press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

576457028 122150793098719924 5885022678575244586 n

 

 


خبر وتعليق:
التحالف الدولي... تحالف الدم بين وعود السلام وواقع المجازر!


الخبر:
أكدت مصادر صحفية متقاطعة أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور العاصمة الأمريكية واشنطن في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة وُصفت بالتاريخية، كونها الأولى لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ الاستقلال عام 1946.

وأوضحت المصادر أن السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس براك، أكد لمجموعة من الصحفيين صحة الزيارة، مشيراً إلى أن أحمد الشرع سيلتقي الرئيس ترامب لتوقيع اتفاقية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، وبحث خطوات لاحقة تتعلق بالملف الأمني السوري والعقوبات الأمريكية.

وجاء هذا التأكيد بعد ساعات من كلمة براك في "حوار المنامة 2025"، التي عرض فيها ملامح السياسة الأمريكية الجديدة في بلاد الشام، حيث قدّم رؤية وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بأنها "إعلان عن تحول استراتيجي" في مقاربة واشنطن تجاه المنطقة.

التعليق:
لن نتحدث هنا عن كلام ترامب عن الجرأة السياسية في اتخاذ القرارات، فهو لا يواجه تبعاتها كما يواجهها الآخرون، ولن نعيد سرد السياسات الأمريكية المتناقضة في سوريا، من زمن روبرت فورد إلى اليوم.

فقد كانت واشنطن ترفع شعار إصلاح النظام في الوقت الذي تحمي فيه رأسه، وتؤكد أنها لا تسعى لتغييره، بل إلى تهذيبه! هذا التناقض ليس من الكاتب، بل هو جوهر السياسة الأمريكية الجريئة التي تجمع بين التصريح ونقيضه في لحظة واحدة.

وما يثبت ذلك هو حجم التناقضات التي تتكرر في تصريحات المبعوثين الأمريكيين، من توماس براك وغيره، إذ تكفي متابعة تصريحاتهم ليدرك المرء أن ما نكتبه ليس مبالغة، بل هو توصيف دقيق لسياسة متقلبة لا تعرف الثبات.

وبالحديث عن التحالف الدولي، لا يخفى على المتابع أن الهدف المعلن "محاربة تنظيم الدولة" لم يكن سوى غطاء للعمليات العسكرية التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وارتكاب مجازر عديدة في مناطق سورية متعددة. هذه الأحداث وثقتها تقارير عدة وشهادات منظمات حقوق الإنسان ووسائل إعلام محلية ودولية، كما أظهرت الصور والبيانات الرسمية الفارق الكبير بين الأهداف المعلنة وواقع النتائج.

"في أقل من 24 ساعة قتل 3000 مسلم على أيدي قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، صور صادمة وجثث متفحمة متكدسة فوق بعضها، والمليشيات الكردية تمنع الاتصالات والصحفيين ووسائل الإعلام عن تغطية المذبحة. جثث النساء والعواجيز والأطفال في الشوارع متفحمة بعد ملحمة بكى لها الحجر قبل البشر. والأمة في سبات ومعظم وسائل الإعلام تعتم على المجزرة، أكثر من 650 امرأة و920 طفل و1400 رجل تم تشريدهم وحصارهم ثم قتلهم وحرقهم بالقنابل الفسفورية والأسلحة المحرمة دولياً. فارتكب الغرب جريمة من أبشع جرائم التاريخ بدعوى مكافحة الإرهاب، فإن لم تكن هذه المذبحة الإرهاب بعينه فكيف يكون الإرهاب؟" (الجزيرة نت، 2019/03/25)

كما أظهرت تقارير أخرى:
في 19 تموز/يوليو 2016، ارتكبت قوات التحالف مجزرة في قرية التوخار بريف حلب، راح ضحيتها 106 مدنيين بينهم 68 طفلاً و29 امرأة، إثر غارات جوية.

في 2017، تسبب هجوم دعمته الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة بمقتل أكثر من 1600 مدني، وفق تقرير منظمة العفو الدولية، وهو رقم أعلى عشر مرات من الرقم المعلن رسمياً.

توثّق الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 550 مدنياً منذ نهاية العام الماضي حتى نهاية العام الحالي على يد التحالف الدولي، معظمهم في مناطق مدنية دون وجود أهداف عسكرية.

هذه الأرقام جزء من سجل طويل من المجازر التي طالت آلاف المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، ما يجعل من التحالف الدولي بحق تحالف دم، بعيداً عن شعارات محاربة الإرهاب، وموضحاً بجلاء التناقض بين الوعود وواقع المجازر.

هذه بعض مجازر التحالف الدولي في سوريا، حيث راح فيها آلاف من المدنيين. جرح عميق لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف. فبعد أن وُصِفَ التحالف بأنه يسعى لمحاربة تنظيم الدولة، نجد أن الهدف الأهم له كان هو الإبقاء على النظام المجرم، واستهداف الفصائل المجاهدة، واستبدال فصائل متواطئة معه بها، ووُصف المتعاونون مع التحالف بالعملاء، وفقاً لما ذُكر في تصريحات سابقة لكم يا سادة.

إلى أين المسير بعد كل هذه الأحداث؟ إن دولاً تتقاتل من أجل جرعة ماء أو بئر غاز، وتُشن الحروب لأجل ترسيم حدود، فكيف يكون موقفنا بعد كل هذه المجازر وأنهار الدماء؟

هل ضاعت البوصلة؟ إن السير خلف هذه السياسات قد تكون نهايته خراباً وخزياً في الدنيا وعذاباً شديداً في الآخرة، وأنتم تعلمون ذلك، نذكركم عسى أن تتذكروا وتعودوا.

======
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا