press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة copy1

 

إن الناظر اليوم لما وصلت إليه ثورة الشام المباركة من مكر وخداع ومؤامرات، واجتماع الأعداء عليها من كل حدب وصوب ومن كل بقاع العالم ومعهم أعداء الداخل والمنافقين والمتسلقين على هذه الثورة اليتيمة، فالذي ينظر للأفق المادي لهذه الثورة يرى أنها أوشكت على السقوط ويرى أن نهايتها قد اقتربت ويكاد يقول "إنا لمدركون" ..
أما الناظر لهذه الثورة على أنها ثورة مباركة خرجت من أجل الإسلام ومن أجل تحكيم شرع الله وفي سبيله سبحانه فيرى أنها منصورة لا محالة بإذن الله، ويقول: "كلا إن معي ربي سيهدين".

ولنا في سيرة سيدنا موسى وقومه بني إسرائيل والطاغية فرعون عبرة على أن النصر يأتي في أشد الظروف وأصعبها وعند اليأس وغياب الأفق المادي للنجاة ..
فسيدنا موسى عليه السلام وقومه عانوا ما عانوه من الطاغية فرعون من ظلم وتعذيب وقتل وانتهاك للأعراض، قال تعالى:
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}..
فعندها جاء الأمر لسيدنا موسى:
{وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ}..
هنا ذهب سيدنا موسى وقومه ورحلوا بأمر الله، وفرعون وجنوده يتبعونهم إلى أن وصلوا البحر، فانظر يرعاك الله إلى هذه المحنة، فالبحر من أمامهم ومن ورائهم جيش لا يعرف أوله من آخره يريد الإنقضاض عليهم، ولا يمتلكون من الأسباب المادية للنجاة أي شيء، فقال بعضهم "إنا لمدركون" أي هالكون، وهنا انظر لإيمان سيدنا موسى وثباته ويقينه بنصر الله حيث أخبرنا ربنا بقوله:
{كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}.
فجاء أمر الله لموسى:
{فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}..
فعبر سيدنا موسى وقومه البحر ولحقهم فرعون، فنجا سيدنا موسى وقومه وغرق فرعون ومن تبعه، وهنا حكمة الله واختباره لعباده المؤمنين، أن يعلموا أن النصر من عند الله لا من عند غيره ولا بقوتهم المادية، فلو قال لهم منذ البداية إن البحر سينفلق وينجون ويغرق فرعون لتبعه الجميع، ولكن أراد الله أن يمحص ويختبر قلوبهم وإيمانهم ويعلم الصادقين منهم.

وعودة لثورة الشام وإلى ما وصلت إليه، فها هو البحر من أمامها والأعداء من خلفها، وهي في بقعة صغيرة تكاد تنعدم فيها أسباب الحياة ولا يأمنون على أنفسهم، فمن جهة قصف النظام وطائراته ومن جهة نظام المصالحات التركي والموت على الحدود، وقادة فصائل مرتبطون وحكومات مصنعة مرتبطة تعمل على الضغط على أهل الثورة لقتل روح الثورة عندهم تمهيداً لسوقهم لمقصلة الجزار فيقتل أطفالهم ويستحيي نساءهم ويدمر بلادهم ويمعن في حرب دينهم وينتقم منهم شر انتقام، فهذا هو الحال الذي وصلت إليه الثورة ..

أما سبيل الخلاص فهو أننا لا بد أن نعلم أن النصر من عند الله وأنه أتٍ لا محالة وأن هذا امتحان ليميز الله به الصادقين المخلصين من المنافقين، فاستحقاق النصر لهذه الثورة بحاجة إلى أمرين؛ أولها الاستجابة لأمر الله لا أوامر الداعمين، وثانيها الاعتماد على قوة الله ومدده لا القوة المادية التي نمتلكها، وتبني قيادة سياسية مخلصة تحمل مشروعاً سياسياً مبلوراً تقدم مشروع دستور إسلامي خالص يرضي الله ورسوله، قيادة تقود مركب الثورة إلى هدفها المنشود ألا وهو إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة، لعل الله يرضى بذلك عنا فيكرمنا بعونه ومدده ونصره سبحانه، فنتخلص من فراعنة العصر وطغاته، ونعطي بيعتنا لإمام عدلٍ يسير بنا لكل خير، وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى:
{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز