publications-others

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

238167118 633482027572865 3299814628971568374 n

 

 

بدأت سلسلة من الحوادث الفوضوية مساء الثلاثاء 2021/08/10م بعد مقتل شاب يبلغ من العمر 18 عاما أثناء عراك في منطقة ألتين داغ في أنقرة. حيث عَقِبَه رشق منازل المهاجرين من سوريا بالحجارة ونهب متاجرهم. وتمت مداهمة النساء والأطفال الأبرياء وضربهم داخل منازلهم. غير أن هذه الأحداث كانت نتيجة لسلسلة من الاستفزازات، ولا تعكس أبداً ميول الشعب التركي المسلم. وهي هجمات شائنة غير مقبولة، قام بها حفنة من المخربين الذين استفزهم وأثارهم الخطاب العنصري. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن السياسيين الذين يربطون بين الأزمة الاقتصادية في تركيا، وزيادة معدل البطالة، وخفض قيمة الليرة التركية الذي لا مفر منه، وبين قدوم إخواننا السوريين والأفغان خاصة إلى تركيا، هؤلاء السياسيون الذين يعلنون أنهم سيبيعون المياه للاجئين أغلى بعشرة أضعاف، ويحاولون طرد السوريين في كل فرصة، هم المحرضون على هذه الأحداث.

إن الشعب التركي شعب يحتضن إخوانه المسلمين الذين لجأوا إليه ويتقاسم معهم الخبز والرزق، على الرغم من جميع المؤامرات المحاكة ضده، والنظام الرأسمالي العلماني المطبق والتآكل الثقافي الذي يتعرض له منذ قرن. بالطبع، هناك بعض شرائح المجتمع المحبة للغرب، المخدوعين بالخطاب العنصري والذين يؤمنون بالأيديولوجية العلمانية.

كلماتنا هذه موجهة لهم: هل القاتل الذي دمر مؤخراً عائلة مكونة من 7 أفراد، من بينهم نساء، في مدينة قونية وأشعل النار في منازلهم، هل كان سورياً؟ والشاب البالغ من العمر 23 عاما الذي قام بالاعتداء الجنسي على جارته البالغة من العمر 92 عاما وخنقها هل كان سورياً؟ والقاتل الذي قتل زوجته السابقة في مدينة كريكالي بذبحها في منتصف الشارع بجوار طفلها، هل كان سورياً؟ كلا! جميع هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الأعمال الوحشية كانوا أتراكاً. لكن محمود، الذي حفر الحطام بأظافره في زلزال إيلازيغ وأنقذ عائلة أيدين من تحت أكوام الخرسانة على حساب حياته، كان سوريا بلا شك! وعمر خالد الذي خرج إلى الشوارع ضد الانقلاب في ليلة حدوث محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو، وأطلق عليه الرصاص أمام بلدية إسطنبول الكبرى ودخل في غيبوبة، كان أيضا سورياً. كذلك فإن قصي البالغ من العمر 23 عاما، والذي وجد حقيبة بها هاتف بقيمة 100 ألف ليرة في مدينة شانلي أورفا وسلمها إلى مالكها، هو أيضاً كان سورياً...

كما قال رسول الله ﷺ فإنه لا يتم تصنيف الناس وفقا لشعوبهم، ولكن وفقا لمنزلتهم عند الله تعالى: «فَالنَّاسُ رَجُلاَنِ رَجُلٌ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ» (الترمذي، أبو داود)

وإن العنصرية هي مرض يصيب الأشخاص ذوي التفكير المنحط. قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ» (أبو داود)

مما لا شك فيه، أنه ينبغي على الحكومة اتخاذ جميع التدابير اللازمة في مواجهة هذه الحادثة في أنقرة، ومنع وقوع حوادث مماثلة. وإذا كان هناك من يرتكب الجرائم، سواء أكان سورياً أم أفغانياً أم أياً كان، فبالطبع ينبغي معاقبته بالنظر إلى شخصية المجرم. وفي الوقت نفسه، ينبغي معاقبة السياسيين المحرضين الذين يحاولون تحقيق مكاسب سياسية باستغلال إخواننا المسلمين المهاجرين للبقاء على الساحة بالخطابات العنصرية. إنه مما لا شك فيه أن دولة الخلافة الراشدة، هي الوحيدة التي ستقضي على مرض العنصرية، وتزيل الحدود المصطنعة التي تم إنشاؤها بين المسلمين وتعيدهم إخوة وتوحدهم جسداً واحداً من جديد بإذن الله تعالى.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

 

المصدر: https://bit.ly/3ANBckO