publications-others

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

10102019turkey

 


تجري اليوم اتصالات مكثفة مليئة بالتناقضات في موضوع مستقبل سوريا والعملية العسكرية التركية المحتملة في شرق الفرات. فتركيا تنتظر منذ فترة طويلة ضوءاً أخضر من أمريكا في موضوع العملية العسكرية بذريعة التهديد الذي تتعرض له من تنظيم حزب العمال الكردستاني PKK/حزب الاتحاد الديمقراطي PYD. وقد حدث العام الماضي أحداث مشابهة، فتم تقديم قرار ترامب بالانسحاب من سوريا على أنه نصر لرئيس الجمهورية أردوغان، لكن الأيام مضت، ولم يحدث شيءٌ من هذا القبيل. وكذلك في منبج، لم يحصل تقدم ولو بمقدار شعيرة باعتراف المسؤولين الكبار، واضطرت تركيا إلى الاكتفاء بالدوريات المشتركة التي يقوم بها العسكريون الأتراك والأمريكيون.


إن التناقضات التي تعيشها المسألة السورية واضحة لا تغيب عن العيون. وفي سبيل فهم الوضع نثير هذه الأسئلة: إذا كان تنظيم PYD الذي تقدم له أمريكا الأسلحة بآلاف الشاحنات تنظيماً إرهابياً حسب تركيا؛ فكيف يمكن لأمريكا أن تصبح صديقةً وحليفةً؟! وإذا كانت روسيا وإيران اللتان تقفان إلى جانب نظام أسد الظالم القاتل حسب تركيا؛ فكيف يمكن لتركيا أن تسير معهما جنباً إلى جانب في أستانة وسوتشي، وتعتبرهما صديقتين حليفتين؟! وإذا كانت تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري المظلوم وثورته المحقة؛ فكيف نفهم تسليمها مناطق الهدنة ونقاط المراقبة وحلب والآن إدلب إلى النظام السوري، بل كيف نفهم كذلك إرسالها إشارات اللقاء إلى نظام الأسد؟!


فمن يجيب على هذه الأسئلة بصدق وجرأة وإنصاف يدرك تماماً أن فخاً كبيراً ينصب للمظلومين المسلمين. فالقضية هي قضية إعادة تسليم سوريا كلها لنظام أسد باسم "وحدة الأراضي السورية"، وبعدها إعادة المشروعية للنظام على طاولات الخيانة والمحافل الدبلوماسية. وتتولى أمريكا توزيع الأدوار بين تركيا وروسيا وإيران وPYD/PKK والمعارضة التي يتم جمعها تحت مسمى "الجيش الوطني"، وتقوم تركيا بتوجيهها حسب ما يقتضيه سير الأحداث. وتركيا التي تعلن صباح مساء بحملتها العسكرية تنتظر الضوء الأخضر؛ لن تحرك إصبعها. وترامب لم يتنازل لاستقبال رئيس الجمهورية أردوغان خلال زيارته لأمريكا في الشهر الماضي، ثم لم يلبث أن دعاه لزيارته خلال أسبوع. وبينما تقوم أمريكا بتوجيه الهجمات العسكرية في سوريا من جانب؛ تقوم بإدارة العملية السياسية المتعلقة بها. وتركيا التي تعبر عن قلقها من موجة كبيرة جديدة خلال عملية تصفية إدلب وتسليمها للنظام؛ تفكر في تشكيل خط بالتلطي خلف ذريعة PYD، وتنتظر موافقة أمريكية على ذلك. وأمريكا التي تريد عدم إزعاج (!) PYD/PKK الذي اعتبرته حليفاً في حربها ضد تنظيم الدولة؛ تتظاهر بتهديد تركيا من جانب، وتدفع الأكراد إلى أحضان النظام من جانب آخر، وتهيئ أرضية عودة المناطق الكردية إلى النظام.


هذه العملية التي تنتظر الضوء الأخضر من أمريكا، لا يمكنها أن تكون من أجل خير الإسلام والمسلمين أو الأتراك أو الإخوة السوريين. وحرمة دم امرئ مسلم يراق هناك أعظم عند الله من هدم الكعبة. وإننا نعلنها صريحةً واضحةً! إن هدف هذه العملية ليس تنظيم PYD، ولن تطلق رصاصة واحدة على هذا التنظيم الحليف لأمريكا والنظام وأعوانه، بل تأتي هذه العملية في إطار التحضيرات الجارية للحرب الذي ستطلق على قوات المعارضة التي دمغت بدمغة "الإرهاب"، والتي تقف في وجه النظام و"الجيش الوطني" المزعوم في إدلب، وتمهيداً لفتح ميدان لتوجيه آلاف السوريين الأبرياء إليه من داخل سوريا ومن تركيا، والويل لكم من يوم الحساب!


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

المصدر: https://bit.ly/2AXx9Fv