يوم الثلاثاء في 15/1/2013م، وهو اليوم الأول لبدء الامتحانات في جامعة حلب حيث الحضور من الطلاب كان كثيفاً، وبعد أن أُغلقت أبواب جامعة حلب وانسحبت قوات الأمن السوري من الجامعة، قام نظام الكفر والعهر الأسدي بقصف الجامعة من طيارة ميغ بصاروخين، الأول عند "دوار العمارة"، والثاني سقط على الوحدة الثانية في السكن الجامعي، بعد خروج الأمن والحرس والشبيحة فوراً. وأكد طلاب متواجدون في الجامعة لحظة سقوط الصاروخين أن بعض مؤيدي النظام تجمعوا وبدؤوا بالهتاف لرئيس الشبيحة السفاح بشار فيما جثث زملائهم مقطعة ومرمية على الأرض. وبلمح البصر ظهرت كاميرات تلفزيون النظام (الدنيا) التي بدأت بالتصوير وبنشر أخبار جاهزة، فأعلنت عن انفجار نتيجة سيارة مفخخة، ثم عادت وصححته في موقف كذبٍ مكشوف بالقول إنها صواريخ "حرارية أطلقتها عصابات مسلحة". هذا في حين تم الكشف عن إغلاق القنصلية الروسية القريبة من جامعة حلب قبل المجزرة بوقت قليل، بتواطؤ مفضوح، مما اضطر السلطات الروسية للإعلان فيما بعد عن أنها أغلقت القنصلية وسحبت العاملين منها نتيجة للوضع غير الآمن في حلب. هذا وقد زاد عدد الضحايا عن الثمانين بينما انتشرت الأشلاء على مساحات واسعة في منظر مروِّع يدين بمأساويته ليس بشار السفاح فحسب، بل كل من يقف معه ووراءه...
أيها المسلمون: لمثل هذا يبني حكامكم جيوشاً ويشترون سلاحاً، فهم لم ولن يحاربوا عدواً، ولم ولن يحرروا أرضاً، بل هم أعدوا أنفسهم لقتلكم وللفتك بكم إن سعيتم للوقوف في وجه تواطئهم مع أعدائكم ومؤامراتهم عليكم. هؤلاء هم حكامكم الذين لا يختلف أحدهم عن الآخر في العمالة لأعدائكم والعداء لكم والنكاية فيكم، فكلٌّ منهم سهم في كنانة عدوكم لحربكم، وهذا مثال "مالي" حيٌّ أمامكم! فإلامَ تنتظرون؟ ألستم أمة واحدة من دون الناس كما أمركم ربكم؟!، ألم يطلب منكم رسول الله أن يجير أقصاكم أدناكم، وأن تكونوا يداً واحدة على من سواكم؟!
يا أهل الشام عقر دار الإسلام: لله در ثورتكم الأبية التي لم تترك مستوراً إلا وكشفته، ولا يعمى عن حقيقة الحرب على الإسلام والمسلمين إلا من قال الله فيهم: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ). وإننا في حزب التحرير نسأل الله تعالى أن يسفر هذا المخاض العسير عن ولادة دولة الخلافة الراشدة، موعود رسول الله ، وإقامة شرع الله ببيعة خليفة هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وعندها فقط يهون الثمن مهما كان غالياً، وإننا نعاهد الله أن ننتصف لكل مسلم مغدور من كل مجرم أفَّاك أثيم، ولا نجعل دمه يُهدر على مذبح المساومات والمؤامرات... فصبراً يا أهل حلب على مصابكم الذي هو مصاب الأمة الإسلامية جمعاء، ولاتحزنوا، فقتلانا في الجنة إن شاء الله تعالى وقتلى أعداء الله ورسوله في النار، والحمدلله أننا نؤذى في الله بينما أعداء الله حياتهم ومسعاهم في تَباب، ولقد خاطب الله تعالى رسوله الكريم بعد أحد وكثرة الشهداء قائلاً: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)
التاريخ الهجري: 5/3/1434
التاريخ الميلادي: 16/1/2013
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
المهندس هشام البابا