press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

فقدان

 

 

إن ما نراه من مشاكل تحدث في المحرر على المستوى التعليمي أو الاقتصادي أو العسكري أو السياسي، وما ينتج عن هذه المشاكل من احتقان شعبي وغضب وتذمر على من توسد أمر الناس ليدل على أن هنالك أزمة قيادة للثورة بين الناس وبين من تسلط على رقاب العباد واستلم دفة سفينة الثورة..
فعندما تنعدم الثقة بربان السفينة وهو يسير دون أن يخبر الناس عن المكان المقصود والهدف المنشود من السفر أو حتى أين وصل ذلك المركب اليوم، فمن الطبيعي إذاً أن يفقد ذلك الراكب الأمان والطمأنينة والراحة أثناء رحلته.
فكيف يمكن للثائر الذي أراد الذهاب لدمشق أن يرتاح وهو يرى الوجهة قد أصبحت عفرين أو اعزاز ، وكيف يمكن لمن أراد التحرر من التبعية أن يرتاح وهو يرى قادة المنظومة الفصائلية قد أصبحت جندرما عند الداعم التركي وهو يسير بهم إلى حضن النظام المجرم، أو كيف لمن أراد الخلاص من الظلم والقهر أن يشعر بالراحة وهو يرى عدد السجون في المحرر أصبحت تضاهي سجون نظام الإجرام الذي خرجنا عليه للتخلص من ظلمه وطغيانه، أو كيف لمن أراد إسقاط النظام أن يرتاح وهو يرى الجبهات مغلقة مع النظام المجرم ومعابر الإغاثة مفتوحة معه وكأنه أصبح حمامة سلام، أو كيف لمن أراد التحرر من ظلم النظام أن يشعر بالراحة وهو يرى أن عقلية النظام المجرم قد عادت للمحرر للتضييق على الناس بالجمارك الحدودية والمخالفات المرورية والتموينية والمؤسسات المدنية بعد أن خرج الناس عليه للخلاص منه ومن تلك السياسة القذرة، أو كيف لمن أراد الخلاص أن يرتاح وهو يرى كيف أن أهداف الثورة قد تحولت عند من توسد أمرها من إسقاط النظام إلى إدارة منطقة ورفض مصالحة النظام شكلاً وتطبيقها عملياً على الأرض؟!!

لقد أصبح الجميع يعلم أن المشاكل والأزمات التي تحدث في المناطق المحررة، على كافة الأصعدة، ليست اعتباطية تعلوها الصدفة، بل هي سياسة ممنهجة مقصودة و الهدف منها إخضاع أهل الشام لإملاءات الداعم وسياسته والسير بالمحرر نحو التطبيع والمصالحة مع النظام المجرم وهذا ما صرح به النظام التركي على العلن بتصريحاته الأخيرة على لسان وزير خارجيته اوغلوا بعد أن كان يعمل لذلك الشيء بالخفاء خلال عقد من الزمن، لذلك فإن المشكلة الرئيسة في حدوث الشرخ الكبير والفجوة ما بين الحاضنة ومن يقود دفة القيادة في الثورة هو الارتهان للخارج والاصطفاف مع أعداء الثورة.

إن الحديث اليوم عن حل للثورة، وخاصة بعد سقوط النظام التركي كقيادة سياسية جلبت لثورتنا الويلات، يجب أن يكون متمحوراً حول قيادة مخلصة وواعية ومستقلة للثورة، غير مرتبطة وعندها القدرة على قيادة المرحلة وتحمل مشروع خلاص واضح ومفصل من عقيدة الإسلام، تتوفر فيها صفة القيادة الكاملة لملء الفراغ وتسد الفجوة ما بين الحاضنة والثورة التي أحدثتها القيادة الحالية المرتبطة، لتعيد للثورة روحها وألقها، وتقود دفة السفينة نحو وجهتها الصحيحة، قيادة تجمع الجهود والامكانات المتوفرة بين أيدي أهل الثورة وتوحد الصف وترسم معالم الطريق الصحيح بعد التوكل على الله سبحانه نحو غاية الثورة وهدفها المتمثل بإسقاط النظام القمعي المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه عبر دولة الخلافة، وما ذلك على الله بعزيز. فالله جل وعلا جعل للنصر أسباباً وجعل للخذلان أسباباً، فالواجب على أهل الشام اليوم أن يأخذوا بأسباب النصر ويستمسكوا بها في ثورتهم حتى يقطفوا ثمرة تضحياتهم التي قدموها أثناء وقوفهم في وجه نظام الكفر والجور.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ).

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود