press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

نور الدين

 

ما كان للغرب الكافر في أعوام الثورة الأولى وللدول التي ادعت زوراً صداقة الثورة أن تتجرأ وتصف طاغية الشام بأنه الرئيس الشرعي لسوريا أساساً أو ما شابه ذلك من هذا الكلام حتى تفكر بزيارته والجلوس معه، لأن النفس الثوري في الشام كان في أوج قوته وكان أهل الثورة جسداً واحداً في هتافاتهم وفي مواقفهم وثباتهم، بل وكانوا بصفتهم حاضنة الثورة يضغطون على أبنائهم في الجيش للانشقاق ويرسلونهم للمعارك ليقتلعوا هذا النظام المجرم من أرضهم ويحرروها، فلا تصادم ولا مواجهة في ذلك الوقت بل مسايرة وخداع وتآمر من المجتمع الدولي على أهل الشام، فلم تكن القبضة القوية للدول الداعمة للثورة قد وصلت لحد يؤمن فيه جانب قادة المنظومة الفصائلية من الانفلات والانفكاك من الارتباط، فلم يكن القادة قد انبطحوا كل هذا الانبطاح المخزي ولم تكن عناصر الفصائل قد وصلت لهذا الحد من الصمت القاتل على أفعال القادة، حتى إذا تغير ذلك وخبا النفس الثوري وتشبع القادة بالمال السياسي القذر الذي أوصلنا لما ترون، بعدما أزاحوا كل الفصائل والمجموعات التي تعرقل الحل السياسي الاستسلامي والقرار2254، وضمن أعداء الثورة بشكل يقيني أنه لن يكون هناك ما يخيفهم من القادة الحاليين، فقد أمسكوا كل خطوط التماس مع النظام المجرم وملؤوا المحرر بالمعتقلات والأمنيات واستقر لهم الأمر بما يخدم المرحلة الحالية، فكان الانتقال لمرحلة المكر التالية، وهي إظهار الحقيقة التي لطالما حذرنا منها. فقد خرج علينا النظام التركي بموقفه الحقيقي دون مكياج يجمل سوءه وقبح فعاله، وهو الذي راوغ كالثعلب على مدار الثورة لخداع الناس، من صداقة ونصرة ولجوء وخطوط حمراء ووو... فراح يدعو للتصالح مع النظام المجرم، وراح يسعى جهاراً لتعويمه والتطبيع معه وعقد الاجتماعات معه وزيارات علنية تمهيداً للقاء المتآمر أردوغان والطاغية أسد.

والآن وبعد ذلك كله، وحتى تعود كفة الثورة بالرجحان لصالحنا، وحتى تنتصر بإذن الله، لابد من تحرك فعلي لأهل الشام لإعادة النفس الثوري المرعب للدول والمزلزل لقادة الخيانة والمعابر، وأخذ الحاضنة الشعبية لدورها في العمل لاستعادة قرارها الذي سلبه قادة الفصائل بأمر من أسيادهم، والمباشرة العاجلة بالبحث عن قيادة سياسية تقودنا لكل خير، قيادة توحد الجهود وتسخر الإمكانات وتستثمر الطاقات، تحمل من الوعي وتصور الحلول وكشف المؤامرات ما يكفي لخوض غمار الثورة وإيصالها لبر الأمان، ففي ذلك الخير كل الخير بإذن الله، ولمثل ذلك فليعمل العاملون.

==
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
نور الدين الحوراني