- التفاصيل

قال وزير خارجية النظام الإجرامي السوري وليد المعلم أثناء إلقاء خطاب في الأمم المتحدة يوم 23/9/2017 "إن سوريا تنظر بإيجابية إلى مسار أستانة وما نجم عنه من تحديد مناطق تخفيف التوتر أملا بالتوصل إلى وقف فعلي للأعمال القتالية وفصل المجموعات (الإرهابية)... عن تلك التي وافقت على الدخول في مسار أستانة الذي بات يمثل اختبارا لجدية تلك الأطراف ومدى التزامها والتزام راعيها التركي... إن الحكومة السورية تجدد التزامها بعملية جنيف والسعي للدفع بها قدما" واعتبر ذلك أنه "بشائر النصر أضحت قريبة" لنظامه الإجرامي.
إن أي شخص لديه ذرة إخلاص ووعي يدرك أن اجتماعات أستانة وجنيف كلها تصب في صالح النظام الإجرامي، وما خطط لها إلا من أجل حمايته وتثبيته بالقضاء على الثورة عن طريق المسار السياسي، حيث إن المسار العسكري فشل أمام صمود أهل سوريا الثائرين ثورة حق وصدق رغم اشتراك إيران و روسيا و تركيا و أمريكا مباشرة في العمليات العسكرية ومعهم عملاؤهم وأتباعهم. فمن يشترك في هذه الاجتماعات هو خائن على علم، وهو يعمل لحساب النظام العلماني الكافر وتثبيته وتأمين إفلات المجرمين بشارأسد وزمرته من العقاب. هذه حقيقة لا مراء فيها ولا جدال. وقد جاء وزير خارجية النظام الإجرامي ليؤكد ذلك بتصريحاته هذه، ويؤكد أن النظام التركي الذي خدع تنظيمات فسلمت حلب وذهبت إلى الأستانة وجنيف هو نظام يعمل لحساب النظام السوري.
إن تركيا أردوغان تتحالف مع إيران وروسيا الداعمتين بشكل مباشر لنظام بشار أسد، وهذه الدول الثلاث هي التي تقود المفاوضات بين النظام الإجرامي وبين الخونة من المعارضة في الأستانة وهي الدول الضامنة لتخفيف التوتر، أي محاولة وقف الثورة ضد الطاغية. فمعنى ذلك أن تركيا أردوغان هي كإيران وروسيا تعمل على حماية النظام السوري الإجرامي وزمرته المجرمة. فهل في ذلك شك؟! ومن ورائهم أمريكا التي تدعم اجتماعات أستانة وجنيف وهي صاحبة النفوذ في سوريا، وهذه القوى تعمل لحساب أمريكا لتأمين بعض المصالح لها، وبشار أسد ورث العمالة لأمريكا عن والده الهالك وهو يدرك ذلك، ويدرك فضلها عليه إذ أتت به وهو لا يملك أية مؤهلات للحكم ولا قدرة على الوصول؛ لا السن حسب الدستور السوري الفاسد، ولا العقل، ولا الشرعية الشعبية إذ وصل رغما عن الناس وبتعديل دستوري سريع زائف!
إن هذه الدول كلها متآمرة على ثورة الأمة من دون شك، وكل واع وكل مراقب سياسي يدرك ذلك. ومن يذهب إلى أستانة وجنيف هو متآمر على هذه الثورة قطعا، فهو خائن بلا شك لله ولرسوله وللمؤمنين ولثورة الأمة ولدماء الشهداء، فخطره على الثورة أشد من خطر الأعداء الظاهرين الذين يدعمون النظام الإجرامي؛ لأنه منذ ما يزيد عن ست سنوات لم ينل النظام ولا إيران ولا روسيا ولا أمريكا من الثورة بقدر ما نالت من تنازل البعض وذهابهم إلى أستانة وجنيف لمفاوضة النظام. فلو تستمر الثورة مئة عام من دون تنازل أحد فلن ينال عدوها منها نيلا يذكر مهما أصاب الناس من لأواء.
إن الذين تنازلوا وذهبوا إلى أستانة وجنيف هم ليسوا من جنس أهل الثورة، فهؤلاء انتهازيون ساقطون ركبوا موجة الثورة للظهور ولجمع المال وللجاه، متوهمين أنهم سيحصلون على وظيفة في النظام القادم الذي تريد أمريكا صياغته من جديد. وشركاؤها وأتباعها ينتظرون منها الإشارة بالتحرك، فهم يعملون لديها بأجر، ومن ثم يرحلون عن سوريا، ويتركونها لأمريكا صاحبة النفوذ فيها، والتي تعمل على إعادة صياغة النظام وإيجاد العملاء الجدد بدلا من العملاء القدامى بشار أسد وزمرته.
إن وزير خارجية النظام يتوهم بأن النصر للنظام أضحى قريبا كما توهم سيده دي ميستورا بأن الثورة انتهت. لا وألف لا! كل ذلك يقال ليوهم ويخدع الثائرين وأهل سوريا وأبناء الأمة المخلصين ليتخلوا عن ثورتهم وينفضوا أيديهم من الثائرين، ولكن ذلك غير متحقق بإذن الله، لماذا؟
لأن أية ثورة انطلقت بفكر أو سادها فكر أو ارتكزت على فكرة ليس من السهل القضاء عليها، لأن أي شيء يرتكز على فكر يكون قويا لا يمكن القضاء عليه إلا بالقضاء على هذا الفكر أو تلك الفكرة. لأن الناس ينطلقون بإيمانهم بهذا الفكر، والفكر يعطيهم قوة الدفع والاندافع والاستمرار ويمنحهم الأمل في النجاح وتحقيق الهدف. فلا يشعر صاحب الفكر بالفراغ الداخلي ولا باليأس ولا يصيبه الإحباط مهما حصلت من هزائم في معارك، لأن الحرب طويلة وهي عبارة عن سلسلة معارك، فلا تتوقف لدى صاحب الفكر والإيمان، ويدرك الحقيقة السياسية المنبثقة عن فكره ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ﴾. فيدرك أن العدو يتألم كما يتألم هو أو أشد، وعدوه على وشك الانهيار والانهزام، ولكن العدو يريد منه الاستسلام ويوهمه بأنه انتهى وهو قوي وانهزم وهو منتصر، فعليه المجيء للتفاوض والمحافظة على نفسه وعلى ما تبقى له، والأمر ليس كذلك.
فصاحب الفكر يلجأ إلى فكره ليأخذ منه حلوله للمعضلات والمشكلات والعقبات التي تجابهه وتعترض طريقه وتعرقل عمله أو تحد منه، فلديه مصدر ومنبع وملجأ. وهذا عكس من ليس لديه فكر أو انطلق بحماس مجرد أو لمصلحة أو ركب الموجة، فسرعان ما يفرغ حماسه وتنتهي ثورته ويكتفي ببعض الغنائم، فيغرَّر به بسهولة في الأستانة وجنيف، فيُغرى ببعض المناصب وبحفنة من مال قذر ولا يستطيع تصور المستقبل. وهذا هو الفرق بين الثابتين والساقطين.
فالثابتون يرتكزون إلى فكر، فهذا الفكر يغذيهم ويدفعهم للتضحية بالغالي والنفيس ويعطيهم الزخم للاندفاع والانطلاق، ويمنعهم من التوقف أو التنازل أو التولي يوم الزحف، يدركون أن طريقهم طويل وشاق فيتحلون بالصبر. قال فيهم ربهم سبحانه: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.
وأما الساقطون وهم الذين لا ينطلقون من فكر، بل يركبون الموجة ويسيرون مع الرياح فيميلون حيث مالت، تتقلبهم الأهواء والمصالح أو حسب تعبيرهم الفهلوة البرغماتية، فليس لديهم قدرة على الثبات، فلا يوجد في داخلهم ما يدفعهم للتضحية والثبات والانتظار حتى يأتي الله بنصره أو يكرمهم بالشهادة، فإذا لاقوا صعوبات أو عقبات أو عرضت عليهم الأموال والمناصب فينكص الواحد منهم على عقبيه، فيستعدون للتنازل ويبررون ذلك بكافة الادعاءات الواهية والكاذبة، فهم يستعجلون قطف الثمار ولا حاجة لهم بالثورة، ويعتبرون ذلك قمة العقلانية و الحكمة والذكاء! علما أن الآخر لم يتنازل عن فكره العلماني وهو فكر باطل، ولا عن نظامه العلماني وهو نظام فاجر فاسد.
