publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

23102020bian

 

‏بعد الوعود التي قطعها النظام التركي بإرجاع طاغية الشام إلى ما وراء النقاط التركية؛ يأتي فصل الخريف ليُسقط آخر ورقة توت كانت تستر عورته، حيث قام النظام التركي بسحب نقاطه الواقعة ضمن المناطق التي سيطر عليها طاغية الشام بعد أن ساعده النظام التركي في ذلك؛ وبتواطؤ من المنظومة الفصائلية المرتبطة به، ليتبين للجميع أن النظام التركي لم يحفظ وعدا ولم يرع عهدا؛ حيث ذهبت جميعها أدراج الرياح؛ وذهبت معها آمال البعض بالعودة القريبة إلى بيوتهم وأرزاقهم؛ بعد أن أنجز مهمته المرحلية بنجاح.

‏أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
‏لا شك أن سحب النقاط التركية هو انعكاس لتفاهمات بين النظامين التركي والروسي، ولا شك أيضا أن دور النظام التركي لم ينته بعد؛ ولن ينتهي حتى إعادة جميع المناطق إلى سيطرة طاغية الشام، وإكمال مرحلة الحل السياسي الذي تخطط له أمريكا للقضاء على ثورة الشام، فهو الذي أكد على الدوام في جميع اتفاقياته مع النظام الروسي المجرم على وحدة الأراضي السورية؛ كما أكد على الدوام على ما يسمونه "محاربة الإرهاب"، والإرهاب في نظرهم هو كل عمل يخالف مخططاتهم وسياساتهم وتوجهاتهم، فكان ولا زال دور النظام التركي تقييد أهل الشام وسلب قرارهم، ليسهل القضاء على ثورتهم وإعادتهم إلى حظيرة العبودية من جديد.

‏أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
‏لقد أدرك الجميع أن أهل ثورة الشام لن يبخلوا بالتضحيات فقد ضحى أهل الشام بالغالي والنفيس على مدى عشر سنوات، ولن تنقصهم الإمكانيات ولا الإخلاص للوصول إلى هدفهم المنشود بإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام؛ فالإمكانيات موجودة ولكنها مكبلة ومجمدة.

‏ولكن ما يحتاجه أهل الشام بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى والاعتصام بحبله المتين؛ هو الوعي على المؤامرات الدولية التي كبلت ثورتهم وشلت حركتها، فكان لا بد من وجود قيادة سياسية واعية ومخلصة تصحح المسار وتستعيد القرار وتقود سفينة الثورة إلى بر الأمان وسط هذه الأمواج المتلاطمة، تسير على بصيرة، بتبنيها مشروعا سياسيا واضحا منبثقا من عقيدة الإسلام، بحيث يكون هذا المشروع بمثابة البوصلة التي تمنع السفينة من الانحراف عن مسارها؛ ويمنع المتسلقين من دفع السفينة خلف سياسات الغرب الكافر وأجنداته، فغياب المشروع السياسي الواضح سيمكن أعداء الثورة من فرض مشاريعهم ومخططاتهم عليها، وهذا ما أكدنا عليه مرارا وتكرارا منذ بداية الثورة.

‏فكان لزاما على أهل الشام أن يدركوا سفينتهم قبل الغرق؛ وأن يتناولوا العلاج الناجع إن أرادوا لثورتهم الشفاء من الأسقام التي أثقلت جسدها؛ ولا زالت تعاني من أعراضها.

‏قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.

أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا

 

الأربعاء، 04 / ربيع الأول / 1442هـ
21/10/2020م
رقم الإصدار: 002 / 1442هـ