملون رأيًا مؤيَّدًا بالوحي؛ رأيًا يدعون به إلى أن تكون شريعة الله حاكمة، وأن يعود الإسلام ممكنًا في الأرض من خلال دولة إسلامية في دستورها وقوانينها، وهم الذين دعوا منذ سنوات إلى فتح الجبهات، وتبنّي ثوابت للثورة تقضي بقطع يد أمريكا وعملائها، ورفض الدعم الذي تحكَّم بقرار الثورة؛ فكان مصيرهم السجن على يد قيادة هيئة تحرير الشام آنذاك. وقد بدأت حملة الاعتقالات منذ 7-5-2023، أي قبل سنة ونصف من التحرير، وبعضهم اعتُقل قبل التحرير بأيام، وهم من المعتصمين بخيمة الاعتصام التي كانت ترفض فتح المعابر مع النظام، وتدعو لفتح المعارك.
الآن يُحاكَم هؤلاء الشباب بأحكامٍ جائرة، وصل بعضها إلى عشر سنوات، لا تستند إلى قانون، بل تستند إلى توجه لكتم كل صوت صادع بالحق والتنازل عن ثوابت الثورة؛ يحاكمون في الوقت الذي يخرج فيه ضباط ومجرمو النظام البائد على دفعاتٍ بعفوٍ تحت ذريعة أن أيديهم "لم تتلطخ بالدماء".
إن حملة الدعوة في سجون إدلب، وغيرهم الآلاف من شباب حزب التحرير في العالم الإسلامي، ثابتون على دعوتهم إلى إقامة الخلافة الإسلامية الجامعة للمسلمين، وهم يتمثَّلون قول سيدنا يوسف: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ (يوسف: 33)، فهم لا تُثنيهم السجون عن التمسك بدعوتهم، ولن يرضوا بالتنازل عن دينهم، ولن يحيدوا عن طريقة رسولنا صلى الله عليه وسلم، رغم آلام السجن وضغوطاته ورغم كل الصعاب حتى يكرمنا الله بإقامة شرعه و إعزاز دينه.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد الصوراني