press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

22

 

خبر وتعليق:
أهل سوريا هم أهلنا ونحن أهلهم

الخبر:
كثر الحديث في لبنان مؤخرا حول ضرورة إيجاد حل لإرجاع أهل سوريا النازحين، إلى بلدهم سوريا لأن لبنان لم يعد يستطيع تحمل تبعات ذلك من الناحية الاقتصادية والديموغرافية والأمنية!

التعليق:
آخر من طرح موضوع إعادة أهل سوريا من لبنان إلى سوريا هو جبران باسيل، رئيس التيار الوطني العوني، خلال مؤتمر خاص له منذ يومين في بيروت حضرته معظم الأحزاب السياسية والسياسيين في لبنان.

إنها ليست المرة الأولى التي يدعو فيها باسيل لهذا الأمر، فقد دعا إليه مرات عدة، وكذلك فعل بطريرك الموارنة وسائر المشرق الراعي، والرئيس السابق ميشال عون، وحزب الكتائب، وحزب القوات اللبنانية، ومعظم السياسيين النصارى، وسايرتهم في ذلك بعض الأحزاب المكونة من المسلمين، وبعض السياسيين المسلمين المتأثرين بتلك الأجواء المحرضة والمسمومة ضد أهلنا أبناء سوريا في لبنان، الذين هاجروا إليها بعد حرب نظام الأسد الشرسة عليهم لتركيعهم وإذلالهم.

نعم، لم يترك أهلنا في سوريا بلدهم للسياحة أو للتجارة، بل تركوا كل ما يملكون من أراضٍ وبيوت وغيرها فراراً بالدين والروح من إجرام الحكم عندهم وبخاصة منذ عام 2011م

وحتى تاريخه، أي منذ بدء الثورة ضد النظام لتغييره كلياً وجذرياً، وعدم إمكانية التعايش معه بعد أن أذاقهم كل أنواع الذل والهوان والقتل والاعتداء على الحرمات والأعراض والأملاك والأموات.

لذلك كله، نوجه كلمات صريحة وصادقة لكل من يطرح هذا الأمر ليعرف حقيقة موقفنا، وموقف الأمة الإسلامية منه، ومن وجود أهلنا أبناء سوريا بين أهلهم في لبنان:

1- نحن ننظر لأهل سوريا بأنهم إخوة لنا مثلهم مثل جميع المسلمين أينما حلوا أو ارتحلوا.

2- لا يجوز التعاطي مع أهل سوريا كنازحين أو لاجئين، أي كغرباء، كما اعتبرنا وما زلنا نعتبر أهل فلسطين المباركة في لبنان أنهم أهلنا، ولا يجوز النظر لهم بغير هذه النظرة.

3- كل من يروج لذلك، إنما يروج لحدود مصطنعة أوجدها المستعمر الفرنسي والإنجليزي، وتابعهما المستعمر الأمريكي ليحول دون وحدة الأمة الإسلامية في كيان سياسي واحد جامع يعيد لها مجدها وعزها في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

4- لا تتذرعوا بوجود بعض أهل سوريا بيننا في لبنان بوصفه سبباً للأزمة الاقتصادية والمالية والأمنية الخانقة، لأن الجميع بات يعلم أن الطبقة السياسية الفاسدة ومن ورائها أسيادها في الغرب هم أساس الأزمة لتجويع الناس وإذلالهم وتركيعهم، ومن ثم إخضاعهم لإملاءات الغرب عموماً وأمريكا خصوصاً للسير في مشاريعهم المشؤومة في نهب البلاد الإسلامية كلها ومنها لبنان عن طريق حكامهم الخونة وأحزابهم العميلة.

وأخيراً، نقول لأهلنا في سوريا ولبنان كلمة حق وصدق: إن عدونا ينظر إلينا باعتبارنا أمة واحدة ويخطط على هذا الأساس لمنع وحدتنا في دولة واحدة جامعة، فلا يجوز لنا بأي شكل من الأشكال أن يكون قولنا وعملنا وأهواؤنا مثلما يريد الغرب المستعمر، بل كما يريد رب العزة منا أن نكون، أمةً واحدة وفكراً واحدا ومشاعر واحدة، وتمام هذا لا يكون إلا بدولة واحدة وحاكم واحد، خليفة، يحكمنا بما أنزل الله سبحانه. وهذا هو الحل الجذري الذي يتطلب منا أخذ القرار المصيري الذي ينهض بأمتنا الإسلامية لتعود خير أمة أخرجت للناس كما أرادها رب العالمين.

ونحن على ثقة بالأمة التي لن تخذل أبناءها في حزب التحرير العاملين، والواصلين ليلهم بنهارهم، لإقامة دولة إسلامية واحدة جامعة تحكمنا بالإسلام في كل مناحي الحياة، وتنظم العلاقة بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على أساس أخوّة الدين والإيمان، وليس على أساس الجغرافيا والمكان، وإن ذلك لكائنٌ قريباً بإذنه تعالى.

===
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد نزار جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

 

المصدر: https://tinyurl.com/yt4783te