نقول لن يقضوا على ثورة الأمة! لماذا؟ لأنه سادها فكر الإسلام وفكرة الخلافة على منهاج النبوة، وقد سقاها حزب التحرير وما زال يسقيها ويغذيها ويرعاها فهو أمها وأبوها بفضل من الله ونعمة. فهذا الفكر لن يقضوا عليه بإذن الله وقد عملوا على وأده وقتله وضربه بقوة في محاولة بائسة يائسة للقضاء عليه؛ بالدعايات الزائفة والأخبار الكاذبة وبالخدع السياسية، بالمأجورين والرخيصين من المتنازلين ومن أسموهم معتدلين، وبأحكام السجن والإعدام للمخلصين، وبالحصار وبالتعتيم وغير ذلك، فما تركوا وسيلة إلا جربوها ولا أسلوبا إلا استعملوه، وكل ذلك فشل، أفشلهم الله وأخزاهم فخاب فألهم، فلن يقضوا على ثورة الأمة وستستمر ما دام هذا الفكر يسري في الأمة سريان الدم في الجسم، وما دام حزب التحرير ثابتا بتثبيت الله له! وإذا ظن البعض أنها وقفت قليلا فإنها ستستأنف من جديد، وإذا توهم أنها أخمدت مؤقتا في مكان فسوف تنفجر من مكان آخر، وهكذا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، فينجز وعده وينصر عباده الذين وصفهم بقوله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبه لجريدة الراية: أسعد منصور، بتاريخ الأربعاء 4 تشرين الأول/أكتوبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2www57M
- التفاصيل

يقول تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾
إن واقع ثورة الشام اليوم أصبح على مفترق طرق، والواقع اليوم هو واقع أشبه بقطار فيه سائق يقوده باتجاه الهاوية والتي تبعد كيلو مترات فقط وباقي الموجودين في القطار متوزعون على أصناف:
1- صنف سلم رقبته للسائق مع علمه بعدم قدرته على القيادة ولكن الطمع جعله يساند هذا السائق لأنه قدم له بعض الوعود الآنية التي أسكتت عنده جوعة النقص!
2- وصنف يدرك أن السائق خائن ولكن هذا الصنف وبجهله ظن أنه قادر أن يستوعب هذا السائق ويمكر به ويضحك عليه!
3- وصنف معهم سائق ومساعد وخبراء ولكنهم لا يملكون قوة الصنفين الأولين ولا يملك ما لدى السائق من مال ولذلك يعرض عنه هؤلاء الصنفان.
4- وأما الصنف الرابع وهو الصنف الأكبر وهم ركاب القطار الذين ينظرون من الشبابيك إلى الطبيعة المحيطة ولا يدركون أنهم بعد وقت قليل سيلاقون حتفهم مع الأصناف الثلاثة الباقية! وفيهم صنف من الركاب يدرك عدم أهلية السائق وعدم أهلية الصنفين الأول والثاني مع السائق ويؤيدون السائق الذي يمتلك الخريطة ويمتلك الخبراء ولكنهم ينتظرون أن يعود الباقي إلى رشدهم قبل فوات الأوان.
فوق هذا نجد أن السائق والصنفين الأولين يستخدمان باقي الأصناف كوقود للقطار حتى يمشي ويستمر باتجاه الهاوية.
هذا واقعنا اليوم؛ واقع مؤلم وصلت إليه ثورة الشام بعد أن كانت تسيطر على أكثر من ثلاثة أرباع البلد.
واليوم وبعد تقدم النظام إلى دير الزور فإن باقي المناطق المحررة أصبح حالها هو حال الصنف الرابع الذي ينتظر دوره بالذبح كما حصل أيام المغول عندما كان التتار يقولون للمسلم انتظر حتى نشحذ السكين لنعود لقتلك!!
نراقب ما يحصل وكأن الأمر لا يهمنا، وكأن تصحيح مسار القطار هو مهمة الصنف الثالث فقط أو أنه مهمة للخالق الذي سينقذ القطار بدون عمل من الركاب مع أن الخالق لا تحابي سننه أحداً.
لذلك وفي هذا الواقع المرير وجب على أهل الشام أن يستنفروا ليدافعوا عن دينهم الذي سرقه منهم أصناف الخيانة وباعوه أولا، ويستنفروا لنصرة الصنف الثالث حتى ينجوا بأنفسهم، وليكن نصب أعينهم قول نبيهم ﷺ: «مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذي في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا؟ فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا».
لذلك كان على الأمة، وعلى وجه الوجوب وليس على وجه الندب، أن يرفعوا صوتهم بقول كلمة الحق لأنها أعظم الجهاد في وجه سلطان القادات الجائر.
وليعلموا أن دماء ركاب القطار ليست في رقاب السائق أو الأصناف الخائنة فقط بل في رقاب الساكتين أيضا، وليعلموا أن الأمة ما زال فيها الخير إلى يوم الدين، وأن من خرج على فرعون الشام قادر على أن يخرج على الفراعنة الصغار الذين لم يكبروا بعد، وقادر أن يصحح المسار حتى يعود المسلمون سادة للأنام، لا أيتاماً على موائد اللئام!
وتذكروا بأن الدم دمنا والمال مالنا والعرض عرضنا... وسكوتنا هو خيانة لكل هذا بل وحرق لنا وبيع في أسواق النخاسة كما يفعل سائق القطار عندما يستخدم الفحم ليزيد من سرعة القطار باتجاه الهاوية!
ونذكركم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ فاستجيبوا لمن يدعوكم لنجاتكم ولمن يدعوكم لإقامة دين الله وتحكيم شرعه وحفظ الدماء التي سالت لأجله.
يقول تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى سليمان
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/46700.html
- التفاصيل

تعقيباً على مقالة مدير مكتب قناة الجزيرة القطرية في باكستان أحمد موفق زيدان بعنوان "لا لفخ «فيتنامي تركي» في سوريا"، والتي نشرها موقع "العرب" أقول وبالله التوفيق:
1- أين التقى أحمد زيدان بالسوريين حتى عمّم ما أرادته له جزيرته على أهلالشام؟ ولن نناقش هذه الفكرة بل سندخل في المضمون.
2- إن القول بأن أهل الشام يُؤيّدون التدخل التركي هو ادّعاء باطل لأن حناجرهم صدعت وتصدع برفضها للنظام التركي العميل، سواء تدخل بنفسه أو عن طريق أدواته، ولكن قناة الجزيرة التي لا ترى سوى اجتماعات الائتلاف العلماني الموالي للغرب، لم تر مظاهرات أهل الشام الرافضة لنظام أردوغان العلماني الذي غدر بثورة الشام في مواقف كثيرة قد يصعب حصرها.
3- إن القول بأن ما يُسمّى خصوم تركيا يُريدون الزجّ بها في صراع من أجل معاقبتها هو قول ينمّ عن جهل وحماقة أو عمالة، وتسييس للرأي العام وتمهيد لتنازلات مستقبلية لتيارات المصلحة والمفسدة وتيارات الواقعيين الذين يرون أنه ينبغي تغيير الإسلام ليتوافق مع الواقع الفاسد وليس تغيير الواقع الفاسد بأحكام الإسلام...
وذلك أنّ تركيا لم تكن يوماً ندّاً لأحد بل دولة بنظامها الحالي تدور مع القطب الأمريكي بكل خطوة وبكل تصريح وبكل موقف خانت به الله ورسوله ﷺ.
4- يكفي لكل مسلم ذي بصيرة وذي فهم صحيح للإسلام أن يسقط نصوص الحكم بغير ما أنزل الله على النظام التركي ليتبين معه أن هذا النظام وصفه الله بأحد ثلاثة أوصاف وهي:
فمن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون... الظالمون... الفاسقون
ولذلك فليختر مؤيدوه أحد هذه الأوصاف له أو أن يبحثوا عن قرآن جديد فيه وصف رابع لنظام كفري يرى أن الله لا شأن له بالحكم و القضاء و السياسة الخارجية والاقتصادية... إلخ.
5- إن ما قاله موفق زيدان كابوس قد يُصيب ما تبقّى من المناطق المحرّرة في حال عدم دخول الأتراك هو ذرّ للرماد في العيون لأن أهل الشام رأوا هذا الكابوس بعيونهم عندما صبت الطائرات الصليبية المُنطلقة من إنجرليك حِمم نيرانها عليهم وبُرودة مائها على غابات كيانيهود التي احترقت في الوقت نفسه الذي كانت تُحرق فيه حلب وتُسلم على حدود تركيا التي وعد رأس نظامها بأن حلب خط أحمر ثم ما لبث أن تبين أن هذا الخط الأحمر هو خط للفصائل المدعومة من غرف الملوك و المخابرات التركية التي سحبت المقاتلين من حلب لتحولهم إلى الباب ليكونوا جندرما عندها ولتحرف مسار الثورة عن وجهته الحقيقية دمشق.
إن كابوس خيانة أردوغان ونظامه قد ذاقها المسلمون من البوارج الروسية التي تمر من مضيق البوسفور التركي.
إن كابوس خيانة تركيا قد ذاقه المسلمون عندما حرّكت تركيا جيشها لتحمل عظام سليمان شاه وهي ترى لحوم نساء الشام يستمتع بها النصيرية.
6- أن يقول زيدان إن الخيارات التركية صعبة وقاسية فهو يُقرّ بأن عندها قرارا، وهذا ما لم يُلاحظه أيّ مسلم في الشام أو العالم حيث إنّها عجزت عن إرسال مضاد طيران في الوقت الذي أعطت مطاراتها للصليبيين ليُمهدوا لعملائهم ليقوموا بقتل المسلمين واغتصاب أعراضهم.
7- أما أن يقول زيدان إنّ عصر سليم الأول لم يحن فقد صدق، فعصر السلاطين وعصر الخلفاء لا ينبغي أن يكون في دولة نظامها يسمح بزواج الرجل بالرجل ويسمح بشواطئ العراة وبالربا ودور الدعارة!!
8- أما أهل الشام فقد قالوا كلمتهم برفض خيانات الأنظمة العميلة ونواطيرها التابعين للغرب...
ولكن حتى إن كان غالب الناس مع التدخل التركي كما افترى زيدان على مسلمي الشام وهو في مكتبه في قطر... نقول: حتى وإن كان ذلك فإنّنا كمسلمين لا نتبع الأكثرية بل نتبع الحكم الشرعي ولا تأخذنا في الله لومة لائم.
9- ما يُحزن أنّ الأمة سبقت من يُسمّون أنفسهم شرعيين أو علماء، فالأمّة ترفض النظام العلماني التركي و العلماء المحسوبون على الإسلاميين يُبرّرون للنظام الكفري ويحاولون إقناع عناصرهم بالكفر وتلبيسه ببعض الإسلام وكأنّ حالهم كحال من يفتح خمارة ولكنه يكتب على بابها ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾!!
10- إلى زيدان وشرعيي المصلحة و المفسدة والمرقعين والضبابيين والمضبوعين والواقعيين نقول ما قاله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى سليمان
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/46590.html
- التفاصيل

ست سنين مضت على أهل الشام لا يزال فيها قطار ثورتهم المباركة يسير نحو دمشق حيث محطته الأخيرة؛ ففي دمشق ستقطع رأس الأفعى، وفي دمشق بعد هدم النظام سيقيم المسلمون صرحاً للإسلام؛ يطبق الإسلام كاملا داخل الصرح ويحمل الإسلام العظيم إلى العالم يدخلون به الصرح طواعية.
لقد مر قطار ثورة الشام المباركة في سفرته الطويلة بمحطات كثيرة؛ مر بمحطات جنيف السابقة كلها... وبالقاهرة و الرياض... وفي كل محطة ينزل ركاب أتعبتهم السفرة أو أغرتهم المحطة لكن يصعد ركاب آخرون أكثر منهم...
تجاوز القطار محطات نيويورك و فينا ومحطات الأستانة السابقة... وصارت تلك المحطات خبرا بعد أثر...
واليوم وصل القطار محطة الأستانة الحالية، التي يراد لمخرجاتها أن تنزل الركاب من قطار الثورة أو توقف سير القطار!
وقد نزل بالفعل ركاب في الأستانة يدركون أنهم فارقوا أهلهم بالقطار... تقول لهم ثورتهم يا بَنِيّ اركبوا معنا ولسان حالهم يقول سنأوي إلى جبل يعصمنا من النار!! يا أهل الشام: لا عاصم من النار إلا من رحم، وحال بين القادة وأهلهم من الحاضنة مال الداعمين فقد يكونون من المغرقين، فمال الداعمين سحت و«كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به»...
يا أبناء أمتنا الذين نزلوا في الأستانة! ارجعوا واصعدوا قطار ثورتكم واعملوا صالحا عسى الله أن يكفر عنكم خطاياكم، وإلا ستحملون أوزارا مع أوزاركم، وستسألون يوم القيامة عما كنتم تعملون...
هذا حال قادة الأستانة، أما بقية المسلمين، فهل يعلمون أن قطار ثورة الشام هو قطارهم؟ وأن ثورة الشام هي ثورتهم؟
قضية الشام باتت القضية الأولى في العالم، هي قضية أمريكا ولعلها قضية دول الغرب كلها...
أما أنها قضية دول الغرب فلأن تلك الدول ترقب عن كثب إقبال المسلمين على إسلامهم وسعيهم لاتخاذه منهج حياة لهم يعيشون أعزاء في ظل حاكم يحكم بشريعة الإسلام... وهم يدركون أن المسلمين لن يكتفوا بهذا بل سيحملون الإسلام نورا، فاتحين به البلاد، يخرجون البشر من ظلمات الرأسمالية المتوحشة إلى نور الإسلام وهديه، عندها يدخل الناس طواعية في دين الله أفواجا حتى «يبلغ ملك أمتي ما زوى الله لي» كما أخبر ﷺ، فتهدم عروش الكفر وتزال دول الغرب المتوحشة التي تقتل الإنسان في كل مكان وتدوس كرامته...
الغرب يدرك جيدا أن حضارته لا تستطيع الوقوف في مواجهة حضارة الإسلام، كما يدرك أنه لا يقوى على أي مواجهة حقيقية مع الإسلام... لذلك نسمع تصريحات للغربيين عن انهيار أوروبا سريعا أمام دولة الخلافة.
فالغرب يعمل ليحول بين المسلمين وبين أن يقيموا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ لذلك نشاهده يصل ليله بنهاره يبحث عن كل ما من شأنه أن يوقف قطار ثورة الشام... ولكنه لا يستطيع؛ يعقد المؤتمرات تلو المؤتمرات، ويستعين بالأنظمة العربية وأنظمة البلدان الإسلامية، ويستعين بإيران ومليشياتها، ويستعين بروسيا وبالنظام السعودي والنظام التركي، وحتى اليوم لم ينجح في تعطيل قطار ثورة الشام ولن ينجح بإذن الله. لكن الغرب اليوم يحشد كل قواه ويصبها ليتمكن من إيقاف القطار في محطة الأستانة الأخيرة. فدول الغرب تدرك خطورة ثورة الشام عليها، فلذلك تسعى للقضاء عليها.
بالمقابل هل يدرك المسلمون قضية ثورة الشام؟
لا بد أن يتعرف كل المسلمين على قضية الشام؛ فقضية الشام هي عينها قضية أمة الإسلام التي كانت تعيش في كيان الخلافة عزيزة منيعة؛ تسود العالم بعدل الإسلام وإحسانه.
ثم الأمة بعد هدم كيانها - خلافتها - صارت متفرقة مشتتة، تعيش الذل والهوان على أيدي حكامها الذين نصبهم الغرب علينا يحمون مصالحه ويقفون حرسا دون عودة الأمة إلى دينها.
لا يمر يوم على أمتنا إلا وتذرف الدموع وتنزف الدماء وتحمل أطفالها قتلى على النعوش...
هذه قضية أمتنا... قضية أمتنا أنها تسعى إلى عز الحياة في ظل الإسلام.
فما قضية أهل الشام إذاً؟
قضية أهل الشام أنهم يريدون التحرر من عبودية النظام الفاجر، فخرجوا يهتفون بالحرية وإسقاط النظام ويريدون العيش في ظل الإسلام، وقد قدموا كل التضحيات ودفعوا كل الأثمان.
فأين الخلل في مسيرة قطار أهل الشام؟
الخلل أن بعض ركاب القطار؛ قادة الفصائل لا يزالون يصغون للغرب عدوهم ويرجون حلوله ويستجدون معالجاته!!
إذاً، ما هو الحل؟
الحل هو أن الحقوق لا تُستجدى من الأعداء وإنما تُنتزع الحقوقُ انتزاعا.
فهل تدخَّل الغرب يوما في قضية من قضايا المسلمين لحلها إلا وكان حلها وبالاً على المسلمين وظلت القضية تنزف دما وتذرف دمعا حتى اللحظة؟
هذا هو الواقع من حولكم ينطق بذلك... فيوم أن وضع حكام المسلمين قضية فلسطين بين يدي الغرب لحلها، أوصلنا الغرب أنه نزع منا كل الحقوق حتى حق الصلاة في المسجد الأقصى!!
وحدّث عن قضايا المسلمين الأخرى التي وضعها حكام المسلمين في أيدي الغرب؛ عن بورما التي يحرق المسلمون فيها أحياء، و أفريقيا الوسطى التي يؤكل فيها لحم المسلم حياً، و البوسنة و الهرسك، وعن كوسوفو، و الشيشان، و أفغانستان، و العراق... وعن نفط المسلمين الذي لا يملكون حق التصرف فيه ولا التصرف في ثرواتهم...
فيا أهلنا في الشام!
إن أمريكا والغرب عدونا ولو زعموا صداقتنا.
إن حكام المسلمين عملاء الغرب وأدواته علينا.
إن حبال الغرب يجب قطعها حتى لو كانت دعما ومالا.
إن فصائلنا يجب عتقها من الارتهان لقرار الغرب والدول الداعمة.
إن الوقوف في منتصف الطريق مهلكة حتى لو كانت الطريق شديدة الوعورة.
إن أهل الشام هم أمل الأمة في الخلاص من حكامهم والتحرر من دول الغرب ونفوذه.
قطار ثورة الشام يحتاج لقبطان، لربان، إلى قيادة سياسية مخلصة عالمة بالطريق، مدركة لخطورة الدول التي تسعى لقطع الطريق علينا، واعية على كل محطاته... وأهمها محطته الأخيرة في دمشق، وأين سيذهب ركاب القطار، وماذا عليهم فعله لإقامة كيان للمسلمين، وكيف يدار وكيف تثبت قواعده، وكيف يحمي نفسه والمسلمين من خطر الدول حوله...
لا بد أن يدرك أهل الشام والمسلمون أن قطار أهل الشام حتى يصل لدمشق، عليه أن يسير على سكة رسول الله ﷺ ولا يحيد عنها...
إن رايات العقاب التي ارتفعت يوم الجمعة الفائت في مدينة نوى خلال مظاهرة ضد مخرجات مؤتمر الأستانة بالتزامن مع مظاهرات في مناطق أخرى قادها حزب التحرير لإفشال مخطط الأستانة حتى لا يتوقف قطار الثورة فيها، أعاد للمسلمين ذكرى عزيزة وبشرى سارة؛ أنه عندما شهدت تخوم تل الجابية رايات العقاب الأولى التي حملها الصحابة رضوان الله عليهم في طريقهم لفتح دمشق، كانت تلوح منها بشائر الفتح الأول، فهل اقتربنا من مشهد الفتح الثاني لدمشق؟ وهل يدرك أهل حوران أن دمشق لم تفتح إلا من حوران؟
وهل يدرك أهل نوى أن الطريق إلى دمشق يمر من قرب تل الجابية؟
لعل راية العقاب ولواءه ﷺ وهما يرفرفان على تخوم تل الجابية يجيبان بنعم، لكن لا بد من قيادة سياسية تحملهما...
نعم هذه الرايات بإذن الله هي بشائر للمسلمين جميعا؛ أن قطار ثورة الشام يوشك أن يحط في دمشق محطته الأخيرة وسينزل ركاب المسلمين يهدمون صرح النظام المجرم ويقيمون صرح الإسلام العظيم.
كتبه لجريدة الراية: المهندس كامل الحوراني، بتاريخ الأربعاء 28 أيلول/سبتمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2fpHxeh
- التفاصيل

بعد أن استطاعت ثورة الشام في بدايتها أن تحاصر النظام في دمشق وحلب، قامت القوى الدولية برئاسة أمريكا وأداتها الأمم المتحدة بطرح الحل السياسي، واستخدمت المؤتمرات كفخاخ سياسية، والمليشيات الإيرانية والقوات الروسية كقوة عسكرية لفرض هذه المؤتمرات وإقرار مقررات فيها، وكان أصدقاء الشعب السوري المزيفون هم الضاغط السياسي والأساسي للقبول بهذه الخدع السياسية من مؤتمرات جنيف و فينا و الرياض وصولا إلى أستانة التي جُلب إليها المفاوضون جلباً تحت سياط القصف الروسي وضغط الدول الداعمة من مثل تركيا ودويلات الخليج.
هذا الحل السياسي هو ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾، هذا الحل السياسي اتخذ دسيسة الاقتتال وخديعة الهدن والمفاوضات أسلوباً للوصول إلى محاصرة المدن الثائرة، ثم فرض المصالحات أو التهجير وصولا إلى مؤتمرات أستانة لتكبيل ما بقي من الحالة الثورية بما يسمى مناطق خفض التصعيد مع بعض القوى للإجهاز على ما تبقى من المخلصين والحالة الجهادية عبر اقتتال بغيض ودعاوى تشكيل جيش وطني وإدخال الحكومة المؤقتة لتدير مناطق خفض التصعيد استكمالا للاندماج مع النظام في جيش واحد وحكومة وحدة وطنية قد يطلقون عليها خداعا حكومة انتقالية.
