في حديثه عن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة قال اوباما: " أصعب مهمة تواجهنا هي العثور على قوى معارضة سورية معتدلة قادرة على التعاون معنا على الأرض " , ومن جانبه ضجت وسائل الإعلام في الحديث عن خطة ديمستورا التي تقضي بتجميد القتال بين النظام والثوار تدريجيا وذلك بحجة وصول المساعدات وزرع بذور حل سياسي , وفي السياق ذاته يظهر معاذ الخطيب ليكمل الخطة الأمريكية وليكون أداة فعالة في حلولها المسمومة ليلتقي لافروف ساعيا لحل سياسي مع نظام الإجرام في سوريا .
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإَن اللهَّ عَزَّ وجَلَ تكَفَلَّ ليِ بِالشاَّمِ وَأهَله " :
ها هي مساعي أمريكا وخططها تتحطم أمام صمودكم وصبركم , فهذا ما تجود به أمريكا عليكم , بعد كل التضحيات التي قدمتموها ورغم أن هذا النظام المجرم لا يزال يرتكب المجازر تلو المجازر إلا أن أمريكا مازالت تدعم هذا النظام وتعلن عن مشروعها بكل وضوح , فبعد عدة مبعوثين فشلوا في تنفيذ مشروعها, كانت مساعي معاذ الخطيب وخطة ديمستورا أملها الأخير، فقد أعلن أنه يريد تجميد الجبهات تدريجيا أي أنه لا يريد التخلص من النظام بل يريد إعطائه فرصة أخرى لمزيد من الإجرام وعندما يقول أن مدينة حلب مرشحة لبدء تجميد الجبهات فهذا يفسر حرص النظام على محاصرتها ويفسر سقوط البراميل المتكرر على رؤوس الآمنين في مدينة حلب أملاً من أمريكا والنظام أن يستسلم أهلها ويقبلوا بالحل السياسي الذي تسعى أمريكا لفرضه على أهل الشام, ويأتي الدور القذر الذي يلعبه معاذ الخطيب - الذي يحب أن يلقب بالشيخ - مكملاً لمساعي أمريكا, فخرج بمبادرته التي تدعو لاستئناف المفاوضات مع النظام للخروج بحل سياسي ينهي الحرب في سوريا وصولا إلى (جنيف 3) أو (موسكو 1), وهذا عين ما تريده أمريكا كما جاء في تصريح أوباما أنه " يبحث عن معارضة معتدلة يمكنها ممارسة دور الشريك القادر على تحمل مسؤولياته والجلوس إلى طاولة المفاوضات ".
أيها المسلمون المرابطون في أرض الشام :
إن أمريكا هي عدوكم الأول وهي الراعية والداعمة الأول لهذا النظام المجرم وما كانت يوما جمعية خيرية أو فاعلة خير , فلا تأمنوها على ثورتكم ولا تسلموا قيادتكم لعملائها الجدد من الائتلاف العلماني أو مشايخه (معاذ الخطيب واشياعه) , قال تعالى :﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ سورة هود, الآية (113). ونحذر الشرفاء من الكتائب والألوية وأصحاب النخوة والكرامة وعزة الإسلام ورفعته من الخوض في تلك المستنقعات النتنة مما يُغضب الله تعالى. فأمريكا تمكر بكم لتقضي على ثورتكم أو لتحرفها عن مسارها قال تعالى : ﴿ وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ سورة الأنفال, الآية (30) . فكونوا كما عهِدَتكُم أمتكم ثابتين على الحق ساعين لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة مستمسكين بحبل الله المتين , ولا تخيبوا أمل المسلمين فيكم فقلوب المسلمين في العالم تهفوا لأن ترى النصر على أيديكم فأنتم أهل الشام الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم " صَفْوةُ الله منِ أَرْضِهِ الشَّام،ُ وَفِيهَا صَفْوتهُ مِن خَلْقهِ وَعِبادهِ " .
15 محرم 1435هـ
8/11/2014م
المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا