press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

WhatsApp Image 2025 07 01 at 3.29.29 AM



جاء في صحيح البخاري (6/ 2613) عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة).
وقد ذكر لنا الذهبي نموذجاً عجيباً لمن كان يحرص على الإمارة. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (38/ 3) يصف أحد حكام المغرب العربي:
كان طعامه وقوته من غزل أخته رغيفا بزيت، أو قليل سمن، لم ينتقل عن ذلك حين كثرت عليه الدنيا، رأى أصحابه يوما، وقد مالت نفوسهم إلى كثرة ما غنموه، فأمر بإحراق جميعه، وقال: من أراد الدنيا، فهذا له عندي، ومن كان يبغي الآخرة، فجزاؤه عند الله، وكان يتمثل كثيرا:
تجرد من الدنيا فإنك إنما
خرجت إلى الدنيا وأنت مجرد

وقال عنه الذهبي أيضاً:
كان خشن العيش، فقيرا، قانعا باليسير، مقتصرا على زي الفقر، لا لذة له في مأكل ولا منكح، ولا مال، ولا في شيء غير رياسة الأمر، حتى لقي الله تعالى.
لكنه دخل - والله - في الدماء لنيل الرياسة المُردية. انتهى.
فهذا الحاكم نموذج لكل طالب سلطة، ونموذج لكل من كان همه الوصول للحكم والجلوس على الكرسي، فشهوة السلطة فوق كل شهوة، فهو زاهد في الدنيا، وزاهد في النساء، وزاهد في الأموال، وزاهد في فاخر الثياب، ولكنه طامع أشد الطمع في أن يكون حاكماً، فلا يبالي بأي شيء في سبيل الكرسي.
فإذا كان هذا حال الزاهد العابد عندما يستولي عليه حب السلطة ويستولي عليه شهوة الجلوس على كرسي الحكم، فما بالك بمن هو يحب السلطة وليس بزاهد ولا قانع؟
فتجده في سبيل الكرسي يفعل كل ما تريده الدول الغربية للبقاء على هذا الكرسي، فتجده يقوم بتعويم الشبيحة، وتجده يعيد تدوير النفايات البشرية من المجرمين، وتجده يتهافت للصلح مع اليهود والتفاوض معهم، وتجده يتزلف لغير المسلمين بذريعة حقوق الأقليات، وتجده يفتح البلد على مصراعيه للشركات الاستعمارية الكبرى لتنهب البلد
وتجده يتعامل بالربا مع صندوق النقد الدولي، وتجده يهمل شؤون المسلمين،
كل هذا من أجل البقاء على الكرسي.
ما جاء في صحيح مسلم (6/ 9) أن عائذ بن عمرو - وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - دخل على عبيد الله بن زياد فقال أي بني، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم ».
ومعنى الحطمة أي الذي يحطم رعيته ويرهقهم، فتحطمه نار جهنم والعياذ بالله.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود عبدالرحمن