في المقابل، تحاول هيئة تحرير الشام الحفاظ على نفسها عبر طرح مبادرة الإدارة المدنية ومحاولة التماهي مع مشروع الحل السياسي، لكن من زاوية الحفاظ على مصالحها ومحاولة الاحتماء والتمترس خلف إدارة مدنية والقبول بخطوات تنازلية وصلت إلى قبول دخول القوات التركية كقوات فصل على أن لا تحارب الهيئة.
إن مخرجات مؤتمر أستانة في الخارج ومؤتمرات الإدارة المدنية في الداخل هي صراع بين مبادرتين، مبادرة المجلس الإسلامي ومبادرة هيئة تحرير الشام للتسلط على المناطق المحررة واستخدامها سلّماً لاستكمال المفاوضات مع النظام و إيران للحصول على نصيب من الكعكة في الحل السياسي. من هنا نجد أن هذه المؤتمرات والإدارة المدنية ما هي إلا حرف للمسار الثوري والجهادي عن هدفه الأساسي ومشروعه الجامع ألا وهو إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام في خلافة على منهاج النبوة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ثار أهل الشام وقدموا كل تلك التضحيات من الشهداء والأسرى والجرحى والمشردين والمفقودين لأجل مشاركة النظام في بعض المناصب الوزارية والإدارية؟! فما أجد لهذا التوجه مثالا إلا كما قيل: "تمخض الجبل فولد فأرا"!
إن حقيقة الإدارة المدنية التي يراد منها أن تكون ملهاة وإشغالاً في هذه المرحلة عما يجب أن يُفعل من فتح الجبهات، فهي تتماهى مع الهدن والمفاوضات وخفض التوتر لتكون بعد ذلك أساسا لحكومة مؤقتة ثم تتحول إلى حكومة انتقالية بشراكة وحدة وطنية مع النظام تهدر كل التضحيات وتضيع الهدف الأساسي وتبقي على الدولة العميقة للنظام من أجل الحفاظ على دولة مركزية أمنية بوليسية تحارب الإسلام وتقمع كل توجه نحو إقامة دولة الإسلام، فهل يدرك أولئك وهؤلاء السائرون في هذه المسارات فداحة الجريمة التي يرتكبون بحق ثورة الشام وتضحياتها؟!
إن طرح الإدارة المدنية في الداخل يدل على الفشل الذريع لفصائل كانت تزعم أن لديها مشروعا سياسيا إسلاميا ليتبين أنه ليس لديها أي مشروع وأنها تتخبط خبط عشواء كما الآخرون الذين اتخذوا قيادة سياسية صنعتها السفارات في دهاليزها و المخابرات في أقبيتها، لتتخذ هذه الفصائل شخصيات الإدارة المدنية قيادة سياسية لا نعرف بأي كتاب أم بأي سنة ستدير أمور الناس مما يدل على انعدام المشروع، بل هو الوهم والسراب.
إن القيادة السياسية تقوم على أساس مشروع سياسي واضح وليس على أشخاص لا مشروع عندهم إلا ما يملى عليهم من نتائج المؤتمرات وصولا إلى حل سياسي لا يعلم الناس ما سيكون شكله ولا مضمونه بل يحفظ نفوذ القوة المستكبرة في العالم؛ أمريكا وأدواتها.
أمام هذه الصورة الواضحة للواقع الذي وصلت إليه ثورة الشام وأمام المستقبل المجهول لما يخطط ويكاد لأهل الشام، نقول: إنه لا زال بإمكان الثائرين والمجاهدين المخلصين وبعض القيادات المخلصة إن بقي منها شيء أن يقلبوا الطاولة على هذه المؤتمرات وما وصلت إليه من ترتيبات؛ فلقد وضح ضعف النظام ومليشياته التي تُستنزف في دير الزور وريف حماة من قبل تنظيم الدولة لوحده، فلو استغل المجاهدون هذا الظرف وأشعلوا الجبهات وأعادوا الثورة كما كانت في البداية وتبنوا مشروعا سياسيا واضحا منبثقا من عقيدتهم، مشروع الخلافة على منهاج النبوة واتخذوا قيادة سياسية على أساس هذا المشروع فإنهم قادرون على قلب الطاولة وتغيير المعادلة ناصرين لدين الله واثقين بنصره، فإنهم بذلك يحققون شرط النصر ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
كتبه لجريدة الراية: محمد سعيد الحمود، بتاريخ الأربعاء 20 أيلول/سبتمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2wwverK
