بيان صحفي:
زيارة أذربيجان خطوة في سياق الدفع للتطبيع مع كيان يهود، الذي سيكون طعنة في صدر الأمة
أفاد مصدر دبلوماسي في دمشق، السبت، بأن لقاء مباشراً سوف يجمع مسؤولاً سورياً ومسؤولاً (إسرائيلياً) في باكو على هامش زيارة يجريها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أذربيجان، نقلاً عن "فرانس برس".
وقال المصدر المطلع على المحادثات، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "سيكون هناك لقاء بين مسؤول سوري ومسؤول (إسرائيلي) على هامش الزيارة التي يجريها الشرع إلى باكو"، مشيرا إلى أن الشرع لن يشارك فيه.
وذكر أن المحادثات سوف تتمحور حول "الوجود (الإسرائيلي) العسكري المستحدث في سوريا"، في إشارة إلى مناطق توغّلت إليها القوات (الإسرائيلية) في جنوب سوريا بعد سقوط حكم بشار الأسد قبل أكثر من 7 أشهر.
وفي حين لم تعلن دمشق رسميا عن محادثات مباشرة، فإن السلطات السورية أقرت منذ وصلت إلى الحكم في ديسمبر /كانون الأول بحصول مفاوضات غير مباشرة مع (إسرائيل)، تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنت (إسرائيل) مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية.
مؤشرات كثيرة ومتزايدة تشير إلى حصول خطوات نحو الدفع بخيار التطبيع بين إدارة المرحلة الانتقالية وكيان يهود، أجندات خفية خلف الزيارات تتقاطع عند هدف مركزي: شرعنة وجود كيان يهود المحتل كدولة، بالإضافة لتوجيه ضربة نجلاء في صدر أهلنا في الأرض المباركة عموماً وفي غزة خصوصاً، الذين كانوا يتوقون لنصرة أهل الشام لهم بعد أن أكرمهم الله بإسقاط نظام الطاغية بشار. يضاف لكل ذلك تطويع ما تبقى من إرادة الأمة والتي نظرت بعين الإكبار للثورة ولشعاراتها واليوم ترى أنّ ما يحصل بعيد كل البعد عن تطلعاتها وعن شعاراتها وثوابتها.
فالتطبيع مع كيان يهود كسر لإرادة الأمة وطعن لها في مقتل.
لقد بات معلوماً لكل ذي بصر وبصيرة أن التطبيع ليس “ضرورة سياسية”، ولا “خطوة تكتيكية”، بل هو انحدار ما بعده انحدار وسقوط ليس مثله سقوط، يورث الذل في الدنيا، والخسران المبين في الآخرة. وهو قبل كل ذلك خيانة لله ولرسوله ولدماء الشهداء والتضحيات الصادقين، هو انقلاب على ثوابت الأمة، وسعي لترويضها بما يتماهى مع "اتفاقيات أبراهام"، وتحويل الصراع مع يهود من صراع وجود إلى خلاف حول مناطق وحدود.
فليعلم السائرون نحو هذا المنزلق الخطير والهاوية السحيقة، أننا خلال سنوات الثورة ونحن نتصدى لآلة القتل والإجرام التي لم توفر بشراً ولا حجراً، كان لكيان يهود دوراً محورياً عبر الدعم الأمني والاستخباراتي للنظام البائد، وخاصة بعد أن كشف أزلام النظام البائد العلاقة التي كانت تربطهم بيهود.
فهل يكون الردّ على كل هذا هو التصالح والتطبيع أم نسارع للاستجابة لأمر ربنا ونصرة إخواننا في غزة؟
إننا نحذّر من خطورة ما يحصل وندعو أهل ثورة الشام، التي قدّمت قوافل الشهداء والمعتقلين والمشرّدين، وسطّرت ملاحم البطولة والصبر والفداء، من السكوت على جرّهم الى مستنقعات التطبيع التي لم يتجرّأ على إعلانها النظام المجرم البائد طيلة عقود.
إن التطبيع خيانة، وهو فخ خطير وهو وصمة عار على جبين من يسلك مسلكه، أو يروّج له، أو يلتزم الصمت حياله. وعليه وجب على أهل ثورة الشام خصوصاً وأبناء الأمة عموماً اليوم أن يقولوا كلمتهم معلنين تمسكهم بثوابت دينهم التي رسمت لهم كيف يجب أن تكون العلاقة مع من يغتصب جزءاً من بلاد المسلمين ويقتّل أهلها، فالواجب على الجميع أن يقولوا كلمتهم ويتصدوا بكل حزم وقوة لمشاريع التصفية والتطبيع، فالسكوت أمام هذا الخطر العظيم جريمة كبرى.
إننا على يقين أن نهاية كيان يهود قريبة بإذن الله، ولن يكون ذلك إلا على يد قائد ربانيّ مخلص وجنود صادقين يبتغون رضوان الله سبحانه وتعالى ويقيمون حكمه في الأرض، ولن يكون ذلك إلا تحت راية دولة الخلافة الراشدة الثانية، وحتى يأذن الله بهذا الأمر، اعلموا أن الحياة مواقف، ومن لا يقف اليوم في وجه التطبيع، فسيكتب عليه التاريخ خذلاناً لا تمحوه الأيام.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
-----------
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
الأحد، 18 المحرم 1447هـ
13/07/2025م
رقم الإصدار: 1447 / 1